مشاهدة نتيجة التصويت: اي هذه الروايات تحب رؤيتها اولا على ملفات وورد ؟؟

المصوتون
29. لا يمكنك التصويت في هذا التصويت
  • معا فوق النجوم

    5 17.24%
  • العاشق المنتقم

    8 27.59%
  • حب غير متوقع

    8 27.59%
  • غرباء على الطريق

    8 27.59%
الصفحة رقم 27 من 569 البدايةالبداية ... 1725262728293777127527 ... الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 521 الى 540 من 11376
  1. #521
    و عندما حل ظهر يوم الجمعة كانت موللي قد غيرت رأيها مرة بعد أخرى. لم تشأ أن تتخلى عن تلك العطلة الأسبوعية الفريدة.وتساءلت عما يجعلها تذهب إلى حفلة خيرية ستشعر فيها حتما بأنها في غير موضعها.ثم إن والدة نك لن تعرف مطلقا بأنها لم تذهب إلى الحفلة, كما أنها لا تتصور أن نك هو موضع اهتمام الصحافة بحيث ينشرون له المزيد من الصور في الصحيفة بهذه السرعة بعد هذه النشرة الأخيرة.
    تناولت غداء سريعا ثم عادت للعمل.سمعت حركة من خلال الباب المفتوح لكنها ما لبثت ان رفعت بصرها و إذا بها تهتف بصوت منخفض:" عجباً,عجباً."
    فقد تسمرت لمرأى كارمن هيرناندز تشق طريقها خلال طاولات الرسم
    و المكاتب و كأنها تتنزه في منتجع عصري.و استقرت عليها عيون كل الرجال في القاعة و كذلك عيون النساءو لكن لأسباب مختلفة.ومرة أخرى أخذت موللي تتساءل عما أصاب موظفة الاستقبال لتدع الناس يتسكعون في المكاتب كما يشاؤون؟ عندما وصلت كارمن أمام موللي نظرت حولها مقطبة:" هل تعملين هنا؟"
    و لم يكن لمعان عينيها يبشر بخير
    - نعم.
    ما الذين كانت كارمن تتوقعه؟ و كيف عثرت عليها؟ ربما قرأت ما كتب عنها في الصحيفة و رأت صورها في احتفال زنتك. نظرت المرأة حولها و كأنها تختبر ردة فعل كل رجل هناك.و بعد أن رضيت بلفت انتباههم عادت تنظر إلى موللي:" أين خاتمك؟"
    نظرت موللي إلى يدها.كانت قد خلعت خاتم جدتها عندما انتهت الحفلة ذلك المساء. و سرعان ما وجدت العذر:" على أن أغسل يدي من الأضباغ عشرات المرات في اليوم و أنا أخاف عليه من ان يضيع."
    فقالت كارمن بلهجة مسرحية:" لو أن نك ألبسني الخاتم لما خلعته من إصبعي أبدا."
    - لكنه لم يفعل أليس كذلك؟ قالت موللي هذا ببشاشة منتظرة أن تفصح المرأة عن سبب زيارتها هذه إذا كان هناك سبب.
    ضاقت عينا المرأة:" ليس بعد لكنكما غير متزوجين.أين تعرفت عليه؟ هل يعلم أنك تعملين هنا؟أم يظنك غنية مثله؟ رجل في مركزه عليه أن يخاف من صائدات الثروات."
    فأجابت موللي قائلة:" نك يعلم كل ما يريده عني."
    نهضت موللي و هي تنظر حولها بعد أن لاحظت اهتمام جميع زملائها و سرها أنها لم تر بريتاني و لكنها أدركت من العيون المتلهفة حولها أن مزيدا من الأقاويل سيطالها.
    - لا أدري ما الذي أعجبه فيك. كنا حبيبين مدة طويلة. قالت كارمن هذا وهي تتأمل موللي بوقاحة.
    - أنا سعيدة لأجلكما.
    فسألتها كارمن بدهشة:"ألا تشعرين بالغيرة؟"
    - وهل يفترض أن أغار؟ كل ما بينكما انتهى قبل أن أعرفه.
    - مثل تلك العواطف المحمومة لا تنتهي بهذه السهولة.إنه متكدر لسبب ما و يحاول أن يثبت لي أن بامكانه أن يطلب الزاوج من أية فتاة تافهة.أنا يمكنني أن أثير فيه النيران و العواطف المشبوبة ماذا بامكانك أنت ان تمنحيه؟أنت نحيلة هزيلة شاحبة اللون.إنه بحاجة إلى امرأة حقيقية! تأكدي أنه سيفسخ خطبته بك ليعود قريبا إلي زحفا.
    استبد الضيق بموللي لهذا القول و فكرت في أنها لو كانت تهتم حقا بنك لضايقها أن تعلم عن تلك العلاقة المحمومة.
    - لا أظن أن هذا سيحدث.
    قالت موللي هذا و هي تتساءل كيف يمكنها أن تتخلص من زائرتها غير المرغوب فيها.هل هذا جزء من كونها مخطوبة إلى مالك فنادق؟
    - سترين!و نظرت مرة أخرى في أنحاء القسم بازدراء ثم استدارت لتبتعد قائلة:" ليس لديك شيء بينما بإمكاني أعطيه أن كل شيء ."
    كان الصمت يصم الآذان و العيون تتبعها خارجة. ضحكت امرأتان تعملان بجانب موللي, و قالتا:" إذا كان ذلك الرجل الرائع الذي كان هنا أمس هو محور القتال بينكما فقد أحسنت يا موللي من هي هذه المرأة."
    - لا أحد ذات أهمية.
    حيرتها ردة فعلها الهادئة إزاء محاولات كارمن الوقحة لإثارة فضيحة. تسللت خارجة بعد دقائق و اتصلت به. حولتها السكرتيرة إليه مباشرة إذ يبدو أنها تعتقد أن هذه الخطبة حقيقية.
    - بايلي
    فقالت بصوت غنائي عذب:" مرحبا يا حبيبي, كنت متشوقة لسماع صوتك.هل يسير يومك جيدا كيومي؟"
    - موللي؟
    - هل لديك خطيبة أخرى كامنة تترصد؟ واحدة يمكن أن تضايقها كارمن بزياراتها؟
    - كارمن؟ ماذا يحدث؟
    - أرادت أن تخبرني شخصيا عن العلاقة المحمومة التي كانت بينكما و كيف أنكما ستستعيدانها حالما تلقي بي جانبا. دعنا نوضح شيئا بالنسبة لهذا الوضع... عندما تنتهي هذه المهزلة أنا من سيلقي بك جانبا فقد تعبت من كوني دوما الضحية المنبوذة.
    - هل جاءت إلى مكتبك؟
    - نعم و لكن لا تخف. فأنا أشك في عودتها.
    - لم أتوقع أن تفعل شيئا كهذا.أرجو أن تكوني قد قمت بدورك جيدا.
    - أنا أعيش لأرضي الآخرين.لكنني سأقدر لها عدم عودتها مجددا.
    - ليس لدي نفوذ عليها.لكنها اذا اقتنعت ان خطبتنا حقيقية فستتركني و شأني.
    فقالت مفكرة:" أتوقع أن تبقى منتظرة إلى أن تفسخ خطبتنا فتعود إليك عندئذ."
    - كارمن ليست صبورا إلى هذا الحد.
    - إلى أي حد عليها أن تصبر؟ فخطبتنا لن تستمر طويلا ذلك أن أمك ستشفى قريبا.
    - لا تستمري في الحديث عن إنهاء الخطبة فقد يسمعك أحد.
    -لا أحد سيسمع فأنا لا أتحدث الآن أمام جمهور.
    - ليس الآن. و لكن اذا بقيت في حالتك الذهنية هذه سيزل لسانك أمام أي أحد.
    آه, ما أسوأ ما سيكون ذلك!
    - سأحرص على أن يكون سيئا للغاية. و كان الفولاذ في لهجته واضحا جليا .
    - هذا تهديد آخر. هل هذه هي طريقتك في الحياة؟ أنا خطيبتك فأظهر بعض الشغف و الحب.
    و كادت تضحك وهي تتصور وجهه في الناحية الأخرى من الخط.
    - معك حق.سآتي لآخذك الى العشاء الليلة و سنمثل دور العاشقين الهائمين المفتونين.تمثيلك الليلة الماضية لم يكن وافيا.
    - ماذا؟ أنا تصرفت بشكل رائع و أمك مقتنعة أنني أعبدك.
    أجفلت لانزعاجها من قوله هذا.أي نوع من الأداء كان يتوقعه منها؟
    - كنت تتوترين كل ما لمستك و المغرمون يزدادون ارتياحا بجانب بعضهم بعضا.
    - ربما أنت تعلم عن ذلك بعد العلاقة المحمومة مع كارمن.
    - انسي أمر كارمن.فأنت بحاجة إلى تدريب.
    - أما أنت فلا؟
    - حسنا سنتدرب نحن الاثنين.هل الساعة السابعة وقت مناسب؟
    وافقت موللي على الموعد ووضعت السماعة و قلبها يخفق توقعا. أي نوع من التدريب يفكر فيه نك؟و كيف سيجعلها ترتاح بجانبه؟
    2026ce3196200e8f3b33bbe0fc470477


    6ab4a303b0e3218123978e0f4ede232e
    0


  2. ...

  3. #522
    لم يصدق نك أنه سيتعشى مع موللي مرة اخرى و انه اصر عليها بذلك. لقد رافقها ليلة الأربعاء الماضي إلى الحفلة.ثم ذهب معها الى منزل أمه و حطط لرؤيتها ليلة غد و حفلة الرقص الخيرية.لكنه الليلة مرهق للغاية. الواقع أن موللي ماغاير تثير فضوله فهي لا تشبه أي امرأة عرفها و لديها الاتزان الذي تفتقده معظم النساء أمثال كارمنو آخر ما تفكر فيه هو المال.
    عندما يفكر بموللي يجد من الصعب أن يتذكر أي شيء عدا عينيها اللامعتين و فمها الجميل و سلوكها الجريء. وقف و سار إلى النافذة و نظر إلى ساحة يونيون الفسيحة حيث يبدو الخليج.لم يستطع أن يرى شقتها في الحي الصيني أخذ يحدق في بالمباني متأملا.أتراها تقوم بلعبة ما؟ أم أنها واضحة كما تبدو؟
    لم يستطع أن يرى كيف كان بإمكانها أن ترتب فرصة تعارفهما الأولى. كيف لها أن تعلم عن كارمنو سبب وجوده في المقهى؟ و مع ذلك لم يستطع إلا ان يفكر كيف ظهرت صورهما في الصحيفة و كم أحدثت الصحيفة من ضجة حول خطبته المزعومة.موللي بحاجة إلى أن توضع تحت المراقبة.لكنها مادامت لا تثير مشكلة فسيتابع معها التمثيلية.لأن شفاء أمه يأتي في المقام الأول و إذا ساعدها ادعاؤه على الشفاء فهو حتما سيطيل من أمر الخطبة.
    سيكونان مرغمين على البقاء معا بطبيعة خداعهما.كان دوني يتحرى عن خلفيتها ذلك أن نك ليس بالرجل الذي يؤخذ بالمظاهر.و مع ذلك لم يكن من الصواب تضييع الفرصة. فهو لم يصل إلى ما وصل إليه في دنيا الأعمال بتجاهله الفرص عند ظهورها.
    عند السابعة بالضبط سمعت موللي قرعا على بابها ففتحته من أن دون أن تدهش لرؤية نك. أما ما أدهشها فعلا خفقان قلبها عندما رأته. بدا أطول مما تتذكر و أكثر حزما ببذلته الداكنة و قميصه الرمادي.
    قال من دون ابتسامة تضيء وجهه ولا لمحة ترحيب:
    - جاهزة؟
    أومأت بالإيجاب و هي تتساءل إن كانت معتوهة لتمضي السهرة معه.إذا كان سيمضي العشاء مقطبا جبينه هكذا فالأفضل لها أن تخرج و تأكل وحدها!
    - هل هذا مناسب؟
    قالت ذلك مشيرة إلى ثوبها الأزرق الصارخ.لم يكن لديها فكرة إلى أين سيأخذها, فبدت بالمقارنة مع شكله الرزين أشبه بإعلان مضيء.ولكنها تحب الألوان الصارخة. انحدرت نظراته من وجهها إلى جسمها و شعرت بقلبها يزداد خفقانا.
    - يكفي أن تقول نعم أو لا. قالت هذا بحدة خائفة من تأثير مظهره عليها.
    - نعم.
    حملقت فيه باستياء لأنه لم يقل أكثر من ذلك و لكن كان عليها أن تتذكر أن هذا ليس موعدا غؤاميا حقيقيا.
    - انت لم تخبرني إلى أين نحن ذاهبان.هل ملابسي أكثر تألقا مما ينبغي؟ سألته و هي تخطو جابنا لكي يمر.
    - هذا يعتمد على نوع خططك. و مد يده يمسك بذقنها و يطبع قبلة خفيفة على خدها:" إذا كنت ستذهبين إلى النوم, فملابسك حتما اكثر مما ينبغي."
    - العشاء؟
    قالت هذا و قد تملكها الغيظ لتسارع خفقان قلبها بسبب القبلة البسيطة, إنه على صواب! كلاهما بحاجة إلى تدريب ليشعرا بالارتياح مع بعضهما البعض:" لكن القبلات ليست طريقة للابتداء"
    - الابتداء بالعشاء؟
    قطبت جبينها و قد أدركت أنها فكرت بصوت مرتفع. فتراجعت عنه عدة خطوات:" لا بل الابتداء بالشعور بالارتياح.أظنك قلت إننا بحاجة إلى تدريب لنشعر بالارتياح مع بعضنا البعض."
    أومأ و هو يتأملها بعينين ضيقتين:" علينا أن نبدو كحبيبين حقيقيين أمام الناس."
    - حسنا, لكننا لسنا أمام الناس الآن.
    هز رأسه وهو ينظر في أنحاء الشقة القائمة على السطح.و تفاجا بصغر حجم المكان و افتقاره للمساحة كما تفاجا بالصور الملونة المرسومة على الجدران و قطع الأثاث المتنوعة المريحة. كانت الأرضية خشبية و قطع السجاد ملقاة هنا و هناك. فكر في أن
    ذلك يتلاءم مع شخصيتها.و نظر إلى السلم الحلزوني الصاعد إلى غرفة النوم. كيف تراها تبدو غرفتها تلك؟ ما قاله سلفا قصد به أن يثيرها.فهي تشتعل كالنار عندما يغيظها,و كان قد ابتدأ يتطلع إلى الدلائل. ثوبها كان ملائما تمام لعشاء لشخصين.ولاحظ نك التصاقه على جسدها الرشيق.لم يكن لديها مزايا كارمن الطبيعية من امتلاء لكنها كانت تمتاز بشيء أنثوي مثير تفتقر إليه كارمن.وحاليا, وجد نفسه يفضل الرشاقة الهادئة على الإثارة الصارخة.
    تناولت موللي معطفا دافئا فدرجة الحرارة تنخفض بسرعة بعد حلول الظلام.مد يده يمسك بالمعطف مظهرا لياقة فأثار بذلك فضولها. بالرغم من إكراهها على خطبة المصلحة هذه و على الأخص مصلحته هو افتتنت بالرجل.عندما يعرفان بعضهما البعض بشكل أفضل قليلا ربما سيتلاشى هذا الافتتان.ولكن حتى ذلك الحين ستستمتع بهذا اللغز.
    اللغز الأكبر هو لماذا احتاج إليها لكي تمثل دور الخطيبة بينما بإمكانه أن يحصل على أي امرأة في سان فرانسيسكو فتقفز فرحا لهذه الفرصة؟
    0

  4. #523
    يسلمووووووووو على الروايه الرائه وفي انتظار التكمله
    d578681a5e4f97b78c5189941ab4bb1b
    0

  5. #524
    هلا والله بساحرة القلوب....asian

    تسلميــــــــــــــــــــــــــن قلبي على الفصل الرائع

    وبانتظار البقية على احر من الجمر....
    d578681a5e4f97b78c5189941ab4bb1b
    0

  6. #525
    تسلمي ساحرة على تعبك معنا وعلى الفصل الروعة

    وبانتظار البقية معك ان شاء الله


    يعطيك العافية
    d578681a5e4f97b78c5189941ab4bb1b
    0

  7. #526
    0

  8. #527

    نقاش

    مرحبا

    أنا عضوة جديدة بالمنتدى وهيدي أول مشاركة إلي

    حابة تقبلوني معكن حبيتكن كتير وحبيت المشروع كتير وكنت متابعتكن من الأول
    الرواية كتير حلوة حبيبتي ساحرة القلوب
    وبانتظار التكملةgooood
    اخر تعديل كان بواسطة » shery2 في يوم » 13-02-2008 عند الساعة » 08:49
    0

  9. #528
    0

  10. #529
    هلا و غلا أحلى بنات

    اليوم راح أنزل فصل جديد وهو



    الفصل الخامس: تحريات:


    بقي نك صامتا طوال الطريق أقسمت موللي في سرها على ألا تكون هي البادئة بالحديث.فأخذت تنظر حولها و كأنها لم تر المدينة من قبل. وعندما اقترب نك من منطقة <ليتل إيتالي> حيث تكثر المطاعم و النوادي الليلية, و أوقف السيارة و نظر إليها:" هل الطعام الإيطالي يناسبك؟"
    - ممتاز. وكادت تضحك لنظرة الحرص التي بدت في عينيه.و كانت تتحدث بمثل إيجازه فسألها:" ما المضحك؟"
    - لا شيء.تساءلت فقط عما إذا كان هذا كله جزءا من خطتك.
    - خطتي؟
    - انت تعلم. التدريب يجعل الخطو كاملة. لأنها إذا كانت كذلك على أن أخبرك بأن عليك أن تقطع طريقا طويلا.
    -أحقا؟
    - أذا كان هذا موعدا حقيقيا ألا تظن أن عليك أن تتصرف بشكل مختلف؟
    - هذا موعد يمكننا فيه أن نرسخ بعض القواعد المتعلقة بخطبتنا.
    - يا له من حب شاعري تغمرني به.
    مال إليها و عيناه تلمعان:" هل تريدين حبا شاعريا؟"
    فتنتها نظرته و تعلقت عيناها بعينيه, و مرة أخرى عرفت خفقان القلب و انحباس الأنفاس.و غامت عيناها بحس من الإثارة.كيف سيكون شعورها لو كانت علاقتهما غرامية؟
    فقالت :" لا."
    أتراها تنكر ذلك على نفسها أم عليه؟ و مالت إلى الخلف محاولة ان تفك عنها السحر الذي تملكها:" لا, انا لا أريد حبا شاعريا.لكنك قلت إننا بحاجة إلى تدريب.و كنت أتوقع مزيدا من ... الرقة كما أظن."
    - الرقة؟
    و بدا عليه الإجفال ثم ضحك. و طرفت بعينيها لتغير ملامحه و خفق قلبها ثم غمرتها موجة ساخنة وهي تنظر إليه.
    الأفضل لها أن تحاذر بقرب نك بايلي!
    - جاء دوري لأسألك ما المضحك؟
    - أرى أن أهذب تصرفاتي.
    و مد يده إلى مقبض باب السيارة يفتحه و يشير إليها بالخروج.
    - شيء ما يخبرني بأنك لست بحاجة إلى تدريب.
    فقال وهو يشير إلى مطعم إيطالي صغير عبر الشارع:" وما هو هذا (الشيء)؟"
    - أنا واثقة من أن لديك خبرة واسعة
    - أنت تمنحينني قيمة أكثر مما أستحق.
    - لا أدري في السادسة و الثلاثين من عمري.أتظنين رجلا في عمري لم يواعد في حياته؟
    - يواعد؟ آه, هذا ما تصف به الأمر إذن! هذا الوصف قد يكدر كارمن.
    فتوتر فكه:" أنا حقا لا أريد أن أمضي السهرة في الحديث عن كارمن بل أفضل أن أمضيه في الحديث عنك."
    فقالت بدهشة :"عني؟"
    كانا قد وصلا إلى المطعم فدخلاه و تفاجآ بالحشد فيه:" تيا لذلك! نسيت أنها ليلة الجمعة." تمتم بذلك وهو يسير إلى المديرو قال ينبهها:" سيكون علينا ان ننتظر."
    فهزت كتفيها:" لا يهم"
    عندما ذكر اسمه للمدير منحه هذا ابتسامة عريضة:" السيد بايلي هذا سرور لنا. أنا مسرور برؤيتك و رؤية خطيبتك.تفضلا من هذه الناحية.لدي مائدة رائعة لكما."
    تبعته مذهولة, متجاهلة تذمر الناس من خلفها.وخلال ثوان كانت تجلس حول مائدة صغيرة في زاوية منعزلة أنيقة و هادئة في المطعم. أحضر لهما النادل قائمة الطعام فاختفت خلفها حتى غادر الرجل ثم رفعت بصرها إلى نك:" لا بد من حصولك على صديق في مكان مناسب هو شيء حسن."
    - أنا لا أذكر أنني رأيت هذا الرجل من قبل.لكنني أكلت هنا مرة أو اثنتين.
    خفضت بصرها إلى قائمة الطعام
    - هل يحدث هذا معك غالبا؟ سألته و هي تلقي بالقائمة جانبا إذ كانت تعلم أنها ستطلب لحم العجل, فهذا ما تطلبه في المطاعم الإيطالية.
    فوضع قائمته جانبا:" أحيانا,إذا كانوا يعرفونني و يعرفون أنني سأمنحهم شيئا."
    - بقشيشا جيدا؟
    - توصية من فندقنا عندما يسأل النزلاء الأجانب عن مطعم جيد يقصدونه.
    - هممم... هذا جميل. ربما علينا أن نكثر من الأكل في الخارج طالما دامت هذه الخطبة.أراهن أنني سأرى أماكن لم أعرفها من قبل.
    تصلب جسم نك للحظة بشكل غير ملحوظ لكن موللي انتبهت لذلك: "ماذا؟"
    - ماذا تعنين؟
    ضاقت عيناها و هي تتأمله:" لم يعجبك ما قلته.ما الذي جعلك تنقبض؟"
    - فلنقل أن لدي بعض التحفظات.
    - بالنسبة إلى ماذا؟
    - إلى الوضع كله.
    طرفت بعينيها ثم استندت إلى الخلف:" أي وضع؟ خطبتنا الزائفة؟"
    - منذ يومين لم أكن اعرفك. و الآن مدينة سان فرانسيسكو بأجمعها تعتقد بأننا خطيبان, ومازلت أنتظر لأعرف ما الذي تتوقعينه من هذا كله.
    قطبت جبينها:" أنت تثير جنوني.أنا احتجت إلى شخص لأجل حفلة زنتك لليلة واحدة فقط.أنت الذي أدمت الخطبة فلماذا تصر أنني أريد منك شيئا منك؟ هل تراودك دوما هذه الشكوك؟"
    تجاهلته و بحثت في حقيبة يدها ثم اخرجت قلما و بطاقة و أخذت تكتب عليها.
    - ماذا تفعلين؟
    - لا أدري إذا كان هذا قانونيا, و لكن هذا ما ينبغي أن يكون.إنه اعتراف بخطي بأنه لا يحق لي أن أطلب أي شيء منك.
    ووقعته و دفعته إليه عبر المائدة.وهي تقول متوترة:" إذا لم يناسبك هذا فاعتبر إذن أن خطبتنا قد انتهت و فكر في طريقة تخبر بها أمك."
    نظر إلى البطاقة و في هذه اللحظة جاء النادل فوضعها نك في جيب سترته بينما وضع الرجل كأسي ماء على المائدة:" ماذا ترغبان في الأكل؟"
    عندما اخبره نك بما اختاراه. نظر إلى موللي التي كان الاحمرار مازال يكسو وجنتيها و الغضب يلمع من عينيها.ما كان له أن يضايقها لكن الفضول مازال يتملكه لردة فعلها هذه.
    0

  11. #530
    - نك بايلي, هذا ما ظننته.
    و تقدم إلى مائدتهما رجل طويل يرتدي بذلة عمل:" تهاني. قرأت عن خطبتك في الصحيفة.هل هذه خطيبتك؟"
    نهض نك و صافح الرجل و أومأ:" موللي أعرفك إلى جاسون هولتون. هذه موللي يا جاسون."
    ابتسم الرجل لها:" يسرني أن أتعرف المرأة التي استطاعت أأن تفوز بصديقنا.لم يظن أحد أنه سيرى هذا اليوم.متى موعد العرس؟"
    و نظر إلى نك:" أتوقع أن يكون أفخم عرس في سان فرانسيسكو. فكر في كل الذين سيحضرون المناسبة فقط كي يروا حدوث المستحيل."
    - هل كان نك يتهرب من الزواج؟ ألقت موللي هذا السؤال متفكهة بالارتباك الذي سببه جاسون لصديقه.
    - كان يعبث بشكل...
    و أدرك فجأة إلى من يتحدث:" آه, أنت تعرفين حال الرجل قبل أن يعثر على المرأة المناسبة."
    فقال نك بجفاء:" ربما عليك أن تدع موللي تستمتع بجهلها بماضيّ و عد أنت إلى سيليست"
    - لقد ابتدأنا العشاء لتونا.ربما عندما ننتهي جميعا نجلس معا لتناول القهوة.
    فقال نك بحزم:" لدينا مشاريع لبعد العشاء."
    نظر جاسون إلى موللي ثم عاد إلى نك:" بكل تأكيد.إنني أفهمكما.فلندع ذلك لوقت آخر."
    و ربت على ظهر نك ثم أومأ إلى موللي محييا:" يمكنك أن تتعرفي إلى سيليست في المرة القادمة.تهاني لكما."
    انتظرت موللي إلى أن أصبح بعيدا ثم مالت إلى الأمام وقالت بهدوء: "كيف يكون حال الرجل بالضبط قبل أن يجد المرأة المناسبة؟"
    فرفع حاجبيه:"أعتقد ان هذا النوع من الأمور لا يأتي الرجل أبدا على ذكره عندما يجد المرأة المناسبة."
    - ولكنك تحاول أن تخبرني بأن ليس لديك كل تلك الخبرة؟
    - جاسون يبالغ, فقد تزوج سيليست حال خروجه من الجامعة ومازال يشعر بأنه كان عليه أن يعبث قبل الزواج.
    - وهل هذا صحيح؟
    فهز نك رأسه:" أظن زواجهما سعيدا, لم تنتشر قط عنهما أي نوع من الشائعات أنا أحد أصدقائه الذين مازالوا عازبين."
    - ولماذا؟ لقد أدركت موللي فجأة أنها تريد أن تعلم كل شيء عن الرجل.ليس لكي تجيب على أسئلة قد توجه إليها.ولكن إرضاء لفضولها.إنها تعرف اللون الذي يحبه و الطعام الذي يفضله و لكن هناك الكثير مما لا تعرفه.وليس هذا لأنها بحاجة إلى الانخراط التام في حياته.ذلك أن الخطبة المؤقتة قد تنتهي بنفس السرعة التي حدثت بها, ولكن حتى ذلك الحين تريد أن ترضي فضولها بمعرفة ما تستطيع ت أن عرفته عن هذا الرجل.
    هز كتفيه:" في العمر الذي يبدأ فيه الرجل بالبحث عن رفيقة حياته كنت أكافح في سبيل التحكم بسلسلة فنادق ماغيللان.وكان أبي قد مات فجأة بنوبة قلبية, فرأيت نفسي في سن الخامسة و العشرين أخلف أبي و أدير السلسلة عنه."
    - أتريد أن تخبرني أنك لم تخرج مع نساء طوال السنوات العشر الماضية؟
    - كلا بالطبع.لكن نوع النساء اللاتي عرفتهن لم يكن يصلح للزواج.كانت مواعيد لمناسبات عمل أو احتفال جمعيات خيرية.
    - أو لمجرد المتعة
    فأومأ:" أو لمجرد المتعة."
    - لكنهن لسن من نوع النساء اللاتي تأخذهن إلى بيتك وتقدمهن إلى أمك.
    - عندما يأخذ الرجل امرأة إلى بيته ليقدمها لأمه, عليه أن يكون حذرا.
    ابتسمت موللي محاولة أن تتصور نك خائفا من تعليقات أمه إذا أحضر امرأة إلى البيت.و لأمر ما لم تقنعها الصورة ذلك أن نك لم يكن ممن يرهبهم أحد.
    - لدي احساس بأن بإمكانك أن تواجه أمك.
    - ليس مؤخرا. ما زلت لا أعرف ما تريدينه من وراء كل هذا لكنني سأبذل جهدي كي تشفى أمي.
    نظرت إليه موللي متسائلة كيف لا يستطيع أن يفهم أن بعض الناس
    يساعدون الآخرين لمجرد الخدمة.إنه مقتنع بأن دوافعها مادية.هل يمكن له يوما أن يغير نظرته إليها؟
    - عليك أن تنتظر لترى.
    - أقول على سبيل التحذير إنني لست خصما يسهل التغلب عليه.حذار وإلا ستكونين أنت التي ستتألمين في النهاية.
    بعد وجبة لذيذة وخدمة ممتازة خرجا وهما يلوحان لجاسون و زوجته مودعين. وقد سرت موللي لعدم اضطرارها إلى تناول القهوة معهما. فالإدعاء أمام أمه المريضة هو شيء و التمثيل أمام أصدقائه هو شيء آخر لأنه من المحتمل أن يحلل أصدقاؤه الأمور أكثر من أمه.
    عندما جلست موللي في السيارة بعد ذلك بلحظات, تذكرت أنهما لم يتدربا على شيء. أو لم يكن هذا سبب خروجهما؟ و بدلا من ذلك أخذا يثرثران,أثناء العشاء,بأسلوب ودي تقريبا كما أنه لم يمسك يدها و لو يعانقها كما لم يدعها حبيبتي أو عزيزتي أو بأي شيء شاعري حتى أمام النادل. عندما جلس نك وراء المقود التفتت إليه:" ماذا عن ذلك التدريب الذي تحدثت عنه؟"
    - هل في ذهنك شيء خاص؟
    سألها بكسل وهو ينظر إليها. كان الظلام قد حل والضوء الوحيد كان ضوء الشارع ولافتات النوادي الليلية والمطاعم حول الساحة. تحت الأضواء الخافتة والظلال بدا شكله أكثر شبها بالقرصان. وارتجفت موللي هل يمكن السيطرة على مشاعرها؟
    - أنت أثرت الموضوع.ماذا في ذهنك؟
    فقال بكسل:" أولا, أن نتعرف أكثر على بعضنا و بهذا لن تنفعلي عندما تكونين بقربي."
    - أنا لست سريعة الانفعال!
    مال نحوها وتسلل بيده إلى رقبتها فتسارعت خفقات قلبها.و سمرتها عيناه السوداوان اللتان اشتبكتا بعينيها.حاولت أن تأخذ نفسا عميقا تهدئ به أعصابها و تسترجع تسلسل أفكارها.
    سألها:" إذا عانقتك هل ستعتبرين ذلك تدريبا؟"
    كلمة (تدريب) ليست الكلمة المناسبة, كما أخذت تفكر! "البهجة" و"الإثارة" ... قد تصلح أكثر وهذا لا يعني أنها ستشارك هذا الرجل المتغطرس هذه الانفعالات.لقد حان الوقت لكي يشعر بالإذلال:"سأعتبره كذلك و لكن هل ستعتبره أنت كذلك؟"
    قالت هذا وهي تميل نحوه و كادت تبتسم لما أحست به منه من إجفال. ولكن سرعان ما جذبها نحوه و أخذ يغذي بخبرته المشاعر المحمومة التي بدأت تثور.أحاطها بذراعيه مشددا من احتضانها بينما تشبثت هي بكتفيه و كأنها تتشبث بحبل النجاة.
    تفجر عالم من الألوان خلف جفنيها المغمضين و رهفت حواسها. وتراقص قلبها فرحا و سمعت خفقات قلبه,و ارتفعت الحرارة بشكل مثير حتى تمنت موللي أن تفتح النافذة لتدع ضباب الليل ينعش الجو. ولكن ليس إلى حد يجعلها تقطع هذا العناق الذي أملت أن يستمر إلى الأبد. بعد لحظات طويلة تراجعت موللي و رفعت بصرها إلى نك. تنحنحت و تمنت لو أنها كانت محنكة حاضرة البديهة ولكنها أكثر من ذلك تمنت لو تعود فتلقي بنفسها عليه وتعانقه حتى الصباح. قالت:
    " ربما هذه ليست فكرة جيدة.أنا أعلم أنك تريد تدريبي وما شابه و لكن هذا يكفي لهذه الليلة."
    لامس نك وجهها ثم استند إلى الخلف و نظر حوله:" تبا! لا يمكنني أن أصدق أنني نسيت أننا وسط "ساحة واشنطن" في منتصف ليلة الجمعة. على الأرجح أن نصف سكان مدينة سان فرانسيسكو قد رأونا."
    - لا أحد يمكنه أن يرانا في هذا الظلام.
    قالت هذا و هي تستند إلى الخلف شاعرة فجأة بالبرد.كان بإمكانه أن يقول شيئا يلطف هذا التوتر لكنه بدلا من ذلك عاد إلى التقطيب, متجها بالسيارة إلى الحي الصيني ومنه إلى شقتها.كلاهما بقي صامتا طوال الوقت.
    نظرت إلى الأنوار محاولة أن تتجاهل الدم الذي مازال يندفع في عروقها و الشوق الذي كلأ كل خلية فيها. لم تعرف مثل هذا الشعور من قبل. هل هذا لأنها عانقت رجلا لا تكاد تعرفه؟ فاكهة محرمة كما يقول المثل؟ أم أن هناك شيئا فريدا في شخصية نك؟
    لم تشعر أن من السهل معرفته.فقد أرغمها على التعاون معه في هذه التمثيلية مع أن ذلك يتناقض مع سمعته.و بعد أن اقترح هذا المشروع وضعها تحت المراقبة.و مع ذلك كان سلوكه الليلة ودودا و حريصا على الإرضاء.عندما وصل إلى شقتها أوقف السيارة و نظر إليها:" أنا لن أصعد معك إذا كان هذا لا يزعجك؟"
    كبحت موللي ضحكة قصيرة فهذا جل ما تريده الليلة إذل عليها التحكم بمشاعرها.
    - حسنا. سأراك غدا إذن.
    - الحفلة تبدأ عند السابعة سآتي لآخذك قبل ذلك بربع ساعة ولن يستغرق وصولنا إلى الفندق وقتا طويلا.إنها حفلة رسمية.
    ونظر إليها بعينين ضيقتين متأملا.
    أومأت موللي ثم فتحت الباب:" هذا ما توقعته.شكرا للعشاء فقد كان ممتعا."
    ثم نزلت قبل أن يقزل شيئا و أسرعت إلى الباب الأمامي.
    - موللي؟
    التفتت إليه و كان قد نزل من السيارة و أخذ ينظر إليها:" ذلك العناق الذي تبادلناه... لم يكن لمجرد التدريب."
    وقفت حائرة بينما عاد إلى سيارته ثم تحرك بها مبتعدا.
    0

  12. #531
    في الصباح الباكر من يوم السبت تنشق نك الهواء المنعش العابق بشذا أورق شجرة "الأوكالبتوس" و برائحة البحر.وكان يتهيأ للركض في "حديقة البوابة الذهبية" العامة الأمر الذي لم يعد يقوم به بقدر ما يتمنى.هناك خمسة كيلومترات يستمتع بقطعها و تؤدي به إلى أهدأ نواحي الحديقة العامة حتى أن بإمكانه أن يتمشى على الشاطئ.
    وقفت سيارة جيب داكنة اللون خلفه و ترجل منها دوني.
    - ألم تجد وقتا و مكانا آخرين؟
    قال هذا متذمرا وهو يسير إلى نك و يرشف قهوة أحضرها من بائع جوال.
    - لا.
    كان كلاهما يرتدي سروالا قصيرا و حذاء للركض و قميصا مقفلا فضفاضا.
    - أجاهز أنت للركض؟
    - لا علي أن أنهي قهوتي أولا.
    ومال متكئا على السيارة و أغمض عينيه:" أنا لست مثلك. بقيت ساهرا حتى الثالثة صباحا."
    و فتح عينيه و نظر إلى نك:" متى اوصلت موللي إلى بيتها الليلة الماضية؟"
    - قبل الثالثة بوقت طويل.
    ز مد نك يده يتناول فنجان القهوة يرتشف من جرعة طويلة.
    - مهلا ... هذا فنجاني.
    فقال نك و هو يناوله الفنجان :" كلما أسرعنا في إنهائه أسرعنا في البدء من جديد. هل عرفت شيئا جديدا؟"
    - عن موللي أم عن المقهى.
    - عن الاثنين.حاول نك أن يجعل لهجته طبيعية لكنه كان فضوليا وحذرا
    - لا شيء عنها.إنها مستقيمة.
    - أنا لست بحاجة إلى رأي الشرطة.فأنا لا أظنها متورطة في جريمة ما. أتظن أن لديها خطة في ذهنها؟
    - الشيء الوحيد الذي تمكنت من معرفته هو أنها لم تمض قط علاقة طويلة مع شخص.لا أظنها تحاول أن تحطمك.ماضيها لا يوحي بذلك و لن تتحول فجأة إلى امرأة مخادعة.
    أومأ نك و هو يستدير لينظر إلى الطريق.كان يعلم أن موللي ليست مخادعة و لكنه يريد إثبات ذلك.قال وهو يبدأ الركض:"فلنذهب."
    أدركه دوني في ثانية, ثم ابتدأ الاثنان يركضان معا.
    سأله نك :" وماذا عن المقهى؟"
    - هناك حتما خطب ما و أظنه هاري كوكر.
    - هاري؟ إنه هناك منذ سنتين و نحن لم نلحظ النقص إلا قبل ثمانية أشهر.
    - الأشياء تتغير على كل حال و أنا أبحث في الخلفيات.ربما برز شيء منذ ثمانية اشهر فغيره.
    - هل أنت واثق من أنه هاري؟
    - هناك برهان سأحصل عليه
    ركضا فترة صامتين عاد دوني بعدها ليسأله:" هل ستتخذ ضده الإجراءات القانونية عندما أحصل على البرهان؟"
    - نعم على الفور.تبا له !
    - هذا ما تصورته.ماذا لو كان لديه طفل بحاجة إلى عملية جراحية أو ما شابه؟
    - تحر عما يحدث و دع الأمر لي.
    - نعم, يا سيدي, كما انني لست مهتما تقريبا بهذا الأمر قدر اهتمامي بما ستفعله بالنسبة لموللي.
    - أنا لا أفعل شيئا معها.
    - الخروج برفقتها أربع مرات هذا الأسبوع يبدو و كأنه شيء ما.
    - كيف عرفت بمسألة ليلة امس؟
    - هيه ... لا تنسى أنا التحري الخاص البالغ المهارة.
    خرجا من تحت الأشجار إلى الجزء الذي ينحدر نحو الشاطئ. فكر نك في سؤال دوني عن موللي عندما ابتدأ الركض على طريق ترابي. ما الذي ينوي عمله بالنسبة إليها؟
    لم يتعلق عناق الليلة الماضية بالتدريب. كان ناجما عن مشاعر صرفة. لم يتملكه مثل هذا الشعور نحو امرأة منذ سن المراهقة كما أنه كان معروفا بضبط النفس. لكن عناق موللي نسف ذلك.
    - هل تشاركني النكتة؟
    - ماذا؟ و نظر إلى دوني
    - أنت تبتسم. ما المضحك؟
    - لا شيء.
    كان يتساءل عما عسى تكون فكرت فيه بالنسبة إلى آخر ما قاله لها عندما افترقا في الأمس.


    ********

    السبت هو يوم موللي المفضل ففيه تنهض باكرا و تتناول فطورا بسرعة ثم تبدأ في الرسم. وهو بالنسبة إليها يوم راحة تبتعد فيه عن الزبائن و ذوي النفوذ و الرؤساء الذي يتوقعون المعجزات أحيانا والذين يعتبرون الفن سلعة و ليس إبداعا. أحب العمل في شركة زنتك لكنها احبت الرسم و حلمها ان تتمكن ذات يوم من أن تعيل نفسها من فنها , لكن ذلك اليوم لم يأت.
    هي دائما تعرض بعضا من لوحاتها في معرضين للفنون في المدينة. واحد بجانب المرفأ و الآخر قرب " ساحة يونيون". كلاهما صغير لا يزال في طور النمو.إلا أن اللوحات التي باعتها ساعدتها في زيادة دخلها و مكنتها من شراء شقتها.فضلا عن هوايتها كما يدعوها والداها خولتها قضاء إجازاتها في أماكن غريبة.
    كانت اليوم تريد وضع اللمسات الأخيرة على لوحة أمضت في رسمها عدة عطلات اسبوعية في " حديقة البوابة الذهبية" العامة و هي تمثل جزءا من " حديقة الشاي اليابانية". حيث تبدو أغصان الصفصاف منحنية وكانت مسرورة من النتيجة.
    ارتدت بنطلون جينز مريحا و قميصا قطنيا ناعما ثم دست فوق ثيابها
    مئزرا ملطخا ترتديه أثناء الرسم.كان الجو دافئا إلى حد استغنت فيه عن الحذاء. اغتسلت بسرعة و غسلت اسنانها.ثم رفعت شعرها إلى الخلف كي لا يزعجها أثناء الرسم. تفحصت اللوحة لحظة فرأت أنه بعد ساعتين ستكون اللوحة قد انتهت.و مدت يدها إلى الألوان.
    عادة ما إن تلمس الفرشاة حتى تضيع في عالم الألوان و الأشكال. لكنها اليوم لم تشعر بالراحة. رسمت ورقة شجر ثم أخذت تفكر في نك و عناقه.
    تأملت صورة المياه و لكنها بدلا من ذلك رأت صورتهما هما الاثنين أثناء عشاء الليلة الماضية. ورغم جهودها لم تعرف عنه ما تريد أن تعرفه.إنه إما بطل في النفاق و إما أكثر تحفظا مما تظن.
    مرة أخرى حولت انتباهها إلى اللوحة.لم تكن تريد مداومة التفكير في نك , فاليوم هو اليوم الوحيد الذي بامكانها فيه أن تكرس نفسها للرسم. وغدا لديها واجبات منزلية عليها أن تقوم بها و بعد ذلك يبدأ العمل الأسبوعي.
    ماذا كان يفعل نك اليوم؟ هل أمضاه في المكتب؟ في لعب الغولف؟ في رحلة بحرية؟ أما عليها أن تعرف هوايات خطيبها المزعوم؟
    وضعت فرشاة و لوحة الألوان ثم سارت تبحث في حقيبة يدها. أخرجت الورقة التي أعدها لها دوني. كانت تلقي عليها نظرة عندما ذهبت إلى بيت والدة نك ذلك اليوم, لكنها لم تستوعب كل شيء.و أخذت تقرأ بسرعة. كان الأمر كما ظنت تماما ذلك أن دوني لم يسجل هوايات نك.
    تملكها الغضب وعادت إلى الرسم. أخذت تضع اللمسات الأخيرة على اللوحة بينما أفكارها مشتتة بين العمل و نك بايلي.
    0

  13. #532
    0

  14. #533
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة shery2 مشاهدة المشاركة
    مرحبا

    أنا عضوة جديدة بالمنتدى وهيدي أول مشاركة إلي

    حابة تقبلوني معكن حبيتكن كتير وحبيت المشروع كتير وكنت متابعتكن من الأول
    الرواية كتير حلوة حبيبتي ساحرة القلوب
    وبانتظار التكملةgooood
    هلا والله فيك shery2...

    واهلا وسهلا فيك في المشروع...منورته asian
    وتسلمين قلبي على كلامك الحلو...وان شاء الله تعجبك الروايات الثانيه بعد..wink
    0

  15. #534
    يسلمووووووووووو ...

    في انتظارك حبيبتي سحورة ...

    لاتطولين علينا ....
    0

  16. #535
    0

  17. #536
    هـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــاي بنات رحبوا فيني والى أميرة الأميرات ماري انطوانيت كل الشكر والتقدير ومعقول باقي فيه ناس عندهم تفاني واخلاص في اللي يسوونه زيك يااعسل الله لايحرمنا منك ومن كرمك ولايحرمك منا ولا من طلباتنا اللي ما تنتهي وكل عام حب وانتي بحب ولكل الأعضاء والزوار والمشرفين هابي فالنتاين!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!وساحرة القلوب الف شكر تراك عرفتي كيف تسحرين الكل بروايتك لانها الوحيدة في التصويت اللي ماقريتها من قبل يعني زين بديتي بها وعساك على القوة دووووم ياقلبي

    iam bak
    with all my looooooooove
    0

  18. #537
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة *mero* مشاهدة المشاركة
    هـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــاي بنات رحبوا فيني والى أميرة الأميرات ماري انطوانيت كل الشكر والتقدير ومعقول باقي فيه ناس عندهم تفاني واخلاص في اللي يسوونه زيك يااعسل الله لايحرمنا منك ومن كرمك ولايحرمك منا ولا من طلباتنا اللي ما تنتهي وكل عام حب وانتي بحب ولكل الأعضاء والزوار والمشرفين هابي فالنتاين!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!وساحرة القلوب الف شكر تراك عرفتي كيف تسحرين الكل بروايتك لانها الوحيدة في التصويت اللي ماقريتها من قبل يعني زين بديتي بها وعساك على القوة دووووم ياقلبي

    iam bak
    هلا والله فيك ((ميرو))...asian

    تسلم هالطله الحلوه...وتسلمين قلبي على كلامك الي زي العسل

    وما شاء الله المشروع ماشي بجهد البنات ربي يخليهم لنا..ويقويهم rambo



    ويلا حبيبتي ساحرة القلوب لا تطولي علينا بالتكمله
    0

  19. #538
    السلام عليكم

    وش هالحمااااس يا بنااات خجلتوني بتشجيعكم

    بس ولا يهمكم جيت و جبت الفصل الجديد و يارب تستمتعوا معاي



    و عنوان فصلنا الجديد هو: مسرح الخداع:



    بعد وقت قصير أجفلت موللي لرنين الهاتف.نادرا ما كانت تتلقى مكالمات يوم السبت, فمعظم أصدقائها يعرفون أنه اليوم الذي تتفرغ فيه للرسم.و رفعت السماعة:
    - آلو؟
    - موللي.أنا ايلين بايلي أرجو ألا يكون اتصالي في غير وقته. بدا صوت المرأة أقوى مما عهدته سابقا.
    - على العكس. كيف حالك؟
    - أحسن بكثير شكرا. لكنني أشعر بنفسي قوية بما يكفي لأحظى برفقة على الغداء.هل لك بالمجيء؟ ذلك سيمنحنا فرصة للتعارف دون أن نهتم لنك.
    - نهتم لنك؟
    ضحكت ايلين برقة:" حسنا, لا يمكننا أن نتحدث عن كل ما نريده إذا كان جالسا معنا."
    تملك موللي الفضول:" وما الذي عسانا نتحدث عنه من دونه؟"
    - عن طفولته مثلا... لدي ألبومات إذا كنت تحبين رؤية بعض صور الأسرة القديمة.
    نظرت موللي إلى اللوحة التي كانت قد انتهت لتوها من رسمها والتي لا تزال تتمسك بها لأنها تكره دوما أن تنهي مشروعا.و إلى أن تجد موضوعا جديدا, تبقى شاعرة بالضياع.
    و قالت ايلين بكبرياء:" إذا كان لديك مشروع آخر سأتفهم ذلك."
    لم يكن لدى موللي أي مشروع آخر, أو أي سبب يجعلها ترفض ما عدا أنها لم تشأ أن تتورط أكثر من ذلك.لكن الوحدة في صوت المرأة أثرت عليها. كم سيكلفها قضاء ساعتين مع ايلين بايلي؟
    - لا ليس لدي مشروعات أخرى. متى علي أن أحضر؟
    - في الثانية عسر و النصف. ثم اقفلت الخط.
    ترددت موللي لحظة ثم حاولت الاتصال بنك في الفندق.دهشت قليلا وهي تكتشف أنه لا يعمل يوم السبت.ولم يكن هناك من يخبرها أين هو. أقل ما كان يمكنه فعله هو أن يعطيها رقم هاتفه الخليوي أو رقم بيته, كما أخذت تفكر متذمرة و هي تبحث عبثا عن ذلك في دليل الهاتف. قلقت من ردة فعل نك عندما يعلم أن موللي و أمه تناولتا الغداء من دونه و فكرت في أنه ربما سيتهمها بمحاولة خداع أمه لتتنازل لها عن ميراثها.


    **********


    عندما وصلت موللي أرشدتها مدبرة المنزل إلى غرفة ايلين بايلي.وكانت ترتدي قميصا ملونا و تجلس مستندة إلى عشر وسائد. وعندما وصلت موللي بادرتها بابتسامة عريضة مرحبة وكان التحسن باديا عليها.
    أنا مسرورة جدا لمجيئك موللي. وسامحيني إذا لم أقف لك فقد سبق وحاولت ذلك فكان مجهدا للغاية. لذا قررت أن أرتاح و أكرس طاقتي لهذه الزيارة بدلا من أجلس على كرسي.
    - لا عليك. إذا كان وجودي هنا يتعبك أخبريني بذلك فأخرج حالا.
    نظرت موللي إلى الممرضة فابتسمت لها مرحبة ثم انتقلت لتجلس بجانب النافذة.
    - وجودك هنا أشبه بالدواء المقوي.أتريدين أن تشربي شيئا؟
    - سأنتظر حتى الغداء.كيف حالك؟ و جلست على كرسي بجانب السرير.مازالت ايلين تبدو هشة كما كانت تلك الليلة و فكرت في أنها لا بد هزلت كثيرا أثناء المرض.
    - أنا احسن بكثير. شكرا يا عزيزتي.لاحظت تلك الليلة أن خاتم الخطبة لم يكن في اصبعك و تصورت أنك لا بد تركته في البيت أو ماشابه.ألم أر خاتما في صورة الصحيفة؟
    - آه. حاولت موللي أن تفكر راجية أن لا تفضحها ملامحها لا سيما أنها لم تكن بارعة في اختلاق الذرائع:" لدي في الواقع خاتم جميل, لكنني لا ألبسه أثناء الرسم.لا أريده أن يتلطخ و عندما اتصلت بي كنت أرسم. وهكذا نسيت أن اعيده إلى إصبعي عندما غسلت يدي."
    عليها ان تتذكر دوما أن تضع خاتم جدتها في اصبعها. و أخذت ايلين تسألها بلهفة:" أنا متلهفة لرؤيته.أخبريني مرة أخرى كيف تعرفت إلى نك وكيف عرض عليك الزواج هل كان الأمر مفاجأة؟ هل كان ذلك رومانسيا؟"
    - دوني عرفنا ببعضنا البعض.
    قالت موللي هذا آملة ألا تلح المرأة في إلقاء الأسئلة.ما الذي أخبره نك لأمه؟ماذا لو اختلفت قصتيهما؟ و تابعت تقول:" ليس من وقت طويل في الواقع كان ذلك بحب عاصف."
    على الأقل عليها ان تقول هذا ... و عادت تقول:" أنا متلهفة لرؤية نك وهو صغير."
    أفضل طريقة لتمضية فترة الغداء هو أن تدع ايلين تتحدث عن نك مكتفية هي بالإصغاء. و بهذا تأمن زلة اللسان.
    قالت ايلين مخاطبة الممرضة:" هلا ناولتني أول ألبوم يا سيدة براوم؟"
    نهضت الممرضة و أحضرت لها الألبوم وهي تقول:" سأنزل إلى المطبخ لأرى ماذا جرى مع شو ــ وين بالنسبة للغداء الذي لا بد أصبح جاهزا الآن."
    - سنكون هنا. قالت ايلين هذا بجفاء بعد خروج الممرضة ثم ابتسمت لموللي:" إنها عزيزة علي.لكنني أظن الوقت حان لكي تذهب. فقريبا سأقف على قدمي و أساعدكما على التخطيط لهذا الزفاف. أنا متشوقة للتعرف على والديك أيضا. هل كانا مسرورين لسماعهما أن ابنتهما ستتزوج؟"
    - هما ... لا يعلمان عن الخطبة.
    - لم لا؟
    - إنهما حاليا في رحلة بحرية و من الصعب نوعا ما الاتصال بهما. طبعا كان لدى موللي كل ما يلزم للاتصال بوالديها لكنها لن تخبرهما عن هذه الخطبة.و إذا حالفهما الحظ ستكون انتهت قبل عودتهما. قالت ايلين ببطء وهي تتأمل موللي مفكرة:" أنا واثقة أنهما متشوقان لسماع أخبارك."
    أومأت موللي و أشرق وجهها بالابتسام و هي تتظاهر بالنظر في الألبوم:" هل لديك صور لنك و هو طفل رضيع؟"
    و عندما انفتح الباب بعد عدة ثوان رفع كل من موللي و ايلين والممرضة نظرهن بدهشة. وكانت النسوة الثلاث يتأملن الصور في الألبوم. كانت موللي مستغرقة بالنظر إلى نك الذي بدا لها طفلا مشاغبا. متى أصبح بهذا الشكل الجدي الجاف؟
    0

  20. #539
    وكان نك يقف عند الباب ينظر إليهن غير مصدق.
    - ماذا تفعلين هنا يا موللي؟
    - أزور أمك.
    قالت هذا و هي تحملق فيه باستغراب. لقد ذهب ذلك الثري ذو البذلة الفخمة و الحذاء الايطالي ليحل مكانه رجل أكثر شبها بذلك القرصان الذي يذكرها به. كان يرتدي سروالا رياضيا قصيرا و قميصا ضيقا يحتضن صدره الرحب فكاد منظره يخطف أنفاسها. كان واضحا أنه كان يمارس الرياضة. تقابلت نظراتهما فرات الشك في عينيه. فكرت أنهما عادا إلى ذلك مرة أخرى و نظرت خلسة إلى الأم و الممرضة. أتراهما لاحظتا؟
    و قالت خارقة الصمت:" إننا نشاهد صور الأسرة."
    و سألته أمه :" ما الذي تفعله هنا يا نك؟"
    - اتصلت بي شو ــ وين وقالت إن علي أن أحضر فورا فظننت شيئا حصل.
    فقالت الأم :" أنا طلبت منها أن تتصل بك لتعلمك أن موللي هنا. لقد دعوتها للغداء و رأيت أنك ربما تريد أن تقلها إلى بيتها فيما بعد. لكن الأمر لم يكن مستعجلا.
    - موللي ستبقى للغداء؟
    - نعم.
    من النظرة التي رمقها بها عرفت موللي أن بقاءها هناك لا يعجبه. كانت تحاول جهدها أن تفكر كما تفكر أي خطيبة. ماذا يتوقع منها نك أن تفعل إذا دعتها أمه إلى الغداء؟
    - سأغير ملابسي و انضم إليكما و لكن هل يمكنني أن أرى موللي لحظة الان؟
    فقالت الأم بابتسامة عريضة:" طبعا"
    كانت تعلم أن أمه تتصور لقاء محموما بين عاشقين. وبدلا من ذلك تبعته إلى الردهة خائفة من التعنيف بينما أغلق هو باب غرفة النوم فبقيا وحدهما. ثم سألها بخشونة:" أي لعبة تقومين بها الآن؟"
    - أممممم ... أعتقد أنها اللعبة التي ابتدأت بها. أخدع أمك حتى المدة التي تناسبك.
    - اعني لماذا جئت إلى هنا هذا الصباح؟ هل ظننت حقا أنن لن أعرف؟
    كانت قد تضايقت قليلا لشكوكه المستمرة:" هي التي دعتني. لقد ترددت لكنها ألحت علي. ألست أنت الذي تحاول أن تجعلها تتحسن؟ أظنها كانت تشعر بالوحدة و السأم فجئت أسليها."
    - تشعر بالسأم؟ لديها أصدقاء كثر.كان بإمكانها أن تدعو أحدهم.
    - و ماذا عن ابنها الشغوف؟
    - أنا لا أتجاهلها نحن لا نتحدث عني الان. أنا لا اريدك أن تجلسي مع أمي عندما لا أكون موجودا. هل هذا واضح؟
    - ولم لا؟
    تخلل شعره بإحباط:" دعي الأمر عند هذا الحد. سأغير ملابسي و أنضم إليكما."
    و بجرأة اخذت تمرر أصابعها على ذراعه:" لا تغير ملابسك بسببي."
    قالت هذا مداعبة و كادت تضحك و هي ترى ملامحه المجفلة. ربما عليها أن تبدأ في لعب دور الخطيبة لترى إن كان هذا ما يريده حقا.
    أمسك اصابعها يضغط عليها برفق دون أن يتركها وقال:"ما هذا الآن؟"
    - لم لا تحاول أن تثق بالآخرين أحيانا؟
    - علمتني الحياة أن الثقة قد تحطم لي أسناني.
    فمالت عليه:" آه, لا نريد أن يحدث لك ذلك لأن أسنانك جيدة للغاية."
    - جيدة للعض. قال هذا وهو يجذبها إليه ثم يحيطها بذراعيه.
    - و هل أنت تعض؟ سألته باسمة و قلبها يخفق توقعا.
    - أحيانا.
    و أخذ ينظر إليها وهو يحني رأسه ببطء حتى انعدمت المسافة بينهما. كان عناقه دافئا و مفعما بالرجولة و تسربت إليها حرارة جسمه الصلب حتى كادت تشتعل.
    كان يعلم ان عليه الابتعاد فهو لا يريد التورط أكثر مع موللي ماغاير. لكنها كانت بالغة الليونة بين ذراعيه و بالغة العذوبة, ما اشعل نيرانا في عروقه... و تراجع عتها ببطء ثم أراح جبهته على جبهتها ناظرا إلى عينيها و هما ترمشان.
    - سألتحق بكما حالما أغير ملابسي.
    - هل عليك أن تذهب إلى بيتك لتغير ملابسك؟
    وكان صوتها منخفضا ما جعل نك لا يريد أن يتحرك مقدار سنتمتر.
    - لا. لدي بعض الملابس هنا و لن أتأخر.
    - سأحاول إذن أن أتحكم بمشاعري حتى تعود.
    و تراجعت ثم اتجهت إلى الباب المفتوح فقال ينبهها:" حذار مما تقولينه لأمي."
    - نحن ننظر فقط إلى صور الطفولة. كنت طفلا جميلا. هل كنت حينذاك تشك في كل شيء مثل الآن؟
    - الحياة تعلم بعض الدروس الصعبة.
    - لا أستطيع أن أتصور أن أي شخص يمكن أن يعلمك شيئا.
    أجابته بذلك بابتسامة جريئة و هي تتابع:" و لكن سيسعدك أنني أتقدم في هذا التظاهر.إنه التدريب كما تعلم."
    و فتحت الباب و خرجت منه و كأنها من أصحاب البيت.
    أراد أن يتبعها على الفور و ينظر إلى كل ما تفعل ليتأكد من أنها لا تحاول أن تصل إلى قلب أمه. فقد كانت موللي تعلم أن أمه واهنة الصحة. أتراها تحاول بشكل ما أن تستغل ذلك لمصلحتها؟
    اغتسل و غير ثيابه في وقت قياسي. فهو لا يثق بموللي إذ يعلم أن النساء يردنه للأموال التي ينفقها عليهن و للمتعة التي يشعرن بها فالحب و الوفاء لم يعد لهما أثر هذه الأيام.
    عندما سار متجها إلى غرفة أمه حاول ان يتذكر متى بالضبط انعدمت ثقته بالنساء. هل عندما هجرته جيليان برينتس أثناء سنته النهائية في الجامعة؟ أم بعد تلك التمثيلية التي قامت بها ماريا بيلينغهام حين استلم <فنادق ماغيللان>؟ مازال مدينا بالشكر لصديقه هاملتون الذي جعله يسمعها من حيث لا تعلم و هي تعترف بأنها فقط تتزوجه لأجل ثروته. وكان في ذلك النهاية العاصفة. كل امرأة عرفها بعد ذلك جعلها تفهم منذ البداية أنه لا يفكر في الزواج. حتى كارمن رغم رغبتها في تغيير القاعدة. لم يكن لديه سبب يجعله يرى موللي مختلفة عن غيرها. بل العكس,فالفرق بينهما اكبر مما كان عليه بينه وبين النساء اللاتي اعتاد الخروج معهن. فهي تعيش في شقة صغيرة في الحي الصيني وهو يعيش في "تلة توب" كما أنها ترسم لتزيد دخلها بينما هو لديه ثروة طائلة تسنده. دوني يثق بنواياها, لكن نك يشك في عدم استغلالها للفرصة التي نزلت عليها من السماء. سيصبر عليها ليساعد أمه لكنه سيراقبها عن كثب.
    فتح الباب فدهش وهو يرى أمه تضحك. كان اللون يكسو وجنتيها ولمعت عيناها و هي تنظر إلى نك بسرور. كان التغيير فيها أشبه بمعجزة.
    - تعال و استمع إلى موللي و هي تخبر كيف قامت بطلاء شقتها.
    سحب كرسيا و جلس قريبا من موللي إلى حد احتكت ركبتاه بركبتيها. و عندما ابتعدت عنه قليلا, مال نحوها ووضع ذراعه على مسند مقعدها.
    كانت تبذل جهدها لتسلية أمه لكنها تشعر بانعقاد لسانها و تحس بأن وجوده يكاد يعصف بها.
    تمتم يقول :" ظننتك ترسمين لوحات."
    نظرت إليه ثم انتقلت قليلا إلى اليسار.
    - فعلا لكنني أردت أن أبعث بالإشراق إلى شقتي. كانت الجدران قاتمة كئيبة فأردتها براقة مشرقة.
    - حدثيه عن البديل المؤقت للسقالة الذي صنعته.
    نظرت موللي إلى نك مترددة. أنه لا يتصور ماذا يمكن أن تكون البدائل لأنه يستطيع أن يستخدم فرقة من الدهانين إذا أراد تغيير أي لون.
    - حسنا انت تعلم أن في بيتي علية تحت السقف, و بهذا تعلو الجدران من ثلاث جوانب سبعة امتار تقريبا.
    أومأ بالإيجاب.لم يذهب إلى منزلها سوى تلك المرة الوحيدة لكنه يتذكر ذلك.
    استعرت طاولة جارتي شيلي ووضعتها مع منضدتي بجانب بعضهما البعض ثم وضعت عليهما كرسيين عليهما لوح خشب كالجسر. ونجح ذلك تماما.
    - كان بالإمكان أن تقعي و تكسري عنقك.
    - كان مزعجا جدا نقلها كلما احتجت تغيير موقعي. لكنني نجحت تماما ووفرت علي مبلغا كبيرا. أحضرت دهانا كي يخمن التكاليف لكنها كانت أكثر مما أردت أن أدفعه بكثير.
    تصورها نك على تلك السقالة المؤقتة ثم تخيلها و قد وقعت و انهارت السقالة بالكراسي ولوح الخشب فوقها, فقال بحدة:" لا تفعلي مثل ذلك مرة اخرى."
    فنظرت موللي إليه:" ماذا؟"
    - هذا بالغ الخطورة لا تفعليه مرة أخرى.
    - لكنني كنت شديدة الحذر.
    فقالت ايلين:" كان هذا قبل أن تعرفك نك. وأنا واثقة من أنها لن تحتاج إلى القيام بذلك مرة أخرى. وعلى أي حال لن تستمر موللي في السكن هناك طويلا. نحن لم نتناقش في عرسكما على الإطلاق. ولكن لا تدعا مرضي يؤخركما, فأنا أشعر بأنني أقوى لحظة بعد لحظة. وتحديد موعد زفافكما سيسرع حتما في شفائي."
    حملقت موللي في نك. ماذا الآن؟ هما لا يجرؤان على تحديد موعد, بصرف النظر عما سيحدث لإيلين. ولكن كيف سيحتالان للتأجيل دون الكشف عن تمثيليتهما؟
    - علينا أن ننتظر عودة والدي موللي.
    - أحسنت.
    تمتمت له موللي بذلك بصوت خافت من دون أن تسمعها ايلين ثم التفتت إلى المرأة:" أنا واثقة من أنك تتفهمين أنني أريد أن أتحدث معهما قبل أن نتابع هذا. لقد كان حبنا مفاجئا عاصفا كما تعلمين."
    - لكن هذا الحب خلق ليبقى فأنتما مناسبان تماما لبعضكما البعض.
    عندما انتهى الغداء, طلب نك من أمه أن ترتاح ريثما يأخذ موللي إلى بيتها. عندما وصلا إلى الطابق الأسفل من البيت اوقفته قائلة:" ليس عليك أن تفعل ذلك. سأستدعي تاكسي."
    - أريد أن أتحدث معك.
    - آه ه ه ... محاضرة أخرى؟
    فقطب جبينه:" أنا لا ألقي محاضرات."
    0

  21. #540
    ابتسمت وربتت على ذراعه شاعرة بعضلاته القوية و الحرارة التي تنبعث منه. ثم استدارت و هي تتنهد أسفا على مما لن يكون. وتمنت لبرهة لو أن الأمور كانت مختلفة بينها وبين هذا الرجل ولو بامكانها أن تصدق أن الرجال والنساء من مختلف الخلفيات يمكنهم أن يجدوا قواسم مشتركة. لكن هذه لم تكن حتى مجرد محاولة للعثور على القواسم المشتركة فقد عقدا هذه المعاهدة فقط ليساعدا امرأة مريضة على الشفاء. وبينما كانا يسرعان باتجاه المرفأ مالت إلى الخلف في تلك السيارة الفارهة و أخذت تنظر من النافذة بكسل. لقد استمتعت بهذه الزيارة و عرفت الكثير نك. كما ارتبطت بإيلين بايلي بشكل غريب.
    سألها:" ما الذي تحدثتما عنه أنت و أمي ؟"
    - عن هذا و ذاك.و بالأخص عن طفولتك, ظنا منها أنني أريد أن أعرف
    كل شيء عنك. يبدو أنها تلوم نفسها بعض الشيء, فقد كانت أكثر انشغالا بأثاثها و تحفها من أن تدع صبيا صغيرا يركض و يعبث في أنحاء البيت.
    - كانت أما مميزة.
    - وكانت تتمنى لو انجبت المزيد من الأولاد.فتاة صغيرة حتما.
    ألقى نظرة باتجاهها :" لم أعرف ذلك قط. كنت أظن أنها تريد ولدا واحدا."
    - قالت إنها هي ووالدك كانا يتمنيان المزيد لكن هذا لم يحدث.كما أنها افتقدت أباك إلى حد بالغ. مات منذ عشر سنوات و مازالت تشعر بالوحدة. ومن الطبيعي أن تفتقده وربما ستمضي حياتها في ذلك.
    - كان بإمكانها أن تتزوج مرة أخرى.
    - لو وجدت من تحبه كما أحبت أباك لربما فعلت.ألا تظن ذلك؟
    - رأيي أن ما يسمونه حبا هو شيء مبالغ في أهميته. والرجال والنساء يتزوجون لأسباب مختلفة.فإذا افتتنوا او أعجبوا بأحدهم سموا ذلك حبا.
    - أظنك ستحصل حتما على جائزة السنة لأكثر الرجال سخرية. ولكن كونك لا تؤمن بالحب لا يعني أن أمك لا تؤمن به.
    - وأنت؟ هل تؤمنين بالحب؟
    سكتت موللي لحظة طويلة:" أنا أريد أن أؤمن."
    قالت هذا بحزن لكنها والحق يقال تساءلت إن كانت ستعثر عليه يوما ما. كان الافتتان صعبا بما يكفي فهل ستميز حب حياتها إذا هي صادفته يوما.
    ربما كل ما في الأمر أنها لم تصادف بعد الرجل المناسب.كان أبواها سعيدين وكانت ايلين سعيدة مع زوجها, أما هي موللي التي بلغت الثامنة و العشرين من العمر فقد ظنت مرتين أنها وجدت الرجل الذي يمكنها أن تتخذه شريكا لحياتها, و بعد خيبة أمل كان غشاء الوهم ينزاح عن عينيها. ربما كانت تتوقع أكثر مما ينبغي.
    عندما توقف نك قرب بيتها. مدت يدها لتفتح باب السيارة لكنه وضع يده على ذراعها يعترضها:" سآتي لآخذك الليلة في السابعة إلا ربعا"
    - سأكون جاهزة.
    - سأفتح أنا الباب.و نزل من مقعده و دار حول السيارة يفتح لها الباب فقالت:" إلى اللقاء."
    وعندما توجهت إلى بيتها قال :" موللي؟"
    - ماذا؟
    - سيكون في الحفلة كثير من الناس ينظرون إلينا ليتأكدوا من أن خطبتنا حقيقية.بما في ذلك كارمن.
    فقالت ضاحكة:" لا تخف. سأرتدي أكثر ملابسي إثارة و التصق بك كما تلتصق صلصلة الخردل بالسجق."
    ابتسم بخفة وهز رأسه:" يا له من تشبيه فاتن."
    فلوحت له بيدها و ابتعدت بينما وقف ينظر إليها.كانت تبدو مثيرة في بنطلون الجينز فكيف ستكون في الثوب المثير؟ وشعر تقريبا بالخوف من أن يعرف ذلك.
    - حدثيني عن هذا الرجل. سألتها شيلي بعد أن أنهت تصفيف شعرها. وكانت تنظر إلى صديقتها في المرآة:" آخر ما أتذكره هو أنك كنت تتظاهرين بأنك مخطوبة و تتباهين أمام جاستين بخاتم جدتك جائلة في أنحاء القاعة و بعد ذلك رأيت وجهك في كل الصحف مع خطيبك المزعوم و الآن تذهبين إلى مكان حيث ربما سيراك كل شخص في سان فرانسيسكو و تخبرينني بأنها مجر تمثيلية؟"
    فاعترضت موللي:" إنها ليست تمثيلية."
    و لمست خصلة من شعرها بمرح:" هذه تبدو عظيمة.شكرا شيليي."
    ثم سارت نحو سريرها وتناولت ثوبها تريها إياه و تسألها:" إنه أسود. لكنه ينفع للمناسبة.أليس كذلك؟"
    - أنا أتذكر متى اشتريته.أنت تحاولين أن تجربي تأثيره على هذا الرجل, أليس كذلك؟
    فقالت موللي ضاحكة:" لا أظن ذلك. ابقي هنا سترينه عندما يحضر.إنه من النوع الذي يعتبر أن العمل هو كل شيء."
    - لهذا هو قمة في الثراء.
    نظرت موللي إلى شيلي:" إنه غني,أعلم ذلك, ولكن (قمة في الثراء)؟"
    - هيه ... إنه صاحب فنادق ماغيللان.
    - وهذا ليس أمرا بسيطا.قد لا يكون من أغنى أغنياء أميركا لكنه يلعب بالمال و يتمرغ به.
    - دوما كانت أمي تقول إن الفتاة تقع في غرام الغني بنفس السهولة التي تقع فيها في غرام الفقير.
    - لكنني لست مغرمة بأحد.
    قالت موللي هذا وهي تلبس الثوب.كان أنيقا و ملائما ومحاكا بخيوط فضية متألقة ما جعله يجذب النظر كما يجذب اللهب الفراشة. كان قصيرا مكشوفا عند الذراعين و الجزء الأعلى منه محكم على جسدها. من حسن الحظ أنها تذهب إلى عملها سيرا على الأقدام فبقي وزنها كما كان لأن هذا الثوب يبرز أي زيادة في الوزن. انتعلت حذاء عالي الكعب مع أنها تعلم أن نك يبقى أطول منها بحوالي عشرين سنتمترا وجاءتها شيلي بأحمر شفاه صارخ:" هذا يناسب ملابسك و وضعك أيضا."
    - وضعي؟
    - نعم. وضعك هذه الليلة, لأن عليك أن تنافسي كارمن, ومن يعلم من أيضا في هذه الحفلة؟
    - أنا لن أتنافس مع أحد فهذه خطبة زائفة.فإذا أراد أن يتركني من أجل امرأة أخرى فهذا لا يهمني.
    لكنها عندما ازدادت اقترابا من المرأة لكي تصبغ شفتيها شعرت بوخزة من الغيرة.أزعجها على الرغم منها أنه قد يميل إلى امرأة أخرى. وكان هذا حماقة بالغة منها. لقد عقدا الخطبة لأجل مصلحة و هي لن تدوم. وستكون معتوهة لو ظنت لحظة واحدة أن نك بايلي يمكن أن ينجذب إلى امرأة مثلها!
    0

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter