مات صانع النصر .. وترك لنا نصره ... أنهى رحلته الطويلة مع الحياة والأمل والحرف والكرة والفن والجمهور ... أغلق الكتاب الطويل الجميل المشّوق ... المعنون ب "عبدالرحمن بن سعود بن عبدالعزيز".
رحل .. ورحلت حججه الكثيرة المثيرة.. وغابت فرحته الأخّاذة.. وانكساره المضيء... وتوارت مرافعاته المرحة المقنعة.. رحلت فاكهة الكرة السعودية.. ومات أقدم رئيس ناد في العالم.
مات بعد أن زرع في أراضي ذاكرتنا أن " النصر للنصر" وان "النصر بمن حضر" و...، ليصنع بذلك فلسفته الخاصة ورؤيته التي ظل يبشّر بها حتى اللحظة الأخيرة .. والكلمة الأخيرة .. والحجة الأخيرة .. والبسمة الأخيرة.
مات أبو خالد بعد أن علمّنا كيف تكون روح الدعابة أقصر الطرق بين النقطتين، وكيف تكون الحجة سيداً للموقف وبديلاً لعنف اليد وجبروت السلطة، وكيف يكون التفاؤل دافعاً للرهان حتى وإن كنا لا نملك الكثير لنراهن عليه، وعلمّنا كيّف نشجعه .. وكيف نغضب منه.. ولكن أبا "النصراويين" نسي أن يعلمنا كيف نودّعه.
هل نرتدي قمصان العالمي في وداعه ونطبع فوقها صورته المبتسمة لنقول له ها نحن نتمّ ما بدأته، أم ننكس الرؤوس ونسح دمعاً يغسل شوارع الرياض المفجوعة فيه، أم نجمع ركام الصحف التي عاشت السنين تعاديه وتتحداه وتلوك حججه ساخرة لنضع جسده فوقها ونقول إلى هذا الحد كان قدره عالياً لدى خصومه.
أحقاً يا أبا خالد لن تعود مرة أخرى إلى تمارين الأصفر،أحقاً يا أبا خالد ستبدأ المباراة دون أن تمر فوق العشب الأخضر ناظراً إلى السماء ومتمتماً، أحقاً سيلعب العالمي دون أن تضع ساقاً على أخرى تشرب الماء وتحرك الرأس يمنة ويسره، أحقاً سيفوز النصر دون أن تتبختر كلماتك بفوزه، أو يُهزم دون أن يتترس أنصاره بمبرراتك – التي لا تنتهي -، أحقاً لم يعد لنا عندك "كلمة ولو جبر خاطر ولاّ سلام من بعيد".
اسأل الرحمن العزيز أن يغفر له ويرحمه، ويكفّر عنه سيئاته، ويحرّمه على النار، ويسكنه الجنة...آمين
| مشاهدة ip
المفضلات