شارون يمارس الارهاب ضد الفلسطينيين
930 شهيدا بينهم 195 طفلا و 17 ألف جريح
خلال عام من انتفاضة الفلسطينيين ضد الاحتلال
عام بأكمله من الارهاب عاشه الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الاسرائيلي وطوال العام الماضي 2001 شهدت الاراضي المحتلة ابشع انواع الجرائم وعمليات القتل والتصفية الجسدية والاغتيال وهدم المنازل والحصار والتجويع، وكلها تتم تحت سمع وبصر العالم كله دون ان يتحرك أحد لوقف الجريمة، أو ردع المجرم.
اكتفي العالم المتحضر، وجمعيات حقوق الانسان صاحبة الصوت العالي بمناسبة وغير مناسبة، بالمشاهدة والصمت بينما القاتل مستمر في عمليات القتل وإراقة الدماء مستخدما جميع الاسلحة من طائرات ودبابات وصواريخ ومدافع، لتنفيذ اكثر الجرائم العنصرية عنفا وبشاعة في تاريخ البشرية عامة، وهي محاولة قتل شعب بأكمله وهذه هي قصة الجريمة التي مازالت مستمرة حتي الان رغم انتهاء عام وبداية عام جديد.
آخر مشاهد العام الماضي علي الارض الفلسطينية المحتلة فاق في سواده وحزنه كل تصور المدن والقري والاحياء الفلسطينية مدمرة، والمنازل والخيام مهدمه، والاراضي الزراعية تم تجريفها، والطرق كلها مسدودة، والمواطنون العزل ممنوعون من الحركة والانتقال في بلدهم. والكل تحول الي مسجون داخل سجن كبير اسمه الاراضي الفلسطينية المحتلة، والسجان هو شارون بارهابه وجيش احتلاله وجنود القتل والاغتيال والرئيس الفلسطيني رمز كفاح الشعب المحتل ورئيس سلطته الوطنية.. سجين ايضا في مقره برام الله وعلي بعد امتار قليلة من مكانه تقف الدبابات الاسرائيلية لمنع حركته.
سجن وقتل..!
لم تكن أرزاق الفلسطينيين وحدها هي هدف لآلة الحرب الاسرائيلية.. ولم تتوقف علي تدمير اقتصاد شعب يحبو صوب إعلان دولته.. بل صوبت اسرائيل كافة أسلحتها الفتاكة، صوب صدور الفلسطينيين.. وخلال خمسة أشهر من العام الذي رحل وفي الفترة من 29 ابريل وحتي 28 سبتمبر عام 2001 استهدفت اسرائيل العشرات من قيادات الانتفاضة الفلسطينية ونفذت إسرائيل في هذا الوقت 41 محاولة اغتيال، سقط خلالها 52 مواطنا وأصيب 15 آخرون.. وكانت اسرائيل تستهدف 41 قياديا للانتفاضة ونجحت بالفعل في اغتيال 35 منهم في حين أن 17 آخرون من المواطنين العاديين لقوا مصرعهم.. وكل جريمتهم أنهم تواجدوا مصادفة في مكان وقوع الجريمة.. ولعل أبرز عمليات الاغتيال، تلك التي استهدفت.. مصطفي الزيري أو أبوعلي مصطفي أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.. وكانت عملية الاغتيال بشعة.. التي تمت بينما المسئول الفلسطيني في مكتبه يتابع عمله اليومي.. وهو الذي وافقت اسرائيل قبلها علي دخوله إلي أراضي السلطة..
وكان يوم 28 أغسطس الماضي.. والعمل يجري علي قدم وساق في مبني الجبهة الشعبية.. أبوعلي مصطفي يجلس علي مكتبه وحوله بعض مساعديه.. يتابعون الموقف ومشاركة الجبهة في الانتفاضة والتنسيق مع المنظمات الفلسطينية الأخري..
طائرة هليوكوبتر من طراز 'اباتشي' تحلق في سماء المنطقة.. لم يبال أبوعلي مصطفي فهو وغيره اعتادوا علي مشهد تحليق الطائرات والقصف شبه الدائم لكافة المواقع الفلسطينية.. ولكنه لم يعرف أن هذه الطائرة قد اقلعت من أجله هو،.. وعبر أجهزة الرؤية الحديثة شاهد القتلة في الطائرة أبوعلي مصطفي في مكتبه.. وبسرعة تم توجيه أجهزة التفتيش وعلي المكتب بدقة شديدة، وفرتها تكنولوجيا أمريكا العسكرية.. وفي أقل من ثانية.. انطلق صاروخ يقتحم النافذة.. ليطيح بأبوعلي مصطفي ومساعديه.. ويلقي مصرعه علي الفور بعد ما تحول جسده إلي أشلاء..
قائمة طويلة من الشهداء سقطوا في عمليات اغتيال منظمة، ومقصوده فتم بناء علي معلومات استخبارية يعقبها التنفيذ وفي أحيان أخري تقود أجهزة الأمن الاسرائيلية تنفيذ العمليات بعيدا عن الجيش..
وأبرز من قتلوا اثنين من قيادات حماس هم جمال سليم 41 عاما وجمال منصور 40 عاما.. ولتنفيذ العمليات تستخدم اسرائيل عدة وسائل لتنفيذ عمليات الاغتيال أو الاعدام المدبرة.. ومن الوسائل المستخدمة.. أما قصف السيارة التي يستقلها المستهدف، عن طريق طائرات الهليوكوبتر، ومن الوسائل الأخري إطلاق النار مباشرة علي المستهدف بالاغتيال والذي صدر ضده حكم بالاعدام من مجلس الوزاري الأمني المصغر الذي يضم سفاحي اسرائيل وقتلتها.... أيضا استخدام عبوات ناسفة في سيارات المطلوبين، وفي أوقات أخري تم تفجير كبائن التليفون.. وفي أحيان أخري يتم تفجير عبوات ناسفة عن بعد.... الغريب أن عمليات الاغتيال تلك تم إعادة أقرارها في اجتماع مجلس الوزراء الاسرائيلي في جلسته 21 يونيو 2001 بعدما توقفت لفترة..
مواجهات
وفي المواجهات والمظاهرات التي يحرم القانون الدولي مواجهتها بالاسلحة.. والذخائر الحية.. إلا أن اسرائيل مارست أقصي درجات العنف والارهاب ضد المتظاهرين الفلسطينيين، فسقط خلال أحداث الانتفاضة 930 فلسطينيا بينهم 195 طبيبا وطفلا.. وقدمت الضفة الغربية اكثر من نصف الشهداء إذ بلغ عدد شهدائها 544 شهيدا أما قطاع غزة فقتلت اسرائيل 363 من ابناءه في حين قدم فلسطينيو 48 داخل اسرائيل 16 شهيدا.. أما في الخارج فتم قتل 7 فلسطينيين في عمليات مخابرات..
رصاص فتاك
تحدثت منظمات فلسطينية عديدة عن استخدام رصاص ينفجر داخل الجسم وقاعة منظمات حقوق الانسان الفلسطيني ان اسرائيل تستخدم يورانيوم مستنفد في صناعة الرصاص الفتاك.. وهو ما فسر حسب رواية فلسطينية القدرة العالية للرصاص والقذائف علي أختراق الأجسام الصلبة بشكل مذهل.. وقال أطباء فلسطينيون.. أن الاصابات التي يتم نقلها الي المستشفيات لاتحدث إلا من رصاص فتاك يسبب تهشيم للعظام.. وأكد الاطباء الفلسطينيون أن أي إصابة في الجزء العلوي للجسم تؤدي حتما إلي الوفاة.. لأن الرصاص ينفجر داخل الجسد.. ويحدث فتحة خروج كبير في حالة عبوره للجسد..
.. ولم يستطع وزير القتل والدفاع الاسرائيلي أن يرد علي استجواب تم تقديمه إليه عبر الكنيسيت الاسرائيلي، قدمه القائد العربي عصام محول.. وتجاهل السفاح بن اليعازر أو فؤاد وهو اسمه السابق عندما ولد في العراق قبل 60 عاما...
.. ومعروف ان اسرائيل تستخدم نفايات مفاعلها النووي في صناعة الذخائر والقذائف المدفعية مما يوفر لهذه القذائف قدرات تدميرية عالية.. إضافة إلي تأثير اشعاعي يؤثر علي البيئة والانسان لفترات طويلة.. وهذا النوع من الذخائر معروف في العالم منذ عام 1980 عندما انتجته الولايات المتحدة.. لكنه لم يستخدم الا عام 1991 في حرب الخليج الثانية.. ضد العراق، وفي حرب البوسنة خرجت تقارير تتحدث عن هذه الذخائر.. واتهم مركز ابحاث امريكي في تقرير صادر في 27 نوفمبر 2000 يتهم اسرائيل باستخدام مثل هذه القذائف.
تعذيب
اسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي يقر نظامها القضائي تعذيب الفلسطينيين.. ولايحرم القانون عمليات التعذيب.. وسمحت المحكمة العليا في اسرائيل للشرطة وجهاز الأمن الداخلي 'الشاباك' استخدام التعذيب النفسي والبدني لانتزاع اعترافات.. بل أن إحدي المحاكم رفضت إلتماس مواطن يدعي جمال أبوالجرايل وهو من سكان قرية السموع بالخليل، وكان يطلب في الالتماس وقف التعذيب ضده.. وفشلت محاولات محامية لانقاذه وسمحت المحكمة لاجهزة الأمن بمواصلة التعذيب.
.. وحسب تقارير فلسطينية.. فهناك الآلاف من المعتقلين الفلسطينيين يخضعون لتعذيب مستمر.. في ظل القانون الجائر.. حتي أن أحدهم وهو يوسف ارنوف وهو رئيس لجنة حقوق الانسان في نقابة المحامين الاسرائيلية أنتقد هذا التعذيب.. وقال أن الجيش الاسرائيلي يمارس جرائم حرب وعمليات اعدام بلا محاكمة..
وسائل التعذيب
وابتكرت آلة التعذيب الاسرائيلية وسائل تسبب ألما نفسيا رهيبا وعاهات دائمة علي أجساد الفلسطينيين فمثلا.. يتم تغطية الوجه بكيس قذر يؤدي إلي اعاقة التنفس وتشويش الزهن.. أما طريقة الشبح فهو ربط المعتقل إلي كرسي صغير لايزيد ارتفاعه عن 30 سم لساعات طويلة وربما لأيام..
الحرمان من النوم.. يتم إلقاء المعتقل في زنزانة أشبه بالتابوت يصعب خلالها الجلوس أو الوقوف بشكل مريح.. للحرمان من النوم..
.. أيضا هناك الحرمان من الطعام.. ولايقدم للمسجون سوي ما يكفيه للبقاء علي قيد الحياة..
.. وناهيك عن الضرب المبرح، والركل والصفعح والصدمات الكهربية.. والتهديد باحداث عاهة مستديمة في أماكن حساسة أيضا أسلوب الهز حيث يتم هز المعتقل بشكل عنيف مما يؤثر علي فقرات الرقبة ويؤدي إلي الإغماء..
مراكز التعذيب
وفي اسرائيل تنتشر عشرات السجون في عدة مناطق.. والغالبية العظمي من سجنائها من الفلسطينيين، والمعتقلين الذي تم القبض عليهم خلال العام الماضي.. فهناك سجن مجدو.. وتم افتتاحه في مارس 1988 من الانتفاضة الاولي ويتكون من ستة أجزاء خمسة منها عبارة عن خيام مغلقة والسادس عبارة عن حجرتين وهو مركز تعذيب تابع للجيش الاسرائيلي.
وسجن الدامون وهو مخزن ذخيرة سابق تم بناؤه أثناء الانتداب وكان تابع للجيش البريطاني.. وبعد عام 1948 حولته اسرائيل إلي سجن.. وتقول الكاتبة الاسرائيلية ليفا انجييد عن السجن.. 'لقد شاهدت 17 فلسطينيا في غرفة صغيرة لاتدخلها الشمس ولاتكفي لشخصين، الرائحة الكريهة لاتطاق.. ولايستطيعون حتي مجرد النوم.. فالمساحة لاتكفي..
أيضا هنا سجن 'تغمة' الصحراوي وهو يبعد 100 كم عن بئر سبع، و 200 كم عن القدس وهو من أشد السجون الاسرائيلية وأقساها، وهو مخصص للقيادات الفلسطينية، بهدف القتل البطيء لهم.. وهو مكون من جزءين.. أحدهما شيد حديثا.. ويخضع السجن لحراسة شديدة للغاية..
سجن لسكوبية، يقع داخل المعسكر الروسي أو ساحة الروس في القدس.. وعرف باسم السجن المركزي ويطلق عليه الفلسطينيون اسم 'المسلخ' وهو مخصص للتحقيق حيث يخضع لاجهزة الأمن الاسرائيلية..
سجن كفار يونا.. أو كما يسميه الفلسطينيون 'قبر يونا' وهو يبعد 12 كم عن طولكرم شمال تل أبيب وأنشيء عام 1967، وكان يستخدم في البداية للعاهرات الاسرائيليات حتي نهاية عام ..1968 ثم تحول إلي سجن تحقيق للمعتقلين الفلسطينيين..
سجن عسقلان.. وهو في مدينة عسقلان ويعتبر من أقدم السجون الاسرائيلية.. حيث أنشيء عام 1936 بواسطة سلطات الانتداب البريطاني.. وتحول في 11 فبراير 1969 إلي سجن مخصص للعرب والفلسطينيين حيث تمارس فيه أبشع صنفوف التعذيب، وظل هذه السجن عشرة سنوات يعلق لافته 'كامل العدد'، حيث زنازنيه لاتدخلها الشمس..
سجن الرملة.. هو قلعة محصنة وهو السجن النموذجي في وسائل التعذيب.
سجن صرفند.. هذا السجن يتبع الجزء الاكبر منه المخابرات الاسرائيلية ولايتبع هيئة السجون الاسرائيلية.. حيث يتم فيه استخدام احدث وسائل التعذيب واكثرها تطورا..
سجون أخري.. سجن تلموند وبئر سبع،..
أخيرا
.. مازالت جرائم دولة الارهاب العنصرية مستمرة حتي الآن.. وكانت أبشع صور العام الماضي.. والذي لملم أوراقه.. وخلف قرابة الألف شهيد، و17 ألف جريح.. كثيرين منهم سيعيشون بلا أطراف أو أعين..
.. إنه شعب جائع ويتعرض لتنكيل بفعل ايدي دولة الارهاب والعنصرية.. والمعروفة اختصارا باسم اسرائيل.
-------------------------------------
أخبار الحوادث - الخميس 3 - يناير 2002
المفضلات