الصفحة رقم 1 من 7 123 ... الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 1 الى 20 من 121
  1. #1

    تحقيق أو نبذه او قصه !**اشعار ((نزار قباني))**+!**قصة حياته **!+**ما قيل فيه**! = مكتبة نزار قباني

    بسم الله

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    كيف الحال طيبين ان شاء الله دوم مو يوم

    كنت ادور على قصائد الشاعر *-* نزار قباني *-* فوجدت موقع يقدمها فقلت انقها لكم الى هنا

    نبدأ بقصة حباته واهم دواوينه

    بالرد الجديد
    اخر تعديل كان بواسطة » B7R . في يوم » 11-12-2007 عند الساعة » 17:35
    attachment

    db6da9b67492470b8a428389cf2ce12aa8c919f73c490d37b50268fb591ad966
    Please Feed My Egg :-( Cuz If you feed mine i'll feed urz XD


  2. ...

  3. #2
    ها نحن ذا مع مع قصة حياة نزار قباني

    نزار قباني دبلوماسي و شاعر عربي. ولد في دمشق (سوريا) عام 1923 من عائلة دمشقية عريقة هي أسرة قباني ، حصل على البكالوريا من مدرسة الكلية العلمية الوطنية بدمشق ، ثم التحق بكلية الحقوق بالجامعة السورية وتخرّج فيها عام 1945 .
    يقول نزار قباني عن نشأتة "ولدت في دمشق في آذار (مارس) 1923 بيت وسيع، كثير الماء والزهر، من منازل دمشق القديمة، والدي توفيق القباني، تاجر وجيه في حيه، عمل في الحركة الوطنية ووهب حياته وماله لها. تميز أبي بحساسية نادرة وبحبه للشعر ولكل ما هو جميل. ورث الحس الفني المرهف بدوره عن عمه أبي خليل القباني الشاعر والمؤلف والملحن والممثل وباذر أول بذرة في نهضة المسرح المصري. امتازت طفولتي بحب عجيب للاكتشاف وتفكيك الأشياء وردها إلى أجزائها ومطاردة الأشكال النادرة وتحطيم الجميل من الألعاب بحثا عن المجهول الأجمل. عنيت في بداية حياتي بالرسم. فمن الخامسة إلى الثانية عشرة من عمري كنت أعيش في بحر من الألوان. أرسم على الأرض وعلى الجدران وألطخ كل ما تقع عليه يدي بحثا عن أشكال جديدة. ثم انتقلت بعدها إلى الموسيقى ولكن مشاكل الدراسة الثانوية أبعدتني عن هذه الهواية".
    التحق بعد تخرجة بالعمل الدبلوماسي ، وتنقل خلاله بين القاهرة ، وأنقرة ، ولندن ، ومدريد ، وبكين ، ولندن. وفي ربيع 1966 ، ترك نزار العمل الدبلوماسي وأسس في بيروت دارا للنشر تحمل اسمه ، وتفرغ للشعر. وكانت ثمرة مسيرته الشعرية إحدى وأربعين مجموعة شعرية ونثرية، كانت أولاها " قالت لي السمراء " 1944 .
    بدأ أولاً بكتابة الشعر التقليدي ثم انتقل إلى الشعر العمودي، وساهم في تطوير الشعر العربي الحديث إلى حد كبير. يعتبر نزار مؤسس مدرسة شعريه و فكرية، تناولت دواوينه الأربعة الأولى قصائد رومانسية. وكان ديوان "قصائد من نزار قباني" الصادر عام 1956 نقطة تحول في شعر نزار، حيث تضمن هذا الديوان قصيدة "خبز وحشيش وقمر" التي انتقدت بشكل لاذع خمول المجتمع العربي. واثارت ضده عاصفة شديدة حتى أن طالب رجال الدين في سوريا بطرده من الخارجية وفصله من العمل الدبلوماسي. تميز قباني أيضاً بنقده السياسي القوي، من أشهر قصائده السياسية "هوامش على دفتر النكسة" 1967 التي تناولت هزيمة العرب على أيدي إسرائيل في نكسة حزيران. من أهم أعماله "حبيبتي" (1961)، "الرسم بالكلمات" (1966) و"قصائد حب عربية" (1993).
    كان لانتحار شقيقته التي أجبرت على الزواج من رجل لم تحبه، أثر كبير في حياته, قرر بعدها محاربة كل الاشياء التي تسببت في موتها. عندما سؤل نزار قبانى اذا كان يعتبر نفسة ثائراً, أجاب الشاعر :" ان الحب في العالم العربي سجين و أنا اريد تحريرة، اريد تحرير الحس و الجسد العربي بشعري، أن العلاقة بين الرجل و المرأة في مجتمعنا غير سليمة".
    تزوّج نزار قباني مرتين، الأولى من ابنة عمه "زهراء آقبيق" وأنجب منها هدباء و وتوفيق . و الثانية عراقية هي "بلقيس الراوي" و أنجب منها عُمر و زينب . توفي اينة توفيق و هو في السابعة عشرة من عمرة مصاباً بمرض القلب و كانت وفاتة صدمة كبيرة لنزار، و قد رثاة في قصيدة إلى الأمير الدمشقي توفيق قباني. وفي عام 1982 قُتلت بلقيس الراوي في انفجار السفارة العراقية ببيروت، وترك رحيلها أثراً نفسياً سيئاً عند نزار ورثاها بقصيدة شهيرة تحمل اسمها بلقيس ..
    بعد مقتل بلقيس ترك نزار بيروت وتنقل في باريس وجنيف حتى استقر به المقام في لندن التي قضى بها الأعوام الخمسة عشر الأخيرة من حياته . ومن لندن كان نزار يكتب أشعاره ويثير المعارك والجدل ..خاصة قصائده السياسة خلال فترة التسعينات مثل : متى يعلنون وفاة العرب؟؟ ، و المهرولون .
    وافته المنية في لندن يوم 30/4/1998 عن عمر يناهز 75 عاما قضى منها اكثر من 50 عاماً في الحب و السياسة و الثوره .
    كل الأساطير ماتت ….
    بموتك … وانتحرت شهرزاد .


    ونلقاكم مع ما قيل بنزار بالرد القادم

  4. #3
    ونبدأ بما قيل بهذا الشاعر الرائع
    7
    7
    7
    7
    7
    7
    7

    أسرار القصائد الممنوعة لشاعر الحب والحرية نزار قباني


    هذا الكتاب "أسرار القصائد الممنوعة لشاعر الحب والحرية نزار قبانى قصائد خلف الأسوار"، كما يُستدل من عنوانه يتعرض بصفة خاصة لقصائد الشاعر نزار قبانى "1923 ـ 1998م" الممنوعة من التداول أو المصادرة !!.
    كثيرةٌ هى المعارك التى خاضها هذا الشاعر، عبر شعره النابض بالحياة وبقصائده ذات الجرس الموسيقى العذب؛ والتى تسرى فى أوصالها النزعة الإنسانية ومن ثم تحضُّ على النضال وعدم اليأس، والاستسلام أمام الهزيمة ـ ثقة بالغد الآتى بالنصر، مهما ادلهمّ الظلام، خصوصاً بعد نكبة حزيران 1967، ولكن بالرغم من ضراوة المعارك التى كان يخوضها، والتى لا تهدأ إلا لتبدأ، فقد ظلَّ قامةً سامقة، لا تطاله الأقزام، فكان يخرج من كل معركة، وهو أصلب عوداً وأكثر رسوخاً فى ذاكرة المواطن العربى هنا أو هناك.
    كان نزار قبانى يعى جيداً، أنه منذور للشعر الحُر يعبر به عمّا يمور فى أعماقه عاكساً مشاعر الإنسان العربي، أنّى كان موقعه، دفاعاً عن الحرية والجمال والحب، وأن أصابعه سوف تحترق، وأن سنان الأقلام المناوئة سوف تطاله فى محاولة يائسة لطمس الحقائق وتزييّفها.

    قصائد أثارت معارك

    قصيدة خبزٌ وحشيش وقمر : كانت هذه القصيدة قد أثارت كثيراً من الجدل سيما بين رجال وشيوخ الدين فاعتبره كافراً وملحداً، وهو جدل لم يهدأ مُذ نشرها للمرة الأولى سنة 1954م ونالت شهرة واسعة، وقد اهتزتْ لها النفوس الضعيفة، وأرجفت من وقع كلماتها وهى ــ بشكل أو بآخر ــ تعبر عن صيحة شاعرٍ قومى مخلص لعروبته وهُويته القومية.
    يقول فى هذه القصيدة التى نجتزئ جزءاً منها فهى تتسم بالجرأة والتمرد على الواقع ..
    "عندما يُولد فى الشرق القمر
    فالسطوح البيض تغفو
    تحت أكداس الزهر
    يترك الناس الحوانيت، ويمضون زُمر
    لملاقاة القمر
    يحملون الخبز والحاكى إلى رأس الجبل
    ومعدات الخدر
    ويبيعون ويشرون خيال
    وصور
    ويموتون إذا عاش القمر"
    وقد ألّبتْ عليه هذه القصيدة كثيراً من الأعداء، خصوصاً فى المجلس النيابى السوري، واعتبرها بعضهم: داعرة فاجرة، وتباكى أحدهم فقال ما معناه أنها تظهر الشعب العربى فى أقبح صورة، وتعطى للآخر انطباعاً بالعجز والتخاذُل.
    إن قصائده السياسيّة تدق ناقوس الخطر، وتؤكد أنها ذات أبعادٍ قومية، وصرخة احتجاج وتمرد على الواقع العربى المتردى لأنه كما قال ولف الكتاب محمد رضوان: كشف الزيف عن حقيقة مجتمعاتنا الشرقية المتواكلة التى تتكلم أكثر ممّا تعمل، والتى تأخذ الحياة بلا مبالاة بينما الآخرون يتقدمون بالعلم والعمل الجاد المخلص "ص 24".
    كانت هذه القصيدة لوناً من الشعر، وخطاباً لم يألفه المتلقى العربي، صِيغت بعبارات تقدح شرراً لعلها توقظ الشعب العربى الغارق فى سُباتٍ ران عليه قروناً عديدة، علّه ينهض ويأخذ زمام المبادرة.

    قصيدة هوامش على دفتر النكسة: كان شعر نزار قبانى قبل نكسة 5 حزيران/يونيو 1967م مُنصرفاً بكليته للغزل والحب عاشقاً يتغزل ويتغنى بجسد الأُنثى البديع بألفاظ غاية فى العذوبة والرّقة مُتعرضاً لأدق التفاصيل، وأكثرها إثارة وفتنة، ولذلك فقد أطلق عليه النقاد والأدباء شاعر المرأة متصفاً بالشفافية والنقاء.
    وهذه النكسة والهزيمة المُريعة، أصابتْ منه مقتلاً، فكان وقعها على نفسه أليماً؛ وأصابته بجُرح فى قلبه لم يتأت له أن يندمل، ولقد غيرت لديه كثيراً من المفاهيم والقيم فى السياسة، واهتزتْ ثقته فى الرجال الذين كان يعقد عليهم آمالاً عريضة، ويراهن على أنه كانوا يمسكون بأيديهم زمام المستقبل فى استرداد الإنسان العربى لكرامته، بيد أن هذه الأحلام والأمانى الوطنية انهارتْ دفعة واحدة، وأُصيب بصدمة نفسية قوية، اهتز له وجدانه فولدت لديه الغضب المقدس، والإحساس المرير بالفاجعة.
    اُنظر إليه وهو يصور المشاعر والإحساس بالخيبة والفشل التى مُنيتْ به الأمة العربية فى أعز أمانيها، وما اضطرب فى نفسه الحرة الأبيّة مشحوناً بالفاجعة والأسي:
    "أَنْعى لكم، يا أصدقائي، اللغة القديمة، والكتب القديمة
    أنَْعي
    كلامنا المثقوب، كالأحذية القديمة ..
    ومُفردات العُهر، والهجاء والشتيمة
    أنعى لكم .. أنعى لكم
    نهاية الفكر الذى قاد إلى الهزيمة

    مالحةٌ فى فمنا القصائد
    مالحةٌ ضفائر النساء والليل، والأستار والمقاعد
    مالحةٌ أمامنا الأشياء

    يا وطنى الحزين حولتنى بلحظةٍ
    من شاعرٍ يكتب شعر الحب والحنين
    لشاعرٍ يكتب بالسكين .
    ويقول فى نهاية القصيدة، مخاطباً الطفل العربي، طفل المستقبل ..

    "يا أيها الطفل:
    يا مطر الربيع، يا سنابل الآمال
    أنتم بذور الخصب فى حياتنا العقيمة
    وأنتم الجيل الذى يهزم الهزيمة".

    القصيدة تطرح أسئلتها: ولكنه لا يأبه بهذه الهجمة الشرسة التى تناوشه بلا رحمة، ويتصدى لها متلذذاً بالرعب والخوف الذى يجتاح ويسكن بعض النفوس الذليلة، فيقول فى هذه القصيدة:
    "يسرنى جداً
    بأن ترعبكم قصائدي
    وعندكم، من يقطع الأعناق
    يسعدنى جداً .. بأن ترتعشوا
    من قطرة الحبر ..
    ومن خشخشة الأوراق
    يا دولةٌ .. تخيفها أغنية".
    ونشير فى هذا السياق إلى أن هذه القصيدة، قد نُشرتْ لأول مرةٍ عقب نكسة حزيران 1967 فى مجلة "الآداب" اللبنانية، ولمّا ذاع صيتها وانتشرتْ، فأحدثتْ رُدود فعلٍ قوية وعنيفة لدُن رجل الشارع العربي، على اختلاف مشاربه وثقافته تم مصادرة المجلة.
    ورداً على هذه القصيدة، فقد كتب الشاعر اللبنانى خازن عبود قصيدة بعنوان "يا شاعر الدانتيل والفستان" قال فيها:
    "لأنك ابتعدت عن قضية الإنسان
    يا شاعر الدانتيل والفستان
    لأنك ابتعدت عن قضية النضال
    وعشت فى شعرك
    للذات والنساء والسيقان
    فشعرك انحلال
    يا شاعر النهود والكئوس والشراب
    أفسدت فى أمتنا الشباب".

    نزار وجمال عبد الناصر

    ولقد رأى فيه بعضهم، أنه ليس وطنياً، ولكن مدعى الوطنية مستغلاً نكسة حزيران 1967 م وأن ولادته بعد ذلك كشاعر ثورى كانت ولادية غير طبيعته!!
    وكانت أشد ضراوة وأقساها فى الموقف الرسمى المصري، فتبارت أقلام كثيرة تدعو بمنع دخول نزار قبانى مصر، ومنع أغانيه فى الإذاعة المصرية، وتشير من طرف خفى وتستعدى عليه جمال عبد الناصر والإيحاء بأنه هو المقصود بهذه الهوامش!!
    ولكن الرئيس جمال عبد الناصر إيماناً منه بحرية الكلمة الصادقة حسم هذا الموقف بقوة، إذْ علق على الرسالة التى بعث بها إليه نزار قبانى فى 30 تشرين الأول/أكتوبر 1967م، والتى تُعتبر فى حد ذاتها قطعة فنيّة وأدبية رائعة، تنضح كلماتها وتقطر حُزناً ولوعة؛ لأنه أُسيء فهمه بما يلي:
    - تُلغى كل التدابير التى قد تكون اُتخذتْ خطأً، بحق الشاعر ومؤلفاته، ويُطلب إلى وزارة الإعلام السماح بتداول القصيدة.
    - يدخل الشاعر نزار قبانى إلى الجمهورية العربية المتحدة متى أراد ويُكرّم فيها كما كان فى السابق.
    وتهزه وفاة جمال عبد الناصر فى 28 أيلول/سبتمبر 1970م هزاً عنيفاً فكتب قصيدة رثاء بعنوان "قتلناك" يقول فيها:

    "قتلناك .. يا آخر الأنبياء
    قتلناك .. ليس جديداً
    اغتيال الصحابة والأولياء
    فكم من رسولٍ قتلنا ..
    وكم من إمامٍ ذبحنا، وهو يصلى صلاة العشاء
    فتاريخنا كله محنة، وأيامنا كلها كربلاء".

    الهرم الرابع

    وبلغ حزن الشاعر نزار قبانى ذروته عندما قُبض عبد الناصر فقال قصيدته رثاء وحزناً، وهو يشعر بالدمعة الحرّيَ فى مقلتيه.
    يقول فى القصيدة:

    "السيد نام .. السيد نام
    السيد نام كنوم السيف العائد من إحدى الغزوات
    السيد يرقد مثل الطفل الغافى فى حضن الغابات
    السيد نام .. وكيف أُصدق أن الهرم الرابع مات؟
    القائد لم يذهب أبداً، بل دخل الغرفة كى يرتاح
    وسيصحو حين تطل الشمس، كما يصحو عطر التفاح
    الخبز سيأكله معنا ..
    ونقول له .. ويقول لنا ..
    القائد يشعر بالإرهاق، فخلوه يغفو ساعات ..".

    كلمة أخيرة

    إن هذا الشاعر بخطابه الشعرى المتميز، وغير المسبوق، قد ترك بصماته الواضحة فى الحياة العربية ــ الشعبية والرسميّة ــ ولمدة تربو على خمسين عاماً ونيّف، لأنه من ناحية يعبر عن ضمير الإنسان العربى المُغيّب، ويعبر من ناحية أخرى عن المتخاذل والرموز الضعيفة التى تكرس ثقافة الهزيمة والتطبيع، ومن ثم فإنه يسمى الأشياء بمسمياتها دون وجل أو خوف، من سطوة هذا الحاكم أو ذاك، وأن قصائده الملتهبة تقدح شرراً مضمخة بحب الوطن يفوح منها عبق التاريخ، لاسترداد الأمجاد الماضية.
    إنه شاعرٌ ملتزمٌ له قضية عربية وقومية، ولذا فإن قصائده تعتبر جسراً للتواصل مع الأجيال، رافضاً بكل ثقة ثقافة الهزيمة والتطبيع.
    أُنظر إليه وهو يقول، رافضاً مبدأ التطبيع الثقافى مع العدو الصهيونى ورموزه

    "وصل قطار التطبيع الثقافى إلى مقاهينا
    وصالوناتنا، وغرف نومنا المكيفة الهواء ..
    ونزل منه أشخاصٌ غامضون يحملون معهم دواوين شعر
    ومصاحف مكتوبة باللغة العبرية، ويحملون معهم جرائد تقول
    إن شاعر العرب الأكبر، أبا الطيب المتنبي
    صار وزيراً للثقافة فى حكومة حزب العمل!! الخ ... "
    وتأكيداً لهذا المعني، فقصائده التى مُنعتْ أو صُودرتْ كُثرٌ، وهى أكثر من أن تُحصي، لأنها توقظ فى الإنسان العربي، المغلوب على أمره الصحوة وتكشف له الحقائق المُفجعة التى رُزئ بها عبر تاريخه الطويل دون مزايدة أو نفاق.
    ومن كل هذه المعطيات، منفردة أو مجتمعة، نجده شاعراً أصيلاً تنبض قصائده بصدق المعاناة ومكابدة الشعر.
    ولمّا لاقتْ زوجته الثانية بلقيس، حتفها إثر تفجير السفارة العراقية ببيروت عام 1981 م رثاها بقصيدة باكية، لأن هذه المرأة كانت أثيرة لديه ومن هنا فإن حزنه وشجنه عليها كان كبيراً.
    يقول فى هذه القصيدة:

    "شكراً لكم
    شكراً لكم
    فحبيبتى قُتلتْ، وصار بوسعكم
    أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدة
    وقصيدتى اُغتيلتْ ..
    وهل من أُمةٍ فى الأرض
    إلاّ نحن نغتال القصيدة..".
    بقيَ أن نقول إن هذا الشاعر، الذى ألهبتْ قصائده منذ سنة 1967 الإنسان العربي، وأشعلتْ الحرائق، هنا أوهناك قد توفى بتاريخ 30 نيسان/أبريل 1998م، وهو فى أوج عطائه الأدبي.
    ولكن قصائده المضمخة بالحب والنضال بقيتْ صامدة تتحدى الزمان فكتبت له الخلود فى الوجدان العربي.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    أسرار القصائد الممنوعة لشاعر الحب والحرية: نزار قبانى - قصائد خلف الأسوار، تأليف محمد رضوان، دار الكتاب العربي، دمشق، القاهرة، الطبعة الأولي، 2004م.



    ل محمَّد بالقاسم الهوني

    يتبع >>>>>

  5. #4
    <<<<< تابع


    اقفوا مسلسل نزار قباني......




    استحلفكم بالله , أن تتابعوا مسلسل نزار قباني على الشاشة السورية , لتحكموا بأنفسكم ما هذا الذي نشاهده , هل هو نزار قباني؟ ذلك الدمشقي من رأسه لأخمص قدميه؟ ذلك الدمشقي الذي جاب أنحاء المعمورة ينثر الورد الدمشقي , ويزرع مئذنة العروس , في عواصم العالم , ( أربعون عاما احمل مآذن دمشق على كتفي وأطوف بها حول العالم , ولسوف أبقى حاملا مآذن دمشق وأنهارها , وأشجار خوخها وتفاحها ورمانها وعنبها حتى آخر لحظه في حياتي ) ويدق الأبواب الموصدة ليقول : إن صناعة دمشق الأساسية هي العروبة وهذه الصناعة الدمشقية قديمة جدا ومشهورة جدا وجميع القوميين العرب خرجوا من رحمها وتتلمذوا عليها)
    استحلفكم بالله , أن تتابعوا المسلسل الذي يعرضه التلفزيون السوري هذه الأيام والمسمى زورا وبهتانا ( نزار قباني )ليتبين لكم انه ليس له علاقة من قريب أو بعيد بدمشق أو بطفلها المدلل نزار قباني , فمن الحلقات التي عرضها التلفزيون السوري حتى كتابة هذه السطور نستطيع إبداء الملاحظات التالية والتي أرجو أن يتسع صدر من يلزم لاستيعابها لأننا أولا وأخرا نتحدث عن دمشق نزار قباني وليس لنا غاية أخرى , وكم كنا نتمنى أن تتواصل جهود الجميع لإخراج هذا المسلسل بما يليق بابن دمشق البار نزار توفيق قباني
    نعود لنقول , إن الأجواء العامة في المسلسل بعيده عن دمشق شكلا ومضمونا , دون أن ننسى الاداء الرائع لاصالة نصري في شارة المسلسل , والموسيقى التصويرية التي رافقت الأحداث , ولكن لم يوفق الفنانون بتجسيد الشخصيات الدمشقية في المسلسل باستثناء صباح الجزائري , فمثلا شخصية توفيق قباني لم ترق إلى تجسيد ذلك الرجل الدمشقي العتيق , لا صوتا ولا صورة , والمسلسل صور لنا توفيق قباني افندي وبس , ودائما متواجد في البيت , بينما يقول لنا نزار عن والده بأنه : ( إذا أردت تصنيف أبي , اصنفة دون تردد بين الكادحين , لأنه انفق خمسين عاما من عمرة ,يستنشق روائح الفحم الحجري , ويتوسد أكياس السكر , وألواح خشب السحاحير أني لأتذكر وجه أبي المطلي بهباب الفحم , وثيابه الملطخة بالبقع والحروق ) هكذا كان والد نزار , وكان من الأجدى أن يقوم بهذا الدور طلحت حمدي لأنه اقرب شكلا ولهجة لوالد نزار , أما شخصية نزار الشاب فلم استطع أن الحظ أو يلفت نظري أو أي شيء أخر يوحي لي أن هذه الشخصية دمشقية , بل على العكس تماما فقد نطقت هذه الشخصية بعده كلمات تؤكد أنها غير دمشقية ,وبالرغم أن نزار قباني كان مغرما باللهجة الشامية وادخل مفرداتها من خلال كتاباته ( يعرش – طشت – يهرهر – ترش – يخرطشون ) برغم ذلك لم نستطع أن نسمع هذه اللهجة الشامية في شخصية نزار قباني اللهم سوى كلمة ( عروس ) ( الحلقة 2) والمقصود بها (سندويشة )
    لقد أغرقنا المسلسل بجزئيات ليس لنا بها , فالحلقة الثانية والثالثة تقريبا كانتا حول إصابة عين نزار قباني , فهل هذه الحادثة تستاهل حلقتين ؟وهل كان أهل دمشق يضعون المتوفى بثيابه البيضاء ووجهة مكشوف في التابوت , كما حصل في الحلقة الرابعة حين توفيت وصال ؟ وطالما الحديث عن وصال الشقيقة غير الأخت لنزار قباني نتساءل لماذا لم يوضح المسلسل الأسباب التي أدت إلى وفاتها , ولا يكفي قولهم لأنها لم تستطع أن تتزوج من تحب , فقد استطاع المسلسل أن يدخلنا في أدق الجزئيات في حياة نزار قباني كما يزعمون وان يذكر لنا عشيقات نزار في السر والخفاء من هويدا إلى صاحبة حرف اللام وأمها , وزبيده وهند وآمال والشغالة نعيمه في القاهرة التي كانت ترمي شباكها للشاب القادم من الشام و فالذي استطاع أن يحصي عدد العشيقات والحديث الحميم الذي كان يدور بين العشاق , يستطيع أن يعلمنا ولو شيئا بسيطا عن قصة وفاة وصال
    وحسب ما قرأنا لابنته هدباء بأن جدتها( أي والدة نزار ) كانت تنادي لنزار ( نزوري ) على سبيل الدلع , وليس نزار الصغير ( الحلقة الرابعة ) ,وكما قرأناه ايضا لنزار وأهلة فان نزار ( ليس لديه مصادفات في الكتابة ولا ارتجالات في قول الشعر , فحركة الشعر عنده كحركة الكواكب في السماء , تخضع لنظام دقيق وسرمدي ) وبالتالي حسب ذلك لم يمارس نزار الكتابة وهو مستلقي على السرير أو مبطوح على الحشائش في إحدى الحدائق ( الحلقة 4 و 6 ) , وحين أصدر نزار ديوانه الأول ( قالت لي السمراء ) يزعم المسلسل أن توفيق قباني يتهجم على ولده نزار لإصداره هذا الديوان ومما يقوله له انه ( يخدش الحياء هو ديوان شيطاني ) بينما قرأنا لنزار قباني انه اعد ديوانه الأول ( قالت لي السمراء ) للطباعة وذهب إلى أم المعتز وقال لها لدي ديوان شعر و أريد مبلغ 300 ليرة سورية لطباعته فخلعت اسوارتي الذهب من يدها وأعطتهما له ليطبع كتابة وبعد أن نشر ديوان الشعر وظهرت أصداءه في الحارة جاء وجهاؤها إلى أبو المعتز يشكون ابنه نزار على هذا الديوان ويسجلون اعتراضهم عليه وضرورة إتلافه ومنع نزار من التعاطي مع هذه الأشياء ( الشعر )0 انتظر الوالد توفيق قباني ابنه نزار لحين عودته إلى البيت , فسأله , هل صحيح انك كاتب كتاب شعر عن المرأة والناس في الحارة قايمين عليك , فقال له نعم , وطلب أبو المعتز الديوان ليطلع عليه ومن ثم يقرر ماذا سيفعل , وبعد أيام استدعى ابنه نزار وقال له : لا يهمك ما يقولونه في الحارة واستمر وأنا أتدبر الأمر مع أهل الحارة ولم يقل له أن هذا الديوان يخدش الحياء ؟ والاهم من هذا وذاك أن الذي قدم نزار للعالم وتنبأ له أن يكون مثل بودلير وفيرلين والبير سامان وغيرهم من أصحاب الشعر الرمزي والشعر النقي. هو الأستاذ الجامعي والنائب الدمشقي والوزير منير العجلاني فحين أراد إصدار ديوانه الأول (قالت لي السمراء) وكان طالبا في كلية الحقوق بجامعة دمشق , تقدم بحياء من الأستاذ في كلية الحقوق والنائب والوزير الدمشقي بطلب يرجوه فيه أن يقدم له ديوانه الأول, وبرغم ما ضمّه هذا الديوان من تمرد وتغيير في شكل ومضمون القصيدة العربية المتوارثة، حيث ادخل الشاعر ألفاظاً وصوراً تناول من خلالها المرأة بأسلوب جديد وغير مألوف, فقد قدم العجلاني الطالب نزار قباني للعالم وكتب مقدمه ( قالت لي السمراء ) وصدرت الطبعة الأولى منه وبكمية 300 نسخة في أيلول 1944 ومما جاء في مقدمة العجلاني لقباني :
    (وكأني أجد في طبيعتك الشاعرة روائح بودلير وفيرلين والبير سامان وغيرهم من أصحاب الشعر الرمزي والشعر النقي... لا أسألك... لا أسأل الله إلا شيئاً واحداً، أن تبقى كما أنت، طفلاً يصور.. ويعشق.. كأنه ملاك يمشي على الأرض ويعيش في السماء... إنك تمر مرور الموكب الملكي أو الملائكي..) ويتنبأ الدكتور العجلاني في تقديمه لهذا الديوان أن يتبوأ نزار قباني أعلى مراتب الشعر فيقول: (ومن يدري لعل القدر يخبئ لنا فيك شاعراً عالمياً تسبح أشعاره من بلد إلى بلد وتمر من أمة إلى أمة).وتحققت نبوءة العجلاني وسبحت أشعار نزار من بلد إلى بلد وستمر من امة إلى امة ونزار حفظ للعجلاني موقفه هذا فكتب له بعد أعوام طويلة من إصدار ( قالت لي السمراء ) : ( الآن وقد قدر لهذه الدفقة من الشعر التي جعلتها بتقديمك لها , تورق وتزهر أن تمر على أنامل الناس الآن وقد صار شعري ملكا لغيري أعود إليك لأقول لك بأنك أنبل من ولدته أم , وبان هذا الجميل الذي قدمته يداك لي لا املك ردة , لأنك على كل حال اشعر مني و لان كل هذا الشعر الذي تقرؤه الدنيا عني أن هو إلا تقدمة نثريه لتقدمتك الشعرية )
    تشير الحلقة السادسة أن نزار تخرج من الجامعة وعمرة 20 سنة بينما الذي نعرفه من خلال قراءة سيرة نزار انه حصل عام 1945 من الجامعة السورية في دمشق على الليسانس في الحقوق , ونزار مواليد 1923 أي انه تخرج وعمرة 22 عاما
    وفي الحلقة السابعة يعطي نزار قباني والده أبو المعتز درسا في مبادىء السياسة ؟ برغم أن نزار يصف والده بأنه ( يصنع الثورة )و يعقد الاجتماعات السياسية في منزله , وانه كان من أولئك الرجال التجار والمهنيين وأصحاب الحوانيت الذين يمولون الحركة الوطنية , ويقودونها من حوانيتهم ومنازلهم فهل يعقل رجلا وطنيا يعمل في صناعة الثورة بحاجة لدرس في مبادىء السياسة من ابنه ؟ وهل من المعقول أن يغلق هذا الدبلوماسي المدلل باب السيارة لسعادة السفير وكأنه احد مرافقته ( الحلقة السابعة ) والشيء المدهش أن نزار قباني في هذا المسلسل يستطيع القتال ( كأفلام جيمس بوند ) حين يقتحم العوامة وينقذ حبيبته لميس من ( الحشاشين ) تماما كفريد شوقي , فبضربة ( بكس ) واحدة يرمي الشرير في نهر النيل , وينقذ البطلة ؟
    استحلفكم بالله , أن تتابعوا المسلسل الذي يعرضه التلفزيون السوري هذه الأيام والمسمى زورا وبهتانا ( نزار قباني)
    وأرجو ممن يهمه الأمر أن يأخذ ملاحظاتي هذه بروح رياضية , لأنني مثله تماما اعشق دمشق , واضع نفسي في قائمه عشاق نزار قباني00و أنني أدعو لوقف التعدي على دمشق نزار قباني

    عن الحوار المتمدن


    لــ .*.*... شمس الدين العجلاني


    تابع>>>>>>

  6. #5
    <<<<<<تابع



    لقاء خاص مع السيدة هدباء قباني ابنة الشاعر **-نزار قباني **-

    احمد الحيدري: اهلاً وسهلاً بك في هذه الحلقة

    هدباء قباني:اهلاً وسهلاً بك اخ احمد، انا سعيدة كثيرا لاني اتحدت اليك، وسعيدة ان يسمعني الجمهور الايراني والعربي.

    احمد الحيدري: كان لنا قبل هذا اللقاء، حديث مطول وكنت اسعى في حديثي ان اكون قريباً من حياة نزار قباني الاسرية و ايضاً من حياته الشعرية، ولكن سيكون سؤالي الاول في هذه الحلقة الخاصة، بالشاعر الراحل (نزار قباني) هو: كيف كان يتعامل نزار قباني مع عائلته، وكيف كانت العائلة تتعامل معه وهل كان دائماً يعيش عالم القصيدة اينما ذهب، او انه يعطي لعائلتة اهمية خاصة، كما كان يعطي لقصائده، نتحدث اولاً عن هذا الموضوع.


    هدباء قباني: ابي كان يعطي لكل شخص في العائلة احتراماً ووقتاً كبيراً، بس هو كان عنده رسالة مهمة، خلق من اجلها وهي ان يكتب الشعر، اعتقد ان القدر عندما اختاره من بين اخوته، هو كان يبحث عن الشيء الذي يريد عمله لنفسه. جرب دراسة الموسيقى، جرب الخط، وجرب الرسم، لم يكن يعرف بعد انه سيصبح شاعراً وفي يوم دخل الصف وهو في الرابعة عشره من عمره ولاول مرة كانوا يدرسون فيها ماده الشعر العربي(لا اقصد اللغة العربية) دخل خليل مردان وكان شاعراً سورياً كبيراً (الله يرحمه) وبدأ الفصل بكتابه مقطعين من (الغزل) يذكر والدي انه ذهل من هذا الشعر، وفي وقتها عرف والدي انه خلق للشعر، بينما التلاميذ في الفصل لم يأبهوا واخذوا يتضاحكون في الفصل في حين أخذ هو بالدرس، ومن وقتها الىان توفي (الله يرحمه) والشعر مهمته الاولى، حيث احس ان ربنا سبحانه وتعالى اختاره لهذه المهمة، والشعر كان حياته والادب بنفس الاهمية لأني انا عتبر ان نثره كان مهماً كثيراً، بس كان يعطينا كل وقت فراغه، بس هو كان متفرغاً للشعر، يعني اربعة ساعات في النهار كان يخصصها للقراءة، لانه لم يحس يوماً ما انه خلاص اصبح شاعراً مهماً ولاضرورة لكسب المعرفة، كان دائماً لديه حب الاطلاع يقرأ لكل الشعراء الجدد من العرب وكذلك الشعر المترجم وبنفس الوقت كان يجلس اربعة ساعات بعد ظهر كل يوم يحاول ان يكتب فيها، وبعد الحمام، يرتدي ملابسه وينزل الى المكتب ويضع امامه ورقه بيضاء كي يكتب ولو انه لم يتمكن من الكتابة في كل مرة انما كان يحافظ على النظام والترتيب الذي وضعه لنفسه.
    هوكان ابا عظيماً وصديقاً لنا، وقد احترمنا كثيراً خصوصاً نحن البنات في العائلة، كنا اميرات انا واختي زينب، وبالفعل ما كتبه عن قضية المرأة كان يمارسه وكان بيفهم عواطفنا وبيحاكينا كما كان في كتاباته هو كان يهتم بنا و ببيته، وكان ذواقاً للطبخ.

    احمد الحيدري: سوف ننتقل بعد ذلك انشاءالله الى ذوقه في الطبخ.

    هدباء قباني: بس اقول لك انه على قدر ما كان يمارس الاشياء الاعتيادية كبقية الناس عندما كان يحضره الشعر يصبح كل شيء ثانوياً بالنسبة له ، الا اذا احتجناه، طبعاً كان يلبي طلبنا بس في المناسبات، عيد ميلاده مثلاً، نجده يتنقل بيننا نحن الاخوة بخفة وفرح وفجأة تأتيه القصيدة او يأتيه الشعر فتحس بسرحان في عينيه وينتقل بفكره بعيداً عن الجميع ولم يأخذ اي احد منا هذه الحالة الا القليل من موهبته، بس في مثل هذه الحالات كنا ننسحب او ينسحب هو من بيننا ليختلي بنفسه لاكمال قصيدته لانه لامفر من امر القصيدة حتى اني اذكر ان قصيدة اطفال الحجارة كتبها مرة واحدة.

    احمد الحيدري: هناك قضية ومواقف لم تنس جائت عن لسان قصائد نزار قباني، قصيدته حول الجنوب حول اطفال الحجارة، حول قضية فلسطين، هل تتذكرين ما كان يقوله حول هذا الموضوع، وكيف كان ينظر الى هذه القضية وانتفاضة ذلك الشعب الابي.


    هدباء قباني: اولاً بابا كتب اطفال الحجارة، اريد ان اقول لك، قبل الانتفاضة الاولى، حتى صارت الصحف تسميهم – اطفال الحجارة- من وراء هذه القصيدة،كان دائماً عنده رؤية، وسبب كتابته بقدر ما تأثر اولاً: قضيه فلسطيني بدمه (بدمنا جميعاً) بس اكثر بدم الشعراء اعتقد، لأن الشاعر بشعره يعني كلمة شاعر تنبع من احساسه المرهف، وبعدين كانت اول قصيدة كتبها "فتح" كانت فتح لم تتأسس بعد تماماً عندما ذكرها في شعره، فالأنتفاضة وماكان يجري في فلسطين وعالمنا العربي والاحزان التي كانت تمر بنا، كلها اثرت فيه بشكل مدمر حتى اصبحنا نقلق ونخاف عليه وعلى صحته ووقعت حوادث بعد وفاته واقول انه لو كان موجوداً لمات كل مرة لو مرض مرة ثانية على هذه الحوادث كالحادثة التي تعرض لها محمد الدرة، نتأثر بها ويمكن ان تسلب من اعيننا النوم ليلتها، بس ثاني يوم تمضي الحياة ويذهب الانسان لعمله، ابي كان يمرض بالفعل لكل حادثة مؤلمة ونحس بأننا يجب ان نواسيه على حوادث وايام مرت لأنه لم يكن يتحمل ما يجري، وبالآخر قبل وفاته قليل كتب "متى يعلنون وفاة العرب" كان حزيناً وكان يقول اريد ان استرد برتقالة من فلسطيني ... وننقذ هذا الشعب.كان يحب فلسطيني، وكان يقول هذه ارض الانبياء وكان قد زارها قبل الاحتلال (عام 1948) واتذكر انه قال لي يا بابا لو مشيتي في قدس، ورأيتي حجارة على الارض كلما رفعتي حجر، يطلع لكي نبي تحتها بقدر ما هذه الارض مقدسة عندنا.
    وبقدر ما لها من هيبة وروح، وكان يقول لي يمكن هي اجمل مدينة رأيتها في العالم ودائما كان بقصائده يذكر الرسول محمد ويسوع وعيسى(عليهم السلام) يعني دائماً كان يمزج بين الرسول (عليه السلام) وعيسى(عليه السلام) لفكرة التجانس بين الاديان وهذا البلد كان يمثلهم برأيه.

    احمد الحيدري: طبعاً هذا كان رأي نزار قباني وايضاً هذا ما قرأناه في قصائد كثيره كانت لنزار قباني، سأنتقل الى موضوع آخر كنا تحدثنا عن هذا الموضوع.

    هدباء قباني:خليني اذكر لك قضية الجنوب، الجنوب طبعاً هو الفخر الكبير لنا، وهو استمرار لقضية فلسطيني يعني وكان بابا ساكناً في لبنان بوقتها ويحس بفخر واعتزاز بالمقاومة التي وقعت في الجنوب وكتب هذه القصيدة العظيمة الطويلة، يعني مجّد فيها "سمتيك الجنوب".

    احمد الحيدري: في هذه القصيدة "سمتيك الجنوب" ذكر الشاعر الراحل نزار قباني، شخصية عظيمة وكانت معروفة بمطالبتها للحق وهو الامام الحسين(ع) كرمز للثوار والثائرين والاخذ بالحق وايضاً لرفع الظلم والجور عن كاهل الشعوب المظلومة.

    هدباء قباني:صحيح الامام حسين كان دائماً يذكره ابي بعدة قصائد غير سمتيك الجنوب دائماً كرمز لما حكيته لك، لرفع الظلم والحق، ولقداسة معينة بالمدافعة عن حق الانسان، وطبعاً سيدنا على (كرم الله وجهه) يعني دائماً كان يتطرق الى ذكرهم اذا انتبهت لشعره السياسي كانوا دوماً رموزه في هذا النوع من الشعر.

    احمد الحيدري: وكانت هذه الرموز لاحظناها وقرأناها ايضاً وقرأها الكثير في قصائد نزار قباني.
    سأنتقل الى موضوع آخر كنا قد ناقشناه وتحدثنا حوله قليلاً في بداية الحلقة، وهو انه كان يتقن الطبخ اضافة لذلك ذكر تي لي انه عندما يكون حزيناً او في حالة مرض تقولون له اننا سوف نذهب الى مطعم ايراني وسوف نأكل الطبخات الايرانية، نتحدث حول هذا الموضوع قليلاً.

    هدباء قباني:اول شيء اريد ان اقول لك، انه كان لديه تعاطف كبير مع الشعب الايراني وفي مرة كنا في سفارة من السفارات في برلين اذكر، لإلقاء امسية شعرية، ونحن في السفارة وكان يحضرها الكثير من الاوروبيين والغربيين وغيرهم، تعرف عليه شخصاً ايرانيا كان يقرأ قصائده بالعربية ويقوم بترجمتها حتى وتقدم الله وقال له انه يتشرف بمعرفته وانه شاعر عربي كبير ويقرأ قصائده واشعاره فاستغرب ابي بأنه في سفارة اجنبية ونحن كنا بانتظار الحصول على فيزا تقدم له شخص ايراني باسم دكتور علي رضا عندما تحدث هذا الشخص بلغة عربية جيدة جداً والدي اعتبره شخص عربي وتفاجأ جداً عندما اكتشف انه ايراني وكم الشعب الايراني معجب بقصائده عندها دمعت عين ابي فرحاً ووالدي كان يفرح كثيراً عندما يلمس انه وصل الى القلوب بأشعاره لهذا هو بسط الشعر لغوياً، وهوكان يحب الاكل الايراني كثيراً، وانا التي عرفته علىالاكل ايراني لأني بقيت في لندن كثيراً وتعرفت في لندن على صديقات ايرانيات، وتعرفت علىالمطاعم الايرانية فيه، وبالفعل الاكل الايراني لذيذ كثيراً، وكانت متعتنا بأن نصطحب معنا والدنا الى تلك المطاعم عندما جاء الى لندن وهو كان يثق كثيراً بي وبذوقي وكنت صديقه له وعندما جاء الى لندن لكي اكسر عنه الغربة كنت آخذه الى محلات اعرف انها محببة الى نفسه، منها اخذته على مطعم ايراني، وهذه اضحت له كهدية في وقت الضيق والإنكفاء حيث نعرض عليه الاكل الايراني وتعلم منذ المرة الاولى اكل (جلوكباب) فكنا نعرض عليه اكله اخرى كان يرفضها ويتمسك بأكلة (جلوكباب).



    يتبع >>>>>>>>>>

  7. #6
    تابع >>>>>>>

    لقاء خاص مع السيدة هدباء قباني ابنة الشاعر **-نزار قباني **-


    احمد الحيدري: وهذه الاكلة عبارة عن كباب مع الارز والارز مخلوط بالزعفران.

    هدباء قباني:صح ومعه بيضة ايضاً يعني كان يسعد نفسه بالاشياء الصغيرة، والطيبة والحلوة وكان صاحب مذاق هو، وكان طباخ عظيم وهو الذي علمني الطبخ يعني عادتاً الام تعلم ابنتها الطبخ وانا ابي علمني الطبخ لأنه مثلما قلت لك كان الطبخ بالنسبة له فناً ونظاماً وانه يجب ان اتعلم هذا الشئ، وانا كنت اشتغل بالاشياء القديمة، بالأنتيك واجمعها كهاوية، فكان يقول لي ابي اذا تحبي الاشياء الجميلة، فيجب ان تحبي الطبخ لانه هو ينتج شيئاً جميلاً في الآخر، ولازم ان تتعاملي معه بحب فكل شيء تريدين التعامل معه لازم الواحد يعمل مهمته على اكمل وجه وبحب لانه لايمكن التعامل بالخداع. وعندما كان يتهيأ لامسية شعرية كان يتحضر لها قبل يومين ويصوم للامسية الشعرية منذ الساعة السادسة صباحاً كي يحتفظ برشاقته ولا يتحدث كي يحافظ على صوته ويراجع شعره، ويقرأ و يقرأ، رغم انه يعرفها ولكنه كان يعبد كتابتها، ويكون مستعد وفائق، ولا مرة اعترف وقال انه شاعر كبير ومحبوب وكان يترقب الامسيه ورغم نظافته الا انه كان يستحم اكثر من مرة وكان يحترم الجمهور كثيراً، ولم اكن ارفع عنه عيني وكنت اراقبه وكانت عينه في عيني وكأني رادار له ليلمس مدى نجاح امسيته مع انه كان يرى مدى اعجاب الناس به مع ذلك كان ينفعل ويأخذ حبوب دواء القلب قبل الامسية من كثرة الانفعال.

    احمد الحيدري: اردت ان اسأل هذا السؤال كيف كان تعامله مع الجمهور عندماكان يقف على المنصة ويلقي قصائده هل تتذكرين حوادث وقعت في هذا المضمار.

    هدباء قباني:نعم كان مرة في امسية والجمهور مجتمع حواليه، كالعادة وخصوصاً عندما تنتهي الامسية كان الشباب وبكل الاعمار يلتفون حواليه وكانوا يعبرون له عن مدى اعجابهم ويطلبوا منه كتابة ولو خط او توقيع وكان ابي مع تعبه كان يحب هذا التعبير عن الاعجاب وفي مرة جاء شاب من بعيد وقال له: يانزار قباني انت سارق، انت سرقت شعري فالشبان استائوا كثيراً (الشبان الذين كانوا يلتفون حول والدي) وحاولوا طرد الشاب، لكن والدي اوقفهم وسأل الشاب ماذا تريد ان تقول فأجاب الشاب: الكلام الذي قلته كنت اريد ان اقوله انا يعني انت عبرت عن مشاعرنا كلنا، فضحك والدي وقال هذا وسام شرف على صدري بأني اكتب ما تفكرون به انتم. ومرّ والدي بمواقف كثيرة، في مرة جائت جده بحفيدتها، الحفيدة تريد ان ترى نزار قباني باصرار واهلها يمنعونها فالجدة جائت بها الى نزار قباني وهي لاتعرف من هو نزار قباني فأخذتها الحفيدة الى امسية لنزار قباني، بعدين الجده لم تشأ ان تغادر الامسية بقدر ما تمتعت بشعر بابا وطلبت من حفيدتها ان تجلبها دوماً الى حفلات جميلة، ومرة في امريكا وفي امسيه انكسرت زجاجه نظارته ولم نجد محلاً للتصليح فعمي اخذه الى مكان بعيد لتصليح الزجاجة بنفس اليوم وكانت فتاة امريكية تبلغ من العمر عشرين سنه هي التي اخذت النظارة وطلبت منا ان تردها في الساعة السادسة مساءاً ولكنهالم توعدنا لانها كانت تريد ان تحضر في تلك الساعة امسية شعرية لشاعر عربي ضروري، فسألناها من هو هذا الشاعر فردت بأنه نزار قباني فسألها عمي هل تعرفين اللغة العربية، قالت: لا ولكنني سارافق اهلي لأراه بسبب اعجابهم الكبير بهذا الشاعر فعمي ضحك ومازحها وقال لها اذا ما صلحت النظارات لن تسمعي الشاعر العربي لان هذا هو الشاعر العربي وعندما تطلعنا لو الدي بعد هذا الحديث رأيناه يبكي لأنه دعي الى اقاصي امريكا ووجد بنتاً امريكية لاتجيد العربية حتى، ذاهبه كي تسمعه هذه هي اهمية والدي ولهذا كان يعمل لجمهوره ودائماً يعطيه الافضل وعندما تنتهي الامسية مع كل المحبة والتصفيق كان يسألني هل احبني الجمهور يا بابا، وهل كانت الامسية جيده يعني كان يهمه المستوى وكان ايامها اذا حضر امسيته طفل يستاء اذا لم يفهم هذا الطفل ما قاله وكان يعتذر والدي ويعيد بصياغة القصيدة من جديد، لهذه الدرجة كان يهمه الجمهور.

    احمد الحيدري: هكذا كان نزار مع الجمهور ومع مستمعيه الكثيرين في جميع انحاء العالم ، سأنتقل الى النقطة الاخيرة في هذا الحوار، نزار قباني قبل رحيله كيف كان يتعامل مع الكتابة وكيف كانت حالته وكيف وقفت اسرته معه في تلك المحنة ونعرف ايضاً انه توقف لفترة قبل وفاته عن الكتابة او بالأصح منع عن الكتابه ذلك الشعور انه لن يستطيع ان يكتب في حالة المرض نتحدث ايضاً حول هذا الموضوع.

    هدباء قباني: شوف اخ احمد بابا مات لما لم يعد يقوم بعمل الكتابة وليس لانه مات ولم يعد يكتب، فقبل ستة اشهر من وفاته انا اعتقد انه مات لأن عقله كان معه ولكن جسمه لم يعد معه والضعف الجسدي او المرض الجسدي منعه من الكتابة. كان الوهن والادوية التي كان يتناولها لتخفيف المرض والتهدئة كانت منومة، واتذكر انه في مرة من المرات طلب عدم تناول الدواء كي يكتب يعني الرغبة كانت موجودة، مرة واحدة حصلت، من سنوات طويلة بسبب الاحزان العربية، انه توقف عن الكتابة ستة اشهر ايضاً فكر عندها ان الكتابة عنده انتهت وصار معه يأس قاتل، وانا بسبب كوني اكبر اولاده لم ار والدي بهذه الدرجة من اليأس قبلها حتى انه قال لي: خلاص انا يمكن خلصت مهمتي في الحياة ، لاني لا اقدر على الكتابة فقلت له: غير صحيح وهذا الشيء لا علاقة لك بها، بس انت عندك فترة جفاف لاسباب نفسية ضغطت فأحسست باليأس من الوضع وستعود الى الكتابة وبيكاسو ظل يرسم حتى التسعين، ولكن في حالته المرضية الاخيرة والتي توفي بعدها الذي كان يحييه من جديد. هو حبّ الناس وعندما رقد في المستشفى كان يقرأ ما كتبته عنه الصحافة من حب الناس والتمنيات بشفاءه والرسائل التي كانت تصلحه ونقرأها له،كان يفتح عينيه وكنت اقرأها له وهو غارق في النوم وانا واثقة انه يسمعني وكنت اقول له بابا اتصل بيك فلان وحبّوك وكتبوا عنك في المجلات والجرائد وكان يتهيأ لي انه يبتسم لهذا الكلام وهو غارق في النوم فهذا هو حب الناس، وفي مرة كان صاحي ولايذكر اين هو، وقفت عند نافذة المستشفى وقرأت له اول بيت من ابياته الشعرية فأكمل لي القصيدة كلها من ذاكرته هذه هي ذاكرته، ذاكرته الشعرية والباقي وهن الجسد هو الذي منعه من الكتابة، حتى كنت اضع له في المستشفى جنب السرير اوراق واقلام دائماً مع الدواء، مع الوقت كثر الدوا اضطرني ان ارفع الاوراق ولكني ابقيت على الاقلام ثاني يوم عندما جئت وجدت انه احس بالكتابة في منتصف الليل وفي الساعة الثالثه من منتصف الليل كتب قصيدة وانشاء الله قريباً انشر قصائده الاخيرة، ولكن كيف كتب هذه القصيدة منتصف الليل كتبها على كيس الصيدلية والذي كان من ورق وفي داخله الادوية، وبأذن الله ستكون هذه آخر غلاف له واسم الديوان وستنميها ابجدية الياسمين. وكم احب والدي الناس و بدمشق سموا شارعاً باسمه وكتب ابجدية الياسمين وما تعنيه له هذه الابجديه من بلاده وشعره، بس بالآخر لم يستطيع الكتابة.

    احمد الحيدري: طبعاً الحالة المرضية وكذلك الاطباء (حسب علمنا) كانوا يمنعونه من الكتابة لأن حالته الصحية لم تكن تسمح بذلك، اتمنى كما يتمنى مستمعينا الاحبة ان يقرئوا الديوان الاخير للشاعر الراحل- نزار قباني- انشاءالله.


    هدباء قباني: لاتعرف كم انا سعيدة لحديثي معك ومع كل المتسمعين، كان هذا الحوار البسيط قريب من القلب لأن شعره كان كذلك بسيطاً ويصل الى القلب.

    احمد الحيدري: انا من ناحيتي اشكرك سيدة هدباء قباني على هذا اللقاء وهذه الكلمة التي نأمل ان تصل الى مستمعينا الاحبة اينما كانوا.

    هدباء قباني:وانا ايضاً اشكرك كثيراً.‏

    عن إذاعة طهران العربية


    يتبع >>>>>>>>>>>

  8. #7
    <<<<<<<<<<تابع





    سلوم حداد : سيبقى بداخلي الكثير من نزار قباني






    اجرى الحوار: هيام حموي

    سلوم حداد في أحد أدواره

    حديث الساعة في الموسم الرمضاني لهذا العام، مسلسل "نزار قباني"..، سواء من ناحية إنجازه كعمل درامي رُصدت له الإمكانيات العالية، أم ناحية الإشكالات القضائية التي أفرزها إنتاجه.. وحتى الآن، ينتظر مختلف الأطراف أن يفصل القضاء في الدعاوى المرفوعة بشأنه..

    ومع ذلك، فعرض المسلسل الذي يخرجه الفنان باسل الخطيب، يستقطب المشاهدين العرب، من كل حدب وصوب.

    ومع تقدم الحلقات، يتقدم نزار في السن.. وها هي حلقات نضوج الشخصية تقترب..

    ونزار قباني في مرحلة النضوج، ستكون له ملامح الفنان المتألق سلوم حداد، الذي تم اختياره لتجسيد شخصية الشاعر الكبير في سنواته الأخيرة.. وربما بات من الأصح أن نقول إن لسلوم حداد ملامح نزار قباني، بسبب التماهي الهائل، والمدهش بين الفنان الممثل ودوره.

    Cnn بالعربية حاورت سلوم حداد هاتفيا، قبل ساعات من سفره إلى اسبانيا، لاستكمال تصوير المشاهد الأخيرة من المسلسل الشهير. سألناه أولا عن أنشطته الرمضانية بشكل عام، أجاب:

    "هذا العام أسعدني الحظ بتجسيد شخصية الشاعر الكبير نزار قباني، من إخراج باسل الخطيب.. من جهة ثانية، كانت لي مشاركة في مسلسل آخر، يحمل عنوان "المرابطون والأندلس"، من إخراج ناجي طعمة."

    فلنتوقف قليلا عند الدور الذي رأينا أنك من خلاله "تقمصت" شخصية الشاعر نزار قباني، بشكل مدهش، كيف تلقيت فكرة عرض الشخصية عليك، وهل شعرت أنك تستطيع تجسيدها بسهولة؟

    اجاب: سأكون صريحا وأؤكد لك أنني ترددت طويلا قبل القبول.. بل وحاولت مرارا الاعتذار عن الدور من المخرج الفنان باسل الخطيب.. ورغم أن القبول كان يشكل تحديا كبيرا عندي، خوفي الأساسي كان الاختلاف الكبير في الشكل والهيئة الخارجية..

    وأضاف: فالراحل الكبير، نزار قباني، رحمه الله، كان أنحف مني بكثير، وكان التحدي الأول بالنسبة لي هو إنقاص وزني بمقدار عشرين كيلوغراما على الأقل، وقد تمكنت من تحقيق ذلك، وهي سابقة لم تحدث لي في حياتي من قبل، لأني من الأشخاص الذين يستمتعون جدا "باللقمة الطيبة"، وعمل ريجيم ناجح مع إنقاص قرابة 20 كيلوغراما أمر يمكن اعتباره إنجازا هائلا.

    ... هل لك أن تعطينا وصفة هذا الريجيم؟

    أجاب: لم يكن الريجيم هو المهم.. الأهم فيما حدث هو الحافز المحرّض الذي دفعني إلى المثابرة من أجل تقديم الأفضل.. فكرة المشاركة في عمل يبرز هذه الكتابة الرائعة، التي أعدها واضع السيناريو الأستاذ قمر الزمان علوش، والمادة الأدبية المتوفرة التي تعكس الحياة الغنية لشاعرنا الكبير، هذا كان المحرّض بالدرجة الأولى.. إضافة إلى كل ما تركه الأستاذ نزار من موروث أدبي وفني وحياتي...

    وأضاف: لقد كان عليّ تجسيد شخصية غنية وإشكالية ومناضلة، لديها هم وهاجس، سواء كان متعلقا بالمرأة أم بالوطن، أم بالإنسان العربي.. وآمل أن يتقبل جمهور المشاهدين العمل ككل، بمقدار الحب الذي وضعناه فيه من أنفسنا عند إنجازه.


    وتابع: من جهة أخرى، إضافة للجهد المبذول من أجل الاقتراب من شخصية نزار في الشكل، كان هنالك ضرورة الاقتراب من تجسيد الجانب النفسي، والدخول في روح الشخصية.. وقد حاولنا التركيز على هذه الناحية، حيث كنا كالصائغ الذي ينحت قطعة المجوهرات، ويزخرفها بحب وأناة...

    كيف تم التعاطي مع هذا الجانب، ما هي المراجع التي استندت إليها؟

    أجاب: لقد استندت إلى كم هائل من المشاهدات، من القراءات، كل كتبه وأعماله الكاملة، والمؤلفات التي تحدث فيها عن حياته، مثل "قصتي مع الشعر".. كما تعمقت في دراسة مقابلاته الإذاعية والتلفزيونية، واللقاءات الصحفية.. حاولنا قدر الإمكان تأكيد المصداقية، بحيث تكون الشخصية قريبة جدا من الشخصية الواقعية... فتقديم هذا النوع من الشخصيات الغائبة الحاضرة أمر شديد الصعوبة، في الوقت الذي لازال أهله والمقربون إليه على قيد الحياة، في حين أن القيام بدور شخصية تاريخية ليست لها ملامح واضحة في أذهان الناس، أسهل بكثير بالنسبة لي.. القرب الزمني للشخصية يحّملنا مسؤولية اكبر بكثير...

    وهل يمكن لنا التطرق للمشكلة العالقة بين عائلة الشاعر الكبير وورثته، وبين الجهة المنتجة للعمل؟

    اجاب: أستطيع القول هنا بأنني كممثل، أعتبر نفسي غير معني بهذه المشكلة.. ولكني على الصعيد الشخصي أتمنى بالطبع أن لا يكون هذا الإشكال موجودا.. وأرجو من أعماق قلبي أن يتم التوصل إلى حل أو اتفاق بين الطرفين...

    وأضاف: من جهتي كفنان، همي الأكبر هو تقديم شخصية نزار قباني كما يجب أن تقدم، بالشكل الجدير بقامته العملاقة، بكل الحب، بكل الحرص..، فهو رمز من رموزنا، هرم من أهراماتنا.. نحن نقدم رمزا، وكلنا نعرف كم نحن بحاجة في وطننا العربي لرموز من هذا المستوى.

    ما الذي سيبقى من شخصية نزار قباني في داخلك بعد انتهائك من أداء الدور؟

    قال: سيبقى االكثير الكثير.. وبودي أن أعترف لك بأننا كممثلين، نسعد كثيرا عندما نجد في الأدوار ما يحدث بداخلنا تغييرا في الآراء أو في وجهات النظر.. وهذا الدور بالذات جعل مساحتي الإنسانية من الداخل أرحب، وكذلك مساحتي الوطنية.. وثقتي بالناس وبالمواطن العربي أقوى وأعمق.

    أي أغنية من الأغاني المأخوذة عن قصائده هي المفضلة لديك؟

    قال: أحب قصيدة "أيظن" .. التي لحنها الموسيقار محمد عبد الوهاب، وغنتها نجاة الصغيرة.

    ما هي العبارة التي تحبها لنزار قباني.. وتركت أبلغ الأثر في نفسك؟

    أجاب: هي عبارة قالها في لقاء مع الإعلامي الأستاذ رياض نعسان آغا، وهو سفير سوريا حاليا في دولة الإمارات.. هذا اللقاء بدأنا به المسلسل.. فقد أجاب بها عن سؤال يقول: " بعد هذا المشوار الطويل، ألا زالت الأنثى العربية تعنيك.. ألا زال هم المواطن العربي يعنيك، ألا زالت ثقتك بالمواطن العربي كما كانت؟ فأجاب الأستاذ الكبير نزار: كانت ثقتي بالمواطن العربي كبيرة، وبهمّ المواطن العربي كبيرة، وستبقى وإن طال بنا الوقت."

    كل عام وانتم بخير...

    عن Cnn العربية

  9. #8
    الفتى الدمشقي / نزار قباني




    ... الولادة على سرير أخضر ...

    ولد نزار قباني في 21 آذار ( مارس ) 1923 في بيت من بيوت دمشق القديمة..

    يقول نزار " يوم ولدت كانت الأرض هي الأخرى في حالة ولادة, وكان الربيع يستعد لفتح حقائبه الخضراء..
    هل كانت مصادفة يا ترى أن تكون ولادتي في الفصل الذي تثور فيه الأرض على نفسها, وترمي فيه الأشجار كل أوراقها القديمة ؟ أم كان مكتوبا علي أن أكون كشهر آذار.. شهر التغيير والتحولات.. ؟ "


    ... الأسرة الدمشقية ...

    أسرته من الأسر الدمشقية الحال.. والده هو توفيق قباني, وأمه هي فائزة أقبيق.
    ترتيبه الثاني من بين أربعة صبيان وبنت هم المعتز ,ورشيد ,وصباح , وهيفاء.. وكانت له أخت غير شقيقة من أمه اسمها وصال.

    ... الدار الدمشقية ...

    في بيت من بيوت دمشق القديمة في حي " مئذنة الشحم " ترعرع نزار ونطق كلماته الأولى في بيت تحدث عنه طويلا كان هو نهاية حدود العالم عنده كان الصديق والواحة والمشتى والمصيف, ترك بصمات واضحة جلية على شعره وفيه تعلم اللغة الشامية التي تغلغلت في مفاصل كلماته.

    يقول " هذا البيت الدمشقي الجميل استحوذ على كل مشاعري وأفقدني شهية الخروج إلى الزقاق. كان اصطدامي بالجمال قدرا يوميا كنت إذا تعثرت أتعثر بجناح حمامة وإذا سقطت أسقط على حضن وردة طفولتي قضيتها تحت ( مظلة الفئ والرطوبة ) التي هي بيتنا العتيق في " مئذنة الشحم "

    ... المدرسة الأولى ...

    التحق نزار " بالكلية العلمية الوطنية " – والتي لعبت دورا رئيسيا في تشكيله الثقافي – في السابعة من عمره وتخرج منها في الثامنة عشرة من عمره يحمل شهادة البكالوريا الأولى القسم الأدبي, ومنها انتقل إلى مدرسة التجهيز حيث حصل على شهادة البكالوريا الثانية " قسم فلسفة " ثم نال شهادة الليسانس في الحقوق من الجامعة السورية عام 1945 .

    ... الرسم بالكلمات...

    في السادسة عشرة من عمره ,وعندما كان في رحلة بحرية إلى روما مع المدرسة ,وأثناء وقوفه على سطح السفينة يشاهد الأمواج , والدرافيل وهي تقفز حول الباخرة فاجأه أول بيت شعري ثم الثاني والثالث... أذهلته المفاجأة ,وللمرة الأولى وبعد رحلة طويلة في البحث عن نفسه نام نزار تلك الليلة شاعرا.

    ... الحب ونزار ...

    كرس نزار نفسه " لشعر الحب ولأجل الحب "

    ربما كان موت أخته وصال في سبيل الحب - على حد قوله - أحد العوامل النفسية التي جعلته يتوفر لشعر الحب بكل طاقاته ويهبه أجمل كلماته تعويضا لما حرمت منه أخته ,وانتقاما لها من مجتمع يرفض الحب ويطارده بالفؤوس والبنادق !!

    يقول نزار " أنا من أسرة تمتهن العشق والحب يولد مع أطفال الأسرة كما يولد السكر في التفاحة..
    وكل أفراد أسرتي يحبون حتى الذبح وفي تاريخ الأسرة حادثة استشهاد مثيرة سببها العشق, والشهيدة هي أختي الكبرى وصال قتلت نفسها بكل بساطة وبشاعرية منقطعة النظير لأنها لم تستطع أن تتزوج حبيبها.
    حين مشيت في جنازة أختي ,وأنا في الخامسة عشرة من عمري كان الحب يمشي إلى جانبي في الجنازة ,ويشد على ذراعي ويبكي.
    هل كان موت أختي في سبيل الحب أحد العوامل النفسية التي جعلتني أتوفر لشعر الحب ؟.. إنني لا أأكد هذا العامل النفسي ولا ألغيه ولكني متأكد من أن مصرع أختي العاشقة كسر شيئا في داخلي وترك على سطح بحيرة طفولتي أكثر من دائرة, وأكثر من إشارة استفهام. "

    * * *

    وفي فلسفة الحب غرق نزار

    يقول " الحب عندي هو العلم الوحيد الذي كلما أبحرت فيه ازدهرت جهدا !!
    في عالم النساء لا توجد شهادات عالية, وليس هناك رجل في العالم مهما كان مواظبا ومجتهدا يستطيع أن يدعي أنه حامل دكتوراة في الحب !
    الرجل الذكي هو الذي يبقى مع المرأة طالب علم إلى ما شاء الله. أنا شخصيا لا تعنيني الشهادات بل العكس أتكاسل عن قصد حتى لا أنجح و أبقى في مدرسة المرأة نصف قرن آخر – إنني غير مستعجل أبدا على التخرج لأنني لو تخرجت من مدرسة المرأة سوف أموت قهرا واغدوا عاطلا عن العمل "

    ... بلقيس الراوي ...

    في عام 1969 التقى نزار في بغداد بلقيس الراوي كانت بلقيس على حد قوله قبيلة من النساء أعادت الدماء للعروق كما أعادت الحبر للأقلام تزوج نزار بلقيس عام 1969 ليعيشا معا في بيروت نعم نزار معها بحب عميق لا تشوبه شائبة و لا تعكر صفوه الأيام حتى فجع نزار بأشد الفواجع قسوة عليه - مقتل بلقيس عام 1981 في حادث انفجار السفارة العراقية في بيروت قال في رثائها..

    " سأقول في التحقيق:
    إني قد عرفت القاتلين
    بلقيس يا فرسي الجميلة
    إنني من كل تاريخي خجول
    هذي بلاد يقتلون بها الخيول..
    بلقيس أيتها الشهيدة والمطهرة النقية
    سبأ تفتش عن مليكتها فردي للجماهير التحية..
    يا أعظم الملكات ..
    يا امرأة تجسد كل أمجاد العصور السومرية
    بلقيس يا عصفورتي الأحلى
    نامي بحفظ الله أيتها الجميلة "

    كما فجع نزار أيضا قبلها بموت ابنه البكر توفيق عام 1973 الذي توفي وهو في الثالثة والعشرين من عمره أثر أزمة قلبية عندما كان يدرس الطب في القاهرة ,فرثاه نزار بقصيدة طويلة مؤثرة جدا نزف عليها طويلا

    " مكسرة كجفون أبيكَ هي الكلمات
    ومقصوصة كجناح أبيك هي المفردات
    فكيف يغني المغني
    وقد ملأ الدمع كل الدواة
    ماذا سأكتب يا ابني ؟
    وموتك ألغى جميع اللغات.. "

    ... الوطن حول سريره ...

    داهمت نزار قباني في أواخر العام 1997 أزمة قلبية نجا منها بأعجوبة دخل على إثرها غرفة الإنعاش في مستشفى سان توماس بلندن كانت هذه الأزمة القلبية على حد قوله استفتاء عظيما لشعره.. كان استفتاء موجعا ,ودراماتيكيا لكنه كان ضروريا لفرز الأوراق ,وتحديد الأدوار مكنه من معرفة مقدار حب الناس له..

    يقول " عندما فتحت عيني في غرفة الإنعاش في مستشفى سان توماس في لندن بعد الأزمة القلبية الخطيرة التي أصابتني لم أصدق ما تراه عيني , فقد كان الوطن العربي كله جالسا قرب سريري يذرف الدموع ويضرع إلى الله كي يعيد إلى قلبي السلامة والعافية.. ويشهد الله أن ما لقيته من عشق الناس كان فوق ما أتوقع وأن أمطار الحنان التي تساقطت على سريري اللندني لم تكن مجرد نهر صغير بل طوفانا حملني على ذراعيه وأوصلني إلى شاطئ السلامة..."

    ... العودة إلى دمشق ...

    عاد نزار قباني إلى دمشق لتستقر روحه فيها في 30 أبريل عام 1998 بعد أن أسلم الروح لبارئها أثر أزمة قلبية ثانية داهمته لم تمهله طويلا..
    عاد إلى دمشق التي تغنى بها طويلا محملا بوصية كتبها بيده قائلا " أدفن في دمشق.. الرحم التي علمتني الشعر والإبداع, وأهدتني أبجدية الياسمين.. "

    عن شواطئ المعرفة


    يتبع>>>>>>>>>>>>>

  10. #9
    تابع>>>>>>>>>>>


    نزار .. بين الربيع وجغرافية شعره الخضراء

    بقلم: هلا مراد

    اربعة اعوام مرت على رحيله، ذاك الباقي في وجدان الشعر العربي، المتربع على عرش القصيدة، اربعة اعوام مرت على تلك الفاجعة التي استهل بها ابريل قدومه في العام 98، حين ظن الجميع ان الخبر ماهو الا كذبة من اكاذيب نيسان السنوية.

    لكن كذبة نيسان هذه المرة فرضت على الجميع ان تكون حقيقة، فاجبرت المولعين بجرأته، العاشقين شعره المعجبين به، أجبرتهم على تصديق الخبر.

    مات ثاني اهم الشعراء العرب بعد المتنبي، مات نزار قباني مع بداية موسم الزهور وكأنه اراد ان يموت في الربيع ليكفن بالورود الاصيلة اصالة العطر في عاصمة الورد دمشق .. لاول مرة منذ اربعة اعوام تكون كذبة نيسان امرا واقعا ومحزنا، من قرأ صحيفة ذاك الصباح ادرك صحة الخبر، اما من سمعه عبر الهاتف فاعتبره كذبة ثقيلة الدم مصدرها شخص مزعج يروج لخبر مؤلم.

    لكن ذلك الصباح كان بحق خميس حزن، رحل فيه كبير شعراء الحب والكلمة الجريئة الطفل الكبير نزار قباني.

    بعد مرور اربعة اعوام على رحيل عملاق الشعر الحالم ابدا، تبدو ساحة الشعر كالارض البور، ترك مكانه ليرحل عن دنيا القصيدة ليترك الشعر وحيدا الا من النصوص الحالكة الظلمة.

    رحل شاعر القصائد الثائرة والعاشقة، القصائد التي فجر فيها كل مشاعره الصادقة في الحب والوطن، في المرأة والارض، في الشمس، في الريح، في التراب، في الحزن والفرح.

    علمنا بعبقريته كيف تكون البساطة مفتاح القلوب، وقد استطاع ببساطته وعبقريته ان يلج وجدان الملايين بالكلمات التي قال فيها مالم يقله الكثيرون لانه بخلافهم جميعا.

    نزار قباني شاعر الغزل والثورة خلد نفسه في القلوب لانه شاعر الممنوعات المرغوب بها، كلماته الجريئة لم تخف احدا بل ادهشت الجميع ودفعتهم لمطالعة النزاريات المنعشة المنقوشة بشفافية ومهارة يصحبها لحن سحري معزوف على قيثارة القلوب الحارة.

    في ذكرى رحيله، في سنويته الرابعة يطيب الابحار في ذاته، وفي قوارير عشقه في حديقة بيته، في شامه.

    ولد الفقيد المبدع في العام 1923 في مدينة دمشق، هو طفل بردى، طفل البساتين الشامية التي مدت شعره بالمداد المعطر بعطر النارنج والياسمين.

    نزار المولود في شهر مارس تربطه علاقة مقدسة بالربيع وخاصة بربيع الشام التي يقول فيها: في الشام تتغير جغرافية جسدي تصبح كريات دمي خضراء وابجديتي خضراء.

    هناك طرف تتعلق بربيع الشاعر ومنها انه كان مأخوذا بعشبة (الطرخون) وكانت امه في مطلع كل ربيع ترسل له داخل كل رسالة حزمة (طرخون) وكان حينها دبلوماسيا في بريطانيا مما جعل الانجليز يرتابون حتى انهم اخذوا (الطرخون) الى المختبر ووضعوه تحت اشعة الليزر ثم احالوه الى خبراء المتفجرات وعندما تعبوا من (طرخون) الشاعر سألوه عنه فقال: قلت لهم: صعب ان اشرح لكم الامر (فالطرخون) لغة تتكلمها بساتين الشام فقط.


    وهو عشبتنا المقدسة وبلاغتنا المعطرة
    وباختصار
    ان أمي امرأة طيبة جدا ... وتحبني جدا ...
    وعندما كانت تشتاق لي ...
    كانت ترسل لي باقة (طرخون) ..
    فالطرخون عندها، هو المعادل العاطفي
    لكلمة (يا حبيبي) او كلمة (تقبرني).


    كان الشاعر مرتبطا اشد الارتباط بوالدته التي عودته على حب الورد فصار مرتبطا بالزهر والعطر والربيع هو الخلاصة التي تختصر عمره كله لانه ظل في ربيع دائم ينشد تاريخه الاخضر يقول:

    جئتكم من تاريخ الوردة الدمشقية
    التي تختصر تاريخ العطر
    ومن ذاكرة المتنبي
    التي تختصر تاريخ الشعر جئتكم
    من ازهار النارنج والاضاليا والنرجس.

    نزار قباني احد اهم الشعراء الذين احبوا الحياة وتمسكوا بها، تقلب كثيرا في اقاليم العشق والطموح والحرية، وابحر كثيرا في بحار عالية الموج هي بحار الحب والشعر التي خاض فيها معارك وحروبا طويلة وخرج منها منتصرا في كل مرة مجددا مفعما بعطر الحرية.

    امضى حياته بين دمشق أمه ورحمه الاول، وبين بيروت معشوقته الاولى والدائمة التي تختصر كل النساء، وبين عواصم ومدن كثيرة جابها سفيرا وشاعرا يحمل في جعبته اساطيره الحالمة وقصائده المكللة بالشفافية والاحساس المفعم بالدفء.

    أحد ما لا يعرف كيف كان هذا الشاعر ينسج كلماته بالغة الاحساس، أحد ما لا يعرف كيف كان يحيك قصائده الخارقة التي تلج عمق انسانيتنا، يعتقد الجميع ان للشاعر خلطة سرية صعبة التحديد، هي سر احترافه ولغزه البسيط المعقد في آن معا.

    لم يكن الشاعر يخشى ما يقوله النقاد في صراحته أو مباشرته في الغزل، غزله العذري حينا والحسي في أكثر الاحيان وكأنه أبو نواس القرن العشرين.

    لم يكن الشاعر يخشى أقلام هؤلاء النقاد لأن الشعر بالنسبة له ممارسة يومية تشبه الطعام والنوم واللعب، أما لغته فقد طوعها بسلاسة فصار الشعر كالنفس يتنفسه كل لحظة، لذا استطاع ان يذيب الفوارق الطبقية بقصائده التي وحدت مشاعر الناس فشعره موجه للعامة لا للخاصة مما جعله أوسع جمهورية ديمقراطية هي جمهورية الشعر، وفي هذا يقول: أتجول في الوطن العربي

    لأقرأ شعري للجمهور
    فأنا مقتنع
    ان الشعر رغيف يخبز للجمهور
    وأنا مقتنع منذ بدأت
    بأن الاحرف أسماك
    وبأن الماء هو الجمهور

    إن جمهورية الشاعر الديمقراطية جعلته أكثر الشعراء شعبية وانتشارا، البعض يظن ان هذه الشعبية منقطعة النظير، سببها اقتران قصائده بالغناء وان الموسيقى والالحان هي التي صنعت مجد الشاعر والواقع انه هو من رفع مستوى الأغنية العربية وأعطاها قيمة الابداع وجعلها أكثر رقيا.

    إن الاغاني التي تغنى بها عبدالحليم حافظ ونجاة الصغيرة من جيل العمالقة وكاظم الساهر وماجدة الرومي وغيرهم من الجيل المعاصر تتصف بالرقي ولعل كلمات الشاعر هي التي سمت بهؤلاء نحو المستوى الفني المتميز.

    يتميز شعر نزار بأنه عبر بصدق شديد عن احساس المرأة حتى ان بعض الافكار والصور الشعرية لديه صورت أحاسيس المرأة بشكل يفوق تعبيرها هي عن نفسها وعن مشاعرها التي قد تخجل منها، فمشاعرها تلك التي كانت مظلمة حالكة العتمة، جاء هو لتبصر النور معه.

    ولعل أجمل القصائد المغناة والتي تعبر عن مكنونات المرأة قصيدة «أيظن» للمطربة نجاة الصغيرة وقصيدة «أسألك الرحيلا» حيث استطاع ان يقدم صرخة احتجاج باسم كرامة المرأة العاشقة وفيها يقول على لسانها: أيظن اني لعبة بيديه

    أنا لا أفكر في الرجوع اليه..

    وتعتبر «أيظن» فتحا في عالم الشعور النسائي فقد استطاع الراحل استنباط الاوصاف التي تخجل منها المرأة في وصف حالة الحب، هي قصيدة شديدة الالتصاق بقصص العشق والمغامرات بين الاحبة ومنها حين يعبر عن فرحتها بعودة الحبيب يقول:

    حتى فساتيني التي أهملتها
    فرحت به
    رقصت على قدميه
    سامحته وسألت عن أخباره
    وبكيت ساعات على كتفيه
    ما أحلى الرجوع اليه

    هذه هي جمهورية الشاعر الديمقراطية التي لم تعرف سوى الحرية ولم تقصد غيرها، ولأجلها دخل نزار حروبا وخاض معارك للدفاع عن هوية الانسان والحرية جعلت منه شاعرا سياسيا لا أقوى ولا أفضل فصار ديوانه يعج بالثورة كما يعج بالغزل.

    قصائد الراحل ليست كما يظن البعض مقتصرة على جسد المرأة، وليس هو كما يوصف بأنه دخل مخدع النساء ولم يخرج، بل على العكس، فهو من الشمولية بمكان وقد نظم في الأرض والوطن وفي النكسة والانتفاضة وهو شاعر معارض من الطراز الأول، قصائده الثورية لم تخش الخطوط الحمراء،

    يتجلى ذلك في عناوين دواوينه الثورية مثل ديوان «لا» وديوان «قصائد مغضوب عليها» وديوان «الكبريت في يدي ودويلاتكم من ورق» بالاضافة الى العديد من القصائد المشتعلة بالغضب وفي احداها يقول:

    ليس في وسعك يا سيدتي
    ان تصلحيني
    فلقد فات القطار
    إنني قررت ان أدخل
    في حرب مع القبح
    ولا رجعة عن هذا القرار
    فإذا لم استطع ايقاف جيش الروم
    أو زحف التتار
    فحسبي انني أحدثت ثقبا في الجدار

    دواوين الشاعر تعج بالرفض والمعارضة وهو لا يقل عن الشعراء الذين رفعوا الراية الحمراء فهو القائل :

    أصبح عندي الآن بندقية
    الى فلسطين خذوني معكم
    إلى ربى حزينة كوجه مجدلية
    الى القباب الخضر .. والحجارة النبية
    أصبح عندي الآن بندقية
    قولوا.. لمن يسأل عن قضيتي
    بارودتي.. صارت هي القضية

    والشاعر الراحل كان ناصريا عاشقا للزعيم الكبير جمال عبدالناصر وله قصائد عديدة في رثاء الزعيم وفيها وصفه بالهرم الرابع حيث قال غير مصدق نبأ وفاته :

    السيد نام
    السيد نام كنوم السيف العائد من احدى الغزوات
    السيد يرقد مثل الطفل الغافي.. في حضن الغابات
    السيد نام.. وكيف أصدق ان الهرم الرابع مات ؟

    كان نزار قباني عروبيا بكل المقاييس فهو حين مات عبدالناصر وقف بكل احزانه يرثي شخصية سياسية نادرة التكرار، وحين سقطت بيروت في شرك الحرب الأهلية خصها بديوان «الى بيروت الأنثى مع حبي» وحين قامت الثورة وحاولوا اجهاضها نظم قصائد تفضح الحكام سياساتهم.

    أما بيروت فهي كما يطيب له ان يصفها بـ «ست الدنيا» هي حبيبته الأولى، وجهها لوحة موضوعها الحرية وقلبها أسطورة من الحب بيروت نزار خلاصة لتركيبة الجمال والحب والحرية.

    نالت بيروت نصيبا كبيرا من شعر الراحل، فإذا كانت الشام رحمه الأول وأمه العظيمة فإن بيروت صديقته ومعشوقته التي تمنحه الحياة والأمل، وفي أعوام الحرب الأهلية التي هشمت جسدها كان نزار في حزن وألم كبيرين لأنها وهي الشهية كالتفاحة لا تستحق ان تستباح، فيها قال:

    آه يا بيروت.. يا أنثاي من بين ملايين النساء
    يا رحيلا برتقاليا على ورد.. وبرقوق.. وماء..
    يا طموحي ـ عندما أكتب أشعاري ـ لتقريب السماء

    كانت بيروت بالنسبة له الحصن الحنون الذي يغفر له نزواته ويتقبل مغامراته الجريئة لأنها المدينة التي سبقت عصرها والتي نهضت باكرا لتصنع اعجوبتها الابداعية غير العادية في زمن الركود وفي الوقت الذي كانت فيه باقي العواصم تغط في رقاد عميق، بيروت إذن تشبه شاعرنا المبدع فهو ايضا نهض باكرا من عمق الكبت العربي لينثر جرأته شعرا أخضر وحرية بيضاء، حينها لم يجد غير بيروت ليبحر فيها ومعها ضد التيار، أقام فيها في العام 1966 وهي في قمة مجدها وسحرها، فافتتن بها كل القاصدين لذا كتب لها أجمل القصيد وبكى عليها بحزن شديد، قال:

    يا ست الدنيا يا بيروت..
    من باع أساورك المشغولة بالياقوت؟
    من صادر خاتمك السحري؟ وقص ضفائرك الذهبية؟
    ماذا نتكلم يا بيروت؟ وفي عينيك خلاصة حزن البشرية وعلى نهديك المحترقين.. رماد الحرب الأهلية
    ماذا نتكلّم يا مروحة الصيف ويا وردته الجورية..

    أما ثورة الانتفاضة فخصها بالعديد من القصائد، أهمها قصيدة «دفاتر فلسطينية» وفيها وصف مجهضي الثورة بالمجوس: يا مجهضي الثورة..

    وهي بعد.. في ملابس العروس
    يا قاتلي الربيع في أوله..
    يا سارقي الشموس
    هل أنتم ـ كما ادعيتم ـ عرب
    أم انكم مجوس ؟

    يظن البعض ان الشاعر الفقيد لم يكتب إلا في المرأة وفيما قالت له السمراء، وفي الوقت الذي كتب أحمد شوقي:

    وللحرية الحمراء باب
    بكل يد مضرجة يدق

    وابراهيم طوقان:

    فكر بموتك في أرض ولدت بها
    وأترك لقبرك أرضا طولها باع..

    والحقيقة ان نزار لم يسجل التزامه في الشعر الثوري بعد قيام الانتفاضة وحسب، بل كتب شعرا سياسيا شديد العمق في بداياته في الخمسينيات، كتب بكل جرأة :



    يتبع>>>>>>>>>

  11. #10
    تااااابع >>>>>>>>



    أكتب للصغار
    للعرب الصغار حيث يوجدون
    اكتب باختصار
    قصة ارهابية مجندة
    حلت محلها أمي الممددة
    في أرض بيارتنا الخضراء في الخليل
    أمي أنا الذبيحة المستشهدة
    وليذكر الصغار
    حكاية الأرض التي ضيعها الصغار
    والأمم المتحدة..

    نزار إذن شاعر القضايا برمتها، صهر مداد شعره بلهيب الحب ولهيب الثورة فجاءت كل قصائده باللون الاحمر مما لفت الانظار اليه فاتسعت مساحة جمهوريته الديمقراطية الشعرية فصار زعيم الأمة الأكبر على صعيد الأدب، وصار سفير الحب للملايين.

    في سنويته الرابعة في الأول من ابريل، وفي الربيع لم نعد نشم رائحة الورد في القصيدة، فعطر الشعر اختنقت رائحته بعد رحيل نزار قباني..

    نزار، يا أيها الراحل عن دنيا الشعر، بعدك نقولها بصدق، لم يعد هناك صدق في القصيدة، فرحيلك عنها جعلها باردة يلفها الصقيع، والشعراء الادعياء يلفونها بكلمات حديدية بعد ان كنت تلفها بشال من الحرير الناعم.

    وها أنت اليوم تعطّر تراب الشام حيث عدت عودتك الأخيرة الى رحمك الأول، عدت الى مدينة الضوء بماء العشق والياسمين، المدينة التي قلت فيها:

    أعود الى دمشق
    ممتطياً صهوة سحابة
    ممتطياً أجمل حصانين في الدنيا
    حصان العشق
    وحصان الشعر
    أعود بعد ستين عاماً
    لأبحث عن حبل مشيمتي
    وعن الحلاق الدمشقي الذي ختنني

    وعن القابلة التي رمتني في طست تحت السرير ويداها ملطختان بدم القصيدة إذن منذ ولد الشاعر ولدت معه القصيدة النزارية وعاشت معه خمسة وسبعين عاما ثم مات هو لتخلد هي في وجدان الملايين.


    عن البيان الاماراتية


    وهكذا انتهى ما قيل بالشاعر ((ولكن بقي الكثير ساكمله بالنهاية...........................))


    ونلقاكم غدا مع الاشعار

    الرجاء عدم الرد حتى انتهاء الموضوع بشكل كامل .............


    تحياتي

  12. #11
    ساحوال وضع ما اقدر عليه من الاشعار الان ونكمل غداً


    عذرا الشعر لن يكون مرتبا وذلك لانو الموقع يعرضه بهذه الطريقة وانا احاول انهاء الموضوع للتتمتعوا به باسرع وقت ممكن

  13. #12
    يوميات مريض ممنوع من الكتابة



    ممنوعةٍُ أنتِ من الدخول يا حبيبتيِ عليه
    ممنوعةٍُ أن تلمسيِ الشراشف البيضاء
    … أو أصابعي الثلجية
    … ممنوعةٍُ أن تجلسيِ … أو تهمسيِ
    أو تتركي يديكِ في يديه
    ممنوعةٍُ أن تحملي من بيتنا المدينة
    سرباً من الحمام
    … أو فُلةً … أو وردةٍ جُورية
    ممنوعةٍُ أن تحملي دُميةٍ أحضُنها
    أو تقرأي لي قصة الأقزام
    … والأميرة الحسناء … والجنية
    ففي جناح مرضى القلب يا حبيبتي
    يصادرون الحب والأشواق والرسائل السرية
    … لا تشهقي
    إذا قرأت الخبر المثير في الجرائد اليومية
    قد يشعرُ الحصان بالإرهاق يا حبيبتي
    حين يدق الحافرُ الأول في قلبي
    والحافُر الآخر في المجموعةُ الشمسية
    تماسكي … في هذه الساعات يا حبيبتي
    فعندما يقرر الشاعرُ
    أن يثقب بالحروف جلد الكُرة الأرضية
    وأن يكون قلبه تفاحةٍ
    يقضُمها الأطفالُ في الأزقة الشعبية
    وعندما يحاول الشاعرُ أن يجعل من أشعارهَ
    أرغفةٍ يأكلها الجياعُ للخبز وللحرية
    فلن يكون الموت أمراً طارئاً
    لأن من يكتب يا حبيبتي
    يحملُ في أوراقه ذبحتهُ القلبية
    أرجوك أن تتبسمي … أرجوك أن تتبسمي
    يا نخلة العراق يا عصفورة الرصافة ألليليه
    فذبحة الشاعر ليست أبداً قضية شخصيه
    أليس يكفي أنني تركتُ للأطفال بعدي لغةٍ
    وأنني تركتُ للعشاق أبجديه
    أغطيتي بيضاء
    والوقتُ والساعاتُ والأيامُ كلها بيضاءُ
    فهل من الممكن يا حبيبتي
    أن تضعي شيئاً من الأحمر فوق الشفة الملساء
    فمنذ شهرٍ وأنا أحلمُ كالأطفال أن تزورني
    فراشة كبيرةٌ حمراء
    أطلب أقلاماً فلا يعطونُني أقلام
    أطلب أيامي التي ليس لها أيام
    أسألُهم برشامةً تدُخلني في عالم الأحلام
    حتى حبوبُ النوم
    قد تعودت مثلي على الصحو فلا تنام
    إن جئتني زائرةٍ
    فحاولي أن تلبسي العقود
    والخواتم الغربية الأحجار
    وحاولي أن تلبسي الغابات والأشجار
    وحاولي أن تلبسي قبعةً
    مفرحةً كمعرض الأزهار
    فإنني سئمت من دوائر الكلس
    ومن دوائر الحوار
    ما يفعلُ المشتاق يا حبيبتي
    في هذه الزنزانة الفردية
    وبيننا الأبواب والحراسُ
    والأوامُر العرفية
    وبيننا أكثر من عشرين ألف سنةٍ ضوئية
    ما يفعلهُ المشتاق للحُب
    وللعزف على الأنامل العاجية
    والقلبُ لا يزال في الإقامة الجبرية
    … لا تشعري بالذنب يا صغيرتي
    لا تشعري بالذنب
    فإن كل امرأةٍ أحببُتها
    قد أورثتني ذبحةً في القلب
    وصيةُ الطبيب لي
    أن لا أقول الشعر عاماً كاملاً
    ولا أرى عينيك عاماً كاملاً
    ولا أرى تحولات البحر في العين البنفسجية
    الله … كم تضحكُني الوصية

  14. #13
    عادات

    -1-
    تعودت قهوتك العربية
    كل صباح
    ورائحة البن فعل اعتياد

    -2-

    تعودت صوتك
    يضرب مثل البيانو
    خفيفا
    عميقا
    حزينا
    وصوت النساء.. معاشرة واعتياد

    -3-

    تعودت عطرك
    يدخل تحت مسامات جلدى
    وقد يصبح العطر-مثل الكتابة-
    فعل اعتياد..

    -4-

    تعودت وجهك
    يكتب نصف القصيدة قبلى
    ويمسك خيط العبارة قبلى
    ويغمس اصابعة
    فى المداد...

    -5-

    تعودت شعرك
    يمتد مثل العريشة فوقى
    ويصهل فوق ضلوعى
    صهيل الجياد...

    -6-

    تعودت قفطانك المغربى
    ينقط وردا وماء على
    وفى حالة العشق..
    يصبح ثوب الحبيبة بيتا..
    ويصبح اما..
    ويغدو لنا وطنا ...
    مثل كل البلاد..

    -7-

    تعودت عينيك
    مثل حشيشة كيف..
    فما عدت ابصر
    بين العيون الكبيرة..
    الا السواد..

    -8-

    تعودت ان اتغطى بريش حنانك
    خمسين عام..
    ومنذ سحبت غطاء الامومة عنى
    نسيت الرقاد..

    -9-

    تعودت ......
    يسرق نصف الشراشف منى
    ونصف الوساد..
    ويحتلنى بوصة بوصة
    ويتركنى..
    كومة رماد..

  15. #14
    الموجز فى بلاغة النساء



    -1-

    لو تسكتين..
    لو تسكتين دقيقة..
    لو تسكتين..
    هذا الشريط سمعتة وحفظتة
    فتوقفى عن عزفة
    من اجل رب العالمين...

    -2-

    اعطى ل..... فرصة ليقول اى قصيدة
    غزلية يختاراها..
    او اى بيت شاء
    من شعر الحنين

    -3-

    اعطى لوجهك فرصة
    حتى يدوخنى بفتنتة..
    ويغسلنى بفضتة
    ويقرا لى مساء
    ما تيسر من كتاب الياسمين

    -4-

    اعطى لشعرك فرصة
    ليدور حول الارض..
    او حولى ملايين السنين...

    -5-

    اعطى لعطرك فرصة
    حتى يعبر عن مشاعرة
    بكل شجاعة..
    وتطرف..
    فالعطر مفتاح اليقين

    -6-

    اعطى لثغرك فرصة
    حتى يقدم مشمشا..
    وسفرجلا .. وسلال ليمون
    لكل الجائعين..

    -7-

    اعطى ل.... فرصة
    حتى يحطم قيدة
    ويقود جيش الثائرين..

    -8-

    اعطى لخصرك فرصة
    حتى يثقفنى..
    ويثقلنى
    ويشعرنى بانى انتمى
    لحضارة المتحضرين...

    -9-

    لو تسكتين..
    لو تسكتين دقيقة..
    لو تسكتين..
    كل اللغات سوى الانوثة كذبة
    كل البلاغة كذبة
    كل الفصاحة كذبة
    كل الخطابة فى ..... الحب
    وقت ضائع....
    ومهانة للعاشقين..

    -10-

    خلى فصاحتك القديمة جانبا
    كل الكلام الفلسفى
    نسيتة..
    لا كلام الياسمين...

  16. #15
    جريمة شرف أمام المحاكم العربية

    1

    ... وفقدت يا وطني البكاره
    لم يكترث أحد ..
    وسجلت الجريمة ضد مجهول ،
    وأرخيت الستاره
    نسيت قبائلنا أظافرها ،
    تشابهت الأنوثة والذكورة في وظائفها ،
    تحولت الخيول إلى حجاره ..
    لم تبق للأمواس فائدة ..
    ولا للقتل فائدة ..
    فإن اللحم قد فقد الإثاره ..

    2

    دخلوا علينا ..
    كان عنترة يبيع حصانه بلفافتي تبغ ،
    وقمصان مشجرة ،
    ومعجون جديد للحلاقة ،
    كان عنترة يبيع الجاهليه ..
    دخلوا علينا ..
    كان إخوان القتيلة يشربون (الجن) بالليمون ،
    يصطافون في لبنان ،
    يرتاحون في أسوان ،
    يبتاعون من (خان الخليلي) الخواتم ..
    والأساور ..
    والعيون الفاطميه ..

    3

    ما زال يكتب شعره العذري ، قيس
    واليهود تسربوا لفراش ليلى العامريه
    حتى كلاب الحي لم تنبح ..
    ولم تطلق على الزاني رصاصة بندقيه
    " لا يسلم الشرف الرفيع " !
    ونحن ضاجعنا الغزاة ثلاث مرات ..
    وضيعنا العفاف ثلاث مرات ..
    وشيعنا المروءة بالمراسم ، والطقوس العسكريه
    " لا يسلم الشرف الرفيع " !
    ونحن غيرنا شهادتنا ..
    وأنكرنا علاقتنا ..
    وأحرقنا ملفات القضيه ..

    4

    الشمس تشرق مرة أخرى ..
    وعمال النظافة يجمعون أصابع الموتى ،
    وألعاب الصغار
    الشمس تشرق مرة أخرى ..
    وذاكرة المدائن ،
    مثل ذاكرة البغايا والبحار
    الشمس تشرق مرة أخرى ،
    وتمتلئ المقاهي مرة أخرى ،
    ويحتدم الحوار
    إن الجريمة عاطفيه
    إن النساء جميعهن مغامرات ، والشريعة
    عندنا ضد الضحيه ..
    يا سادتي : إن المخطط كله من صنع أمريكا،
    وبترول الخليج هو الأساس ، وكل ما يبقى
    أمور جانبيه
    ملعونة أم السياسة .. نحن نحب أزنافور ،
    والوسكي بالثلج المكسر ، والعطور الأجنبيه
    إن النساء بنصف عقل ، والشريعة عندنا ضد الضحيه

    5

    العالم العربي ، يبلع حبة (البث المباشر) ..
    (يا عيني عالصبر يا عيني عليه)
    والعالم العربي يضحك لليهود القادمين إليه
    من تحت الأظافر ..

    6

    يأتي حزيران ويذهب ..
    والفرزدق يغرز السكين في رئتي جرير
    والعالم العربي شطرنج ..
    وأحجار مبعثرة ..
    وأوراق تطير ..
    والخيل عطشى ،
    والقبائل تستجار ، فلا تجير ..
    (الناطق الرسمي يعلن أنه في الساعة الأولى وخمس دقائق ،
    شرب اليهود الشاي في بيروت ، وارتاحوا قليلا في فنادقها ،
    وعادوا للمراكب سالمين)
    لا شيء مثل (الجن) بالليمون .. في زمن الحروب
    وأجمل الأثداء ، في اللمس ، المليء المستدير ..

    (الناطق الرسمي يعلن أنهم طافوا بأسواق المدينة ،
    واشتروا صحفا وتفاحا ، وكانوا يرقصون الجيرك في حقد ،
    ويغتالون كل الراقصين)

    إن السويديات أحسن من يمارسن الهوى
    والجنس في استوكهولم يشرب كالنبيذ على الموائد ..
    الجنس يقرأ في السويد مع الجرائد

    (الناطق الرسمي يعلن في بلاغ لاحق ،
    أن اليهود تزوجوا زوجاتنا ، ومضوا بهن .. فبالرفاه وبالبنين)

    7

    العالم العربي غانية ..
    تنام على وسادة ياسمين
    فالحرب من تقدير رب العالمين
    والسلم من تقدير رب العالمين

    8

    قررت يا وطني اغتيالك بالسفر
    وحجزت تذكرتي ،
    وودعت السنابل ، والجداول ، والشجر
    وأخذت في جيبي تصاوير الحقول ،
    أخذت إمضاء القمر
    وأخذت وجه حبيبتي
    وأخذت رائحة المطر ..
    قلبي عليك .. وأنت يا وطني تنام على حجر

    9

    يا أيها الوطن المسافر ..
    في الخطابة ، والقصائد ، والنصوص المسرحيه
    يا أيها الوطن المصور ..
    في بطاقات السياحة ، والخرائط ، والأغاني المدرسيه
    يا أيها الوطن المحاصر ..
    بين أسنان الخلافة ، والوراثة ، والأماره
    وجميع أسماء التعجب والإشاره
    يا أيها الوطن ، الذي شعراؤه
    يضعون - كي يرضوا السلاطين -
    الرموش المستعاره ..

    10

    يا سيدي الجمهور .. إني مستقيل
    إن الرواية لا تناسبني ، وأثوابي مرقعة ،
    ودوري مستحيل ..
    لم يبق للإخراج فائدة ..
    ولا لمكبرات الصوت فائدة ..
    ولا للشعر فائدة ، وأوزان الخليل
    يا سيدي الجمهور .. سامحني ..
    إذا ضيعت ذاكرتي ، وضيعت الكتابة والأصابع
    ونسيت أسماء الشوارع ..
    إني قتلتك ، أيها الوطن الممدد ..
    فوق أختام البريد .. وفوق أوراق الطوابع ..
    وذبحت خيلي المضربات عن الصهيل
    إني قتلتك .. واكتشفت بأنني كنت القتيل
    يا سيدي الجمهور .. سامحني
    فدور مهرج السلطان .. دور مستحيل

  17. #16
    القصيدة الشريرة

    مطر.. مطر.. وصديقتها معها، ولتشرين نواح
    والباب تئن مفاصله ويعربد فيه المفتاح
    شيء بينهما .. يعرفه اثنان ، انا والمصباح
    وحكاية حب .. لا تحكى في الحب ، يموت الايضاح

    الحجرة فوضى . فحلى ترمى .. وحرير ينزاح
    ويغادر زر عروته بفتور ، فالليل صباح
    الذئبة ترضع ذئبتها ويد تجتاح وتجتاح
    ودثار فر .. فواحدة تدنيه ، واخرى ترتاح
    وحوار نهود اربعة تتهامس ، والهمس مباح
    كطيور بيض في دغل تتناقر .. والريش سلاح
    حبات العقدين انفرطت من لهو ، وانهد وشاح

    فاللحم الطفل ، يخدشه في العتمة ، ظفر سفاح
    وجزازة شعر .. وانقطعت فالصوت المهموس نباح
    ويكسر نهد واقعه .. ويثور ، فللجرح جراح ..
    ويموت الموت .. ويستلقي مما عاناه المصباح ..

    يا اختي ، لا .. لا تضطربي انني لك صدر وجناح
    اتراني كونت امراة كي تمضغ نهدي الاشباح
    اشذوذ .. اختاه اذا ما لثم التفاح التفاح
    نحن امراتان .. لنا قمم ولنا انواء .. ورياح ..
    مطر .. مطر .. وصديقتها معها ، ولتشرين نواح
    والباب تئن مفاصله ويعربد فيه المفتاح

  18. #17
    أميـة الشفتين

    أميــــة الشفتين...لا تتبـــرمي
    إني أتيتــك هــاديا ومـبــشــرا
    حتى أعـلمك الهوى ...فتعلمــي
    مازال قــانون القبيلـة حاكـــما
    ...جسد النساء...فحاولي أن تحكمي

    إصغي إلي ... فإن وقــتي ضيــق
    والقمح ينبـت مرة في الموسم
    خليــك عاقــــلة... و لا تستقبلي
    مطر الربيــع ، بوجهك المتجهم
    كوني كمــا كل النساء... فإنني
    لا أعرف امرأة تعيش بلا فم

    هذه تعاليمي أمامك... كــلهـــا
    سترين فيهــا جنـتي...وجهنــمي
    إن كنت حتى الان لم تستوعبي
    ما جاء فيها ... فاسألي واستفهمي
    أنا لا أريد عليك فرض مواقفي
    إن كان يعجبك الكلام... تكــلمي
    أو كنت ترتاحين في شتمي...اشتمي

    فالحب بالإكراه... ليس هوايتـــي
    والعنف - سيدتي - يزيد تأزمي
    سأكون نذلا... لو جررتك الهوى
    جر العاج... فحاولي أن تفهمي

    خليك هادئة... فليس بنيتي
    أن أقلب الليل الجميل لمأتم
    أنا لم أكن يوما رئيس قبيلة
    حــتى أحبــك بالأظافر والدم
    ...لكنني رجــــــل يحاول دائما
    تغيير خارطة السماء بشعره
    ...وبعشقه... تغيير طقس الأنجم

  19. #18
    الرسم بالكلمات

    لا تطلبي مني حساب حياتي
    ان الحديث يطول يا مولاتي!

    كل العصور انا بها ... فكأنما
    عمري ملايين من السنوات ...

    تعبت من السفر الطويل حقائبي
    وتعبت من خيلي ومن غزواتي ...

    لم يبق نهد ... اسود او ابيض
    الا زرعت بارضه راياتي ...

    لم تبق زاوية بجسم جميله
    الا ومرت فوقها عرباتي...

    فصلت من جلد النساء عباءة
    وبنيت اهراما من الحلمات ...

    وكتبت شعرا .. لا يشايه سحره
    الا كلام الله في التوراة...

    ...واليوم اجلس فوق سطح سفيني
    كاللص .. ابحث عن طريق نجاه

    وادير مفتاح الحريم ... فلا ارى
    في الظل غير جماجم الاموات

    اين السبايا ؟ .. اين ما ملكت يدي؟
    اين البخور يضوع من حجراتي؟

    اليوم تنتقم النهود لنفسها ..
    وترد لي الطعنات بالطعنات ..

    ماساة هارون الرشيد مريرة
    لو تدركين مرارة الماساة

    اني كمصباح الطريق .. صديقي
    ابكي .. ولا احد يرى دمعاتي ..

    الجنس كان مسكنا جربته
    لم ينه احزاني ولاازماتي

    والحب .. اصبح كله متشابها
    كتشابه الاوراق في الغابات ..

    انا عاجز عن عشق ايه نملة
    او غيمة .. عن عشق اي حصاة

    مارست الف عباده وعباده
    فوجدت افضلها عبادة ذاتي

    فمك المطيب .. لا يحل قضيتي
    فقضيتي في دفتري وداواتي ..

    كل الدروب امامنا مسدودة
    وخلاصنا .. في الرسم بالكلمات ..

  20. #19
    هل عندك شك

    هل عندك شك أنك أحلى وأغلى امرأة في الدنيا
    وأهم امرأة في دنيا
    هل عندك شك أن دخولك في قلبي
    هو أعظم يوم بالتاريخ وأجمل خبر في الدنيا
    هل عندك شك أنك عمري وحياتي
    وبأني من عينيك سرقت النار وقمت بأخطر ثوراتي
    أيتها الوردة والريحانة والياقوتة والسلطانة والشعبية والشرعية بين جميع الملكات
    يا قمرًَا يطلع كل مساءٍ من نافذة الكلمات
    يا آخر وطن أولد فيه وأدفن فيه وأنشر فيه كتاباتي
    غاليتي أنتي غاليتي ..
    لا أدري كيف رماني الموج على قدميكِ
    لا أدري كيف مشيتي إلي وكيف مشيت إليك
    دافئة أنتي كليلة حب
    من يوم طرقت الباب علي ابتدأ العمر
    كم صار رقيقًا قلبي حين تعلم بين يديك
    كم كان كبيرًا حظي حين عثرت يا عمري عليك
    يا نارًا تجتاح كياني .. يا فرحًا يطرد أحزاني
    يا جسدا يقطع مثل السيف ويضرب مثل البركان
    يا وجهًا يعبق مثل حقول الورد ويركض نحوي كحصان
    قولي لي كيف سأنقذ نفسي من أشواقي وأحزاني
    قولي لي ماذا أفعل فيكي أنا في حالة إدمان
    قولي ما الحل فأشواقي وصلت لحدود الهذيان
    قاتلتي ترقص حافية القدمين بمدخل شرياني
    من أين أتيت وكيف أتيت وكيف عصفت بوجداني

  21. #20
    حبيبي

    لا تسـألوني... ما اسمهُ حبيبي
    أخشى عليكمْ.. ضوعةَ الطيوبِ

    زقُّ العـبيرِ.. إنْ حـطّمتموهُ
    غـرقتُمُ بعاطـرٍ سـكيبِ

    والله.. لو بُحـتُ بأيِّ حرفٍ
    تكدَّسَ الليـلكُ في الدروبِ

    لا تبحثوا عنهُ هُـنا بصدري
    تركتُهُ يجـري مع الغـروبِ

    ترونَهُ في ضـحكةِ السواقي
    في رفَّةِ الفـراشةِ اللعوبِ

    في البحرِ، في تنفّسِ المراعي
    وفي غـناءِ كلِّ عندليـبِ

    في أدمعِ الشتاءِ حينَ يبكي
    وفي عطاءِ الديمةِ السكوبِ

    لا تسألوا عن ثغرهِ.. فهلا
    رأيتـمُ أناقةَ المغيـبِ

    ومُـقلتاهُ شاطـئا نـقاءٍ
    وخصرهُ تهزهزُ قـضيبِ

    محاسنٌ.. لا ضمّها كتابٌ
    ولا ادّعتها ريشةُ الأديبِ

    وصدرهُ.. ونحرهُ.. كفاكمْ
    فلن أبـوحَ باسمهِ حبيبي
    حبر على ورق

الصفحة رقم 1 من 7 123 ... الأخيرةالأخيرة

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter