مشاهدة النتائج 1 الى 4 من 4
  1. #1

    والله إني لأتخيل دخول أهل الجنةِ الجنةَ

    والله إني لأتخيل دخول أهل الجنةِ الجنةَ
    بسم الله الرحمن الرحيم

    مما ذكر في محاضرة : صفة الجنة

    لفضيلة الشيخ / علي عبد الخالق القرني



    وأقف معكم ومع [ابن الجوزي] –عليه رحمة الله- في رياضه – رياض السامعين - وهو يصف مشهدًا من مشاهد نعيم أهل الجنة، حتى إنه ليتخايل ذلك النعيم، ويقول: والله إني لأتخيل دخول أهل الجنةِ الجنةَ وخلودهم فيها بلا تنكيل ولا تعب ولا نصب ولا صخب، يقول : فأكاد أطيش ويكاد طبعي يضيق عن تصديق ذلك لولا أن الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم ضمِنه لنا، انظروا إليه وهو يصف هذا المشهد، يقول: يا أيها الأخوة بينما رجل من أهل الجنة يتنعم فيما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وإذا ببرق يضيء في الجنة، وهو مع حورية من حوريات أهل الجنة يتنعم معها،قال فيرفع رأسه فإذا هو بحورية أجمل من التي بين يديه وإذا بها تقول: يا ولي الله أما لنا فيك جولة؟ أما لنا فيك نصيب؟، تعرض خدماتها عليه تعرض نفسها عليه، فيقول بالله من أنت؟ قالت: أنا ممن قال الله فيهن ( فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )

    وكل ما في الجنة مُذلل لأهل الجنة

    فيطير بسريره إليها

    فيأتي وإذا هي تضْعُفُ بسبعين ألف جزء من النور عن التي كانت بين يديه هناك، فيتعجب

    ويقول: لم؟!

    قالت: لأنني صليت وصمت وعبدت الله، أنا من نساء أهل الدنيا، لم أتزوج في الدنيا؛ فأنا أعرض نفسي عليك

    قال: أو أنت لي؟!

    قالت: نعم جزاء من الله لك، وجزاء من الله لي

    قال: فيعتنقها أربعين عامًا لا تمله، ولا يملها، تقف بين يديْه، وفي رجليْها خلاخل من ياقوت

    إذا مشت سمع من خلاخلها صفير صوت كل طير في الجنة

    فلا إله إلا الله، أي نعيم هذا النعيم؟

    وهو يعتنقها ينظر ليدها اليمنى فإذا هو مكتوب عليها (الْحَمْدُ للهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ). يقول: مكتوب بالنور على اليمن (الْحَمْدُ للهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ) وعلى اليسرى (الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ) أما كفُّها فألْيَن من المخ، يُشم من رائحة كفها رائحة كل طيب في الجنة

    وهي تمشي بين يديه

    ثم يتمنى أن يمشين مشيات ومشيات

    لأن كل مشية للحورية لها لذة ونعيم من نوع خاص

    قال: فيتمنى أن تمشي، فيقول لها: اشتقت إلى مشيتك، فيكون معها سبعون ألف وصيفة – كما يقول ابن الجوزي في رياض السامعين-

    قال: فيمشون معها بسبعين ألف مشية فيضع الله لهم روضة من الكافور وروضة أخرى من الزعفران فيمشين بسبعين ألف مشية في هذه الروضة ويرجعن بسبعين ألف مشية في الروضة الأخرى

    لو قضى الله الموت عليه طربًا من مشيتهن لمات

    ولكن خلود في الجنة ولا موت

    لو تَفَلَتْ في بحار الدنيا لأصبحت بحار الدنيا كلها عذبة من تفال هذه الحورية .

    ثم يشتاق بعد ذلك إلى البخور، وكل ما في الجنة رائحة طيبة

    قال: فيأتين بمجامر من در فيها بخور من غير نار

    قال: فيمشين به تمشي رائحته في الجنة مسيرة مائة عام

    ثم يشتهي الغناء يا من صان سمعه عن الغناء

    يا من نزَّه بيته وأهله وأذنه التي أنعم الله به عليه عن الغناء

    يشتهي إلى الغناء فماذا يكون الأمر؟

    كيف يكون الأمر يوم يشتهي الغناء يا أيها الأخوة ؟

    يقول: يجتمعن وينزلن، فيجتمعن قسمين من النساء المؤمنات اللائي كن في الدنيا قسم

    وقسم آخر من نساء وحوريات أهل الجنة اللائي أنشأهن الله -عز وجل- في الجنة إنشاء.

    فاسمع إلى كلمات هؤلاء واسمع إلى كلمات هؤلاء، أما أهل الجنة اللائي أُنشئن في الجنة فيقلن :



    نحنُ الخَـالِــداتُ فَـلا يَمُتْنَ
    نحنُ الرَّاضِياتُ فَلا يسخطن

    نحن المقيماتُ فلا يظعنَّ
    نحنُ النَّاعماتُ فلا يبأسنَ




    نحنُ الحورُ الحِسَان، أزواجُ قومٍ كِرَامٍ، طوبى لمن كان لنا وكنا له

    فيرد نساء أهل الدنيا وحوريات أهل الجنة منهن :



    نحنُ المُصَـلِّياتُ وما صّـلَّيْتُنَّ
    نحنُ الصَّـائِماتُ وَمَا صُمْتُنَّ

    نحنُ المُتصدقاتُ ومَا تَصَدَقْتنَّ
    نحنُ العَابِدَاتُ ومَا عَبَدْتُّنَّ




    تقول [عائشة] - رضي الله عنها - : فغلبنهن.

    أما موسيقاهن - يا من سمع هذه الكلمات -

    لا فحش ولا خنا

    لا فجور ولا تحلل

    وليس كهذا الغناء

    وإنما خلود بلا موت إقامة بلا ظعن

    نعيم بلا بأس، صلاة وصدقة وصيام

    وكل يفخر بهذا النعيم .

    أما موسيقاهن يا من نزَّه نفسه عن الموسيقى في هذه الحياة

    فيرسل الله ريحه فتهز ذوائب أغصان أشجار الجنة فتحدث صوتًا يشبه صفير كل صوت طير في الجنة؛ فلا تسل عن ذاك النعيم

    وهن يغنين بأصواتهن الرخيمات اللذيذات

    لو قضى الله الموت على أهل الجنة طربًا بهذا الغناء لماتوا ولكن خلود بلا موت .

    قال ابن عباس: ويرسل ربنا ريحًا تهز ذوائب الأغصان، ريحًا تلذ لمسمع الإنسان كالنغمات بالآذان يا خيبة الآذان لا تتبدلي بلذاذة الأوتار والعيدان، خابت أذن تركت ذاك النعيم، وتلذَّذت بالأوتار والعيدان المحرمة (أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ) (أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ) هذا مشهد من مشاهد أهل الجنة، جعلنا الله وإياكم من أهل الجنة، لهذا كله بادر المبادرون، وتنافس المتنافسون يوم سمعوا بما سمعوا من هذا الوصف، ماذا كان منهم يا عباد الله؟

    أحدهم قال: لأشترين حورية من الحور العين بثلاثين ختمة للقرآن لا أنام حتى أختم هذه الثلاثين ختمة، ويختم تسعًا وعشرين فيغلبه النوم فينام فيرى حورية من حوريات أهل الجنة تأتي فتركله برجلها، وتقول :



    أتخـطُـبُ مـثْلِي وعـنِّي تَنَامُ
    ونـومُ المُحبِّينَ عنِّي حَرَام

    لأنـا خُلِقْنَا لكلِّ امــــرئٍ
    كَـثيرِ الصلاةِ كـثيرِ القِيام




    فقام بعدها، وأكمل ذلك واجتهد، وقال: برحمة الله لأجتهدن إلى أن أنال هذه؛ إلى أن أنال هذه الحورية .

    [وأبو سليمان الدارني] –عليه رحمة الله- ينام ليلة من الليالي، عابد زاهد عبَد الله، وأخلص لله، وصدق مع الله، يمني نفسه بما في الجنة من نعيم، فيقول في ليلة من الليالي –نائمًا والنفس أحيانًا تحدث بما ترغب وبما تريد وبما تحب- قال: فرأيت –فيما يرى النائم- كأن حورية جاءتني، وقالت: ما هكذا يفعل الصالحون –يا أبا سليمان- أتنام وأنا أربى لك في الخدور من خمسمائة عام.

    لا إله إلا الله

    فما نام بعدها إلا قليلا؛ جد وطلب ليلحق بها.

    وأبو سليمان كانت له رحلة الحج المعروفة، والتي ذكرها صاحب حادي الأرواح -عليه رحمة الله- يقول: رافقه شاب عراقي في طريقه إلى الحج، قال: فما رأيت هذا الشاب إلا باكيًا أو تاليًا أو مصليًا؛ نركب فيتلو القرآن، ننزل فنصلي فيصلي، ويذكر الله، لا يتكلم بكلام إلا بذكر الله أو بالصلاة والقيام، قال: فقلت: لا أسأله ولا أشغله، وعندما رجعنا من رحلة الحج، ووصلنا إلى بلاد العراق. قال: قلت له: أيها الشاب أسألك بالله؛ ما الذي هيَّجك على العبادة؟ ما الذي هيَّجك على العبادة لا تفتر عنها؟ قال: يا [أبا سليمان] أما إن سألتني؛ فإني رأيت -فيما يرى النائم- حورية في قصر من ذهب، وقصر من فضة، له شرفتان من زبرجد وياقوت، وبينهما هذه الحورية مرخية شعرها لم أرَ جمالا كذاك الجمال، وهي تقول لي: جِدّ إلى الله في طلبي؛ فإني أربى لك في الخدور من خمسمائة عام، فوالله برحمة الله، وأقسم على الله برحمته: لأجتهدنَّ حتى أصلها أو أهلك دونها. والله لا أرتاح حتى أبلغ تلك المنزلة، هيَّجهم ذكر الجنة إلى الجنة، طيَّرت الجنة نوم العابدين من جفونهم، فتركوا الفراش، واتجهوا إلى الله في أسحارهم وفي لياليهم ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) يبيتون لربهم سجدًا وقيامًا يأتي أحدهم، فيفرش فراشه، ثم يضع يده عليه، ويقول: والله إنك لَلَيِّنٌ، لكن فراش الجنة ألْيَن، فيقوم ليله كله لا ينام .

    هكذا –يا عباد الله- جَدُّوا إلى الله؛ لأنهم علموا ما عند الله، وكأني بكم تقولون: هل في الجنة سوق؟ ولا إله إلا الله –أيها الأخوة- كيف حال أسواقنا هذه الأيام؟ أسواقنا أشغلت المصلين عن صلاتهم، وأشغلتهم عن ذكر الله حتى يوم يُذكر الله يهربون من المساجد إلى الأسواق، إلى مجتمع الشياطين، أسواقنا فيها مالا يعلمه إلا الله، ونسأل الله أن يعدل حال هذه الأسواق، وأن يرد الأمة إليه ردًا جميلا؛ فما حالها سيئ في أسواقها بل حالها سيئ في كثير وكثير، لكن نسأله برحمته أن يردنا إليه ردًا جميلا


  2. ...

  3. #2

  4. #3
    السلام عليكم
    بارك الله فيك وسدد خطاك
    attachment


    "اللهم اغفر لوالدي وارحمه انك انت الغفور الرحيم " اللهم انزل على قبره الضياء والنور والفسحة والسرور وجازه بالاحسان احسانا" وبالسيئات عفوا وغفرانا♡

  5. #4
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    أثابك الله خيرا على الموضوع الرائع

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter