سبع ليالٍ
على جادة الطريق كانت حافلة تسير على الشارع المؤدي إلى خارج المدينة، وكانت تحمل عدة أشخاص يعملون في شركة لصناعة الأدوية، حيث كان عددهم 7 أشخاص، منهم 6 نساء و رجل واحد، وكانوا متجهين لمصنع خارج المدينة وفي منطقة نائية.
كانت سارا تجلس بجوار خطيبها آرثر وتحضن ذراعه، وواضح على ملامحها السعادة، وفي الجهة الأخرى كانت ليان تراقبهما و تستشيط غضبا حيث أنها كانت على علاقة مع آرثر من دون علم سارا.
(سارا: العمر: 26 سنة، لون العين: عسلي، لون الشعر: بني متوسط، طول الشعر: طويل حتى المؤخرة)
(آرثر: العمر: 30 سنة، لون العين: أزرق، لون الشعر: أسود، طول الشعر: قصير)
( ليان: العمر: 24 سنة، لون العين: أخضر، لون الشعر: أصهب، طول الشعر: طويل حتى الظهر)
أما في مقعد آخر كانت هيا و لارا يصوران نفسيهما بكثرة و تلعبان و تمرحان وصوت ضحكهما الخفيف يسمع، فتضايقت سيرين من الصوت المستمر فوضعت سماعة على أذنها لتستمع لبعض الموسيقى وأخرجت رقائق البطاطا و لوائح الشوكولاتة لتتسلى حتى يصلوا للمصنع ، فأدارت جسيكا رأسها نحوهم وابتسمت ثم عادت لتضع الماكياج على وجهها.
(هيا: العمر:22 سنة، لون العين: بني غامق، لون الشعر: اسود، طول الشعر: قصير حتى الكتف)
(لارا: العمر: 22 سنة، لون العين: بني فاتح، لون الشعر: بني فاتح، طول الشعر: طويل حتى منتصف الظهر)
(سيرين: العمر: 27 سنة، لون العين: أزرق، لون الشعر: أشقر، طول الشعر متوسط الطول)
(جسيكا: العمر: 25 سنة، لون العين: رمادي، لون الشعر: أسود محمر، طول الشعر: طويل)
لاحظت سارا نظرات ليان فنهضت وقالت :" يا بنات، أريد أن أخبركم شيئا، حسنا.. أنا وآرثر..." ورفعت يدها لتري الجميع خاتم الخطوبة في أصبعها الأيسر، أخفضت ليان رأسها بحزن وابتسمت سارا ابتسامة خبيثة وتوجهت إليها و همست في أذنها " من الأفضل لكِ يا ليان أن تبحثي عن رجل آخر، فآرثر غير متوفر كما تعلمين!" وعادت لمكانها، فغضبت ليان و عضت على شفتها، أما الأخريات فتناظروا لبعضهم البعض فقالت لارا:" مبارك لكما يا سارا وآرثر" وجلست في مكانها.
همست هيا في أذنها قائلة:" أكان عليكِ مباركة هذه الغبية؟ كلنا نعلم أن آرثر و ليان على علاقة حميمة، حتى أني أشك أن ليان تحمل طفله في أحشائها، لا أظن أن آرثر سيتزوج منها، لأن سارا عاقر كما تعلمين!"
فأجابتها لارا هامسة :" أعلم ذلك يا هيا، لكن أحب أن آمن شرها أفهمتِ؟" سكتت كلتاهما حتى وصلا للمصنع الواقع خارج المدينة في منطقة نائية بعض الشيء.
خرجوا جميعا من الحافلة ودخلوا المصنع، ولمهمة من الشركة عليهم البقاء في المصنع سبع أيام بلياليها ثم يعودون بعدها إلى منازلهم، كل واحدة منهن اختارت غرفة لنفسها إلا هيا و لارا فقد مكثتا في نفس الغرفة.
أما آرثر فقد اختار غرفة قريبة من غرفة ليان و سارا.
في المساء أرادت ليان التحدث إلى آرثر فطرق الباب و دخل لغرفته ليتفاجأ أن سارا كانت هناك، فنهضت من على الكرسي و توجهت إليها وقالت :" ماذا تريدين؟"
فقالت ليان بتردد :" حسنا، لقد جئت كي استشير الدكتور عن دواء ينتج هنا و ...."
فقاطعتها سارا قائلة:" حسنا، يمكنك الاستفسار غدا صباحا، والآن هلا تركتينا لوحدنا؟" فأخرجتها من الغرفة وأغلقت الباب في وجهها!
قال آرثر باستنكار :" لما فعلتِ ذلك يا سارا؟" فابتسمت سارا ورجعت لخطيبها و داعبت شعره و قالت :" لا عليك منها، أين كنا، اممم، أجل، متى موعد زفافنا؟ كما تعلم يا حبيبي ليس لدي صبر كي أصبح زوجتك!"
فقال آرثر :" لم لا تؤجل الموضوع قليلا؟ ثم أريد أن أتفقد المصنع قليلا، عن إذنك!" و نهض و خرج من الغرفة وتركها وحيدة. تضايقت سارا قليلا لكنها خرجت وراءه للبحث عنه.
هناك في المخزن سمعت سارا صوت آرثر وقررت أن تفاجئه، فاختبأت تحت غطاء كان موجودا على الطاولة، لكن آرثر لم يدخل المخزن لوحده، بل كانت ليان معه، بقيت سارا تحت الغطاء لا تحرك ساكنا و تراقبهما.
كانت ليان تشعر بالضيق، فقال آرثر:" ما بال جميلتي حزينة؟" وحضنها من الخلف،
فقالت ليان :" لم فعلت بي ذلك يا آرثر؟ لقد أحببتك، لكنك خنتني وتريد الزواج من هذه العاقر! لقد تركها زوجها الأول بسبب عقرها، والآن تريد الزواج منها!!"
فقال آرثر بعدما حضنها :" كلا يا حبيبتي، لن أتزوج منها أبدا، فأنا أحبكِ أنت، وأنتِ من تحملين طفلي! وهي هنا لسبب تعرفينه أليس كذلك؟" وقبلها على فمها.
شاهدت سارا ما كان يدور بينهما فدمعت عيناها، فلم تتحمل الوضع أكثر من ذلك فخرجت من مخبئها وصرخت بهما قائلة :" أيها الخائن، كيف تجرؤ على فعل ذلك بي؟" فالتفت كلا من ليان و آرثر للخلف بسرعة، فاندفعت سارا نحو ليان تحاول ضربها على بطنها وهي تصرخ قائلة :" لم أكن عاقرا، فتاة ساقطة مثلك كانت على علاقة بزوجي السابق و أصابتني في رحمي وسببت لي العقر يا عاهرة، كيف تجرئين على أخذ خطيبي مني؟" ومسكت شعرها ورطمتها بالأرضية، وعلى صراخ ليان تدخل آرثر ليمنع سارا من أذية صديقته، لكن سارا ركلته برجلها ركلة قوية في منطقته الحساسة فسقط آرثر أرضا من شدة الألم، وكادت ليان أن يقضى عليها لولا تدخل الفتيات وإبعاد سارا عنها، لكن سارا قاومت بشدة لتفلت منهن لتعاود ضرب ليان حتى تقتلها، فمسكها الفتيات ودفعوها للطاولة فقامت سيرين بصفعها على وجهها، أما جسيكا فمسكت كتفها وذراعيها، وهيا مسكت رجليها وثبتوها على الطاولة.
صرحت سيرين قائلة:" هيا يا لارا هاتي الحقنة بسرعة!" فتحت سارا عينيها على اتساع و صرخت:" أية حقنة؟ ماذا تريدون أن تفعلوا بي، اتركوني هيا!!" وقامتهم بكل قوتها لكن دون جدوى، أتت لارا بالحقنة لكنها ترددت من حقنها وأسقطتها على الأرض بعدما تراجعت للخلف عند ليان و قالت :" لا أريد أن افعل ذلك، لا أريد قتلها!" فغضبت سيرين والتقطت الحقنة من على الأرض و قامت بحقن سارا بعدما توسلت ألا يفعلوا ذلك، وظلت تردد اسم آرثر، لكن آرثر لم يبال بها، بل أشاح ببصره عنها، دمعت عينا سارا بعدما رأت الخيانة في عينيه، فقامت ليان بتناول السكين واندفعت نحو الطاولة و طعنت سارا في صدرها، فتحت سارا عينيها بألم وعيناها تدمع وهي ترى آرثر قد أشاح ببصره عنها وفارقت الحياة بعدها.
أخرج آرثر هاتفه النقال وضغط على الأرقام وانتظر قليلا ثم قال " لدينا جثة طازجة!... حسنا كما تشاء، إذا التسليم بعد سبعة أيام، سنحتفظ بالجثة جيدا، حسنا.. إلى اللقاء!"
قالت ليان:" لكن بهذه المدة ستموت الأعضاء ولن ينتفع منها أبدا!"
فقال آرثر: " سنبيع جسدها من أجل الأبحاث، لذا سنقوم بتحنيطها، والآن لننظف الجثة!"
وهكذا تم قتل سارا وتنظيفها ثم حقنها بالمواد الحافظة ثم تغليفها، وإبقائها في ثلاجة المصنع لمدة سبعة أيام حتى موعد التسليم.
بعد سبعة أيام وبينما كانت هيا تلعب مع صديقتها الحبيبة لارا، إذ بها تجد دفتر مذكرات، فالتقطته وذهبت للفتيات وقالت :" انظروا ماذا وجدت؟" اندفعت لارا نحوها لترى ما وجدته صديقتها، لكن الباقيات لم يهتمن، فسيرين كانت تستمع للموسيقى و تأكل رقائق البطاطا و لوائح الشكولاتة، وأما جسيكا فقد كانت تنظر للمرآة وتضع الماكياج على وجهها، أما ليان فقد كانت تتصفح المجلات.
فتحت هيا الدفتر و رأته فارغا إلا من صفحة واحدة، فنظرت نحو لارا ثم قرأت الصفحة " بمرور سبعة أيام سترجع الروح إلى أحبائها لتفي بوعدها! وليس للنيران سبيل لذلك!"
استغربت هيا من المكتوب وأغلقت الدفتر لكنها جرحت نفسها بقفل الدفتر قبل إغلاقه وسقطت نقطة دم على الورقة، وفجأة انقطعت الكهرباء! صرخت الفتيات لكنهن هدأن بعدما رجعت الكهرباء بلحظات، وفي المخزن حيث قتلت سارا، خرج شيء اسود اللون من الطاولة وتشكل على هيئة امرأة ذات شعر طويل جدا يغطي وجهها وفجأة فتح ذلك الشيء عينيه الصفراوتين المخيفتين، فبالرغم من شكله البشع المخيف، إلا انه لا يختلف عليه اثنان، حيث كان ذلك الشيء سارا المقتولة بروح شريرة وجسد تكون من الدماء!
يتبع ------>
المفضلات