مشاهدة النتائج 1 الى 8 من 8
  1. #1

    الاعمال الجاري ثوابها بعد الممات


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    ::


    الاعمال الجاري ثوابها بعد الممات

    الموت في الرباط .. قال صالى الله عليه وسلم ( من رابط يوما وليلة في سبيل الله كان له كأجر صيام شهر وقيامه ومن مات مرابطا جري له مثل ذلك من الاجر واجرى عليه الرزق وامن الفتان ) رواه مسلم

    و الصدقة الجارية وتربية الولد على الصلاح والتعليم





    أخي المسلم هل بعد هذا الخير الذي ستعمله إن شاء الله والذي سيسجل لك به ثواب أعمال آلاف السنين ومليارات الحسنات وأنت في حقيقة الأمر لم تعش تلك السنوات ، وإنما كتب لك بها الثواب المضاعف . هل ستفكر بالمعاصي وتضيع العمر بما لا ينفع ؟ ألا ينبغي عليك بعد اليوم المحافظة على هذه الأعمال في صندوق الإخلاص حتى تلقى الله بها يوم القيامة ؟ إن الإنسان لا يعلم متى يأتي أجله المقدر ، لذا سارع إلى فضل الله وقم بتلك الأعمال المضاعفة واحذر بعد ذلك أربعة أمور أساسية لتحافظ على حسناتك يوم القيامة :

    أولا : انتهاك محارم الله في السر :

    تجنب المعاصي التي تحبط الحسنات كالرياء . واحذر أن تكسب حسنات كالجبال من جهة ثم تنتهك حرمات الله في السر والعلن من جهة أخرى ثم تظن أن تلك الحسنات العظيمة التي كسبتها ستشفع لك عند الله أو أنها ستثقل ميزانك وتفوق سيئاتك . روى ثوبان ( رضي الله عنه ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا " . فقال ثوبان : يا رسول الله صفهم لنا جلّهم لنا ، أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم . قال " أما إنهم من إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقواما إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها " .

    العجب والغرور :

    إن المؤمل فيك أخي القاريء أن تعمل بما قرأته هنا من فضائل ، ولعلك ستفرح بكثرة الحسنات التي ستكسبها والتي ستبلغ المليارات إن شاء الله تعالى ولكن إياك والعجب والغرور بكثرة أعمالك الصالحة فتمن بها على ربك فتردى وقد نهى الله عز وجل عن ذلك بقوله تعالى : " ولا تمنن تستكثر " . فإن ما أخشاه عليك أخي القاريء أن تصاب بداء العجب فتحقر الذنب الصغير الذي تعمله إذا قارنته برصيد حسناتك الهائل فيخدعك الشيطان بأن هذه السيئة ستضيع في بحر حسناتك ثم يبدأ بإقناعك بأن الذنب الصغير لا يضر أمام عفو الله وأمام ماحصلت عليه من حسنات فتراه يستعرض لك سجل حسناتك الضخم حتى يوقعك في شباك العجب والمن بها على الله فتظن أنها ستدخلك الجنة . روى أبو هريرة ( رضي الله عنه ) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لن يدخل أحد منكم الجنة عمله . قالوا ولا أنت يا رسول الله ؟ قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه بفضل ورحمة " . ولهذا حذر السلف رحمهم الله تعالى من خطر العجب بالعمل . فقال عبد الله بن مسعود ( رضي الله عنه ) " النجاة في اثنين التقوى والنية ، والهلاك في اثنين القنوط والإعجاب " . وقال مطرف بن عبد الله ( رحمه الله ) " لأن أبيت نائما – أي عن قيام الليل – وأصبح نادما أحب إلي من أن أبيت قائما وأصبح معجبا " .

    فمن وسائل علاج العجب بكثرة الأعمال الصالحة : أن تعلم أن ماوفقت إليه من عمل صالح إنما هو بفضل الله . وذلك لقوله تبارك وتعالى : { وما بكم من نعمة فمن الله } ، واعلم أن هناك من العباد من يكسب أكثر منك ثوابا . وما تم عرضه عليك هنا لا يعدو أكثره فضائل أعمال يعلم مقدار ثوابها وأما أصحاب البلاء والابتلاء والصابرون على ذلك فإنهم يثابون على ذلك بغير حساب . قال الله تعالى : { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب } . فهون على نفسك ولا تغتر بكثرة عملك الصالح فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنه ولكن احمد الله الذي وفقك إليه وزينه في قلبك وكره إليك الكفر والفسوق والعصيان وجعلك من الراشدين . ثم اعلم أنك مهما كسبت من ثواب فإنك ستحقره يوم القيامة لهول ذلك اليوم واكتشافك بأنك ماعبدت الله حق عبادته . قال الصحابي الجليل محمد بن عميرة ( رضي الله عنه ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لو أن رجلا يجر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت هرما في مرضاة الله تعالى لحقره يوم القيامة " .

    ثالثا : الاعتداء على حقوق الناس :

    إياك أن تؤذي إخوانك المسلمين بأي عضو من أعضاءك من غيبة أو نميمة أو نحو ذلك . وتجنب بخس الناس حقوقهم ، فإنك إن فعلت ذلك أخذوا منك ما جمعته من حسنات يوم القيامة ليستوفوا حقوقهم منك ، وإذا نفذت حسناتك ولم تؤد ماعليك طرحوا أوزارهم لتحملها عنهم فيخف ميزانك فتشقى والعياذ بالله . فقد صح عن أبي هريرة ( رضي الله عنه ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أتدرون من المفلس ؟ قالوا المفلس فينا يا رسول الله من لا درهم له ولا متاع . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا ، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته ، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار " . ولتكن معاملتك مع الناس بالأخلاق الحسنة فإنك بهذه الأخلاق تكسب ودهم وتأمن شرهم وتحافظ على رصيد حسناتك .

    رابعا : السيئات الجارية :

    إذا حرصت على الحسنات الجاري ثوابها إلى ما بعد مماتك فاحذر كذلك من اقتراف ما يضادها من السيئات الجارية إلى مابعد الممات ، كتخذيل مسلم عن الالتزام كما يفعل بعض الآباء مع أولادهم ، أو الفتوى دون علم ، أو توزيع أشرطة غناء أو أفلام فيها التبرج والغرام ، فإن كل من سيسمعها بعدك يكن لك كفل من وزره . فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " منسن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده ، من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ،ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده ، من غير أن ينقص من أوزارهم شيئا " . ألا تعلم بأن كل جريمة قتل تقع في الأرض إلا كان على ابن آدم الأول كفل منها لأنه أول من سن القتل ، فعن عبد الله ( رضي الله عنه ) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه أول من سن القتل " . فاحرص على أن لا تورث ذنبا بعد وفاتك لأحد ، وكن ممن إذا مات ماتت ذنوبه معه . فإن بعض الناس من يضع لنفسه مثل الوقف يستجر منه السيئات تلو السيئات حتى بعد وفاته . ومثل ذلك ما يفعله الممثلون الذين يمثلون الأفلام الجنسية ويسجلونها لتبقى مخلدة عملهم المشين ليحملوا أوزارهم وأوزار من أفسدوا من ملايين الناس . ومثل ذلك أيضا مايفعله بعض الآباء عند شرائهم للهوائيات أو مايسمى بالدش ، فيضعونه في بيوتهم ليمتعوا نظرهم بما حرم الله ، ثم لا يلبث أحدهم أن يوافيه الأجل فيرث أبنائه ما خلف من ذلك الشر المستطير ، فيفتحوا على أبيهم المسكين قناة تجري له بسموم السيئات ما استخدم هذا الدش فيما حرم الله . ألا فليتق الله هذا الأب المفرط الذي يشتري لهو الحديث ليصد نفسه ومن يعول عن طاعة الله ، وليحذر من مثل هذه السيئات الجارية التي لا تزرع سوى الانحلال في بيوت المسلمين . وكن من الناس الذين يورثون الأخلاق والأعمال الحميدة لأبنائهم ومجتمعهم .

    الخلاصة :

    لا شك أن هدف المسلم في هذه الدنيا يختلف عن غيره من الناس . فهدفه أن يعبد الله جل وعلا وأن يستغل حياته ووقته بالارتقاء بالأعمال الصالحة لينال رحمة الله تعالى ، ولكن أكبر مشكلة يواجهها هي قصر عمره الإنتاجي في الدنيا الذي لا يزيد في الغالب عن عشرين سنة مما يتأتى عليه البحث عن سبل شرعية لا طالة عمره ليس ليزداد رفاهية في الدنيا وإنما ليزيد من حسناته وأيام طاعته لله . وهناك أعمال صالحة كثيرة تعين على إطالة العمر على اختلاف بين أهل العلم في مفهوم هذه الإطالة . فمنهم من يرى أن الإطالة هي البركة ومنهم من يرى أنها إطالة حقيقية . لذلك تم تقسيم كيفية إطالة العمر إلى أربعة مباحث لتشمل كلا القولين . فأما على قول الإطالة الحقيقة فقد يندرج تحتها الأعمال التي في المبحث الأول وهي : صلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار ، وأما على القول الثاني وهو البركة فهوى لا يوافق سوى المباحث الأخرى وهي المبحث الثاني : الأعمال ذات الأجور المضاعفة وتشتمل على تسعة فروع ، والمبحث الثالث ويتحدث عن الأعمال الجاري ثوابها إلى ما بعد الممات في أربعة فروع والمبحث الرابع وهو عن أهمية استغلال الوقت . وبعد استعراض مجموعة من الأعمال الصالحة في كل مبحث ختمنا بفصل يشتمل على نصيحة للمحافظة على هذا العمر الإنتاجي الضخم بتجنب أربعة ذنوب لها أثر سلبي في إطالة العمر هي انتهاك محارم الله في السر ، والعجب بالعمل ، وانتهاك حقوق الناس ، والسيئات الجارية أعاذنا الله من ذلك .

    الخاتمة :

    أخي الكريم لا يسعني في الختام إلا أن أجدد دعوتي إليك بتقوى الله عز وجل في السر والعلن والاستمرار على طاعته واغتنام فرصة حياتك قبل مماتك لكسب أكبر قدر ممكن من الحسنات . وأنا أعلم أن معظم ما جاء هنا من فضائل لا يخرج عن دائرة معلوماتك ولكنها تذكير ودعوة لاحتساب ثوابها عند القيام بها وحتى أشحذ الهمم للعمل الصالح لئلا نصاب بداء الروتينية في العبادة كما أني لا أدعي لأني قد استقصيت جميع الأعمال وخصال الخير التي ترتبط بموضوع إطالة العمر ولكنه جهد المقل ولعله يخرج من يؤلف في هذا الموضوع فيزيد عليه أو يصحح ما فيه من تقصير .

    أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يوفقنا جميعا لخالص القول والعمل ، وأن يجنبنا مايحبط العمل ، وأن يوفقنا للعمل الصالح الجاري إلى يوم القيامة إنه سميع مجيب ، وجواد كريم ، وصلى الله وسلم على خير البرية وهادي البشرية سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحابته ، ومن سار على نهجهم واقتفى أثرهم إنه ولي ذلك والقادر عليه والحمد لله رب العالمين .


    ::

    مع خالص تحيــاتي

    Sweet




    منقوول من اجل الافادة


  2. ...

  3. #2
    شكرا الك اختي سويييت على هذا الموضووع الجميل و جزاك الله ألف خير وجعلة في ميزان حسناتك
    attachment

  4. #3
    مشكوره حبيبتى سويتى على الموضوع الحلو
    attachment

    . . every one say why you love ltalian . .
    . . that much a tell them . .


    . . how could a don t love ltalian . .
    . . and there are my heart . .


    . . the one who a love . .
    . . del piero so tell me how could . .

  5. #4
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ::


    اشكركما على هذه الردود الجميلة جدا ..

    ::

    مع خالص تحيــاتي

    Sweet

  6. #5
    مشكووورة على النقل الموفق


    جزاكِ الله خيراً و بارك الله فيكِ
    اخر تعديل كان بواسطة » إلهام المشاعر في يوم » 08-05-2005 عند الساعة » 19:30

  7. #6
    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

    بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء ووفقك على ما هو خير لك

    واعانك الله على طاعته وهداك لما هو خير لك

    وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم

  8. #7
    شكرا وجزاك الله الف خير
    attachment

    attachment


  9. #8

    مشكورين على هذه الردود الرائعة ..

    والله يهدي الجميع

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter