السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد أن كاد يغرق في بحر أسود مظلم ، كل قطرة منه تشده نحو قاعه السحيق
بعد أن أدمن المخدرات وترك الصلوات فأزدادت السيئات في حين قلت لديه الحسنات
وفي حين يأس الناس منه أن يتوب ،، كان قلبه متعلقا برحمة مرسلة من الرحمن تنجيه من الغرق المحتوم
وحين ودعت الشمس وأعلنت نهاية نهار ذالك اليوم
وأنتصف البدر منيرا ظلمة الليل ولمعت النجوم من حوله ،،و نزل رب العباد في أخر ثلث من ذاك الليل
رفع الرجل يده إلى السماء وناجى الله بقلب صادق :
يا رب ،، يا رب ،، إلى متى ..؟
إلى متى ستتركني غارق في المعاصي تفتك بجسدي الأوساخ والذنوب
إهدني ربي ،، إهدني ربي
حين يملأ الظلام كل ماحولنا فنتخبط فيه يمنة ويسرة ،، لا ندري أين نسير ومن أين هو الطريق
لا ندري متى تزل القدم في حفرة تعترض المسير
حين يضيق علينا ذاك الطريق
بعد أن كان يغيرينا من بعيد أنه وسيع كما يسحرنا القمر بضوءه الفضي لكن حقيقته أنه سارق يسرق ضوء الشمس
و يغدر بنا بعد أن يخدعنا ونضع أقدامنا فيه ،، فيلتف ظلامه الحالك حول أعناقنا كثعبان أسود كبير
في ذاك الموقف العصيب
الظلام بك محيط وهناك من يلتف عليك يقطع عنك النفس ويجعلك تعيش في حزن كئيب
هل جربت يوما أن ترفع يداك للعلي القدير ،، وتسأله بقلب مخلص صادق أن ينجيك من هذا المصير
هل ناديته ردا على نداءه
(هل من سائل يعطى هل من داع يستجاب له هل من مستغفر يغفر له)
هل رددت عليه وقلت : أيا رب أسألك الهداية والنجاة ..؟
لا تقل أبدا أنا عاصٍ وكلي سيئات وذنوب
كيف أتوب فما على الله شيء عسير
ولا تقل وهل يغفر لي وأنا عبد أغرقتني المعاصي
بل أرفع يديك فنداءه عام للجميع وليس فيه خصوص
لا تظن أبدا أنه سيخذلك ويطردك من عند بابه
فهو قد نزل يريد الخير لك وإن دعوته بقلب خالص فسيجيبك إن شاء الله
هناك من لم يسر في ذاك الطريق الغدار
وهناك من يتردد عليه فيدخله تارة ويخرج منه تارة أخرى
مهما كان الحال ، المهم هو ..
ألا تتوقف
بل ابقى مستمرا على النداء بصوت يخرج من القلب قبل اللسان
.::اللهم أهدني للطريق المستقيم ::.
فأكبر خطأ أن توقف الدعاء وتقول اكتفيت فأنا في آمان
فروحك مازالت تحتاج للمزيد والمزيد وماتزال هناك نفس تأمر بالسؤ
والرحمن الرحيم ينزل ليقترب منك فكن في شوق دائم لذاك القرب وذاك النعيم
فاسأله الثبات والخير العظيم
إخوتي
لنطلب الهداية دائما وأبدا من ربنا ذي الجلال
فلا أحد يدري كيف ينتهي مصيره هل لرشاد أم ضلال
وقلوبنا يقلبها الله كيفما شاء
نسأل الله أن يثبت قلوبنا على دينه
ويرزقنا الطريق الحق المستقيم والثبات عليه
لم أخبركم بنهاية قصة الرجل في الأعلى
لقد دعا الله دعاء المخلصين
فأستجاب الله له وجعله من عباده الصالحين
تحياتي
Loreena
المفضلات