في الطريق إلى دبي، توقف زوجي عند مسجد صغير لأداء صلاة العصر.
وبينما كنت جالسة في السيارة، لمحت شيئا ما يخرج من بين مجموعة البيوت
الصغيرة المحيطة.
لقد مضى بعض الوقت إلى أن تبينت أن هذا الشيئ هو رجل يزحف باتجاه
المسجد.

لقد كان يضع صندلا من المطاط في يديه

لقد كان يجر الجزء الأسفل من جسده على الأرض الصلبة من تحته.

لقد بدا العرق على جسمه كاملا من أثر الحرارة الشديدة والتي قاربت ال100
درجة فهرنهايتية

ومع وصوله إلى سور المسجد كان يغرق في العرق وقد تلفح وجهه بالحمرة.

لقد مر به الكثير من المصلين في طريقهم إلى المسجد بطريقة تشير إلى
تعودهم على رؤية هذا المنظر.
ثم إذ برجل يخرج من متجر مجاور يمعن النظر فيه قبل أن يعود إلى داخل
المتجر جالبا بعلبة مشروب بارد.

فتح العلبة وأعطاها للرجل ثم جلسا لدقيقة يتحدثان.
Hلقد سمعتهما حين عرض صاحب المتجر المساعدة على المقعد ولكن دون جدوى
حيث أصر المقعد على الزحف نجو المسجد دون مساعدة.

لقد كان المقعد حريصا على أن يبلغ المسجد فب الوقت المناسب، لذلك
استأذن صاحبه ومضى في زحفه المجهد نحو المسجد.

لم أره حين صعد الدرج. لم أتصور كيف يمكنني مساعدته.
لقد أجهشت في البكاء متذكرة حديث النبي، عليه الصلاة والسلام:"أثقل الصلاة
على المنافقين الفجر والعشاء، ولو علموا ما فيهما لأتوهما ولو حبوا"
رواه البخاري


هذا الرجل، الذي جاء حقا زاحفا إلى المسجد، لم يستثقل الصلاة بتاتا.


أسأل الله أن يجزي كل المجتهدين في سبيله، وأن يعرفنا بضعف نفوسنا إذ نرى
قوة مثل هذا الرجل