بسم الله الرحمان الرحيم
الجمهورية التونسية
العلم
الشعار
الجمهورية التونسية دولة تقع في شمال قارة أفريقيا. يحدها من الشمال والشرق البحر الأبيض المتوسط، ومن الجنوب الشرقي الجماهيرية الليبية، ومن الغرب الجزائر. عاصمتها مدينة تونس. تبلغ مساحة الجمهورية التونسية 163,610 كم2. تمتد الصحراء على 40 % من الأراضي التونسية بينما تغطي باقي المساحة تربة خصبة محاذية للبحر. لعبت تونس أدوارا هامة في التاريخ القديم منذ عهد الفينيقيين في قرطاج ثم ما عرف باسم مقاطعة أفريقيا إبان الحكم الروماني لها وكانت تسمى مطمور روما .فتحها المسلمون في القرن السابع الميلادي وأسسوا فيها مدينة القيروان.
عصور تونس التاريخية
تونس قبل الفتح الإسلامي
كان يسكن تونس في القديم العنصر البربري الذي لا يَعرف عنه التاريخ إلاّ القليل، ويحدّثنا المؤرخون أنه كان للبربر نصيب من الحضارة لاتّصالهم بمصر الفرعونية وبلاد اليونان.
وفي القرن الثاني عشر ق.م ابتدأت تنتشر على سواحل تونس مراكز تجارية قام بتأسيسها الفينيقيّون الذين قَدِموا إليها من الشام، وهم الذين أنشأوا مدينة قرطاجنة في القرن التاسع ق.م التي ما لبثت أن أصبحت تسيطر على بقية المدن والمراكز التجارية الجديدة على طول سواحل المغرب. وتكونت في قرطاجنة في ذلك العصر أعظم دولة بحرية امتدّ نفوذها من برقة إلى المغرب الأقصى، وزاحمت الدولة اليونانية في السيادة على البحر الأبيض المتوسط. وبعد أن سيطرت قرطاجنة على السواحل بسطت سلطانها على المناطق الداخلية واستعمرتها وأجبرت البربر على دفع الضرائب والانخراط في الجيش
وفي منتصف القرن الثالث ق.م اشتدّ التنافس بين رُومة وقرطاجنة في السيطرة على حوض البحر الأبيض المتوسط، وأدّى ذلك إلى نشوب « الحروب الفينيقية الثلاثة » بين الفريقين، وقد دامت أكثر من قرن وانتهت بتدمير قرطاجنة الفينيقية سنة 143 ق.م وإقامة قرطاجنة الرومانية على أنقاضها.
وقد تركت الحضارة الفينيقية التي دامت أكثر من عشر قرون آثاراً عميقة في البلاد.
وبعد العصر الفينيقي دخلت تونس تحت سيطرة روما من سنة 146ق.م إلى سنة 430
بعد ذلك إنتهى الوجود الروماني باحتلال الوندال للبلاد لكن الخلافات الداخلية أدت إلى وقوع تونس(إفريقية) في أيدي البيزنطيين..
الفتح الإسلامي
الفتح النهائي ا تم على يد عُقبة بن نافع سنة 50هـ. وقد رأى عقبة أن أحوال إفريقية لا يمكن أن تستقر للمسلمين إلاّ إذا أنشأوا لهم مركزاً قارّاً بها ومعسكراً يخرجون منه لفتح بقية المغرب، فصرف عنايته لبناء مدينة القيروان. ومنذ اليوم الذي أصبح فيه للمسلمين عاصمة في إفريقية اهتموا بفتح بلاد المغرب فتحاً نهائياً، وصاروا يعتبرون إفريقية ولاية مستقلة الشخصية بعد أن كانت تابعة لمصر.
وقد وقف كل من الروم والبربر في وجه استيلاء العرب على إفريقية وبقية المغرب وتحالفوا لمقاومتهم. ولكن عقبة عرف كيف يقضي على هذه المقاومة في بادئ الأمر، واستطاعت جيوشه أن تستولي على البلاد إلى أن وصلت إلى المحيط الأطلسي. غير أن جيوشه انهزمت في طريق رجوعها من المغرب الأقصى أمام جيوش البربر التي كان يقودها « كسيلة ». فخرجت إفريقية من يد العرب للمرة الأولى بعد أن احتل البربر القيروان، وأقاموا دولة بربرية في جنوب إفريقية، بينما كان الروم محتفظين بشمالها، ومتحصّنين في قرطاجنة وبقية المراكز المحصَّنة. غير أن انهزام الجيوش العربية لم يمَحُ أثر العرب في إفريقية إذ بقي الكثير منهم مقيماً بالقيروان تحت حكم كسيلة، وكانت تناصرهم قبائل بربر الجنوب الذين دخلوا الإسلام منذ الغزوة الأولى.
وفي عهد عبدالملك بن مروان توجه العرب إلى القضاء على دولة الروم ودولة البربر، وكسر شوكة قبائل بربر الشمال المعتصمين في الجبال. فاستطاع زهير بن قيس البلوي القضاء على المقاومة البربرية سنة 64هـ. وجاء بعده حسّان بن النعمان إلى إفريقية سنة 76هـ، وكانت مهمته القضاء على مقاومة الروم، فتمكن من الاستيلاء على حصونهم وطردهم من عاصمتهم قرطاجنة.
ولكن إفريقية خرجت من يد العرب مرة ثانية، إذ انتظمت مقاومة البربر بزعامة امرأة منهم تلقب « بالكاهنة »، بينما جاءت النجدات إلى الروم من بيزنطة نفسها.
وعاد حسان إلى إفريقية سنة 81 هـ، وبقضائه على جيوش الكاهنة قضى على آخر مقاومة قام بها أهل البلاد، ثم اتجهت عنايته إلى الروم فاستولى على قرطاجنة بعد أن حاصرها براً وبحراً.
وكانت إدارة البلاد موكلة إلى الوالي الذي يُعيَّن من قبل الخليفة. واتخذ العرب مدينة القيروان مركزاً إدارياً، وأنشأوا بها الدواوين المختلفة، وعيّنوا العمال للإشراف على شؤون الولاية.
وبادر حسان بإنشاء ميناء جديد يحل محل قرطاجنة، فبنى مدينة تونس التي ما لبثت أن أصبحت المنفذ الذي خرج منه الجيوش لفتح صقلية وإيطاليا..
المفضلات