بسم الله الرحمن الرحيم
( وما يعلم جنود ربك إلا هو )
( وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيما ً)
(نمل النار) الذي يأخذ اسمه من الحروق التي تسببها لسعته اصبح اخر كابوس يسيطر على السلطات الامريكية التي تكافح بكل الوسائل المتاحة غزو هذه الحشرات المدمرة . وقال سانفورد بورتر, الاخصائي بعلم الحشرات في مركز الابحاث التابع لوزارة الزراعة في غينسفيل (فلوريدا), ان هذا النمل يسبب سنويا اضرارا تقدر قيمتها بملياري دولار ويدمر الزراعات والتجهيزات الكهربائية. ولسعاته موجعة وتترك على الجلد دمامل كبيرة لمدة اسبوعين. وحتى انه يقتل حوالى ستة اشخاص سنويا. وفي سبتمبر ,1998 وجد مريض في مأوى للعجزة بالقرب من جاكسون (ميسيسيبي) ميتا في سريره وشوهد نمل النار على جثته. وتم صرف مئات ملايين الدولارات من اجل وقف تقدم هذه النملة الغريبة ذات اللون الاحمر او الاسود والتي تصل قافلتها الى ما بين خمسة وستة كيلومترات. وقد وصلت في العام 1918 الى الباما في سفينة قادمة من امريكا اللاتينية. ولا تؤثر فيها لا المياه الساخنة ولا المبيدات ولا قاذفات اللهب ومن هنا اطلق عليها العلماء اسم (النملة التي لا تقهر) . . ويعيش نمل النار في خلايا صغيرة بقطر يتراوح بين 50 سم ومتر واحد وبعلو بين 15 و60 سم وهو يهاجر احيانا بواسطة الانسان او مع روافد المياه خلال الفيضانات. وهكذا ففي تكساس روى مزارعون انهم شاهدوا(كرات من النمل) عائمة على سطح نهر سان ماركوس. وقالوا انهم عثروا في نهر (غوادالوب) المجاور في صيف 1997 على سمك نهري ميت بعد ان ابتلع نمل النار. ويتزايد نمل النار ايضا عن طريق (الرحلات التناسلية) . فتطير الملكات على علو مئات الامتار كي تلتقي الذكر الذي يموت اثر المجامعة وقبل ان تعود الى مقرها حيث تقضم جناحيها وتبدأ بوضع بيضها الذي ينتج عنه قرية من النمل تضم 200 الف نملة في اقل من ستة اشهر. وبعد ان اجتاحت نحو عشر ولايات في جنوب الولايات المتحدة, تواصل هذه الحشرة زحفها بوتيرة 8 الى 10 كلم سنويا وباتت تغطي ملايين الهكتارات في تكساس وكاليفورنيا وفلوريدا وفيرجينا وحتى بورتو ريكو. واوضح سانفورد بورتر ان (نمل النار يدمر اشجار الليمون ونبتات البطاطا والصويا وتهاجم العجول الصغيرة او الصيصان. وتلسع في طريقها انواعا اخرى من النمل والحشرات والعصافير او الزواحف) . واضاف (وبما ان الحرارة تجذبه, فان نمل النار يتسلل الى المولدات الكهربائية ويسد قواطع التيار او يتسبب في انقطاع التيار) . وبعد فشل الجهود الرامية الى اجتثاث نمل النار, يبقى الامل معلقا من الان وصاعدا على وسائل اخرى حيوية. وقال بورتر ان (كثافة نمل النار في امريكا اللاتينية هي خمس مرات اقل لانه يواجه اعداء طبيعيين) . وتوصل مع فريقه الى فكرة نقل نوعين من الاعداء الطبيعيين الى الولايات المتحدة واستعمالهما كسلاح ضد نمل النار
اضافة رد مع اقتباس
المفضلات