قصة فتاة..
إحساس الشفقه يلازمني .. في نظراتي..في همساتي..وفي ابتساماتي..
انظر إليها وأرى الحزن الذي يملأ عينيها..
أراها تتحدث بطلاقة , بكل الحب لكل الناس ..
وفي صميم قلبها المجروح بركان..
بركان تتفجر منه الآلام والأحزان..
أجدها تعطي بسخاء .. تبتسم ببراءة العالم لعل ابتسامتها تنسيها جروحها...
إنها فتاة في ريعان الشباب .. فتاة سرق الوقت فرحها..
أغتيلت إبتسامتها... مزقت أوراقها .. . حرقت أحلامها... أغتصب الأمل من جوفها..
والمسؤول الوحيد عن تعاستها هو اليأس..
اليأس الذي أبرز مواهبه وفنونه في محاربة آمالها وطموحاتها التي علت علو السحاب..
فتلاشت مع أول طعنة سكين لقلبها البريء ...
كانت تقاوم ,, تحاول أن تتغلب على الصعوبات التي تواجهها ..
فكان الفشل النتيجة الحتمية لمحاولاتها البائسة..
غزى جسدها النحيل المرض ... أصيبت جوارحها بشلل خفي لايظهر إلا في وحدتها ..
إلا في صمتها الحانق..
وهكذا عاشت حياتها بين ألم خفي وأنين مكتوم ...
تصرخ بصمت .. تبتسم بكبرياء
وفي عينيها كل الدلائل على ألمها ..
تبكي وترجو قلبها أن يتوقف عن بث أحزانها ..
فتشت وبحثت في أركان وزوايا عالمها الكبير عمن يسمعها...
عمن يصادقها... عمن يكون الملجأ و المخبأ الحقيقي لأسرارها...
بحثت.... حاولت...
أعطت كل ماتملك لكل الناس لعلها تجد القلب الحنون الذي يحتويها...
لعلها تجد العالم الذي الذي كثيرا ما تخيلته وعاشته في أحلامها..
عالم ملئ بالصدق ,, بالوفاء ,, والإخلاص ...
كانت تعيش لتحلم .. كانت تعيش لتكتب... لتصفح وتسامح...
كانت تعيش مرغمة , مرغمة أن تصنع ابتسامتها , أن تصنع الأقنعة الزائفة, ,
أن تدّعي رضاها بكل ما يحدث , وأن كل مايحدث يرضيها ويسعدها ,,,
ولكن كان كل ذلك ســــراب ..
فهي تعيش مقيدة بمبادئها العظيمة وأفكارها الجليلة ... إنها تعيش من أجل الآخرين ..
ولـــــكـــــــن ..
لكن الحقيقة أنها تموت .. تموت بصمتها .. بوحدتها .. بحزنها الدفين ..
إنـــها ولـلأســـــــــــف الــشـديـــد..
صـــــورة مرآتــــــــــــي
نـــعـــم !!
أنا تلك الفتاة البائسة التي اغتربت عن كل شئ حتى عن نفسها ..
تلك النفس التي كانت أغلى صديقة , ولكن اليوم بعدما اغتربت عن أهلي وعن وطني ..
أصبحت أمقتها , ومنذ تلك اللحظة أنا في ضياع ,,
لا أعرف طريقي ولا أعرف صديقي…
ولكن الذي اعيه حقا هو أن الفشل هدفي للوصول إلى قمة التعاسة ..
فحياتي اليوم بلا أصدقاء وبلا أهل
ضياع يحكمه الموت !!
فالوحدة تخنقني... والفراغ يتسلل إلى أعماقي .. والبكاء انتشلني من أحلامي وطموحاتي..
فانا فتاة قيدها الزمن بلا شروط ..
احتد إلى عالمها الصراع ... توالت الأحداث ... انهالت النكبات..
عرف الجرح الطريق إلى قلبها وقالبها...
صــــرخـــــت , , نــــادت , , تـــــألـــــمت , وكانت تحتضر في كل لحظة نداء
ركضت على عالمها الصغير ... نثرت أوراقها .. جمعت أشلائها .... وحركت قواها الساكنة ..
فانطلقت عبراتها .. طلبت النجدة وسألت عن حقوقها..
فقيل أن الجنون أصابها..
قاومت آلامها وجمعت أحزانها..
وانطوت في عالمها الحقير وهي تتمتم :
" لـــيـــت الـــجنــــون يــصيــــبــني لــيــته يــــعرفــــني لــــيتـــه يــذكــــــرنـــي "
Honey الحــــلــــــوة
المفضلات