( الـــــوداع الأخــــــــــــيــــــــــــــــــــر )
ضحكت عائشة بدلال وتكبر ....وقالت لصديقاتها بالعمل :
( إن زوجي يوفر لي كـــــل شيء ......ووعدنـي بأن يكون لي
خـــــــادمــــات .....الأولى : لشؤون المطبخ
الثانية : للطبخ
والثالثة : لتربية الأطفال
والرابعة..........والخامسة.........ووووو وو.........الخ )
الى أن صرخت سلمى : (يــــــــــووووه ....كفــى كـــفـــى ...)
توجهت اليها عائشة وقالت : (مــا هذا التكبر والصراخ ياسلمى
أنت غاضبــة لأن زوجــك علي لايــــوفر لك كل هــــذا لأنـــــه
فقــــــــــــــــيـــــــــــــر فقيــــــر )
بكت سلمى بقهر : ( اذهبي عني ...اذهــــبــــو .....لا أريد أحد
بجانبي )
..............................
ذهبت سلمى الى البيت فقابلها علي بابتسامة :
( لماذا تأخـــرتي اليوم ؟؟
هذا ليس من طبـــاعك ؟؟
هل أنت تعــــبــــة....؟؟ )
صرخت سلمى : ( اذهب عنــي ... أنا لا أحـــبــــك أكرهـــــك )
فلم يطق علي سماع هذا الكلام فضـــربــــها بــــقوة حتى
وقعت على الأرض مغشيا عليها....
ثم أخذها الى المستشفى خوفا عليها ....وبعد دقائق من
الفحوصات............قال الطبيب :
( ان زوجتك تحتاج الى عملية ولادة خــــطـــيرة )
فقال علي : ( لماذا الآن ؟؟ )
أجاب : ( انها بالأشهر الأخيـــرة كما تــــعلم ..وأخذ الجنين الى
غــــير موضعه الصحيح ..... وهذه العملية قد تسبب خطرا
للطفل ولسلمى .......................)
قال علي بقلق : ( بالـتـــأكيد للــــطـــــفـــــل لاأريــــد لسلمى
شـــــــــــــرا)
قال الطبيب : ( أنا آســــــــف ...سوف نجري هذه العملية
بســــرعــــة ,,,, والــــلـــه وحده أعلـــــم )
طالت مدة العملية ..........
قلق علي جدا وأخذ بالدعاء لها والبكاء : ( ربي أخرج سلمى
من هذه العملية بسلام )
وأخذ يتندم على مافعله بهـــا
وبعد مرور ساعــــــــــات
سمع علي صوت المولود..........
خرج الطبيب وقال : ( الحمدللـــــه أتاك طفل جمـيل جـــدا)
صـــــــــرخ علي :
( لا ااااااااااااااااااااااااا )
( ذهــــــــــبــــــــت سلــــــــــمــــــــى أنـــــــا لا أستــــطـيــــع
الــــــــــــــــــعــــــــــــــــيــ ـــــــــــــــــــش بدونها )
ثم هدأ علي وأخذ الطفل الى البيت فترك الطفل في حجرته
وذهب يتأمـــــــــل أماكن جلوس زوجته لعله يجــــدها .....
وظل على هذه الحالة ثلاثة أيام
وفي اليوم التــــــــــــالي
رن جرس البيت
ذهب علي لفتح الباب
فإذا هي والدة ســـلمــــى وأختها رزان وأخوها خـــالد
فقالت الأم : كيــــف حالك ياعلــــي ؟؟
وكــــيف هي ســـلمــــى ؟؟
وأخذت تنادي على بنتها ســـلمـــى
( سلمــــــــــى ســــــــــلـــــــــــمــــــــى )
فبكى علي وبدت عليه علامات الأسى والحزن
فقالت رزان بعفوية وبخوف شديد :
( مـــاذا حـــــــــصـــــــل لـــــــهـــــــا .........؟؟ )
قتقدم خــــــالد وقــــــــال :
( أجب ياعــــلي ..........هل حصل لها شي ؟؟ )
فهز برأسه وقال بصوت متقطع :
( ســــــــــلــــــــــمى رحلت ........ وتطلب منكم الرضا والدعاء )
فلم تستوعب الأم وأخذت تنادي على بنتها
وتتفقدها في أرجاء البيت لعلها تجدها هنا أم هنــــــاك
الى أن أدركت صحة كلام علـــي
وانهارت عليهم حيث أخذوها الى المستشفى
خرجت الأم من المستشفى حيث أخذها خالد الى بيت عــلــي
وفي البيت........
توجهت الأم الى زوج بنتها وقالت بحنان وعطف وهي
ممسكة بطفل بنتها الذي لم يسمى الى الآن :
( علي لماذا لاتهتم بالطفل ... إن سلمـــى رحلت وتركت لك
وردة من الورود الجمـــــــــيـــــلة لكي تعتني به وترعاه
قم ياعلـــي واعتني بالطفل .... إذا كنت تحب ســـلـــمى حقـــا )
أجاب بسرعة :
( أنـــــــــا أحــــــــب ســــــلــــــمــى )
وأخذ يبكي ثم تمالك نفسه وقال بتحدي واصرار :
( ســـــــوف أعتنــــــــــي بــــــــــهذا الطفــــــــــل من أجلك
يــــــــــــا ســـــــــــــلــــــــــمــــــى )
فرحت الأم وقالت :
( سأســـــــــاعدك بتربــــــــيــــــــــة الطفل )
قال علي :
( إذا سمحـــــــــــتــــــــــي لي يـــــــا خــــــالة
أريد أن أربيه بنــــــــــــفســـــــــي )
وضم الطفل الى صدره وقال :
( وسوف أســــــــــــمـــــــــيه أحـــــــــــــمـــــــــد )
........................................ ...........
ومرت السنــــــــــــــــــــــــــــون
وتخرج أحمد من الجامعة ...وقال له والده:
( بني أريد أن أفرح بك قبل أن أودعـــــــك الوداع الأخــــــير
متى تتزوج يابني ..........؟؟ )
أجابه أحمد :
( لا يـــــــــا أبي لا تــــــــــقل عن نــــفـــــسك هذا الكلام
سوف تفرح بإبنك قريبا وأي فتـــــــــاة تشــــــــير علــــــيهــــا
أتزوجها بالحـــــــــال )
................................
وتزوج أحمد من بنت خالته رزان .....وتدعى ريـــــــــــم
وفي ليلة زواج أحمد من ريمـ
مرض علي جدا وأخذ يتذكر زواجه من ســــلــــمـــــى
والدموع لاتفــــــــارق عيــــــــنــــــــيه
وفي صباح اليوم التالي
استيقظت ريـــمــ من النوم وأعدت الافطار وأيقضت زوجها أحمد
ليتناولو الافطار سويا في حجرة الأب وليطمأنو عليه سويا
ذهب أحمد الى حجرة أبيه اولا
أخذت ريمـ وجبة الافطار وتوجهت الى الحجرة
واذا صوت أحمد يصرخ :
( أبي أبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــي ماذا بــــــــــك ؟
أبـــــــــي قـــــــــم ؟
أبي تــــــــــــكــــــــــلــــم ؟
أبــــــــــــي استيقظ من نومك؟)
فصرخ أحمدوهويبكي :
( أبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــي )
( أبــــــي قد مــــــــــــــات ياريـــــــــــم
أبي قد ودعني الوداع الأخيــــــــــــــــر )
وهكذا انتهت القصة بموت علــــــــي وقد ودع ابنه الوداع
الأخــــــــــيــــــــــــر وفارق الدنيا وفارق همها والتحق
بحبـــــــــــــيبــــــــــة قلبه ســـــــــــــلمــــــــــى
النهـــــــــــــــــــــا يـــــــــــــــــــــــــــة
..
اضافة رد مع اقتباس
المفضلات