الصفحة رقم 2 من 3 البدايةالبداية 123 الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 21 الى 40 من 60
  1. #21
    [IMG]http://up106.******.com/s/t1cg9ubhfm.gif[/IMG]الامام الشافعى [IMG]http://up106.******.com/s/t1cg9ubhfm.gif[/IMG]
    نسبه ومولده

    وهو ابوعبد الله محمد بن ادريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي المطلبي. وكان ابوه قد هاجر من مكة الى غزة بفلسطين بحثا عن الرزق لكنه مات بعد ولادة محمد بمدة قصيرة فنشأ محمد يتيمافقيرا . وشافع بن السائب هو الذي ينتسب اليه الشافعي لقي النبي صلى الله عليه وسلم، واسر ابوه السائب يوم بدر في جملة من أسر وفدى نفسه ثم اسلم . ويلتقي نسبه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عبد مناف.
    اما امه فهي يمانية من الازد وقيل من قبيلة الاسد وهي قبيلة عربية لكنها ليست قرشية، قيل ان ولادة الشافعي كانت فى عسقلان وقيل بمنى لكن الاصح ان ولادته كانت في غزة عام 150 هجرية وهو نفس العام الذي توفى فيه ابو حنيفة .ولما بلغ سنتين قررت امه العودة وابنها الى مكة لااسباب عديده منها حتى لايضيع نسبه ، ولكي ينشأ على ما ينشأ عليه اقرانه ، فأتم حفظ القران وعمره سبع سنين . عرف الشافعي بشجو صوته في القراءة ، قال ابن نصر : كنا اذا اردناان نبكي قال بعضنا لبعض : قوموا الى هذا الفتى المطلبي يقرأ القران ، فاذا أتيناه (يصلي في الحرم ) استفتح القران حتى يتساقط الناس ويكثر عجيجهم بالبكاء من حسن صوته فاذا راى ذلك امسك من القراءة . ولحق بقبيلة هذيل العربية لتعلم اللغة والفصاحة . وكانت هذيل افصح العرب ، ولقد كانت لهذه الملازمة اثر في فصاحته وبلاغة ما يكتب،وقدلفتت هذه البراعة انصار معاصريه من العلماء بعد ان شب وكبر ، حتى الاصمعي وهو منائمة اللغة المعدودين يقول : ( صححت اشعار هذيل على فتى من قريش يقال له محمد بن ادريس ) وبلغ من اجتهاده في طلب العلم ان اجازه شيخه مسلم بن خالد الزنجي بالفتياوهو لا يزال صغير .

    طلبه للعلم

    حفظ الشافعي وهو ابن ثلاث عشرةسنة تقريبا كتاب الموطأ للامام مالك ورحلت به امه الىالمدينة ليتلقى العلم عندالامام مالك . ولازم الشافعي الامام مالك ست عشرة سنة حتى توفى الامام مالك (179هجرية ) وبنفس الوقت تعلم على يد ابراهيم بن سعد الانصاري ، ومحمد بن سعيد بن فديك وغيرهم
    وبعد وفاة الامام مالك (179 هجرية ) سافر الشافعي الى نجران والياعليها ورغم عدالته فقد وشى البعض به الى الخليفة هارون الرشيدفتم استدعائه الى دارالخلافة سنة (184هجرية ) وهناك دافع عن موقفه بحجة دامغة وظهر للخليفة براءةالشافعي مما نسب اليه واطلق سراحه .
    واثناء وجوده في بغداد أتصل بمحمد بن الحسن الشيباني تلميذ ابي حنيفة وقرأ كتبه وتعرف على علم اهل الرأي ثم عاد بعدها الى مكةواقام فيها نحوا من تسع سنوات لينشر مذهبه من خلال حلقات العلم التي يزدحم فيها طلبة العلم في الحرم المكي ومن خلال لقاءه بالعلماء اثناء مواسم الحج . وتتلمذ عليه فى هذه الفترة الامام احمد بن حنبل .
    ثم عاد مرة اخرى الى بغداد سنة ( 195هجرية ) ، وكان له بها مجلس علم يحضره العلماء ويقصده الطلاب من كل مكان . مكث الشافعي سنتين في بغداد ألف خلالها كتابه (الرسالة ) ونشر فيها مذهبه القديم ولازمه خلال هذه الفترة اربعة من كبار اصحابه وهم احمد بن حنبل ، وابو ثور ، والزعفراني ،والكرابيسي . ثم عاد الامام الشافعي الى مكة ومكث بها فترة قصيرة غادرها بعد ذلكالى بغدادسنة (198هجرية ) وأقام في بغداد فترة قصيرة ثم غادر بغداد الى مصر .
    قدم مصر سنة ( 199 هجرية ) تسبقه شهرته وكان في صحبته تلاميذه الربيع بن سليمان المرادي ، وعبدالله بن الزبير الحميدي ، فنزل بالفسطاط ضيفا على عبد الله بنعبد الحكم وكان من اصحاب مالك . ثم بدأ بالقاء دروسه في جامع عمرو بن العاص فمال اليه الناس وجذبت فصاحته وعلمه كثيرا من اتباع الامامين ابي حنيفة ومالك . وبقي فى مصر خمس سنوات قضاها كلها في التأليف والتدريس والمناظرة والرد على الخصوم . وفى مصر وضع الشافعي مذهبه الجديد وهو الاحكام والفتاوى التي استنبطها بمصر وخالف فيبعضها فقهه الذي وضعه في العراق ، وصنف في مصر كتبه الخالدة التي رواها عنه تلاميذه .

    وتطرق احمد تمام في كتابه (الشافعي ملامح وآثار ) كيفية ظهور شخصيةالشافعي ومنهجه في الفقه . هذا المنهج الذي هو مزيج من فقه الحجاز وفقه العراق ،هذا المنهج الذي انضجه عقل متوهج ، عالم بالقران والسنة ، بصير بالعربية وادابهاخبير باحوال الناس وقضاياهم ، قوي الرأي والقياس .
    فلو عدنا الى القرن الثانى الميلادي لوجدنا انه ظهر في هذا القرن مدرستين اساسيتين في الفقه الاسلامي همامدرسة الراي ، ومدرسة الحديث ، نشأت المدرسة الاولى في العراق وهي امتداد لفقه عبدالله بن مسعود الذي اقام هناك ، وحمل اصحابه علمه وقاموا بنشره . وكان ابن مسعودمتأثرا بمنهج عمر بن الخطاب في الاخذ بالرأي والبحث في علل الاحكام حين لا يوجد نص من كتاب الله او سنة رسوله صلى الله عليه وسلم . ومن أشهر تلامذة ابن مسعود الذين اخذوا عنه : علقمة بن قيس النخعي ، والاسود بن يزيد النخعي ، ومسروق بن الاجدع الهمداني ، وشريح القاضي ، وهؤلاء كانوا من ابرز فقهاء القرن الاول الهجري . ثم تزعم مدرسة الرأي بعدهم ابراهيم بن يزيد النخعي فقيه العراق بلا منازع وعلى يده تتلمذ حماد بن سليمان ، وخلفه في درسه ، وكان اماما مجتهدا وكانت له بالكوفة حلقةعظيمة يؤمها طلاب العلم وكان بينهم ابو حنيفة النعمان الذي فاق أقرانه وانتهت اليه رئاسة الفقه ، وتقلد زعامة مدرسة الرأي من بعد شيخه ، والتف حوله الراغبون في تعليم الفقه وبرز منهم تلاميذ بررة على رأسهم ابو يوسف القاضي ، ومحمد بن الحسن ، وزفروالحسن بن زياد وغيرهم ،وعلى يد هؤلاء تبلورت طريقة مدرسة الرأي واستقر امرها ووضح منهجها .
    وأما مدرسةالحديث فقدنشأت بالحجاز وهي امتداد لمدرسة عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر ، وعائشة وغيرهم من فقهاء الصحابة الذين أقاموا بمكة والمدينة ،وكان يمثلها عددكبير من كبار الائمة منهم سعد بن المسيب ، وعروة بن الزبير ،والقاسم بن محمد ، وابن شهاب الزهري ، والليث بن سعد ، ومالك بن انس . وتمتاز تلك المدرسة بالوقوف عند نصوص الكتاب والسنة ، فان لم تجد التمست اثار الصحابة ، ولم تلجئهم مستجدات الحوادث التي كانت قليلة في الحجاز الى التوسع في الاستنباط بخلاف ما كان عليه الحال في العراق .
    وجاء الشافعي والجدل مشتعل بين المدرستين فأخذموقفا وسطا ، وحسم الجدل الفقهي القائم بينهما بما تيسر له من الجمع بين المدرستين بعد ان تلقى العلم وتتلمذ على كبار اعلامهما مثل مالك بن انس من مدرسة الحديث ومحمدبن الحسن الشيباني من مدرسة الرأي .
    دون الشافعي الاصول التي اعتمد عليها فى فقهه ، والقواعد التي التزمها في اجتهاده في رسالته الاصولية "الرسالة " وطبق هذه الاصول في فقهه ، وكانت اصولا عملية لا نظرية ، ويظهر هذا واضحا في كتابه " الام " الذي يذكر فيه الشافعي الحكم مع دليله ، ثم يبين وجه الاستدلال بالدليل وقواعدالاجتهاد واصول الاستنباط التي اتبعت في استنباطه ، فهو يرجع اولا الى القران وماظهر له منه ، الا اذا قام دليل على وجوب صرفه عن ظاهره ،ثم الى سنة رسول الله صلىالله عليه وسلم حتى الخبر الواحد الذي ينفرد راو واحد بروايته ، وهو ثقة في دينه ،معروف بالصدق ، مشهور بالضبظ . وهو يعد السنة مع القران في منزلة واحدة ، فلا يمكن النظر في القران دون النظر في السنة التي تشرحه وتبينه ، فالقران يأتي بالاحكامالعامة والقواعد الكلية ، والسنة هي التي تفسر ذلك ،فهي التي تخصص عموم القران اوتقيد مطلقه ، او تبين مجمله .
    ولم يشترط الشافعي في الاحتجاج بالسنة غير اتصال سند الحديث وصحته ، فاذا كان كذلك صح عنده وكان حجة عنده ، ولم يشترط في قبول احديث عدم مخالفته لعمل اهل المدينة مثلما اشترط الامام مالك ، او ان يكون الحديث مشهورا ولم يعمل راويه بخلافه . ووقف الشافعي حياته على الدفاع عن السنة ، واقامةالدليل على صحة الاحتجاج بالخبر الواحد ، وكان هذا الدفاع سببا في علو قدر الشافعى عند اهل الحديث حتى سموه ( ناصر السنة ) . ولعل الذي جعل الشافعي يأخذ بالحديث اكثرمن أبي حنيفة حتى انه يقبل خبر الواحد متى توافرت فيه الشروط ، انه كان حافظاللحديث بصيرا بعلله ، لايقبل منه الا ما ثبت عنده ، وربما صح عنده من الاحاديث مالم يصح عند أبي حنيفة واصحابه . وبعد الرجوع الى القران والسنة يأتي الاجماع ان لم يعلم له مخالف ، ثم القياس شريطة ان يكون له اصل من الكتاب والسنة ، ولم يتوسع فيهم مثلما توسع الامام أبو حنيفة .

    فصاحته و شعره


    فقد عرف الامام الشافعي كامام من أئمة الفقه الاربعة ، لكن الكثيرين لا يعرفون أنه كان شاعرا .
    لقد كان الشافعي فصيح اللسان بليغا حجة في لغة العرب عاش فترة من صباه في بني هذيل فكان لذلك اثر واضحا على فصاحته وتضلعه في اللغة والادب والنحو ، اضافة الى دراسته المتواصله واطلاعه الواسع حتى اصبح يرجع اليه في اللغة والنحو .فكما مر بنا سابقافقد قال الاصمعي صححت اشعار هذيل على فتى من قريش يقال له محمد بن ادريس . وقالاحمد بن حنبل : كان الشافعي من افصح الناس ، وكان مالك تعجبه قراءته لانه كان فصيحا .وقال احمد بن حنبل : ما مس أحد محبرة ولا قلما الا وللشافعي في عنقه منة . وقال ايوب بن سويد : خذوا عن الشافع اللغة .
    ويعتبر معظم شعر الامام الشافعي في شعرالتأمل ، والسمات الغالبة على هذا الشعر هي ( التجريد والتعميم وضغط التعبير ) وهيسمات كلاسيكية ، اذ ان مادتها فكرية في المقام الاول ، وتجلياتها الفنية هيالمقابلات والمفارقات التي تجعل من الكلام ما يشبه الامثال السائرة او الحكم الت يتدولها الناس

    وفاته رحمه الله


    وظل الامام الشافعي في مصر ولم يغادرها يلقي دروسه ويحيط به تلامذته حتى لقي ربه في (30 رجب 204 هجرية )

    وهذهى بعض اشعاره


    [IMG]http://up106.******.com/s/ptjzlqmug0.gif[/IMG]
    ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي*
    جعلت الرجا مني لعفوك سلما
    تعاظمني ذنبي فلما قرنتـه*
    بعفوك ربي كان عفوك أعظما
    فما زلت ذا عفوعن الذنب لم تزل*
    تجود وتعفو منة وتكرمـا
    فلولاك لما يصمد لإبليس عابـد*
    فكيف وقد أغوى صفيك آدمـا؟
    فلله در العارف النـدب إنه*
    تفيض لفرط الوجد أجفانـه دما
    يقيم إذا ما الليل مد ظلامه*
    على نفسه من شدة الخوف مأتما
    فصيحا إذا ما كان في ذكر ربه*
    وفي ما سواه في الورى كان أعجما
    ويذكر أياما مضت من شبابـه*
    وما كان فيها بالجهالة أجرما
    قصار قرين الهم طول نهاره*
    أخا الشهد والنجوى إذا الليل أظلما
    يقول حبيبي أنت سؤلي وبغيتي*
    كفى بك للراجين سؤلا ومغنما
    الست الذي غذيتني وهديتني*
    ولازلت منانـا علي ومنعما
    عسى من له الإحسان يغفر زلتي*
    ويستر أوزاري وما قد تقدما

    [IMG]http://up106.******.com/s/ptjzlqmug0.gif[/IMG]
    الدَّهْرُ يَـومَانِ ذَا أمْنٍ وذَا خَطَرٍ*
    والعيشُ عيشانِ ذا صفو وذا كدرُ
    أَمَا تَرَى البحرَ تَعلُو فوقه*
    جِيَفٌ وتَسْتَقِرُّ بأقْصَى قـاعِهِ الدُّرَرُُ
    وفِي السَّمَاءِ نجومٌ لا عدادَ لَهَا*
    وليس يُكسَفُ إلا الشمس والقمر

    [IMG]http://up106.******.com/s/ptjzlqmug0.gif[/IMG]

    رحم الله الامام الشاعر
    الشافعى

    [/CENTER]
    اخر تعديل كان بواسطة » ميهارو في يوم » 06-01-2009 عند الساعة » 17:36

    اللهم لا تاخذني اليك الا وانت راضًا عني...~




  2. ...

  3. #22
    مور حبيبي علي الكلام الرائع عن الامام الشافعي

  4. #23

  5. #24

    أبـــــــــــو العــــــــلاء المـــــعـــــــــري

    (( أبو العلاء المعري ))

    3511f6e285


    المعرّي هو أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان. ولد في معرّة النعمان في شمال سوريا سنة ثلاث وستين وثلاثمائة هجرية (973 ميلادية) وفي الرابعة من عمره أصيب بالجدري وفقد بصره. درس على أبيه الذي مات وهو في الرابعة عشرة من عمره، فرحل إلى حلب حيث كانت الحركة الثقافية التي ازدهرت في ظل سيف الدولة لاتزال نشيطة، ومن حلب إلى أنطاكية، وكانت لاتزال تدافع عما بقي لها من تراثها البيزنطي، ومن أنطاكية توجّه إلى طرابلس الشام، ومرّ باللاذقية فأخذ عن بعض الرهبان ما وجده عندهم من علوم اليونان وآرائهم الفلسفية.

    في عام 398 هجرية رحل إلى بغداد حيث مكث عامين عاد بعدهما إلى معرّه النعمان ليجد أمه قد لحقت بأبيه فاعتزل الناس إلاّ خاصة طلاّبه وخادمه الذي كان يتقاسم معه دخله السنوي وهو ثلاثون دينارًا كان يستحقها من وقف. ورحل المعري سنة تسع وأربعين وأربعمائة هجرية
    .


    نشأ "أبو العلاء المعري" في أسرة مرموقة تنتمي إلى قبيلة "تنوخ" العربية، التي يصل نسبها إلى "يَعرُب بن قحطان" جدّ العرب العاربةويصف المؤرخون تلك القبيلة بأنها من أكثر قبائل العرب مناقب وحسبًا، وقد كان لهم دور كبير في حروب المسلمين، وكان أبناؤها من أكثر جند الفتوحات الإسلامية عددًا، وأشدهم بلاءً في قتال الفرس.
    وُلد أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان في بلدة "معرَّة النعمان"
    ونشأ في بيت علم وفضل ورياسة متصل المجد، فجدُّه "سليمان بن أحمد" كان قاضي "المعرَّة"، وولي قضاء "حمص"، ووالده "عبد الله" كان شاعرًا، وقد تولى قضاء المعرَّة وحمص خلفًا لأبيه بعد موته، أمَّا أخوه الأكبر محمد بن عبد الله (355 - 430هـ = 966 – 1039م) فقد كان شاعرًا مُجيدًا، وأخوه الأصغر "عبد الواحد بن عبد الله" (371 – 405هـ = 981 - 1014م) كان شاعرًا أيضًا.

    وعندما بلغ أبو العلاء الثالثة من عمره أُصيب بالجدري، وقد أدَّى ذلك إلى فقد بصره في إحدى عينيه، وما لبث أن فقد عينه الأخرى بعد ذلك.ولكن هذا البلاء على قسوته، وتلك المحنة على شدتها لم تُوهِن عزيمته، ولم تفُتّ في عضده، ولم تمنعه إعاقته عن طلب العلم، وتحدي تلك الظروف الصعبة التي مرَّ بها، فصرف نفسه وهمته إلى طب العلم ودراسة فنون اللغة والأدب والقراءة والحديث.فقرأ القرآن على جماعة من الشيوخ، وسمع الحديث عن أبيه وجدِّه وأخيه الأكبر وجدَّتِه "أم سلمة بنت الحسن بن إسحاق"، وعدد من الشيوخ، مثل: "أبي زكريا يحيى بن مسعر المعري"، و"أبي الفرج عبد الصمد الضرير الحمصي"، و"أبي عمرو عثمان الطرسوسي".وتلقَّى علوم اللغة والنحو على يد أبيه وعلى جماعة من اللغويين والنحاة بمعرَّة النعمان، مثل: "أبي بكر بن مسعود النحوي"، وبعض أصحاب "ابن خالوية".وكان لذكائه ونبوغه أكبر الأثر في تشجيع أبيه على إرساله إلى "حلب" – حيث يعيش أخواله – ليتلقى العلم على عدد من علمائها، وهناك التقى بالنحوي "محمد بن عبد الله بن سعد" الذي كان راوية لشعر "المتنبي"، ومن خلاله تعرَّف على شعر "المتنبي" وتوثقت علاقته به.ولكن نَهَم "أبي العلاء" إلى العلم والمعرفة لم يقف به عند "حلب"، فانطلق إلى "طرابلس" الشام؛ ليروى ظمأه من العلم في خزائن الكتب الموقوفة بها، كما وصل إلى "أنطاكية"، وتردد على خزائن كتبها ينهل منها ويحفظ ما فيها.وقد حباه الله تعالى حافظة قوية؛ فكان آية في الذكاء المفرط وقوة الحافظة، حتى إنه كان يحفظ ما يُقرأ عليه مرّة واحدة، ويتلوه كأنه يحفظه من قبل، ويُروى أن بعض أهل حلب سمعوا به وبذكائه وحفظه – على صغر سنه – فأرادوا أن يمتحنوه؛ فأخذ كل واحد منهم ينشده بيتًا، وهو يرد عليه ببيت من حفظه على قافيته، حتى نفد كل ما يحفظونه من أشعار، فاقترح عليهم أن ينشدوه أبياتًا ويجيبهم بأبيات من نظمه على قافيتها، فظل كل واحد منهم ينشده، وهو يجيب حتى قطعهم جمعيًا.



    عاد "أبو العلاء" إلى "معرة النعمان" بعد أن قضى شطرًا من حياته في "الشام" يطلب العلم على أعلامها، ويرتاد مكتباتها.وما لبث أبوه أن تُوفي، فامتحن أبو العلاء باليُتم، وهو ما يزال غلامًا في الرابعة عشرة من عمره، فقال يرثي أباه:
    أبي حكمت فيه الليالي ولم تزل
    رماحُ المنايا قادراتٍ على الطعْنِ


    مضى طاهرَ الجثمانِ والنفسِ والكرى
    وسُهد المنى والجيب والذيل والرُّدْنِ


    وبعد وفاة أبيه عاوده الحنين إلى الرحلة في طلب العلم، ودفعه طموحه إلى التفكير في الارتحال إلى بغداد، فاستأذن أمه في السفر، فأذنت له بعد أن شعرت بصدق عزمه على السفر، فشد رحاله إليها عام (398هـ = 1007م).
    واتصل "أبو العلاء" في بغداد بخازن دار الكتب هناك "عبد السلام البصري"، وبدأ نجمه يلمع بها، حتى أضحى من شعرائها المعدودين وعلمائها المبرزين؛ مما أثار عليه موجدة بعض أقرانه ونقمة حساده، فأطلقوا ألسنتهم عليه بالأقاويل، وأثاروا حوله زوابع من الفتن والاتهامات بالكفر والزندقة، وحرّضوا عليه الفقهاء والحكام، ولكن ذلك لم يدفعه إلى اليأس أو الانزواء، وإنما كان يتصدى لتلك الدعاوى بقوة وحزم، ساخرًا من جهل حساده، مؤكدًا إيمانه بالله تعالى ورضاه بقضائه، فيقول تارة:


    غَرِيَتْ بذمِّي أمةٌ
    وبحمدِ خالقِها غريتُ

    وعبدتُ ربِّي ما استطعـ
    ـتُ، ومن بريته برِيتُ

    ويقول تارة أخرى:

    خُلِقَ الناسُ للبقاء فضلَّت
    أمةٌ يحسبونهم للنفادِ

    إنما ينقلون من دار أعما
    لٍ إلى دار شقوة أو رشادِ



    ولم يكن أبو العلاء بمعزل عن المشاركة في الحياة الاجتماعية والفكرية في عصره؛ فنراه يشارك بقصائده الحماسية في تسجيل المعارك بين العرب والروم، كما يعبر عن ضيقه وتبرمه بفساد عصره واختلال القيم والموازين فيه، ويكشف عن كثير مما ظهر في عصره من صراعات فكرية ومذهبية، كما يسجل ظهور بعض الطوائف والمذاهب والأفكار الدينية والسياسية.
    وقد عرف له أهل بغداد فضله ومكانته؛ فكانوا يعرضون عليه أموالهم، ويلحُّون عليه في قبولها، ولكنه كان يأبى متعففًا، ويردها متأنفًا، بالرغم من رقة حالة، وحاجته الشديدة إلى المال، ويقول في ذلك:


    لا أطلبُ الأرزاقَ والمو
    لى يفيضُ عليَّ رزقي

    إن أُعطَ بعضَ القوتِ أعـ
    ـلم أنَّ ذلك فوق حقي


    وكان برغم ذلك راضيًا قانعًا، يحمد الله على السراء والضراء، وقد يرى في البلاء نعمة تستحق حمد الخالق عليها فيقول:

    "أنا أحمد الله على العمى، كما يحمده غيري على البصر".



    لم يطل المقام بأبي العلاء في بغداد طويلاً؛ إذ إنه دخل في خصومة مع "المرتضي العلوي" أخي "الشريف الرضي"، بسبب تعصب "المعري" للمتنبي وتحامل المرتضي عليه؛ فقد كان أبو العلاء في مجلس المرتضي ذات يوم، وجاء ذكر المتنبي، فتنقصه المرتضي وأخذ يتتبع عيوبه ويذكر سرقاته الشعرية، فقال أبو العلاء: لو لم يكن للمتنبي من الشعر إلا قصيدته: "لك يا منازل في القلوب منازل" لكفاه فضلاً.
    فغضب المرتضي، وأمر به؛ فسُحب من رجليه حتى أُخرج مهانًا من مجلسه، والتفت لجلسائه قائلاً: أتدرون أي شيء أراد الأعمى بذكر تلك القصيدة؟ فإن للمتنبي ما هو أجود منها لم يذكره. قالوا: النقيب السيد أعرف! فقال: إنما أراد قوله:


    وإذا أتتك مذمَّتي من ناقص
    فهي الشهادة لي بأنِّي كامل



    وفي تلك الأثناء جاءت الأخبار إلى أبي العلاء بمرض أمه، فسارع بالرجوع إلى موطنه بعد نحو عام ونصف العام من إقامته في بغداد.

    غادر أبو العلاء بغداد في (24 من رمضان 400 هـ = 11 من مايو 1010م)، وكانت رحلة العودة شاقة مضنية، جمعت إلى أخطار الطريق وعناء السفر أثقال انكسار نفسه، ووطأة همومه وأحزانه، وعندما وصل أبو العلاء إلى بلدته كانت هناك مفاجأة قاسية في انتظاره.. لقد تُوفِّيت أمه وهو في طريق عودته إليها.ورثاها أبو العلاء بقصيدة تقطُر لوعة وحزنًا، وتفيض بالوجد والأسى. يقول فيها:

    لا بارك الله في الدنيا إذا انقطعت
    أسباب دنياكِ من أسباب دنيانا


    ولزم داره معتزلاً الناس، وأطلق على نفسه "رهين المحبسين"، وظلَّ على ذلك نحو أربعين عامًا، لم يغادر خلالها داره إلا مرة واحدة، عندما دعاه قومه ليشفع لهم عند "أسد الدولة بن صالح بن مرداس" - صاحب حلب - وكان قد خرج بجيشه إلى "المعرة" بين عامي (417،418هـ = 1026،1027م)؛ ليخمد حركة عصيان أهلها، فخرج أبو العلاء، متوكئا على رجُل من قومه، فلما علم صالح بقدومه إليه أمر بوقف القتال، وأحسن استقباله وأكرمه، ثم سأله حاجته، فقال أبو العلاء:

    قضيت في منزلي برهةً
    سَتِير العيوب فقيد الحسد

    فلما مضى العمر إلا الأقل
    وهمَّ لروحي فراق الجسد

    بُعثت شفيعًا إلى صالح
    وذاك من القوم رأي فسد

    فيسمع منِّي سجع الحمام
    وأسمع منه زئير الأسد


    فقال صالح: بل نحن الذين تسمع منَّا سجع الحمام، وأنت الذي نسمع منه زئير الأسد. ثم أمر بخيامه فوضعت، ورحل عن "المعرة".

    وكان أبو العلاء يأخذ نفسه بالشدة، فلم يسع في طلب المال بقدر ما شغل نفسه بطلب العلم، وهو يقول في ذلك:
    "وأحلف ما سافرت أستكثر من النشب، ولا أتكثر بلقاء الرجال، ولكن آثرت الإقامة بدار العلم، فشاهدت أنفس مكان لم يسعف الزمن بإقامتي فيه".ويُعدُّ أبو العلاء من أشهر النباتيين عبر التاريخ؛ فقد امتنع عن أكل اللحم والبيض واللبن، واكتفى بتناول الفاكهة والبقول وغيرها مما تنبت الأرض.وقد اتخذ بعض أعدائه من ذلك المسلك مدخلاً للطعن عليه وتجريحه وتسديد التهم إليه، ومحاولة تأويل ذلك بما يشكك في دينه ويطعن في عقيدته.وهو يبرر ذلك برقة حاله وضيق ذات يده، وملاءمته لصحته فيقول:

    "ومما حثني على ترك أكل الحيوان أن الذي لي في السنة نيِّفٌ وعشرون دينارًا، فإذا أخذ خادمي بعض ما يجب بقي لي ما لا يعجب، فاقتصرت على فول وبلسن، وما لا يعذب على الألسن.. ولست أريد في رزقي زيادة ولا لسقمي عيادة".
    وعندما كثر إلحاح أهل الفضل والعلم على أبي العلاء في استزارته، وأبت به مروءته أن يرد طلبهم أو يقطع رجاءهم، وهم المحبون له، العارفون لقدره ومنزلته، المعترفون بفضله ومكانته؛ فتح باب داره لا يخرج منه إلى الناس، وإنما ليدخل إليه هؤلاء المريدون.فأصبح داره منارة للعلم يؤمها الأدباء والعلماء، وطلاب العلم من كافة الأنحاء، فكان يقضي يومه بين التدريس والإملاء، فإذا خلا بنفسه فللعبادة والتأمل والدعاء.وكما لم تلن الحياة لأبي العلاء يومًا في حياته، فإنها أيضًا كانت قاسية عند النهاية؛ فقد اعتلّ شيخ المعرَّة أيامًا ثلاثة، لم تبق من جسده الواهن النحيل إلا شبحًا يحتضر في خشوع وسكون، حتى أسلم الروح في (3 من ربيع الأول 449هـ = 10 من مايو 1057م) عن عمر بلغ 86 عامًا.

    وقد ترك أبو العلاء تراثًا عظيمًا من الشعر والأدب والفلسفة، ظل موردًا لا ينضب للدارسين والباحثين على مر العصور، وكان له أكبر الأثر في فكر وعقل كثير من المفكرين والعلماء والأدباء في شتى الأنحاء، ومن أهم تلك الآثار:
    - رسالة الغفران: التي ألهبت خيال كثير من الأدباء والشعراء على مَرِّ الزمان، والتي تأثر بها "دانتي" في ثُلاثيته الشهيرة "الكوميديا الإلهية".
    - سقط الزند: وهو يجمع شعر أبي العلاء في شبابه، والذي استحق به أن يوصف بحق أنه خليفة المتنبي.
    - لزوم ما لا يلزم (اللزوميات)، وهو شعره الذي قاله في كهولته، وقد أجاد فيه وأكثر بشكل لم يبلغه أحد بعده، حتى بلغ نحو (13) ألف بيت
    .

  6. #25

    {ابو الطيب المتنبى }


    [IMG]http://up110.******.com/s/tvd77p3kqa.gif[/IMG]
    أنا الذي نظر الأعمى اللى أدبي #####و أسمعت كلماتي من به صمم

    الخيل و الليل و البيداء تعرفني #####و السيف و الرمح و القرطاس و القلم

    الاسطوره العربيه
    {ابو الطيب المتنبى }

    هو أحمد بن الحسين المعروف بالمتنبي ولد سنة 915م \ 303هـ ، من كبار شعراء العرب
    ، ولد في الكوفة و اشتهر بحدة الذكاء ، تجول في الشام و العراق ، احترف الشعر فمدح رجال الكوفة و بغداد ،
    دخل البادية فخالط الأعراب ، و تنقل بين مدن الشام يمدح شيوخ البدو و الأمراء و الأدباء ، سجنه عامل الاخشيد و لما أطلق سراحه عاد اللى حياة التنقل و المدح و صار شاعر سيف الدولة ثم عضد الدولة البويهي ، و لما وقف الحساد في طريقه اتصل بكافور الاخشيدي ، فمدحه ثم هجاه ، و هرب الى العراق . كان متكبرا شجاعا طموحا محبا للمغامرات . في شعره تعصب للعروبة ، و تشاؤم و افتخار بنفسه ، أفضل شعره في الحكمة و فلسفة الحياة ووصف المعارك على صياغة قوية محكمة .
    له ديوان شرحه طائفة من كبار الأدباء كابن جني ، و أبي العلاء المعري و الواحدي و العكبري و الشيخ ابراهيم اليازجي
    قتل في طريقه الى بغداد سنة 965مـ \ 354هـ

    [IMG]http://up110.******.com/s/tvd77p3kqa.gif[/IMG]
    وهذهى احد قصائده الرائعه
    {الخيل والليل والبيداء تعرفني }
    واحـر قلــــباه ممــن قلبــه شبــم **** ومن بجسمـي وحـالي عنده سقـم

    مـــا لـي أكتم حبا قد برى جسدي **** وتدعي حب سيف الدولة الأمم

    إن كــــان يجمعــنا حب لغرتــه **** فليت أنا بقدر الحــــب نقتســـم

    قد زرته و سيوف الهند مغمـــدة **** وقد نظرت إليه و السيـوف دم

    فكان أحسن خلــــق الله كلهـــم **** وكـان أحسن مافي الأحسن الشيم

    فوت العــدو الذي يممـــته ظفر **** في طــيه أسف في طـــيه نعــــم

    قد ناب عنك شديد الخوف واصطنعت **** لك المهابــــــة مالا تصنع البهم

    ألزمت نفسك شيــــئا ليس يلزمها ****أن لا يواريـهم بحر و لا علم

    أكلــما رمت جــيشا فانثنى هربا **** تصرفت بك في آثاره الهمــم

    عليك هــــزمهم في كل معتـرك **** و ما عليــك بهم عار إذا انهزموا

    أما ترى ظفرا حلوا سوى ظفر**** تصافحت فيه بيض الهندو اللمم

    يا أعدل الناس إلا في معــاملتي **** فيك الخصام و أنت الخصم والحكم

    أعيذها نظـــرات منك صادقـــة **** أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم

    وما انتفاع اخي الدنيا بناظـــره ****إذا استـــوت عنده الأنوار و الظلم

    سيعلـم الجمع ممن ضم مجلسنا **** باننــي خير من تسعى به قـــــدم

    انا الذي نظر العمى إلى ادبــي **** و أسمعـت كلماتي من به صمــم

    انام ملء جفوني عن شواردها **** ويسهر الخلق جراها و يختصم

    و جـــاهل مده في جهله ضحكي **** حتى اتتــــه يــد فراســة و فم

    إذا رايـــت نيوب الليــث بارزة **** فلا تظنـــن ان الليــث يبتســم

    و مهجـة مهجتي من هم صاحبها **** أدركتـــه بجواد ظهره حـــرم

    رجلاه في الركض رجل و اليدان يد **** وفعلـــه ماتريد الكف والقدم

    ومرهف سرت بين الجحفليـــن به **** حتى ضربت و موج الموت يلتطم

    الخيل والليل والبيــداء تعرفنــــي **** والسيف والرمح والقرطاس و القلم

    صحبـت في الفلوات الوحش منفردا ****حتى تعجـــب مني القور و الأكــم

    يــــا من يعز عليـــنا ان نفارقهـــم **** وجداننـا كل شيء بعدكم عــدم

    مــا كان أخلقــنا منكم بتكـــرمة **** لـو ان أمــركم من أمرنـا أمــم

    إن كــان سركـم ما قال حاسدنا **** فما لجـــرح إذا أرضاكـــم ألــم

    و بينــنا لو رعيتم ذاك معرفــة **** غن المعـارف في اهل النهـى ذمم

    كم تطلبـــون لنا عيبـا فيعجزكم **** و يكره الله ما تأتون والكــرم

    ما أبعد العيب و النقصان عن شرفي **** أنا الثـــريا و ذان الشيب و الهرم

    ليـت الغمام الذي عندي صواعقه **** يزيلهـن إلى من عنـده الديــم

    أرى النوى تقتضينني كل مرحلة **** لا تستقـل بها الوخادة الرسـم

    لئن تركـن ضميرا عن ميامننا **** ليحدثن لمـن ودعتهــم نـدم

    إذا ترحلت عن قـوم و قد قـدروا **** أن لا تفارقهم فالـراحلون هــم

    شــر البلاد مكان لا صــديق بــه **** و شر ما يكسب الإنسان ما يصم

    و شـر ما قنصته راحتي قنص **** شبه البزاة سواء فيه و الرخم

    بأي لفظ تقـول الشعــر زعنفة **** تجـوز عندك لا عــرب ولا عجم

    هذا عـتابـك إلا أنـه مقـة **** قـد ضمـن الدر إلا أنه كلم


    [IMG]http://up110.******.com/s/wjvy7rp056.gif[/IMG]


  7. #26
    منور حبيبي و الله

    يا ريت العضاء يشاركون مثلك
    b760759fed447dd2920c48f6c3bdc69c
    <.لا تجعل قلبك نهر يشرب منه كل عابر , لاكن اجعله ممكله يحكمها كل قادر .>

    -•-=¤ smile وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا smile¤=-•-

  8. #27
    [IMG]http://up110.******.com/s/ku09epzu5p.gif[/IMG]
    وأَحسنُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني******وَأجْمَلُ مِنْكَ لَمْ تَلِدِ النّسَاءُ
    خلقتَ مبرءً منْ كلّ عيبٍ******كأنكَ قدْ خلقتَ كما تشاءُ

    حقا ابيات رائعة
    [IMG]http://up110.******.com/s/ku09epzu5p.gif[/IMG]
    شاعر الرسول
    الصحابى الجليل
    {حسان بن ثابت}

    هو حسان بن ثابت بن المنذر النجاري الأنصاري، الشاعر، يكنى أبا الوليد وقيل يكنى أبا عبد الرحمن وقيل أبا الحسام وأمه الفريعة بنت خالد بن خنيس الأنصارية، كان يقال له: شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم...
    [IMG]http://up110.******.com/s/ku09epzu5p.gif[/IMG]
    {حاله قبل الإسلام}

    ولد في المدينة قبل مولد الرسول صلى الله عليه وسلم بنحو ثماني سنين، عاش في الجاهلية ستين سنة، وفي الإسلام ستين أخرى، شب في بيت وجاهة وشرف منصرفا إلى اللهو والشرب والغزل، فأبوه ثابت بن المنذر بن حرام الخزرجي، من سادة قومه وأشرافهم. وأمه " الفريعة " خزرجية مثل أبيه، وحسان بن ثابت ليس خزرجيا فحسب بل هو أيضا من بني النجار أخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فله به صلة وقرابة.

    وكانت المدينة في الجاهلية ميدانا للنـزاع بين الأوس والخزرج، تكثر فيها الخصومات والحروب، وكان قيس بن الخطيم شاعر الأوس، وحسان بن ثابت شاعر الخزرج الذي كان لسان قومه في تلك الحروب التي نشبت بينهم وبين الأوس في الجاهلية، فطارت له في البلاد العربية شهرة واسعة.
    وقد اتصل حسان بن ثابت بالغساسنة، يمدحهم بشعره، ويتقاسم هو والنابغة الذبياني وعلقمة الفحل أعطيات بني غسان، فقد طابت له الحياة في ظل تلك النعمة الوارف ظلالها، ثم اتصل ببلاط الحيرة وعليها النعمان بن المنذر، فحل محل النابغة، حين كان هذا الأخير في خلاف مع النعمان، إلى أن عاد النابغة إلى ظل أبي قابوس النعمان، فتركه حسان مكرها، وقد أفاد من احتكاكه بالملوك معرفة بالشعر المدحي وأساليبه، ومعرفة بالشعر الهجائي ومذاهبه، ولقد كان أداؤه الفني في شعره يتميز بالتضخيم والتعظيم، واشتمل على ألفاظ جزلة قوية.

    وهكذا كان في تمام الأهبة للانتقال إلى ظل محمد صلى الله عليه وسلم نبي الإسلام، والمناضلة دونه بسلاحي مدحه وهجائه.

    [IMG]http://up110.******.com/s/ku09epzu5p.gif[/IMG]
    {إسلامه}

    كان عمره عند إسلامه ستين عاماً ومما يدل على ذلك:
    ما قاله ابن سعد: عاش ستين سنة في الجاهلية وستين سنة في الإسلام.

    من ملامح شخصيته:

    جهاده بشعره:

    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصب له منبرا في المسجد يقوم عليه قائما يفاخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله يقول: " إن الله يؤيد حسان بروح القدس ما نافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم".

    وقي الصحيحين عن البراء بن عازب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لحسان بن ثابت: اهجهم أو هاجهم وجبريل معك.

    مواقف من حياته مع النبي صلى الله عليه وسلم:

    روى البخاري بسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت استأذن حسان النبي صلى الله عليه وسلم في هجاء المشركين قال كيف بنسبي فقال حسان لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين.

    [IMG]http://up110.******.com/s/ku09epzu5p.gif[/IMG]
    {الرسول يهب له جارية}

    أهدى المقوقس صاحب الإسكندرية ومصر مارية القبطية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هي وأختها سيرين فوهب رسول الله صلى الله عليه وسلم سيرين لحسان بن ثابت الشاعر فولدت له عبد الله بن حسان.

    وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اهجوا قريشاً فإنه أشد عليها من شق النبل" فأرسل إلى ابن رواحة فقال: "اهجهم" فهاجهم فلم يرض، فأرسل إلي كعب بن مالك ثم أرسل إلى حسان بن ثابت، فلما دخل عليه قال حسان: آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه ثم قال: والذي بعثك بالحق لأقرينهم بلساني قرع الأديم.
    كان رضي الله عنه يجاهد المشركين بلسانه كما يجاهدهم المسلمون بالسيوف، فكان يدعو إلى الله عز وجل بشعره، ويدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويهجو من يهجو رسول الله أو المسلمين.

    وقد رُويت له بعض الأحاديث عن رسول الله صلى الله عله وسلم، رواها عنه من الصحابة أبو هريرة، ومن التابعين سعيد بن المسيب وابنه عبد الرحمن، وعبد الله بن عبد الرحمن بن عوف، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب...

    [IMG]http://up110.******.com/s/ku09epzu5p.gif[/IMG]
    {ما قيل عنه}

    قال: أبو عبيدة: واجتمعت العرب على أن أشعر أهل المدر أهل يثرب ثم عبد القيس ثم ثقيف وعلى أن أشعر أهل المدر حسان بن ثابت

    وقال أيضًا: حسان بن ثابت شاعر الأنصار في الجاهلية وشاعر أهل اليمن في الإسلام وهو شاعر أهل القرى

    وعن أبي عبيدة وأبي عمرو بن العلاء أنهما قالا: حسان بن ثابت أشعر أهل الحضر وقال أحدهما أهل المدر

    وقال الأصمعي: حسان بن ثابت أحد فحول الشعراء.

    [IMG]http://up110.******.com/s/ku09epzu5p.gif[/IMG]
    {وفاته:}

    قال ابن سعد: عاش في الجاهلية ستين وفي الإسلام ستين ومات وهو ابن عشرين ومائة، وقد توفي رضي الله عنه سنة 54 من الهجرة فى خلافة على بن ابو طالب رضى الله عنه
    [IMG]http://up110.******.com/s/ku09epzu5p.gif[/IMG]
    {ومن روائعه الفريده }
    إن تمسِ دارُ ابنِ أروى منه خالية ً********بابٌ صَريعٌ وَبابٌ مُخرَقٌ، خَرِبُ
    فقَدْ يُصَادِفُ بَاغي الخيرِ حاجَتَهُ*********فِيها ويَأوي إليها الذِّكرُ والحَسَبُ
    يا أيّها النّاسُ أبْدُوا ذَاتَ أنفسِكُمْ،********لا يَسْتَوِي الصّدقُ عندَ اللَّهِ والكذِبُ
    إلا تنيبوا لأمرِ اللهِ تعترفوا *********بغارة ٍ عصبٍ منْ خلفها عصبُ
    فيهمْ حبيبٌ شهابُ الحربِ يقدمهمْ********مستلئماً قدْ بدا في وجههِ الغضبُ

    [IMG]http://up110.******.com/s/ku09epzu5p.gif[/IMG]
    {رحم الله الصحابى الجليل الشاعر }
    {حسان بن ثابت }

  9. #28

  10. #29
    [IMG]http://up108.******.com/s/82yxdte7yv.gif[/IMG]

    أنت النبي ومن يحرم شفاعته******يوم الحساب فقد أزرى به القـدر
    فثبت الله ما آتاك من حسـن******تثبيت موسى ونصراً كالذي نصروا


    فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
    «وأنت فثبتك الله يا بن رواحة».

    [IMG]http://up108.******.com/s/82yxdte7yv.gif[/IMG]
    شاعر الرسول

    {عبدالله بن رواحة }
    [IMG]http://up108.******.com/s/82yxdte7yv.gif[/IMG]
    هو أبو محمد عبدالله بن رواحة بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي. صحابي كان يكتب في الجاهلية ويقول الشعر، شهد العقبة نقيباً عن أهله، كان أحد الشعراء الثلاثة الذين تصدوا للمشركين ودافعوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الإسلام والمسلمين .آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين المقداد، شارك في غزوة بدر وكان أول من خرج للمبارزه مع اثنين من الأنصار لكن عتبة بن ربيعة ابى الا ان يبكون النزال مع قريش فخرج حمزه ورفاقه علي و عبيده بن الحارث،وأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد انتهائها إلى المدينة ليبشر المسلمين بالنصر، وشهد ما بعدها من المشاهد إلى أن استشهد في غزوة مؤتة. كان كثير التعبد لله فكان إذا لقي الرجل من أصحابه يقول له: تعال نؤمن ساعة.
    [IMG]http://up108.******.com/s/82yxdte7yv.gif[/IMG]
    أثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «رحم الله عبدالله بن رواحة إنه يحب المجالس التي تتباهى بها الملائكة». وقال أيضا: «نعم الرجل عبدالله بن رواحة». وروي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فسمعه يقول: اجلسوا. فجلس مكانه خارج المسجد حتى فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من خطبته، فقال له: زادك الله حرصاً على طواعية الله وطواعية رسوله. وكان أول خارج إلى الغزو وآخر قافل منه.
    [IMG]http://up108.******.com/s/82yxdte7yv.gif[/IMG]
    وفي سنة ثمان للهجرة أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشاً لمواجهة الروم وأمّـر عليه زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبدالله بن رواحة، فإن استشهدوا فليرتض المسلمون رجلاً فليجعلوه عليهم. ولما أرادوا الخروج بكى عبدالله، فقالوا: «ما يبكيك يا بن رواحة؟» فقال: «أما والله مابي حب الدنيا ولا صبابة إليها، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ (وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتماً مقضياً) فلست أدري كيف لي بالصدر بعد الورود؟» فقال المسلمون: «صحبكم الله وردكم إلينا صالحين ودفع عنكم»، فأجابهم عبدالله مبيناً تطلعه إلى الشهادة:

    لكنني أسأل الرحمـن مغفـرة وضربة ذات فرع يقذف الزبدا
    أو طعنة بيدي حـران مجـهزة بحربة تنفذ الأحشاء والكبــدا
    حتى يقولوا إذا مروا على جدثي أرشده الله من غاز وقد رشـدا


    ثم ساروا حتى بلغوا بادية الشام فعلموا بأن الروم مئتا ألف بينما جيش المسلمين ثلاثة آلاف. فأرادوا أن يتوقفوا ويرسلوا إلى رسول الله ليعلموه فشجعهم عبدالله بن رواحة على المضي إلى الجهاد. وسمعه زيد بن أرقم ذات ليلة يقول:
    إذا أدنيتني وحملت رحلـي مسيرة أربع بعد الحســاء
    فشأنك فانعمي وخلاك ذم ولا أرجع إلى أهلي ورائـي
    وجاء المؤمنـون وغادروني بأرض الشام مشهور الثّواء



    فبكى زيد، فضربه عبدالله بالدرة وقال: «ماعليك يا لكع أن يرزقني الله الشهادة وترجع أنت». ولمادار القتال استشهد زيد وجعفر فحمل الراية عبدالله وهو يقول:

    يا نفـس إلا تُـقـتَـلي تمـوتـي
    هـذا حياض الموت قد صليت
    ومــا تـمـنـيـت فــقــد لــقـيـت
    إن تـفـعــلي فـعلـهـمـا هـديـت
    وإن تـأخــرت فــقـد شـــقـيـت



    ثم قال: «يا نفس إلى أي شيء تتوقين؟ إلى فلانة -امرأته- فهي طالق وإلى فلان وفلان -غلمانه- فهم أحرار وإلى بستان له فهو لله ولرسوله». ثم قال:

    يانفس مالك تكرهين الجنة أقسم بالله لتنزلنــه
    طائعة أو لتكرهنــــه فطالما قد كنت مطمئنة


    فاندفع يقاتل ببسالة لا مثيل لها، فطعن فاستقبل الدم بيده فدلك به وجهه وقال: «يا معشر المسلمين ذبوا عن لحم أخيكم»، وظل يقاتل حتى لقي ربه. وأخبر الوحي رسول الله صلى الله عليه وسلم بما حصل في الغزوة فحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة بذلك والمعركة مازالت تدور. ولعبدالله بن رواحة ديوان شعر معظمه في الدفاع عن الإسلام وهجاء المشركين وحض النفس على التقوى و الجهاد وطلب الشهادة.

    [IMG]http://up108.******.com/s/82yxdte7yv.gif[/IMG]
    ومن أحسن ما مدح به النبي صلى الله عليه وسلم قول عبدالله بن رواحة:
    لولم تكن فيه آيات مبينة كانت بديهته تنبيك بالخبر


    وفي عمرة القضاء قال بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم:
    خلو بني الكفار عن سبيله اليوم نضربكم على تأويله
    ضرباً يزيل الهام عن مقيله ويذهل الخليل عن خليله


    فقال له عمر بن الخطاب: «يا بن رواحة أفي حرم الله وبين يدي رسول الله؟». فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
    «خل عنه ياعمر، فوالذي نفسي بيده لكلامه أشد عليهم من وقع النبال».

    [IMG]http://up108.******.com/s/82yxdte7yv.gif[/IMG]
    رحم الله الصحابى الجليل

    {عبدالله بن رواحة }
    اخر تعديل كان بواسطة » ميهارو في يوم » 14-01-2009 عند الساعة » 16:46

  11. #30

  12. #31

    ايــــــــــليـــــــــــــــــا أبـــــــــــو مـــــــــــاضــــــــــــــــي

    iT554061

    (( ايليا أبو ماضي ))

    6x454316

    شاعر مهجري وأحد رجال النهضة الأدبية في المهجر الأمريكي وأحد أركان الرابطة القلمية في نيويورك . ولد أبو ماضي في المحيدثة بلبنان عام 1889 وتوفي في 23 نوفمبر عام 1957 . هاجر إلى مصر وهو حدث في الحادية عشرة من عمره ليعمل بالتجارة في تلك السن المبكرة وأخذ لنفسه دكاناً لبيع السجائر والتبغ مستغلاً أوقات فراغه في المطالعة والدراسة وهناك بدأ محاولاته الأولى في نظم الشعر ووقع عليه نظر انطوان الجميل ورآه يكتب شعراً في الدكان فقرأه وأعجبه ونشر شيئاً منه في مجلة " الزهور " التي كان يصدرها ثم طبع أبوماضي في مصر ما تجمع من شعره في ديوان سماه " تذكار الماضي " لكن النقاد هاجموه متخذين ما يشوب لغته من ضعف حجة عليه . وبعد أن قضى في مصر أحد عشر عاماً شد رحاله إلى أمريكا في سنة 1911 فأقام في مدينة سنسناتي أولاً وفيها عمل بالتجارة بضعة أعوام كان خلالها يقرأ الشعر ويتأمل في الوجود ويرنو إلى الآخرة ويسجل خطرات نفسه وومضات روحه في شعره . وفي سنة 1916 انتقل إلى نيويورك وهناك اتصل بأدباء المهجر الذين سبقوه إليها كجبران ونعيمة ونسيب عريضة وفيها طبع الجزء الثاني من ديوانه مصدراً بمقدمة كتبها جبران . ويعد هذا الجزء الثاني من ديوان إيليا أبي ماضي مرحلة جديدة مرّ بها شعره قبل أن يزدهر شعره في " الجداول " .

    وظل أبوماضي في نيويورك يسهم في جهود الرابطة القلمية ويساعد في تحرير جريدة " زحلة الفتاة " وينشر شيئاً من شعره وفيها تزوج ابنة نجيب دياب صاحب جريدة " مرآة الغرب " فأخذ يحرر في هذه الجريدة ثم أصبح رئيساً لتحريرها وكان ينشر أكثر شعره في جريدة " السائح " التي كانت لسان الرابطة القلمية ولاسيما في أعدادها السنوية الممتازة . وفي سنة 1927 صدر ديوانه " الجداول " فكان ذلك حدثاً مهما في أدب المهجر . وفي هذا الديوان الذي كتب مقدمته ميخائيل نعيمة تظهر شخصية أبي ماضي الحقيقية في قوتها وصفاتها وفيه تخلص من أغلب نقاط الضعف التي تؤخذ على دواوينه في السابق ومن أشهر ما ضم ديوان الجداول قصيدة " لست أدري " التي انتشرت كثيراً ولاقت شهرة واسعة . وبعد مرور 18 عاماً على صدور " الجداول " صدر لأبي ماضي ديوان آخر باسم " الخمائل " في سنة 1945 وكان آخر دواوينه . ورغم أن إيليا أبو ماضي كان من أعلام مدرسة المهجر الفريدة فإنه يجب أن يقرأ ويدرس كاستثناء من اتجاهها العام المتسم بالرومانسية المفرطة والتشاؤم فهو يمتاز عن شعراء هذه المدرسة بفلسفته الواقعية وتفاؤله ولعل خير ما يلخص فلسفة أبي ماضي ونظراته إلى الحياة هو قوله : " كن جميلاً ترى الوجود جميلاً " .


    من شعره


    أيهذا الشاكي


    أيهـذا الشاكـي ومـا بــك داءٌ كيف تغـدٌ إذا غـدوت عليـلا

    إن شـر الجناة في الأرض نفس تتوقى قبـل الرحيـل الرحيـلا

    وترى الشوك في الورود وتعمـى ان تـرى فوقهـا النـدى إكليـلا

    هو عـبء علـى الحيـاة ثقيـل من يرى في الحيـاة عبئـا ثقيـلا

    والـذي نفسـه بغـيـر جـمـال لايرى في الوجود شيئـا جميـلا


    كم تشتكي

    كم تشتكي وتقول انك معدم والارض ملكك والسما والأنجم

    ولك الحقول وزهرها وأريجها ونسيمها والبلبل المترنم

    والماء حولك فضة رقراقة والشمس فوقك عسجد يتضرغم

    والنور يبني في السفوح وفي الذرى دورا مزخرفة وحينا يهدم

    هشت لك الدنيا فمالك واجم وتبسمت فعلام لا تتبسم

    ان كنت مكتئبا لعز قد مضى هيهات يرجعه اليك تَنَدُّم

    أو كنت تشفق من حلول مصيبة هيهات يمنع أن تحل تجهم

    أو كنت جاوزت الشباب فلا تقل شاخ الزمان فانه لا يهرم

    أُنظر فما زالت تطل من الثرى صور تكاد لحسنها تتكلم


    كن بلسماً

    كـن بـلـسماً إن صار دهرك أرقما وحـلاوة إن صـار غـيـرك عـلـقما

    إن الـحـيـاة حـبـتـك كـلَّ كـنـوزهـا لا تـبخلنَّ على الحياة ببعض ما ..

    أحـسـنْ وإن لـم تـجـزَ حـتى بالثنا أيَّ الجزاء الغيثُ يبغي إن همى؟

    مَــنْ ذا يــكـافـئُ زهـرةً فـواحـةً؟ أو مـن يـثـيـبُ الـبـلـبل المترنما؟

    يـاصـاحِ خُـذ عـلـم الـمـحبة عنهما إنـي وجـدتُ الـحـبَّ عـلـمـا قـيـمـا

    لـو لـم تَـفُـحْ هذي ، وهذا ما شدا، عـاشـتْ مـذمـمـةً وعـاش مـذمـمـا

    أيـقـظ شـعـورك بـالـمـحبة إن غفا لـولا الـشعور الناس كانوا كالدمى

    أحبب فيغدو الكوخ كونا نيرا وابغض فيمسي الكون سجنا مظلما


    ابتســم

    قال : السماء كئيبة ، وتجهما قلت : ابتسم يكفي التجهم في السما

    قال : الصبا ولى فقلت له ابتسم لن يرجع الأسف الصبا المتصرما

    قال : التي كانت سمائي في الهوى صارت لنفسي في الغرام جهنما

    خانت عهودي بعدما ملكتها قلبي فكيف أطيق أن أتبسما ؟

    قلت : ابتسم واطرب فلو قارنتها قضّيت عمرك كله متألما

    قال : التجارة في صراع هائل مثل المسافر كاد يقتله الظما

    أو غادة مسلولة محتاجة لدم وتنفث كلما لهثت دما

    قلت : ابتسم ما أنت جالب دائها وشفائها فإذا ابتسمت فربما ..

    أيكون غيرك مجرما وتبيت في وجل كأنك أنت صرت المجرما

    قال : العدى حولي علت صيحاتهم أأسر والأعداء حولي في الحمى ؟

    قلت : ابتسم لم يطلبوك بذمة لو لم تكن منهم أجل وأعظما

    قال : المواسم قد بدت أعلامها وتعرضت لي في الملابس والدمى

    وعلي للأحباب فرض لازم لكنّ كفي ليس تملك درهما

    قلت : ابتسم يكفيك أنك لم تزل حيا ولست من الأحبة معدما

    قال : الليالي جرعتني علقما قلت : ابتسم ولئن جرعت العلقما

    فلعل غيرك إن رآك مرنما طرح الكآبة جانبا وترنما

    أتراك تغنم بالتبرم درهما أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما

    يا صاح لا خطر على شفتيك أن تتثلما والوجه أن يتحطما

    فاضحك فإن الشهب تضحك والدجى متلاطم ولذا نحب الأنجما

    قال : البشاشة ليس تسعد كائنا يأتي إلى الدنيا ويذهب مرغما

    قلت : ابتسم مادام بينك والردى شبر فإنك بعد لن تتبسما

    أنا
    حرومذهب كل حـر مذهبي ماكنت بالـغاوي ولا المتعصبِ

    إني لأغضب للكريم ينوشه مَنْ دونَه واللوم مِن لم يغضبِ

    اذا
    اذا جدفت جوزيت على التجديف بالنــــــار

    وان احببت عيرت من الجـــارة والجـــــار

    وان قامرت او راهنت في النادي او الدار

    فأنت الرجل الاثم عند الـــــناس و البــاري

    وان تسكر لكي تنسى هموما ذات اوقـــــار

    خسرت الدين والدنيا ولن تربح سوى العار

    وان قلت: اذن فالعــــيش اوزار بــــأوزار

    وان الموت اشهى لي اذا لم اقض اوطاري

    واســرعت إلى السيف او السم او النـــــار

    لكي تخــــرج من دنيـــا ذووها غير احرار

    فهذا المنكر الاعظـــــم في ســــر و اضمــار

    اذن فاحي ومت كالناس عبدا غير مختار

  13. #32

  14. #33

    [IMG]http://up108.******.com/s/c330x5xx8e.gif[/IMG]
    فكفى بنا فضلا على من غيرنا
    حب النبي محمد إيانا

    [IMG]http://up108.******.com/s/c330x5xx8e.gif[/IMG]

    شاعر الرسول
    التائب الصادق

    {كعب بن مالك}
    [IMG]http://up108.******.com/s/c330x5xx8e.gif[/IMG]

    وهو ابن أبي كعب، عمرو بن القين بن كعب بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري،الخزرجي العقبي الأحدي.
    شاعر النبي محمد وصاحبهُ، وأحد الثلاثة الذين خُلِّفُوا، فتاب الله عليهم . شهد العقبة، وله عدة أحاديث تبلغ الثلاثين. أتفق على ثلاثة منها، وأنفرد البخاري بحديث، ومسلم بحديثين . روى عنه بنوه: عبد الله، وعبيد الله، وعبد الرحمن، ومحمد، ومعبد، وروى عنهُ بنو كعب; وجابر، وابن عباس، وأبو أمامة، وعمر بن الحكم، وعمر بن كثير بن أفلح ; وآخرون ; وحفيدهُ عبد الرحمن بن عبد الله . وقيل : كانت كنيته في الجاهلية : أبا بشير . وقال ابن أبي حاتم : كان كعب من أهل الصفة . وذهب بصرهُ في خلافة معاوية . وقد ذكره عروة في السبعين الذين شهدوا العقبة . وروى صدقة بن سابق ، عن ابن إسحاق ، قال :
    آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين طلحة بن عبيد الله ، وكعب بن مالك . وقيل : بل آخى بين كعب والزبير . وعن حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آخى بين الزبير وكعب بن مالك ، فارتث كعب يوم أحد، فجاء به الزبير، يقودهُ، ولو مات يومئذ، لورثهُ الزبير ; فأنزل الله :


    وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ .


    وعن كعب : لما انكشفنا يوم أحد ، كنت أول من عرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وبشرت به المؤمنين حياً سوياً ، وأنا في الشعب . فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم كعباً بلأمته -وكانت صفراء- فلبسها كعب ، وقاتل يومئذ قتالاً شديداً ، حتى جرح سبعة عشر جرحاً . قال ابن سيرين : كان شعراء أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : حسان بن ثابت ، وعبد الله بن رواحة ، وكعب بن مالك . قال عبد الرحمن بن كعب ، عن أبيه : أنه قال : يا رسول الله ، قد أنزل الله في الشعراء ما أنزل . قال : إن المجاهد ، مجاهد بسيفهِ ولسانهِ ; والذي نفسي بيده لكأنما ترمونهم به نضح النبل . قال ابن سيرين : أما كعب ، فكان يذكر الحرب ، يقول : فعلنا ونفعل ، ويتهددهم . وأما حسان ، فكان يذكر عيوبهم وأيامهم . وأما ابن رواحة ، فكان يعيرهم بالكفر . وقد أسلمت دوس فرقاً (خوفاً) من بيت قاله كعب :

    نخيـرهـا ولـو نطـقـت لقـالـت*******قـواطعهن دوسـا أو ثقيفـا

    عن ابن المنكدر ، عن جابر : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لكعب بن مالك : ما نسي ربك لك - وَمَـا كَـانَ رَبُّـكَ نَسِيًّا - بيتًا قلته . قال : ما هو ؟ قال : أنشده يا أبا بكر ، فقال:

    زعمـت سخينتة أن ستغلـب ربـها*******وليغلبــن مغـالب الـغلاب


    عن الهيثم ، والمدائني : أن كعباً مات سنة أربعين. . وروى الواقدي : أنه مات سنة خمسين . وعن الهيثم بن عدي أيضا : أنه توفي سنة إحدى وخمسين . وقصة توبة الثلاثة في صحيح البخاري ومسلم وشعرهُ منه في السيرة . الواقدي : حدثنا ابن أبي الزناد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : آخى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين الزبير وبين كعب بن مالك . قال الزبير : فلقد رأيت كعبا أصابته الجراحة بأحد ، فقلت : لو مات ، فانقلع عن الدنيا ، لورثته ; حتى نزلت :

    وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ

    فصارت المواريث بعد للأرحام والقرابات ، وانقطعت حين نزلت

    وَأُولُو الْأَرْحَامِ

    تلك المواريث بالمواخاة . وفي رواية ابن إسحاق : آخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بين كعب وطلحة .

    [IMG]http://up108.******.com/s/c330x5xx8e.gif[/IMG]

    قصة تخلفه عن غزوة تبوك

    وعن الزهري ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب ، عن أبيه قال: سمعت كعباً يقول : لم أتخلف عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة ; حتى كانت تبوك ، إلا بدراً . وما أحب أني شهدتها ، وفاتتني بيعتي ليلة العقبة وقلما أراد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غزوة إلا ورأى بغيرها . فأراد في غزوة تبوك أن يتأهب الناس أهبة وكنت أيسر ما كنت ، وأنا في ذلك أصغو إلى الظلال وطيب الثمار ; فلم أزل كذلك ، حتى خرج . فقلت : أنطلق غدا ، فأشتري جهازي ، ثم ألحق بهم . فانطلقت إلى السوق ، فعسر علي ، فرجعت ، فقلت : أرجع غدا . فلم أزل حتى التبس بي الذنب ، وتخليت ، فجعلت أمشي في أسواق المدينة ، فيحزنني أني لا أرى إلا مغموصا عليه في النفاق أو ضعيفا . وكان جميع من تخلف عن رسول الله بضعة وثمانين رجلا . ولما بلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- تبوك ، ذكرني ، وقال : ما فعل كعب؟ فقال رجل من قومي : خلفه يا نبي الله برداه والنظر في عطفيه . فقال معاذ : بئس ما قلت ! والله ما نعلم إلا خيراً . إلى أن قال : فلما رآني -صلى الله عليه وسلم- ، تبسم تبسم المغضب ، وقال : ألم تكن ابتعت ظهرك ؟ قلت : بلى . قال : فما خلفك ؟ قلت : والله لو بين يدي أحد غيرك جلست ، لخرجت من سخطه علي بعذر ، لقد أوتيت جدلاً ; ولكن قد علمت يا نبي الله أني أخبرك اليوم بقول تجد علي فيه ، وهو حق ; فإني أرجو فيه عقبى الله . إلى أن قال : والله ما كنت قط أيسر ولا أخف حاذا مني حين تخلفت عنك ؟ فقال : أما هذا فقد صدقكم ، قم حتى يقضي الله فيك ، فقمت . إلى أن قال : ونهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الناس عن كلامنا أيها الثلاثة . فجعلت أخرج إلى السوق ، فلا يكلمني أحد ، وتنكر لنا الناس ، حتى ما هم بالذين نعرف ، وتنكرت لنا الحيطان والأرض . وكنت أطوف ، وآتي المسجد ، فأدخل ، وآتي النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فأسلم عليه ، فأقول : هل حرك شفتيه بالسلام! واستكان صاحباي فجعلا يبكيان الليل والنهار لا يطلعان رءوسهما ، فبينا أنا أطوف في السوق إذا بنصراني جاء بطعام ، يقول : من يدل على كعب ؟ فدلوه عليَّ ، فأتاني بصحيفة من ملِك غسَّان . فإذا فيها : أما بعد : فإنه بلغني أن صاحبك قد جفاك وأقصاك ; ولستَ بدار مضيعة ولا هوان ، فالحق بنا نواسِك . فسجرت لها التَّنور ، وأحرقتها . إلى أن قال : إذ سمعت نداء من ذروة سلع أبشر يا كعب بن مالك . فخررت ساجداً . ثم جاء رجل على فرس يبشرني ، فكان الصوت أسرع من فرسه، فأعطيته ثوبَيَّ بشارة، ولبست غيرهما. ونزلت توبتنا على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلث الليل. فقالت أم سلمة : يا نبي الله ، ألا نبشر كعباً ؟ قال : إذاً يحطمكم الناس، ويمنعونكم النوم. قال : فانطلقت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فإذا هو جالس في المسجد وحوله المسلمون ، وهو يستنير كاستنارة القمر، فقال: أبشر يا كعب بخير يوم أتى عليك . ثم تلا عليهم :
    لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ الآيات .
    وفينا نزلت أيضاً :

    اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ .

    فقلت : يا نبي الله ، إن من توبتي ألا أحدث إلا صدقاً ، وأن أنخلع من مالي كلهُ صدقة . فقال : أمسك عليك بعض مالك ، فهو خير لك ... (الحديث) . وفي لفظ : فقام إليَّ طلحة يهرول ، حتى صافحني وهنأني . فكان لا ينساها لطلحة .

    [IMG]http://up108.******.com/s/c330x5xx8e.gif[/IMG]

    قال في يوم أُحد

    أبلغ قريشا وخير القول أصدقه
    والصدق عند ذوي الألباب مقبول
    أن قد قتلنا بقتلانا سراتكم
    أهل اللواء ففيم يكثر القيل
    إن تقتلونا فدين الحق فطرتنا
    والقتل في الحق عند الله تفضيل
    وإن تروا أمرنا في رأيكم سفها
    فرأي من خالف الإسلام تضليل
    وقال يرثي حمزة:
    ولقد هددت لفقد حمزة هدة
    ظلت بنات الجوف منها ترعد
    ولو انه فجعت حراء بمثله
    لرأيت رأس صخورها يتبدد

    [IMG]http://up108.******.com/s/c330x5xx8e.gif[/IMG]

    وقال في يوم الخندق:

    لقد علم الأحزاب حين تألبوا
    علينا وراموا ديننا ما نوادع
    يذودوننا عن ديننا ونذودهم
    عن الكفر والرحمن راء وسامع
    إذا غايظونا في مقام أعاننا
    على غيظهم نصر من الله واسع
    وذلك حفظ الله فينا وفضله
    علينا ومن لم يحفظ الله ضائع
    هدانا لدين الحق واختاره لنا
    ولله فوق الصانعين صنائع

    [IMG]http://up108.******.com/s/c330x5xx8e.gif[/IMG]

    رضى الله عن
    {كعب بن مالك}
    التائب الصادق

  15. #34

  16. #35
    موضوع رائع

    احييكم عليه

    سيثبت وسأعود للمشاركه ^^

  17. #36
    الف شكر للأخت فجر الاحلام
    على تثبيت الموضوع
    من اول رد لى على الموضوع تمنيت ان يثبت الف شكر اختى
    ومبروك يا ملك
    الموضوع يستحق وربى
    وسلام

  18. #37

  19. #38
    مشكوريييييين و مشكور ميهارو بصراحه الموضوع ما تثبت الا بفضل الله و بفضل ميهارو و شكرا يا فجر الاحلام علي التثبيت.

  20. #39

    عـــــــــــمـــــــــر أبـــــــــــو ريــــــــــشــــــــة

    (( عمر أبو ريشة ))

    qCQ15532

    سيرته :


    ولد عمر أبو ريشة في منبج بلدة أبي فراس الحمداني في سوريا عام 1910م ونشأ يتيما وتلقى تعليمه الابتدائي في حلب .أكمل دراسته الجامعية في بيروت في الجامعة الأمريكية حصل على شهادة البكالوريوس في العلوم عام 1930م ثم أكمل دراسته في لندن في صناعة النسيج ، وهناك قام بدعوة واسعة للدين الإسلامي بلندن .

    ثار على بعض الأوضاع السياسية في بلادة بعد الاستقلال وامن بوحدة الوطن العربي وانفعل بأحداث الأمة العربية بشدة


    شغل عدة مناصب :


    · عضو المجمع العلمي العربي دمشق

    · عضو الأكاديمية البرازيلية للآداب كاريوكا- ريودي جانيرو

    · عضو المجمع الهندي للثقافة العالمية

    · وزير سوريا المفوض في البرازيل 1949 م 1953 م

    · وزير سوريا المفوض للأرجنتين والتشيلي 1953 م 1954 م

    · سفير سوريا في الهند 1954 م 1958 م

    · سفير الجمهورية العربية المتحدة للهند 1958م 1959 م

    · سفير الجمهورية المتحدة للنمسا 1959 م 1961م

    · سفير سوريا للولايات المتحدة 1961 م 1963م

    · سفير سوريا للهند 1964 م 1970 م

    · يحمل الوشاح البرازيلي والوشاح الأرجنتيني والوشاح النمساوي والوسام اللبناني برتبة ضابط أكبر والوسام السوري من الدرجة الأولى وآخر وسام ناله وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى وقد منحه إياه الرئيس اللبناني إلياس الهراوي . شردته الكلمة اثنين وعشرين عاما في مشارق الأرض ومغاربها وهذا شأن كل صاحب كلمة .


    وتُوفي رحمه الله في الرياض عام 1990 م .

    نفسيته في شعره:

    الشاعر عمر أبو ريشة شاعر أصيل متمكن في مجال الشعر له أسلوبه المميز والمنفرد ، وله طريقته في الشعر وسمته التي يتميز بها عن غيره من الشعراء فأنت تقرأ قصيدة من شعره تسير على نمط معين ولكنه يفاجئك في أخرها ببيت يختم به قصيدته تلك ويكون هذا البيت خلاف ما تتصور فيكون بيت مفاجأة أو إثارة بالإضافة إلى أن الشاعر يحشد كما هائلا من الصور والأخيلة في قصيدته حتى لكأنك وسط معمعة من المفاجآت والخيالات والظواهر التي لا تتخيلها في الموقف فمثلا في قصيدته اقرئيها تجد :

    إنها حجرتي لقد صدئ النسيان** فيها وشاخ فيها السكوت

    ادخلي بالشموع فهي من الظلمة** وكر في صدرها منحوت

    وانقلي الخطو باتئاد فقد** يجفل منك الغبار والعنكبوت

    عند كأسي المكسور حزمة أوراق** وعمر في دفتيها شتيت


    **********

    انظر كيف يقدم لنا الشاعر كما هائلا من الصور والأخيلة والأشباح

    صدئ النسيان ، شاخ السكوت ، وكر ، في صدرها منحوت ، يجفل ، الغبار ، العنكبوت ، كاسي المكسور ، حزمة أوراق ، دفتيها ، شتيت.... كلمات تنهال على الخيال فتعيش القصيدة وكأنك تدخل وكرا فيه أشباح وأشياء مرعبة ثم تجده في مجالات أخرى يحلق بنا في الفضاء مع النجوم والشموس والكواكب وكأنما يشعرنا أنه يتطلع إلى الصعود لكن معوقات الواقع تقيده وله نظرة سامية عليا يعبر عنها كثيرا بالنجم والكوكب والشمس والفضاء اقرأ له في عدد من قصائده :

    فكم جبل يغفو على النجم خده

    وتهاديت كأني ساحب ** مئزري فوق جباه الأنجم

    وثبت تستقرب النجم مجالا

    جناحه بعدما طال المطال به ** مخضب من شظايا الشهب منكسر

    لأظن جناحي محترقا ** محترقا من لمسة نجمة

    وحمائم بيض في اليم ** مدت أجنحة للنجم

    ما بعدك يا أفقي الأعلى ** دنياي توارت في العتمة

    قدم تجرح أحشاء الثرى ** وفم يلثم خد الفرقد


    وتناقلت آيات رحمتها شفاه الأنجم

    ************

    كلمات كلها تتعلق بالسماء وكأنما تعبر لنا عن نفسية الشاعر الذي عاش يبحث عن الرقي والكمال والرفعة والعلو فهو صاحب همة عالية وارتقاء في الفكر والسلوك لا يرضى بالوضيع بل يحب ان يجلس عاليا رغم كل شيء وعلى الرغم مما عاناه هذا الشاعر من معوقات ومن متاعب جنتها عليه همته العالية إلا انه ظل كذلك إلى أن مات مرفوع الرأس اقرأ قوله:

    عشت حرا بلغت جنة دنياي** وجفني بنورها اكتحلا

    إنها نعمة أقطع فيها ** العمر مستغفرا ومبتهلا

    اعف عني يارب بدل همومي** فلقد عشت مرة رجلا


    *********

    أيضا نجد في شعر الشاعر نبرة الفخر والاعتزاز بالنفس والثقة ولا نستغرب في رجل لم يفتأ يتجرع غصص المجد ليصل إلى مبتغاه ولو خذلته الدروب ولكنه بذل من أجلها الكثير فاستطاع أن يصل إلى الكثير مما تمناه ولو لم يستطع الإتمام إلا أنه لم يكن محابيا ولو حابى لاستطاع الوصول لكن طموحة أبى عليه وتألقه منعه من أن يصل بالتنازل عن مبادئه التي يؤمن بها فرضي أن يظل حسب ما أمكنه مع الاحتفاظ بكرامته التي يراها أعز ما لديه وما أغلى الكرامة ، بل ربما يرفض المجد إن كان بطريقة غير مشروعه يقول:

    ما أرخص المجد إذا زارني ** ولم يكن لي معه موعد

    وهي نظرة تخصه كما قال البارودي قبله :

    أسير على نهج يرى الناس غيره ** لكل امرئ فيما يحاول مذهب


    ولذا تجد تشابها بين الرجلين في نظرتهما للحياة ، ولمكاسبها ولذا كان البارودي وأبو ريشة يدفعان ثمن إبائهما غاليا لكنهما نفذا رغبتيهما بثمن باهض، وعاشا وهما يعانيان نتيجة الرفض والإباء ولكل ثمن ، يعبر عنه امرؤ القيس عندما بكى صاحبه وهما مسافران طلبا للملك :

    بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه ** وأيقن أنا لاحقان بقيصرا

    فقلت له لا تبك عينك إنما ** نحاول ملكا أو نموت فنعذرا


    إذن،أشعرُ أن أبا ريشة عاش غريبا ومات غريبا حفاظا على مبدإٍ اعتقده فعبر عن ذلك في شعره :

    أتكلم ما ذا أتكلم

    أقلامي جف عليها الدم

    ولهاتي سالت في المأتم

    أتكلم ؟ هل أحمل في صدري أسرار

    أخشى أن تفشى أو تكتم

    إني لا احمل غير العار

    في الدرب الموحش والمبهم

    إني غنيت إلى الآلام فكيف عليها أتألم

    أتكلم ، أعرفني شبحا لا ظل له فوق الأرض

    في الهدأة من غصص الذكرى

    يتساءل بعضي عن بعض

    فأغض واختصر الآلام وأمسك بالريح وأمضي

    وهكذا مضى عمر وهو لا يمسك بشي إلا بكرامته ورفعة نفسه وإبائه وكفاه ذلك.[/
    SIZE]


    صورة لوصية الشاعر بخط يده :


    mky16004

  21. #40
    الســـلام عليكم
    مجهود رائع اخوتي
    سأحول ان اعود واشارككم الجو هنا...~


    attachment


    -------

    .
    .
    -

    Dàrk ôf Łight
    Read me here // Ask me here

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter