أريد أن آخذ حريتي الكاملة ، سئمت هذه الحياة ، لا أريد المكوث بجواركم ولو ليوم واحد ..

هكذا خاطب الابن والدته وخرج مسرعاً إلى المطار تاركاً والدته غارقة في دموعها مع أخيه الذي يصغره بأعوام

عند وصوله ديار الغربة تلفت يمنة ويسره فلم يجد من يعرفه ولا من يرحب بقدومه

في أيامه الأولى هناك أحس بشيء من الملل والوحدة وسرعان ما ذهب بعد تعرفه على عده من الشباب من أبناء جنسه الذين كانوا

سبباً في ضياعه ودخوله السجن عدة مرات .

حتى حكم له في آخر مرة بالسجن لـ 8 سنوات ..

وبعد خروجه لم يجد أحداً من رفاقه يعينه أو يقدم له بعضاً من المال ليستطيع العودة لوطنه ، فلم يكن له خيار آخر سوى العمل فأخذ

بالبحث لكن لم يقبل به أحد .


وفي يوم وعند تواجده في أحد الأماكن وجد شاباً عرف من هيأته أنه عربي وأحس بطمأنينة له فأخذ بالتعرف عليه ، وأثناء حوار له

معه سأله عن سبب قدومه تحديداً إلى هذه المدينة

فقال له : جئت إلى هنا كما تعرف للدراسة ولكن اخترت هذه المدينة بالتحديد للبحث عن أخي الذي أتى إلى هنا للعمل كما أخبرتني

والدتي ورفاقه الذين عادوا .

فتيقن أن هذا الشاب هو أخاه الذي تركه قبل أكثر من عشر سنوات ، فتذكر شبابه الضائع وأفضل سنوات عمره التي قضاها في

السجون، فأحس بالخجل من نفسه ولم يخبر أخاه بحقيقته بل انسحب من مكانه ولم يترك أثراً خلفه سوى رسالة كتب فيها ..


( عد بعد انقضاء دراستك سريعاً إلى وطنك ووالدتك فهي بأمس الحاجة إليك ، ولا تقتلك الغربة كما قتلت أخاك من قبل )