بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا إرسل محمد صلى الله عليه وسلم خاتماً للأنبياء ؟
من المسلم لدى كل مسلم بأن الله أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى قوم يتعبدون ويحجون ويتصدقون ولكنهم يجعلون بعض المخلوقات وسائط بينهم وبين الله ويقولون :نريد منهم التقرب إلى الله ونريد شفاعتهم عنده فبعث الله رسول الهدى يجدد لهم دين الحنيفيه دين أبينا إبراهيم عليه السلام ويخبرهم أن هذا الإعتقاد والتقرب حق لله لا يصلح من شيء لغير الله فهو الخالق لوحده لا شريك له.
بل تعجب إذا علمت بأن يقرون ويعترفون بأن هؤلاء المعبودين والأنداد تحت ملك الله وتصرفه والأدله كثيرة منها قوله تعالى : ((قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون)) وقوله تعالى : ((قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون*سيقولون لله ))
كذلك كان المشركون يلبون بقولهم ((لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وماملك))
فإذن التوحيد الذي دعت إليه الرسل وأبى الإقرار به المشركون هو إفراد الله بالعباده فلا يصرف شيء منها لغيره كالدعاء والنذر والإستغاثه والإستعانه .....إلخ
أما من يقول كيف تجعلون قبور آل البيت والصحابه والصالحين بمنزلة القبور نرد عليه .
أيضاً قوم نوح ارسل الله لهم نبيه نوح عليه السلام لأنهم جعلوا الأصنام لتذكرهم باسماء رجال صالحين ومصلحين كذلك لم يريدوا منها إلا الشفاعه لهم عند الله لأن لهم مكانه عنده والدليل قوله تعالى : ((والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى))
واما إذا قيل كيف تجعل الصالحين كالأصنام نرد على هذا كذلك لما بعث محمد صلى الله عليه وسلم إله الناس كافه كان منهم من يدعوا الأولياء والصالحين الذين قال الله فيهم : ((أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه)) ومنهم أيضاً من يدعوا عيسى عليه السلام وامه وقد قال الله تعالى فيهم : ((وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله)) ومنهم من كان يدعوا الملائكه وقد قال الله تعالى : ((ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون ))
فتأملوا إخواني في هذه الآيات فقد كفر الله فيها من قصد الأصنام وأيضاً من قصد الصالحين من الأنبياء والملائكه وقاتلهم الرسول على ذلك ولم يفرق بينهم في ذلك .
ومن يقول ويدعي بأن هؤلاء لايضرون ولاينفعون ولكن ندعوهم ونرجوا من الله شفاعتهم فهنا مالفرق بينهم وبين دعوى الجاهليه الأولى فالقول والإعتقاد هنا سواء بسواء والدليل قولة تعالى : ((ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون ))
وإن قيل بأن هذا الدعاء والتقرب ليس بعبادة لهم نرد ونقول الم تقرأ قول الله تعالى وفرضه عليك إخلاص العبادة لله وهو حقه عليك ولأجله خلق الثقلين الجن والأنس قال تعالى : ((وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة))
وقال في موضع آخر : ((ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين))
فهل الدعاء عباده لله أم لا ؟
بل هو عباده ومخها كما في الحديث :" الدعاء هو العبادة " أي خالصه ولبها .
فإذا أقررنا بذلك كل الإقرار وأن الدعاء لله وحده ثم دعوت وطلبت حاجه أو شفاعه نبياً أو ملكاً أو صالحاً في قبره أليس بذلك أشركته مع الله في الدعاء
فقد قال الله تعالى : ((فصل لربك وانحر )) واطعت الله في ذلك أي صليت ونحرت وذبحت ألم تقم بعبادة ؟
بلى فماذا سيكون فعلك هذا إذا ذبحت أو نحرت لقبر نبي او صالح او جني ألم تشرك بفعلك وعبادتك هذه غير الله !!!!!
ربما يأتي احد ويقول ياهذا هل تنكر شفاعة النبي وآل بيته والصحابه والصالحين ؟؟؟؟؟؟؟
لا يأخي الكريم عقيدتنا عقيدة اهل السنة والجماعه لم تنكر شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم بل هو الشافع المشفع بل ونتمنى ونرجوا شفاعته ولكن ألا تتفق معي بأن الشفاعه كلها لله وحده كما قال الله تعالى : ((قل لله الشفاعة جميعاً )) ولا تكون إلا من بعد أن يأذن الله كما قال تعالى : ((من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه )) ولا يشفع لأحد إلا بعد أن يأذن الله فيه لقوله تعالى : ((ولا يشفعون إلا لمن ارتضى )) وهو لايرضى إلا بالتوحيد كما قال : ((ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين )) فإذا كانت الشفاعه كلها لله ولا تكون إلا بعد إذنه ولايشفع النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره في أحد حتى يأذن الله فيه
وهل الذين عبدوا ودعوا الأصنام والصالحين والأنبياء يعتقدون بأنهم قادرين على الرزق والضر والنفع بالطبع لا وذلك ماقاله القرآن
فماذا نسمي مانراه في تلك الدياروالبلاد المجاورة من الدعاء والذبح والبكاء والتضرع عند الأحجار والأبنيه والقبب والحديد التي على القبور
هذا والله أعلم وأحكم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
منقوووول بتصرف
بعض النقاط مقتبسه بتصرف من كتاب تفسير العشر الآخير من القرآن الكريم وكتاب زبدة التفسير
للشيخ د. محمد بن سليمان الأشقر
المفضلات