حـدث ليلـة زفـافـه ..
اليوم زفافه .. وهي أول المدعوات ..
ولم يكن أمامها في يوم زفافها .. سوى أن تكوي جلد جرحها المفتوح بنار الصبر .. وتقبل الدعوه ..
لم يكن أمامها في يوم زفافه .. سوى أن تخنق صوت قلبها المرعوب .. وتقبل الدعوه ..
لم يكن أمامها في يوم زفافه .. سوى أن ترتدي ثوب الذهول وتقف أمام المرآة بكامل حزنها .. وتقبل الدعوه ..
لم يكن أمامها في يوم زفافه .. سوى أن تأد بنات أحلامها به وتمارس جاهليتهم .. وتقبل الدعوه ..
لم يكن أمامها في يوم زفافه .. سوى أن تكحل عينيها بجمر الحسره .. وتقبل الدعوه ..
لم يكن أمامها في يوم زفافه .. سوى أن ترش وجه قلبها بماء النسيان .. وتقبل الدعوه ..
لم يكن أمامها في يوم زفافه .. سوى أن تفقد ذاكرتها وتنسى أنه كان حبيبها .. وتقبل الدعوه ..
لم يكن أمامها في يوم زفافه .. سوى أن تصلي صلاة الموت على سعادتها .. وتقبل الدعوه ..
لم يكن أمامها في يوم زفافه .. سوى أن تقرأ رسائله رساله تلو الأخرى .. وتقبل الدعوه ..
لم يكن أمامها في يوم زفافه .. سوى أن تطلق ألف زغرودة حزن .. وتقبل الدعوه ..
لم يكن أمامها في يوم زفافه .. سوى أن تطعم النار صورته الوحيدة التي تملكها .. وتقبل الدعوه ..
لم يكن أمامها في يوم زفافه .. سوى أن تجلس فوق سريرها كالذبيحه وتغمض عينيها على جمر الدمع وتتذكر حديث قلبه لقلبها ..
فذات يوم قال قلبه لقلبها أنه سيكون لها وأن طفلهما الأول سيحمل اسمه وأن طفلتهما الأولى ستحمل اسمها وأنها ستبقى حبه الخالد وأنه لن يستبدلها بأخرى وأنه .. وأنه ..
هذا كان حديث قلبه لقلبها .. لكن النصيب كان له رأي آخر ..
ويأتي الصباح .. فيتناقل الناس نبأ فتاة لفظت أنفاسها الأخيره وهي تجلس على سريرها بكامل زينتها .. فتتبعها إشاعاتهم وأقاويلهم إلى مثواه الأخير دون أن يدرك أحدهم السبب الحقيقي لذلك الرحيل المفجع ..
باستثناء رجل واحد طارت به الطائره في صباح اليوم ذاته لقضاء شهر العسل مع عروسه ..
لقد أحبته فوثقت .. فأخلصت .. فوهبت .. فرحلت .. لقد وعدها فخذلها .. فقتلها .. فرحل ..
آخر أنفاس القلم ..
جروح جروح .. جروحي جروح .. جرح ميت وجرح مذبوح ..
جروح جروح .. أسراري جروح .. سر مخفي وسر مفضوح ..
جروح جروح .. دمي جروح .. دم يسري بك ودم لك مسفوح ..
جروح جروح .. أحلامي جروح .. حلم يجهض وهم وحلم يجهض روح ..
جروح جروح .. وعودك جروح .. وعد يلعب بالقلب وعد يعبث بالروح ..
[ منقول ]
المفضلات