إخلاص النية لله
بسم الله الرحمن الرحيم
من الأحاديث التي عليها مدار الإسلام ما يروي ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل
إمرىء ما نوى ) البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي .
وفيه أمر بالإخلاص النيات في جميع الأعمال الظاهرات والخفيات لله وكان السلف
يستحبون استفتاح مصنفاتهم بهذا الحديث تنبيه على أهمية النية والإعتناء بها ،
ولعموم الحاجة إليها في جميع الأعمال .
قال إبن عباس
" إنما يحفظ الرجل على قدر نيته "
وقال غيره :
" إنما يعطون الناس على قدر نياتهم "
وقيل ان ترك العمل لأجل الناس رياء والعمل لأجلهم شرك ، وعلى المؤمن أن يبدأ
يومه بالدعاء بأن يجعل عمله خالصآ لوجهه تعالى .
ولكي تقيس مدى صدق نيتك نعرف لك الصدق في النية :
الصادق : هو الذي لا يبالي لو خرج كل قدر له في قلوب الخلق من أجل صلاح قلبه ،
ولا يحب إطلاع الناس على مثاقيل الذرمن حسن عمله - ولا يكره أن يطلع
الناس على السيء من عمله .
وقيل الإخلاص : أن تستوي أفعال العباد في الظاهر - الباطن .
وقيل الإخلاص : إفراد الحق سبحانه وتعالى في الطاعة بالقصد - وهو أن يرد بطاعته
التقرب إلى الله تعالى دون شيء آخر من تصنع المخلوق أو اكتساب محمده عند الناس
أو محبة مدح من الخلق أو معنى من المعاني سوى التقرب إلى الله تعالى .
أو - أن تكون حركته وسكونه في سره وعلانيته لله تعالى ولا يمازجه نفس ولا هوى
ولا دنيا وقيل - التوقي عن ملاحظة الخلق ومطاوعة النفس فالمخلص / لا رياء له -
ومرجع ذلك كله سلامة القلب والصادق / لا اعجاب له .
ومن علامات الإخلاص : استواء المدح أو الذم من العامة ونسيان رؤية الأعمال
في الأعمال - واقتضاء ثواب العمل في الآخرة .
فعلى طالب الفرج أن يتحرى الإخلاص في عمله لله وسيجد أبواب الفرج أمامه
قال الله تعالى ( ومن يتق الله يجعل له مخرجآ ويرزقه من حيث لا يحتسب )
ولذا من الحكمة طلب التقوى وإخلاص النية في الدعاء .
من كتاب يامغيث أغثني .
______________________________________
صمت المشاعر
المفضلات