مشاهدة نتيجة التصويت: اي هذه الروايات تحب رؤيتها اولا على ملفات وورد ؟؟

المصوتون
29. لا يمكنك التصويت في هذا التصويت
  • معا فوق النجوم

    5 17.24%
  • العاشق المنتقم

    8 27.59%
  • حب غير متوقع

    8 27.59%
  • غرباء على الطريق

    8 27.59%
الصفحة رقم 222 من 569 البدايةالبداية ... 122172212220221222223224232272322 ... الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 4,421 الى 4,440 من 11376
  1. #4421
    قال:
    "عدت الى البيت في الساعة التاسعة .وكان كوخها مضاء حين مررت به , ورأيتها فيه ."
    وسكت لحظة , واشتبكت نظراتها بنظراته ثم استأنف :
    "عندما لن اجدك هنا , كان طبيعيا ان اتساءل عما جرى . كان الطفلان مستيقظين , لكنهما لم يستطيعا ان يخبراني اين كنت , فذهبت الى آرتيه , ولم تكن لديها هي الاخرى فكرة عن مكانك ."
    شيء واحد علق في ذهنها : عاد ليون في التاسعة . لماذا عاد مبكرا بعدما اخبرها انه سيتأخر ؟ اعتقدت انه كان في نيقوسيا يقضي السهرة مع بولا . ولكن هل يحتمل انه فضل البيت ؟ وبدافع غريزي تقدمت منه , وحدقت في وجهه بتساؤل وقالت :
    "لو عرفت انك ستعود مبكرا ليون , لما خرجت ."
    بادر قائلا :
    "هذا واضح ."
    وعادت عيناه تطوفان بقوامها الجميل , ثم عاد الوميض المتأجج الى اعماقهما , وسأله بخشونة :
    "كم مرة تفعلين هذا ؟"
    اسرعت تقول :
    "هذه اول مرة ..."
    " لا تكذبي ! لا تقفي هكذا وتكذبي علي ! كم مرة خرجت مع هذا الرجل ؟"
    عادت ترتجف , ولكنها جاهدت ليظل صوتها ثابتا , وقالت :
    "إنها المرة الاولى . في اية حال من حقي ان اخرج ."
    قال:
    "هل من حقك ان تخرجي مع رجال ؟"
    وبرغم خوفها , ارتفعت ذقنها بشمم وقالت :
    "رجال ؟ انما ذهبت مع روبرت لأن .... لأن ..."
    لم تجد كلمات لتخبره بأنها ظنته مع بولا ؟ ولكنها قالت :
    "لأن بقائي وحيدة هنا لايسر .... فأنت تخرج كل مساء تقريبا يا ليون ."
    لماذا التذلل ؟ لم تخبره بأن من حقها ان تسري عن نفسها ؟ إنها ليست طفلة حتى يسألها عن غدواتها ورواحها . لذلك أردفت :
    "سأخرج كلما راق لي , ولا تستطيع ان تمنعني ."
    رباه ماهذا الذي قالته ؟ لماذا لم تلتزم الحذر ؟ انحسر الدم عن وجهها تماما , وحاولت ان تهرب اذ تقدم نحوها بخطوة سريعة , ولكن ساقيها خذلتاها ,ووجدت نفسها في عناق يهشم القلوع بلا رحمة وقال :
    "هل ستخرجين حين يروق لك , مع رجال ؟ ستتأنقين لأجلهم , وتبدين جذابة . أما لي , فستبدين دائما كعجوز قروية شمطاء."
    "ارجوك يا ليون , إنك لا تفهم . لم احاول ان ابدو جذابة لأي سبب الا ..."
    "الا ان توقظي الرغبة في صديقك ؟"
    كان وجهه قريب من وجهها , رهيبا كجذوتي النار اللتين تجلتا في عينيه , فلم يداخلها شك في نواياه . واردف :
    "نجحت في ايقاظ الرغبة في زوجك , وستتحملين العواقب ."
    فناضلت قسوته ولكنها بعد برهه استلقت مستسلمة تبكي بصوت خافت , وامسك بها على مسافة منه اخيرا , فلاحظ الدموع على خديها . مفاجأة هجومه والخوف الذي تملكها جعلا كل عصب في جسمها يرتعش . وتذكرت ماقاله من ان القبارصة يهتمون بنسائهم ويعتزون بهن , فتبادرت الدموع الى عينيها ثانية . كان لمرآها باكية تأثير عجيب عليه فإذا كل غضب وضراوة يتلاشيان فجأة , ومر بأصبعه على وجنتيها يمحو دموعها بحركة حنون , وهتف :
    "لاتبكي ياهيلين!"
    كأنه يمحو قسوته منذ لحظة . واذهلها تصرفه , ولكنه بعث فيها املا . فلما افلتها اخيرا , تطلعت اليه وقالت :
    "ما أحسبك ..ستخرج عن وعدك يا ليون ؟"
    سيطر صمت طويل , واشتد سواد عينيه وقد استقرتا على وجهها ورأسها على الارض . فأجاب برفق :
    "إنك زوجتي ياهيلين ! "
    وغشيتها مرارة طاغية . صحسح أن القبرصي لا يستطيع ان يعيش بدون امرأة ... وأية امرأة ترضيه .

    (ها ها ها ,تستاهل يقولها لا تطلعين مع رجاجيل تقول ماعلي منك ابطلع .....الغصن )

    ومع السلامة الفصل الرابع ..

    واحين انشالله على الخامس ..
    يلا ..يلا .خلنا انروح..
    0


  2. ...

  3. #4422
    [COLOR="Indigo"][/COLOتضحكين والله ياغصون ايه تستاهل ما تسمع الكلام وتبي تعاندوهي مب قده تسلمين كثير كثير ولا تتاخرين علينا تراكي شوقتيناbiggrinR]
    0

  4. #4423
    (ها ها ها ,تستاهل يقولها لا تطلعين مع رجاجيل تقول ماعلي منك ابطلع .....الغصن )
    والله عندك الصح دي وحدة ما تستحي على وجهها تبغي تخرج مع رجال أخرين وتتزين لهم كمان وهو الشيخ شيخة يقعد يستناها ولا يحرك ساكن وكمان تعاند وتقول من حقي أخرج ولا يمكن أن تمنعني كل هدا وتريده أن يسكت لو هو رجال عربي كان قتلها وخلص عليها من زمان تحمد ربها أنه عاملها بطريقة دي بس وكمان تريد ان لا ينكت بوعده وهي حافظ له على وعدها له بأن لا تقوم بشيء يثير الشبهان بالنسبة لشرفه وسمعته كرجل مهم في مجتمعه يا ستي دي ما تستحي mad
    لقد شوقتينا لتكملة إحنا في إنتظارك.
    تسلم الأناميل الحلوة يا أحلى حلوة.
    0

  5. #4424
    مشكورة ياحلوين القاسم وخديجة .. وجزاكم الله خير


    حسيت ان هيلين ارفعت ضغطكم مثلي انا , وليون يالله حنون ومتفهم والله اني حبيته حتى انتوا بتحبونه يابنات..
    0

  6. #4425
    الفصل الخامس ...

    5- دعني وشأني ! ..

    نظر الطفلين بوجوم وهيلين تغلق غطاء حقيبة ثيابها فيستعصي عليها أحد القفلين . وسأل تشيبي في أسى :
    " كم ستغيبان ؟"
    وبدت لمحة من السرور في عيني هيلين , وقالت :
    " ثلاثة ايام على الاكثر , ابتسم ايها السخيف .... ان من يراك يتصور اننا سنغيب شهرا ."
    قالت فيونا متذمرة :
    "ثلاثة ايام مدة طويلة , ليس هذا عدلا , لم لا نصحبكما ؟"
    " لأن العمة هيلين تريد ان ترتاح . اخرجا الآن واتركاها تحزم متاعها ."
    كان ليون يقف بالباب .... فقالت فيونا في اغراء :
    "هل من الممكن ان نصحبكما يا عمي ليون ؟ سنكون مؤدبين تماما ."
    فقال متعجبا من الحاحهما :
    "سنأخذكما في وقت اخر "
    وعندما رأيا اسارير ليون تتيدل , اطاعا على الفور . وانحنى ليون يتبين مابالقفل, فلمست أصابعه القوية السمراء أصابعها , واذ بها تنتزع يدها . وزم فمه واعتدل , ثم تناول يديها متعمدا وأمسكها بقبضة قوية , قال متهكما وعيناه تتأملان أصابعها الرشيقة :
    "لا شك انك تفضلين الرجال الانكليز , ولكنك – لسوء الحظ – تزوجت مني ."
    فردت هيلين :
    "لسوء الحظ "
    وجاهدت لتخلص يديها ولكن الضغط الفولاذي اشتد , وجذبها إليه , فقالت :
    "هل يجب ان اذهب معك الى فاماغوستا ؟ الطفلان مستاءان ."
    أحنى رأسه الاسمر قائلا :
    "قلت إنهما لا يصيبهما أذى . نعم ياهيلين , يجب ان تأتي معي ."
    " الا تستطيع الاستغناء عن امرأة لثلاثة ايام ؟ أي صنف من الرجال انت ؟"
    قال :
    "أظن من حقي ان أتوقع مرافقة زوجتي حين اسافر ."
    كان صوته خافتا , لكن وميضا خطرا لمع في عينيه , وامتدت خطوط الغضب البيضاء من أنفه الى فمه . وقال :
    "تبدين مقتنعة بمعرفتك سبب رغبتي ان تكوني معي ."
    وحاولت ان تسحب يدها , فأفلحت هذه المرة , لكن اصابع ليون انزلقت على ذراعيها وامسكت كتفيها . قال محذرا وعيناه تتقدان :
    "احترسي ياهيلين .... من اجل صالحك ."
    كان وجهه قريبا من وجهها , نحيلا وفظا . ومات الرد على شفتيها فلا معنى لأن تجازف بالتعرض لهياجه , كما حدث منذ ليال . ثم افلتها . وسألها :
    "هل فرغت من حزم امتعتك ؟"
    قالت ببرود :
    "كل مااحتاج اليه في الحقيبة ."
    وخطت الى الشرفة , فاذا مشهد البحر والسماء يبعثان السكينة . كان من الممكن ان تنسجم – قبل اسبوع ومايزيد قليلا – مع هذا الهدوء . اما الآن , فالاضطراب الداخلي يجعلها تتساءل :
    "الى متى تستطيع الاحتمال ؟ وثقت به تماما حين قال – عندما خطبها – انه لن يضايقها . ولم تتصور لحظة ان ينتهك وعده . ولكنه انتهكه , وبدون أي تعليل او اعتذار . لم يظهر من المشاعر سوى الرغبة .
    قال ليون وهو يقف بجوارها :
    "هل حزمت كل الثياب التي اشتريتها ؟"
    فتطلعت اليه , ولاحظت بدهشة نثار الشببب في سوالفه اكثر ظهورا وقالت :
    "هل حزمت ما امرت بحزمه ... لن اكسفك يا ليون ."
    وساد الصمت برهة , ثم تحول لينصرف , ولكنه عاد وقال بصوت خافت لكنه كزمجرة حيوان يتأهب للأنقضاض:
    " أنذرتك بأن تحذري , ولو أغفلت هذا التحذير , فستتحملين الثمن ."
    وتركها واصابعها المرتجفة على السياج , وعيناها تحدقان غائمتين في الخط الفاصل بين البحر الفيروزي الداكن , والسماء الانقى زرقة .


    ** ** **

    انطلقا بمجرد ذهاب الطفلين الى المدرسة . كان الصباح بهي الاشراق , ومنظر الجبال تبدل مع كل انحناءة في الطريق , وما ان بلغا العاصمة واجتازاها , حتى مضيا عبر السهل في الطريق المستقيمة الطولية , عابرين بمناطق سكنية صغيرة , لا تتجاوز احيانا مجموعة من الاكواخ الطينية تتناثر هنا وهناك بلا تنسيق . وقال ليون وعيناه لا تبرحان الطريق :
    "سنذهب رأسا الى الفندق , ثم اصطحبك الى المدينة القديمة ."
    ألقت هيلين نظرة على جانب وجهه , ثم التفتت تواصل تأمل الطبيعة . واستأنف كلامه :
    "تقولين انك لم تزوري المدينة القديمة ابدا ؟ انها غاية في الجمال , لها جو اعتبره فريدا ."
    قالت بصوت جامد :
    "سمعت عن جمالها ."
    0

  7. #4426
    والتفت لحظة ينظر اليها , فواصلت ارسال بصرها خارج النافذة وسألها على غير توقع , وهو يحول عينيه الى الطريق :
    "هل تكرهينني ياهيلين ؟ كنا سعيدين في شكل معقول قبل .... قبل ...."
    فقالت:
    "قبل ان تتخذ مني متعة ؟ نعم يا ليون . كنا موفقين . وكان من الممكن ان يستمر هذا ."
    فمست حافة فمه المتصلب ابتسامة مريرة باهتة , وقال :
    "أتظنين ذلك ؟ وانت يا هيلين , هل كنت تقنعين بهذا النوع من الحياة ؟"
    " عرفت انني مانويت السماح لأحسايسي بالتورط ... افهمتك هذا يوم حدثتك عن غريغوري وكيف خذلني ."
    " لم تجيبي عن سؤالي . الرجال بشر , والنساء ايضا ."
    قالت:
    "النساء مختلفات , لاسيما الانكليزيات ."
    فرد بمرارة :
    "لا حاجة , بك لأن تخبريني بهذا ."
    ثم اردف :
    "ولكني لا ازال أقول انهن بشر , سواء كن باردات او غير باردات , ألن تجيبي عن سؤالي ؟"
    قالت :
    "لا يمكن ان احلم بالانغماس في المعاشرة لمجرد التراضي ."
    فقال :
    "مازلت تراوغينني ."
    وانحرف ليتفادى عجوزا مسربلة بالسواد , انحنى جسمها تحت سلة كبيرة ربطت الى ظهرها , ثم استأنف حديثه :
    "إنني اعترض على مصطلح التراضي يا هيلين , فأرجو الا تستعمليه ثانية ."
    "إنك تشير قطعا الى انني مخطئة في استنتاجي , وهو انك تستغليني لمتعة مزاجك ."
    وأنذرها تهدج انفاسه الى فورة طارئة من الغضب وقال :
    "قلت لا تستعملي هذا المصطلح ."
    فقال :
    "فقالت متهكمة :
    "إنك مليء بالمفاجأت يا ليون ..... ماكان ينبغي ان اتوقع منك الاعتراض على فظاظة المصطلح ."
    فقال:
    " يريحيني ان اسمعك تقرين بفظاظته . كنت قد بدأت أعجب من سذاجتك الفجة , فهي لا تناسبك يا هيلين ."
    واقبلا على اكثر أجزاء فاروشا شعبية , عابرين خلال شوارع محفوفة بالمنازل والفيلات البيضاء , لكل منها حديقتها الساحرة المتألقة بألوان زهورها . وكان عبير زهور البرتقال يهب خلال نافذة السيارة المفتوحة . قالت :
    "إطرؤاك يحيريني ."
    اجابها :
    "إن التهكم لا يناسبك , ارج وان تتفاديه ."
    والتفتت بسرعة وحمرة الغضب على وجنتيها وقالت :
    "الا يسمح لي حتى بحرية الكلام ؟"
    اجاب :
    "لك الحرية طالما انك لا تقصدين إهانتي ."
    ولم يتبادلا كلمة حتى بلغا الفندق . ونقلت امتعتها الى حجرتها فاذا مصاريع النوافذ مغلقة اتقاء للشمس , ففتحتهما هيلين على الفور قائلة وهي تخرج الى الشرفة :
    "لماذا يغلقونها ؟"
    كان الامتداد الازرق الشاسع للبحر الابيض المتوسط يترامى امامهما وتحت الشرفة مباشرة تمتد الرمال الذهبية . وادركت ان زوجها يقف بجوارها قائلا :
    "إنها العادة .... لم تألفي عاداتنا بعد ."
    عادة ! كانت عادة ايضا ان يعامل الرجال زوجاتهم كأنهن ممتلكات . وتلفتت فإذا بالحجرة فراش لاثنين . أهو الذي طلب ذلك ؟ قيل انها القاعدة في احسن الفنادق ان تجهز الفرفة بسررين منفصلين . فقالت وفي صوتها رنة اغتمام مفاجئة :
    "يحسن ان اخرج ثيابي ."
    ولكن ليون لم يتزحزح ليفسح لها مخرجا . فاستدرات , واسستندت الى السياج تحدق في البحر ساهمة . وأحست بذراعيه يطوقانها فتيبست ولابد انه أدرك مايخالجها , ولكنه قال :
    " من الممكن ان يكون هذا شهر عسلنا ياهيلين ."
    فردت :
    "شهر العسل للعشاق ."
    قال:
    "وهذا ما اعنيه ."
    وأزاحته وفرت داخل الغرفة , صائحة :
    "الا تستطيع ان تدعني وشأني ؟ هل يجب علي ان اعاني منك ليلا ونهارا ؟"
    وانفرجت شفتاه الشاحبتان , ووقف كامصعوق لكنه تمالك نفسه في الحال . وتقدم بتؤدة وقبضتاه مشدودتان وعيناه السوداوان تطلقان شررا . وقال :
    "إذا كنت تعتبرين عناقي مصدر عناء . فالجواب على سؤالك هو نعم . سآخذ ماابتغي , عندما يروق لي ."
    قالت والغضب باق في صوتها , ولكن الخوف أفعم قلبها :
    "لكنك وعدت ."
    ( ياربي هالانسانة ذي نكدية بشكل ,بس اهم شي ان ردوده عليها تعجبني ,ياشيخ لا يهمك هاذي السخيفة ماسكة عليه في الروحه والجيه انك وعدت – انك وعدت ..خلاص يا اختي غثيتينا وغثيتي ولد الناس مسكين مايسوى عليه هالوعد ... الغصن )
    ليتها تستطيع الفرار من هذا الرجل ولكن الطفلين كانا يعترضان أية فكرة لتركه . وكان يدرك انها في حوزته مادام الطفلان بحاجة اليها . وعادت تقول :
    "الا يؤلمك ضميرك أنك نكثت بوعدك ؟"
    فقال :
    "لا ضمير عندي فيما يتعلق بصلتي بك . انت زوجتي , وانا لا اخرق القواعد اذا اخذت ماهو ملكي ."
    وقالت بسخط :
    "لا داعي لأن تذكرني بأن الزوجة هنا ملك تقتينه ."
    اضطربت عيناها اذ واجهتا الشمس , فأسرعت تجذب الستائر على النافذة , وقد كرهت – للمرة الاولى – الشمس والسماء الصافية , بل كل شيء يمت الى الجزيرة التي لا مهرب منها , واردفت :
    "لكنك لن تستبقيني الى الابد , فبمجرد ان يبلغ الطفلان سنا كافية سأتركك ."
    انبعثت طقطقة خافتة من اتجاه منضدة صغيرة , فشغلتهما عن الحديث , وأصغيا , هيلين بحيرة وليون بعدم مبالاة – قال بهدوء وهو يسير الى المنضدة :
    "قد تكونين انجبت اطفالا قبل ذلك بوقت طويل ."
    فصاحت :
    "تود ان تقيدني بهذه الطريقة !
    فاجاب بهدوء :
    "بهذه الطريقة !"
    وتطلعت مأخوذة , اذ كانت في صوته اختلاجة غريبة , كأنما يجد أشد الصعوبة في الكلام . والتقت نظراتهما , وبغير مبرر قفزت الى ذهنها ذكرى اللوعة البسيطة التياحست بها حين رأته مع بولا قرب الهيلتون . ولذهولها محت الذكرى كل ماجرى , وتقدمت منه وكأن قوة في ذاتها تجذبها نحوه , ومدت يدا – بدون ان تفطن – في توسل , وهتفت :
    " ليون "
    تناول يدها فأمسكها بقوة . وعاد الدم رويدا الى شفتيه . واكتسحت ابتسامته كل خشونة . وقال :
    "نعم يا هيلين ؟"
    ولكنها لم تستطيع الكلام , عجزت عن صياغة كلمات تعبر عن افكارها وتصف اضطراب قلبها , ذلك الاضطراب الذي لم يعد وليد خوف . وخيل اليها ان شيئا في كيانها يستجيب برغم ارادتها . فقالت :
    "هذه الرحلة القصيرة ... هل .... نستطيع ان نكون سعيدين فيها ؟"
    وحدق فيها غير مصدق , ثم جذبها برفق , واحاط خصرها بذراعه , وتمتم :
    "اجل ياعزيزتي ....نستطيع ....ان نكون سعيدين ."
    سرى في اعماقها شعور بالذنب لا تدري معناه . وتكلمت مسرعة تحاول دفع الشعور عنها :
    "ماهذا الصوت يا ليون ؟... أهو الخشب ؟"
    فهز رأسه مبتسما وو يقول :
    " انها حشرة , تدب في الاثاث . سنطلب من خادمة الغرف ان ترش مادة مبيدة ."
    قالت :
    " حشرة ؟ كيف تدخل في الخشب ؟"
    قال:
    "صفحات المناضد مثقوبة . وتغلغل هذه الحشرات مدهش ."
    قالت :
    "احسب انه اذا اوتيتم طقسا كهذا فلابد من قبول المساوىء التي تصحبه . فلا يوجد شيء كامل ! "
    وابتسمت ابتسامة واهنة , فعاد يمسك بيديها ويتأملها , ثم رفعها بأسى وقال :
    " كلا يا هيلين شيء كامل ."


    **
    0

  8. #4427
    هههههههه ايوه تبي تورطه بهالوعد ماتدري انه اذا طقت براسه طقت خلاص خخخخخخ تسلمين غصونتنا
    0

  9. #4428
    ايه والله صدقت يالقاسم طقت خلاااااااااااااااص , انا احس انه بطق (يصقع)راسه بالجدار وبيقولها : تكفين خلا ص ارحميني ..

    تسلمين يالغالية على كلامك الحلو ..
    0

  10. #4429
    انطلقا بعد الغداء الى فاماغوستا القديمة , في زيارة لأسباب تتعلق بالعمل – بالدرجة الاولى – كما قال ليون , ولكنه لم يبق في مصانع التعبئة سوى دقائق . وقال وهو ينزلق الى مقعد القيادة بجوارها :
    "سنمضي في بساتين البرتقال . إنها متعة في هذا الوقت من السنة ."
    وكان على صواب اذ كانت البساتين تمتد أميالا في كل اتجاه . وكانت هناك فضلا عن اشجار البرتقال – اشجار اليوسفي والحامض . كانت المنطقة بأسرها كتلة زهور , والهواء مشبعا بعبيرها . وقالت هيلين وهي تستنشقه :
    "هذا رائع, لم أر مثل هذا في حياتي ."
    أوقف ليون السيارة . واختفى الوميض القاسي من عينيه وهما تتأملان هيلين برهة , وهي تقف على حافة بستان البرتقال , والنسيم يداعب شعرها , متوردة الوجنتين , وعيناها متألقتان . كانت ترتدي احد الاثواب التي جعلها ليون تشتريها : ثوبا من القطن المطبوع بالزهور , ابرز قسمات جسمها الشاب . وقال بصوت خافت :
    "انت جميلة جدا يا هيلين ."
    واشتدت حمرة وجهها . ومد ذراعه فوق رأسها , فقطع فرعا صغيرا , وقال :
    "زهور البرتقال هدية للعروس ."
    وناولها الفرع . وفجأة , بدا شابا صغيرا غير واثق من نفسه . كان التغير سريعا حتى تصورت انها كانت واهمة . وابتسمت له وهي تتناول الفرع المعطر وتقربه الى وجهها , وقال بصوت خافت ورقيق :
    "انت بارعة الجمال !"
    قالت له وقد عادا الى السيارة , وهي ممسكة بفرع البرتقال قرب وجهها وتتنشق عبيره :
    "حدثني عن البرتقال يا ليون . أعني ما عملك .... في مصانع التعبئة ؟"
    فقال:
    "كل الثمار تنتقل اليها بعد الجمع , فتغسل وتفرز .... تغسل قبل تصديرها , وتقوم نسوة بهذا العمل عادة . ثم تفرز وتعبأ للتصدير ."
    قالت :
    "وانت تملك المصانع فقط ... دون البساتين ؟"
    قال :
    "املك المصانع ...
    وساد الصمت والسيارة تمضي تحت سماء صافية . كانت الطريق ملاصقة للبحر , وعلى طول احد جانبيها , كانت هيلين تلاحظ النباتات العالية .
    قالت وقد ثار اهتمامها :
    "ماهذه ؟ إنها تبدو نوعا من القصب ."
    فأجاب :
    "إنها غابة قصب تزرع لحماية بساتين البرتقال من هواء البحر ."
    كانت البساتين تمتد حتى البحر تقريبا . واستطرد ليون :
    "إننا نصدر كميات كبيرة الى انكلترا , من الكريبفروت كما تعلمين ."
    كانت في صوته رنة زهو ,.... زهو بجزيرته ومنتجاتها .....
    وكان كل القبارصة الذين التقت بهم مثله .... أي شيء ينتج في قبرص يتفوق على كل ماينتج في أي مكان آخر .
    عندما بلغا المدينة القديمة , اوقف ليون السيارة في الساحة , ودخلا احد المقاهي لتناول بعض المرطبات .
    ولم يكن هناك سوى رجال , اتجهت عيونهم كالعادة صوب هيلين , وليون , ثم ارتدت الى الصحف ولعب الورق والطاولة .
    قالت هيلين تستعلم , وهي تراقب رجلين يلعبان على مقربة :
    "هل يلعبان على نقود ؟"
    قال:
    "على المشروب فحسب "
    فرمقته بنظرة متسائلة :
    "أليس لديهم عمل ؟"
    فضحك قائلا :
    "ما زال رأسك الجميل مشغولا بأن النساء يعملن , بينما يقضي الرجال في تكاسل ؟"
    امتقع وجهها لأن هؤلاء الرجال بدون نشاط سوى اللعب . وزاده امتقاعا استعمال ليون كلمة الجميل , ياله من شخص متقلب ! تعمدت في بداية الامر ارتداء ثياب قديمة لئلا تبدو جذابة للرجال , ولكنها تشعر بالسعادة الان , لأن ليون يعتبرها جميلة ومالذي يساوره ؟ من الواضح انه عرف من البداية أنها مصممة على ان تستبقيه على مسافة منها . وقالت اخيرا :
    "أكره ان اكون زوجة رجل فقير هنا ."
    رمقها متسائلا وقال :
    "أصحيح هذا يا هيلين ؟"
    فعضت شفتيها وقالت :
    "ماعنيت هذا ..... إنما قصدت أنني ماكنت أتمنى ان أولد هنا , واكون فقيرة .... إنك تعلم ماأعني ."
    قال :
    "نعم , أعرف ماتعنين ."
    ونظر الى صاحب المقهى اذ أحضر صينية تحمل فنجاني قهوة صغيرين وكوبي ماء . ثم أستأنف :
    لكن النساء هنا لا يأبهن . تعودن هذا , طالما انهن يهتدين أخيرا الى زوج فهن مقتنعات ."
    تناولت رشفة من قهوتها وقالت :
    "تلك الزيجات ..... الزيجات التي لا تقوم على حب ... كيف يتسنى ؟"
    قال:
    "الامر بسيط , فمثلا تزوج بافلوس , احد ابناء عمي اخيرا فتاة من قرية صغيرة في الجبال . سعى اليه اخوها واخبره بميزاتها , قائلا بوسعها ان تقدم بيتا . فوافق بافلوس على اللقاء بها , والواضح انها راقت له فقبل الزواج منها على الفور ."
    وتناول جرعة ماء , وومضت عيناه بابتسامة حيال الصدمة التي بدت على هيلين , التي سألته :
    "أهذا كل شيء .... الاخ يدبر الامر والشاب يتأملها لكن هذا بشع ! "
    فقال:
    "إنه الاجراء الطبيعي ."
    فصاحت :
    "ولكن الفتاة .... أليس لها أي رأي في الامر ؟"
    قال معترفا :
    "رايها لا يذكر .... بل اذا رفضت فأن أباها واخواتها لا يصغيان الى رأيها لكن يندر ان يحدث هذا . الرجل يحسن صنيعا للفتاة بأن يتزوجها , ولذلك تعترف بفضله ولا تفكر برفضه ."
    فقالت:
    "إنه يبدو نوعا بغيض التدبير , لابد انه محرج للفتاة الى حد مؤذ ."
    فقال وعلى وجهه وميض ابتسامة :
    "أبدا انها العادة يا عزيزتي ."


    ** ** **
    0

  11. #4430
    أشوفها يا ست ما عندها إلا الكلام وهو ينفد إلي في رأسه (تتكلم زي ما تريد بس هو ينفد إلي يبغاه وبس )asian
    0

  12. #4431
    طولو بالكو يا بنات علي البطلة شوي شوي عليها mad

    <


    <




    <







    <






    <







    <





    <
    بمزح معكووو ههههههههههههههه اكيد حبيت البطل اكتر منها biggrin


    يسلمووو غصووونتنا يعطيكي الف عافية ناطرينك gooood
    sigpic394196_1
    0

  13. #4432
    شفت كيف ياخديجة هذا اكثر شي عجبني انو يطنش كلامها ساعات او زي ماقلت انه يسوي اللي براسه ..


    انا عرفت يانايت سونغ انكم بتحبون ليون اكثرمن هيلين مثلي ..


    يعطيكم العافية حبيباتي عل تواصلكم معي ..
    0

  14. #4433
    خرجا الى الساحة فإذا ضوء الشمس ينعكس على جدران القصر البندقي الفخم . وكان يواجهه مبنى آخر شامخا . فقال ليون :
    "هذا هو الجامع .... هذه المدينة القديمة هي – كما تعلمين – الحي التركي في فاماغوستا . أتودين دخول الجامع ؟"
    فأومأت برأسها . وخلعا أحذيتهما ودخلا المبنى الجميل – الذي كان يوما كاتدرائية القديس نيقولا , وأقامها ملوك قبرص قبل قرون كثيرة . حتى اذا خرجا , قال ليون :
    "سنقوم الآن بجولة في السيارة ! "
    وأخذها لترى الجدران البندقية , والقلعة ذات البرج المشهور حيث اخرجت قصة عطيل . وخيل الى هيلين في جولتها أنها رأت مئات الكنائس , تحولت الى اطلال .
    قال ليون :
    "كانت ثلاثمائة وخمس وستون كنيسة ."
    فهتفت:
    "غير ممكن ..... في هذا المكان الصغير ؟"
    قال:
    "هذا حقيقي , اختفى معظمها طبعا , ولكن قسما كبيرا بقي."
    وتوقف مرات عدة ليريها بقايا النقوش الملونة والفيسفاء . فقالت :
    "لا تزال باقية بعد كل هذه السنين . هذا يبدو مستحيلا ! "
    فقال:
    "المناخ يساعد على حفظها ... فالمطر هنا قليل ."
    اتجها في السيارة الى بوابة البحر , التي دخل ريتشارد قلب الاسد خلالها الى المدينة , ثم تركا السيارة , وسارا على الاقدام . لم تشعر هيلين بمثل هذه السعادة منذ امد طويل . وأمسك ليون يدها اذ انزلقت على حجر متفكك, واحتفظ بها طيلة مسيرتهما.
    عندما عادا الى غرفتهما في الفندق , وضعت هيلين غصن زهر البرتقال في كوب ماء . وراقبها ليون وهي تخرج من الحمام , فابتسمت ووضعت الكوب على منضدة الزينة , وكان ليون قد دعا بعض أصدقاء العمل للعشاء فسألته , وهي تطرح ثلاثة أثواب كوكتيل على السرير :
    "أيهما أرتدي ؟"
    أدهشها سؤالها بقدر ما ادهشه , فقبل سويعات قلائل ما كانت تحلم بأستشارته . ورفع ثوبا , ثم هز رأسه وتناول آخر . كان الثوب القصير الواسع , من القطن المائل الى الصفرة يلائمها كل الملاءمة . فقال :
    "هذا! "
    كان اثنان من أصدقاء ليون انكليزيين – والثالث قبرصيا يونانيا . وكان يانيس يني أول من وصل , فنظر باعجاب الى هيلين حين تعرف اليها , وأمسك بيدها أطول مما ينبغي .
    فسأله ليون :
    "ماذا تود ان تشرب ؟"
    والتفت يني اليه , فلمح عبوس محياه , وهتف :
    "أتغار يا ليون ؟ كلا , ليس مني !" ( ليه مرفوع عنك القلم, انت ووجهك ...الغصن )
    وجلس على مقعد مرتفع بجوار هيلين وقال :
    "سأشرب رتسينا اذا سمحت ."
    يغار ؟ وحدقت هيلين الى زوجها , وكان يرتدي حلة انيقة من التيل , ذات لون رمادي جذاب مشوب بالزرقة . قميصه الابيض يبرز سمرته , ولدهشتها وعجبها شعرت بلمسة فخر , فتصاعدت الحمرة الى وجنتيها عندما التفت ليون ورمقها بنظرة باردة .
    يغار ؟ كيف تنشأ غيرة بدون حب ؟ وما لبث ليون ويانيس ان اندمجا في حديث عن العمل . وسرعان ماوافاهم صديقا ليون الانكليزيان إريك وستيفن . وفرحا ايضا بلقاء هيلين ... تبينت ان الانكليز ... برغم كثرة المقيمين منهم في الجزيرة – كانوا يتلهفون للقاء معارف جدد من انكلترا . وعندما علقت على هذا , قال إريك :
    "هذا صحيح ... ومع هذا فنحن في كل مكان من الجزيرة ."
    وقال ليون دون ضغينة :
    "سرعان ما سيفوق الانكليز عدد القبارصة . الناس يغادرون بلادهم فرارا من الضرائب ."
    والتفتت ستيفن الى هيلين مبتسما وقال :
    "هكذا يقنتي زوجك وامثاله الثروات ."
    وأضاف بأيجاز :
    "الارض! "
    الارض , ومصانع التعبئة . هل ليون واسع الثراء؟ وما اغرب ان تكون زوجة جاهلة تماما بشؤون زوجها المالية . لم تكن لديها أقل فكرة عن دخله ."
    وبعد العشاء انتقل الجميع الى ملهى ليلي – واخذ النعاس يغالب هيلين شيئا فشيئا , حتى باتت مستعدة لأن يحملها زوجها الى الغرفة حين دخلا الفندق في الثالثة صباحا ."
    بعد افطار متأخر خرجا الى الشاطىء مباشرة . وكانت الشمس حاره , فاقترح ليون ان يسبحا . ولدهشة هيلين لم تشعر بآثار سيئة نسبة الى الليلة الفائته , بل كان وجهها يتألق صحة وهي تسير الى جواره نحو الماء. وسبحا قليلا , ثم اسلقيا تحت الشمس . وبعدما تناولا غذاءهما قال ليون :
    "سأضطر لأن اتركك زهاء ساعتين فلدي عمل , ستكونين على الشاطىء اكثر راحة منك في السيارة الحارة ."
    وسألت هيلين نفسها , وهي تتأمله بفضول : هل كان يجد هذا العمل مضجرا حقا ؟ على انه لم يغب اكثر من ساعة ونصف الساعة , ثم فتحت عينيها فإذا به يقف في ثوب السباحة , طويلا ,اسمر , وسيما بدرجة تفوق التصور . منذ متى كان واقفا يتأملها متفرسا ؟
    استوت جالسة , يغشاها الحياء , وقالت :
    "عدت مبكرا "
    قال وهو يجلس باسطا ساقيه الطويلتين :
    "لو صدقت ماتراه عيناي لقلت أنك سعيدة ؟"
    ومال على احد مرفقيه يحدق فيها قائلا :
    "هل انت سعيدة يا هيلين ؟ أم ترى لا يجوز لي ان أوجه ذلك السؤال ؟"
    واستمرت ترسم بأصابعها صورة على الرمال . هل كان يريد ان تحفل به , هل كان يريد شيئا يفوق العلاقة من جانب واحد ويتخطى ان يأخذ بنفسه ما كان يعتبره حقا له , لكنها لم تمنحه شيئا وما كان يحتمل ان يرضيه فتورها وهو المتأجج الهوى . وربما عجزه عن ترويضها كان يجرح كبرياءه . اذ علمت هيلين من ترودي ان الحب لدى اليونانيين عامة فن وهم يدركون انهم متفوقون فيه عن سواهم . قالت ترودي في خجل :
    "الانكليزي ناشىء في هذا الفن , اذا قورن بهم . ولو قدر لليون ان ينكث بوعده , ستشعرين أنك في نعيم ! "
    دفعت ذكرى هذه الكلمات الدماء الى وجه هيلين . واختار ليون هذه اللحظة بالذات ليرفع رأسها بلمسة رقيقة تحت ذقنها . ومن الغريب انها لم تقاوم حركته . وقال :
    " لماذا يا هيلين الجميلة "
    واضطرب شيء ما في كيانها ولكنها ابت ان تفسر هذه الهدنة التي التزماها , وكل منهما يوقن انها تتوقف في نهاية الرحلة ...... وتمتمت وهي تحاول ان تتبين ما في عينيه :
    " كنت افكر في امر ما ."
    فقال وفي صوته اصرار :
    "مالذي كنت تفكرين فيه فجعل وجهك يحمر هكذا ؟"
    هزت هيلين رأسها وهبطت يده على يدها , فأمسكها بأصرار حال دون تخطيطها العصبي على الرمال , وقال :
    "الجو حار , انزلي الى الماء ؟"
    ونهضت على الفور , بعدما ارتاحت لاقتراحه . وسارا الى حافة الماء يدا بيد كعاشقين . وانطلق ليون في الماء بعيدا , لكن هيلين بقيت قريبة من الشاطىء . وما لبثت ان طلعت فجلست على الرمال الدافئة , وعيناها تتابعان رأس ليون عن بعد . لوح لها بيده فلوحت له . كانت مثل هذه الزمالة جديدة عليها , لم تعرفها مع غريغوري – وعجبت – وهي تسترجع علاقتها بغريغوري – انهما لم يكونا متقاربين في الواقع . وما كانت تعتبره زواجا سعيدا , كان في الواقع مجرد تعايش كثيرا ما وصفه الناس بأنه مريح . أما السعادة ؟ وتمثلت لها صور ترودي واشراقتها كلما ذكرت زوجها .
    تمتمت هيلين لنفسها : وانقضى على زواجهما ست سنوات ! أجل , كانت حقيقة لا يمكن انكارها , كانت ترودي وتاسوس , متحابين اليوم بقدر ما كانا يوم زواجهما .


    *
    0

  15. #4434
    كانت ترسم على الرمال حين وصل ليون . فقال وهو يمسك بيدها :
    "ألا ترسمين لي ؟"
    قالت وهي تستجيب إذ جذبها فأوقفها :
    "لست بارعة يا ليون ."
    كانت قطرات الماء تتلألأ على جسمه الاسمر . والتمعت عيناه وهو يتأمل كل صغيرة في قوامها الممشوق , وألصق ذراعه بذراعها فجففت ساعدها وهي تضحك . وقال :
    "بالنسبة الى رسمك هذا – أنا الذي سيحكم , هل هو جيد ام لا . عندما نعود الى بيتنا سترسمين لوحة ."
    فقالت :
    "كلا , اين ستضعها ؟"
    فجاء رده ناعما:
    "سأعلقها في مكتبي ."
    وشعرت بهزة سعادة . لم يكن لغريغوري رأي في انتاجها , بل كان يقول صراحة ان صورها ينقصها الشعور ..... ورفض ان تعرض شيئا منها .
    (يابنت الناس لا تقارنين بين الشيخ ليون وها الغريغوري اللي ذبحتينا فيه ,اصلا مافي مجال للمقارنة . وش جاب الثرى للثريا .....الغصن )
    قالت منذرة :
    "ربما يتغير رأيك حين تراها ."
    فقال :
    "لن اغير رأيي."
    لماذا كان يريد لوحة لها معلقة حيث يستطيع رؤيتها باستمرار ؟ هل لتذكره بأنه يمتلكها ؟ وابعدت هذه الفكرة ,( ازين لك واحسن لأني بدخل عليكم في الرواية وبضربك –اصفقها –عشان ماتفكرين كذا ....الغصن )فمهما كانت عينا ليون , كان يبتسم بأخلاص صادق أعجبت به , فالناحية العاطفية من طبيعته شيء قائم بذاته , ادت قوتها الى نبذ النوايا الطيبة التي كانت لديه حين عول على الزواج منها .
    وكان لنكثه بوعده , وعدم اكتراثه لمشاعرها , أسوأ الاثر على رأيها فيه . ومع ذلك كانت موقنة بأنه في جوهره رجل صالح , تستطيع ان تعتمد عليه وتركن اليه .
    سارا ببطء الى حيث تركت هيلين منشفة الشاطىء , فالتقطها ليون وساعدها على ارتدائها, ثم ارتدى إزاره . ولم يكن على الشاطىء سوى افراد قلائل من الفندق , يستمتعون بالشمس . وتساءلت هيلين :
    "أترى زوجها كان يعرف ان زوجين يشغلان مائدة قريبة من مائدتهما في الفندق , راحا يراقبان رعايته لها باهتمام ؟"
    قال :
    "ارفعي رأسك! "
    فأطاعت ... واضطربت عيناها إزاء تألق الشمس . ومست أصابعه عنقها , ثم هز رأسه وابتسم لها في حنان وقال :
    "لو لم يكن هناك من يراقبنا لقبلتك ! "
    ذهبا في اليوم التالي الى لارنكا , وراحا يتمشيان على الشاطىء وتناولا بعض المرطبات في مقهى صغير تحت النخيل , ثم استقلا السيارة الى البحيرة المالحة الكبيرة , التي ترتادها الطيور الموسمية . واعجبت هيلين بهذه الطيور فقال ليون :
    "من حظنا ان نراها , فسترحل قبل نهاية الشهر ."
    وابتسم لها مضيفا :
    " كنت ادر كان هذا المكان سيروق لك . والان , أتودين ان نتوغل في الجبال ؟"
    وشاب صوتها شيء من الشغف وهي تقول :
    "نعم يا ليون . هل نحن بعيدان عن ليفاكارا . أتمنىرؤية النساء تقمن بأعمالهن اليحرفية وأود شراء بعض منتجاتهن , اذا أمكن ."
    قال:
    "هذا ممكن طبعا , لست مضطرة لأن تسأليني ياهيلين ."
    وصلا الى قرية جبلية صغيرة , تصنع فيها منتجات , لاسيه ليفكاريتيكا ذات الشهرة العالمية . فاشترى ليون أغطية للموائد ومناشف ومناديل وثوبا مطرزا بشكل فخم , مزين الصدر, والاكمام بأرق الدانتيل .
    وشهقت هيلين إزاء ثمنه , وقالت :
    "إنه باهظ ..... والابيض يناسبني ."
    فتلفت ليون حوله قائلا :
    "حقا , الابيض يلائمك ."
    ودعتها صاحبة المتجر الى التجربة .... وهزت هيلين رأسها , لكن ليون ألح . كان الثوب مناسبا لها تماما , وجميلا , وحبست أنفاسها اذ رأت صورتها في المرآة , وهتفت :
    "إنه جميل جدا .... ولكن الثمن غال جدا ."
    فقال ليون :
    "لاشيء يعتبر غاليا لك ياعزيزتي ."
    ثم أردف بصوت خافت :
    "ألم نقل أننا سنسعد ؟"
    وعاد يقول :
    "هل انت سعيدة ياهيلين ؟"
    كانت في صوته رجفة , وراح يتأمل محياها متلهفا في انتظار الجواب وارتعشت ابتسامة على شفتيها الجمليتين , وقالت بصوت خافت وبحة :
    "نعم يا ليون ....إنني سعيدة ...."

    (لا لا لا يالله ما أقدر على كذا وش هالرجال طيب حنون رومانسي كريم وقلبه كبير, وين الوحده تلقى لها رجل بهالمواصفات الحلوة وكلامه الحلو ويدلع يا بنات ,ياسلام عليك يا ليون .... الغصن )

    على فكرة خلصنا الفصل الخامس ..

    بينا على السادس يارجالا..
    0

  16. #4435
    وااااااااااااااو قدام بنات tjb133egghccصراحه الروايات اكثر من روعه لا جيت اقراء احس ابصيح مااقدر اعبرلكم عن شكري 474elk3zf3fo
    اخر تعديل كان بواسطة » مطفوقه في يوم » 17-01-2010 عند الساعة » 00:29
    dfc442818da092692cc294c39382520c
    0

  17. #4436
    إحنا في إنتظارك يا الغصن ياله بينا على السادس ( إحنا بنات أو ستات مش رجال mad)
    biggrin biggrin
    0

  18. #4437
    0

  19. #4438
    ياحبيبتي ياخديجة انا ادري ان انتوا صبايا بس انا قاعدة اتكلم مصري زي الافلام يعني ..
    اوكيه عزيزتي ما تزعلي . هذا لبناني ..

    عشان انا مشالله علي اتكلم كل اللهجات شفتوا.. تبغوني اتكلم حتى اسباني اتكلم ..
    0

  20. #4439
    الفصل السادس ...

    6- الطاحون لوحة جميلة ...

    امتزج الربيع المسرع الخطى , مع الصيف على نحو غير ملحوظ , وتدفق الزائرون بالآلاف على المصايف الساحلية والجبلية . لكن البيت الابيض الجميل المتربع عاليا على السفح فوق لابيثوس , لو يتأثر . ولم تتمالك هيلين – وهي مضطجعة في مقعد من القماش في الحديقة – ان تقر بأنها محظوظة من نواح كثيرة . فكانت حياتها – حتى شهور قليلة مضت تتسم بوحشة الوحدة والكآبه وليس فيها مايرتجى سوى العمل لأعالة نفسها . ودار بذهنها ان القدر قام بحيل عجيبة . فلو لم تفكر بريندا فيها – حين علمت بمشروع ارسال تشيبي وفيونا الى عمهما ماكانت وضعت قدما فوق هذه الجزيرة البديعة , ولما سنحت لها فرصة اتخاذها موطنا . مع ان الحياة تحتفظ بمشكلات لابد منها كزواجها من ليون بدافع رعاية الطفلين .
    خففت الرحلة من توتر علاقتها الجديدة بليون ولم تستطع ان تنسى أنها – بالنسبة اليه – مجرد امرأة أخرى , وأنه عاشرها بدون حب , فلم تكن قادرة على أن تغفر له انتهاكه وعده المبدأي وتنهدت متذكرة أنه وافقها على أنه لا يوجد شيء كامل . ولقد انسابت وليون لنمط حياة محتمل . وعليها أن ترضى بهذا , فهذا افضل من السخط الذي كانت تعانيه – في البداية كلما اقترب ليون منها .
    رفعت رأسها عندما أقبل ليون , واغتصبت ابتسامة , وقالت في أدب :
    "كان يومك حافلا بالعمل ؟"
    فأجاب :
    "الى حد كبير ...وأنت؟"
    فقالت:
    "أظنني أجنح الى الكسل . آرتيه تقوم بكل شيء ."
    فوقف يتأملها وفي عينيه الداكنتين ابتسامة , ثم قال :
    "اكتسبت سمرة فاتنة ياعزيزتي ."
    كانت اطراءاته تصدر عفوا .... ومتباعدة ..... ليتها تصدر من القلب وعن صدق . لكنه كان يقدمها لنساء غيرها في الماضي وربما لسواها في المستقبل .
    أحضر مقعدا وجلس أمامها . وقال :
    "سنزور عمة لي هذا المساء , شكت لي هاتفيا أنها لم تقابلك ."
    فسألته :
    "عمة أخرى ؟ لم تذكرها لي مطلقا ."
    فقال بابتسامة واهنة :
    "ما اكثر الاشياء التي لا يزال كل منا يجهلها عن الاخر ."
    واكتفت بالايماء , فسألها :
    "كيف يحدث ان الحديث الطبيعي صعب جدا بيننا يا هيلين ؟"
    أدهشها السؤال , اذ بدا في احدى حالاته اللينة , اللطيفة , التي تبعث فيها شعورا بالذنب لا تدري له سببا . فقالت :
    "لا أظن ان الحديث متعذر ."
    فقال :
    "قلت : الحديث الطبيعي . كان ينبغي ان أقول ان تبادل المعلومات الحميمة صعب بيننا ."
    فقالت :
    "أحسب أن هذا أمر مفهوم ... نظر للظروف ."
    تحول ليون عنها , فضاقت عيناه اذ كانت الشمس تواجهه , وسرح بصره نحو السفوح المكسوة بالغابات والزرقة الشاسعة خلفها . ثم قال :
    لماذا تواصلين الشعور بالنفور مني ؟"
    كانت كلماته تنطلق بصعوبة , وفي مرارة . وأردف :
    "لقد حدث ما حدث "
    فقالت :
    "ربما لا ينبغي ان نعود الى هذا يا ليون , تكلمنا من قبل , فكانت النتيجة دائما توترا بيننا . يجب ان نمضي في الحياة معا , فلنحاول ان نجعلها تسير بسلام بقدر ما نستطيع ."
    تحرك رأسه فتحول الشيب في سوالفه الى فضة , وسألها :
    "أتستطيعين ترويض نفسك على هذا ..... الى الابد ؟"
    واستدار نحوها قائلا بصوت خافت :
    "إننا لم نحاول , ألا ترين ان نحاول ....أن ......أن ؟"
    فبادرت :
    " هل تتوقع مني حبا ؟"
    تسربت رنة المرارة الى صوتها , وغامت عيناها في تفكير مهموم فقال :
    "كلا يا هيلين , لا أتوقع , ولكن , ما أرق ان أشعر بذراعيك حولي أحيانا ."
    وسكت عندما رآها تجمد متصلبة , فاسترسل مسرعا وكأنه يريد أن ينسيها لحظة الضعف الى حد الهوان :
    "كلا , لا اتوقع منك حبا . إنك لا تريدين ان تمنحيه . أخبرتني من البداية انك لن تسمحي لانفعالاتك العاطفية بأن تورطك مرة أخرى .. بسبب ما فعله رجل غيري ."
    وسمعت اصواتا تتردد على سفح التل ... كان تشيبي وفيونا يلعبان مع اطفال القرية , لكن صراخ فيونا يزداد ارتفاعا . قالت :
    "قلت إنني لن اعرض نفسي لذلك النوع من آلام القلب ثانية ."
    فقال :
    "هل تعتقدين ان هذا المسلك معقول ؟"
    قالت :
    "لن اتيح لرجل آخر ان يؤذيني ثانية . لن أقع في الحب ثانية ."
    فسألها :
    "ومع ذلك تتوقعين الحب مني ؟"
    فنظرت اليه بحدة , وقد حيرتها كلماته وقالت :
    "لم اتوقع منك حبا يا ليون ."
    احتدت نظراته واكفهر وجهه كبرياء ,وقال :
    "إذن لماذا الامتعاض ؟"
    وبدأت تفهم ما به , فقالت :
    "إنك تعرفين السبب – ليس لأنك تعاشرني بدون حب , وإنما لأنك تفعل فحسب ! "
    فهز كتفيه بصبر نافذ وقال :
    "إنك غير واقعية ولا منطقية ."
    وقالت :
    " غير منطقية لأنني توقعت ان تلتزم بوعدك ؟ انت عرضت علي الزواج من اجل الطفلين , ووافقت ايمانا بأنك ستفي بوعدك . فلماذا عدلت ؟"
    ( ياآلهي الرحمة ..هاذي بالعة مسجل يعيد نفس الكلام , لانها ماهي صاحيه اذبحتنا حنه في حنه – حنننننننننننننناننننه- تعور القلب وتوجعه ....الغصن )
    وتردد مترويا , قبل ان يقول :
    "سأكون صريحا جدا ياهيلين , ولن يروق لك هذا – أول ما رأيتك كنت خلوا من الزينة والتأنق , وليس فيك ما يثير انتباه أي رجل , فلم تطرأ ببالي الرغبة فيك ."
    وسكت يتأمل الدماء تتصاعد الى وجنتيها , ثم استرسل :
    "وبرغم انك قبلت ن تكوني زوجتي , لم تكوني – فيما يتعلق بمشاعري أكثر من خادم .... مربية للطفلين . ولكن سرعان ما بدأت اتبين ان خلوك من الزينة والاناقة كان متعمدا , وأخذت ارى انك قد تكونين ..."
    فصاحت:
    "مثيرة ! "
    والتمعت عيناه بنذير خطر وقال :
    "نعم , اذا كانت هذه هي الكلمة التي تودين استعمالها . كنت اتوق الى معرفتك على حقيقتك , فأبديت رغبتي في ان تحصلي على ملابس ."
    فقالت:
    "كي أتأنق ارضاء لفضولك ؟ لأصبح دمية جميلة ؟"
    وسكتت اذ رأت محياه .... كانت تعرف اهتياج غضبه .
    ولكنه قال متهكما :
    "لكن تأنقت لشخص غيري – لذلك الانكليزي اللعين ! "
    قالت :
    "كلا ..."
    فقال :
    "بل فعلت ! "
    فردت :
    "ليكن .... رأيتني ووجدتني مثيرة . أهذا عذر لتنكث بوعدك ؟"
    قال :
    "هذا الوعد اصبح فكرة متسلطة عليك .... قلت لك إنك غير واقعية . هل تظنين اننا نستطيع ان نمضي هكذا اربعين سنة او كثر ؟"
    وفي تلك اللحظة اندفعت فيونا الى الحديقة , لاهثة توشك ان تبكي وهي تصيح :
    "عمي ليون ! ...عمتي هيلين ... لا تدعاهم يمسكون بي ."


    ** ** **
    0

  21. #4440
    كان التغيير الذي ألم بليون أشبه بمعجزة , وحمل الطفلة وأجلسها على ركبتيه , وضم رأسها الى صدره , وأخذ يربت مواسيا , فبكت فيونا , وأخرج منديله , وهو يقول :
    "يا الله , ما بالك ؟"
    وأخذ يجفف دموعها , وازداد تشنجها عندما اقبل تشيبي لاهثا , يتبعه ولدان , وهم يلوحون بعصي ويصرخون , ولكنهم وقفوا جامدين عندما شاهدوا فيونا على ركبة ليون , شحب وجه تشيبي , بينما راح ليون ينقل بصره بينه وبين زميليه , ثم استقر بصره على العصا التي في يد تشيبي وصاح :
    "ما هذا الذي تفعله ؟"
    وارتجفت هيلين نفسها للهجته , وتسارعت دقات قلبها . بينما قال تشيبي واجفا :
    "إننا نلعب لعبة السجن ."
    قالت فيونا بين نهنهاتها :
    " حبسوني في البيت التركي العتيق في الغابة ... وقالوا إنهم سيتركونني هناك الى الابد ."
    فأسرع تشيبي قائلا :
    "لم نكن جادين , إنك تعلمين هذا ...."
    فقال اندرياس وهو يرمق فيونا بازدراء :
    "بل كنا جادين , إنها مجرد بنت ."
    وقال اليكس وهو اكثر من صاحبه حصافة :
    " لم نكن جادين , وما كنا سنتركها هناك . صدقني يا سيد بيترو ."
    تفرس ليون في الغلامين , وقال بهدوء :
    "انصرفا ... سأقول لأبويكما في الصباح ."
    واطاع اندرياس متجهما . اما اليكس فتلكأ مضطربا , وقال :
    "سيضربني ابي ."
    قال ليون :
    "كان ينبغي ان تفكر في هذا , البنات الصغيرات جديرات بالرعاية وليس بالمطاردة بالعصي ."
    وابتعد الغلام بضع خطوات , ثم التفت قائلا :
    "آسف يافيونا ... لن اطاردك ثانية ."
    وألقى نحو هيلين نظرة استعطاف , ثم انصرف . فاعتزمت هيلين ان تشفع له , عندما يصفو مزاج زوجها . وكانت فيونا مستمرة في بكائها فقالت :
    " دعني آخذها يا ليون ."
    وتركها لها وهي ترتجف , وعينا ليون قاسيتان , غاضبتان .
    ونهض فأشار الى تشيبي ان يقترب , ثم امسك بذقنه , ورفع رأسه قائلا :
    "لابد من ايضاح كامل . ما معنى ان تسجن اختك في ذلك البيت ؟"
    قالت هيلين في حيرة :
    "كيف تحبسونها ؟"
    كان البيت طللا خربا , وخاليا لثلاثين عاما , وليست له نوافذ ."
    وقالت فيونا وهي تنتحب :
    "اضطررت لتسلق الجدار , ومزقت ثوبي . ثم ركضت فتعقبوني ."
    ما كان ثمة شك في فزعها . وامسك ليون بكتفي تشيبي يهزه قائلا :
    "أجب عن سؤالي فورا ."
    " كنا نلعب فحسب يا عمي ليون . اقترح اندرياس لعبة السجن , ولم يكن هناك من نحبسه سواها ."
    قالت هيلين :
    "مازلت لا ادري كيف سجونها .... ليس للبيت باب ."
    فقالت فيونا :
    "كنت في الجزء المخصص للبقر ."
    وصاح ليون مرعدا , غير مكترث لقولهما :
    "انني انتظر يا تشيبي , أريد معرفة ما حدث تماما ."
    قال تشيبي بصوت مرتجف :
    "وضعناها في الداخل , وأغلقنا بوابة المدخل ."
    وأمسكت هيلين بفيونا تهدئها , وهي تقول :
    "أجل ...هناك بوابة ثقيلة , ولكنها صدئة ."
    وشرع تشيبي في البكاء , فهمت هيلين بالتدخل , ولكن ليون صاح وقد برز فكه واسود حاجبه غضبا :
    "دعي هذا الامر لي ."
    وسأل تشيبي :
    "كيف استطعتم اغلاق البوابة ؟"
    فقال :
    "دفعتها أنا واليكس , وغلام آخر هرب حين شرعت فيونا في الصراخ ."
    فعاد يسأله :
    "ماذا كان اندرياس يفعل ؟"
    قالت فيونا وهي ترمق اخاها :
    "كان يحرسني , وناشدت تشيبي ان يساعدني فأبى , ترك اندرياس يقف بعصاه ليمنع هروبي ."
    فنظر تشيبي الى أخته قائلا :
    "كنت السجينة ولم تمانعي في البداية . لم تكن العصا لضربك , وانما كانت بمثابة البندقية . وقلت انك لا تمانعين ؟"
    والتفتت اليه ودموعها تنساب على وجهها , قائلة :
    "ما كنت اظنكم ستغلقون البوابة . قال اندرياس انها سحرية واذا اغلقت لن يستطيع احد فتحها ثانية , ولن اخرج من هناك ."
    كاد فزعها ينقلب الى انفعال هستيري , فأشار ليون على هيلين بأن تدخل معها , وتعطيها دواءا منوما .
    تطلعت هيلين الى زوجها في توسل , وان كانت مضطرة الى الاقرار بأن تشيبي جدير بالعقاب . فقال ليون وهو يأخذ العصا من تشيبي :
    "أعتقد ان إذقته هذه العصا على ساقيه لن يؤذيه ."
    فصاحت بوجه شاحب , وهي تهز رأسها :
    "كلا يا ليون ! سيتذكر هذا طيلة عمره , وسيظل دائما حاقدا ."
    كانت لكلماتها تأثير عجيب على ليون . فحدق فيها والحيرة في عينيه ثم قال وكأنما نسي وجود الطفلين :
    "كأنك قلقة علي وليس على الطفل ."
    قالت وعيناها لا تحيدان عن وجهه :
    "نعم .... أرجوك يا ليون ! "
    وعاد يسألها :
    "أتزعجك فكرة ان يبغضني ؟"
    أجابت :
    "نعم ... إنه يكن لك اعجابا واحترما كبيرين , ولا أريد ان يتغير رأيه فيك ."
    هز رأسه – وأطلق زفرة وهو يقول :
    "إنك عجيبة يا هيلين .... لا أستطيع ان افهمك ."
    والتقت نظراتهما , فسرى في عينيه تعبير غريب , هل قرأ افكارها ؟ هل ادرك انها لا تفهم نفسها ؟ أخيرا قال :
    "لا داعي للخوف لن أضربه ."
    0

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter