بسم الله الرحمن الرحيم ،
كيف حالكم اصدقائي؟اتمنى ان تكونوا بتمام الصحة والعافية.
هذه القصة هي بشكل ما اول قصة كاملة اكتبها لذا اتمنى ان اعرف آراءكم بكل صراحة
************************************************** ************************************************** *************************
ها نحن أمام شاطىء رملي حيث نسمع هدير الأمواج وهي ترتطم بالصخور الملساء ،هناك كان يجلس شاب في نحو الثلاثين من عمره ينظر إلى البحر الذي اصطبغ بحمرة الغروب وعلى محياه بانت ابتسامة استهزاء ومعاناة، وبعد لحظات نهض الشاب بخطاََ َوئيدة وبخمول من شاهد حلماً جميلاً ثم استفاق ؛غادر المكان واستمر في السير حتى وصل بعد وقت قصير إلى منزل جميل، فدخل من الباب الأمامي وتابع المسير عبر الرواق إلى أن رأى أخيراً باباً طرق عليه بضع مرات ثم دخل ،كانت هناك تجلس إلى جوار المدفأة فتاة شابة ذات قدر كبير من الجمال بثياب أنيقة ،وقد أضفى عليها شعرها الأشقر المسدل جمالاً وسحراً خاصاً،حين رأت الشاب ظهر عليها الحزن الذي كانت تحاول إخفاءه قبل دخوله،وهتفت: آرثر؛أنت هنا أخيراً.
-تقدم ببطء وهو يقول :أنا أعتذر فلقد تأخرت كثيراً؛كيف حالك الآن؟
-ما زلت مشتتة الذهن ،أعلم أنني يجب ألا أجعله يدمر حياتي ثانية ،لكن ماذا بوسعي أن أفعل!! إنه والدي ...إنه والدي شئت ذلك أم أبيت.،"قالت الجملة الأخيرة بانفعال واضح حتى كادت الدموع تتساقط من عينيها."
-لكنه أنكر أبوته لك.
-أنت لا تعلم لم فعل ذلك،أعني ربما كان....
فقاطعها قائلاً:ما زلت تحاولين تبرير تصرفاته إلى الآن،هذا ليس بالأمر الصحيح..،تذكري.. تذكري كل ما فعله بك حتى اليوم ،تذكري جون.؛.والدتك ..؛دار الأيتام؛والآن يبدو وكأنه يتبرأ منك،أي مخلوق هو هذا؟!! ...أجيبي أم تراك نسيت.!
-لم أنسى ..لم أنسى ..لكن..
-لكن ماذا؟ ،هاقد اتضح كل شيء ،أنت لديك أب واحد فقط هو عمي ؛وأنت تعلمين كم يحبك ؛ألا تعلمين؟!!
-بلى .بلى وأنا أيضا أحبه كثيراً تماماً كما لو كان والدي ، لو فقط...
وأشاحت بوجهها بعيداً وقد التمعت دموع في عينيها دون أن تصدر أي صوت،صمت آرثر لبرهة ثم اقترب منها وقال :أنت لن تبدأي بالبكاء الآن ، ثم تابع وهويمسح دموعها بلطف:"أتمنى فقط لو تعلمي أنه لا يوجد شخص في العالم يستحق أن تذرفي دمعة واحدة من أجله."
وحين حاولت الفتاة الشابة أن تبتسم صمتت لحظة ثم قالت :أنت محق ،على الأقل أنا لست مضطرة للقلق بشأنه أو لرؤية أحلام وكوابيس عنه بعد اليوم،أليس كذلك؟
-بلى ،طبعاً لن تفعلي،هيا لنغلق هذا الموضوع إلى الأبد ، وكفانا حديثاً عنه فلابد أن عمي قادم.
لم يخطأ حدس الشاب فبعد دقائق دخل رجل في الخمسين من عمره،وقد ظهرت عليه علامات الوقار واللطف وقال مبتسماً:مرحباً بك آرثر،أي ريح طيبة حملت بك إلينا؟
-لا شيء يبعدني عنكم يا عماه ،وهذا المكان هو منزلي ففي آخر الأمر ترعرعت فيه.
-حسن أنك مازلت تذكر ، بأي حال لنتناول شيئاً من الطعام.
-أستميحك عذراً يا عمي ،فأنا مضطر للرحيل.
-لكن الوقت ما يزال مبكراً.
-أعلم هذا طبعاً،لكني مازلت متعباً من رحلتي ،وقد جئت فقط لإلقاء التحية عليكم.
وبعد أن أذن لإبن أخيه بالإنصراف اقترب ريتشارد من ابنته هامساً:يبدو أن حاله أفضل بكثير الآن ،ألا تتفقين معي؟
-بل أعتقد أنه يحاول جاهداً إخفاء حزنه عنا.
-تنهد الوالد الرحيم وهو يقول:آه لو أعرف ما الذي حدث له أثناء عمله في الخارج ،لقد تغير تماماً منذ عودته أي منذ خمس سنوات.
-ألم ترسل للمستشفى الذي كان يعمل به ،ربما يملكون بعض الأجوبة.
فاستنفر ريتشارد قائلاً: لن أفعل قطعاً، إن لم يشأ هو الإفصاح بنفسه فلن أجبره، جل ما أريده أن يدرك أنني أحبه جداً كإبنٍِ لي وأنه يستطيع إخباري بأي شيء ...أي شيء.
ربتت "ليندا" على كتف والدها وهي تجيب بإبتسامة: أنا متأكدة أنه يعلم ذلك جيداً، لكنك تعرف آرثر يا والدي، إنه يفضل أن يحتفظ بحزنه لنفسه بدل أن يزعج به أحداً.
-معك حق ،إنه فعلاً آرثر.
خرج الشاب من بيت عمه مستعجلاً وحالما وصل إلى منزله أخذ ينادى :آن ..آن، وعلى الفور نزلت من الدرج فتاة صغيرة جميلة ؛ تصرخ فرحة:أبي ..أبي،فحملها بين ذراعيه وهو يقول:هاأنت ذا أيتها الجميلة ،هل اشتقت لي؟
-طبعاًأبي ،لكن أين الهدايا؟!!
-ها ها ها،هذا ما كنت تنتظرينه أليس كذلك؟ لا تخشي شيئاً سوف تصل بالبريد بعد غد،والآن قولي لي هل أزعجت السيدة.....
-"بالطبع فعلت فهي مشاكسة"،قاطعه صوت لإمرأة عجوز وحين رفع رأسه لرؤيتها قالت بابتسامة :أهلاً بك سيدي في منزلك.
-شكراً لك سيدة هتسون على لطفك.
يتبع***
المفضلات