الصفحة رقم 2 من 5 البدايةالبداية 1234 ... الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 21 الى 40 من 97
  1. #21
    السلام عليكم

    يبدو ان توقعاتنا كانت صحيحه cool

    الليله هذه رائعه ...... كم أحب مداخلات القصص بأن تكون قصه في داخل اخرى asian

    ان هذا الحكيم عبقري ...... كم اخشى ان يرتكب يونان حماقه بحقه eek


    شكراً لكِ ماالينا زاد biggrin
    attachment

    attachment


  2. ...

  3. #22
    السلام عليكم مجدداً ...


    كالعادة .... استمتعت بقراءة قصة الليلة الرابعة ^_^...كثيراً ...
    gooood gooood

    ولكن ما اثار حيرتي واستغرابي هو الحكيم دوبان فكيف استطاع من معرفة كل هذه العلوم واللغات...

    وكان قد دخل مدينة الملك يونان حكيم كبير طاعن في السن يقال له الحكيم دوبان . كان عارفاً بالكتب اليونانية والفارسية والرومية والعربية والسريانية وعلم الطب والنجوم. وعالماً باصول حكمتها وقواعد أمورها , من منفعتها ومضارها , عالماً بخواص النباتات والحشائش والأعشاب المضرة والنافعة , وعرف علم الفلاسفة وحاز جميع العلوم الطبية وغيرها
    حقاً أنه حكيم بمعنى الكلمة .... cool


    ولكن هذه القصة تنقل بعض المظاهر المؤسفة التي لازالت ولن تزول وهي ظاهرة الحقد والحسد... sleeping frown

    فالوزير أضمر في نفسه كل الحقد والحسد لهذا الحكيم.... sleeping frown ... ومن الرائع أن يتطابق المظهر الخارجي بالمظهر الداخلي ^_^....



    وإنشاء الله بس مايصير للحكيم أي شيء ^_^ (بالفعل أنا حبيت هالحكيم) ^_^


    وشهرازادوه كالعادة تخلينا نشتاق أكثر وأكثر لليلة الجاية ...



    (أنصحك يا شهرياروه انك تذبحها لأنك اذا استمريت مستحيل راح تذبحها فقصصها رااااااااااائعة ^_^ ...(امزح احنا نبي نسمع كل قصص شهرزادوه ما نبيها تموت ^_^)) gooood gooood


    وشكراً جزيلاً مالينا زاد ^_^ gooood

    تحياتي,,,
    سجين إحدى عصابات المنتدى (كريستيان فييري)
    attachment

    أمي يانبع الحب عطاء...أمي ياجود الخير وفاء...أمي أنتي ضياء..في قلبي صبح مساء
    أمي ياطيف جمال...غناكي لحن دلال...صاغ الخلاق لنا...من ذاك اللحن جلال
    سكرى أشواقي بها...هيمان الوجد شجون...كل الآلام على...صدر الأحلام فتون

  4. #23
    عدنـــــــــــــا لكم من جديد ...وبليالي أخر


    السلام عليكم

    يبدو ان توقعاتنا كانت صحيحه

    الليله هذه رائعه ...... كم أحب مداخلات القصص بأن تكون قصه في داخل اخرى

    ان هذا الحكيم عبقري ...... كم اخشى ان يرتكب يونان حماقه بحقه


    شكراً لكِ ماالينا زاد
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته,,

    نعم بالفعل كانت تواقعاتكم صحيحة , ولكن ما زالت القصة في بدايتها . wink

    العفو لوليتا ^_^



    السلام عليكم مجدداً ...


    كالعادة .... استمتعت بقراءة قصة الليلة الرابعة ^_^...كثيراً ...

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ,,

    حقاً هذا شيء مفرح smile smile

    ولكن ما اثار حيرتي واستغرابي هو الحكيم دوبان فكيف استطاع من معرفة كل هذه العلوم واللغات...


    إقتباس »
    وكان قد دخل مدينة الملك يونان حكيم كبير طاعن في السن يقال له الحكيم دوبان . كان عارفاً بالكتب اليونانية والفارسية والرومية والعربية والسريانية وعلم الطب والنجوم. وعالماً باصول حكمتها وقواعد أمورها , من منفعتها ومضارها , عالماً بخواص النباتات والحشائش والأعشاب المضرة والنافعة , وعرف علم الفلاسفة وحاز جميع العلوم الطبية وغيرها


    حقاً أنه حكيم بمعنى الكلمة ....
    أمممممممم طالب العلم في ذلك الزمان , لم يكن يكتفي بعلم واحد بل بعده علوم ولذلك لا زالت أسمائهم تبرق وكأنهم لا زالوا على قيد الحياة وهذا أنجاز عظيم بحد ذاته . redface

    ولكن هذه القصة تنقل بعض المظاهر المؤسفة التي لازالت ولن تزول وهي ظاهرة الحقد والحسد...

    فالوزير أضمر في نفسه كل الحقد والحسد لهذا الحكيم.... ... ومن الرائع أن يتطابق المظهر الخارجي بالمظهر الداخلي ^_^....
    نعم معك حق , فسيماهم في وجوههم
    ولعل الجميع يعتبر من هذه الليالي اذ ما وجد في نفسه وقد انقادت إلى طريق يشوبه الظلام وعدم الشعور بالامان. sleeping

    وإنشاء الله بس مايصير للحكيم أي شيء ^_^ (بالفعل أنا حبيت هالحكيم) ^_^


    وشهرازادوه كالعادة تخلينا نشتاق أكثر وأكثر لليلة الجاية ...
    إن شاء الله ^_____^ سترى ذلك قريباً
    أكيد لو لم تكن شهرزاد قد أجادت التعبير ولم تكن قصصها ذات تأثير لكان شهريار قد قتلها من الليلة الأول. tongue

    (أنصحك يا شهرياروه انك تذبحها لأنك اذا استمريت مستحيل راح تذبحها فقصصها رااااااااااائعة ^_^ ...(امزح احنا نبي نسمع كل قصص شهرزادوه ما نبيها تموت ^_^))
    Ki ki Ki حتى انت تأثرت بقصصها ...راح تسوي المستحيل لأنقاذ الفتيات الأخريات ونفسها ايضا وسنرى ما هي فاعلة .

    وشكراً جزيلاً مالينا زاد ^_^
    العفو كريس ^_^
    attachment

  5. #24
    ~ الليلة الخامسة ~

    قالت بلغني ايها الملك السعيد أن الملك يونان قال لوزيره : أيها الوزير لقد داخلك الحسد من أجل هذا الحكيم فتريد إن أقتله وبعد ذلك أندم كما ندم الملك سندباد على قتل باز. فقال الوزير : وكيف كان ذلك ؟ فقال الملك : ذكر أنه كان ملك من ملوك الفرس كان له باز رباه لا يفارقه ويبيت طول الليل حامله على يده, وإذا طلع إلى الصيد يأخذه معه, وهو عامل له طاسة من الذهب معلقة على رقبته يسقيه منها. فبينما الملك جالس وإذا بالوكيل على طير الصيد يقول: يا ملك الزمان هذا أوان الخروج من الصيد. فاستعد الملك وأخذ الباز على يده وساروا إلى أن وصلوا إلى واد ونصبوا شبكة الصيد , وإذا بغزالة وقعت في تلك الشبكة . فقال الملك: من فاتت العزالة من جهته قتلته, فضيقوا عليها حلقة الصيد. وإذا بالغزالة أقبلت على الملك وشبت على رجليها وحطت يديها على صدره كأنها تقبل الأرض للملك, فطأطأ الملك لها ففرت من فوق دماغه وراحت إلى البر, فالتفت الملك إلى المعسكر فراّهم يتغامزون عليه , فقال: يا وزيري ماذا تقول العساكر؟ فقال: يقولون إنك قلت كل ما فاتت الغزالة من جهته يقتل , فقال الملك : وحياة رأسي لا تبعتها حتى أجيء بها.

    ثم طلع الملك في أثر الغزالة ولم يزل وراءها حتى راح الباز يلطشها على عينيها إلى أن أعماها ودوخها, فسحب الملك دبوساً وضربها فقلبها ونزل فذبحها وسلخها. وكانت ساعة حر وكان المكان قفراً لا يوجد فيه ماء , فعطش الملك وعطش الحصان , فالتفت الملك فرأى شجرة ينزل منها ماء مثل السمن , وكان الملك لابساً في كفه جلداً فأخذ الطاسة من رقبة الباز وملأها وظن أن الباز عطشان فوضعها قدامه فلطشها ثانية وقلبها . فغضب الملك : من الباز وأخذ الطاسة وثالثاً وقدمها للحضان فقلبها الباز بجناحه , فقال الملك : خيبك الله يا أشأم الطيور, حرمتني من الشرب وحرمت نفسك وحرمت الحصان, ثم ضرب الباز بالسيف فرمى أجنحته , فصار الباز يقيم راسه ويقول بالأشارة: أنظر الذي فوق الشجرة. فرفع الملك عينه فرأى حية والذي يسيل هو سمها . فندم الملك على قص أجنحة الباز , ثم قام وركب حصانه حتى وصل مكانه الأول, فألقى الغزالة إلى الطباخ ثم جلس على الكرسي والباز على يده , فشهق الباز ومات. فصاح الملك حزناً واسفاه على قتله إياه.


    يتبع ...
    اخر تعديل كان بواسطة » Malina Robinson في يوم » 09-10-2004 عند الساعة » 14:22

  6. #25

  7. #26
    [Glow]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....[/Glow]


    اللــه اللــه ....وأخيراً عادت مبدعتنا مالينازاد لتكمل لنا حكايات ألف ليلة وليلة ......
    gooood
    في الحقيقة أن أتحرق شوقاً لسماع هذه الليلة منذ مدة طويلة ..... smile

    وكالمعتاد الليلة الخامسة في غاية الروعة ....


    ثم ضرب الباز بالسيف فرمى أجنحته , فصار الباز يقيم راسه ويقول بالأشارة: أنظر الذي فوق الشجرة. فرفع الملك عينه فرأى حية والذي يسيل هو سمها .

    cry شيء مؤسف حقاً....وما أجمل إخلاص هذا الباز وحبه لصاحبه .... cry
    ولكن هذه هي عاقبة التسرع ....
    ولكن من المفترض أن يكون شيئاً بديهياً النظر إلى مصدر الماء الذي من الشجرة ....

  8. #27
    السلام عليكم


    آسفه جداً على التأخير bored

    شكراً مالينا زاد على التكمله ....

    للأسف ....

    ما هذا الملك المتسرع ....

    حزنت كثيراً على ظلم هذا الباز الوفي ... لا فائده من حزن هذا المتسرع ... هذا كله بسبب ماء !! ... ويا ليت انه فعلاً ماء !!


    شكراً مالينا زاد ...

    نحتاج جزء سعيد frown


  9. #28
    مشكووووووووووره عالروايه
    ونتمنى منج الافضل انشالله
    522619b5eada0220a5ab93fab1a1caba

  10. #29
    السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته ,,

    أعتذر منكم لأختفائي مؤخراً ولكن لم يكن بيدي أي حيلة ...
    وها أنا أعود إليكم من جديد لأستمر في طرح هذه الرواية الجميلة ...


    لقد وعدت بعض الأخوات والأخوان بخمس ليالي كاملات والأن سأفِ بوعدي إن شاء الله ....
    كما أحببت أن اخبركم بأني سأواصل نشري للروايات ولكن كل (3-5 ) ايام فكما تعلمون لسنا بالعطلة الصيفية ولكن بتقديم عدة ليالي بالمقابل .


    أتمنوا لكم الأستمتاع redface redface



    وااااااااو شو حلوة هالقصة....بانتظار المزيد..
    أهلا عزيزتي شكرا جزيلاً على أطرائك اللطيف وسترين المزيد بفضله تعالى ...^^


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....



    اللــه اللــه ....وأخيراً عادت مبدعتنا مالينازاد لتكمل لنا حكايات ألف ليلة وليلة ......

    في الحقيقة أن أتحرق شوقاً لسماع هذه الليلة منذ مدة طويلة .....

    وكالمعتاد الليلة الخامسة في غاية الروعة ....
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ,,

    اهلا أخي كريس ... smile
    نعم أنها جميلة فعلا ولكنها لم تكتمل حتى الأن أرجو أن تستمتع بتتمتها أيضا ...^_^

    شيء مؤسف حقاً....وما أجمل إخلاص هذا الباز وحبه لصاحبه ....
    ولكن هذه هي عاقبة التسرع ....
    ولكن من المفترض أن يكون شيئاً بديهياً النظر إلى مصدر الماء الذي من الشجرة ....
    مؤسف جدا sleeping
    والأكثر اسفاً بأنه ضرب الباز بسيفه بلحظة غضب وكأنه لا يعلم عنه شيئاً ولم يكن صديقه طوال تلك الأيام ...


    السلام عليكم


    آسفه جداً على التأخير

    شكراً مالينا زاد على التكمله ....

    للأسف ....

    ما هذا الملك المتسرع ....

    حزنت كثيراً على ظلم هذا الباز الوفي ... لا فائده من حزن هذا المتسرع ... هذا كله بسبب ماء !! ... ويا ليت انه فعلاً ماء !!


    شكراً مالينا زاد ...

    نحتاج جزء سعيد
    وعليكم السلام ...^^

    لا صديقتي لا تأسفي على تأخرك بالعاكس انا المتأخرة , مرحباً بكِ في اي وقت smile smile

    فعلاً شيء مؤسف وكل هذا بسبب التسرع الذي أدى إلى خسارته أعز أصدقائه والمخلصين أيضا .

    ام عن الجزء الجديد فهناك إن شاء الله ولكن لا بد من وجود الدراما frown


    مشكووووووووووره عالروايه
    ونتمنى منج الافضل انشالله
    العفو أخي , وإن شاء الله هناك المزيد ولعله الأفضل بأذن الله ...

  11. #30
    فلما سمع الوزير كلام الملك يونان قال له : أيها الملك العظيم الشان وما الذي فعلته من الضرر ورأيت منه سوءاً؟ إنما أفعل معك هذا شفقة عليك وستعلم صحة ذلك, فإن قبلت مني نجوت وإلا هلكت كما هلك وزير كان قد احتال على ابن الملك من الملوك. وكان لذلك الملك ولد مولع بالصيد وكان له وزير فأمر الملك ذلك الوزير أن يكون مع ابنه أينما توجه . فخرج يوماٌ من الأيام إلى الصيد وخرج معه وزير أبيه فساراجميعً, فنظرا إلى وحش كبير , فقال الوزير لابن الملك: دونك هذا الوحش فاطلبه , فقصده ابن الملك حتى غاب عن العين وغاب عنه الوحش في البرية. تحير ابن الملك فلم يعرف أين يذهب وإذا بجارية على رأس الطريق تبكي , فقال لها ابن الملك : من انت؟ قالت : بنت ملك الملوك الهند وكنت في البرية فأدركني النعاس فوقعت من فوق الدابة ولم أعلم بنفسي , فصرت منقطعة حائرة.
    فلم سمع ابن الملك كلامها رق لحالها وحملها على ظهر دابته وسار, حتى مر بجزيرة , فقالت له الجارية: يا سيدي أريد أن أزيل ضرورة , فأنزلها لأى الجزيرة وتأخرت فاستبطأها, فدخل خلفها وهي لا تعلم به, فإذا هي غولة وهي تقول لأولادها يا اولادي قد أتيتكم ليوم بغلام سمين, فقالوا لها : آتينا به يا أمنا نأكله في بطوننا. فلما سمع ابن الملك كلامهم أيقن بالهلاك وارتعدت فرائصه وخشي على نفسه ورجع. فخرجت الغولة فرأته كالخائف الوجل وهو يرتعد , فقالت له: ما بالك خائفاً, فقال لها: إن لي عدواً وأنا خائف منه, فقالت الغولة: إنك تقول إنك ابن الملك, قال لها: نعم, قالت له: ما لك لا تعطي عدوك شيئاً من المال فترضيه به, فقال لها: أنه لا يضرى بمال ولا يرضى إلا بالروح وأنا خائف منه وأنا رجل مظلوم, فقالت له: إن كنت مظلوماً كما تزعم فاستعن بالله عليه فإنه يكفيك شره. فرفع ابن الملك رأسه إلى السماء وقال : يا من يجيب دعوة المضطر إذا دعاه ويكشف السوء, انصرني على عدوي واصرفه عني, إنك على ما تشاء قدير. فلما سمعت الغولة دعاءه انصرفت عنه وانصرف ابن الملك إلى أبيه وحدثه بحديث الوزير, وأنت أيها الملك متى آمنت لهذا الحكيم قتلك أقبح القتلات.
    ثم إن الملك يونان قال لوزيره: أيها الوزير كيف العمل فيه , فقال له الوزير : أرسل إليه في هذا الوقت واطلبه فإن حضر فأضرب عنقه واغدر به قبل أن يغدر بك, فقال الملك يونان: صدقت إليها الوزير . ثم إن الملك أرسل إلى الحكيم فحضر .
    فلما دخل الحكيم على الملك , أنشد يقول:
    لقد وجدت لي قبل السؤال بأنعم *** أتتني بلا مطل لديك ولا عذر
    سأذكر ما أوليتني من صنائع *** يخف بها همي وإن ثقلت ظهري


    ثم أنشد :
    كن عن همومك معرضاً *** وكل الأمور إلى القضا
    أبشر بخير عاجل *** تنسى به ما قد مضى
    فلرب أمر متعب *** لك في عواقبه رضى
    الله يفعل ما يشا *** ء فلا تكن متعرضا


    وأنشد ايضاً:
    طب وأنشرح وانس الهموم جميعها *** إن الهموم تزيل لب الحازم
    لا ينفع التدبير عبداً عاجزاً *** فاتركه تسلم في نعيم دائم


    قال له الملك : أتعلم أيها الحكيم لماذا أحضرتك. فقال الحكيم : لا يعلم الغيب إلا الله تعالى , فقال له الملك : أحضرتك لأقتلك وأعدم روحك, فتعجب الحكيم من هذه المقابلة وقال : أيها الملك لماذا تقتلني, وأي ذنب بدا مني؟ فقال له الملك : قد قيل لي إنك جاسوس وقد أتيت لتقتلني. ثم إن الملك صاح على السياف وقال له : اضرب رقبة هذا الغدار وأرحنا من رشه, فقال الحكيم : أبقني يبقك الله . ولا تقتلني يقتلك الله , وقال الملك للحكيم : إني لا آمن إلا أن أقتلك فإنك أبرأتني بشيء أمسكته بيدي , فلا آمن أن تقتلني بشيء أشمه أو غير ذلك, فقال الجكيم : أيها الملك أهذا جزائي منك تقابل المليح بالقبيح , فقال الملك : لا بد من قتلك . ولما تحقق الحكيم من صجق الملك وتأسف على ما صنع من الجميل مع غير أهله كما قال في هذا المعنى :

    ميمونة من سمات العقل عارية *** لكن أبوها من الالباب قد خلقا
    لم يمشِ في يابسٍ يوماً ولا وحل *** إلا بنور هداه يتقي الزلقا


    وأنشد أيضاً:
    نصحت فلم افلح وغشوا فأفلحوا *** فأوقعني نصحي بدار هوان
    فإن عشت لم أنصح وإن مت فالعنوا *** ذوي النصح من بعدي بكل لسان


    ثم إن الحكيم قال للملك : أيكون جزائي منك فتجازيني مجازاة التمساح؟ قال الملك: وما حكاية التمساح ؟ فقال الحكيم :: لا يمكنني أن أقولها وأنا في هذا الحال , فبالله عليك أبقني يبقك الله . ثم إن الحكيم بكى بكاءاً شديداً, فقام بعض خواص الملك وقال: أيها الملك هب لنا دم هذا الحكيم لأننا ما رايناه فعل معك ذنباً إلا إبرأك من مرضك الذي أعيا الأطباء والحكماء . فلما تحقق الحكيم أن الملك قاتله لا محالة قال : أيها الملك إن كان لا بد من قتلي فأمهلني حتى أنزل إلى داري فأوصي أهلي وجيراني أن يدفنوني, وأهب كتب الطب التي عندي, وعندي كتاب خاص الخاص أهبه لك هدية تبقيه في خزانتك. فقال المك للحكيم : وما هذا الكتاب؟ فيه شيء لا يحصى , وأقل ما فيه من الأسرار, وإذا قطعت رأسي وفتحته وعددت ثلاث ورقات ثم تقرأ ثلاثة أسطر من الصحيفة التي على يسارك فإن الرأس تكلمك وتجاوبك على جميع ما سألتها عنه . فتعجب الملك وقال : أيها الحكيم وهل إذا قطعت رأسك تكلمت ؟ فقال : نعم أيها الملك . ثم إن الملك أرسله مع حرس يحافظون عليه.
    فنزل الحكيم داره وقضى أشغاله في ذلك اليوم, وفي اليوم الثاني طلع الملك إلى الديوان وإاذا بالحكيم يدخل ويقف أمامه ومعه كتاب عتيق ومكحلة وجلس, وقال : ائتوني بطبق , فأتوه به, وقال : أيها الملك خذ هذا الكتاب ولا تعمل به حتى تقطع رأسي , فإذا قطعتها فاجعلها في ذلك الطبق إعذا فعلت ذلك ف‘ن دمها ينقطع , ثم أفتح الكتاب.
    فأمر الملك بضرب عنق الحكيم , وأخذ الكتاب منه. فقام السايف وضرب رقبته , ووضع راسه أمام الملك , ففتح الحكيم دوبان عينيه وقال : أفتح الكتاب أيها الملك فوجده ملصوقاً فحط أصبعه في فمه وبله بريقه وفتح أول ورقة والثانية والثالثة, والورق لا يفتح إلا بجهد . ففتح الملك ست ورقات ونظر فيها فلم يجد كتابة , فقال الملك: ايها الحكيم ما فيه شيء مكتوب , فقال الحكيم قلب زيادة على ذلك , فقلب فيه زيادة فلم يمضِ قليل حتى سرى فيه السم لوقته وساعته , فإن الكتاب كان مسموماً, فعند ذلك تزحزح الملك وصاح وقد سرى فيه السم , فأنشد دوبان الحكيم :

    تحكموا واستطالوا في تحكمهم *** وعن قليل كأن الحكم لم يكن
    لو أنصفوا أنصفوا لكن بغوا فبغى *** عليهم الدهر بالآفات والمحن
    وأصبحوا ولسان الحال ينشدهم *** هذا بذاك ولا عتب على الزمن


    فخر الملك ميتاً لتوه. فأعلم أيها العفريت أنه لو أبقى الملك الحكيم لأبقاه الله , ولكنه قتله فقتله الله, وأنت أيها العفريت لو أبقيتني أبقاك الله .
    وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح عندما أدركها الصباح .
    اخر تعديل كان بواسطة » Malina Robinson في يوم » 09-10-2004 عند الساعة » 14:23

  12. #31

    ~ الليلة السادسة ~

    قالت : بلغني أيها الملك السعيد أن الصياد لما قال للعفريت : لو ابقيتني كنت أبقيتك لكن ما أردت إلا قتلي , فأنا أقتلك محبوساً في هذا القمقم وألقيك في هذا البخر . صرخ المارد وقال : بالله عليك أيها الصياد لا تفعل وابقني حياً, ولا تؤاخذني بعملي فإذا كنت أنا مسيئاً , كن أنت محسناً ولا تعمل كما عمل أمامة مع عاتكة . قال الصياد : وما شأنهما ؟؟ فقال العفريت : ما هذا وقت حديث وأنا في السجن حتى تطلعني منه وأنا أحدثك بشأنهما . فقال الصياد : لا بد من إلقائك في البحر ولا سبيل في أخراج منه. ثم قوى قلبه وقال: أيها العفريت قال الله تعالى : { وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا}, وأنت قد عاهدتني , وحلفت أنك لا تغدر بي . فإن غدرت بي يغدر بك الله فأنه غيور يمهل ولا يهمل , وأنا قلت لك مثل ما قال الحكيم دوبان للملك يونان أبقني يبقك الله .

    فضحك العفريت ومشى قدامه وقال : أيها الصياد أتبعني , فمشى الصياد وراءه وهو لم يصدق بالنجاة إلى أن خرجا من ظاهر المدينة وطلعا على جبل ونزلا إلى برية متسعة , وإذا في وسطها بركة ماء , فوقف العفريت عليها وأمر الصياد أن يرطح الشبكة ويصطاد , فنظر الصياد إلى البركة , وإذا فيها السمك ألواناً منها الأبيض وألأحمر والأزرق والأصفر فتعجب الصياد من ذلك . ثم أنه طرح شبكته فوجد فيها أربع سمكات كل سمكة بلون , فقال له العفريت : ادخل بها إلى السلطان وقدمها إليه فإنه يعطيك ما يغنيك . وبالله أقبل عذري فإنني في هذا الوقت لم أعرف طريقاً وأنا في البحر مدة ألف وثمانمائة عام. ما رايت ظاهر الدنيا إلا في هذه الساعة , ولكن لا تصطد منها كل يوم إلا مرة واحدة , واستودعك الله .

    ثم دق الأرض بقدميه فاشقت الأرض وأبتلعته , ومضى الصياد إلى المدينة وهو متعجب مما جرى له مع هذا العفريت . ثم أخذ السمك ودخل به منزله وأتى بماجور , ثم ملأه ماء وحط فيه السمك , فاختبط السمك من داخل لماجور في الماء , ثم حمل الماجور فوق رأسه وقصد به قصر الملك كما أمره العفريت . فلما طلع الصياد إلى الملك وقدم لع السمك تعحب غاية في العجب من ذلك السمك الذي قدمه إليه , لأنه لم ير في عمره مثله صفة ولا شكلاً. فألقوا هذا السمك للجارية الطباخة فأمرها الوزير أن تقليه بعدما أوصاها , ثم رجع , فأمره الملك أن يعطي الصياد أربعمائة دينار فأعطاه الوزير إياها , فأخذها في حجره وتوجه إلى منزله لزوجته وهو فرح ومسرور , ثم اشترى لعياله ما يحتاجون إليه .

    هذا ما كان من أمر الصياد وأما ما كان من أمر الجارية فإنها أخذت السمك ونظفته ورصته في الطاجن , ثم أنها تركت السمك حتى يستوي وجهه وقلبته على الوجه الثاني , وإذا بحائط المطبخ قد أنشقت وخرجت منها صبية رشيقة القد كاملة الوصف, وفي معصميها أساور وفي أصابعها خواتم بالفصوص المثمنة , وفي يدها قضيب من الخيزران , فغرزت القضيب في الطاجن وقالت : يا سمك هل أنت على العهد القديم مقيم ؟ فلما رأت الجارية هذا غشي عليها وقد أعادت الصبية القول ثانساًوثالثاً : فرفع السمك رأسه في الطاجن وقال : نعم نعم , ثم قال جميعا هذا البيت :

    إن عدت عدنا وإن وافيت وافينا *** وإن هجرت فإنا قد تكافينا


    فعندما ذلك قلبت الصبية الطاجن وخرجت من الموضع الذي دخلت منه والتحم الحائط كما كان , ثم قامت الجارية ورأت الأربع سمكات محروقة مثل الفحم الأسود . وإذا بالوزير واقف على راسها وقال لها : هاتي السمك للسلطان , فبكت الجارية وأعلمت الوزير بالحال الذي جرى , فتعجب الوزير من ذلك وقال ما هذا إلا أمر عجيب, ثم إنه أرسل إلى الصياد فأتوا به إليه , فقال له : أيها الصياد لا بد أن تجيء لنا بأربع سمكات مثل التي جئت بها أولاً. فخرج الصياد إلى البركة وطرح شبكته ثم جذبها وإذا بأربع سمكات , فأخذها وجاء بها إلأى الوزير فدخل الوزير إلى الجارية , وقال لها : قومي أقليها قدامي حتى أرى هذه القصة . فقامت الجارية وأصلحت السمك ووضعته في الطاجن على النار , فما أستقر إلا قليلاً وإذا بالحائط قد أنشقت والصبية وقد ظهرت وهي لابسة ملبسها وفي يدها القضيب , فغرزته بالطاجن وقالت : يا سمك يا سمك هل أنت على العهد القديم مقيم ؟ فرفعت السمكات رؤوسها وأنشدت البيت السابق .
    وأدرك شهرزاد الصباح , فسكتت عن الكلام المباح .
    اخر تعديل كان بواسطة » Malina Robinson في يوم » 09-10-2004 عند الساعة » 14:24

  13. #32

    ~ الليلة السابعة ~

    قالت شهرزاد : بلغني ايها الملك السعيد أنه لما تكلم السمك قلبت الطاجن بالقضيب وخرجت من الموضع الذي جاءت منه والتحم الحائط . فعندما ذلك قام الوزير وقال : هذا أمر لا يمكن أخفاءه عن الملك . فتقدم إلى الملك وأخبره بما جرى قدامه , فقال الملك : لا بد أن أرى بعيني . فأرسل إلى الصياد وأمره أن يأتيه بأربع سمكات مثل الأولى وأمهله ثلاثة أيام . فذهب الصياد إلى البركة وأتاه بالسمك في الحال . فأمر الملك أن يعطوه أربعمائة دينار. ثم التفت الملك إلى الوزير وقال له : أقلِأنت السمك هنا قدامي , فقال الوزير : سمعاً وطاعة . وحضر الطاجن ورمى فيه السمك , وإذا بالحائط قد أنشقت وخرج منها عبد أسود كأنه ثور من الثيران أو من قوم عاد وفي يده فرع شجرة خضراء وقال : يا سمك يا سمك هل أنت على العهد القديم مقيم ؟ فرفع السمك رأسه من الطاجن وقال : نعم نعم , وأنشد البيت السابق.

    ثم اقبل العبد على الطاجن وقلبه إلى أن صار فحماً أسوداً , ثم ذهب من حيث أتى , فلما غاب العبد عن أعينهم , قال الملك : هذا أمر لا يمكن السكوت عنه ولا بد أن هذا السمك له شأن غريب , فأمر بأحضار الصياد فلما حضر قال له : من أين هذا السمك ؟ فقال له : من بركة بين أربعة جبال وراء هذا الجبل الذي بظاهر مدينتك. فالتفت الملك إلى الصياد وقال له : مسيرة كم يوم , قال : يا مو لانا السلطان مسيرة نص ساعة . فتعجب السلطان وأمر بخروج العسكر مع الصياد فصار الصياد يلعن العفريت , وساروا إلى أن طلعوا الجبل ونزلوا منه إلى برية متسعة لم يروها من قبل , والسلطان وجميع العسكر يتعجبون من تلك البرية بين أربعة جبال والسمك فيها من أربعة ألوان أبيض وأحمر وأصفر وأزرق .

    فوقف الملك متعجباً وقال للعسكر ولمن حضر : هل رأى أحد منكم هذه البركة في هذا المكان , فقالوا كلهم لا فقال الملك : والله لا أدخل مدينتي ولا أجلس على عرش ملكي حتى أعرف حقيقة هذه البركة وسمكها . ثم أمر الناس بالنزول وحول هذه الجبال فنزلوا , ثم دعا بالوزير وكان وزيراً خبيراً عاقلاً عالماً بالامور , فلما حضر قال له : أني اردت أن أعمل شيئاً فأخبرك به , وذلك أنه خطر ببالي أن أنفرد بنفسي في هذه الليلة وابحث عن خبر هذه البركة وسمكها , فاجلس على باب خيمتي وقل للأمراء والوزراء والحجاب اني لآذن لأحد في الدخول علي , ولا تعلم أحداً بقصدي . فلم يقدر الوزير على مخالفته . ثم إن الملك غير حالته وتقلد سيفه وانسل من بينهم ومشى بقية ليله إلى الصباح , فلم يزل سائراً حتى اشتد عليه الحر فاستراح , ثم مشى بقية يومه وليلته الثانية إلى الصباح فلاح له سواد من بعيد ففرح ةقال لعلي: أجد من يخبرني بقصة البركة وسمكها . فلما قرب من السواد وجده قصراً مبنياً بالحجارة السوداء مصفحاً بالحديد وأحد شقي بابه مفتوح والآخر مغلق . ففرح الملك ووقف على الباب ودق دقاً لطيفاً, فلم يسمع جواباً , فدق ثانياً وثالثاً فلم يسمع جواباً , فق رابعاً دقاً مزعجاً فلم يجبه أحد , فقال : لا شك بأنه خال. فشجع نفسه ودخل من باب القصر إلى دهليزه , ثد صرخ وقال: يا أهل القصر إني رجل غريب وعابر سبيل , هل عندكم شيء من الزاد؟
    واعاد القول ثانياً وثالثاً فلم يسمع جواباً , فقوى قلبه وثبت نفسه ودخل من الدهليز إلى وسط القصر , فلم يجد فيه أحداً غير أنه مفروش وفي وسطه فسقية عليها أربعة سباع من الذهب الأحمر تلقي الماء من افواهها كالدر والجوهر , وفي دائرة الطيور , وعلى هذا القصر شبكة تمنعها من الطلوع , فتعجب من ذلك وتأسف حيث لم ير فيه أحداً يستخبر عن تلك البركة والسمك والجبال و القصر , ثم جلس بين الأبواب يتفكر , وإذا هو يسمع أنيناً يترنم بهذا الشعر :

    أخفيت ضني ووجدي قد ظهر ~ والنوم من عيني تبدل بالسهر
    ناديت وجداً قد تزايد بي الفكر ~ يا وجد لا تبق علي ولا تذر
    ما ترحمون عزيز قوم ذل في ~ شرع الهوى وغني قوم افتقر
    ما حيلة الرامي إذا التقت العدا ~ فأراد يرمي السهم فانقطع الوتر
    وإذا تكاثرت الهموم على الفتى ~ أين المفر من القضا ومن القدر


    فلما سمع السلطان ذلك الأنين نهض قائماً وقصد جهته , فوجد ستراً مسدلاً على باب المجلس , فرفعه فرأى خلف الستر شاباً جالساً على سرير مرتفع عن الأرض , وهو شاب مليح بقد رجيح ولسا فصيح خده كترس من عنبر , وهو كما وصف الشاعر :

    ومهفهف من شعره وجبينه ~ تمسي الورى في ظلمة وضياء
    لا تنكروا الخال في خده ~ كل الشقيق بنقطة سوداء


    ففرح الملك وسلم عليه الصبي جالس, فرد السلام على الملك وقال له : يا سيدي أعذرني من عدم القيام . فقال الملك : ايها الشاب أخبرني عن هذه البركة وعن سمكها الملون وعن هذا القصر وسبب وحدتك فيه وما سبب بكائك ؟ فلما سمع الشاب هذا الكلام نزلت دموعه على خده وبكى بكاءاً شديداً , فتعجب الملك وقال : ما يبكيك أيها الشاب ؟
    فلما سمع الشاب هذا الكلام أنشد يقول :

    سلم الأمر إلى الرب البشر ~ وارتك الهم ودع عنك الفكر
    لا تقل فيما جرى كيف جرى ~ كل شيء بقضاء وقدر


    ثم قال : كيف لا ابكي وهذه حالتي , ومد يده إلى أذياله فرفعها فإذا نصفه التحتاني إلى قدميه حجر ومن سرته إلى شعر راسه بشر . ثم قال الشاب : إعلم أيها الملك أن لهذا السمك أمراً عجيباً , كان والدي ملك هذه المدينة وكان أسمه محمود صاحب الجزائر السود وصاحب هذه الجبال الأربعة , أقام في الملك سبعين عاماً, ثم توفي والدي وتسلطنت بعده وتزوجت بابنة عمي , وكانت تحبني محبة عظيمة بحيث إذا غبت عنها لا تأكل ولا تشرب حتى تراني , فمكثت في عصمتي خمس سنين , إلى أن ذهبت يوماً من الأيام إلى الحمام , فأمرت الطباخ أن يجهز لنا طعاماً لأجل العشاء . ثم دخلت هذا القصر ونمت في الموضع الذي أنا فيه . وأمرت جاريتين أن يروحا على وجهي فجلست واحدة على رأسي والثانية على رجلي , وقد قلقت على غيابها ولم يأخذني نوم . غير أن عيني كانت مغمضة ونفسي يقظانة , فسمعت التي عند رأسي تقول للتي عند رجلي يا مسعودة إن سيدنا مسكين شبابه ويا خسارته مع سيدتنا الخبيثة الخاطئة .
    قالت الأخرى : لعن الله الزانيات , ولكن مثل سيدنا وأخلاقه لا يصلح لهذه الزانية التي كل ليلة تبيت في غير فراشه . فقالت التي عند رأسي : إن سيدنا مغفل حيث لم يسأل عنها , فقالت الأخرى : ويلك وهل عند سيدنا علم بحالها او هي تفعل ذلك بأختياره ؟ بل هي تعمل له عملاً في قدح الشراب الذي يشربه كل ليلة قبل المنام , فتضع فيه المنوم فينام ولا يشعر بما يجري ولا يعلم أين تذهب ولا ماذا تصنع , لأنها بعدما تسقيه الشراب تلبس ثيابها وتخرج من عنده فتغيب إلى الفجر , وتأتي إليه وتبخره عند أنفه بشيء فيستيقظ من منامه . فلما سمعت كلام الجواري صار الضياء في وجهي مظلماً , ما صدقت أن الليل أقبل , وجاءت بنت عمي من الحمام فمددنا السماط وأكلنا وجلسنا ساعة نتنادم كالعادة, ثم دعوت بالشراب الذي اشربه عند المنام فناولني الكأس فتراوغت عنه وجعلت أني أشربه مثل عادتي ودلقته , ورقدت في الوقت والساعة , وإذا بها تقول : نم ليتك لم تقم والله كرهتك وكرهت صورتك وملت نفسي من عشرتك. ثم قامت ولبست أفخر ثيابها وتبخرت وتقلدت سيفاً وفتحت باب القصر وخرجت , فقمت وتبعتها حتى خرحت من القصر وشقت في اسواق المدينة إلى أن أنتهت إلى ابواب المدينة , فتكلمت بكلام لا أفهمه فتساقطت الأقفال وأنفتحت الأبواب وخرجت وأنا خلفها وهي لا تشعر , حتى أنتهت إلى ما بين الكيمان وأتت حصناً فيه قبة مبنية بطين لها باب فدخلته هي وصعدت أنا على سطح القبة , وأشرفت عليها , وإذا بها قد دخلت على عبد أسود فقبلت الأرض بين يديه , فرفع ذلك العبد رأسه وقال لها : ويلك ما سبب قعودك حتى هذه الساعة ؟ كان عندنا السود وشربوا الشراب وسار كل واحد بعشيقته , وأنا ما رضيت أن اشرب ‍ فقالت: يا سيدي وحبيب قلبي أما تعلم أني متزوجة بأبن عمي وأنا اكره النظر إلى صورته وأبغض نفسي في صحبته ولولا أني أخشى خاطرك لكنت قد جعلت المدينة خراباً يصيح فيها البوم والغراب. فقال العبد تكذبين وأنا أحلف وحق فتوة السود إلا تكون مروءتنا مروءة البيض إن بقيت تقعدين إلى هذا الوقت مثل هذا اليوم .
    قال الشاب : فلما سمعت كلامها وأنا أنظر بعيني ما جرى بينهما صارت الدنيا في وجهي ظلاماً وصارت بنت عمي واقفة تبكي إليه وتتذلل بين يديه وتقول له يا حبيبي وثمرة فؤادي , يا حبيبي ونور عيني ‍! وما زالت تبكي وتتضرع له حتى رضي عليها ففرحت وقالت : يا سيدي هل عندك ما تأكله جاريتك , فقال لها : قومي لهذه الكوارة تجدي ما تبغين , فقامت وأكلت وشربت وغسلت يديها وجاءت فرقدت مع العبد على قش القصب , فلما نظرت إلى هذه الأفعال التي فعلتها بنت عمي غبت عن الوعي فنزلت من فوق أعلى القبة ودخلت وأخذت السيف من بنت عمي , وهممت أن أقتل الأثنين فضربت العبد على رقبته فظننت أنه قضي عليه .
    وادرك شهرزاد الصباح , فسكتت عن الكلام المباح ..
    اخر تعديل كان بواسطة » Malina Robinson في يوم » 09-10-2004 عند الساعة » 15:44

  14. #33

    ~ الليلة الثامنة ~

    قالت شهرزاد : بلغني أيها الملك السعيد أن الشاب المسحور قال للملك : لما ضربت العبد لأقطع رأسه قطعت الحلقوم والجلد اللحم , فظننت أني قتلته , فشخر شخيراً عالياً , فتحركت بنت عمي وقامت بعد ذهابي فأخذت السيف وردته إلى موضعه وأتت المدينة ودخلت القصر ورقدت في فراشي إلى الصباح , ورايت بنت عمي في ذلك اليوم قد قطعت شعرها ولبست ثياب الحزن , وقالت : يا أبن عمي لا تلمني فيما أفعله فإنه بلغني أن والدتي توفيت وأن والدي قتل في الجهاد وأن أخوي أحدهما مات ملسوعاً. وبعد سنة , قالت لي : أريد أن أبني لي في قصرك مدفناً مثل القبة وأنفرد فيه بالاحزان وأسميه بيت الاحزان , فقلت لها : أفعلي ما بدا لكِ , فبنيت لها بيتاً للحزن في وسطه قبة ومدفن . ثم نقلت العبد وأنزلته فيه وهو ضعيف جداً ولا ينفعها بمنفعة , لكنه يشرب الشراب . ومن اليوم الذي جرحته فيه ما تكلم , إلأا أنه حي لأن أجله لم يفرغ. فصارت كل يوم تدخل عليه القبة بكرة وعشيا تبكي عنده وتعدد عليه وتسقيه الشراب . ولم تزل على هذه الحالة وأنا أطول بالي عليها , إلى أن دخلت عليها يوماً من الأيام على غفلة فوجدتها تبكي وتلطم وجهها وتقول هذه الأبيات :

    عدمت وجودي في الورى بعد بعدكم ~ فإن فؤادي لا يحب سواكم
    وإن تذكروا أسمي عند قبري يجيبكم ~ أنين عظامي عند صوت نداكم


    فلما فرغت من شعرها قلت لها وسيفي مسلول في يدي : هذا كلام الخائنات اللاتي ينكرن العشرة ولا يحفظن الصحبة, وأردت أن اضربها . فرفعت يدي في الهواء فقامت وقد علمت أني أنا الذي جرحت العبد , قامت على قدميها وتكلمت بكلام لا أفهمه , وقالت : جعل الله بسحري نصفك حجراً ونصفك الآخر بشراً, فصرت كما ترى وبقيت لا أقوم ولا أقعد ولا أنا ميت ولا أنا حي. فلما صرت هكذا سحرت المدينة وما فيها من الأسواق والغيطان , وكانت مدينتنا أربعة اصناف مسلمين ونصارى ويهوداً ومجوساً, فسحرتهم سمكاً فالأبيض مسلمون والأحمر مجوس والنصارى الأزرق والأصفر اليهود , وسحرت الجزائر الأربع أربع جبال وأحاطتها بالبركة . ثم أنها كل يوم تعذبني وتضربني بسوط من الجلد مائة ضربة حتى يسيل الدم , ثم تلبسني من تحت هذه الثياب ثوباً من الشعر على نصفي الفوقاني .
    ثم أن الشاب بكى وأنشد هذا الشعر :

    صبراً لحكمك يا إلهي والقضا ~ أنا صابر إن كان فيه لك الرضا
    قد ضقت بالأمر لذي قد نالني ~ فوسيلتي آل النبي المرتضى


    فعند ذلك التفت الملك إلى الشاب وقال له : أيها الشاب قد زدتني هماً على همي , واين تلك المرأة ؟ قال : في المدفن الذي فيه العبد راقد في القبة , وهي تجيء له كل يوم مرة وعند مجيئها تجيء إلى وتجردني من ثيابي وتضربني بالسوط مائة ضربة وأنا ابكي واصيح , ثم بعد أن تعاقبني تذهب إلى العبد بالشراب بكرة النهار. قال الملك : والله يا فتى لأفعلن معك معروفاً أذكر به وجميلاً يؤرخونه سيراً من بعدي. ثم جلس يتحدث معه إلى أن اقبل الليل , ثم قام الملك وصبر إلى أن جاء وقت السحر فتجرد من ثيابه وتقلد سيفه ونهض إلى المحل الذي فيه العبد فنظر إلى الشمع والقناديل ورأى البخور والأدهان. ثم قصد العبد وضربه فقتله . ثم حمله على ظهره ورماه في بئر كانت في القصر . ثم نزل ولبس ثياب العبد والسيف معه مسلول, وبعد ساعة أتت الساحرة وعند دخولها جردت ابن عمها من ثيابه وأخذت سوطاً وضربته , فقال : آه يكفيني ما أنا فيه فارحميني فقالت : هل كنت أنت رحمتني وأبقيت لي معشوقي؟ فألبسته اللباس الشعر والقماش من فوقه ثم نزلت إلى العبد ومعها قدح الشراب ودخلت عليه القبة وبكت وولت وقالت: يا سيدي كلمني يا سيدي حدثني , وأنشدت تقول:

    فإلى متى هذا التجنب والجفا ~ فلقد جرى من أدمعي ما قد كفى
    فلكم تطيل الهجر لي متعمداً ~ إن كان قصدك حاسدي فقد أشتفى


    ثم أنها بكت وقالت : يا سيدي كلمني وحدثني , فخفض صوته وعوج لسانه وتكلم كلام السود وقال : آه آه لا حول ولا قوة إلا بالله , فلما سمعت كلامه صرخت من الفرح وغشي عليها , ثم أنها أستفاقت وقالت : لعل سيدي صحسح , فخفض الملك صوته بضغف وقال : يا خائنة انت لا تستحقين أن أكلمك . قالت: ما سبب ذلك ؟ قال: سببه طول النهار تعاقبين زوجك وهو يصرخ ويستغيث حتى حرمتني النوم من العشاء إلى الصباح , ولم يزل زوجك يتضرع ويدعو عليك حتى أقلقني صوته, ولولا هذا لكنت تعافيت ! خلصيه مما هو فيه واريحينا . فقالت : سمعاً وطاعة. ثم قامت وخرجت من القبة إلى القصر وأخذت طاسة ملأتها ماء ثم تكلمت عليها فصار الماء يغلي كما يغلي القدر , ثم ؤشته وقالت: بحق ما تلوته أن تخرج من هذه الصورة إلى صورتك الأولى . فأنتفض الشاب وقام على قدميه وفرح بخلاصه , وقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) . ثم قالت له أخرج ولا ترجع إلى هنا وإلا قتلتك . وصرخت في وجهه فخرج من بين يديها وعادت إلى القبة , ونزلت وقالت: يا سيي اخرج إلي حتى اراك . فقال لها بكلام ضعيف: إن الذي فعلته قد اراحني من الفزع ولكنك لم تريحيني من الأصل , فقالت : يا حبيبي وما هو الأصل ؟ قال : أهل هذه المدينة والأربع جزائر كل ليلة, إذا أنتصف الليل , يرفع السمك رأسه ويدعو علي وعليك فهو سبب منع العافية عن جسمي فخلصيهم وتعالي خذي بيدي وأقيميني. فلما سمعت كلام الملك وهي تظنه العبد , قالت له وهي فرحة : يا سيدي على رأسي وعيني . فنهضت وقامت وهي مسرورة تجري وخرجت إلى البركة وأخذت من مائها قليلاً.
    وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح.

  15. #34

    ~ الليلة التاسعة ~

    قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الصبية الساحرة لما أخذت شيئاً من ماء البركة , وتكلمت عليه , تحرك السمك ورفع رأسه وصاروا آدميين في الحال, وأنفك السحر عن أهل المدينة وصارت عامرة والأسواق منصوبة وصار كل واحد في صناعته , وأنقلبت الجبال جزائر كما كانت . ثم إن الصبية الساحرة رجعت إلى الملك في احال وهي تظن أنه العبد , وقالت : يا حبيبي ناولني يدك الكريمة أقبلها , فقال الملك , بكلام خفي : تقربي مني , فدنت منه وقد أخذ صارمه وطعنها به في صدرها حتى خرج من ظهرها . وخرج فوجد الشاب المسحور واقفاً في انتظاره , فهنأه بالسلامة وقبل الشاب يده وشكره , فقال له الملك : أتقعد في مدينتك أم تجيء معي إلى مدينتي؟ فقال الشاب : يا ملك الزمان أتدري ما بينك وبين مدينتك ؟ فقال الملك : يومان ونصف , فعند ذلك قال له الشاب : أيها الملك إن كنت نائماً فاستيقظ إن بينك وبين مدينتك سنة , أتيت في يومين ونصف لأن المدينة كانت مسحورة , وأنا ايها الملك لا أفارقك لحظة عين . ففرح الملك بقوله ثم تعانقا وفرحا فرحاً شديداً.

    ثم مشيا حتى وصلا إلى القصر , وأخبر الملك الذي كان مسحوراً أرباب دولته أنه مسافر إلى الحج الشريف فهيأوا له جميع ما يحتاج إليه هو والسلطان وقلب السلطان ملتهب على مدينته , حيث غاب عنها سنة , ثم سافر ومعه خمسون مملوكاً ومعه الهدايا, ولم يزالا مسافرين ليلاً ونهاراً سنة كاملة حى أقبلا على مدينة السلطان , فخرج الوزير والعساكر لمقابلته بعدما قطعوا الرجاء منه وأقبلت العساكر وقبلت الأرض بين يديه , وهنأوه بالسلامة , فدخل وجلس على الكرسي ثم أقبل على الوزير وأعلمه بكل ما جرى على الشاب , فلما سمع الوزير ما جرى هنأه بالسلامة.

    ولما أستقر الحال أنعم السلطان على أناس كثيرين , ثم قال للوزير : علي بالصياد الذي أتى بالسمك , فأرسل إلى ذلك الصياد الذي كان سبباً لخلاص أهل المدينة فأحضروه وخلع عليه, وسأله عن حاله وهل له أولاد فأخبره أن له ابناً وبنتين , فتزوج الملك بأحدى بنتيه وتزوج الشاب بالأخرى , وأخذ الملك الأبن عنده وجعله خازندارا , ثم أرسل معه الخمسين مملوكاً , وأرسل معه كثيراً من الخلع لسائر الأمراء . فقبل الوزير يديه وسافر.
    وأما الصياد فإنه ثد صار أغنى أهل زمانه وبناته زوجات الملوك . وما بأ‘جب مما جرى للحمال.

    فقالت دنيا زاد : وماذا جرى للحمال يا شهرزاد ؟
    قالت شهرزاد :
    كان هناك إنسان من مدينة بغداد وكان أعزب , وكان حمالاً . وبينما هو في السوق يوماً من الايام متكئاً على قفصه إذ وقفت عليه امرأة ملتفة بإزار من حرير, فرفعت قناعها فبان من تحته عيون سوداء بأهداب وأجفان ناعمة الأطراف كاملة الأوصاف , وبعد ذلك قالت: هات قفصك وأتبعني. فما صدق الحمال بذلك وأخذ القفص وتبعها إلى ان وقفت على باب الدار , فطرقت الباب فنزل رجل نصراني فأعطته ديناراً وأخذت منه مقداراً من الزيتون ووضعته في القفص , وقالت له : احمله واتبعني, فقال الحمال : هذا والله نهار مبارك , ثم حمل القفص وتبعها , فوقفت على دكان فاكهة وأشترت منه تفاحاً شامياً وسفرجلاً عثمانياً وخوخاً عمانياً و ياسميناً حلبياً وليموناً مصرياً وتمراً وشقائق النعمان وبنفسجاً ووضعت الجميع في قفص الحمال وقالت له : احمل . وتبعها حتى وقفت على الجزار , وقالت له : اقطع عشرة أرطال لحماً , فقطع لها ولفت اللحم في ورق موز ووضعته في القفص, وقالت له : احمل يا حمال , فحمل وتبعها . ثم وقفت على النقلي وأخذت من سائر النقل , وقالت للحمال : أحمل وأتبعني . فحمل القفص وتبعها إلى أن وقفت على دكان الحلواني واشترت طبقاً وملأته من جميع ما عنده من مشبك وقطائف , ووضعت جميع انواع الحلاوة في الطبق ووضعته في القفص, فقال الحمال : لو أعلمتني لجئت معي ببغل نحمل عليه هذه الأمور , فتبسمت , ثم وقفت على العطار واشترت منه ورد وماء زهر وأخذت قدراً من السكر وأخذت مرش الماء وحصى لبان وعنبراً ومسكاً وأخذت شمعاً إسكندرانياً, ووضعت الجميع في القفص. وقالت: احمل قفصك واتبعني. فحمل القفص وتبعها إلى أن أتت داراً مليحة وقدامها رحبة فسيحة مصفحة بصفائح من الذهب الأحمر , فوقفت الصبية على الباب ودقت دقاً لطيفاً. وإذا بالباب قد انفتح . فنظر الحمال إلأى من فتح الباب , فوجدها صبية رشيقة القد ذات حسن وجمال وعيون كعيون الغزلان وحواجب كهلالرمضان وخدود مثل شقائق النعمان وفم كخاتم سليمان ووجه كالبدر في الأشراق , فلما نظر الحمال إليها سلبت عقله وكاد القفص أن يقع عن راسه . فقال : ما رأيت أبرم من هذا النهار , فقالت الصبية : مرحباً , وهي من داخل الباب . ومشوا حتى انتهوا إلأى قاعة فسيحة مزركشة مليحة ذات تراكيب ومصاطب وخزائن عليها الستور مرخيات , وفي وسط القاعة سرير من الممر مرصع بالدر والجوهر , منصوب عليه ناموسية من الأطلس الأحمر . فنهضت الصبية من فوق السرير وخطرت قليلاً إلأى أن صارت في وسط القاعة عند أختيها , وقالت: ما وقوفكن ؟ حطوا عن رأس هذا الحمال المسكين , فجاءت الدلالة من قدامه والبوابة من خلفه وساعدتهما الثالثة وحططن عن الحمال وافرغن ما في القفص , وصففن كل شيء محله وأعطين الحمال دينارين . فنظر إلى البنات وما هن فيه من الحسن والطبائع فلم ير أحسن منهن , ولكن ليس عندهن رجال فتعجب غاية العجب ووقف عن الخروج , فقالت له الصبية : ما لك لا تروح هل أن أستقللت الأجرة ؟ والتفتت إلى أختها وقالت لها : أعطيه ديناراً آخراً . فقال الحمال : والله يا سيدتي إن أجرتي نصفان وما أستقللت الأجرة وأنما أشتغل قلبي وسري بكن وكيف حالكن وأنتن وحدكن وما عندكن رجال وولا أحد يؤانسكن , وأنتن تعرفن أن المنارة لا تثبت إلا على أربعة وليس لكن رابع , وما يكمل حظ النساء إلا بالرجال . انتن ثلاث فتفتقرن إلى رابع يكن رجلاً عاقلاً لبيباً حاذقاً للأسرار كاتماً . فقلن له : نحن بنات ونخاف أن نودع السر عند من لا يحفظه , وقرأنا في الأخبار شعراً :

    صن عن سواك السر لا تودعه ~ من أودع السر فقد ضيعه

    فلما سمع المال كلامهن , قال : وحياتكن إني رجل عاقل أمين قرأت الكتب وأطلعت على التواريخ , أظهر الجميل زأخفي القبيح , وأعمل بقول الشاعر :

    لا يكتم السر إلا كل ذي ثقة ~ والسر عند خيار الناس مكتوم
    السر عندي في بيت له غلق ~ ضاعت مفاتيحه والباب مختوم


    فقلن للحمال :
    إننا غرمنا على هذا المقام جملة من المال فهل معك شيء تجازينا به ؟ فنحن لا ندعك تجلس عندنا حتى تغرم مبلغاً من المال لأن خاطرك أن تجلس عندنا وتصير نديمنا وتطلع على وجوهنا الصباح, فقالت صاحبة الدار: وإذا كانت بغير المال محبة فلا تساوي وزن الحبة , وقالت البوابة : إن لم يكن معك شيء فأذهب بلا شيء , فقالت الدلالة : يا أختي نكف عنه فوالله ما قصر اليوم معنا ولو كان غيره ما طول روحه علينا ومهما جاء عليه أغرمه عنه . ففرح الحمال وقال : والله ما استفتحت بالدراهم إلا منكن , فقلن له : إجلس على الرأس والعين . وقامت الدلالة وشدت وسطها وصفت القناني وروقت المدام فترنم الحمال وأنشد :

    لا تشرب الكأس إلا مع أخي ثقة ~ وطاهر الأصل منسوباً إلى السلف
    فالراح كالريح إن هبت على عطر ~ تطيب وتنتن إن مرت على الجيف


    ثم شرب , وأنشد :

    هاتها ثم هات ~ من كؤوس مترعات
    وأسقني منها بكأس ~ إنها ماء الحياة


    ثم أحضرت ما يحتاجون إليه , ثم قدمت المدام وجلست هي وأختها وجلس الحمال بينهن وهو يظن أنه في المنام . ولم يزل الحمال معهن فلما تحكم الشراب بهم , قامت البوابة ورمت بنفسها في تلك البحيرة ولعبت بالماء واخذت الماء من فمها وبخت الحمال ...

    وأدرك شهزاد الصباح , فسكتت عن الكلام المباح


    إلى اللقاء

  16. #35

  17. #36
    مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووورة...
    0fcb41af698617d223e7a2f0234b234f
    if you raise your sword at my pride..youll be dead...

  18. #37
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,

    أخواني وأخواتي القراء
    redface
    جاءتني عدة رسائل تطالب ان اكمل آلف ليلة وليلة ...

    سأعمل على نشرها من جديد , بناءاً على طلبكم فشكراً لصبركم ...

    ودمتم بحفظ الله

  19. #38
    أهلاً أختي ملينا....
    يسعدني رغبتك في إكمال ما بدأتي...^_^
    سيتم تثبيت الموضوع حالاً...بسبب التميز و رغبتك في إكمال النشر....

    و شكراً...
    [IMG]http://dc01.******.com/i/00107/a8maxie14ugf.jpg[/IMG]

  20. #39
    اول قصة قريتهاا وشكراا لكي ولكن لاادري لماا صمتت
    رمضـــآآآآآآآآآن كـــــريم

  21. #40

الصفحة رقم 2 من 5 البدايةالبداية 1234 ... الأخيرةالأخيرة

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter