السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
مرحبا..كما إعتدت دائما في كل يوم يحدث لي حدث غريب..أو جميل
أقوم بتسجيله مباشرة..في هذا الشريط لأستطيع تذكر هذه الأمور الجميلة
كلما أوشكت على نسيانها
بالأمس في اليوم السادس والستين ..من شهر فرشات الربيع...في سنة نجم السحرة المفقود
وفي ليلة سوداء قامتة يلفها الضباب وتحت ضوء قمر عتيق
ينتظر الفجر وهو يفترش النجوم المضيئة...!!!
والهدوء ..والصمت..هما الأكثر شهرة في ذالك الوقت..!!
حملتني قدماي إلى بلد أشغلتني عنه هموم هذا الكون الصاخب
حملتني لأسير ..وأخترق هذه الظلمة التي أحاطت بي
في جميع الطرقات...وفي كل الإماكن
حملتني لأرافق سحبا مضيئة رغم عتمة الليل
ولآشاهد الأمنيات التي تتقاذف عبر النجوم
حملتني قدامي إلى ذالك البلد ..حيث تحكى أساطير الأمل...
وترنم بسمات التفاؤل...!!
..سرت في شوارعها الفسيحة في نظري..رغم ضيقها في الواقع
أخذت أتأمل شوارعها...شارعا..شارعا
جزءاً....جزءاًً..أتأمل حيناً...نوافذ عتيقة..تسبقها شرفات
صغيرة..تداعبها ستائر النوافذ عند أول نسمة ليل منعشة تمر بجانبها
وأتأمل في حين آخر...وريقات خضراء..بهية تخرج من وسط الأبنية
فتتسابق ..وتتسلق...الأبنية حجارة ..حجارة
سرت متأملة..كل ماتقع عيناي عليه..
وأخذت أحدث نفسي بلهفة قائلة:
إييــــــــــــه..يانفسي ...أترين كم أشغلتني الهموم عن كل هذا
الجمال...وعن كل هذا الدفء الذي يتدفق من كل ذرة هنا....فينثر على الطرقات نضارة...ساحرة
أترين يانفسي...!! كم السعادة تغمر المكـــان
أخذت أسير...وأسير حتى أنهكني التعب الشديد فجلست على أحد المقاعد
أتأمل إشراق الشمس...وهي تقبل الطيور المتناثرة في البحر وتستعد للترقص مع الرياح
فتعزف لها الأمواج ..ألحان صافية ...عذبة..كرقة الشمس..وجمالها
والشارع الذي كان خاليا من أنفاس الشخصيات الكرتونية أخذ يمتلئ بهم شيئا فشيئا...!!!
فتلاشى ذالك الضباب..وظهر النور...الذي بدد كل ذرة صمت في المكان
فتحت أبواب مدرسة ثانوية بقربي..!! نظرت إليها...!! وقلت في نفسي..!!:
هذا ..المبني ..ليس بغريب لقد رأيته..من قبل رغم أنني لم آتي إلى هنا من قبل...!!
لكني ..أعرفه... أخذت الفتيات بالقدوم شيئا..فشيئا
إلى أن إمتلئ الشارع بالفتيات فقررت الدخول قبل تأخر الوقت
لعلي أستطيع إنعاش ذاكرتي ......إتجهت إلى البوابة بخطوات بطيئة
ودخلت ...وبدت مخيلتي تنسج بعض من تلك الصور التي أجهل أين رأيتها..قلت لتفسي
يإلهي ...الكل ينظر لي هنا..ويتحدث ليتني أستطيع أن أعرف عن ماذا يتحدثون
((((((أنظري إلى تلك الفتاة أهي فتاة جديد)))))
((((((أنظري إلى ملابسها كم تبدوا غريبة))))))))))
إن الفتيات يدخلن إلى الداخل ..فهل أدخل أم أبقى خارجا في الحديقة
فاجأتني أحد المشرفات بقولها:----
_يآنستي...ألم تبدأ الحصص المدرسية
_بلى ياسيدتي
- إذن مايبقيك هنا
أخذت تدفعني إلى الأمام بيديها..وجعلتني أصعدالدرجات الصغيرة..!!
وقالت لي
ــ يبدوا أنك طالبة جديدة ..لكن لاداعي للخوف أبدا
دخلت وأنا خائفة..وكان جميع من حولي ...ينظرون إلي بنظرات
إستغراب كبيرة
قاموا بسؤالي عن الصف...فلم يخطر ببالي إلا الشعبة ب
فأخذوني إلى هناك...ولكن قبل هذا ...أعطتني أحد المشرفات مفتاحا صغيرا وقالت لي
ــ آنستي هذا هو مفتاح خزنتك ... يمكنك الذهاب وتبديل حذائك
ذهبت إلى الخزنة..!! وكنت خائفة جدا...لم أجد حذائا في الخزنة...!! وأخذت أتمتم في نفسي
(((((هذه الحركة تبديل الأحذية قبل الذهاب للصف ...أين شاهدتها من قبل يإلهي ...لاأستطيع التذكر ..أبدا..!!!)))
وفجأة ..سمعت صوتا وكأنه كان موجها لي..!!
ــ ألم تقولي لي أن شعبتك هي ب
_ بلى
ــ إن حصة الطبخ على وشك البدء...لن تغفر لك الأستاذة إذا تأخرت
_ أووه....وأين هو الصف
ــ في آخر الممر
توجهت إلى المكان الذي أشارت لي الفتاة إليه
طرقت الباب ...بطرقات متباعدة..!!
ثم توقفت ولم أفتح الباب ..حتى سمعت شخصا يقول
((تفضلي)))
دخلت وقلت بصوت مرتبك جدااا
مرحباا
ــ يبدوا أنك الطالبة الجديدة تفضلي..!!
_ دخلت الصف..وكانت الفتيات ينظرن إلي..لكني ذهلت
فجأة وقلت لنفسي..!!
((((((يإلهي إنها مها .......مها ..من ...من أخي العزيز
الآن عرفت أين أنــــا..يإلهي ...هذا أمر لايصدق..وأخيرا سأرى عصمت
ونديم..ومنال...والآن عيناي تتوجه نحو مها...
يالها من فتاة أشعر بأنها تحتضن طيبة كبيرة...
داخل بسمتها الصادقة هذه..وغرة شعرها القصيرة المنسدلة على عينيها
الجميلتين ...إنها كل ذرة بها تخبأ أملا..ودفئا كبيرا..!!!))))
وقفت متأملة...إبتسامتها وهي ممسكة بخفاقة البيض ...وهي تقول لي
ــ يمكنك الجلوس بجانبي إن أحببت ذالك.
أخذت مواقفها النبيلة مع حنان وهماستها اللطيفة التي كانت تحكيها لحنان
تحت اللون الشفقي بالقرب من الأرجوحة
كل شئ فعلته..بدأ ينسج أمامي....ينسج..نعم..ولربما يزخرف
(((يإلهي...أهو حقيقة..أم خيال..متألق..أعيشه..أهذه اللحظات التي
أتأمل فيها مها..واقع ملموس...أم..وهم..وهم جميل فقط))
فاجأني صوت من بعيد ..ولقد كانت نبرته حادة جداااً..!!
ــ ألا..تستمعي لما أقول...
ــ عفوا أقلت شيئا
ــ يإلهي..ماهذا اليوم..أنت تثيرين جنوني ..ماإسمك
تفاجأت لسؤالها كثيرا ..فلم يخطر أبدا في ذهني قبل دخولي إلى هنا
أن أخترع أي إسم لي ..فبدأت أحدث نفسي بإرتباك شديد
((((إسمي..نعم toongirl..لكن ..كيف أقول لها أن إسمي toon..لن تفهم الأمر أبدا
هيا ..هيا أي أسم أخر...تووو...سوي...أهه نعم ..سوزانا...إسم جيد))
وأخذت تصرخ بصوت مرتفع أكثر من السابق قائلة
ــ قلت ماإسمك؟؟
_ عفوااا..لكن أنا منشغلة البال كما تعلمين ..
وقمت بالتلفت يمنة ويساراً..ثم إستطردت قائلة:
_فهو اليوم الأول لي هنا ..إمسي هو سوزانا..سوزانا براد
_ حسنا سوزانا..يمكنك الجلوس بجانب مها ...فالمقعد هناك شاغر
_ حسنا..!!
توجهت نحو مها..!!وكأن ماء باردة قد سكبت على قلبي الذي كان منذ دقائق
يرتعش..!!...كنت أعشر ببعد الخطوات كلما إقتربت من خطوها ..!!
أخذت أحاسيس تتهافت إلى قلبي..أحاسيس ..لم أشعر بها مسبقا..!!
فلم يكن بوسعي سوى السير بخطوات متزنة..وتصنع الثقة
وبسمة لطيفة تزيل الإرتباك الظاهر على وجهي ....فبادرتني هي الإبتسامة مسبقا..!!
وقالت لي ..بصوت معبر جداا..!!
_ مرحبا سوزانا ..كيف حالك؟؟
جلست بقربها..وكانت تحدثني عن أمور ..كثيرة..وتخبرني عن المدرسة بكل مافيها
أجوائها..وباحتها..وفصولها..أيضا..
لكني لم أكن معها..فلقد كنت أفكر..فقط..مذهولة...متعجبة..بينما كانت المشرفة على الطبخ..تنتقدني بين حين
وآخر ..لإني وكما تقول لم...أحسن إستعمال خفاقة البيض...!!!
المفضلات