ضغطتْ على القلم بقوة.. أحست أن السطور سوف تنهار تحت أناملها.. وكتبت بحزن:"إلى متى سوف أعيش؟! رسمت بعد سؤالها علامة استفهام كبيرة.. فجأة أسقطت رأسها بين الأوراق وأخذت تبكي.. أضاع الدمع تدبيرها.. بلل جبينها.. و بمرارة انبعث صوت تفكيرها بحزن يسابق أنفاسها المرعوبة و أخذت تحدث نفسها:
"في كل مرة أسأل نفسي إلى متى سأعيش؟!.. في كل ليلة أنتظر.. وعند الفجر يتجدد الحلم.. أجاهد الأمل صباحاً.. و مازلت انتظر وعند الغروب يمل الانتظار من الأمل.. وحين يخيم الليل يغتال الحلم فتهطل السماء دمعاً حزيناً يجرح القمر أمام عيون نجماته.. وهكذا يبث الفرح ويدفن الحلم حين أكون وحدي أنتظر".
أرادت أن تصرخ.. ودت لو سمعت تفكيرها ولكن أنى لها ذلك.. أحست بوحشة القبر تسكنها وبصمت اللحود يلفها.. إنها الآن كالميت.. قالت ذلك وهي تسحب شعرها إلى الوراء و ترفع رأسها بتثاقل.. وضعت يدها على القلم.. أرادت أن تكمل ما كتبت ولكنها أجهشت بالبكاء مرة أخرى.. شعرت أنها لا تستطيع البوح بأكثر من الدموع.. نظرت طويلاً إلى علامة الاستفهام التي رسمتها.. أيقنت أن هناك أشياء أخرى في الحياة لا تفهمها..رفعت لسانها برجاء حيث لا أمل..
وتمتمت:" وجع الحلم يؤلمني.. بكاء الفجر يفجعني.. الكل يردد على مسمعي سأموت (سأموت!!) سؤال غصت به مشاعري.. ويجرح خاطري.."!!
المفضلات