الدرس العاشر
سلسة دروس ( تعرف على نبيك صلى الله عليه وسلم )
الشيخ:عبدالرحمن السحيم
(1)
مقدمة دروس تعرّف على نبيك صلى الله عليه وسلم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، والصلاة والسلام من قد خصّه ربّه من بين البريّـات بأسمى الأخلاق وأجمل الصفات .
أما بعد :
فأحمد الله إليكم الذي يسر إنشاء هذا القسم ، والذي هو شرف لنا جميعاً أن نتدارس ونتعلم شيئا من صفات النبي المصطفى والرسول المجتبى صلى الله عليه وسلم .
لعلنا نزداد له حُـبّــاً فنُحشر في زمرته .
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله متى الساعة ؟
قال : وما أعددت للساعة ؟
قال : حب الله ورسوله .
قال : فإنك مع من أحببت .
قال أنس : فما فرحنا بعد الإسلام فرحا أشد من قول النبي صلى الله عليه وسلم : فإنك مع من أحببت .
قال أنس : فأنا أحب الله ورسوله وأبا بكر وعمر فأرجو أن أكون معهم ، وإن لم أعمل بأعمالهم . متفق عليه .
وسوف يوضع في هذا القسم ما يتعلق بشمائل النبي صلى الله عليه وسلم الخَلقية والخُلقيّـة .
ولعلي أقوم فيه بسرد أحاديث مختصر الشمائل للترمذي باختصار الألباني
ونقتصر فيه على الأحاديث الصحيحة ، ففيه كفاية ، إلا ما نرى الحاجة إليه في الزيادة من غيره .
وهذا الكتاب جليل القدر عظيم النفع . يُعرّف المسلم بنبيّـه صلى الله عليه وسلم في زمن جهل الكثير عنه صلى الله عليه وسلم الكثير من صفاته وسيرته وسنته وأيامه .
خاصة في زمان جُعِل أراذل الناس هم القدوات !
سواء من أهل الفن والمجون ، أو من أهل الرياضة واللهو والعبث .
والقدوة والأسوة يجب أن تكون برسول الله صلى الله عليه وسلم امتثالا لأمر الله القائل : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )
وفي هذا الدرس سيكون المرجع هو كتاب : مختصر الشمائل المحمدية للترمذي . باختصار الألباني رحم الله الجميع .
لأن الشيخ رحمه الله خدم الكتاب ، والكتاب مطبوع متداول .
والله أسأل أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم
وأسأله سبحانه أن يُبارك في الجهود ، وأن يجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم .
لماذا هذا الدرس ؟هذه الدروس سوف أعرض فيها ما يتعلق بشمائل النبي صلى الله عليه وسلم الخَلقية والخُلقيّـة .
ولعلي أقوم فيه بسرد أحاديث مختصر الشمائل للترمذي باختصار الألباني مقتصراً فيه على الأحاديث الصحيحة ، ففيها كفاية ، إلا ما نرى الحاجة إليه من الزيادة من غير هذا المختصر .
وهذا كتاب جليل القدر عظيم النفع يُعرّف المسلم بنبيّـه صلى الله عليه وسلم في زمن جهل الكثير عنه صلى الله عليه وسلم الكثير .
وفي زمان أصبحت القدوات حثالات المجتمعات ، من أهل الفن والفجور ، أو من أهل الرياضة واللهو .
وكانت بدايات هذا الدرس قبل أكثر من سنتين في عام 1422 هـ
تعرّف على نبيّـك صلى الله عليه وسلم – الدرس 1
الصّفات الخَـلْـقِـيّـةقال الإمام الترمذي – رحمه الله – :
باب ما جاء في خَـلْـق رسول الله صلى الله عليه وسلم
1 - قال أنس بن مالك رضي الله عنه :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن ، ولا بالقصير ، ولا بالأبيض الأمهق ، ولا بالآدم ، ولا بالجعد القطط ولا بالسّبِط ، بعثه الله على رأس أربعين سنة ، فأقام بمكة عشر سنين ، وبالمدينة عشر سنين ، وتوفاه الله على رأس ستين سنة ، وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء .
الحديث رواه البخاري ومسلم .
معاني الكلمات :
البائن : الظاهر . أي ليس طويلا طولا مُفرِطاً .
الأمهق : شديد البياض .
الآدم : الأسمر .
الجَعْد القَطِط : الشعر إذا كان فيه التواء وانقباض .
السَّبِط : الشعر المسترسل .
قال ابن حجر – رحمه الله – : الشعر الجعد : هو الذي يتجعد كشعور السودان ، والسبط هو الذي يسترسل ، فلا يتكسر منه شيء ، كشعور الهنود ، والقطط بفتح الطاء البالغ في الجعودة بحيث يتفلفل . انتهى .
قال الشيخ الألباني – رحمه الله – تعليقا على أنه أقام بمكة عشر ، وأن الله توفّاه على رأس ستين سنة
وفي رواية : أقام بها ثلاث عشرة سنة ، فتُحمل رواية العشر على أن الراوي حذف الكسر الزائد على العشرة .
وفي رواية : وهو ابن ثلاث وستين ، وهي أشهر وأصح ، وتُحمل رواية الستين على أن الراوي حذف الزائد على العشرة أيضا .
2 – وعنه أنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رَبْعة ، ليس بالطويل ولا بالقصير ، حسن الجسم ، وكان شعره ليس بجعد ولا سبِط ، أسمر اللون ، إذا مشى يتكفـأ .
قال الألباني – رحمه الله – : أخرجه البخاري ومسلم .
معاني الكلمات :
رَبْعَة : أي كان متوسطاً بين الطول والقصر .
يتكفأ : أي يتمايل إلى قدام كالسفينة في جريها ، زاد في حديث علي رضي الله عنه : كانما ينحطّ من صَبب .
إشكال وجوابه :قال المباركفوري في تحفة الأحوذي :
الأمهق : بفتح الهمزة وسكون الميم ، هو الكريه البياض كلون الجص ، ولا بالآدم من الأُدمة بالضم ، بمعنى السمرة . أي ليس بأسمر ، وهذا يُعارض ما في رواية حميد عن أنس في باب الجمة واتخاذ الشعر : أنه صلى الله عليه وسلم كان أسمر اللون ، والجمع بينهما : بأن المنفي إنما هو شدة السمرة ، فلا ينافي إثبات السمرة في رواية حميد عن أنس . على أن لفظة : " أسمر اللون " في الرواية المذكورة انفرد بها حميد عن أنس ، ورواه عنه غيره من الرواة بلفظ : " أزهر اللون " ومن روى صفته صلى الله عليه وسلم أنس ، فقد وصفه بالبياض دون السمرة وهم خمسة عشرة صحابيا . قاله الحافظ العراقي ، وحاصله ترجيح رواية البياض بكثرة الرواة ومزيد الوثاقة ، ولهذا قال ابن الجوزي : هذا حديث لا يصح وهو مخالف للأحاديث كلها ، وقيل المراد بالسمرة الحُمرة ؛ لأن العرب قد تطلق على كل من كان كذلك أسمر ، ومما يؤيد ذلك رواية البيهقي : كان أبيض بياضه إلى السمرة . والحاصل : أن المراد بالسمرة حُمرة تخالط البياض ، وبالبياض المُثبت في رواية معظم الصحابة : ما يخالط الحمرة . انتهى .
3 – قال البراء بن عازب رضي الله عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رَجِـلاً مربوعا ، بعيد ما بين المنكبين ، عظيم الجُـمّـة إلى شحمة أذنيه ، عليه حُـلة حمراء ما رأيت شيئا قط أحسن منه صلى الله عليه وسلم .
الحديث أخرجه البخاري ومسلم .
معاني الكلمات :
رَجِـلاً : هذا وصف للشعر ، وهو بمعنى ما تقدّم .
الجُمّة : ما سقط من شعر الرأس ووصل المنكبين .
واللمّة : ما جاوز شحمة الأذن ، وهي الوفرة .
وفي المسألة خلاف حكاه النووي في شرح مسلم .
المفضلات