الصفحة رقم 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 1 الى 20 من 66
  1. #1

    §ô¤ لنبحر في بحر الأدب ¤ô§

    attachment






    attachment


    يعد الأدب لوناً من ألوان الفنون الجميلة التي لم يستغن الإنسان عنها أبداً ،

    فهو يعبّر عمن يحب الجمال ويستمتع به ،

    ويعبّر عمن يذكر الماضي ويحلم بالمستقبل ،

    فهو متعة جدية وجمالية للصغار والكبار ، الرجال والنساء ،

    وجديته تتصل بعمق نظرته ،

    وتضمنه صوراً من صور المعرفة النسبية التي تبقى على مر العصور ،

    كما أن جدية الأدب ومنفعته تتصل بالمثل العليا في الأخلاق والسلوك البشري والتجربة الإنسانية،

    وتتصل كذلك بما يبعثه من السرور النفسي والراحة والاطمئنان في النفس ،

    لأنه ينفس عن نفس الإنسان وعن عواطفه وعن رغباته المكبوتة ،

    أما عن جماليته ، فعي تتعلق بجمال الفكرة وروعتها ،

    وبجمال العرض والأسلوب ،

    وبروعة الخيال ، وبتدفق العواطف ، وبموسيقى اللغة والإيقاع ،

    فما أروع الأدب!

    وما أجمل من يستلذ به!

    إلا أنه وللأسف الشديد ، انصرف الكثير من الناس عن الأدب في هذا الزمن ،

    ففي هذا الزمن ، أصبحوا الناس مهتمون بالمال والتكنولوجيا وطغيان المادة والآلة ،

    وكما قال الشيخ علي الطنطاوي في كتابه فكر ومباحث : (( لنأخذ المواصلات مثلاً ... لا شك أن العلم قد سهلها وهوَّنها وقرب البعيد ، وأراح المسافر ووفر عليه صحته ووقته ،

    فقد كان الحاج إلى بيت الله ينفق شهرين من عمره في الطريق يحمل آلاماً وتعرض له مخاوف ،

    ولكنه يحس بمئات العواطف ، وتنطبع في نفسه آلاف من الصور ، ويتغلغل في أعماق الحياة ،

    ثم يعود إلى بلده يروي حديثها ، فتكون له مادة لا تفنى ، ويأخذ منها دروسا لا تنسى ،

    أما الآن فليس يحتاج إلا الصعود إلى الطائرة ، والنزول منها بعد ساعات ، فهو قد ربح الوقت لكنه خسر الشعور ...))

    ومع ذلك فلا بد من القول إن العالم المعاصر ـ وإن تغير نمط سلوكه وتبدلت منطلقاته بطغيان الآلة والانفتاح على العالم ـ

    قد أدرك أن هناك حاجة ملحة إلى إحداث التوازن بين ماديات العصر وآلاته ونمطه السريع وطبيعته المختلفة من جهة ،

    وبين الجانب الروحي والإنساني المتمثل في الأدب من جهة أخرى ،

    فسعى الأدب إلى توظيف كل هذه المستجدات العلمية والتقنية ،

    وبالأخص وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ،

    وسخّر العلوم والتقنية في خدمة الأدب ، واتجه بالأدب من منطلقاته القديمة إلى منطلقات من الاحتراف وصناعة الأدب ،

    كما خرج العالم بالأدب من نطاقه المحلي الضيق إلى الإقليمية والعالمية .


    والأدب وفق منطلقاته القديمة أو الحديثة ، يظل مرآة للأمم المتحضرة ، تنعكس فيه همومها وثقافتها وأحلامها ،

    وتحافظ من خلاله على هويتها وتراثها ،

    لذلك يعتبر الأدب وسيلة مهمة للتعريف بالأمة ، وإشهارها وبث قيمها وأفكارها في ظل عصر تتسابق فيه الأمم على إثبات الجدارة والتميز في شتى مناحي الحياة ،

    ولذلك تجد الأمة المتحضرة تحرص على دراسة آدابها والعناية بها ،

    ويقوم بتنشئة الأجيال منذ الصغر في البيوت والمدارس والملتقيات الاجتماعية على دراسة نصوصها الأدبية ،

    وحفظ روائعها ، والافتخار بها ، والعناية بما تحمله من قيم ومبادئ ،

    فكل هذا ، يشكل جزءاً كبيراً من قيم الأمة الاجتماعية والثقافية ،

    كما تحرص الدول على نشر الأدب وتشجيعه ، و إقامة المراكز الثقافية والأندية الأدبية ،

    وتؤسس لذلك الكليات والمعاهد التي تعتني بدراسة الأدب دراسة متقدمة ،

    كما أنها تخصص للآداب الجوائز الدولية والمحلية .


    هذه مقدمة تمهيدية بسيطة للإبحار في بحر الأدب ،

    لكن قبل أن نبحر في بحر الأدب ، يجب أولاً معرفة ما هو الأدب ،

    فكلمة (( أدب )) تدل لغوياً على معان متعددة ،

    فمن هذه المعاني ، دعوة الناس إلى مأدبة ، ومنها تهذيب النفس وتعليمها السلوك الحسن ،

    ومنها الكلام الحكيم الذي ينطوي على حكمة وعلى قول صائب ،

    أما المعنى الاصطلاحي للأدب ، فهو الكلام البليغ الصادر عن عاطفة ، والمؤثر في النفس.


    الأدب لا يمكن اكتسابه أو تعلمه من الغير ، فالأدب يصدر عن موهبة راسخة في نفس الإنسان ،

    وهذه الموهبة تحتاج إلى التنمية والرعاية ، وطبعاً هذه الرعاية لن تتم إلا عن طريق مخالطة أهل اللسان ،

    ومحاورتهم ، والحديث معهم ، والاستماع إلى كلامهم.


    والآن هيا بنا نبحر في بحر الأدب.

    يتبع...

    الرجاء عدم الرد
    اخر تعديل كان بواسطة » فجر الأحلام في يوم » 22-07-2008 عند الساعة » 07:47

    attachment


    لولا إيماني لأصبحتُ مجنوناً
    كيف يمكن أن تصمد أمام كل هذا المنكر وهذا الظلم دون إيمان ؟
    وحدها التقوى تعطيك القدرة على الصمود

    مقتطف من " ذاكرة الجسد " لـ أحلام مستغانمي




  2. ...

  3. #2
    في البداية يجب معرفة فنون الأدب ،

    فللأدب فنان رئيسيان ، هما :



    attachment



    ويكون الشعر منظوماً على أوزان ، ولكن لا يعد الشعر فناً أدبياً ،

    إلا إذا امتاز بجودة المعاني ، وتخير الألفاظ ،

    ودقة التعبير ، وحسن الخيال ،

    طبعاً والأهم من ذلك أن يكون مؤثراً في النفس.


    وللشعر ثلاثة أنواع ، هي :



    attachment



    وهو الأعم والأغلب في شعرنا العربي ،

    ويطرق عدة أغراض ، مثل :

    الفخر ، المديح ، الغزل ، الحكمة ، الرثاء ، الوصف ، والهجاء.



    attachment



    وهو الشعر الذي يروي سيراً وقصصاً ،

    قد تكون بطولات حقيقية أو خيالية.




    attachment



    وهو الذي يعد للمسرح على ألسنة شخصيات ناطقة.




    attachment



    وهو الكلام المرسل ، غير المقيد بوزن ،

    كما أنه يشمل عدة أنواع ، مثل :

    الخطبة ، القصة ، الرواية ، والمقالة.


    قام علماء الأدب العربي بتقسيم الأدب وفق حقبه التاريخية وعصوره إلى عدة أقسام ،

    بداية بأدب العصر الجاهلي ، ومروراً بعصور الدول الإسلامية المتعاقبة ،

    وانتهاءً بالعصر الحديث ،

    وسيأتي بيان كل عصر لوحده.

    يتبع...
    اخر تعديل كان بواسطة » فجر الأحلام في يوم » 22-07-2008 عند الساعة » 14:39

  4. #3

    عدنا

    attachment


    المقصود بالعصر الجاهلي ، هو تلك المرحلة التي نضج فيها الأدب ، ووصلتنا أخباره ،

    وذلك في الحقبة الزمنية التي سبقت بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ،

    واستمرت قرابة قرن ونصف من الزمان.

    attachment


    أثار إلصاق كلمة ( الجاهلي ) بهذا العصر جدلاً بين المؤرخين ،
    فمنهم من جعل هذا المعنى مرادفاً لعدم العلم ، فوصف العرب بالجهل ، والعصر السابق للإسلام عصراً جاهلياً ،
    ومنهم من جعل هذا المعنى مرادفاً للطيش وحدة الطبع وعدم الحلم ،
    ومنهم من جعل هذا المعنى مرادفاً لكلمة ( الأميين ) الواردة في القرآن الكريم ،
    والتي تعني في أصح تفسيراتها الأمية الدينية ،
    غير أنه لا يمكن أن نصف العرب بالجهل المرادف لعدم العلم لأن العرب وإن كان أكثرهم لا يقرأ ولا يكتب ، فقد كانوا يتواصلون بلغة راقية نزل بها كتاب الله ووافقها ،
    وكان لهم من الحكمة والتجربة والنضج وصفاء الذهن وسرعة البديهة الكثير مما أفصحت عنه أشعارهم ،
    وخطبهم ، وقصصهم ، وأخبار أسواقهم ،
    ويعد أدبهم من أرقى الآداب في أيامهم ، ولا يزال إلى عصرنا الحاضر من أبرع النماذج الأدبية
    كما أنه أيضاً لا يمكن أن نصف العرب بالجهل المرادف للسفه والطيش وعدم الحلم ، وقد بُعث النبي صلى الله عليه وسلم ليتمم مكارم أخلاقهم ، ويشيد بكثير من صفاتهم
    وقد عبّر أدبهم عن سجايا كريمة وصفات نبيلة ،
    وهذا كله لا يعني نفي ما عند بعضهم من طيش وعصبية وسفه ،
    وما يحدث بينهم من ثارات وحروب تطول حيناً وتقصر حيناً.
    والذي يظهر أن سبب تسمية هذا العصر بالجاهلي ، إنما يعود لتسمية القرآن له ،
    كما قال تعالى في سورة الأحزاب : (( ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى
    وقوله تعالى في سورة الفتح : (( إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية ))
    وكذلك تسمية الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله : (( خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا
    وهي بهذا تسمية دينية لحقبة من الزمان سبقت بزوج فجر الإسلام ،
    ابتعد فيها الناس عن منهج الرسل ، وتقربوا إلى الأصنام والأوثان ،
    وظهرت فيها بعض الجهالات والعادات السيئة ،
    ولا شك أن هذه التسمية لم تعرف إلا بعد بزوج فجر الإسلام وشيوع نوره ،
    وما أحدثه من تغيير في العرب وفي العالم أجمع.


    attachment


    attachment


    استوطن العرب شبه الجزيرة العربية ،

    وكما هو معروف ، فجغرافية شبه الجزيرة العربية تتنوع ما بين أنجاد وسهول وهضاب وسواحل بحار ،

    إلا أن رقعتها الشاسعة كانت صحراء تمتاز بسطوع شمسها ، وتقلب رياحها ، وتوحش حيوانتها،

    إلا أنه وبالمقابل ، فهي تمتاز بصفاء سمائها ، وتلألؤ هوائها ورحابة فضائها ،

    ولا شك أن الإنسان يتأثر بأرضه وبطبيعة بيئته ،

    وتتلون أخلاقه بلون تضاريس ومناخ بيئته ،

    وكان شعراء العصر الجاهلي متأثرون بالصحراء ،

    فقد كانوا منها يستمدون خيالهم ، يتغنون بها ، ويغنون لها.


    attachment

    العرب مجتمع قبلي من الدرجة الأولى ،

    القبيلة فيه مقدسة ، وأمرها مطاع ، والمرء منهم غالباً ما يكون على دين قبيلته في رشدها وغيها،

    وقد كانت العرب بين أهل مدر وأهل وبر،

    فأهل المدر هم الحواضر وسكان القرى ، حيث كان تعدادهم قليل ،

    وكانوا يكسبون رزقهم من الزراعة والماشية والضرب في الأرض للتجارة ،

    أما أهل الوبر فقد كانوا الأكثر في ذلك العصر ، فهم ممن يسكن الصحراء ،

    وكانوا يكسبون رزقهم من ألبان الماشية ولحومها منتجعين منابت الكلأ ، مرتادين مواقع القطر ،

    فيحلون هنا ما ساعدهم الخصب وأمكنهم الرعي ، ثم يرتحلون إلى جهة أخرى لطلب العيش وابتغاء الماء.


    أما على المستوى السياسي ، فقد كان العرب على قسمين :

    قسم لهم مسحة سياسية ، وهؤلاء يعيشون في إمارات ،

    كإمارة المناذرة في الحيرة التي أنشأها الفرس جنوبي دولتهم ،

    وإمارة الغساسنة في بصرى التي أنشأها الروم جنوبي دولتهم ،

    وإمارة كندة في بعض نواحي نجد التابعة للتبابعة في اليمن ،

    ويمكن اعتبار مكة من هذا القبيل حيث كان لها نظام سياسي ينتظمها .

    والقسم الآخر لم يكن لهم وضع سياسي ، فهم تبع لقبائلهم ، وتخضع كل قبيلة لشيخها .
    اخر تعديل كان بواسطة » فجر الأحلام في يوم » 22-07-2008 عند الساعة » 15:57

  5. #4

    عدنا

    attachment


    بالنسبة لأخلاق العرب ، فقد كان منها أخلاق كريمة أصيلة ،

    ومن تلك الأخلاق والخصال الكريمة ،

    الكرم ، الشجاعة ، عزة النفس ، العفة ، الشرف ، كره الذل ، صلة الرحم ، حسن الجوار ، إغاثة الفقير والملهوف ، الحلم والصدق ، الأمانة ، الوفاء ، رقة الرجال مع النساء ، وإكرام المرأة للرجل.

    كما كان لبعضهم بعض الأخلاق السيئة ، كالثأر ، النهب والسلب ، العصبية القبلية ، وأد بعضهم للبنات ،

    ومنها ما كان مقبولاً في الجاهلية حتى جاء الإسلام فأنكرها ، ومن ذلك الميسر ، الخمر ، الفخر بالأنساب ، النياحة والطيرة ، والكهانة .



    attachment



    تقدم أن العرب كانوا أهل بلاغة وفصاحة ،

    ولذلك تحداهم القرآن الكريم في أخص خصائصهم وأبرع فنونهم ، ألا وهي البلاغة ،

    وتحداهم في مواضع عديدة كقوله تعالى : (( فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين ))

    كما عرف العرب شيئاً من القيافة وعلم الأنساب والكهانة والفلك ،

    و كان لهم منتديات وأسواق للتجارة والتحكيم في الخصومات ومفاداة الأسرى والتشاور في المهمات والمفاخرة بالشعر ونقده ، والاستماع للخطب وبث الآراء الإصلاحية من دينية وأخلاقية،

    ومن هذه الأسواق :



    attachment

    وهو الأشهر، حيث كان يقام بين مكة والطائف من أول شهر ذي القعدة إلى العشرين منه .



    attachment


    وكانت هذه السوق تعقد في آخر عشرة أيام من شهر ذي القعدة .


    attachment


    وكانت هذه السوق تعقد في أوائل شهر ذي الحجة إلى موعد الحج .

    والمجنة وذو المجاز على مقربة من سوق عكاظ .

    ولعل من فوائد هذه الأسواق تقريب لهجات قبائل العرب ؛ لأن الجميع كانوا يتعاملون مع تجار قريش ويتخاطبون بلهجة قريش التي قويت ، ثم ازدادت قوة بنزول القرآن الكريم بها.


    attachment

    بالنسبة للحياة الدينية ، فمما تقدم ذكره يتضح أن كثيراً من العرب قد عبدت الأوثان ؛

    لتقربها إلى الله زلفى ، أو لتكون شفيعة لهم عند الله ،

    إلا إنهم ومع كل ذلك كانوا مؤمنين بتوحيد الربوبية ،

    فعرفوا أن للكون خالقاً ، وأثبتوا لله الرزق والإحياء والإماتة وملك الكون وشهد لهم القرآن الكريم بذلك ،

    وقد كان لهم بعض المناسك وبخاصة في أعمال الحج ،

    ويصدق ذلك قول النعمان بن المنذر في وصفه لديانة العرب في حضرة كسرى : (( وأما دينها وشريعتها فإنهم متمسكون به حتى يبلغ أحدهم من نسكه بدينه أن لهم أشهراً حرماً وبلداً محرماً وبيتا محجوجاً ينسكون فيه مناسكهم ... فيلقى الرجل قاتل أبيه أو أخيه وهو قادر على أخذ ثأره فيحجزه كرمه ويمنعه دينه أن يمسه بأذى ))

    لكن ذلك لا يعني نفي شركهم بالله ، بل ما جاء الإسلام إلا ليحارب مثل هذا الشرك ويزيله ،

    كما كان بعضهم على ملة إبراهيم عليه السلام ،

    وبعضهم على النصرانية أو اليهودية ، ومنهم قليل ممن كانوا يعبدون النار .

    يتبع...

    الرجاء عدم الرد
    اخر تعديل كان بواسطة » فجر الأحلام في يوم » 25-07-2008 عند الساعة » 03:46

  6. #5

    عدنا

    attachment

    attachment

    الشعر الجاهلي قديم النشأة ، لكن القسم الأوفر منه ضاع بعوامل عديدة لعل أهمها عدم التدوين ،

    قال أبو عمرو بن العلاء (( ما انتهى إليكم من الشعر إلا أقله ، ولو جاءكم وافراً لجاءكم علم كبير وشعر كثير ))

    لذلك ركز كثير من مؤرخي الأدب على الفترة التي سبقت الإسلام بمئة وخمسين عاماً ،

    وهي الفترة التي نضج فيها الشعر وكان - كما قالوا - غاية الإتقان في وزنه وقافيته ودقة إشارته ومتانة تراكيبه .


    attachment

    قال ابن رشيق : (( كانت القبيلة إذا ولد لها شاعر أتت القبائل فهنأتها ، وصنعت الأطعمة ، واجتمع النساء يلعبن بالمزاهر ،

    كما يُصنع في الأعراس ؛ لأن في شعره حماية لأعراضهم ، وذباً عن أحسابهم ، وإشادة بذكرهم))

    وقد كان الشاعر بمثابة صحافي القوم الذي يجمع بين الموهبة والحكمة والتأثير في الجماهير وقت الحرب ووقت السلم ، وغالباً ما يكون عارفاً بالأخبار والأنساب وأحوال القبائل ،

    لذلك حفل العرب بالشعراء ؛ لقيمتهم وخطرهم ، ولأنهم ديوان الأمجاد وسجل المفاخر والمآثر ،

    وفيما بعد أصبح هذا الشعر ديواناً للعرب كما قال عمر رضي الله عنه .


    attachment

    كانت عنالك عدة موضوعات للشعر في العصر الجاهلي ، فمنها :

    الشعر الانفرادي البدوي:

    حيث اتجه بعض الشعراء في مجمل شعرهم إلى إبراز تجاربهم وأسفارهم ومغامراتهم ولهوهم وبطولاتهم.

    شعر القبيلة ومناقبها ومفاخرها وأيامها :

    وهذا الشعر كان الأكثر في شعر الجاهليين .

    شعر البلاط :

    ويشمل شعر عدد من الشعراء ممن ارتادوا مجالس المناذرة والغساسنة ، وغلب في شعرهم مديح الملوك .

    الشعر الديني والاجتماعي :

    غير أن هذا التصنيف غير مطلق ، وإنما هو على وجه التغليب والنظر إلى المشهور من شعر كل شاعر .

    يتبع...
    اخر تعديل كان بواسطة » فجر الأحلام في يوم » 22-07-2008 عند الساعة » 16:14

  7. #6

    عدنا

    attachment



    هي قصائد من أجود الشعر الجاهلي ، عددها سبع في أحد الأقوال ، وعشر على قول آخر ،

    وقد سميت بالمعلقات تشبيها لها بعقود الدر التي تعلق في النحور ،

    وقيل إن العرب كتبوها بماء الذهب وعلقوها على جدران الكعبة ، على عادة الجاهليين في كتابة عقودهم ومواثيقهم وتعليقها على الكعبة ،

    وقيل بل علقوها بالذهن أي حفظوها عن ظهر قلب ،

    وللمعلقات قيمة أدبية عظيمة ،

    وذلك لأنها تصور البيئة الجاهلية أوضح تصوير وأشمله ،

    مما حدا ببعض أدباء الغرب إلى ترجمتها ،

    كما يعد شعراء المعلقات أهم شعراء العصر الجاهلي ،

    ومن عدّ المعلقات سبعاً جعل أصحابها كما يلي :


    امرؤ القيس بن حجر ( معلقته 81 بيتاً ) ومطلعها :

    قفا نبكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ

    بسقطِ اللِّوى بينً الدَّخــــولِ فحوملِ


    عنترة بن شداد ( معلقته 75 بيتاً ) ومطلعها :

    هل غــادر الشعراءُ من مُتًردِّمِ

    أم هل عرفتِ الدارَ بعـــــد تَوهمِ


    زهير بن أبي سلمى ( معلقته 62 بيتاً ) ومطلعها :

    أمن أم أوفــى دمنـةٌ لم تَكـلَّـمِ

    بحومــانةِ الدرَّاجِ فالمُتَــثلِّــمِ


    طرفة بن العبد البكري ( معلقته103 أبيات ) ومطلعها :

    لخولةَ أطـلالٌ بِبُرقْة ثَهْــمدِ

    تلوح كباقي الوشمِ في ظــــاهرِ اليدِ


    لبيد بن ربيعة العامري ( معلقته 88 بيتاً ) ومطلعها :

    عَفَتِ الديـارُ مَحِلُّها فمقــامُها

    بِمِنىً تـأبَّدَ غولُها فَرِجــــــامُها


    عمرو بن كلثوم ( معلقته 103 أبيات ) ومطلعها :

    ألا هُبِّي بصحنِكِ فاصبِحِيــنا

    ولا تبقـي خمــــــورَ الأندَرِيـنا


    الحارث بن حلزة اليشكري ( معلقته 84 بيتاً ) ومطلعها :

    آذَنَتْنا ببـينِها أسمـــــاءُ

    رُبًّ ثــــاوٍ يُمَلُّ مِنــهُ الثَّــواءُ


    وهنالك من عدها عشراً ، ( إضافة إلى السبعة السابقة ) فقام بإضافة الشعراء الثلاثة التالية أسماؤهم :


    النابغة الذبياني ( معلقته49 بيتاً ) ومطلعها :

    يا دارَ مَيَّةَ بالعليـــاءِ فالسَّندِ

    أقْوَتْ وطــالَ عليها سالفُ الأبدِ


    أعشى قيس ( معلقته 66 بيتاً ) ومطلعها :

    ودِّعْ هريرةَ إنَّ الركبَ مرتَحِــلُ

    فهل تطيــق وداعًا أيُّها الرجلُ


    عبيد بن الأبرص ( معلقته 48 بيتاً ) ومطلعها :

    أقْفَـرَ من أهلـهِ مَلْحُــــوبُ

    فالقُطَّبِيَّـــات فالذَّنُـــوبُ

    يتبع...

    الرجاء عدم الرد
    اخر تعديل كان بواسطة » فجر الأحلام في يوم » 22-07-2008 عند الساعة » 16:15

  8. #7

    عدنا

    attachment




    attachment




    attachment
    امرؤ القيس ، هو أصغر أبناء حجر بن الحارث ، ملك بني أسد و حامل لواء الشعر في الجاهلية،

    نشأ في نجد أميراً مترفاً ، وألف التنقل مع نفر من أصحابه في أحياء العرب للهو والصيد ،

    وقد قتل قومه أباه لظلمه فأراد الأخذ بثأر أبيه ، وكان ذلك حداً فاصلاً بين حياة الترف واللهو ، وحياة الجد وطلب الملك المفقود ،

    وأقسم ألا يكتفي بأقل من قتل مئة رجل ، وجز نواصي مئة آخرين ،

    فطاف في أحياء العرب يطلب المساعدة ، وقد نُصِرَ في أول الأمر ، ونال من قومه بني أسد ، وأوقع بهم ،

    لكن القبائل التي ناصرته سئمت القتال معه ؛ لعناده وحرصه على إبادة أعدائه فتفرقوا عنه ،

    وقد سار إلى بلاد الروم يطلب العون ، لكن القيصر لم يشأ مساعدته فعاد خائباً ،

    ومات في أنقـــرة عام 82 ق هـ ، وقد وصفه من بعده بأنه أشعر الشعراء إذا ركب .


    attachment


    نظم امرؤ القيس قصيدته ؛ ليذكر حبه لابنة عمه ، وليذكر يوماً من أيام لهوه ، مفتخراً بركوبه الخيل ، واصفاً لها ولليل والصيد .


    attachment


    قفا نبكِ من ذكـرى حبـيبٍ ومنـزلِ

    بِسِقْطِ اللِّوى بين الدَّخـــول فحوملِ

    كأني غـــداةَ البيـنِ يومَ تحملـــــوا

    لدى سَمُــراتِ الحـيِّ ناقفُ حنظلِ

    ترى بَعَــرَ الآرامِ في عَرَصــاتِها

    وقيــعانِــها كأنــــهُ حـــبُّ فُلْــــــفُلِ

    ألا رُبَّ يـومٍ لـكَ منــهـنَّ صـالـحٌ

    ولاســيــمــا يـــومٍ بدارةِ جُــــلْجـُلِ

    أفــاطمُ مهـلاً بعـضَ هـذا التدلُّلِ

    وإنْ كنـتِ قد أزمعتِ صرميْ فأجملي

    أَغــرَّكِ مني أنَّ حُـبَّــكِ قـاتلـــــي

    وأنكِ مهمــا تأمري القلـبَ يفــعلِ

    وليلٍ كموجِ البحرِ أرخــى سدولَـه

    عليَّ بأنــواعِ الــهــمــومِ ليَـــبْـتَـلــي

    فقلـــت لـه لمـا تمطـى بصلبهِ

    وأردف أعجــازا ونـاء بـكلـكـلِ

    ألا أيُّهــا اللـيـلُ الطويلُ ألا انجلِ

    بِصـبْحٍ ومــا الإصْبـاحُ منكَ بأمثلِ

    وقد أَغتـــدي والطيرُ في وُكنـاتِها

    بـمنـجـردٍ قيـــدِ الأوابـدِ هيـــكــلِ

    مِكَـرٍ مِفَــرٍ مُقبــلٍ مُـدبرٍ معـــَا

    كجِلمــودِ صخرٍ حطَّه السيلُ من علِ

    له أيطـلا ظبـيٍ وســاقا نـعـامةٍ

    وإرخـاءُ سَرحـانٍ وتقريـبُ تَـتْفُلِ

    فَعَــنَّ لنــا سربٌ كأن نعـــاجَه

    عـذارى دوار في مــلاء مذيــل

    فعـــادى عِـداءً بين ثورٍ ونعـجةٍ
    دِرَاكـًا ولـم يَنْـضحْ بمــاءٍ فيُغسَلِ


    يتبع...
    الرجاء عدم الرد
    اخر تعديل كان بواسطة » فجر الأحلام في يوم » 22-07-2008 عند الساعة » 16:16

  9. #8

    عدنا

    attachment




    attachment


    هو أبو عمرو طرفة بن العبد بن بكر بن وائل ، ويقال أن ( طرفة ) كان مجرد لقب ،
    وقد نشأ يتيم الأب مع أمه ، ولقي في حياته ظلم أعمامه وهضمهم لحقوقه في مال أبيه ،
    كما عُرِف عنه في صباه ميله إلى الملاهي وإعجابه بنفسه ، ثم إنه صار من ندماء ملك الحيرة عمرو بن هند ،
    لكن ذلك لم يدم طويلاً ، فقد نشأت نفرة بينهما أدت إلى سجنه ، فهجاه طرفة وأقذع في هجائه .
    وقد مات طرفة مقتولاً ، ولم يبلغ الثلاثين من عمره ، ويقال أن ذلك كان بوصية مختومة حملها طرفة نفسه إلى عامل الملك في البحرين ، وكأنه قد سعى إلى حتفه بنفسه !!
    ويقال بل قتل مع صاحب له وهما عائدان في تجارة من اليمن .
    ورغم أن طرفة يعد شاعراً مُقِلاً ، لكنه بلغ من جودة الشعر بحداثة سنه ما بلغه شعراء آخرون بكثرة شعرهم وطول أعمارهم ،
    حتى صار يعد من الطبقة الأولى للشعراء في الجاهلية ،
    وكثر عنده شعر الهجاء والمدح ، وفي شعره كثير من الحكمة والفخر ، كما تتضح في قصائده رؤيته العميقة للحياة ، وتعد معلقته من أدل القصائد على خصائص الشعر الجاهلي .
    [/center]


    attachment


    قال طرفة قصيدته ليبسط فيها شكواه من أهله وبني عمومته في معاملتهم له ، ومن ذلك أن إبلهم قد ضلت ،
    فذهب طرفة إلى ابن عمه مالك ليعينه في طلبها ، فلامه وانتهره قائلًا ( فرطت فيها ثم أقبلت تتعب في طلبها )
    فهاجت قريحة طرفة فقال قصيدته مفتخراً ومعاتباً.


    attachment


    لخولةَ أطــــلالٌ ببرقة ثهمدِ
    تلوح كباقي الوشم في ظـاهر اليد
    وقوفا بهـا صحبي عليَّ مطيّـَهم
    يقولـون : ( لا تهلكْ أسىً وتجلَّدِ )
    وإني لأُمْضي الهمَّ عند احتضـارِه
    بعوجاءَ مرقـــالٍ تروحُ وتغتدي
    صهـابيةُ العثنــون موجَدَةُ القِرا
    بعيــدةُ وَخْـدِ الرِّجْـلِ مَوَّارةُ اليدِ
    ولستُ بحـلَّال التلاعِ مخـــافةً
    ولكنْ متـى يسترفدِ القــومُ أرفدِ
    فإن تَبْغِنيْ في حلقةِ القــومِ تَلْقَنِي
    وإن تَلْتَمِسْنـي في الحوانيتِ تَصْطَدِ
    رأيـتُ بنــي غبراءَ لا يُنكرونني
    ولا أهلُ هـذاك الطـرافِ المُـمَدَّد
    أنـا الرجلُ الضربُ الذي تعرفونه
    خَشـاشٌ كرأسِ الحـيةِ المُــتوقدِ
    ألا أيُّها الزاجريْ أحضرَ الوغـى
    وأنْ أشهدَ اللَّذاتِ هل أنت مُخْـلدي ؟
    فإنْ كنتَ لا تَسْطِيـــعُ دَفْعَ مَنيَّتي
    فدعنـي أبادِرْها بمـا ملكـتْ يدي
    أرى قبرَ نحَّـــامٍ بخيلٍ بمــاله
    كقبـرِ غويٍّ في البَطــالَة مُفْسِـدِ
    لَعَمْرُكَ إنَّ المــوتَ ما أخطَأَ الفتى
    لكالطِّوَلِ المُرخَـى وثِنْيــاهُ باليـدِ
    فمالي أراني وابنَ عمِّي مـــالكاً
    متـى أدنُ منه ينـْأَى عـنِّي ويُبْعدِ
    وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضــاضةً
    على المَرْءِ من وَقْع الحُسـامِ المهندِ

    ستبدي لك الأيامُ ما كنتَ جــاهلاً
    ويأتيـكَ بالأخبـــارِ مَنْ لم تُزَوّدِ


    يتبع...
    الرجاء عدم الرد
    اخر تعديل كان بواسطة » فجر الأحلام في يوم » 22-07-2008 عند الساعة » 16:21

  10. #9

    عدنا

    attachment


    attachment



    تميل معظم ألفاظ الشعر الجاهلي إلى الفخامة ، لكنها ترق في بعض المضامين ،

    وتزداد فخامة وغرابة في مضامين أخرى.


    attachment




    من خصائص الشهر الجاهلي ، أنه يخلو من المبالغة ،

    كما أن قارئ الشعر الجاهلي يتضح له المعنى بشكل كبير ،

    كما ان قصائد الشعر الجاهلي تدور حول موضوع واحد ،

    وأغلب المعاني الجاهلية منتزعة من البيئة البدوية ،

    وكثيراً ما تجدهم يربطون فخرهم وغزلهم ومديحهم بهذه البيئة.


    attachment


    يمكن وصف الخيال في الشعر الجاهلي بأنه خصب واسع ،

    حيث تعبر الصورة فيه عن حس فني ومخيلة مبدعة ودقة ملاحظة ،

    كما ان الصور في معظم القصائد حسية تمثل البيئة البدوية.


    attachment


    العاطفة هي أحد أركان الشعر الغنائي

    وتعني صدق التعبير عن خلجات النفس وإحساسها بالمعاني النفسية كالحب والكره والحزن والفرح وإثبات الذات أو نكرانها والحماسة والغيرة والإعجاب إلخ ...

    و صدق العاطفة لا يعني التعبير الحقيقي عن المواقف والأحداث على أرض الواقع ،

    بل المقصود هو الصدق في الإحساس بتلك المعاني والقدرة على التأثير في حس المتلقي ،

    وتعد العاطفة الجسر الذي يعبر من خلاله المتلقي إلى النص الأدبي ، حيث يتأثر به ويطرب له ويشعر أنه يعبر عنه ،

    وللعاطفة علاقة كبيرة بالحالة النفسية للأديب ، وقد قيل قديماً لأحد شعراء هذيل ،

    لماذا كان رثاؤكم أمواتكم أجود شعركم؟ فقال لأننا نقوله وأكبادنا تتقرح .

    ومما تقدم يمكن القول أن عيون الشعر الجاهلي التي تقدمت معنا أو غيرها ،

    كانت العاطفة فيها صادقة قوية غير متوارية ، وحملت كثيراً من المعاناة التي يقاسيها الجاهلي في ظل بيئة قاسية وحياةصعبة على كافة المستويات ،

    فلو تتبعنا الشعر الغزلي الجاهلي ، لوجدناه يعبر عن الألم والفرح والأمل والحزن والمرارة ،

    وفي الفخر يعبر عن الاعتزاز والادعاء ،

    وفي الرثاء سنجد الحزن واللوعة.


    هذا كان كل ما يتعلق بالشعر في العصر الجاهلي ،

    والآن سندخل في النثر في العصر الجاهلي.


    يتبع...
    الرجاء عدم الرد
    اخر تعديل كان بواسطة » فجر الأحلام في يوم » 22-07-2008 عند الساعة » 16:29

  11. #10

    عدنا

    attachment

    ذُكر سابقاُ أن النثر يعني الكلام المرسل وهو ضد الشعر ،

    فليس موزوناً وليس له قافية ،

    وإذا كان الشعر يركز على العاطفة والخيال ، فإن النثر يركز على الفكر والرأي .


    attachment


    هنالك عدة أنواع للنثر الجاهلي ، منها :

    الخطبة ، القصص ، والأمثال.



    attachment

    وهي أن يلقي أحد المتكلمين كلمة تعبر عن موضوع أو موضوعات مختلفة ،

    على ملأ من الناس في ملتقياتهم في الجاهلية ، وبخاصة في أسواقهم السنوية ، ومنها : عكاظ ، والمجنة ، وذو المجاز ، التي كانت تعقد بين شهري ذي القعدة وذي الحجة ،

    وقد اشتهر عدد كبير من الخطباء في العصر الجاهلي ، ومنهم :

    في قريش عتبة بن ربيعة ، وسهيل بن عمرو الأعلم.

    وفي المدينة سعد بن الربيع ، وقيس بن شماس وابنه ثابت الذي صار خطيبا للرسول صلى الله عليه وسلم.

    وفي باقي جزيرة العرب ابن عمار الطائي ، وهانئ بن قبيصة خطيب شيبان يوم ذي قار ، وزهير بن جناب خطيب كلب وقضاعة .

    وممن اشتهر بالخطابة والشعر ، لبيد بن ربيعة العامري ، وعمرو بن كلثوم خطيب تغلب .

    واشتهر أيضاً في الخطابة قبيلتا إياد وتميم ،

    فمن أشهر خطباء إياد قس بن ساعدة الذي رآه الرسول صلى الله عليه وسلم يخطب في عكاظ ، ومن أشهر خطباء تميم أكثم بن صيفي ، وعمرو بن الأهتم .



    attachment



    تميزت الخطب في العصر الجاهلي بقصرها ،

    فتُؤدى الفكرة في أوجز عبارة في فقرات وجمل قصيرة ،

    وكان الوصول إلى موضوع الخطبة مباشرة دون تمهيد أو مقدمات ولا خاتمة ،

    وكان يُستشهد بالشعر وتضمين الأمثال ،

    ولا ننسى مراعاة الوقع اللفظي والسجع للفقرات القصيرة ، للتأثير في السامع.


    attachment

    أغلب موضوعاتها تشمل نشاطات الحياة المختلفة ،

    فقد تكون توجيهية مليئة بالنصح والتجربة ،

    وقد تدعو إلى السلم وحقن الدماء ، وتصدر من الحكماء إلى الناس ،

    وقد يكون موضوع الخطبة مفاخرة بالقبيلة وأمجادها وانتصاراتها ،

    أو حماسية في الحث على قتال الأعداء ، حيث يقوم بإلقائها وجهاء القبيلة أو فرسانها ،

    وقد تكون خطب اجتماعية في مناسبات الزواج وغيره .


    attachment

    كان العرب يهتمون بالقصص بشكل كبير ،

    و ساعدهم على ذلك أوقات فراغهم الواسعة في الصحراء ،

    وقد يفيض القصاص على قصصه من خياله وفنه ، حتى يبهر سامعيه ،

    ويمكننا بواسطة ما دوّنه العباسيون ، أن نعرف ألوان هذا القصص الذي كانوا يتناقلونه بينهم ،

    حتى دونوها تدويناً منظماً على نحو ما هو معروف عن أبي عبيدة في شرحه لنقائض جرير والفرزدق ، وتوالى من بعده التأليف فيها والعناية بها.


    attachment

    كان العرب يقصون كثيراً عن ملوكهم من المناذرة والغساسنة ،

    ومن سبقوهم أو عاصروهم مثل ملوك الدولة الحميرية ،

    وعلى نحو ما كانوا يقصون عن ملوك الأمم من حولهم وشجعانهم ،

    وكانوا يقصون كثيراً عن كهانهم وشعرائهم وسادتهم ،

    وهي قصص استمدت منها كتب التاريخ والشعر والأدب مَعِيناً لا ينضب من الأخبار .
    اخر تعديل كان بواسطة » فجر الأحلام في يوم » 23-07-2008 عند الساعة » 15:57

  12. #11

    عدنا

    attachment

    اشتهر في الجاهلية بين العرب كثير ممن يستعمل الأمثال وما يتصل بها من حكم ،

    ومن أشهر الخطباء البلغاء والحكام الرؤساء الذين تشيع الحكم والأمثال في أقوالهم هم ،

    أكثم بن صيفي ، ربيعة بن حذار ، هرم بن قطبة ، ولبيد بن ربيعة.


    attachment



    تمتاز الأمثال بجودة الصياغة اللغوية البليغة ،

    والاهتمام بتوازن الكلمات توازناً قد ينتهي إلى السجع ،

    كما أنها تشتمل على صور كثيرة ، وعلى خبرة محددة في أحد جوانب الحياة.


    attachment

    إياك أعني واسمعي يا جارة ،

    لكل جواد كبوة ولكل صارم نبوة ،

    مقتل الرجل بين فكيه ،

    أسمع جعجعة ولا أرى طحناً.

    وغير ذلك الكثير من الأمثال الجاهلية.


    هذا كان كل ما يتعلق بالأدب في العصر الجاهلي.

    والآن سننتقل إلى الأدب في عصر صدر الإسلام.

    اخر تعديل كان بواسطة » فجر الأحلام في يوم » 23-07-2008 عند الساعة » 15:58

  13. #12

    عدنا

    attachment



    attachment

    يعرِّف مؤرخو الأدب أدب صدر الإسلام ، على أنه أدب الحقبة الزمنية الممتدة من بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى آخر أيام الخلفاء الراشدين سنة 40 هـ ،

    وسميت بصدر الإسلام ؛ ذلك لأن صدر الشيء أوله.

    وفي هذه الفترة أحدث الإسلام تغييراً عظيما في مسيرة البشرية جمعاء ، وفي حياة العرب على وجه الخصوص ،

    وقد تقدم معنا في العصر لجاهلي ما كان عليه كثير من العرب من الشرك والابتعاد عن الدين ،

    إلى أن اصطفى الله سبحانه وتعالى نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم بالنبوة والرسالة ،

    وبعثه هادياً ومبشراً بدين الإسلام الذي ارتضاه الله سبحانه لخلقه ، وختم تبارك وتعالى الأديان به ،

    وتقدم في دراستنا للسيرة والتاريخ ، كيف قاوم العرب الإسلام في بدء أمره ،

    وكيف آذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه وحاربوهم ،

    لكن ذلك لم يدم طويلا ، إذ أيد الله نبيه ونصره وأظهر دينه على الدين كله ،

    ورقت له الأفئدة ، وتألفت به قلوب قوم كانوا قبل ذلك في ضلال وجهل وغلظة ،

    فتغير الحال وشرَّف الله العرب بحمل رسالة الإسلام ومشاعل الهداية إلى الناس أجمعين .

    attachment
    يعد الشعر في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم امتداداً لسابقه في العصر الجاهلي في بنيته التقليدية ؛

    لأن كثيراً من شعراء هذا العصر هم أنفسهم شعراء العصر الجاهلي ،

    ولهذا كانوا يسمون بالمخضرمين - وهم الذين أدركوا عصرين مختلفين - غير أن هنالك ملمْحين بارزين قد أثرا على الشعر في العهد النبوي ، ويمكن إيجازهما في الآتي :


    أولاً : استخدام الشعر في صد سهام من كانوا يتهجمون بسلاحهم وبشعرهم وبحقدهم على رسول الله والدعوة الجديدة ،

    فقد حث صلى الله عليه وسلم شعراء الأنصار قائلاً :

    (( ما يمنع القوم الذين نصروا رسول الله بسيوفهم أن ينصروه بألسنتهم ))

    و‏كان رسول الله‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يضع ‏ ‏لحسان‏منبراً في المسجد ،

    فيقوم عليه ‏ ‏يهجو من قال في رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم،

    ثانياً : تعرض الشعر لفترة من الركود وذلك عائد إلى عدد من العوامل ومنها :

    انبهار العرب بالقرآن الكريم ، ورضا نفوسهم بعقيدة الإسلام وآدابه ،

    وانشغالهم بالفتوحات ، فصرفهم ذلك عن الشعر ، إلا قليلاً ، وبخاصة مع علو شأن الخطابة في عهد الإسلام .

    كما أنه لم يتكسب الشعراء بشعرهم في عهده صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين ،

    وذلك يعد عاملا من عوامل ركود الشعر.

    والسبب الأخير هو تحريم الإسلام الخمر والغزل الفاحش والسب ،

    ولم يشجع على اللهو والترف ، وقد كانت هذه المضامين وقوداً للشعر ؛

    ولذلك فقد كانت القصائد تتخفف من هذه المعاني ، إلا فيما كانوا يعدونه عرفاً وتقليداً في القصيدة العربية ،

    لا تحسن ولا تكمل إلا به ، كالبداية الغزلية ووصف الأطلال .


    أما في عهد الخلفاء الراشدين ، فقد بقي الشعر على ما كان عليه في العهد النبوي من القلة والانشغال عنه ،

    وقد ارتبط بعدد من المضامين ، منها : الرد على شعراء العرب المرتدين ، ورثاء الخلفاء ، وكذلك رثاء أعيان الصحابة والمجاهدين الذين يستشهدون في المعارك الإسلامية الأولى ،

    كما اعتنوا بشعر الحماسة والحث على الجهاد في سبيل الله ، وشعر الفتوح ،

    وشهد العصر بدايات ظهور الشعر السياسي بين الفرقاء المختلفين بعد الفتنة التي أعقبت مقتل عثمان رضي الله عنه .
    اخر تعديل كان بواسطة » فجر الأحلام في يوم » 23-07-2008 عند الساعة » 15:59

  14. #13

    عدنا

    attachment
    attachment


    attachment
    هو حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي ، عمّر طويلاً ،

    وقد اتصل في الجاهلية بالغساسنة والمناذرة ، وقام بمدحهم .



    attachment


    الدفاع عن الإسلام ، وعن الرسول صلى الله عليه وسلم ،

    قبيل فتح مكة.


    attachment

    عفتْ ذاتُ الأصابعِ فالجواءُ

    إلى عذراءَ منزلُها خــلاءُ

    ديارٌ مِنْ بني الحَسْحاسِ قفرٌ

    تعفِّيها الرَّوامسُ والسـماءُ

    عدمنـا خيلنا إن لم تروها

    تثـير النَّـقْعَ موعدها كَداءُ

    ينازعْنَ الأعِنَّةَ مصـعدات

    على أكتافِها الأَسْلُ الظِّماءُ

    تظل جيــادنا مُتمطراتٍ

    تلطِّمهُن بالخُمُر النِّســاءُ

    فإما تعرضوا عنـا اعتمرنا

    وكان الفتح وانكشف الغطاء

    وإلا فاصـبروا لــجلاد

    يعز الله فيــه من يشـاء

    وجبريل أميــن الله فينا

    وروح القدس ليس له فداء

    وقال الله قد أرسلت عبدا

    يقــول الحق إن نفع البلاء

    شهدت به فقوموا صدقوه

    فقلتم لا نقــوم ولا نشاء

    لنــا في كل يوم من مَعَدٍّ

    سبابٌ أوقتــالٌ أو هجاءُ

    ومن يهجو رسول الله منكم

    ويمدحـه وينصــره سواء

    فإن أبي ووالده وعرضـي

    لعرض محمــد منكم فداء

    لساني صـارم لا عيب فيه

    وبحري لا تكــدِّرُهُ الدِّلاء
    اخر تعديل كان بواسطة » فجر الأحلام في يوم » 23-07-2008 عند الساعة » 16:00

  15. #14

    عدنا

    attachment
    attachment

    هو كعب بن زهير بن أبي سلمى ، شاعر مخضرم ،

    وهو ابن الشاعر الجاهلي المعروف زهير بن أبي سلمى.


    attachment

    مدح واعتذار كعب بن زهير للرسول صلى الله عليه وسلم.


    attachment


    بانتْ سعـادُ فقلبي اليومَ متبولُ

    متيَّمٌ إثرَها لم يُفــدَ مكبـولُ

    وما سعـادُ غداةَ البينِ إذ رحلوا

    إلا أغنُّ غَضيضُ الطرفِ مَكحولُ

    وقـال كلُّ صديق كنت آمله

    لا ألفينك إني عنك مشغــول

    نُبئتُ أن رسـولَ الله أوعدني

    والعفوُ عند رسولِ الله مأمــول

    مهلا هداك الذي أعطاك نافلةَ الـ

    قرآنِ فيها مواعيظٌ وتفصيـــلُ

    لا تأخذنِّي بأقوالِ الوشـاةِ ولم

    أذنبْ ولو كثرتْ فيَّ الأقاويــلُ

    ما زلتُ أقتطعُ البيداءَ مُدَّرِعا

    جُنحَ الظلامِ وثوبُ الليلِ مَسبـولُ

    حتى وضعت يميني ما أنـازعُه

    في كفِّ ذي نَقَمات قيلُه القيــلُ

    إن الرسولَ لنورٌ يستضـاءُ به

    مهندٌ من سيوفِ الله مَسلـــولُ

    في فتيةٍ من قريشٍ قـال قائلُهم

    ببطنِ مكةَ لما أسلمـــوا زولوا

    شُمُّ العرانين أبطـالٌ لَبوسهُمُ

    من نسجِ داوودَ في الهيجا سرابيلُ

    لا يفرحونَ إذا نالت رماحُهُمُ

    يوما وليسوا مجازيعا إذا نيلــوا

    لا يقعُ الطعنُ إلا في نحورِهِمُ

    وما لهم عن حياضِ الموتِ تهليـلُ
    اخر تعديل كان بواسطة » فجر الأحلام في يوم » 23-07-2008 عند الساعة » 16:01

  16. #15

    عدنا

    attachment

    كانت الخطابة هي النثر الدارج في عصر صدر الإسلام ،

    وذلك لعدة عوامل أدت إلى ازدهار الخطابة ،

    ومن هذه العوامل :

    أن الخطابة أصبحت جزءاً من شعائر الدين في الجمعة والعيدين ،

    و لسان الدعوة الإسلامية ووسيلة نشرها.

    كما أن الخطبة استعملت في حفز الجند وزيادة حماستهم.

    كما أنه ظهرت الخطابة السياسية بعد تفرق المذاهب ،

    فكان لكل فريق خطباؤه الذين يرفعون صوته ،

    ولذلك كله أصبح كثير من الخلفاء والقادة والأمراء من الخطباء المشهورين.

    وتعد الخطبة أكثر مرونة من الشعر في تحمل المعاني ، فليس من السهل أن يتضمن الشعر براهين ومناقشات ،

    لأنه مقيد بالأوزان والقوافي ، أما الخطابة فهي لا تعجز عن ذلك.

    attachment
    attachment


    attachment

    لما انتصر المسلمون في حنين ، جمعت الغنائم ،

    ونالت منها قريش و أهل مكة ممن دخلوا حديثاً في الإسلام ، وكذلك بعض قبائل العرب ،

    ولم يقسم للأنصار منها شيئاً ، فتأثروا قليلاً ، حتى كثرت الأقوال ،

    ولما بلغ ذلك رسول الله ، أمر بجمعهم ، ثم ألقى فيه هذه الخطبة ، التي اخترتُ منها :


    (( يا معشر الأنصار ، ما مقالة بلغتني عنكم وموجدة وجدتموها في أنفسكم ؟

    ألم آتكم ضلالاً فهداكم الله ؟ وعالة فأغناكم الله ؟ وأعداء فألف الله بين قلوبكم ؟

    قالوا بلى لله ورسوله المن والفضل.

    فقال ألا تجيبوني يا معشر الأنصار ؟

    قالوا وبماذا نجيبك يا رسول الله ؟ لله المن والفضل ،

    قال أما والله لو شئتم لقلتم فصدقتم ولصدقتم :

    أتيتنا مكذباً فصدقناك ومخذولاً فنصرناك وطريداً فآويناك وعائلاً فآسيناك .

    وجدتم في أنفسكم يا معشر الأنصار في لعاعة من الدنيا تألفتُ بها قوما ليسلموا ،

    ووكلتكم إلى إسلامكم ، أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاء والبعير وترجعوا برسول الله إلى رحالكم ؟ فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت امرؤ من الأنصار ،

    ولو سلك الناس شعباً ، وسلك الأنصار شعباً ، لسلكت شعب الأنصار.

    اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار ))

    وفي الحديث : (( فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم وقالوا : رضينا برسول الله قسماً وحظاً )).
    اخر تعديل كان بواسطة » فجر الأحلام في يوم » 23-07-2008 عند الساعة » 16:02

  17. #16

    عدنا

    attachment


    (( أيها الناس ، قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عني :

    لا تخونوا ، ولا تَغلُّوا ، ولا تغدروا ، ولا تمثِّلوا ، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً ولا شيخاً كبيراً ولا امرأة ، ولا تقطعوا نخلاً ولا تحرقوه ، ولا تقطعوا شجرة مثمرة ، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكلة ،

    وسوف تمرون بأقوام قد فرَّغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرَّغوا أنفسهم له ... ))


    هذا كان كل ما يتعلق بالأدب في عصر صدر الإسلام ،

    والآن سندخل في الأدب في العصر الأموي.


    يتبع...
    الرجاء عدم الرد
    اخر تعديل كان بواسطة » فجر الأحلام في يوم » 23-07-2008 عند الساعة » 16:03

  18. #17

    عدنا

    attachment
    يقصد بالعصر الأموي ، تلك الفترة التي أعقبت مقتل خليفة المسلمين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ،

    وإعلان معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه نفسه خليفة للمسلين ،

    وامتد فيها حكم خلفاء بني أمية بالتوارث قرابة تسعين عاماً ، وتوسعت في هذا العصر رقعة الدولة الإسلامية لترتفع راياتها في إفريقيا وأوربا والهند والصين ،

    واتخذ بنو أمية من دمشق عاصمة لهم.


    attachment


    كانت الحجاز ونجد والشام والعراق هي البيئات التي ازدهر فيها الشعر في العصر الأموي ،

    وقد سجل الشعر الأموي نشاطاً واسع المدى بعيد الأثر في مسيرة الشعر العربي ،

    إذ قام الشعر الأموي على المزاوجة البارعة بين العناصر الجاهلية والعناصر الإسلامية ،

    واعتنت القبائل بأشعارها إحياءً لتاريخها ومفاخرها ،

    واعتنى الخلفاء والولاة الأمويون بالشعر وبالغوا في رعايته ؛ لأنه سجل تاريخ العرب وأيامهم ومفاخرهم وآثارهم ،

    وصار لسان الحياة الجديدة بما فيها من أحزاب متصارعة وعصبيات متضاربة ،

    وكانت الأسواق الأدبية ، مثل المربد وكناسة وغيرها مجالس مفتوحة للشعر والشعراء ، يدور الحديث فيها حول الشعراء الجاهليين ومن بعدهم وتلقى فيه الأشعار ، وتجرى خلاله المقارنات بين الشعراء.


    attachment


    من أهم الأسباب هو تقدير الحكام للشعراء ورعايتهم لهم ،

    حيث كان لكل خليفة ووال شعراؤه الذين يرتادون بلاطه ويمدحونه ويقارعون مناوئيه ،

    وكان الخلفاء يغدقون الأعطيات عليهم مما زادهم إبداعاً واحترافاً.

    ومن الأسباب أيضاً ازدهار الثقافة العربية في مختلف فروع المعرفة والعلم .

    وكان لكثرة رواة الشعر الذين يروون الشعر الجاهلي وشعر القبائل سبباً لازدهار الشعر.

    وأخيراً تعدد الأحزاب واختلافها.


    وقد اختلف النقاد في وصف الشعر الأموي ، بين من جعله كالشعر الجاهلي تماماً فلا ينظر فيه إلا ظل الماضي الجاهلي ، ونقاد رأوا فيه منهجاً جديداً مختلفاً عن الشعر الجاهلي .

    والذي يظهر لدارس الشعر الأموي ، أنه في منزلة بين المنزلتين ،

    فلم يكن الشعر الأموي جديداً بالقياس إلى الشعر الجاهلي ؛ فقد ظلت بنية القصيدة ومطلعها وأخيلتها كما هي في الشعر الجاهلي ،

    لكن الجديد في الشعر الأموي كان في المعاني والأغراض الجديدة مثل الشعر السياسي ،

    والنقائض الشعرية ، وشعر الشعوبية ، والغزل القصصي ، والغزل العذري.
    يتبع
    الرجاء عدم الرد
    اخر تعديل كان بواسطة » فجر الأحلام في يوم » 23-07-2008 عند الساعة » 16:04

  19. #18

    عدنا

    attachment


    attachment




    أصبح القصر الأموي في الشام ، هدفاً للشعراء الذين يريدون أن يتخذوا المدح وسيلة للتكسب ،

    ومورداً من موارد الرزق وفرصة للشهرة والظهور والمجد الأدبي الذي تضفيه الصلة بالقصر على من يتصل به من الشعراء الطامحين.

    ومن هنا كان ظهور المدح وازدهاره ظاهرة طبيعية في ظل عز الدولة سياسياً واقتصادياً وفكرياً ،

    وفي ظل ما عرفت من عناية الخلفاء بالشعر واحتفائهم به ، يتذوقونه ويقدرونه ويطربون له ،

    وقد لمع من بين الشعراء الفحول ثلاثة هم ، جرير والفرزدق والأخطل.


    attachment


    قال جرير وهو يمدح عبد الملك بن مروان :


    أتصحو أم فؤادُك غيرُ صاحِ

    عشيةَ همَّ صحبُك بالرواحِ

    تقولُ العاذلاتُ علاك شيبٌ

    أهذا الشيبُ يمنعُني مَراحي ؟

    يُكلفُني فؤادي مِنْ هــواه

    ظعائنَ يَجْتَزِعْن على رُمـاحِ*

    عرابا لم يَدِنَّ مع النصـارى

    ولم يأكلْن من سمـك القراح

    تعزت أم حزرةَ ثم قــالت

    رأيت الواردين ذوي امتياح

    تعلِّلُ وهي سـاغبةٌ بنيــها

    بأنفـاسٍ من الشَّبَمِ القَراح

    سأَمْتاحُ البحورَ فجنِّبيــني

    أذاةَ الّلومِ وانتظري امتياحي

    ثقــي بالله ليس له شريكٌ

    ومن عندِ الخليفةِ بالنجـاحِ

    أغثنـي يافداك أبــي وأمي

    بسَيبٍ منكَ إنك ذو ارتيـاحِ

    ألستمْ خيرَ من رَكِبَ المطايا

    وأندى العالمين بُطُـونَ راحِ

    حَميتَ حمى تهــامةَ بعد نجدٍ

    وما شيءٌ حميـتَ بمُستبـاحِ


    يتبع...

    الرجاء عدم الرد
    اخر تعديل كان بواسطة » فجر الأحلام في يوم » 23-07-2008 عند الساعة » 16:05

  20. #19

    عدنا

    attachment




    كان من الطبيعي أن يظهر الشعر السياسي ، وبخاصة في العراق ،

    التي تركزت فيها حركة المعارضة السياسية للحكم الأموي ،

    وكانت العراق جزءا مهماً من دولة عبد الله بن الزبير ،

    كما كان للخوارج فيه نشاط كبير ،

    ولذلك وجدنا الشعر السياسي ينمو ويزدهر ،

    وقد كان لكل فريق شعراؤه الذين ينتصرون له ،

    ويعبرون عن مبادئه وأفكاره ، ومن هؤلاء شاعر العلويين وعبد الله بن قيس الرقيات شاعر الزبيريين ، وقطري بن الفجاءة شاعر الخوارج .

    وقد استخدم الشعراء في شعرهم السياسي عددا من الأغراض الشعرية مثل : المديح للقادة والأمراء ورثائهم ، والهجاء للخصوم ، والتحريض ، والجدال .


    attachment


    يقول شاعر الزبيريين عبد الله بن قيس الرقيات :


    أيها المشتهـي فناءَ قريشٍ بيد الله عمرُها والفنـــاءُ

    حبذا العيشَ حين قومي جميعٌ لم تفرقْ أمورَها الأهـواءُ

    كيف نومي على الفراش ولمَّا تشمل الشامَ غارةٌ شعواءُ

    أنـا عنكُـمُ بني أميــة مُزْوَّرٌ وأنتم بنفسي الأعداءُ

    يتبع...
    الجراء عدم الرد
    اخر تعديل كان بواسطة » فجر الأحلام في يوم » 23-07-2008 عند الساعة » 16:07

  21. #20

    عدنا

    attachment


    في الوقت الذي كانت مدن الحجاز تتحول هذا التحول الحضاري السريع البعيد المدى ،

    كانت البادية تعيش حياتها التقليدية ، وبأسلوب عيشها الذي مر بنا في العصر الجاهلي ،

    لكن مع التقيد بالإسلام وأخلاقه ومثله ، حث أخذهم الإسلام بشيء من الشدة في معاملة النفس ،

    وبشيء من الرقة في معاملة المرأة حين حفظ لها إنسانيتها ، ورفع وضعها الاجتماعي والاقتصادي ،

    ونظم ما بينها وبين الرجل من علاقات.

    ولم تعرف البادية في هذا العصر الحياة المتحضرة في المدن وما يكون فيها من لهو وعبث وتحلل ،

    كما أنها لم تعرف الحب الحضري المترف ، ولا الحب القائم على الغرائز ،

    والذي عصمها من ذلك دينها الحنيف وبداوتها وأخلاقها الأصيلة ،

    وإنما عرفت لقاءات عابرة في المراعي ونظرات خاطفة ساعات الرحيل ووِردِ الماء ،

    كما قاسى المحبون في باديتهم ظروف الترحال ولوعة الفراق ؛ لذلك أحبوا شهور الصيف ،

    لأن ظروف الصحراء تحتم بقاء البادية حول موارد المياه ،

    كما أن هدفهم كان الزواج من الحبيبة ،

    وذلك ما لم يكن يتأتى بسبب الظروف الاجتماعية والمعيشية.

    والمقصود بالغزل العذري هو :

    التعبير العاطفي الطبيعي عن الحب العفيف السامي ،

    يقال ربما بشيء من الحرمان الذي كانت تفرضه تقاليد مجتمع البادية وطبيعة العلاقات العاطفية فيه من ناحية ،

    وقيود الإسلام الدينية والخلقية من ناحية ثانية .

    والغزل العذري العفيف لم يكن وليد هذا العصر ،

    فقد كان معروفاً عند العرب الجاهليين ممن نأوا بالحب عن الشهوة وما يناقض العفة والحياء ،

    كما هو شأن عنترة بن شداد مع ابنة عمه عبلة ،

    ومنهم في العصر الأموي كجرير وذو الرمة وكثير عزة.


    attachment




    يقول كثير عزة


    خليـــلي هذا ربع عزة فاعقلا
    قلوصيكمـا ثم ابكيا حيث حلَّتِ

    وما كنت أدري قبل عزة ما البكا
    ولا موجعـات القلب حتى تولتِ

    فقلت لهــا ياعزُ كل مصيــبة
    إذا وطِّنت يوماً لهـا النفس ذلتِ


    ويقول قيس بن ذريح


    وإني لأهوى النوم في غير حينه
    لعل لقـــاءً في المنام يكـونُ

    تحدثني الأحلامُ أنــي أراكُمُ
    فياليـــت أحلام المنام يقيـنُ


    ويقول جميل بن معمر


    فيا ليت شعري هل أبيتن ليــلة
    بوادي القرى إني إذاً لسعيــدُ

    علقت الهوى منها وليدا فلم يزل
    إلى اليـوم ينمي حبها ويزيــدُ

    فما ذُكِر الأحباب إلا ذكرتـها
    ولا البخل إلا قلت سـوف تجودُ

    إذا قلت ردي بعض عقلي أعش به
    مع الناس قالت ذاك منـك بعيدُ


    هذا كان كا ما يتعلق بالأدب في العصر الأموي ،

    والآن سنذهب للأدب في العصر العباسي.

    يتبع...

    الرجاء عدم الرد
    اخر تعديل كان بواسطة » فجر الأحلام في يوم » 23-07-2008 عند الساعة » 16:07

الصفحة رقم 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter