مشاهدة النتائج 1 الى 13 من 13
  1. #1

    Unhappy الحــــــــ الضائع ــــــــب [ قصة ] :(

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم

    كيف الحال ؟؟

    على العموم أرجوكم تقرون القصة و تعطوني رايكم فيها ، مع مراعاه أن هذه أول قصة أكتبها في حياتي



    هـــــــــذه قــــــــصتي

    في قصر ضخم تقيم خلود ، و هي بطلة قصتي المتواضعة .

    أرغمت نفسها على أن تحبس جسدها في دارها الكبيرة ، ذات أفخم الأثاث و التحف ، و الإلكترونيات المتعددة و

    جميع ما يجعل المرء سعيداً .


    كانت تحب العُزلة ، و الوحدة ، و حتى الصمت .كان القصر لا يخلو من المشاكل بين خلود و زوجة أبيها ، تلك

    المرأة المتكبرة المغرورة بجمالها و زوجها الذي هو من أكبر تٌجّـار البلاد .


    كانت سارة ( زوجة الأب التي لم يمضِ على زواجها عام واحد) تُدبّر المشاكل لخلود ، و كانت سبباً رئيسياً لغضب

    أبو خلود على ابنته الوحيدة خلود ، بل على الأغلب أنه قد بدأ يكرهها . . نعم لقد بدأ يكره حبيبته خلود و هو الذي

    طالما وعد عبير(و هي أم خلود المتوفاة) أن يحافظ على خلود الطفلة ذات الإحدى عشر ربيعاً ، و يبدو أن الأب قد

    نسي خلال السبع سنوات التي مضت [وعده و حُبه] منذ وفاة عبير ، و زاد نسيانه في العام الأخير، لاشتغاله

    بزوجته الجميلة ، و هاهي خلود ستُـتم الثامنة عشر من عمرها .


    كانت خلود تحلم بيوم عائلي جميل ، و بحضن أبٍ دافئ ،أو بكلمة طيبة من زوجة أبيها التي طالما تمنت خلود أن

    تعوضها عن والدتها المفقودة ، أو معاملة حسنة ، أو حتى بجو هادئ و مُهيأ للمذاكرة و لا سيما و أنها في الصف

    الثالث الثانوي بالقسم العلمي ، و هي قد وعدت والدتها بأن تجتهد و تحصل على الامتياز الذي يمكنها لدخول كلية

    الطب ، لكن سارة لها بالمرصاد فكانت تتعمد أن تجعل أيام الاختبارات وقتاً لتُقيم السهرات و الحفلات في القصر و

    تدعوا جميع صاحباتها للمجيء ، كل ذلك كي تمنع خلود من التركيز على دروسها و لتمنع تمكنها من المذاكرة و

    الاستيعاب ، و لم تكتفي تلك الماكرة بذلك فحسب بل قامت بالطلب من صديقاتها من اصطحاب بناتهن و أطفالهن

    ليقوموا بتعطيل خلود عن الاستعداد للاختبار .


    كانت فترة الاختبارات أسبوعين ، و كان الأسبوع الأول بالنسبة لخلود أسبوع نحس فلم تخرج من اختبار إلا و

    الدموع تنهمر على وجنتيها الحمراوين ، و قلبها يحترق و هي ترى أن وعدها لأمها على وشك أن يطير هباء ،

    وهي ترى أن لا أمل لها - بهذه العلامات - بالدخول في كلية الطب ، بل هي ترى أنه لا يمكنها الدخول في أي

    جامعة حكومية - لو بقيت علاماتها على هذا الحال- ، ولا عجب من ذلك لأن والدها لا يدفع لها أي مبلغ من المال

    بل هو يتحسر على كل ريال يدفعه لها فكيف أن يدخلها جامعة بعشرات الآلاف من الريالات ؟ ؟

    فقد ولى زمن المال و الدلال بالنسبة لخلود وحتى الحنان لم تعد تستمده من والدها - ذو القلب الذي مُسِحَ منه ما

    يسمى بخلود- و كذا الحب و الحنان و حتى الإنسانية . .


    لم يكن أمام خلود إلا اللجوء إلى زوجة أبيها كي تساعدها في أخذ مال من زوجها يكفي لدخول أي جامعة ،

    حيث تقول له إن هذا المبلغ ثمن فستان سهرة أعجبها ، و لكن سارة لم تفعل ذلك . .

    و هي تعلم أن الأب لن يفكر في أن يتوسط لخلود في أي جامعة .


    خلود رأت أنها في مأزق حقيقي فشكت حالها لزميلة لها في المدرسة تُدعى مي فهمست لخلود بصوت خبيث و

    هي تقول : حبيبتي خلود . . دعكِ من والدكِ الآن ، فلقد مررت بهذه المرحلة و ذهبت لطبيبة قريبة لي و شكيت لها

    الحال ، فصرفت لي دواء عجيب ، عندما تناولته أصبحت أُذاكر دروسي بشكل أفضل و نجحت بنسبة ممتازة . .

    كانت خلود المسكينة تنصت لها بكل اهتمام ثم قالت بكل براءة : وهل له أي خطورة ؟ فردّت الخبيثة بسرعة : لا ..

    على الإطلاق فقالت لها خلود : هل تستطيعين أن تحضري لي علبة من هذا الدواء لأستعملها أثناء فترة الأسبوع

    القادم ؟ فحركت مي رأسها لتشير إلى موافقتها على هذا الطلب ، و من هنا تبدأ المأساة الحقيقية ، في البداية

    كان لهذا الدواء تأثيره الفعّال على مستوى خلود فنجحت و تخرجت بعد أن وافقت مديرة المدرسة على أن تُعاد

    لخلود اختبارات الأسبوع الأول بعذر أنها كانت تمر بأزمة نفسية و أحضرت ورقة من دكتور في المستشفى القريب

    من قصر والدها - و بعد اجتياز خلود لتلك المواد - . . .


    فاحتفظت خلود بعلبة الدواء تحت وسادتها ، و رمت بجسدها النحيل على سريرها و نامت لمدة عشر ساعات

    متواصلة .


    و عندما استيقظت في المساء أحست بصداع غريب و شديد في رأسها ، فاتصلت هاتفياً بزميلتها لتخبرها بما

    أحست به بعد تناولها الدواء بساعات عشر، فأخبرتها أن جسمها يحتاج للدواء دائماً، لكن خلود لم تستوعب أنها

    قد أصبحت أسيرة سجينة لهذا السم القاتل حيث أن البيئة التي عاشت فيها خلود تكاد تخلو من التوعية . .

    وبعد عدة أسابيع حدثت مشكلة في ذلك القصر الذي يكاد لا يخلو من الصرخات و الآهات التي تنطلق من أعماق

    روح خلود ، حيث أن المشكلة هذه المرة قد تخطت كل حدود الصبر و استنفذت كل طاقة للتحمل حيث قامت سارة

    بالطعن في شرف خلود و اتهمتها بالتسكع في الشوارع مع الشباب و محادثتهم عبر الهاتف و ما يعرف بـ

    (الماسنجر) زوراً و بهتاناً ، عند هذا الحد لم تقدر خلود التحمل أو حتى الصبر ، و لا سيما في أن سارة - الحقيرة -

    قامت بتهديد خلود بأن تخبر والدها بهذا ( و لا أعتقد أن هناك حاجة لشرح قدرة المرأة على الإقناع بشيء لها

    مصلحة فيه ، و مكرها و حيلها و دموع التماسيح الذي تملك منها الكثير) . . .


    و هنا و عندما فقدت خلود عقلها ، أخذت تجري بسرعة إلى دارها و الدموع تنسكب من عينيها لتكمل مشوارها

    على و جنتيها التي طالما استقبلت الدموع الحارة ، و قلبها به نار يستحيل على أي شيء في الكون من إطفائها

    إلا شيء واحد ، كانت خلود تفكر فيــه و هاهي تستعد لتنفيذه ، فأخذت خلود بجنون علبة الدواء و أخرجت حباته

    اللعينة ولم تهدأ إلا بعد أن تناولت حبات خمسة منه ولم يطول بها الوقت حتى دخلت في غيبوبة فنقلها السائق إلى

    المشفى - لأن الأب كان مشغولاً في شركته و زوجته بالذهاب لحفلات الزفاف - ولم يكن في المنزل غير الخدم الذين

    تكلفوا بنقلها إلى المشفى .


    بعد أن أُدخِلت لقسم الطوارئ في أفخم مشفى في المنطقة ، قام الطبيب المشرف على قسم الطوارئ بعمل فحص

    كامل لخلود ، ليعرف ما سبب الغيبوبة ، فاكتشف ما لم كان في حساب الأب و زوجته ، لقد أُكتُشِف أن في دم

    خلود نسبة كبيرة جداً من المخدرات ، ولم تكن تلك النسبة بالبسيطة و لم يكن جسد خلود النحيل قادراً على تحمل

    جرعة كبيرة كهذه ، و في مكان ما من المشفى كان التحقيق قائماً مع السائق لأنه هو من أوصلها إلى المشفى

    كما كانت الخادمة تُسأل عما حدث للفتاة قبل احضارها للمشفى ، فلم يستطيع المحقق أن يعرف ما هو مفيد منهم

    فسألهم عن اسم ولي أمرها أو كفيلهم فأعطوه أسمه و أرقام هواتفه ، فبلّغه الطبيب بما حدث و طلب منه الحضور

    للمشفى على وجه السرعة ، عندما حضر الأب إلى المشفى أخبره الطبيب المشرف على حاله خلود عن وضعها ،

    كما قال له إن وضعها خطر و هم يحاولون أن يسحبوا المخدر من دمها لكن هذه العملية بحاجة لوقت ليس بالقصير

    ، قال الأب بغضب شديد أخرجوها من المشفى حالاً و سأضع لها طبيبة و ممرضة في منزلي ، لكن الطبيب حاول

    عبثاً أن يبين له مدى خطورة هذا الشيء على حياة خلود ، لكن الأب لم ينصت ، بل توجه إلى الجناح الذي فيه خلود

    و هو يسرع في خطواته خائف أن يراه أحد من معارفه في هذا المكان و تكون له فضيحة كبيرة ، و كان مستعد

    لضرب خلود حتى يجعلها تنهار ، كما كان طوال الطريق يسب و يشتم في ابنته خلود و في اليوم الذي ولدت فيه و

    في الساعة التي تزوج فيه أمها التي طالما أحبها - سابقاً - ، وبعد ذلك بدقائق وصل إلى الغرفة المطلوبة فقام

    بالدخول المُفاجئ ليُدخِل الرعب في قلب ابنته التي يراها - بعد كلام زوجته - عدوه له ، فرآها مستلقية على السرير

    و حالتها يرثى لها و الأجهزة تُحيط بها من كل حدب و صوب و أُنبوبة الأكسجين مُتصلة بأنفها و أكياس المغذيات

    تتلاحق الواحدة تلو الأخرى لتدخل جسمها عن طريق الحقن و الدم يخرج من جسمها و يُستبدل بدم جديد لإنقاذ

    حياتها كان المشهد مريب جداً ، بل كان بمثابة صفعة قوية أفاقت الأب من غفلته لطويلة ، صفعة أعادت للأب رُشده

    و عقله الذي شغله بأمور ألهته حتى عن حبيبته الصغيرة ، تزاحمت الأفكار في عقل الأب ، و تساقطت دموع الندم

    من عينة بغزارة كالمطر حتى بللت لحيته الكثيفة ، و خانه لسانه فلم يستطع التعبير ، لكنه فعل يجب عليه أن يفعله

    من فترة طويلة ، لقد قبّـل جبين طفلته خلود و قام باحتضانها و أخذ يُقبلُها و هو يبكي و يعتذر منها عن كل ما بدر

    منه فيما مضى من الوقت ، كان ينتظر منها سماحاً - لكنها اكتفت بالنظر إليه ودموعها تملأ عينيها فلم تكن

    تستطيع الكلام - و عدها بأن يعوضها عن كل دقيقة أمضاها و هو بعيد عنها . . لكن حبل أفكاره أنقطع عندما

    سمع صوتاً مخيفاً صادراً من الأجهزة لمحيطة بحبيبته الغالية و وفد من الأطباء جاءوا مسرعين إلى غرفتها

    يحاولون إنعاش قلبها الذي توقف عن النبض عن طريق صدمات كهربائية لكن القَدَر كان أقوى من كل شيء .


    لقد شاء الله أن تتوفى خلود في نفس التاريخ الذي ماتت فيه أمها الحنون حيث توفيت في تاريخ 14/6 فخيّم

    الحزن على قلب الأب الذي لم يحفظ الأمانة و لم يرعى حق ابنته و لم يحافظ على وعدة لزوجته التي ماتت في ليلة

    يصبح فيها القمر بدرا في منتصف السنة الهجرية ، و تبعتها أبنتها بعد سبع من السنوات .

    فبقىَّ البدر من ذلك الشهر يُذكِر - أبي خلود- بأعز شخصين عرفهما قلبه الحزين .


    بعد ذلك بفترة من الزمن قرر الأب أن يقرأ مذكرات خلود فقرأ في مذكرات العام الماضي ليوم الأربعاء بتاريخ 14/

    6ما جعله يعلم أن ذلك اليوم كان مهماً جداً بالنسبة لخلود ، كيف لا و هو نفس اليوم الذي توفيت فيه أمها الحبيبة ،

    بل هو اليوم الذي غادرها فيه دفئ حضنها الحنون و نظرتها المليئة بالمحبة بل العشق لفتاتها الوحيدة ، ولم

    تستطيع عبير بأن تنجب بعد خلود أي مولود ، لأنها أُصيبت بمرض منعها من الإنجاب ، فكانت خلود هي بنتها

    الوحيدة و حبيبتها الشقية التي تملأ القصر كله سعادة و بهجة و تملأه بالفرح و السرور ، وكان حب الأب لخلود قد

    تجاوز كل الحدود . كل ذلك تغير بعد وفاة عبير ببضع من السنين ..الذي كان بتاريخ 14/6 و كان هذا اليوم هو

    آخر يوم سعيد في حياة خلود التي لم تعلم ماذا يخبئ لها القدر .



    لكن الأب أضاف لمذكرات خلود الراحلة (و إن هذا اليوم يصادف وفاتي . . . أنا خلود . .كما صادف وفاة قلب والدي

    قبل سنين طويلة . . . فهذا هو قدري الذي لم أعلم به . .) أيقن الأب بأن أمواله لن تعيد له خــلود ثم احـتضن صورة

    لخلود كانت على الحائط . . ثم أخفض رأسه و عيناه قد ملأتهما الدموع . .

    فحب قلب الأب قد أٌطفِأ نوره و أغلق أبوابه بعد رحيل خلود و عبير . . .


    تمت بحمد الله و فضله rolleyes وش رايكم ؟ ؟ ؟
    0


  2. ...

  3. #2

    رد : الحــــــــ الضائع ــــــــب [ قصة ] :(

    اذا كنت انت من الفها فماشالله smile لديك القدرة على الكتابة وكم هو شرف لنا بأن تفرحنا بقصصك الرائعة ^^

    تحياتي:
    المجهوله
    0

  4. #3

    رد : الحــــــــ الضائع ــــــــب [ قصة ] :(

    حلوه كتير كتير كتيرررررررررررررررر وبتحزن
    وميرسي للي كتبا وانشاله تستمر وتمتعنا بهيكي مشاركات حلوه
    0

  5. #4

    رد : الحــــــــ الضائع ــــــــب [ قصة ] :(

    رائعة جداً
    ثانكس
    0

  6. #5

    رد : الحــــــــ الضائع ــــــــب [ قصة ] :(

    يسلموووووووو
    الموضوع والقصة روعه
    تقبلوا تحياتي
    Christian
    0

  7. #6

    رد : الحــــــــ الضائع ــــــــب [ قصة ] :(

    قصة حلوووووووووووووووة وااااااايد gooood

    cry بس ليش حزينة cry

    بانتظار المزيد من إبداعتك asian
    0

  8. #7
    0

  9. #8
    هااااااااااااااااااااي


    حبيت اشكر اشد الشكر للاخت الصديقه الهام المشاعر
    على قصته اللي حقيقه حقيقه رهيبه

    وزيدينا من الي القصص الحلوه كذا


    تحياتي للجميع
    ثلوج الشتاء............................................ .................... redface undefinedundefined
    0

  10. #9
    السلام عليك يا ثلوج الشتاء
    مشكورة انت كثير على ردك الجميل و كلماتك الأجمل
    إن شاء الله راح أنزل قصة قريب بس انت
    آمري و انا انفذ ..
    صديقتك : إلهام المشاعر
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ثلوج الشتاء
    هااااااااااااااااااااي


    حبيت اشكر اشد الشكر للاخت الصديقه الهام المشاعر
    على قصته اللي حقيقه حقيقه رهيبه

    وزيدينا من الي القصص الحلوه كذا


    تحياتي للجميع
    ثلوج الشتاء............................................ .................... redface undefinedundefined
    0

  11. #10
    0

  12. #11
    العفوووووو

    و شكرا على الردود

    و التشجيع

    تقبلوا مني خالص التحايا و الاحترام
    0

  13. #12
    شكرا على الموضوع
    وننتظر المزيد منك
    sigpic5824_1
    .:
    "(
    لا تقف كثيراً عند أخطاء ماضيك لأنها ستُحَوِل حاضِرك جحيماً )":.
    myanimelist - goodreads - formspring
    0

  14. #13
    الأسطورة

    العفو ،،

    إن شاء الله قريبا ..

    أنزل خاطرة بالمنتدى ^_^
    0

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter