هذه أجمل قصصي وهي تتكون من قسمين أو ثلاثة
لم أضع لها عنوان وهو أشد عيوبها ولكن لابأس
أرجو أن تستمتعوا بقراءتها
القسم الأول
استيقظ في الصباح الباكر على غير عادته، خرج من تحت سريره الخشبي وتناول منشفته الخضراء وتوجه ليستحم, وما إن فتح باب الغرفة حتى وجد الجميع مضرجين بالدماء والكل قد فارقت روحه جسده ما عدا أخاه الصغير الذي كان في آخر رمق من الحياة, أسرع جاك الخطا نحو أخيه وقال له " أخي ما الذي حصل؟ , ماذا يجري؟ ", أجابه أخوه " أهرب لقد أتى, لقد عاد " توجه جاك نحو الباب مباشرة وخرج من منزلهم الصغير الذي كان يقع في وسط صحراء مترامية الأطراف, أخذ يجري ويجري ووعيناه تهملان الدموع لدرجة أنه لم يبصر طريقه, بقي على هذه الحالة إلى أن سقط على الأرض مغشياً عليه, استيقظ من غشيته واستوى بجسده النحيل على الأرض وأخذ يجول ببصره يريد أن يعرف أين هو فقد كان يجري على غير هدىً, لمح من البعيد وادياً بين جبلين, نهض متثاقلاً وأخذ يسحب قدميه ناحية الوادي وعندما وصل إليه لاحظ حجراً بجانب الوادي نقش عليه وادي الموت, عزم على الدخول للهرب من خطر أكبر, رفع قدمه اليمنى ووجهها ناحية الوادي, كاد قلبه يتوقف في تلك اللحظات ولكن عزيمته كانت أقوى, دخل الوادي وأخذ يسير وكأنه يسير في متاهةٍ صنعت جدرانها من الجبال, كان كلما سار قليلاً زاد شعوره بالخوف, ولكون الصمت كان مسدلاً ستائره على المكان, كاد الرعب أن يقضي على جاك, كان حفيف الأشجار يصل إليه كزئير الأسد, وفجأةً سمع جاك صوتاً أزاح الستار, وتقدم من أمامه أسدٌ هزيل كأنه لم يأكل منذ شهر, لمح الأسد جاك, كشر عن أنيابه, أخذ الشرر يتطاير من عينيه, تقدم إلى جاك بسرعة وكأنه رأى الحياة ذاتها, هم جاك بالهروب ولكنه تجمد في مكانه, كان الخوف قد سيطر عليه, وكلما اقترب الأسد, كان جاك يزداد رعباً حتى أنّ الشيب بدأ يتسلل إلى شعره, قفز الأسد على جاك ولكنه في تلك اللحظات انقسم إلى نصفين وظهر من خلفه رجل كما الطيف, نظر إلى جاك بعينين حادتين وتقدم نحوه, عندما رآه جاك زاد خوفه فالأسد ربما يكون أرحم من هذا الرجل, مد الرجل يده وأمسك بعنق جاك ورفعه عن الأرض وقال " أهلاً صغيري, هل ظننت أنك تستطيع الهروب؟, خذ " ورمى بجاك إلى صخرة كان بجانبها كهف, أسرع جاك إليه وأخذ يجول في أرجائه بحثاً عن الأمان, وبينما هو كذلك لمح ضوءً يشع من منطقة في الكهف, توجه نحوها وإذا بها كرة من البلور موضوعة على منصة من الخشب ذهب إليها مباشرةً, رفعها من مكانها فسقط في حفرة, نهض من على الأرض متالماً مع أن المسافة لم تكن طويلة ولكن الصدمة آلمته, أخذ يبحث عن الكرة فوجدها تتدحرج إلى أن اختفت عن ناظريه وكأن الأرض قد ابتلعتها, نهض من مكانه وتوجه نحو المكان التي اختفت فيها الكرة ولكنه تعثر بشيء كان موضوع على الأرض, نظر إليه وإذا به مطرقة من الفضة, أخذها وقد بهره جمالها وأخذ يقلبها ولكن هناك ما أوقفه وهو نقش عليها, "اضرب الكرة بهذه المطرقة يا جاك حتى تنكسر ( جدك )" استغرب جاك من هذه الرسالة فهو لم يكن يتوقع أن يأتي إلى هنا ومن الذي توقع أن جاك سيأتي إلى هنا ولكنه تذكر جده الذي فُقِد في ظروف غامضة فقد خرج من البيت يبحث عن شيء ولم يعد منذ ذلك الوقت, رفع جاك المطرقة وتوجه ناحية الكرة ولكن شيء ما أوقفه كان يمسك بالمطرقة, أدار جاك وجهه وإذا به الرجل الذي رآه, تصبب جاك عرقاً وحاول الدفاع عن نفسه ولكنه طيف لا يتألم, حاول جاك الهرب ولكن الطيف رماه في حفرة كانت الكرة قد سقطت فيها, نهض جاك من مكانه وهو لا يقوى على الحراك فلولا أنه شاب قوي البنية بلغ من العمر 20 عاماً لكان قد مات منذ وقت, أخذ يبحث عن الكرة بيديه حتى وجدها, وكتصرف نابع من غريزته أخذ يضرب الكرة في الأرض كي تنكسر ولكن لا فائدة من ذلك, وبينما هو يجول في الحفر تعثر بشيء كما الجسد اقترب منه أراد أن يرى بما ذا تعثر ولكون الحفرة شديدة الظلمة كما اللون الأسود, لم يستطع أن يرى وبينما هو متحير انبثق نورٌ زهريٌ من الكرة استطاع به تميز الجسد فرأى رجلً ذو لحية كثيفة وثياب ممزقة كان شكله مرعباً مما جعل جاك يصرخ, استيقظ الرجل مفزوعاً اثر صراخ جاك المرتفع, نظر إلى جاك وصرخ في وجهه "من أنت؟", أجابه جاك وقلبه يكاد يتوقف " أأأننا جا ججااك ووولليام", "وما هذا الذي بين يديك", " ككككرة مممن البلللور", ارتسمت ابتسامة على وجه العجوز وكأنه وجد ما يريد أخرج من حقيبة كانت بجانبه مطرقة من اللؤلؤ ورفعها في الهواء وهوى بها على الكرة التي كانت بين يدي جاك, فسقطت الكرة وارتد جاك إلى الخلف مفزوعاً, رفع العجوز المطرقة مرة أخرى وهوى بها على الكرة التي تناثرت أشلاءً, ارتفعت الأرض التي كانوا عليها حتى وصلت إلى فوهت الحفرة ورأوا بقايا الطيف وهي تتناثر في الهواء كأنها ذرات غبار, في تلك اللحظات سقط العجوز على كتف جاك وأخذ يتنفس بسرعة فلقد كان مرهقاً, أسرع جاك وأجلسه على الأرض وأسنده إلى احد جدران الكهف, وبعد أن أخذ العجوز قسطاً من الراحة ذهب مع جاك إلى منزله الذي هو في الحقيقة منزلهما فقد علم جاك فيما بعد انه جده المفقود.
المفضلات