مشاهدة النتائج 1 الى 15 من 15
  1. #1

    كيف تدرس الإسلام بكل سهولة و يسر و تفهمه و تعرفه حق المعرفة و الفهم ؟ الإجابة هنا

    فريضة طلب العلم
    ومسؤولية المسلم الذاتية

    بقلم الدكتور عدنان علي رضا النحوي


    الحمـد الله الذي علّم الإِنسان ما لم يعلم ، وميّز بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون ، والصلاة والسلام على النبي الأمين الذي بلغ الرسالة وأدى الأمانة ، اللهم صلِّ وسلم على محمد وعلى أله وصحبه ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين :

    ( ... قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكّر أولوا الألباب )[ الزمر : 9]

    الحمد الله الذي جعل العلم فريضة على كلّ مسلم . ففي الحديث الصحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم يرويه عدد من الصحابة رضي الله عنهم :

    ( طلب العلم فريضة على كل مسلم )

    صحيح الجامع الصغير وزيادته /3913

    الحمد الله الذي أَنْزَلَ الكِتابَ على عَبْدِه محمد صلى الله عليه وسلم ، وجعل أساس العلم كله كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأمر عبده صلى الله عليه وسلم أن يذكّر بالقرآن ، فهـو النور والهداية في الدنيا ، وهو أساس الحساب والنجاة في الآخرة :

    ( ... فذكِّـرْ بالقرآن من يخاف وعيـد ) [ ق : 45 ]

    أخي المسلم ! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    إليك يا أخي المسلم أسوق هذه الكلمات , لأُذكِّرك وأُذكِّر نفسي قبل أن نغادر هذه الدنيا ونلقى الله سبحانه وتعالى . نذكر أنفسنا اليوم , فقد سبقت كلمة الله لتكون الحياة الدنيا هي الفرصة الوحيدة أمام الإنسان ليفكر ويصلح من أمره , ويتوب ويستغفر , ثم يمضي على الصراط المستقيم الذي أمرنا الله باتباعه .

    هل سألت نفسك : أتؤثر الحياة الآخرة على الحياة الدنيا , فتجعل حياتك الدنيا وفاء بأمانة وعبادة , وعمارة للأرض بالإيمان , كما يأمرك الله ؟!

    هل تؤمن أن الموت حقٌّ وأن الساعـة لا ريب فيها , وأن البعث حق والحساب حق , وأن الجـنَّـة حق والنَّـار حق , وهل هذه حقيقة مستقرة في نفسك تضبط مسيرتك ؟!

    هل تعرف الأمانة التي خلقـك الله للوفاء بها , وهل تعرف على ضوء ذلك مسؤولياتك الفردية التي سيحاسبك الله عليها؟!

    هل تحب حقاً أن تنصر الله ورسوله , وأن تنصر دينه ؟! فإن كنت حقا تحب ذلك فماذا فعلت وقدمت ؟!

    اعلم يا أخي المسلم أن الله الذي فرض علينا التكاليف الربانية وفَّـر لنا سبيل الوفاء بها , ويسَّر لنا ذلك بأن جعلها صراطاً مستقيما واحداً حتى لا يختلف عليه الناس ولا يضلَّ عنه أحد . وجعله منهجاً متكاملاً ميسَّـراً للفهم والتدبر والتطبيق .

    1 ـ واقع المسلمين اليوم :

    في هذه اللحظات الحرجة التي يمر بها المسلمون اليوم أحداث مروعة وفواجع كبيرة , يكاد المسلم يقف أمامها حائراً . وإذا عاد إلى نفسه ليحاسبها , وردَّ الأمور إلى منهاج الله , وجد أن كلَّ ما يجري في هذا الكون من أمر صغير أو كبير لا يجري إلا بقضاء الله وقدره :

    ( إنا كل شيء خلقناه بقدر . وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر .) [ القمر : 50, 49 ]

    ويجد كذلك أن قضاء الله وقدره حقٌّ عادل لا يظلم أبداً :

    ( والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء إن الله سميع بصير ) [ غافر :20 ]

    ( إن الله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون ) [ يونس : 44]

    فمن هنا نستنتج بيسر أن الخلل هو في واقع المسامين اليوم , وأن ما ينزل بنا من بلاء هو بما كسبت أيدينا , فالله حق عادل لا يظلم !

    ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) [الشورى :30]

    فلا بد أن نعود إلى أنفسنا , ونبحث عن نواحي الخلل , ونبدأ بمعالجة أخطائنا وتقصيرنا , حتى نكون أقرب إلى طاعة الله وأقرب إلى النجاة والنصر من عند الله .

    ولا بد أن تكون دراسة الخلل منهجية تخضع لمنهج محدَّد واضح وميزان أمين ثابت , وأن يكون العلاج أيضا يخضع إلى منهج واضح , بعيدا عن الارتجال وردود الفعل الآنية , منهج نابع من الكتاب والسنة , متَّـبعين النهج الذي أمرنا الله أن نعضَّ عليه بالنواجذ .

    لا نستطيع هنا أن نستعرض التكاليف الربانية كلها , ولا مظاهر الخلل كلها , ولا وسائل العلاج كلها , ولكننا نشير إشارات سريعة لمعظم ذلك , ونتناول في هذه الكلمة قضية واحدة من هذا النهج .

    أن من أبرز مظاهر الخلل في واقع المسلمين اليوم هجر الملايين من المسلمين كتاب الله وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم , حتى غلب الجهل عليهم . وامتد الجهل بالملايين من المسلمين إلى الجهل باللغة العربية , واستبدل الملايين من المنتـسبيـن إلى الإسلام بها لغات أخرى , فزاد ذلك من هجرهم للكتاب والسنة وجهلهم بهما . فوقع الانحراف عند الكثيرين , وأخذت المعاصي والآثام تزداد , وتسلل الأعداء إلى واقع المسلمين وإلى ديارهم ودلفوا بأفكارهم ومذاهبهم ولغاتهم , وبفجورهم وانحلالهم , وجيوشهم وعدَّتهم , فتفرقت الأمة أقطاراً ودياراً , وشيعاً وأحزاباً . وأخذت مذاهبهم تتسلل بين المسلمين , حتى ألف بعضهم تلك المذاهب ثم اتبعوها , ثم أصبحوا دعاتها . ولم ينتبه المسلمون ليواجهوا ذلك في حينه بنهج وخطة , وصف واحد , حتى زاد انتشار مذاهبهم ومبادئهم , وأخذت تتزايد أمراض الواقع ويزداد الخلل .

    ونعتبر أن أخطر قضية من بين هذه القضايا هي قضية الإيمان والتوحيد , وقضية العلم الذي أمرنا الله بطلبه والسعي إليه . وأساس العلم كله منهاج الله : قرآناً وسنةً ولغة عربية . ولمعالجة هذا الخلل , هجر منهاج الله , وما يترتب على ذلك من خلل واضطراب في الإيمان والتوحيد , فلا بد أن تخضع المعالجة إلى منهج عمليٍّ نابع من الكتاب والسنة وقواعد الإيمان والتوحيد , ومدرسة النبوة الخاتمة الخالدة .

    2 ـ التكاليف الربانيّـة : ـ
    وكان من رحمة الله سبحانه وتعالى أن جعل الكتاب والسنّة منهجـاً ربّانيّـاً متكاملاً مترابطـاً , لغته العربية التي اختارها الله سبحانه وتعالى لتكون لغة الوحي والنبوة و القرآن ، ولغة الذكر ولغة الإسلام . فكان المنهاج الربّاني ـ قرآناً وسنّةً ولغة وعربيّة ـ معجزاً لا يقوى أحد من الجن والإنس على أن يأتي بمثله أو بعشر سور مفتريات أو بسورة واحدة . وكان من إعجازه أن جعله الله ميسَّراً للذكر على قلب كلِّ من آمن وعرف اللغة العربية . فالإيمان واللغة العربية مفتاحا تدبر كتاب الله وفهمه , وأساس اليسر فيه :

    ( ولقد يسْرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ) [ القمر 17، 22، 32 ، 40 ]

    وكان من رحمة الله سبحانه وتعالى أن فصّل في المنهاج الربّاني التكاليف التي وضعها في عنق كلّ مسلم ، والتي سيحاسَبُ عليها يوم القيامة . وجعل هذه التكاليف مترابطة متماسكة متكاملة ، تمضي كلها على صراط مستقيم واحد ، وجعله الله مستقيماً وواحداً حتى لا يضلَّ عنه مؤمن ولا يُخْتلَفَ عليه ، ليمضي المؤمنون صفّاً واحداً كالبنيان المرصوص ، كما يحبّ الله أن يكون عليه المؤمنون الذين يحملون رسالة الله ويجاهدون في سبيله :

    ( وأنّ هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرَّق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ) [ الأنعام : 153 ]

    ( إِنّ الله يحبُّ الذين يقاتلون في سبيله صفّاً كأنهم بنيان مرصوص )[ الصف : 4 ]

    وكان من رحمته سبحانه وتعالى أن بعث محمداً صلى الله عليه وسلم ليبلّغ رسالة الله ، ولتكون سيرته تطبيقاً عمليَّاً لمنهاج الله ، وليكون النبيّ الخاتم أُسوةً حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر:

    ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الأخر وذكر الله كثيراً ) [ الأحزاب : 21 ]

    ومن هنا جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يرويه العرباض بن سارية رضي الله عنه :

    ( ... فعليكم بسنَّتي وسُنّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضُّوا عليها بالنواجذ ) [ أخرجه الترمذي وأبو داود وابن ماجة ]

    وفي الحديث الصحيح يرويه أبو هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم :

    ( تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما : كتاب الله وسنتي , ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض . ) [ صحيح الجامع الصغير وزيادته : 2938 ]

    وكلمة السنّة هنا تعني : الطريق والنهج . فلقد علّم رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه نهجاً يتّبعونه ومنهاجاً يسيرون عليه ، في صورته المترابطة المتكاملة , وليس مجرّد قواعد متناثرة أو أحداث متفرّقة .

    إِلى هذا النهج أو المنهاج ، إِلى هذه السنّة النبويّة الشريفة ، ندعو أنفسنا وندعو كلّ مسلم ليتعلّمهـا وليَعضَّ عليها بنواجذه ، لِنَنْجُوَ من فتنة الدنيا ومن عذاب الآخرة ، ولنُوفيَ بالأَمانَةَ التي خُلِقْنا لها ، والعهـد الذي أخذه الله من بني آدم ، ولتصدُقَ منا العبادة لله وحده والخلافة في الأرض التي أَمَرَنا بها , عسى الله أن يُنزل نصره ويرفع بلاءه .

    ولنجمع قواعد هذا النهج وهذه السنة النبوية في أسلوب ميسَّـر يلبي حاجة واقعنا اليوم , فإننا نقدم ما نسمِّـه " المنهاج الفردي " أو " الذاتي " , لكل مسلم , ولكل أسرة , ولكل جماعة وحركة .

    ولو رجعنا إِلى مدرسة النبوّة الخاتمة ، مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم ، وإلى الكتاب والسنّة بصفة عامة ، لوجدنا أن هذا المنهاج الفرديّ خاضع لذلك كله مرَّتب على ضوء واقعنا اليوم معتمد على أسس ربانية .

    فالتلاوة والتدبر والحفظ والمراجعة ، والسنّة ، واللغة العربيّة ، ووعي الواقع ، وممارسة منهاج الله في الواقع ، كلّ ذلك مقرّر في الكتاب والسنّة ، وممارس في مدرسة النبوة الخاتمة بالأسلوب الذي كان يتطلبه ذلك الواقع ، حين لم يكن هنالك مصاحف بين أيدي الصحابة رضي الله عنهم ، وإنما كان ذلك في صدورهم . وكانوا يلتقون ويتفقّهون بالكتاب والسنَّة في المساجد والبيوت وسائر الميادين .

    عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله في كم أقرأ القرآن ؟ قال : اقرأه في كل شهر . قال قلت : إني أقوى على أكثر من ذلك . قال : " اقرأه في خمس وعشرين " . قلت : إني أقوى على أكثر من ذلك . قال :" اقرأه في عشرين " . قلت : إني أقوى على أكثر من ذلك . قال " اقرأه في خمس عشر " . قلت : إني أقوى على أكثر مـن ذلك . قال : " اقرأه في سبع " . قلت : إني أقوى على أكثر من ذلك . قال : لا يفقهه من يقرؤه في أقل من ثلاث . [ أحمد : الفتح الرباني : 18/18/19 ]

    تدريب على العمل المنهجي ، وعلى التلاوة والتدبر والتفقه ، وعلى المتابعة والاستمرار صحبة عمر وحياة .

    والأدلة من الكتاب والسنة كثيرة على كل ما أوردناه ، نجد معظمها متوافرة في كتاب : " حتى نتدبر منهاج الله " .

    إننا نؤمن أنّ هذه القضية ملازمة للقضية الأولى ، القضيّة الأخطر في حياة الإنسان ، والحقيقـة الكبرى في الكون والحياة ، قضيّة الإِيمان والتوحيد قضيّتان متلازمتان ، تدفع كلٌّ منهما المسلم إِلى القضيّـة الأُخرى ، حتى يظلّ التأثير بينهما متبادلاً ، ينمو الإيمان بذلك بفضل الله ، وينمو العلم ، وتزكو حياة المسلم ، ويلتقي المؤمنون .

    إِن المسلم الذي هجر كتاب الله زمناً ، حين يعود إليه يجد مع اللحظات الأولى بعض الصعوبة . فإن ثابر وعزم ومضى يتفتح الخير أمامه ، ويزداد النور وينشرح الصـدر . فمثله في ذلك مثل رجل دخل باب دار ظنّها مظلمة ، فوجد أمامه شمعة تضيء . فإذا تابع المسيرة وجد مصباحاً ، فإذا تابع وجد مصباحين ، فإذا تابع وجد المصابيح تتزايد والنور أمامه يموج ، فيخرج بإذن ربه من الظلمات إلى النور .
    و نواصل في المقالة التالية إن شاء الله تعالى


  2. ...

  3. #2

    رد : كيف تدرس الإسلام بكل سهولة و يسر و تفهمه و تعرفه حق المعرفة و الفهم ؟ الإجابة هنا

    نواصل:
    3ـ الخطوات الأولى على الدرب : ـ

    إن الخطوة الأولى هي أن يدرك المسلم نفسه أن هذه مسؤوليّته الفرديّة ، وتكليف ربّانيّ عليه , سيحاسَبُ عليه ، ويمكنه الاستعانة بإمكانات الواقع للوفاء بهذه المسؤوليّة ، ولكن لا يحلُّ له أن يقعد تاركاً لهذه المسؤولية أو لا هياً عنها بأعذار واهية غير مقبولة في دين الله .

    والخطوة الثانية أن يدرك أن هذه المسؤولية يجب أن تأخذ وسعه الصادق الذي وهبه الله إياه ، ولا وسعه الكاذب الذي يسوّغ تفلّته وإدباره .

    والخطوة الثالثة أن يُقَدَّم للمسلم في واقعنا اليوم منهجا عملياً ميـسَّراًً يستطيع المسلم أَن يَمْضِيَ عليه بجهد ميسور أمين عادل ، مستعيناً بما يتيسر له من إمكانات المجتمع ، وهي كثيرة بعون الله وفضله ونعمه , وعون العلماء والأئمة الصالحين . وإنما على المسلم أن يصدق الله في نيّته وعزيمته ، حتى ينطلق بمبادرة ذاتيّة وحوافز إيمانية .

    إِن هذا العمل المنهجي المستوفي للشروط السابقة نسميه ( المنهاجَ الفرديّ أو الذاتي ) ، يحمل معه منهجا عملياً، ويحمل معه اليسر للمسيرة والتطبيق , ليضع هذا النهج الأساس الذي تلتقي عليه عزائم المؤمنين ، وقلوب المتقين ، على صراط مستقيم يحمل الأهداف الربّانيّة الثابتة في الحياة الدنيا ، ممتداً إلى الهدف الأكبر والأسمى : الدار الآخرة ورضوان الله والجنّة .

    إن اتِّباع النَّهْج مسؤوليّة فرديّة من ناحية ، ومسؤولية الأُمة كلها ، ومسؤوليّة البشريّة ، لا يُعفى من ذلك فردٌ أو جماعة . فإلى هذا المنهج التطبيقي ندعوك أيها المسلم لتتدبر منهاج الله وتتدرب على ممارسته .

    4-المهاج الفردي ( الذاتي ) مسئوليتك الذاتية أيها المسلم :

    إن هذا المنهاج الفردي ( الذاتي ) يتـألَّف من قسمين : النظري للدراسة والعلم , والتطبيقي للعمل والممارسة والتدريب .

    أما النظري فيتألف من أربعة بنود :

    1-المنهاج الرباني- قرآناً وسنة ولغة عربية , مع تلاوة يومية لقدر محدَّد من القرآن الكريم مع أحكام التلاوة والتدبر والممارسة , ومع الحفظ والتدبر والمراجعة والممارسة , كل قدر وسعه وطاقته , ومع منهج محدد للغة العربية .

    2-دراسة الواقع من خلال منهاج الله : وفق منهج مبسط محدَّد .

    3-فقه الدعوة : فهو فقه ممارسة منهاج الله وتطبيقه في واقع الحياة : في البيت , والعمل , والتجارة , وغيرها . وذلك في حدود مسؤوليّـاته الفرديَّـة التي كلفه الله بها .

    4-العلوم المساعدة : وهي العلوم التي تساعد المسلم على تدبر منهاج الله , كالسيرة وغيرها .

    أما القسم التطبيقي فيتألف من : قواعد إيمانيـة للتذكيـر الدوري بها , وقضـايا

    للتدريب .

    الشعائر والأذكار .

    الدعوة والبيان والبلاغ .

    أنشطة إيمانية محددة

    إن تطبيق هذا المنهاج الفردي يطبقه المسلم بيسر حين يجعل لكل بند يوماً في الأسبوع , باستثناء التلاوة التي يجب أن يلتزم بها يومياً قدر وسعه وطاقته , مع التدبر والتزام ممارسة ما تعلمه , ومتابعة الواقع الآني كذلك .

    وليس من الضروري أن يبدأ المسلم بالتزام جميع البنود والفقرات , ولكن يأخذ قدر وسعه ابتداء , ثم ينمو مع المنهج تدريجياً . ويتضح يسر المنهاج الفردي من البند التالي .
    5ـ اليسّر والمرونة المتوافران في تطبيق المنهاج الفردي : ـ

    ربما يحسـب بعضهم أن تطبيق هذا المنهاج الفرديّ ( الذاتي ) صعب للوهلة الأولى . ولكنه في الحقيقة سهل ميسّر إذا صدقت النيّة وصحت العزيمة واتُّبِع النهج المقرَّر الذي يُسهِّل الاتبـاع والتطبيق . ولكن لا غناء عن صدق النيّة والعزيمة وبذل الجهد . إنه للمسلم الذي آمن أن هذا تكليف رباني , وأنه محاسب عليه يوم القيامة , وأنه نابع من منهاج الله مرتبط به .

    ولتدبر كتاب الله مفتاحان رئيسان هما : صفاء الإيمان والتوحيد , واللغة العربية . فبهما تتفتح المعاني على قلب المسلم .

    فمن اليُسْر أن هذا المنهاج الفردي ، وبخاصة المنهاج الربّاني ، يجب أن يُصاحَبَ صحبة عمر وحياة ، صحبة منهجيّة ، يأخذ كل مسلم منه قدر وسعه الصادق دون أن يتفلَّـت بأعذار واهية يدفعها الوهم والوسع الكاذب وحب اللهو والاسترخاء .

    ومن اليُسْـر أن التزام المنهاج الفرديّ يخضع لخطة أُسبوعية ، تجعل لكل موضوع يوماً محدَّداً . فلا يحتاج التزام المنهاج الفردي أكثر من ساعة يوميّاً ، وللمسلم أن يبذل وقتاً أكثر وجهداً أكبر كلٌّ حسب واقعه ووسعه . ولا يوجد من العناصر إلا التلاوة والواقع الآني ، العنصران اللذان يجب ممارستهما يومياً . وللمسلم أن يزيد في ذلك ما يشاء , وأن يلتزم يومياً ببنود أكثر .

    ومن اليُسْرِ كذلك أنّ هذا المنهاج مرن ليناسب كلّ مسلم وكل واقع ، وليتحمَّل المسلم مسؤوليّته في ذلك ، ويأخذ في كل مرحلة ما يطيقه ، على أن يستمَّر في ذلك عمره كله ، عبادة لله وطاعة .

    ومع نموِّ الزاد والخبرة يمكن تعديل المنهاج الفرديّ ليطابق الزاد الجديد والوسع الجديد . فيمكن أن تصبح التلاوة والتدبر والحفظ والمراجعة عنصراً واحداً هو التلاوة أو المراجعة مع التدبر ، لمن حفظ كتاب الله وتدبّره في مسيرة عمره . ويمكن تأجيل العلوم المساعدة أو بعضها في مرحلة خاصة .

    إن هذا المنهاج الفردي يُدرّب المسلم على تنظيم وقته اليومي . فتنظيم الوقت من أهم قضايا المسلم اليوم , ومن أكثر ما يضيِّـعه المسلمون اليوم . وهو يدرّبه على حسن التخطيط وترك الارتجال . وهو يدرّبه على ردّ الواقع كله إِلى منهاج الله ردّاً أميناً ، ويضعه أمام مسؤوليته الحقيقية ، ويعرّفه , مع الاستمرار والمتابعة , بالتكاليف الربانيّة كلها ومسؤوليته الفرديّة كلها : أمام ربّه وخالقه ، وأمام نفسه ، وأمام أسرته وأرحامه ، وأمام مجتمعه ، وأمام أمّته كلها .

    وهـذا المنهاج الفرديّ جزء من النهج العام والخطة العامة التي يجب أن تتوافر في ميدان العمل الإسلامي , والتي تشمل الميادين الأخرى , حيث تتعاون أسس هذا النهج والخطة كلها لتوفّر للمسلم حسن التدريب . ويُشرح هذا المنهاج الفردي بتفصيله وعرض جميع مراحله في كتاب " منهج المؤمن بين العلم والتطبيق " ودراسات أخرى يمكن الرجوع إليها .

    ويتبع هذا المنهاج الفردي وسائل تعين المسلم على محاسبة نفسه , وعلى حسن الإشراف والتوجيه .

    ويدعم المنهاجَ الفرديَّ " منهجُ لقاءِ المؤمنين " الذي يقوم حين يتعاون اثنان أو أكثـر على حسن الالتزام ، تعاوناً منهجيّاً يخضع إلى خُطَّة ونهج ، ويوفِّر التدريب الضروري .

    6-موجز ذلك كله :

    واجب كل مسـلم أن يوفي بالتكاليـف الربانيـة التالية وفاء منهجياً يمتد مع عمره كله :

    ا- أن يصاحب كتاب الله صحبة دراسة منهجية وتدبر , صحبة عمر وحياة لا تتوقف , كل قدر وسعه وطاقته .

    2- أن تقوم هذه الصحبة على التلاوة اليومية المنهجية مع التدبر , وعلى التفسير المبسط , وعلى الحفظ مع حسن التدبر , كل قدر وسعه الصادق .

    3- أن يرافق هذه الصحبة دراسة السنة دراسة منهجية , صحبة عمر وحياة , مبتدئا بكتاب مبسط .

    4- أن يرافق هذه الصحبة دراسة اللغة العربية دراسة منهجية كذلك .

    5- أن يتابع دراسة الواقع وأحداثه من خلال منهاج الله .

    6- أن يرافق ذلك كله ممارسة منهاج الله في الواقع : في بيته , في عمـله ووظيفته , في تعامله مع الناس , ومختلف شؤون حياته , وفي الوفاء بالأمانة التي خلق للوفاء بها , والتي سيحاسَب عنها بين يدي الله سبحانه وتعالى يوم القيامة .

    أيها المسلم ! هذه تكاليف ربانية جاءت مفصلة بالكتاب والسنة , وقد غفل عنها الملايين من المسلمين زمنا طويلا . وإنك محاسب عليها يوم القيامة , فانهض للوفاء بها , ولا تكن من الغافلين .

    والحمد لله رب العالمين

    (وإن لكم في الأنعام لعبره نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبناً خالصاً سائغاً للشاربين) [النحل 65]

  4. #3

    رد : كيف تدرس الإسلام بكل سهولة و يسر و تفهمه و تعرفه حق المعرفة و الفهم ؟ الإجابة هنا

    آمل أن تكونوا قد عرفتم الإجابة .. و لمزيد من التفاصيل فإنني أدعوكم جيمعا لزيارة هذا الموقع المتمير و الذي يعالج مثل هذه المواضيع بصورة سهلة و ميسرة و دمتم
    موقع لقاء المؤمنين

  5. #4

    رد : كيف تدرس الإسلام بكل سهولة و يسر و تفهمه و تعرفه حق المعرفة و الفهم ؟ الإجابة هنا

    و للإطلاع على جداول المنهاج الفردي بجميع أنواعها فما عليكم إلا الضعط على الرابط التالي
    :المنهاج الفردي

  6. #5

    رد : كيف تدرس الإسلام بكل سهولة و يسر و تفهمه و تعرفه حق المعرفة و الفهم ؟ الإجابة هنا

    بارك الله فيك
    attachment


    "اللهم اغفر لوالدي وارحمه انك انت الغفور الرحيم " اللهم انزل على قبره الضياء والنور والفسحة والسرور وجازه بالاحسان احسانا" وبالسيئات عفوا وغفرانا♡

  7. #6

    رد : كيف تدرس الإسلام بكل سهولة و يسر و تفهمه و تعرفه حق المعرفة و الفهم ؟ الإجابة هنا

    السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

    جزاك الله خيرا

  8. #7

    رد : كيف تدرس الإسلام بكل سهولة و يسر و تفهمه و تعرفه حق المعرفة و الفهم ؟ الإجابة هنا

    مرحبا بكم جميعا
    الأخ KOGI KABOTO: و فيك أيها البطل

    الأخت SLEEPMOON : شكرا جزيلا


    و أقول لكما : اليست هذه الطريقة ميسرة و عملية لدراسة الإسلام ؟

    يا ليت كل المسلمين يدرسون دينهم .. إذا لكان واقعنا غير ذلك

  9. #8

    رد : كيف تدرس الإسلام بكل سهولة و يسر و تفهمه و تعرفه حق المعرفة و الفهم ؟ الإجابة هنا

    و لهواة القراءة و المطالعة فقد صدر للدكتور عدنان علي رضا النحوي حفظه الله كتاب يحمل اسم : منهج الؤمن بين العلم و التطبيق .. هذا الكتاب يشرح نظرية المنهاج الفردي التي ذكرتها في الأعلى بالتفصيل ...

    لمشاهدة الكتاب و التعرف عليه بصورة دقيقة اضغط هنا

  10. #9

    رد : كيف تدرس الإسلام بكل سهولة و يسر و تفهمه و تعرفه حق المعرفة و الفهم ؟ الإجابة هنا

    كما صدر للدكتور حفظه الله تعالى أيضا كتابان آخران يشرحان نظرية المنهاج الفردي بصورة متكاملة .. هذا الكتابان هما :
    1- حتى نتدبر منهاج الله و لمعرفة تفاصيل أكثر عن هذا الكتاب اضغط هنا

    2- لؤلؤة الإيمان و لمعرفة تفاصيل أكثر عنه : اضغط هنا

    و دمتم

  11. #10
    السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

    جزاكم الله الف خير


    و مشكور على الموضوع والجهد

  12. #11

  13. #12
    و أنا بحول الله وقوته مستعد أتم الاستعداد للإجابة عن أي سؤال يتعلق بتطبيق هذه النظرية فمرحبا بالسائلين و شكرا جزيلا - مقدما - لهم
    و لكم خالص التحية

  14. #13
    شكرا لك اخي على الطرييقة الرااائعة والمفييدة وجزاك اله ألف خير على الموضووع المتميز
    attachment

  15. #14
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



    ملاحظة هامة



    كل من يريد أن يطبق الطريقة المذكورة أعلاه لدراسة الإسلام و المسماة بـ : المنهاج الفردي فما عليه سوى زيارة موقع لقاء المؤمنين و الضغط على وصلة : نماذج تطبيقية ثم اختيار طريقة تحميل الجدول ( جدول المنهاج الفردي ) إما عن طريق المايكروسوفت وورد أو عن الأكروباد... كيف ؟


    اتبع الآتي :
    1- اضغط على الوصلة الإلكترونية التي في الأسفل
    2- ستظهر أمامك شاشة زرقاء اللون عنوانها : نماذج تطبيقية
    3- في هذه الشاشة نفسها ستجد في الرقم 2 ما يلي: المنهاج الفردي ( الذاتي ) : نظريته ومراحله في جداول و بجانبها وصلة المايكروسوفت وورد + وصلة الأكروباد
    4- اختر طريقة التحميل التي تناسبك بالضغط على الوصلة التي تدل عليها و ابدأ التحميل
    5- بعد انتهاء التحميل ستظر لك عدة جداول .. اختر الجدول الأخير و الذي يحمل الترتيب ( هـ )
    6- تذكر أن كل جدول للمنهاج الفردي يحوي وجهين .. وجه للجانب النظري و آخر للجانب التطبيقي
    7- ظلل الجدولين ثم اطبع
    8- يفترض أنه باتباع الخطوات السابقة أن تكون قد حصلت على ورقتين مطبوعتين بصورة واضحة
    9- قم بتحديد المعدلات - التي ستنفذ على أساسها - في الخانات المخصصة لها
    10- ابدأ على بركة الله خطوتك الأولى ـ و الراسخة بإذن الله ـ في دراسة منهاج الله ( قرآنا و سنة و لغة عربية ) بطريقة منهجية .. ابدأ و استمتع بأحلى و أمتع لحظات العمر
    11-ثابر و دوام و لا تيأس من صعوبة الطريق في البداية فكل بداية فيها ما فيها من صعوبة البدء بشيء غير مألوف
    12-اقرأ ما كتب عن هذه الطريقة فيما سبق من كلام في أول هذا الموضوع


    و أكرر أنني على استعداد تام للإجابة عن أي سؤال فيما يتعلق بتطبيق هذه الطريقة المنهجية و يسعدني أن أتلقى أي سؤال حولها مع الشكر المقدم لصاحب السؤال

    و الآن تفضل وصلة تحميل جدول المنهاج الفردي

    و لكم خالص التحية


    ــــــــــــــــــــــــــــ



    الأخت HARD-GIRL : العفو .. أخجلت تواضعي ... مرحبا بك في كل الأوقات .. أهم شيء أن تطبقي ما اقتنعت به عمليا ثم تنشرينه بين الناس حتى ينفعك الله و ينفع بك ..

    و لك خالص التحية

  16. #15
    على المسلم أن يبذل مجهودا ذاتيا في دراسة الشيء الذي من أجله خلقه الله و ألا يكتفي بسؤال أهل العلم..
    عليه أن يبذل هو و يستفرغ وسعه ثم إذا غلبه شيء استعان بأهل الاختصاص..
    أما أن يسعى و يبذل للدنيا و يجتهد فيها ثم يعتذر عن دراسة دينه بحجج واهية فذلك رأي لا توافقه العقول السليمة..

    إلى اللقاء

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter