أعضاء مكسات الأعزاء اليكم هذه القصة التي ألفتها واتمنى أن تنال إعجابكم
كان قلبي الجريح الباكي يهدر الدموع . كان صديقي المخلص ميتاً على ركبتي ، كنت أتألم من الأعماق إلا إن صوراً من الذاكرة أعادت لي الشجاعة التي نسيتها بين عواصف الألم ... تلك الصور التي ظلت تغني لي موسيقى الشجاعة المنسية ، هتفت لي بكل ما تملك من قوى وكل ما تعرف من أمل كان قد يعيد لي الشجاعة ... نجحت صور ذاكرتي ... أعادتني إلى وعيي و أرجعت إلي شهيق الشجاعة وزفيرها ...
خلف تلال اسكتلند وبين سهولها الخضراء، حيث رفع علم مملكة روز بد وبني قصر الملك نيكولاس، ركض أليكس ابن الحاكم إلى الحكيم لينيوس فقال : أيها الحكيم.... أيها الحكيم.
لينيوس : ما بك يا بني ؟ لماذا تصرخ؟
أليكس: لقد ... لقد نجحت..
لينيوس: نجحت؟ نجحت بماذا ؟
أليكس: لقد نجحت بخلط عنصر القصدير مع عنصر النحاس.... يا فرحتي...
لينيوس: أحسنت يا بني ...أرى أنك قطعت شوطاً كبيراً في الكيمياء ... بإضافة أنك درست علوم الأحياء والرياضيات وحتى الفيزياء ...
أليكس : ما هدفك من هذا الكلام ؟
لينيوس : علمٌ جديد...
أليكس : علمٌ جديد ؟! ما هو ذالك العلم؟؟
لينيوس : الحب للحياة ...
أليكس: الحب للحياة؟ ما هذا العلم الغريب الذي تريدني أن آخذه ؟ إن تعابير وجهك تدل على أنك ستوقعني وتوقع نفسك في المشاكل أليس كذلك؟
لينيوس: بني ، عليك أن تؤمن بما تقتنع به وعليك أن تعلم أن لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة ...
أليكس : هذه الكلمات أشبه بكلمات وداع ...أتظن بأنني لا أفهم ما تعنيه ؟ أو تظن بأنني لا أدري مع أي بيئةٍ أتعايش ؟ إنه أبي أليس كذلك ؟ الحاكم الصارم ... العجوز الظالم ... الإنسان المتعجرف ... أنا أعي بأن هنالك أمرٌ ما سيؤدي بي وبك إلى الهاوية
لينيوس : لا تقل هذا يا بني لماذا تظن أن أباك كما قلت عنه .. ألأنه جاهل ؟ أم لأنه لم ينجح في خلط العناصر كما فعلت أنت ..
أليكس: لماذا ؟ لماذا يجب علينا الصمت والنسيان ؟ لماذا يحضر علينا الإفصاح عما نشعر به .. أي شريعةٍ للحياة تقول ذلك؟ ألا تذكر ما فعله أبي بتجار المدينة ، أنسيت بأن التاجر مارك كان صاحب حق ، وانظر ما فعل به جلده مدّعياً أنه خرق القانون
لينيوس : بني لقد كتب القانون قبل مولدك وتعهد الملك أن لا يخرق القانون أبداً ..
أليكس : لا لن يكون... من كتب ذلك القانون الغبي ؟
لينيوس : إن الشعب هو كتب القانون بنفسه وكان ذلك قراراً حكيماً من الملك أن يجعل القانون بيد الشعب ، ولا تنسى أن أباك تعهد على عدم خرق القانون مهما حدث
أليكس : ليكن كما يريد ، لقد كبر بالعمر ... ما هو العلم الجديد ؟
لينيوس: بني أليكس خذ هذا الكتاب ..
أليكس : "رحلة العمر درب الحب للحياة " ما هذا الكتاب ؟؟
لينيوس : إنه كتابٌ سيفيدك فرحلة العمر فقد حانت يا ولدي ...
أليكس : ما الذي تقوله ... ولماذا تتحدث برموز الأساطير ؟؟
لينيوس: امض يا بني امض مع رحلة العمر ( يذرف لينيوس الدموع حاضناً اليكس ) اذهب يا بني فأبوك بانتظارك امض...
أليكس : ولكن...
لينيوس : اذهب هيا امض الى القلعة
يخرج أليكس من غرفة لينيوس متجهاً إلى قاعة الحكم ، أليكس : لا بد من أن هنالك أمراً ما يحصل من غير علمي سأذهب لأبي.
وصل أليكس إلى قاعة الغداء وقبل الدخول قال في نفسه : سأخفي هذا الكتاب في غرفتي . وبعدما أخفاه ذهب إلى القاعة ثانيةً ودخل
أليكس : السلام على الملك أبي العزيز
الحاكم : أهلاُ ببني الأمير أليكس ، إجلس و تناول طعامك قبل أن يبرد
أليكس : أبي العزيز ، قال لي الحكيم لينيوس بأنك تريد مقابلتي لأمرٍ عاجل
الحاكم : نعم لقد أردتك بأمرٍ سيحدد مصيرك إن كنت أميراً جديراً بذلك أم لا
أليكس : يحدد مصيري .. هي مبارزةٌ مثل العادة أو ربما صيد لن أشارك يا أبي
الحاكم : لا بل إنه شيءٌ أخطر من ذلك بكثير
أليكس : ابي أخبرني وبدون مقدمات من فضلك ..
الحاكم : " رحلة العمر"
أليكس : ما تلك الرحلة التي ترددونها منذ الصباح؟
الحاكم : إذن سمعت بها ، سأخبرك إنها رحلة تمضي بها من باب القصر هذا لتسير وتجوب الشوارع... تعبر البحار والأنهار تتسلق الجبال والتلال إلى أن تصل إلى وادي الجميلات السبع وتجيب على السؤال المصيري
أليكس : ما هذا الهراء ؟ أ هي لعبةٌ أم ماذا ؟ وتريدني أن أحل ألغازاً أيضاً هه ...
الحاكم : لا تستهن بالأمر إنها رحلةٌ خاضها جميع الأمراء ولم ينجو حتى الآن واحدٌ منهم
أليكس : أ أنت جاد ٌ فيما تقول ؟
الحاكم : كل الجد
أليكس : تقول بأن جميع الأمراء خاضوها أخضتها أنت ؟؟
الحاكم : أنا عينت تعييناً من قبل ملكة انكلترا
أليكس : ومتى هي هذه الرحلة ؟
الحاكم : فجر الغد، وضّب أمتعتك واستعد لها ...
ومع هبوب نسمة الفجر وعبق الندى يزيدها روعةً و خفة ، حمل الأمير أمتعته و ودّع من في القصر وبدأ رحلته رحلة العمر.
لم ينسى أليكس أن يأخذ كتاب الحكيم لينيوس الذي لأجل قراءته سهر الليل بطوله ... أول محطةٍ كانت للأمير مقهى المدينة . دخل أليكس المقهى ورنّ جرس النادل فطلب الحليب والبيض للإفطار ... وبعد أن انتهى دفع ثمن ما أكل
أليكس : تفضل يا سيد كان طعامك لذيذاً
النادل : شكراً يا سيدي. يبدو أنك لست من المدينة أليس كذلك ؟
أليكس : بصراحة أنا الأمير أليكساندر
النادل : ابن الحاكم نيكولاس ؟
أليكس : هو بعينه
النادل : يال فرحة أبي عندما يعرف بأن الأمير أليكس أتى ليأكل في مطعمنا تفضل يا سيدي ، استرح سأنادي أبي ...
أليكس : لا داعي لذلك لقد تأخرت عليّ أن أذهب
النادل : إلى أين ؟
أليكس : لأحدد مصيري فأنا في رحلة العمر
النادل : رحلة العمر ، يالك من مسكينٍِِِِِِِِِ أيها الأمير، لم ينجو أحد قبل من هذه الرحلة الغريبة
أليكس : كيف عرفت ؟؟
النادل : لا أريد أن أهبّط من عزيمتك،لكنني قابلت الكثيرمن الأمراء وعندما سألت عنهم قالوا لي لقد رحلوا مع رحلة العمر ولم يعد أحدٌ بعد
أليكس : أتمنى أن أكون أول من يعود منهم
النادل : وأنا أتمنى لك الحظ، كل الحظ
أليكس : هل لي أن أسألك خدمة ؟
النادل : تفضل يا سيدي
أليكس : يقول كتاب " رحلة العمر" بأن المعاملة الحسنة أساس الصداقة ...
النادل : هذا صحيح فلقد كنت طيب المعاملة معي ويبدو أننا سنصبح أصدقاء
أليكس : و يقول أيضاً بأن الصديق وقت الضيق ، وإذا وجدت رفيقاً لك في هذه الرحلة فإنك حققت أول شروط النجاح ... فهل تقبل أن ترافقني على السراء والضراء ؟
النادل : لي الشرف ولكن ...
أليكس : ولكن ماذا ... تريد أن تقول نحن لم نتعرف على بعض بشكلٍ جيد أ ليس كذلك ؟
النادل : نعم يا أليكس هذا ما كنت أريد قوله ، فأرجوك لا تتسرع ..
أليكس : لي في الناس نظرة ، أعرف الطيب من الشرير ، القنوع من الجشع ، اللص من الأمين ... ليس مهماً من هو ، ولا حتى أين يعيش أو كيف يسترزق ... المهم داخله ... الانسان في جوهره وليس في مظهره
النادل : سيدي .. أنت لم تحاورني كفاية حتى تعرف جوهري وما في داخلي ..
أليكس : لقد قلت لك لي نظرةٌ في الناس
النادل : يا عزيزي أليكس ، أي نظرةِ تلك تجعلك تعرف الناس ..
أليكس : يا عزيزي ، درست العلم النفس وقلّبت صفحاته ... فأرجوك إن كنت رافض للفكرة .. قل لي
النادل : أليكس يا صديقي كنت أنتظر هذه الفرصة وأبحث عنها .. فكيف لي أن أرفضها وها هي قد جاءت على أقدامها أنا معك يا صديق في سراء والضراء ... معك يا صديق ... معاً طول الطريق معاً طول الحياة ..
أليكس : نعم فهيّا بنا ...
النادل : أوضب أغراضي وأودع والدي ... هنالك شيءٌ نسيته اسمي ريكي
أليكس : هيا يا .. ريكي
وبعد أن امتدت روح الصديقين بالعزيمة و الأمل انطلقا متجهين إلى ميناء المدينة ...... في أثناء سيرهما سمعا صوت تاجرين ضخما الجثة يتشاجران ..
أليكس : ما بهم، لماذا هذا الشجار ؟
ريكي : لا شأن لنا يا أليكس ، يبدو الغضب مشتعلاً في عيونهم ، هيا فلنذهب ...
أليكس : لن أذهب قبل حل المشكلة ...
ريكي : ماذا ؟؟!
تقدم أليكس ...
ريكي : يا حبيبي بدأت المشاكل ...
أليكس : ماذا هنالك يا سادة ؟
التاجر الأول : ومن أنت حتى تسأل هذا السؤال ؟
أليكس : أنا من شرطة البلدة أتيت للحكم بينكما ..
التاجر الثاني : جاء الفرج ... اسمع أيها الشرطي ، أنا اشتريت من هذا التاجر بضاعة ، واتفقت وإياه أن ادفع ثمنها بعد شهرين ، وها هو وبعد أن قضيت المدة يطالبني
أليكس : وعليك بالدفع
التاجر الأول : نعم ولكن أعمالي تعطلت بسبب عدم توفر المال لدي ولو أنه دفع لي منذ البداية دون أن يكتب لي وصل بيع لكانت مصالحي سارت ..
أليكس : ما المشكلة؟ على التاجر أن يدفع لك مالك ...
التاجر الثاني : دفعت ولكنه يريد مني تعويض المدة التي توقفت فيها مصالحه .. فهل يجوز ذلك ؟
أليكس : لا طبعاً ، لو أنك بعت وصل البيع لما خسرت ما خسرته ..
التاجر الأول : لم يشتره أحدٌ مني ... لو أن هنالك بيتاً للمال عام كالذي بانجلترا لكانت حلت مشكلتي
أليكس : معك حق ، ولكن لن تأخذ من هذا التاجر سوى ما كتب في وصل البيع
التاجر الثاني : أشكرك يا بني ...
عاد أليكس إلى صديقه ريكي ..
ريكي : أنت رائعٌ يا أليكس ..
أليكس : وما الروعة في ذلك ؟
ريكي : أنت رائعٌ لأنك فعلت أشياء كثيرة، جمعت بين شجاعتك وذكاءك فتقدمت دون خوف لحل القضية مع علمك أنهم تجارٌ يمكن أن يؤذوك و حللت القضية بذكاءك يا أليكس، أنت مذهل !
أليكس : هه هه هه ، عليك أن تعلم يا صاح أن ما فعلته وما حللته كان من ثمرات ما تعلمته على يد استاذي
ريكي : العلم نور
أليكس : ذكرني يا صاح أن أقيم دار المال العام عند عودتنا
ريكي : حسناً
أليكس : انظر هناك ها هو الميناء علينا الحجز على متن سفينةٍ متجهةٍ إلى ايرلندا لنصل إلى وادي الجميلات السبع
ريكي : ها هو رئيس الميناء فلنذهب إليه
أليكس : مرحباً يا سيد
الرئيس : أهلاً إلى أين تسافران ؟
أليكس : إلى ايرلندا ..
الرئيس : ايرلندا إذن ، ما سبب أ هي زيارة أم إقامة ؟
أليكس : بصراحة أنا أخوض تجربة .. رحلة العمر
الرئيس : يا إلهي لا بد أنك ..
أليكس : نعم الأمير أليكساندر . إليك ثمن التذكار
الرئيس : ها هو رقم السفينة وها هي مفاتيح الغرفة التي ستقيمان بها أثناء رحلتكما بالتوفيق
أليكس : شكراً لك يا سيد ... هي بنا ريكي ..
ريكي : هيا ...
أليكس : إبحث عن السفينة رقم أربعة
ريكي : أين؟ .. أين؟ .. هناك هاهي هي هناك فلنذهب
أليكس : هيا بنا
صعد الصديقان على متن السفينة ...
يتبع ....
المفضلات