(وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)



كـمـا تـَـديــن تـُــدان ( قـصـص واقـعـيـة مـن الـحيـاة)



الـبـِـر لايـَـبـْـلى ، والذنـْـب لايـُـنـْـسى ، والـديـَـان لايـَـمـُـوت ، إعـْـمـَـل مـاشـِـئـت كـمـا تـَـدين تـُـدان




جـَـزاء سـَــب الـصـحـابـة رضي الله عـنـهـم







قال القيرواني – رحمه الله - : أخبرني شيخ لنا من الفضل قال : أخبرني أبو الحسن المطلبي إمام مسجد النبي صلى الله عليه وسلم قال : رأيت بالمدينة عجبا ، كان رجل يسب أبا بكر وعمر – رضي الله عنهما – فبينما نحن يوما من الأيام بعد صلاة الصبح إذ أقبل رجل قد خرجت عيناه وسالتا على خديه فسألناه ما قصتك؟! فقال : رأيت البارحة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليا – رضي الله عنه – بين يديه ، ومعه أبو بكر وعمر – رضي الله عنهما – فقالا : يا رسول الله هذا الذي يؤذينا ويسبنا. فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من أمـَـرك بهذا يا أبا قيس ؟)) فقلت له : علي ، وأشرت إليه.

فأقبل عليٌ – رضي الله عنه – علـيَ بوجهه ويده وقد ضم أصابعه وبسط السبابة والوسطى وقصد بها إلى عيني ، فقال : إن كنت كذبت ففقأ الله عينيك وأدخل أصبعيه في عيني فانتبهت من نومي وأنا على هذا الحال. فكان يبكي ويـُـخبر الناس وأعلن التوبة.



وعن شيخ من قريش قال : رأيت رجلا بالشام قد اسود نصف وجهه وهو يـُـغطيه فسألته عن ذلك فقال : قد جعلت لله علي أن لا يسألني أحد عن ذلك إلا أخبرته به. كنت شديد الوقيعة في علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – فبينما أنا ذات ليلة نائم إذ أتاني آت في منامي فقال لي : أنت صاحب الوقيعة فـِـي فضرب شق وجهي فأصبحت وشق وجهي أسود كما ترى.



عن محمد بن سيرين – رحمه الله – قال : كنت أطوف بالكعبة وإذا رجل يقول : اللهم اغفر لي وما أظن أن تغفر لي !! فقلت: يا عبدالله ماسمعت أحدا يقول ما تقول ! قال : كنت أعطيت عهدا إن قدرت أن ألطم وجه عثمان – رضي الله عنه – إلا لطمته ، فلما قــُـتل ووضع على سريره في البيت والناس يجيئون يـُـصلون عليه فدخلت كأني أصلي عليه فوجدت خلوة فرفعت الثوب عن وجهه ولحيته ولطمته ، فأيـْـبـَـس الله يدي اليـُـمنى فأصبحت كالخشبة لا تتحرك. قال ابن سيرين – رحمه الله – فنظرت إلى يده فرأيتها يابسة ، وعثمان بن عفان – رضي الله عنه – ذو النورين الخليفة الثالث المظلوم قد فوض أمره إلى ربه فقضى الله ونفذ قدره وجعل من ظـُـلمه عبرة ، والله عزيز ذو انتقام.



عن عامر بن سعد – رضي الله عنهما – قال : بينما سعد – رضي الله عنه – يمشي إذ مر بـِـرجـُـل وهو يشتم عليا وطلحة والزبير – رضي الله عنهم - ، فقال له سعد – رضي الله عنه - : إنك تشتم أقواما قد سبق لهم من الله ما سبق والله لتكـُـفـَـن عن شتمهم أو لأدعـُـون الله – عزوجل – عليك. فقال : تـُـخوفني كأنك نبي. فقال سعد – رضي الله عنه - : اللهم إنه كان يشتم أقواما قد سبق لهم منك ما سبق فاجعله اليوم نكالا.، فجاءت بـُـختية – أي الأنثى من الجمال – فأفرج الناس لها فتخبطته فرأيت الناس يتبعون سعدا – رضي الله عنه – ويقولون : استجاب الله لك يا أبا إسحاق.



سب الصحابة رضوان الله عليهم من أكبر الكبائر ولا يجرؤ على سب الصحابة إلا زنديق أهوج قد ملأ قلبه غيظ وحقد عليهم ويكفينا قول التابعي الجليل أبو زرعة – رحمه الله - : (( إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق )). ، من سب الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه طرده الله من رحمته وأبعده عن جنته وأورثه الذلة والهوان في الدنيا قبل الآخرة ، وهل يـُـسب من أتى القرآن والإنجيل والتوراة بوصفهم والثناء عليهم ؟!



قال تعالى : ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فـئـازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين )



دعـــاء:



**(اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا)**