بسم الله الرحمن الرحيم
خمسة عشر يوماً..
مضت .. شاهده لنا .. أو علينا !!
خمسة عشر يوماً ..
انسلت من رمضان حبيب القلوب .. شهر المغفرة ..
مضت الرحمة , وأنصفت المغفرة , وبقى العتق من النيران
الغاية الكبرى والحلم الأعظم !!
خمسة عشر..
مضت من الحبيب المنتظر .
عجبا ً ..!!!
كأننا بالأمس نستقبله .. وكأننا بالأمس نتبادل التهاني بقدومه ..
ما أسرع عجلت الأيام وما أشد انصرامها !!
إنها حقا أيام معدودات !!
ولنا مع منتصف الشهر وقفات ..
15 – 30 = 15
انقسم الناس لأصناف
قسم شد المئزر واحي الليل ورفع راية
{ رمضاني غير}
.. لم يرضى بأن يمر عليه رمضان كغيره .. لهو وتلفاز ومسلسلات وأسواق وغيبة ونميمة صدق.. فصدقه الله وسار على نهجه من سار على الدرب وصل
{وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ }
أي (والذين اهتدوا) وهم المؤمنون (زادهم) الله (هدى وآتاهم تقواهم) ألهمهم ما يتقون به النار
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتبعاه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
جعلنا الله وإياكم من أهل الفلاح
الصنف الآخر ..
خلط عمل صالح وآخر سيئا فعسى الله أن يتوب عليه .. حاول وجاهد فهو في صراع من شيطانه وفي حرب مع نفسه ..
بين صلاة التراويح أم هذا المسلسل
وبين تضيع الوقت وبين قراءة القرآن
فابشروا يا أصحاب هذه الفئة
فإن لكم بشرى فأثبتوا على دربكم وتذكروا
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }العنكبوت69
المؤمنون الذين جاهدوا النفس, والشيطان, وصبروا على الفتن والأذى في سبيل الله, سيهديهم الله سبل الخير, ويثبتهم على الصراط المستقيم, ومَن هذه صفته فهو محسن إلى نفسه وإلى غيره. وإن الله سبحانه وتعالى لمع مَن أحسن مِن خَلْقِه بالنصرة والتأييد والحفظ و الهداية.
موقف عابر
أنت تسير في الطريق وتعلم يقيناً أن هذا شهر رمضان فتسمع الغناء يعلو صوته من سيارة بجانبك فتق أن هؤلاء هم الصنف الأخير
الذين عندهم رمضان كغيره من الشهور بل حالهم معه أعجب ..
نوم بالنهار وسهر بالليل ومجاهرة بالمعاصي هدنا الله وإياهم للحق
إلى أولئك همسة في آذانهم
يقول الحبيب المصطفى رغم أنفه من أدرك رمضان ولم يغفر له .. تضيع كل عبارة أمام حديث رسول الله صلى الله لعيه وسلم فاعتبروا يا أولى الألباب
{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ }فاطر32
أي من أعطينا -بعد هلاك الأمم- القرآن مَن اخترناهم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم: فمنهم ظالم لنفسه بفعل بعض المعاصي, ومنهم مقتصد, وهو المؤدي للواجبات المجتنب للمحرمات, ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله, أي مسارع مجتهد في الأعمال الصالحة, فَرْضِها ونفلها, ذلك الإعطاء للكتاب واصطفاء هذه الأمة هو الفضل الكبير.
قال الحسن البصري : ( إن الله جعل رمضان مضمار لخلقه ؛ يتسابقون فيه بطاعته فسبق قوم ففازوا ، وتخلف آخرون فخابوا . فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون و يخسر المبطلون )
وقفة أخيرة
باقي من الوقت خمسة عشرا يوماً قد تنقص يوماً
فلننظر في أنفسنا وحالنا ونقف وقفة تأمل .. أنظر إلى مصحفك .. أين وصلت ..؟؟
أتريد أن تختم القرآن في رمضان عجل عجل فما بقى أقل ..
تفقد صلاتك وحالك قبل دخول رمضان .. هل تغير شئ أم أنت كما أنت... فكر ..!!
لا ترضى بأن يسبقك إلى الله احد أحفظ صيامك واجعل همتك جنة عرضها كعرض السماء والأرض اعتدت للمتقين..
لا تيأس يا من ضيع النصف الأول أو فرط في ساعاته فالأعمال بالخواتيم وربما تسبق بعملك ونيتك من سار على النهج القويم منذ بداية الشهر فربما تصبح
15- 30= 30 والله لا يضيع أجر من أحسن عملا
كن صاحب همة لا ترضى بغير الجنة وارفع شعارك عاليا
ً ,, همة نحو الجنة ..
المفضلات