السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بكم جميعا ,, وكل عام وانتم بخير ,,
لقد تذكرت قصة حكاها لي جدي ,, حفظه الله <<< دعواتكم له بالشفاء وطول العمر ,,
لست متأكدا من كون القصة حقيقية إلا أنها تراثية وفيها نوع من الحكمة ,, وساحكيها بأسلوبي وبأسلوب الحوار ,, والمصدر هو جدي كما أخبرتكم ,,
باختصار كلن هناك شيخ متعبد وكان ذلك في عهد المسيحية يعني قبل ظهور الإسلام ,,
وكان هذا الشيخ في أحد الأيام صائم ,, والصيام وقتها هو الامتناع عن الكلام والتعبد وذكر الله فقط ,,
المهم جاء إليه ثلاثة من الشبان وسألوه باستهزاء ,,
الأول باستهزاء : أيها العجوز لكل منا سؤال ,, وسؤالي هو بانك وأمثالك تقولون بأن هناك خالقا خلق هذا العالم ,, وتؤمنون به مع اني لم أره يوما ,, كيف تؤمنون بشئ لا ترونه ؟؟
الثاني باستهزاء ايضا : ايها العجوز أنتم تقولون بأن كل شئ قضاء وقدر ,, اذا هذا يعني بأني لو انسان سئ فليس لي ذنب إنه القضاء والقدر ,, إذا فلا أملك سوى أن اتفرج ,, ولا داعي لأن أزعج نفسي بالعبادة طالما أن القضاء والقدر لم يجعلني أفعل ذلك ,,
اما الثالث فسؤاله باستهزاء مثل البقية : أنتم تقولون بان هناك حياة بعد الموت ,, وأن هناك جنة ونار ,, والأنس والجن يعذبان في النار ,, فكيف يعذب الجن في النار وهو أصلا مخلوق من النار ,,
بعد ان انتهوا من اسئلتهم ,, اشار إليهم العجوز بيده بأنه صائم ولا يستطيع الكلام وأن يعودوا غدا ,,
فهم الشبان الإشارة ,, وعادوا إليه في اليوم التالي ,,
فإذا بالشيخ يمسك بمجموعة من الحجارة ويرميها عليهم حتى أصابتهم ,,
فغضب الشبان الثلاثة بشدة ,, وذهبوا إلى القاضي ليشتكوا عليه ,,
فأمر القاضي بإحضار الشيخ ,, فجاء الشيخ ,, وساله القاضي عن سبب رميهم بالحجارة ,,
فقال الشيخ بابتسامة : ألم تريدوا الإجابة على أسئلتكم ,, هذه هي الإجابة ,,
استغرب الشبان ولم يفهموا شيئا وظنوا بأن الشيخ يسخر منهم ,,
قال أجدهم : اتسخر منا ,, لقد طلبنا منك الإجابة على أسئلتنا ولم نطلب منك أن ترمينا بالحجارة ,,
فقال الشيخ بما معناه : انت يا من سألتني عن وجود الخالق ,, بماذا شعرت عندما رميتك بالحجر ,,
قال الشاب : لقد شعرت بالألم بسببك ,,
رد الشيخ : أريني الألم فانا لا أراه ,,
لم يستطع الشاب الرد ,,
ثم أكمل الشيخ : إننا لا نستطيع أن نرى ألمك ,, لكننا نؤمن بأنك تتألم بالرغم من ذلك ,, وذلك لأن هناك آثار للحجر على جسمك ,, كذلك الأمر ,, مخلوقات الله هي أثر وجوده ,,
ثم التفت الشيخ الشاب الثاني وقال ساخرا : وأنت سألتني عن القضاء والقدر وبأنه لا ذنب لك إن كنت إنسانا سيئا ,, إذاً فإن رميي الحجر عليك كان قضاء وقدر ,, وليس ذنبي ,, فلماذا تشتكيني للقاضي ,, اشتكي على القضاء والقدر ,, إذا كان الأمر كما تقول ,,
ثم التفت إلى الشاب الثالث : أنت سألتني كيف يعذب الجن المخلوق من النار في النار ,, ألم تلاحظ بان الحجر الذي رميتك به من الطين ,, وأنك مخلوق أصلا من الطين ,, مع ذلك فقد آلمك الحجر ,,
وهنا تنتهي حكايتي المتواضعة ,, وكما أخبرتكم هي بأسلوبي وقد تختلف الرواية من شخص لآخر ,, المهم المعنى ,,
أطيب التمنيات ,,
ولي عودة إن شاء الله للرد على ردودكم في هذا الموضوع أو المواضيع السابقة ,,
وكل عام وانتم بخير
ودعواتكم
^_^
المفضلات