مرحبا جــــ ـ ـــميعاً ..
تسرني عودتي لكم رغم هذا البعد
هذا مشهد من الحياة .. التي اتنفسها ...
اتمنى ان تـــعجبكم
مــــشهد من الحياة
لا أدري ماذا أرى في هذا المشهد من الحياة..
مجرد نافذة من زجاج خلفها قضبان من الحديد يتلوها فراغ من الهواء اليأس والضياع وشارعٌ يحمل ذكرياتٍ لأصحابه..
أنواره كنجوم تضيئه لكن القلوب ميتة ومظلمة والعقول تجمدت والنفوس فسدت..
وأنا بقلبي العليل أنظر للحياة من نافذتي الباردة المعنى.. زجاجها لا يعكس إلا صورتي لأرى عيني المتعبة من كثرة البكاء.. لأرى القهر وقد أصبح هو صداها الذي يتردد حولي..
ويبقى الهدوء سيد الموقف هنا..
أستدير عن نافذتي بعد طول النظر إليها وما ورائها لأجدني وحدي هنا في فراغٍ يمتد داخلي وخارجي..
أشعر بأني في صحراء تائهة عن كل شيء..
أتساءل ماذا أنا؟؟ وأين أنا الآن؟؟..
وأصطدم بواقعي للحظات فأجد عمري قد قضى وحياتي مضت وأنا لا أعرف كيف حدث هذا..
مشيت في الدرب الذي لا أريد ومع ذلك أجدني لا أستطيع الخروج منه.. أرسم ابتسامة باردة بشفتي لأستقبل حياتي فتسبقني دموعي إلى الأرض..
لمن أحكي؟ ولمن أقول أني أتألم؟
من سيفهمني هنا؟؟
أشعر بتشتت في أفكاري.. بألم بداخلي.. لكن كيف أصف ذلك لا أعرف..
أفي دنيا خيالي أعيش؟؟ أم أني أهرب من حياة يملؤها البؤس والشقاء.. حياة طالما أردت الخلاص منها..
من يرضى أن يعيش كالميت؟ من يرضى أن تسلب روحه ويظل جسداً بلا روح ،
ويصبح إنسان لا يحمل معنى الإنسانية في وجدانه؟
كياني يمثله الألم والحزن.. دمعتي تبقى الشيء الوحيد المتوفر بكثرة طوال الوقت.. وأحزاني لا يكفيها عمري.. وضياعي أصبح درباً أمشيه دونما إرادة..
من معي؟؟ ومن ضدي؟؟ ما هو الصح و ما هو الخطأ؟!
أين ميزان العقل في عالمي؟
أهي الوحدة من تصنع ما أنا فيه؟ أم هو المرض الذي يعشعش هنا في قلبي؟؟
أرجع إلى نافذتي محاولة إنهاء تفكيري لكني أنظر إلى الشارع نفسه لأرى في نهايته بيت أعز صديقة فأشعر بألم يعتصر فؤادي.. هذا الشارع الذي طالما حمل ذكرياتنا.. لعبنا ولهونا.. فرحنا وحزننا.. ها هو اليوم يحمل قصة فراقنا التي لم أتمناها يوماً.
أتذكر حياتي التي يزيد عدد أيام البؤس فيها على عدد أيام السعادة.. وأي سعادة؟! سعادة مسروقة.. نخطفها من القدر حتى لا نموت دون أن نقول عشنا يوماً بسعادة..
ولكنها الحياة.. ولا نملك تغيرها.. فهو القدر المكتوب علينا..
يوماً ما ستنتهي وستزول وسيفنى كل شيء ولا يبقى إلا وجه سبحانه..
لكل واحد منا حكاية لو بدأها لن تنتهي ما دام حياً.. حتى لو مات قد تولد بموته قصة أخرى..
وتظل الحياة.. رمز وجودنا..
................................................
تحــيتي
اخوكم ... / ( وحـيد )
المفضلات