السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
والصلاة والسلام على حبيبنا وشفيعنا محمداً رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان الى يوم الدين , وما قل وكفى خير مما كثر وألهـى ..
ثــــــــــم أمــــــــــا بــــــــــعــــــــــد :
تقدم لكم فرقة رسالة الإسلام موضوعها الجديد والذى يتحدث عن فتنة عظيمة ستأتى على الناس
فى أحد الأزمنة وقبيل يوم القيامة سيختبر الله عباده الأحياء فى تلك الفترة بأعظم الفتن وأقواها
فتنة المسيح الدجال أو المسيخ الدجال , وجزا الله كل من ساهم فى عمل هذا الموضوع وندعوا
الله أن يقبل عملنا ذلك , ويكون إن شاء الله خالصاً لوجه الكريم , اللهم طهر قلوبنا من النفاق وعملنا
من الرياء وألسنتنا من الكذب وعيوننا من الخيانة فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور
والله مولانا نعم المولى ونعم النصير .......
~~( الـمـسـيـح الـدجـال )~~
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .أما بعد : فاتقوا الله عباد الله وأعدوا لفتنة الدجال القريبة عدتها ، وإعلموا رحمني الله وإياكم أن القضاء على تلك الفتنة لا يكون إلا بتدبير من القوي العزيز حيث يُنزل المدبر العليم المسيح عيسى إبن مريم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم ، حيث ينزل على المنارة البيضاء شرقي دمشق لابساً ثوبين مصبوغين ، واضعاً كفيه على جناحي ملكين ، إذا طأطأ رأسه قطر ، وإذا رفعه تحدر منه مثل جمان اللؤلؤ ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات وإن نفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه ، فيطلب الدجال حتى يدركه بباب اللد بفلسطين فيقتله ثم يأتي عيسى إبن مريم إلى قوم عصمهم الله من الدجال فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة.
أيها الأحبة في الله لقد وصف لكم حبيبكم صلى الله عليه وسلم سلاحاً لمواجهة تلك الفتنة العظيمة فقال فيما أخرجه الإمام مسلم عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (( مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْف عُصِمَ مِنْ الدَّجَّالِ )) (7) . فاحفظوها وحفظوها أولادكم ونساءكم ووضحوا لهم أهميتها ، وحرصوا عليهم بالدعاء بعد التشهد الأخير بالدعاء اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ .
>{ الـمـسـيـح الـدجــال : }<
سمي بالمسيح لأنه ممسوح العين وهذه التسمية بهذه الصيغة مشتقة من أسم المفعول أي الممسوح بخلاف المسيح إبن مريم الذي إشتق إسمه من إسم الفاعل الماسح لأنه كان يمسح على المريض فيبرأ وقيل لأن دجل معناها غطى وموه ولذلك يقال دجل الإناء بالذهب أي غطاه وذلك لأن هذا الدجال سيغطي الأرض بكفره وقيل لأنه سيشمل الأرض ويغطيها برحلته الطويلة التي سيقطعها في زمن قصير , وقيل سُمّي دجّالاً من قوله : " دَجَلَ الرجلُ إذا مَوَّه ولبَّس " أما عن الدجال وأنه شرط من أشراط الساعة فإنه واقع ولا بد وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح " أن الساعة لا تقوم حتى تكون عشر ايات الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس … الى آخر الحديث " فالدجال ظهوره من أشراط الساعه وأشراط الساعة منها صغرى ومنها كبرى وأشراط الساعة إبتدأت بموت الرسول صلى الله عليه وسلم فإن أول علامات الساعة الصغرى موت الرسول صلى الله عليه وسلم وهناك علامات الساعة الكبرى ومنها الدجال وقد قال صلى الله عليه وسلم " ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت وكسبت في إيمانها خيرا طلوع الشمس من مغربها والدجال ودابة الأرض " فإذا كان الناس في ذلك الزمان مستعدين لخروجه ومؤمنين فإنه لا ينفع إيمانهم إذا خرج ذلك الدجال من الفتن التي تقع منه وهذا الحديث يشير الى آية موجودة في كتاب الله وهي قوله عز وجل ... ( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً ) ( الأنعام:158) فالمقصود بقول الله عز وجل بعض آيات ربك منها الدجال وهذا الذي يجاب به على بعض الناس الذين يقولون لماذا لم يذكر الدجال في القرآن فنقول أنه قد ذكر ضمنا وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم حذر الأمة وقال بادروا بالأعمال ستا وذكر منها الدجال أي إنتهزوا الفرصة بالأعمال الصالحة قبل أن يظهر الدجال فقد لا تستطيعون أن تعملوا شيئا إن ظهر
وإعلموا أيها الأخوة أن الدجال أكبر فتنة موجودة على ظهر الأرض على الإطلاق فقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ونحن سننقل أحاديث صحيحه بإذن الله في هذا الدرس وروى حديث الدجال عدد من العلماء ومن أوسع من روى له الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه والإمام أحمد رحمه الله في مسنده وكثير من الأحاديث التي وردت في الدجال صحيحة وثابته وهذا ما سنعتمد عليه في هذا البحث " ما بين خلق آدم الى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال " وفي روايه " أمر أكبر من الدجال " من خلق آدم الى يوم القيامة لا توجد فتنة أكبر من فتنة الدجال وقد روى البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه عن إبن عمر رضي الله عنهما قال " قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال : " إني لأنذركموه وما من نبي إلا أنذر قومه ولكني سأقول لكم فيه قول لم يقله نبي لقومه إنه أعور إن الله ليس بأعور " وقال صلى الله عليه وسلم " إني لأنذركموه وما من نبي إلا أنذر قومه وقد أنذره نوح قومه ولكني سأقول فيه قول لم يقله نبي لقومه تعلمون أنه أعور وأن الله ليس بأعور " وقال عليه الصلاة والسلام " غير الدجال أخوفني عليكم إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجكم دونكم " أي أن النبي كان يتوقع أن يخرج وهو فيهم فإذا خرج والرسول صلى الله عليه وسلم حي فسيتولى الرسول صلى الله عليه وسلم محاجة الدجال وإفحامه وإقامة الحجة عليه وتبيين باطله من دون الأمة " وإن يخرج ولست فيكم فمرؤ حجيج نفسه " أي أن كل واحد سيتولى المدافعة بنفسه وإقامة الحجة بنفسه ودفع شر الدجال عن نفسه بنفسه وذلك بأن يكذب الدجال وأن يلقي بنفسه في النار التي مع الدجال كما سيرد في شأن هذا الدجال ثم قال عليه الصلاة والسلام " ولست فيكم فمرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم " أي أن الله ولي كل مسلم وحافظ ومعين لكل مسلم على هذه الفتنة ثم قال صلى الله عليه وسلم " فأما فتنة الدجال فإنه لم يكن نبي إلا حذر أمته وسأحذركموه بحديث لم يحذره نبي أمته " درس لنا أن الدعاة الى الله عز وجل ينبغي أن يحذروا الناس من الدجال وينبغي أن يصفوا للناس الفتن وينبغي أن يعلموا الناس كيف يكون موقفهم من الفتن نأتسي بالرسول صلى الله عليه وسلم كيف حذرنا من فتنة الدجال وكيف وصف لنا الدجال وصفا دقيقا كأننا نراه فإذا مهمة الدعاة الى الله أن يحذروا الناس من الشر وأن يبينوا لهم ما هو الشر وكيف يكون الموقف وكيف يحذر من هذا الشر .
>{ أمـا عـن صـفـات الـدجـال الخـلُـقـيـة }<
يا عباد الله فقد بينها لنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وهي مخرجه في أحاديث في الصحيحين ألخصها لكم فهو شاب قطط أي شعره مجعد ، أحمر جسيم البدن أعور العين اليمنى ( كما في الصحيحين ) كأن عينه عنبة طافية مكتوب بين عينيه ( كافر ) يقرؤها كل مؤمن قارئ وليس بقارئ , أما عن خروجه وفتنته فإنه يخرج من طريق بين الشام والعراق ، وكعادة اليهود أحباب الإجرام والفتن يكون تبعٌ له حال خروجه سبعين ألفاً من يهود أصبهان ، عليهم الطيالسة ، ويخرج ومعه ماء ونار ، فيجعل الماء لأتباعه ويجعل النار لمن كذب به ، وهاهو الصادق المصدوق صلوات ربي وسلامه عليه يخبرنا بأن الذي يراه الناس ماء فنار تحرق ، وأما الذي يرونه ناراً فإنه ماء عذب طيب ، وقد أوصاكم نبيكم صلى الله عليه وسلم لمن أدركه منكم أن يغمض عينه وليطأطأ رأسه وليشرب من النهر الذي يراه ناراً فإنه عذب بارد ، أما عن تنقله في الأرض فإنه سريع التنقل يصف لنا سرعته المصطفى صلى الله عليه وسلم بأنه كالغيث إستدبرته الريح ، ويمكث يعيث في الأرض فساداً وفتنة أربعين يوما ً، يوماً كسنة ، ويوماً كشهر ، ويوماً كجمعة ، وبقية أيامه كأيامكم ، ولما أخبر صلى الله عليه وسلم بذلك كان هم صحابته رضوان الله عليهم الصلاة لأنهم يعلمون أنها الحبل المتين الذي ينجي من الشدائد ، فسألوا الحبيب المصطفى عن اليوم الذي كسنة هل تكفيهم فيه صلاة يوم ؟ فقال لهم صلى الله عليه وسلم لا , وإنما تقدر فيه أوقات الصلوات .
-][- يتبع ... أرجوا عدم الرد حتى يوضع الموضوع كاملاً -][-
المفضلات