السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسعدتم صباحا اخواني واخواتي , اتمنى ان يكون الجميع بخير وصحة وعافية وسهالة , هذا موضوعي الاول في منتدى مكسات , منتدى الخير والعطاء ومحبة الاخوية ان شاء الله .
لنقف قليلا عند عنوان الموضوع : " القناعة هي الرضا بما يقيمه الله تعالى " , هل الجميع هنا يعرفون معنى هذه الجملة
لابدأ بنفسي , فالحقيقة كنت اظن انني افهم معنى هذه الجملة . ولكنني من موقف معين حدث معي منذ اسبوعين او اكثر عرفت باني لم اكن اعي هذه الجملة فعلا ,
لاسرد لكم ما حدث
كنت اتجول في سيارتي في شارع ضيق قديم لم اعرف كيف دخلت له بعد ان وجدت الطريق الذي اسلكه دائما تحت الصيانة , التففت بسيارتي لادخل على حي قديم , اثناء عبوري لهذا الطريق فجاة وجدت رجل عجوز واقف في منتصف الشارع ويجر ثلاجة قديمة مستعملة وثقيلة , ولقد رايته يجرها بصعوبة نظرا لسنه , لقد تعجبت رايت الناس من حوله يمرون ولم يقدم له احد اي مساعدة , على الفور ركنت سيارتي وذهبت لكي اساعده , بالاول سلمت عليه وقلت له عنك عماه دعني اساعدك , توقف الرجل العجوز ورد علي السلام وهو مبتسم مبتهج , تمعنت فيه لاجد ان حالته مزرية فملابسه قديمة ووجهه شاحب , قلت له عماه اني لاعتذر عن هؤلاء الناس الذين اراهم يمرون بجانبك ولا احد يقدم لك المساعدة وانت رجل عجوز وتعب , وقلت الله يهدي الجميع , قال لي وهو مبتسما باهج : لا عليك يا ولدي انني لمسامحهم جميعا , انا استطيع ان اجر الثلاجة بنفسي ولكني تعبت قليلا فقط سارتاح واستطيع ان اجر مثل الاول . قلت له : تجر وانا موجود معك عماه لا عليك سوف اجر الثلاجة عنك . ٌقال لي وهو ضاحك مبتسم : لا يا ولدي لا اريدك ان تتعب نفسك فانت مصاب بالربو والثلاجة فيها غبار والغبار سيؤذيك . قلت له : وكيف عرفت عماه ؟! , قال لي وهو ضاحك مبتسم : من نبرة صوتك قد عرفت هذا الشي , قلت له لا عليك سوف اجرها , وذهبت مسرعا لكي اجر الثلاجة ولا اتفاجئ به خلفي يمنعني من هذا حتى قال لي ان جررتها سوف تقلل من احترام رجل في عمر جدك , لم اعرف ماذا افعل , لقد قمت بالتفرج عليه فقط وهو يجرها من منتصف الطريق الى عمارته , وكان يفعل وكانه في عز شبابه حتى وهو مظهره يدل على عكس ذلك تماما .
عندما وصل قام بمناداتي واخذ يتكلم معي وهو باهج مبتسم ويسئلني عني وعن اهلي وحالي والخ حتى انه دعاني لكي اشرب القهوة معه , لكنني كنت مستعجل على الذهاب فاعتذرت منه ,
وآخرا استودعته الله وركبت سياراتي ورحلت
في الحقيقة عندما ركبت السيارة اخذت اتفكر في هذا الرجل , رجل عجوز فقير ومعدم وحاله يرثى له , الا انه عندما كان يتحدث معي كان كانه رجل من اغنى رجال الدنيا واسعدهم تعاملا وفعلا . لم يرث لحظة معي الا وهو مبتسم وضاحك ويذكر الله ويتكلم الكلام الطيب ..
عندها تفكرت بنفسي وكيف اتضايق على اشياء لا داعي ان اتضايق لها وانا ربي منعم علي بنعم لم ينعم عليها بذاك الرجل , وعندما اقارن نفسي بذلك الرجل العجوز ذكره الله بالخير لاعرف منه ان القناعة كنز لا يفنى , وان القناعة هي الرضا بما يقيمه الله تعالى عليك مهما كان وان هذا لايمان كبير ورقي بالنفس والعقل لها حسناته ومكانته العظيمة عند الله تعالى
والان تاملوا بانفسكم وقارنوها مع ذلك الرجل العجوز , ماذا ستجدون ؟
وشكرا جزيلا على القراءة واتمنى اني وصلت ما اهدف اليه على رغم من اسلوبي الضعيف في الشرح والتنسيق
تحياتي
المفضلات