مشاهدة نتيجة التصويت: ما رأيك في المقال الذي قرأته ؟

المصوتون
7. لا يمكنك التصويت في هذا التصويت
  • ممتاز و استفدت منه

    4 57.14%
  • جيد جدا

    2 28.57%
  • لا بأس به

    1 14.29%
  • لم يأت بجديد فكل ما قاله معلوم

    0 0%
مشاهدة النتائج 1 الى 11 من 11
  1. #1

    لماذا يعادون الإسلام ؟ و لماذا يحاربونه ؟

    لماذا يعادون الإسلام
    و لماذا يحاربونه ؟

    [
    بقلم الدكتور عدنان علي رضا النحوي


    من نظرة عاجلة في الواقع نرى بشكل واضح ظاهرة عداء المشركين للإسلام والمسلمين ، ظاهرة جليّة أخذت مساحة كبيرة من التاريخ البشري بعامة ، ومساحة كبيرة منذ بعث خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم ،عداء وكراهية ، وحقد يفرغونه في حروب ومجازر لا تكاد تتوقف ، ولكن قد تتغير الأساليب والوسائل دون أي تغيير في الأهداف.
    والسؤال الذي يفرض نفسه هنا لماذا هذا الحقد والعداء والكراهية الممتدة ؟ لقد قدّم الإسلام للبشرية نـوراً تهتدي به لتخرج من الظلمات . وقدّم الإسلام الأمن والعدل والحرّية الطاهرة المتوازنة ، وقدم العلم والمعارف في ميادين مختلفة متعدَّدة كان السبّاق فيها ، وكان لا يحجزها عن أحد . وحسبه أنه قدّم رسالة الله إلى عباده ، رسالة الله التي حملها جميع الأنبياء والمرسلين ، نوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام ومن جاء بينهم ، ثم ختموا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، رسـالة واحدة وديناً واحداً هو الإسلام ، لا دين عند الله غيره ، ولا دين غيره عند الأنبياء والمرسلين .
    إذا كان الإسلام يقدم هذا الخير العظيم للبشرية فلماذا يعادونه ، ومن هم أولئك الذين يعادونه ؟‍!
    لا يمكن أن يعادي المسلمين والإسلام الحق الذي يعرضه منهاج الله إلا المجرمون الظالمون المعتدون المفسدون في الأرض . وباستعراض التاريخ البشريّ نجد هذه الحقيقة ناصعة جليّة ، ونجدها كذلك مبسوطة في منهاج الله بصورة مفصلة واضحة .
    يعرّفهم القرآن الكريم بخصائصهم النفسية والفكرية والخلقية ، ويطلق عليهم الأسماء التي يكشف كل اسم منها صفة نفسية أو فكرية أو خلقية . إنهم العصابة أو العصابات التي تعبـد مصالحها المادية قبل أيّ شيء ، وتضع مصالحها المادية فوق كل شيء . إن مصالحها المادية هي الوثن الأول والصنم الأكبر الذي يعبدونه من دون الله . ولا يمتنعون بعد ذلك عن استخدام الدين ، أي دين ستاراً يتخفون خلفه ، أو أداة يحركون بها قطعانهم ، أو تجارة يرجون بها الدنيا وزينتها . إنهم الذين يريـدون أن يجمعوا الدنيا بين أيديهم ، ليُترفوا فيها ، ويتمتّعوا بها ، إنهم هم الذين يقفون في وجه كل نذير ، ويصدون عن سبيل الله .
    {وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون (38) وقالوا نحن أكثر أموالاً وأولاداً وما نحن بمعذّبين (39)}

    [ سبأ : 39،38 ]

    ولولا أن مضت سنة الله في الأرض بأن يّظل في الأرض أولو بقية ينهون عن الفساد ، لطغى المجرمون في التاريخ كله وما بقي للإيمان من ذكر :
    { فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلاً ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين }
    [هود:116 ]

    هذه العصابة أو العصابات اكتسبت من خلال تجاربها خبرة جعلتها تعتقد أن الذي يقف أمام ظلمها وعدوانها و جرائمها وإفسادها في الأرض هو الإسلام وحده وجنوده الصادقون مع ربهم ودينهم وأمتهم . علموا من تجاربهم أن الإسلام كما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم لا يُسَاوَم على حق ، ولا يقبل باطلاً ، ولا يسمح بظلم ولا عدوان ولا جريمة . لقد وجدت هذه العصابات المجرمة أنها قادرة على شراء الضمائر الخائرة والنفوس المريضة ، والمذاهب المنحرفة ، والقوى المضللة ، إلا الإسلام فإنه حق لا يقبل إلا الحق ، ولا سبيل إلى التنازل عن الحق . لقد رأوا أن الإسلام يجردهم من متعة الفجور ولهو الترف واستعباد الشعوب ، وإذلال الإنسان ، ونهب الثروات من الأرض كلها لتصبّ في جيوبهم وحدهم ، أو يتنازعوا عليها ، أو يتقاسموها .
    دول مجرمة كثيرة نهبت ثروات أفريقيا وتركت شعوبها فقراء جهلاء . ودول أخرى نهبت الهند وثرواتها وتركت الفقر ينهش في أهلها على أبشع ما عرفه الظلم . ودول تحفر في بلدانها أماكن واسعة ممتدة تحت الأرض تنهب من الشعوب خيراتها وتصبها في هذه الحفر الواسعة ليموت أهل الأرض ويعيشوا وحدهم .
    هؤلاء كيف يرضون عن دين يمنعهم من هذا الظلم ويجردهم من هذه المتعة الحرام واستمع إلى قوله تعالى :
    { شرع لكم من الدين ما وصَّى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرّقوا فيه كَبُر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب }
    [ الشورى : 13 ]

    وتدبّرْ قوله سبحانه وتعالى : { ... كَبُر على المشركين ما تدعوهم إليه ... } ! إلى ماذا كان يدعوهم ؟! كان يدعوهم إلى (( لا إله إلا الله محمد رسول الله )) . فأدركوا أن هذا هو الحق الذي يمنع الباطـل الذي هم فيه ، فكَبُر عليهم يومئذ ، وكَبُر عليهم اليوم وسيكَبُر عليهم غداً .
    هذا هو السبب الرئيس الداخل في أعماق نفوس هؤلاء المجرمين ، والسبب الذي يجعلهم يكرهون الإسلام وأهله . إنهم ماضون في نهجهم هذا مع الزمن كله ، حتى يردُّوا بعض المسلمين عن دينهم إن استطاعوا ، أو يفتنوهم . ولن تتغيّر الأهداف من نهجهم ولكن قد تتغير الأساليب .
    {... ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردّوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدِدْ منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيـا والآخرة وألئـك أصحاب النار هم فيها خالدون }
    [ البقرة :217]

    هذه الطبقة المجرمة لا تلتزم بدين واحد إلا دين المصالح المادية ، ولكنها قد تكون في أصلها منتسبة للنصرانية أو اليهودية أو الإسلام ، أو أي مذهب وثني ، أو للكفر الصريح . وليست من قومية واحدة ولا جنس بشري واحد . أمام المصالح المادية تذوب خلافات الجنس والقومية والدين . ولا تثور هذه القضايا إلا عند حاجتها لدعم مصالحهم المادية . فيستغلون الدين والعنصرية والقومية لإثارة النوازع أو الخلافات كلما استدعى الأمر ذلك .
    فترى الدول الغربية مثـلاً تنص في قوانينهـا على أنها دول علمانية لا دينية ، فلا تدخل الدين حسب القانون في السياسة والاقتصاد والتربية وغير ذلك من الميادين . وتحجر على الدين ، كما تدّعي في الكنائس . ولكن سرعان ما تجدها تغذي الحركات التنصيرية وتموّلها ، وتحارب كل حركة إسلامية إلا إن انحرفت وتخلّت عن جوهر دينها . تفتح الأبواب لدين وتغلقه أمام دين آخر ، ويظلُّ الشعار الكاذب اتباع مبدأ المساواة بين الأديان على أن لا يتدخل هذا الدين أو ذلك في شؤون الدولة .
    هذه هي الطبقة الأولى التي تكره الإسلام وتحاربه بوسائل متعددة للسبب الرئيس الذي ذكرناه . فما بال العامة من الناس ، من النصارى واليهود يحاربون الإسلام ؟! هل الدين الذي يتبعونه يأمرهم بذلك ؟! هل الذي فعله البابا والكاثوليك في إسبانيا من مجازر وحرائق وجرائم وأعمال إبادة يأمر به الإنجيل ؟ هل الجرائم الوحشية التي ارتكبها الصرب في المسلمين في البوسنة والهرسك هي مما يأمر به إنجيل الأرثوذوكس ؟ هل المجازر التي ملأت شوارع دلهي من جرائم الإنجليز البروتستانت كانت من تعاليم عيسى عليه السلام ؟! هل الذي فعلته فرنسا في الجزائر وإيطاليا في ليبيا ودول أوروبا في أفريقيا هي من تعاليم دينهم ؟! هل هذه الجرائم الممتدة في الأرض والزمن هي من تعاليم الديانات .
    كلا ! إن جميع الرسل والأنبياء ، نوحاً وإبراهيم وموسى وعيسى وخاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم بريئون مما فعل هؤلاء !
    فمن أين أتى هذا الحقد على الإسلام في قلوب بعض المفكرين والأدباء من اليهود والنصارى ومن بعض العامة ؟! .
    إنها خطة الطبقة المجرمة الأولى ، الطبقة التي لا تعبد إلا مصالحها المادية ، إنها تدرك أنها لا تستطيع أن تحقق أطماعها وظلمها وعدوانها وجرائمها إلا بقوى عسكرية ، ومؤسسات تجارية ، وتأييد جماهيري . لذلك استغلت كل الوسائل الممكنة لغرس الحقد على الإسلام والمسلمين في الأطفال والناشئة ، وفي أوسع قطاع من شعوبها . أولاً بالافتراء والكذب على الإسلام والمسلمين ونشر ذلك على أوسع قطاع . وثانيا ً بوسائل الإعلام الواسعة ومناهج التربية التي تُدسُّ فيها الافتراءات . وثالثاً في البيوت ومختلف المؤسسات . ورابعاً باستغلال الحوادث المتجددة لنشر الإعلام الكاذب عن دين الله وعن المسلمين .
    وحسبك دليلاً على الحقد المدفون في الصدور حادثة انفجار أوكلاهوما في أمريكا . فقبل أن يقوم أيّ تحقيق وقبل أن تجرى أي دراسـة وُجهت الاتهامات إلى المسلمين بعامـة والفلسطينيين بخاصة . فذاقوا من سوء المعاملة من الجيران والناس والدوائر الرسمية في أمريكا وفي انكلترا وغيرها ما لا يصدّقه العقل . ثم تبيّن أن الذين قاموا بهذا العمل طائفة من الأمريكيين أنفسهم . كان ذلك بحدود سنة 1994م .
    وكذلك ما وقع بعد أحداث 23/6/1423هـ الموافق 11/9/2002م ، دليل واضح على حقد مدفون في الصدر يتدفق مع كل حدث بصورة تفقد كل موازنة وعدل وشعارات تغنّوا بها كثيراً .
    حتى الآن لم يقدّم دليل واحد ثابت على اتهام أي إنسان . ومع ذلك أخذت الاعتقالات والاتهامات الموتى والأحياء ، المقيمين في أمريكا وخارجها ، اعتقالات دون توافر أي شرط قانوني يسمح بذلك . أمريكيون يعتدون على المسلمين رجالاً ونساءً ، حتى اضطرت معظم النساء المحجبات البقاء في البيوت حتى لا يتعرّضن لاعتداء نفسيٌ أو أدبيٌ .
    وأفلتت كلمة من الرئيس بوش حين قال : الآن ابتدأت الحروب الصليبية ؟ ! أُعلنت ثم طواها الإعلام وأخفاها دون أي تعليق تستحقه .


    و نواصل في المقالة التالية بإذن الله تعالى


  2. ...

  3. #2
    نواصل...

    أحداث يطول شرحها تكشف ما في الصدور من حقد أسود عام بين الكثيرين . لقد مضت قرون طويلة والمجرمون في الأرض يغرسون الأحقاد في قلوب الناشئة من شعوبهم ضد الإسلام والمسلمين . والملايين الكثيرة من هؤلاء لا يعرفون دينهم ، والملايين يعرفون القليل القليل من خلال زيارات الكنائـس فحسب ، ومعظمهم لا يعـرف عن الإسلام من مصادره الحقيقية ـ القرآن والسنة ـ شيئاً . ولو سألت صربيّاً وهو يعتدي بالقتل الوحشيّ على المسلمين المجرّدين من أي سلاح ، لو سألته لماذا تكره هؤلاء ؟! هل آذوك ؟ هل اعتدوا عليك ؟ هل درست دينهم ؟ هل دينك يأمرك بهذه الجرائم ؟ لو سألت كل هذه الأسئلة ما ظفرت بإجابة شافية إلا أنه لُقن أن هؤلاء أعداؤه .
    في هذه الدول غير المسلمة يمكن أن نقسم المجتمع كله إلى ثلاث فئات :
    1 ـ فئة لا تؤمن بأي دين إلا بمقدار ما تستفيد منه لتأمين مصالحها المادية ومطامعها الدنيوية ، معزولة عن كل تصور للدار الآخرة .
    2 ـ فئة تدّعي التمسك بالدين ولكنها مسخرة في يد الفئة الأولى ، محجورة في الكنائس في دول يعلن نظامها الرسمي أنها دول علمانية لا دينية ، ولكنها تخرج من الكنائس لتكون أداة طيعة في يد الفئة المجرمة الأولى .
    3 ـ عامة الناس الذين غُرِسَ في قلوبهم الحقد على الإسلام والمسلمين ، فأصبحوا في معظم الأحوال أَداة طيعة في يد الفئة المجرمة الأولى ، إلا من رحم الله . ولا يمنع ذلك أن يظهر في أي فئة من هذه الفئات رجل أو أكثر يبحث عن الحق ، ويحب الحق ويكره الباطل .
    من خلال هذا التصور الذي نلمسه حقيقةً واقعة في التاريخ البشري نجد أن هنالك طبقتين من الناس في هذه المجتمعات بصورة عامة ، يخرج عنهما القليل من الناس . هاتان الطبقتان هما الطبقتان اللتان يصفهما القرآن الكريم وصفاً مفصلا في كثير من السور والآيات ، ويسميهما : المستكبرين والضعفاء أو المستضعفين ، أو الذين اتُّبِعُوا والذين اتَّبَعُوا ، أو الكبراء و الأتباع . ولنتدبّر بعض الآيات الكريمة التي تتحدث عن هؤلاء وهؤلاء :
    { ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبُّونهم كحبّ الله والذين آمنوا أشدُّ حبّاً لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعاً وأن الله شديد العذاب () إذ تبّرأ الذين اتُّبعُوا من الذين اتّبعَـوا ورأوا العـذاب وتقطعت بهم الأسباب () وقال الذين اتَّبَعَوا لو أنّ لنا كرّة فنتبرّأ منهم كما تبرَّءُوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار {
    [ البقرة : 165ـ167]

    إن هذا هو الداء القاتل الأول في حياة البشرية ، حين تتكون طبقة تستأثر بحب الناس حبّاً أكثر من حبهم لله ، فيكون السادة الكبراء أو المستكبرون من ناحية والأتباع الضعفاء المستضعفون من ناحية أخرى . ويكون مصير الفريقين إلى النار .
    وكذلك قوله تعالى :
    {وقالوا ربنا إنا اطعنا سادتنا وكُبراءنا فأضلّونا السبيلا () ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيراً }
    [الأحزاب : 67،68 ]

    وكذلك قوله تعالى :
    {وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استُضِعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين () قال الذين استكبروا للذين استُضعِفوا أنحن صددناكم عن الهُدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين () وقال الذين استُضعِفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أنداداً وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا هل يُجزون إلا ما كانوا يعملون () وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أُرسلتم به كافرون () وقالوا نحن أكثر أموالاً وأولاداً وما نحن بمعذّبين }
    [ سبأ : 31ـ35 ]

    وكذلك قوله تعالى :
    {وإذ يتحاجُّون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعاً فهل أنتم مغنون عنا نصيباً من النار () قال الذين استكبروا إنا كُلٌّ فيها إن الله قد حكم بين العباد () وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يُخفف عنا يوماً من العذاب () قالوا أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال () إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد () يوم لا ينفع الظالمين معذرتـُهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار }
    [غافر:47ـ52]
    هذا التصور الذي تعرضه لنا هذه الآيات الكريمة ، هو نفس التصور الذي عرضناه في الصفحات السابقة ، ليكون هذا التصور النابـع من منهـاج الله أساساً ضرورياً لفهـم كثير من أحداث الواقع اليوم ،وكثير من مجريات السياسة .
    القضية الأولى التي يمكن فهمها من خلال هذا التصور هو اللقاء النصراني اليهودي في هذه الفترة من التاريخ . لقد كان النصارى أشد أعداء اليهود على مدار التاريخ . فهم الذين أداروا المجازر فيهم في إسبانيـا وروسيا وكثير من الدول الأوربية .وحمل التاريخ هذا العداء الدامي حتى هذه المرحلة . ويشير القرآن الكريم إلى ذلك في قوله سبحانه وتعالى :
    {وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون }
    [ البقرة : 113 ]

    لقد تميّزت هذه الحقبة من التاريخ بأن الفئة المجرمة في الأرض جمعت أشتاتاً من المذاهب والأديان ، على مصالح مادية دنيوية يتفقون حيناً على تقاسيمها ، ويختلفون حينا . فالتقت الحركة الصهيونية بفكرها وفلسفتها ونشاطها مع النظام العلماني الرأسمالي ومع غيره من النظم لتكون جزءاً من عصابة المجرمين في الأرض . وإن جملة نيكسون : (( إن اكثر ما يهمنا في منطقة الشرق الأوسط البترول وإسرائيل )) ، إنه تعبير دقيق عن تلاقي المصالح المادية .
    ومن هذا التصور ندرك أن قيام دولة إسرائيل يمثل جزءاً من سياسة هذه العصابة المجرمة في الأرض في صراعها مع الإسلام ، ومن أجل تأمين مصالحها المادية .
    ومن هذا التصور ندرك أن العلاقة بين الصهيونية وهذه الدول المجمعة على دعمها مهما كان بينهم من خلاف هي علاقة مصالح مادية ، وليست علاقة دين يؤمن بالله واليوم الآخر . ولكن لا يتردد هذا الفريق أو ذاك ، بالرغم من ادعائه الواضح الصريح بعلمانيّته اللادينية ، من أن يستغل الدين ، أيّ دين ، ليسخره في خدمة هذه المصالح المادية .
    ربما شاع بين بعض الناس أن اليهود يوجهون بنفوذهم السياسة الأمريكية ، أو الإنكليزية أو الفرنسية . ويتحمس عدد من الناس لهذا الرأي ، والذي نراه أقرب للصواب هو أن الدين نفسه مستغل بصورة فاسدة مجرمة ، وأن الفرقاء لا يخضعون بمواقفهم السياسية لهذا الدين أو ذاك ، وأن كلاًّ منهم يتعاون مع الآخر من خلال مساومات طويلة تستقرّ في مرحلة من المراحل على بعض الثوابت فترة من الزمن . ذلك لأنه في دنيا المصالح والمطامع لا يوجد ثوابت لا من أخلاق ولا من دين ولا عهود .
    لا بد من فهم الواقع من خلال منهاج الله ، حتى نستطيع أن ندرس كيفية التعامل مع الواقع من خلال الانتماء الصادق إلى الإسلام ، لا من خلال الانتماء الاسمي الشكلي، ولا من خلال الأهواء . إن أي تزييف في فهم الواقع ، أو فهمه من خلال غير منهاج الله ، وإن أي تحريف لحقائق منهاج الله وآياته ، سيقودنا إلى نتائج مدمرة .
    لا يستطيع المؤمنون أن يضعوا خطة إيمانية صادقة للتعامل مع أي واقع إلا إذا صدق الإيمان والتوحيد ، وصدق العلم بمنهاج الله ، ثم دُرِس الواقع بعد ردّه إلى منهاج الله .
    إن المجتمعات غير المسلمة تظنّ أن الإسلام عدوُّ لهم . هكذا صوّر قادة أوروبا الإسلام لشعوبهم ، وعلى هذا الأساس تحرّك عدد من الكتّاب والشعراء بالإضافة إلى نشاط البابا والقادة السياسيين ورجال الكنيسة . وهكذا صوّر (( فوكوياما )) الإسلام في كتابه (( نهاية التاريخ والرجل الواحد )) . وهكذا صوّره نيكسون للشعب الأمريكي وللعالم ، إلا أنه تدارك بعض هذه الافتـراءات في كتابيه الأخيرين ، ليرسم سياسة جديدة لتحقيق أهداف قديمة لم تتغيّر .
    ولم تكن هذه الصورة التي نشرها هؤلاء عن الإسلام ناتجة عن دراسة تبحث عن الحق وعن مصلحة الإنسان على الأرض . إنها صورة ناتجة ، كما ذكرنا سابقاً ، من عبادتهم المطلقة لمصالحهم المادية ، ومن قناعتهم أن الإسلام ، كما جاء من عند الله ، يدعو إلى الحق والخير والصلاح للإنسان عامة وللبشرية كافة ، وأنه يحارب الظلم في الأرض بكل أنواعه ، ويحارب العدوان والفتنة والفجـور والفساد كله . لذلك السبب الرئيس اعتبروا الإسلام عدوّاً لهم ، فكانوا ظالمين لأنفسهم وللبشرية كلها .
    إنهم لو أحبّوا الحق والخير لوجدوا الإسلام نعمة من عند الله على الناس كافة ، ولأسرعوا للتمسك به والدعوة إليه وإقامة أحكامه في الأرض .
    ولابد أن نشير هنا إلى أنه مما ساعد الدعاية الكاذبة عن الإسلام والافتراء الظالم تقصير المسلمين في الدعوة إلى الله ورسوله ، وانصرافهم إلى الدنيا ، وربما غرق بعض المسلمين فيما غرق فيه غيرهم من ظلم وطمع وفتنة وفساد . إن تقصير المسلمين في الدعوة وتقصيرهم في إقامة أحكام الإسلام ، واضطراب الواقع الإسلامي اضطراباً أبعده عن الصورة المشرقة للإسلام ، واتباع المسلمين الغرب في الفكر والأدب والقانون والنظريات الاجتماعية والفلسفية وغير ذلك ، هذا كله ساهم مساهمة كبيرة في نجاح الدعاية ضد الإسلام .

    و نواصل في المقالة التالية بإذن الله تعالى
    اخر تعديل كان بواسطة » حارث في يوم » 03-07-2004 عند الساعة » 10:10

  4. #3
    نواصل ....


    إن الإسلام دين الله الحق ، جاء متكاملاً مفصّلاً ليكون صالحاً للناس كافة ، للبشرية كلها ، وللعصور كلها . فلا يُعْقَلُ إذن أن لا يكون الإسلام قد وضع السبيل الأمينة للتعامل مع كل شعب وفي كل عصر .
    إذن من الإسلام نفسه ، من منهاج الله ـ قرآنا وسنةً ولغةً عربيّة ـ تخرج قواعد التعامل مع مجتمع غير مسلم .
    إن الذين يريدون أن يجدوا وسائل للتعامل من خلال أهوائهم وشهواتهم تحت غطاء إسلامي ، أو الذين يريدون أن يجدوا الأساليب من خلال الانحراف عن الإسلام أو التأويل الفاسد لآياته وأَحكامه ، هؤلاء لا يحق لهم أن يدَّعوا أن ما يريدونه من هوى وهوان ، هو سبيل الإسلام .
    وكذلك فإن الذين يريدون أن يدخلوا مدخلاً لا يجدون منه مخرجاً ، أو يخوضون في مواقف نتيجة لردود الفعل الآنية ، أو الارتجال الطائش ، أو التمسك بآية واحدة تاركين سائر الآيات التي تمثل النهج المتكامل ، إن هؤلاء كذلك مخطئون .
    إن التعامل مع مجتمع غير مسلم من خلال الانتماء الصادق للإسلام ، يجب أن يكون مجموعة متماسكة من القواعد تمثّل خُطّة ونهجاً ، يسلكه المسلمون ليعبدوا الله بها ، ولينشروا دعوته وينصروا دينه .
    إن الغرب يدّعي الحّرية ويوهم البشرية أنه أول من أوجدها ودعا إليها ومارسها . إنه ادعاء غير صادق ، ووهم مضل . إن الإسلام وحده هو الذي ثبَّت معاني الحّرية الحقيقية التي خلق الله عباده عليها .
    ولابد من دراسة موضوع الحرّية في ميزان الإسلام ، حتى لا ينخدع المسلم وهو في مجتمع غير مسلم بزخارف كاذبة أو فتنة خادعة .
    لا ننكر أن محور ما يراه المسلم من حرّية في ديار الغرب يدور حول النظام الإداري الذي ييسّر على الناس أمور حياتهم ، بينما يُحرَم منه معظم المسلمين في بلادهم .
    أما حرّية الكلمة والرأي التي يتغنون بها ، فإنها مباحة للناس حقيقة ، ولكنها لا تدخل منطقة اتخاذ القرار . إن مصالح الدولة العليا لا تقرّر بالمظاهر التي يُسمَح بها ، ولا الصحافة التي يُطلق لها العنان . وكأنما النظام يقول للناس : قولـوا كما تشاؤون ولكننا نحن سنتخذ القرار . هذا خلاف الحرّية الفردية المتفلتة التي دفعت الناس إلى الفاحشة والجريمة .
    ولقد فصّل نيكسون في كتابه " نصـرٌ بلا حـرب " هذه القضية ، وضرب أمثلة متعددة كان يخرج منها برأيه الذي يؤكده ، وهو أن القائد يصبح قائداً ليقود وليوجّه ، ولا ليُقاد .
    ولكن الإسلام وازن بين جميع الحالات وأرسى قواعد ربّانية للحرية ، قواعد تسمو في عظمتها فوق كل ما تواضعت عليه فلسفات البشر . وكل ما يُرجى هو أن يطبّق المسلمون دينهم حقّ التطبيق لتبرز حقيقة الحرية فيه .
    إن الحرية حق للإنسان ، لكل إنسان . إنها الهواء والماء والغذاء . لذلك قدّرها الإسلام حق قدرها ، وقتلها الظالمون المفسدون في الأرض بالدكتاتورية والاشتراكية والديمقراطية والعَلمانيّة .
    إنّ الحضارة الغربيّة لم تقدَّم للإنسان حرّيّته الحقيقيّة . إنها تصبُّ الخدر في عروق الناس بحرّية الفاحشة والخمر وغيرها ، وبما تقدَّمه من نظام إداريّ يسهّل له بعض أمور حياته ، وبما تَدَّعيه من إعطائه حرّية القول والاعتراض والمظاهرات ، دون أن يؤثر ذلك في اتخاذ القرار . وبهذا الخدر يغيب عن بال الإنسان في ظل هذه الحضارة أن يكتشف أنه فقد سلامة الفطرة ، وصفاء الإيمان والتوحيد ، وأنه لا يلقى من جزاء عمله وكَدَّه إلاَّ النزر اليسير ، وأن الحصة الكبرى تغيب في جيوب المجرمين الكبار . ويغيب عن باله أنه أصبـح مرتهناً بالنظام الاقتصادي الظالم . فكم من الناس بيوتهم بالتقسيط ، وزواجهم بالتقسيط ، وسياراتهم بالتقسيط ، ولقمة عيشهم بالتقسيط . ولو أخل بالأداء لهُدَّمت حياته وحياة أسرته . ويغيب عن باله أنه يمكن أن يكون ضحيّة لأيّة جريمة . فكم من الناس غير آمنين في بيوتهم ، ولا في أعمالهم ، ولا في مدارسهم ! غاب عن باله ازدياد معدّل الجريمة في مختلف ميادين الحياة . ويغيب عن باله أن هذه الحضارة ترتكب أبشع الجرائم بحق الشعوب . ويغيب عن باله ماذا فعلت هذه الحضارة من مآس وتدمير في غواتيمالا والبرازيل .


    و يسرني أخي القارئ الكريم أن أدعوك لزيارة موقع لقاء المؤمنين .. رجاء اضغط هنا

  5. #4
    شكرا لك اخي الكلام طيب والأسلوب متميز والأهم المضمون وفعلا لماذا المشركين يعادون الإسلام والمسلميين لاكن أنا اقول ليس كل المشركين يكرهون الإسلام فالمسيحيون لايكرهوننا بل بعظ الاحيان يكونون بجانبنا وألد الأعداء لنى وهم اليهووود هم الذين يبغظوننا ويبغظوون الإسلام

    Hard-Girl-1088645850
    attachment

  6. #5
    مشكوووووووووووووووووور اخوي على الموضوع

    ارااائع جدا

    وجزااك الله خيرا

    تسلم

    اختك محبت هيرو

  7. #6

  8. #7
    السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

    جزاك الله خيرا و جعله في ميزان حسناتك

    موضوعك مهم جدا
    و النقاط التي تطرقت إليها حساسة و غاية في الأهمية

    و السلام عليكمورحمة الله و بركاته

  9. #8

  10. #9

  11. #10

  12. #11
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    عذرا على التأخير في الرد فقد حالت بعض ظروف السفر عن ذلك إضافة إلى انشغالي ببعض الأمور الأخرى .. و الآن آخذ في الرد على كل المشاركات التي وردت مع الشكر الجزيل- مقدما- لأصحابها...

    HARD-GIRL : مرحبا بك و لا شكر على واجب
    الكلام طيب والأسلوب متميز
    صدقت و هذه هي طريقة الدكتور النحوي في الكتابة فكتاباته ـ بحياد كامل ـ تمتاز بهذه الصفة
    لاكن أنا اقول ليس كل المشركين يكرهون الإسلام فالمسيحيون لايكرهوننا بل بعظ الاحيان يكونون بجانبنا
    أختى الفاضلةالمحترمة : المسيحيون أو النصارى ليسوا من المشركين بل هم أهل كتاب و هو الإنجيل..أما المشركون فهم وثنيون لا كتاب عندهم...إنهم طائفتان مختلفتان في المعتقد أما من حيث الأهداف فهما متفتقتان على العداء للإسلام.. وأما قولك( فالمسيحيون لا يكرهوننا بل بعض الأحيان يكونون بجانبنا) فهذا صحيح نوعا ما و ليس على إطلاقه و الواقع يشهد بهذا و نص القرآن في هذه القضية واضح فهو يقول : ( ذلك بأن منهم قسيسين و رهبانا و أنهم لا يستكبرون ).. فكلمة ( منهم ) تدل على التبعيض و ليس على الكل ...ثم هل يمكن أن نعتبر من استحل الزنا و اللواط و الربا و سفك الدماء و أخذ ثروات الناس و أموالهم بالباطل.. هل يمكن أن نعتبرهم نصارى ؟ هل هؤلاء مسيحيون ؟..هل حقا هم نصارى يدينون بدين عيسى - عليه و على نبينا أفضل الصلاة والسلام - ؟ ..كلا..و أبدا
    هؤلاء يا أختى : علمانيون ... أبعدوا الدين و أنكروه و فرغوا حياتهم منه و يدعون زورا و بهتانا أنهم نصارى و ما هم كذلك ..فتعاليم دينهم - على الرغم من تحريفها - تفضحهم و تنكر ممارساتهم التي يمارسونها من فواحش و غيرها من القبائح و المنكرات العظيمة..
    وألد الأعداء لنى وهم اليهووود هم الذين يبغظوننا ويبغظوون الإسلام
    هذا صحيح 100% و أوافقك عليه و هذا ما نص عليه القرآن الكريم بالنص الواضح الصريح .
    شكرا جزيلا لك على مساهمتك القيمة و أتمنى أن أرى مساهماتك في مشاركاتي القادمة بإذن الله و يا هلا

    محبت هيرو: مرحبا بك
    مشكوووووووووووووووووور اخوي على الموضوع و جزاك الله خيرا
    العفو و لا شكر على واجب و هذا أقل ما يمكن أن أقدمه لأناس أفاضل مثلكم لهم علي حق الإخوة و النصيحة و الود
    تسلم
    سلمت من كل سوء و حفظك الله من عين كل حاسد و يا هلا


    Sassy: مرحبا بك .. و بارك الله فيك و شكرا على المشاركة


    sleepmoon: و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ...أهلا و سهلا و مرحبا بالأخت الفاضلة ..
    موضوعك مهم جدا و النقاط التي تطرقت إليها حساسة و هامة للغاية
    أشكرك على ما ورد و أوافقك عليه 100% و أضيف قائلا : إن انتباه المسلمين لهذه القضايا و تعرفهم عليها و عملهم بما يأمرهم القرآن الكريم و السنة النبوية على نبينا أفضل الصلاة و السلام .. أقول إن عملهم بتوجيهات المنهاج الرباني تجاه هذه القضايا يجعل المسلمين يربحون كثيرا و يتجنبون الكثير الكثير من المزالق و المخاطر التي تودي بها الأهواء المريضة و الرؤى العمياء و أقرب مثال على ذلك ما نشاهده حاليا من موالاة بعض المسلمين للكفار .. الكفار الذين يعادون الإسلام و يحاربونه‍‍‍ .. ثم ماذا كانت النتيجة ؟ ... الجميع يعرف الإجابة فهي واقع نعيشه و نعانيه يوميا.
    مرة أخرى أشكرك على مشاركتك القيمة و لا تنسينا من دعواتك الطيبة و مرحبا بك دوما و أبدا


    خالتكم مزينه : أهلا بالخالة مزينة .. عافاك الله و سلمك ... شكرا لك


    ولد الوكرة : أشكرك كثيرا .. و ياهلا بك


    Grappler-Baki: مرحبا بك
    موضوعك روعة
    العفو يا صديقي .. و يسعدني أن تكون قد استفدت منه و مرحبا بك


    و أخيرا...أقول:
    شكرا لكم جميعا
    و لكم خالص التحية
    و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    أخوكم

    حارث
    اخر تعديل كان بواسطة » حارث في يوم » 12-07-2004 عند الساعة » 20:02

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter