السلام عليكم .....
هذي هي أول مشاركة لي في المنتدى و أرجوا الدعم منكم و ردودكم ..........
[CENTER]CENTER] اليوم الدراسي الأول :[/
في تلك اللحظات ....
لم تملك ( لورا ) أي خيار سوى النظر إلى موقع قدميها للهروب من تلك الأعين التي صوبت نحوها .....
لقد كانت تشعر أن الوقت يمضي ببطء ، و أن ضربات قلبها تتسارع شيء فشيئا ، و أنها تريد الهرب من هذه العيون التي كانت ترقبها من قبل الجميع .
و لكن ........
قدماها قد تشنجتا ، و لسانها تلعثم عن الكلام ، كيف لا و هي الطالبة الجديدة في هذه الجامعة التي لا تعرف بها أي مخلوق .... لقد كان أمر مخيفا بالنسبة لها ، لدرجة أنها أرادت البكاء ....
و لكن إن بكت .... فسوف تثير الريبة أكثر فأكثر ، لذلك ، قررت أن تتمالك نفسها ، وأن تبقي بعينيها ناظرة إلى الأسفل .
لم يكن هنالك من شيء مميز يجعل الجميع ينظر إليها بهذه الطريقة ، فلقد كانت كأي فتاة في الفصل ، تمتلك وجها دائريا أبيض البشرة ، يتوسطه في الأعلى عينين واسعتين بلون العسل الصافي، و أكثر ما كان يميزهما أنها كحيلتان ، و شعر أشقر قصير ، ينتشر كالحرير على كتفها من الأمام ، حتى أنه أخفى القرط الذهبي الجميل الذي كانت ترتديه ، و الذي كان يضفي جمالا غريبا لوجهها ، و غرة منتظمة باستدارة وجهها قد غطت جبينها كاملا إلى حاجبيها، أما بالنسبة لفمها فقد كان صغيرا جدا في حجمه .
لكنها مع هذا لم تكن بذلك الجمال الأخاذ و الذي يجعل الجميع يحملق بها بهذه النظرات ، و إنما السبب يرجع إلى أنها طالبة جديدة ، فمن الطبيعي أن ينظر إليها الجميع بفضول إلى أن يعتادوا عليها بعد مرور عدة أيام ، و لكن (لورا ) لم تدرك السبب ، لأنها لم تنتقل إلى جامعة أخرى مسبقا ، لذلك شعرت بالغرابة .
استمرت ( لورا ) على هذه الحال فترة من الزمن ، إلى أن اقتربت منها الفتاة القاطنة بجانبها و قالت بصوت هامس :
- هي ............. أيتها الشقراء ............... لا تقلقي ، فلن يلتهمك أحد هنا .............
فنظرت إليها لورا و ملئ عينيها القلق ، و كأنما تعاتبها على نبرة السخرية التي أبدتها أمامها، بينما شخصت الأخرى في وجهها ، و قد أزيلت الابتسامة التي على شفتيها و قالت بتركيز :
- من الطبيعي أن ينظر إليك الجميع بهذه الطريقة....فأنت طالبة جديدة يا لورا ..... لذلك لا داعي لكل هذا القلق.......
فأجابتها بهمس و هي تنظر من حولها :
- الكلام سهل يا جيسي ..... أما بالنسبة لي فهو أمر مخيف للغاية ....
فتنهدت حيسي و قالت و هي تستند على مقعداها مكتفة يديها :
- أنت لا تتوقعين بأنهم سوف يرحبون بك بهذه السرعة ... أليس كذلك ؟؟؟؟؟
فتراجعت لورا بظهرها إلى الخلف و لم تجب ، بينما نظرت إليها جيسي بطرف عينيها و قالت :
- لا تقلقي .....سوف يعتادون على وجودك بعد أيام .....
عندها نظرت إليها لورا و قد زال القلق قليلا ، فبادرت جيسي بالابتسام ، ثم سرعان ما تحنحنت و قالت بفخر و هي تجر ياقتها :
- ألا يكفي أنني معك هنا ؟؟؟؟؟
فضحكت لورا ضحكة حالمة ، ثم قالت :
- شكرا .......... أنت حقا صديقة وفية يا جيسي .........
نعم ...... لقد كانت جيسي صديقة وفية حقا للورا ، فهي الإنسانة الوحيدة التي تستطيع الوثوق بها في هذا المكان الغريب ...... ناهيك أنهما صديقتان منذ الطفولة المبكرة ، لذلك كانت لورا تشعر بالارتياح لوجودها إلى جانبها .........
في حقيقة الأمر ..... لم ترغب لورا في التخلي عن جامعتها السابقة إطلاقا ، و إنما ما أجبرها على ذلك هو وفاة والدها منذ سنة تقريبا ، فقد اضطرت إلى ترك الجامعة بسبب ظروفها المالية المتأزمة ، فوالدتها تعمل في صيد الأسماك ، في قرية صغيرة بتايوان ، و المال الذي تقبضه لا يمكن أن يغطي تكاليف الدراسة في الجامعة ، لذلك قررت أن تترك الدراسة و تتجه إلى العمل لإعانة أمها ، و أخاها الذي كان لا يزال طالبا في المرحلة الثانوية .....
و لكن هذا كان مسبقا ، فعندما علمت جيسي بالأمر ، و أن لورا قد حاكاها فكرها بالتخلي عن الدراسة ، قررت أن تقدم يد العون ، بأن طلبت من لورا أن تنظم إلى جامعتها ( سونتانيدا ) لتكمل دراستها ، و أنها سوف تتقدم لها بطلب للعمل أيضا .
في البداية لم توافق لورا على الأمر و صممت على رأيها هي ، و لكن والدتها السيدة لوران ، أصرت على أن تقبل العرض الذي قدم لها ، فهي لا تريد أن تقف في طريق ابنتها لأجل هذا الأمر ، بل إنها تتمنى أن تحظى لورا بمستقبل جيد ، و حظ أفضل من حظها ... لذلك لم تملك لورا خيارا آخر سوى القبول ....... و ها هي الآن في جامعتها و فصلها الجديد .............
و نتوقف هنا ............................ و أرجوا أن أرى ردودكم .................
المفضلات