الطريق القديم
نظَرَت إلى ذلك الطريق القديم لترَى أحذية المارين ترتطم به بقسوة لتثقل كاهليه رغم ما أثقلته السنون من هموم إلا أنه ما يزال صامداً شامخاً كالجبل الذي لا تقدر عليه ريح ياله من مشهد حزين فبعد كل شيء هو لايزال طريق قديم لكنني أشعر بأنه حي ولو قدر له أن ينطق لما خرج من فمه سو أنين ألم مكبوت وياليت الأنين يفيد في شيء فهو ليس إلا جزء بسيط جداً مما يعانيه من ألم وضيق ومهانة لكنه أبى إلا أن يبقَ متفاخراً بقوته وصموده وإنجازاته التي لم يسبقه إليها أحد
فقد تحدى تلك الأحذية التي تضربه بقوة
وتجاهل الامطار التي تهطل عليه بغزارة لتحفر دروبها على جسده المثقل بالجروح
وصارع الثلوج التي كسته على مر الفصول لتحاول إذابته معها كما تذيبها شمس الصباح
-خاطبته تلك الفتاة ذات الثمانية أعوام بفضول يعتريها : لماذا أيها الطريق لا ترتاح يوماً فمنذ أن وعيت على هذا العالم وأنا أراك تتألم وتكافح وتجاهد لتبقى على حالت
- فأجابها بكبرياء : أيتها الصغيرة رغم أن الدراسة صعبة ومتعبة هل أخذت يوماً منها إجازة
-فأجابته ببراءة الأطفال : لا فأنا أشعر بمتعة غريبة حين أكتب على دفاتري وأقرأفي كتبي
- وهذه هي إجابتي لك أيتها الصغيرة
-ولكن ذلك مختلف لأنني أراك تتألم وتظلم إلا أنك ترفض الرحيل بعيداً عن هذا المكان المخيف
-ربما هذا ما تظنينه ولكن هذا ما صنعت من أجله فقد أكون جرحت وربما إهنت وضربت بقسوة من بعض أحذية السائرين إلا أنهم لم يؤذوني بشيء
-علّى الأستغراب قسمات وجهها الملائكي لتخاطبه بعد أن عجزت عن فهم ما يقصد بتلك الكلمات الغريبة على مسامعها
-ماذا تقصد كيف لم يؤذوك بشيء
-صغيرتي ما هي طموحاتك
-فأجابته بتطلع دون أن تعلم المغزى من كلماته : سأصبح محامية بارعة
-أما أنا فحلمي أن أكون رمز للصمود والقوة والصبر الذي لا نهاية له
-ضحكت الطفلة ببرائة وقالت بغزم طفولي جميل : الآن فهمت ما تعنيه أيها الطريق يبدو أنك قد قطعت شوطاً كبيراً في تحقيق حلمك أما أنا فلم أبدأ بعد أشكرك لأنك أرشدتني إلى الدرب الذي سأحقق به حلمي وأصبح محامية بارعة يتردد إسمها في جميع أنحاء البلاد وسأكون مثلك صامدة مجاهدة تسعى بكل قوتها لتحقق الحلم الذي رسمته أصابعها على السماء لتحمله الرياح معها وتدور به حول العالم وعندما يعود يجد صاحبته قد بلغت أعلى درجات التفوق والنجاح
أتمنى أن تكون قد نالت رضاكم وأتمنى أن أرى ولو القليل من إنتقاداتكم فهى ما ستجعلني أرتقي للأفضل و بالنهاية سيكون الفضل لكم
المفضلات