جلجامش يلتقي شاعراً بابليّاً
نوري الجراح (شاعر من سوريه يقيم في قبرص)
************************
بعد الاحداث المروعه في ارض الرافدين , قام احد الشعراء بتصوير عودة جلجامش الى اوروك بعد الاف السنوات .......
الشاعر (مخاطبا نفسه ): بربك يا صديقي ، أو ليس من نراه في هذه الجهة من الهايدبارك هو جلجامش ملك أوروك ،ام أن عيني الضعيفتين تصوران لي ذلك ؟ ماذا تفعل هنا أيها الملك العظيم جلجامش ؟
جلجامش : من يناديني
الشاعر : أنا فلان ابن فلانة
جلجامش
: مستحيل ليس بين رعاياي من يحمل اسما كاسمك أو اسم أمك ، أهذه أسماء أوروكية ؟ الشاعر: بلى يا سيدي، لكن الزمن بدل أسماءنا.
جلجامش
: سمعت أن في هذا الميل من الجزيرة يتجمع بعض أحفادي ورعاياي؟
الشاعر : نعم يا سيدي وأنا واحد من هؤلاء.
جلجامش
: وما الذي حملكم على ترك أوروك العظيمة ؟
الشاعر : الحرب ، يا سيدي، والظلم .
جلجامش : حرب في أوروك ؟
الشاعر : في أوروك وبابل وسامراء، وظلم في المدينة والجبل وفي ضفاف الأنهار، الانسان ينزف دمه وكرامته ، لا حرمة لبيت ولا رأفة بحق امرأة أو طفل . عنق الانسان كعنق الشاة .
جلجامش
: من فعل هذا بأوروك هل البشر؟
الشاعر : الجميع يا مولاي.
جلجامش : واحزن قلبي عليك يا أوروك . إن العار ليفوح من ثيابي , واحزن نفس انا الذي تركت هناك انكيدو مريضا، أخشي أن يكون مات إن لم يكن من الحمى فمن الجوع أو الحزن ...
الشاعر : أو ربما بقذيفة من قذائف الحرب ، فلن يكون انكيدو أعز على الغزاة من بدر شاكر السياب الذي ثقب الرصاص تمثاله كما ثقب المرض جسده .
جلجامش : من هذا ؟
الشاعر : شاعر من البصرة .
جلجامش
: أهذه مدينة مصرية ؟
الشاعر: بل عراقية ، يا سيدي.
جلجامش
: أي بلادي ، يا لحسرة قلبي عليك !
هل كان ينبغي علي أن أبقى في أوروك حتى لا تقع فيها كل تلك المصائب . هل قلت إنك من أوروك ؟
الشاعر : بل من بابل .
جلجامش
: وما هو شغلك في هذه البلاد؟
الشاعر : أنا من رعايا الأمم المتحدة .
جلجامش : لم أفهم ، ألم تقل إنك من بابل ؟
الشاعر : بلى ، لكنني هارب من بلادي وأحمل وثائق الأمم المتحدة .
جلجامش
: اخص ، ومم أنت هارب ؟
الشاعر : من الخوف .
جلجامش
: وما يخيفك ؟ هل شح النهر وجاءت سنوات عجاف ، فجذبت الأرض ولم تعد تنبت إلا الشوك ؟
الشاعر : كلا.
جلجامش : هل اجتاحت البلاد جيوش غريبة ، ودار الطعان ، راح جنودهم يطاردون أبناء البلاد الأحرار؟
الشاعر : وقعت الحرب .. نعم ، ودار الطعان .. نعم ، ودخلت البلاد جيوش غريبة .. نعم وقتل العراقيون أطفالا ونساء ورجالا شيبا وشبانا..
*************************
ان تاريخنا في قلوبنا وعقولنا , ولن تضيعه سرقة آثاره .....
مع محبتي وتقديري ,
لوليتا
المفضلات