مشاهدة النتائج 1 الى 8 من 8
  1. #1

    شرح اسماء الله الحسنى

    لا يدخل فى أسماء الله تعالى ما كان من أفعاله
    أو صفات أسمائه
    وفى ذلك مثل شديد العقاب ، وسريع العقاب ، وسريع العقاب ، وسريع الحساب ، وشديد المحال ، ورفيع الدرجات ، لأنه الشديد والسريع من صفات أفعاله ، فلا فرق فى المعنى بين قوله : إن الله شديد العقاب ، وسريع العقاب ، وشديد المحال ، وسريع الحساب ، وبين قولنا : إن عقاب الله شديد ، وعقابه سريع ، ومحاله شديد ، وحسابه سريع ودرجاته رفيعة (1) .
    الفرق بين أسماء الله وصفاته
    أسماء الله كل ما دل على ذات الله مع صفات الكمال القائمة به مثل القادر ، العليم ، الحكيم ، السميع ، البصير ، فإن هذه الأسماء دلت على ذات الله وعلى ما قام بها من العلم والحكمة والسمع والبصر أما الصفات فهى نعوت الكمال القائمة بالذات كالعلم والحكمة والسمع والبصر فالاسم دل على أمرين والصفة دلت على أمر واحد ، ويقال الاسم متضمن للصفة والصفة مستلزمة للاسم (2).
    ما هو اسم الله الأعظم
    قال الشيخ محمد أمان الجامى : استطرد الحافظ ابن حجر إلى ذكر ( الاسم الأعظم ) الذى إذا دعى به لا يرد وذكر اختلاف أهل العلم فيه منهم من أنكره مثل أبى جعفر الطبرى ، وأبى الحسن الأشعرى وجماعة بعدهما كأبى حاتم بن حبان والقاضى أبى بكر الباقلانى . فقالوا : لا يجوز تفضيل بعض الأسماء على بعض ونسب ذلك بعضهم لمالك لكراهته أن تعاد سورة أو تردد دون غيرها من السور ( لئلا يظن أن بعض القرآن أفضل من بعض ) . فيشعر ذلك باعتقاد نقصان المفضول . وحملوا ما ورد من ذلك على أن ال المراد بالأعظم العظيم ( وجعلوا اسم التفضيل على غير بابه ) ( وهو أسلوب معروف عند علماء العربية ) وأن أسماء الله كلها عظيمة .
    وقال ابن حبان : الأعظمية الواردة فى الأخبار إنما يراد بها مزيد ثواب الداعى بذلك . كما إذا أطلق ذلك فى القرآن ، المراد به مزيد ثواب القارئ وقيل : المراد بالاسم الأعظم كل اسم من أسماء الله تعالى دعا العبد به مستغرقاً بحيث لا يكون فى فكرة حالتئذ غير الله تعالى ، فإن من تأتى له ذلك استجيب له . ونُقل معنى هذا عن جعفر الصادق ، وعن الجنيد وعن غيرهما .
    وقال آخرون : استأثر الله تعالى بعلم الاسم الأعظم ، ولم يُطْلعْ عليه أحداً من خلقه وأثبته آخرون . واضطربوا فى ذلك (1) .أهـ
    ثم ذكر أربعة عشر قولاً فرأيت أن أقتصر على أحد عشر قولاً (1) .
    1) عن الاسم الأعظم ( الله ) لأنه لم يطلق على غيره سبحانه ولأنه الأصل فى الأسماء الحسنى ، ومن ثم أضيفت إليه .
    2) ( الله الرحمن الرحيم ) ولعل مستند هذا القول ما أخرجه ابن ماجة عان عائشة رضى الله عنها ( أنها سألت النبى  أن يعلمها الاسم الأعظم فلم يفعل ، فصلت ودعت ( اللهم إنى أدعوك الله ، وأدعوك الرحمن وأدعوك الرحيم بأسمائك الحسنى كلها ما علمت منها وما لم أعلم ) الحديث . وفيه أنه  قال لها : إنه فى الأسماء التى دعوت بها ، قال الحافظ ابن حجر سنده ضعيف . وفى الاستدلال به نظر لا يخفى (2) . أهـ
    ولعل ذلك النظر الذى أشار إليه الحافظ رحمه الله : أن عائشة إنما دعت بالله والرحمن والرحيم وجميع الأسماء الحسنى ما علمت منه وما لم أعلم . فالاستدلال بالحديث على بعض ما دعت به دون بقية الأسماء وارد . والله أعلم .
    3) ( الرحمن الرحيم ، الحى القيوم ) لما أخرج الترمذى من حديث أسماء بنت يزيد أن النبى قال : اسم الله الأعظم فى هاتين الآيتين ( وإلهكم إله واحد لا إله هو الرحمن الرحيم) ( وفاتحة سورة آل عمران ) ( الله لا إله إلا هو الحى القيوم ). أخرجه أصحاب السنن إلا النسائى وحسنه الترمذى بل قد ( صححه ) وفيه نظر لأنه من رواية شهر بن حوشب .
    4) ( الحى القيوم ) اخرجه ابن ماجه من حديث أبى أمامة : ( إن الاسم الأعظم فى ثلاث سور : البقرة ، وآل عمران ، وطه ) قال القاسم الراوى عن أبى أمامة : التسمت منها فعرفت أنه ( الحى القيوم ) وقواه الفخر الرازى واحتج بأنهما يدلان على صفة العظمة بالربوبية ما لا يدل على ذلك غيرهما كدلالتهما .
    5) ( الحنان ن المنان ، بديع السماوات والأرض ، ذو الجلال والإكرام الحى القيوم ) ورد ذلك مجموعاً فى حديث أنس عند أحمد والحاكم ، وأصله عند أبى داود والنسائى وصححه ابن حبان .
    6) ( ذو الجلال والإكرام ) أخرجه الترمذى من حديث معاذ بن جبل قال : سمعت النبى  رجلا يقول : ( يا ذا الجلال والإكرام ) فقال ( قد استجيب لك فسل ) واحتج له الفخر الرازى بأنه يشمل جميع الصفات المعتبرة فى الإلهية ، لأن فى الجلال وإشارة إلى جميع السلوب . وفى الإكرام إشارة إلى جميع الإضافات .
    7) ( الله لا إله إلا هو الأحد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحداً ) (1) . أخرجه أبو داود والترمذى ، وابن ماجه وابن حبان والحاكم ، من حديث بريدة وهو أرجح من حيث السند من جميع ما ورد فى ذلك .
    8) ( رب رب ) أخرجه الحاكم من حديث أبى الدرداء وابن عياض بلفظ ( اسم الله الأكبر رب ) وأخرجه ابن أبى الدنيا عن عائشة : إذا قال العبد يارب يارب قال الله تعالى : ( لبيك عبدى سل تعط ) رواه مرفوعاً وموقوفاً .
    9) دعوة ذى ( النون ) أخرجه النسائى والحاكم عن فضالة بن عبيد رفعه دعوة ذى النون فى بطن الحوت : ( لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين ) ولم يدع بها رجل مسلم قط إلاستجاب الله له .
    01) هو مخفى فى الأسماء الحسنى ويؤيده حديث عائشة المتقدم لها دعت ببعض الأسماء الحسنى فقال لها النبى أنه لفى الأسماء الحسنى التى دعوتى بها .
    11) كلمة نقله عياض (2) . أهـ .
    قال الدكتور عمر الأشقر : والذى رجحه شيخ الإسلام أن اسم الله الأعظم هو : الحى ، فالحى مستلزم لجميع الصفات وهو أصلها ، ولهذا كان أعظم آية فى كتاب الله ) الله لا إله إلا هو الحى القيوم( (1) وما من حى إلا وهو شاعر مريد ، فاستلزم جميع الصفات ، فلو اكتفى بالتلازم لاكتفى بالحى (2) .
    والذى نرجحه أن اسم الله الأعظم هو " الله " لأمور :
    الأول : دلالة الأحاديث الواردة فى تعيين هذا السم ، فعندما نظرنا فى الأسماء التى ورددت فى الأحاديث التى أخبر الرسول أن اسم الله الأعظم موجود فيها ، وجدنا هذا الاسم هو الاسم الوحيد الموجود فيها جميعا .
    الثانى : أن هذا الاسم تكرر فى كتاب الله عددا يفوق كثيرا أى اسم آخر ، فقد تكرر فى كتاب الله ( 2602 ) مرة ، منها ( 980 ) مرة مرفوعا ، و ( 592 ) مرة منصوباً ، و( 1125 ) مرة مجروراً، وخمس مرات بلفظ ) اللهم( (3) .
    بينما ورد اسم الرحمن فى كتاب الله ( 57 ) مرة (4) .
    وورد اسم الرحيم مطلقاً على الله فى كتاب الله ( 114 ) مرة .
    وورد اسم الحى مطلقاً على الرب – تبارك وتعالى – فى خمس آيات من كتاب الله فحسب .
    الثالث : أن هذا الاسم أكبر أسماء الله وأجمعها ، وكل الأسماء ترجع ويضاف إلى تفسيره كل معنى ، وحقيقة اسم الله : المنفرد فى ذاته وصفاته وأفعاله عن نظير ، وهذه هى حقيقة الألوهية ، ومن كان كذلك فهو الله (1) .
    الرابع : أن هذا الاسم لم يطلق على غير الله تبارك وتعالى بحال ، ولا يتجرأ أحد على ادعائه إلا ما كان من قادة الضلال الكبار أمثال فرعون الذين هو أرذل الناس وأضلهم (2) .
    يقول الشيخ أحمد الشرباصى : " الله هو الاسم الذى تفرد به الحق سبحانه وخص به نفسه ، وجعله أول أسمائه ، و أضافها كلها إليه ، ولم يضفه إلى اسم منها فكل ما يرد بعده يكون نعتا له وصفته .
    وهو اسم يدل دلالة العلم على الإله الحق ، وهو يدل عليه جامعة لجميع الأسماء الحسنى الإلهية الأحدية .
    ويقال : " الأسماء الحسنى من أسماء الله ، ويقال : الأسماء الحسنى من أسماء الرحيم أو الغفور " (3) .
    شرح أسماء الله الحسنى
    الله
    الذى تألهه الخلائق محبة وتعظيماً وخضوعاً ، وفزعاً فى الحوائج والنوائب وهو( الله ) هو المألوه المعبود المستحق الإفراد بالعبادة لما اتصف به من صفات الألوهية ونعوت الكمال والجمال ، وما أفاضه من سوابغ النعم والأفضال .
    وهذا الاسم هو ( لفظ الجلالة ) وهو علمُُ على الرب تبارك وتعالى ، ويقال إنه الاسم الأعظم لأنه يوصف بجميع الصفات كما قال تعالى ) هو الله الذى لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو هو الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما فى السماوات وما فى الأرض وهو العزيز الحكيم ( . [ الحشر : 22 – 24 ) فأجرى سبحانه وتعالى الأسماء الباقية كلها صفات لإسمه ( الله ) وقال تعالى ) قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيّضامَّا تدعوا فله الأسماء الحسنى ( . [ الإسراء : 110 ] .
    p9s12768





  2. ...

  3. #2

    رد: شرح اسماء الله الحسنى

    وهذا الاسم لم يتسم به غيره سبحانه وتعالى ، وهو يختص بخواص لم توجد فى غيره .
    قال الرازى : العلم أن هذا الاسم مختص بخواص لم توجد فى سائر أسماء الله تعالى ، ونحن نشير إليها .
    الخاصية الأولى : أنك إذا حذفت الألف من قولك ( الله ) بقى ( لله ) وهو مختص به سبحانه كما فى قوله ) ولله جنود السماوات والأرض( . [ الفتح : 4 ] . ) ولله خزائن السماوات والأرض( . [ المنافقون : : 7 ] وإن حذفت عن هذه البقية اللام الأولى بقيت البقية على صورة ( له ) كما فى قوله تعالى) له مقاليد السماوات والأرض( . [ الزمر : 63 ] . وقوله تعالى) له الملك وله والحمد( . [ التغابن : 1] فإن حذفت اللام الباقية كانت البقية فى قولنا ( هو ) وهو أيضاً يدل عليه سبحانه كما فى قوله تعالى) قل هو الله أحد( . [ الإخلاص : 1 ] . وقوله ) هو الحى لا إله إلا هو( . [ غافر : 65 ] . والواو زائدة بدليل سقوطها فى التثنية والجمع، فإنك تقول : هما ، وهم فلا تبقى الواو فيهما ، فهذه الخاصية موجودة فى لفظ الخاصية بحسب اللفظ فقد حصلت أيضاً بحسب المعنى ، فإنك إذا دعوت الله بالرحمن فقد وصفته بالرحمة ، وما وصفته بالقهر ، وإذا دعوته بالعليم فقد وصفته بالعلم وما وصفته بالقدرة ، وأما إذا قلت ( ياالله ) فقد وصفته بجميع الصفات ، لأن الإله لا يكون إلهاً إلا إذا كان موصوفاً بجميع هذه الصفات ، فثبت أن قولنا ( الله قد حصلت له هذه الخاصية التى لم تحصل لسائر الأسماء .
    الخاصية الثانية : أن كلمة الشهادة وهى الكلمة التى بسببها ينتقل الكافر من الكفر إلى الإسلام لم يحصل فيها إلا هذا الاسم ، فلو أن الكافر قال : أشهد أن لا إله إلا الرحمن ، أو إلا الرحيم ، أو إلا الملك ، أو إلا القدوس لم يخرج من الكفر ولم دخل فى الإسلام ، أما إذا قال أشهد أن لا إله إلا الله فإنه يخرج من الكفر ويدخل فى الإسلام، وذلك يدل على اختصاص هذا الاسم بهذه الخاصية الشريفة والله الهادى إلى الصواب (1) .
    يقول الغزالى : ينبغى أن يكون حظ العبد من هذا الاسم ( الله ) التأله وأعنى به أن يكون مستغرق القلب والهمة بالله تعالى لا يرى غيره ولا يلتفت إلى سواه ، ولا يرجو ولا يخاف إلا إياه ، وكيف لا يكون كذلك وقد فهم من هذا الاسم أنه الموجود الحقيقى وكل ما سواه فإنه هالك (2) .









    الأحد
    الأحد : أى الواحد الوتر الذى لا شبيه له ولا نظير ، ولا صاحبة ، ولا ولد ، ولا شريك ، ولا ند له سبحانه وتعالى فى ذرة من ملكوته ، فهو المتفرد فى ملكوته بأنواع التصرفات من الإيجاد والإعدام والإحياء والإماتة والخلق والرزق والإعزاز والإذلال والهداية والإضلالوالوصل والقطع والضر والنفع ، فلو اجتمع أهل السماوات السبع والأرضين السبع ومن فيهن وما بينهما على إماتة من هو محييه أو إعزاز من هو مذله أو هداية من هو مضله أو إسعاد من هو مشقيه ، أو خفض من هو رافعه أو وصل من هو قاطعه ، أو إعطاء من هو مانعه أو ضر من هو نافعه أو عكس ذلك لم يكن ذلك بممكن فى استطاعتهم ، وآنى لهم ذلك والكل خلقه وملكه وعبيده وفى قبضته وتحت تصرفه وقهره ، ماض فيهم حكمه عدل فيهم قضاؤه نافذه فيهم مشيئته لامتناع لهم عما قضاه ولا خروج لهم من قبضته ولا تحرك ذرة فى السماوات والأرض ولا تسكن إلا بإذنه ، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن .
    ولا بالأحدية فى الإثبات غير الله تعالى ، فلان يقال رجل أحد ، وإنما يقال رجل واحد ، فالأحدية من صفات الله تعالى استأثر بها فلا يشركه فيها شىء .
    وإنما قال الله عن نفسه أحد ، ولم يقل واحد ، لأن الواحد يدخل فى الحساب ويضم إليه آخر ، وأما الآحد فهو الذى لا يتجرأ ولا ينقسم فى ذاته ولا فى معنى صفاته ، ويجوز أن يجعل للواحد ثانياً ، ولا يجوز أن يجعل للأحد .
    ثانياً : لأن الأحد يستوعب جنسه بخلاف الواحد . ألا ترى أنك لو قلت فلان لا يقاومه واحد ، جاز أن يقامه اثنان ، أما إذا قلت فلان فلان لا يقاومه أحد لم يجز أن يقاومه اثنان ولا أكثر ، فهو أبلغ وأدق وأشمل وأعم ، فسبحان من القرآن بأبلغ كلام وأفصح لسان ، وجعله حجة على العالمين ومعجزاً للناس أجمعين ، ومعجزة لرسول رب العالمين .

  4. #3

    رد: شرح اسماء الله الحسنى

    العلى الأعلى المتعال
    الله تعالى وأجل وأعظم من كل ما يصفه به الواصفون ، ومن كل ذكر يذكره الذاكرون ، فجلال كبريائه أعلى من معارفنا وإدراكاتنا، وأصناف آلائه ونعمائه أعلى من حمدنا وشكرنا ، وأنواع حقوقه أعلى من طاعاتنا وأعى لنا .
    ومن لوازم هذا الاسم اثبات العلو المطلق لله تعالى من جميع الوجوه : علو القدر ، وعلو القهر ، وعلو الذات ، فمن جحد علو الذات فقد حجر لوازم اسمه " الأعلى " فكل معانى العلو ثابتة له سبحانه وتعالى ( علو القهر ) فلا غالب له وملا منازع ، بل كل شىء تحت سلطان قهره) قل إنما أنا منذر ، وما من إله إلا الله الواحد القهار( . ) لو أراد الله أن يتخذولداً لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار( .
    وقد جمع الله تعالى بين علو الذات وعلو القهر فى قوله تعالى : ) وهو القاهر فوق عباده( .
    أى وهو الذى قهر لكل شىء وخضع لجلاله كل شىء وذل لعظمته وكبريائه كل شىء وعلا بذاته على عرشه فوق كل شىء .
    ( علو القدر ) فالله قد تعالى عن جميع النقائص والعيوب المنافية لا لاهيته وربوبيته وأسمائه الحسنى وصفاته العلى . تعالى فى أحديته عن الشريك والظهير والولى والنصير ، وتعالى فى عظمته وكبريائه وجبروته عن الشفيع عنده بدون إذنه ، وتعالى فى حمديته عن الصاحبة والولد والوالد والكفء والنظير ، وتعالى فى كمال حياته وقيوميته وقدرته عن الموت والسِنَة والنوم والتعب والإعياء ، وتعالى فى كمال علمه عن الغفلة والنسيان وعن عزوب مثال ذرة عن علمه فى الأرض أو فى السماء ، وتعالى فى كمال حكمته وحمده عن الخلق عبثاً وعن ترك الخلق سدى بلا أمر ولا نهى ولا بعث ولا جزاء ، وتعالى فى كمال عدله عن أن يظلم أحداً مثال ذرة أو أن يهضمه شيئاً من حسناته ، وتعالى فى كمال غناه عن أن يُطعم أو يُرزق أو أن يفتقر إلى غيره فى شىء ) يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله ، والله هو الغنى الحميد( .
    ( علو الذات ) من عقيدة أهل السنة والجماعة أن الله تعالى بائنُُ من خلقه ، مستو على عرشه ، وأنه تعالى بذاته على عرشه فوق سمواته ، يعلم أعمال خلق ويسمع أقوالهم ويرى حركاتهم وسكناتهم لا تخفى عليه منهم خافية ، والأدلة على علو الله بذاته واستوائه على عرشه أكثر من أن تحصى وأجل من أن يستقصى .
    فمن ذلك قوله تعالى الرحمن على العرش استوى( . [ طه : 4 ] . وقوله تعالى : ) يخافون ربهم من فوقهم ( . [ النحل : 50 ] . وقوله تعالى : وهو القعر فوق عباده ( . [ الأنعام : 18 ] . وقوله تعالى :سبح اسم ربك الأعلى ( . [ الأعلى : 1 ] . وقوله تعالى : إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه( . [ فاطر : 10 ] .
    وقوله تعالى : ) أأمنتم من فى السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هى تمور أم أمنتم من السماوات أن يرسل عليكم حاصباً فستعلمون كيف نذير( . [ الملك : 16 – 17 ] . وقوله تعالى) تعرج الملائكة والروح إليه( . [ المعارج 3 ] . وقوله تعالى : يا هامان ابن لى صرحاً لعلى أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإنه لأطنه كاذبا( . [ غافر : 36 – 37 ] . قال الجوينى رحمه الله : وهذا يدل على أن موسى أخبره بأن ربه تعالى فوق السماء ، ولهذا قال وإنى لأظنه كاذباً . وقال الدارمى رحمه الله : ففى هذه الآية بيان بيَّن ودلالة ظاهرة أن موسى كان يدعو فرعون إلى معرفة الله بأنه فوق السماء فمن أجل ذلك أمر ببناء الصرح ورام الإطلاع إليه .
    وأما الأحاديث التى تصرح بعلو الله تعالى بذاته على خلقه فهى كثيرة أيضاً ، ومن أصرح الأدلة على ذلك حديث الإسراء حيث أجز النبى  أنه لما أسرى به إلى بيت المقدس عَرجَ به جبريل عليه السلام حتى علا به فوق السماوات السبع وظهر به لمستوى يسمع فيه صريف الأقلام ، ودنا من الرب جل جلاله وكلَّمه الله وفرض عليه وعلى أمته الصلاة .
    ومن الأدلة أيضاً حديث معاوية بن الحكم السلمى الذى رواه مسلم قال معاوية للرسول : كانت لى غنم بين أحد والجوانية (1) . فيها جارية لى ، فاطلعت ات يوم فإذا الذئب قد ذهب منها بشاة – وأنا رجل من بنى آدم – فأسفت ، فهلكتها (1) . فأتيت النبى فذكرت ذلك له ، فعظم ذلك على ، فقلت يا رسول الله أفلا أعتقها ؟ قال : ادعها ، فدعوتها ، فقال لها أين الله ؟ قالت : فى السماء ، قال : من أنا ؟ قالت: أنت  ، قال اعتقها فإنها مؤمنة .
    ومن الأدلة أيضاً قول  فى الحديث المتفق عليه " ألا تأمنونى وأنا أمين من فى السماء " .
    وأيضاً قوله  : " الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من الأرض يرحمكم من فى السماء " .
    وأيضاً قوله  : " والذى نفسى بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذى فى السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها زوجها " . رواه مسلم .
    والأدلة فى هذا الحديث المعنى كثيرة ومتضافرة ، والفطر السليمة والقلوب المستقيمة مجبولة على الاقرار بذلك لا تنكره ، ولذا لا يدعوا أحدُُ ربه إلا ويرفع يديه إلى السماء ( جهة العلو ) .
    قال ابن القيم : فمن شهد مشهد علو الله تعالى على خلقه وفوقيته لعباده واستوائه على عرشه كما أخبر بها أعرف الخلق وأعلمهم به الصادق المصدوق وتعبد بمقتضى هذه الصفة ، بحيث يصير لقلبه صمد يعرج إليه مناجياً له مطرقاً واقفاً بين يديه وقوف العبد الذليل بين يدى الملك العزيز ، فيشعر بأن كلمه وعمله صاعداً إليه معروض عليه مع أوفى خاصته وأوليائه فيستحي أن يصعد إليه من كلمه ما يخزيه ويفضحه هناك ، ويشهد نزول الأمر والمراسيم الإلهية إلى أقطار العوالم كل وقت بأنواع التدبير والتصرف من الإماتة والحياء والتولية والعزل والخفض والرفع والعطاء والمنع وكشف البلاء وإرساله وتقلب الدول ومداولة الأيام بين الناس إلى غير ذلك من التصرفات فى المملكة التى لا يتصرف فيها سواه فمراسيمه نافذة فيها كما يشاء ) يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه فى يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون( فمن أعطى هذا المشهد حقه معرفة وعبودية استغنى به (1) .
    الإلــه
    هو الجامع لجميع صفات الكمال ونعوت الجلال ، فقد دخل فى هذا الاسم جميع الأسماء الحسنى ، ولهذا كان القول الصحيح أن ( الله ) أصله ( الإله ) وأن اسم الله هو الجامع لجميع الأسماء الحسنى والصفات العلى قال تعالى إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما فى السماوات وما فى الأرض وكفى بالله وكيلا( . [ النساء :171 ] .

  5. #4

    رد: شرح اسماء الله الحسنى

    الأكــرم
    الأكرم هو هو الذى يعطى بدون مقابل ولا انتظار ومقابل ، والله عزوجل هو الأكرم لأن له الابتداء فى كل كرم وإحسان ، وكرمه غير مشوب بتقصير .
    والله سبحانه لا يوازيه كريم ولا يعادله ولا يساويه فهذه الصفة لا يشاركه تعالى فى اطلاقها أحد .
    وقال ابن تيمية رحمه الله فى تفسير قوله تعالى) اقرأ وربك الأكرم الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم( سمى ووصف نفسه بالكرم ، وبأنه الأكرم بعد إخباره أنه خلق ليتبين أنه ينعم على المخلوقين ويوصلهم إلى الغايات المحمودة كما قال تعالى) الذى خلق فسوى والذى قدر فهدى( ) ربنا الذى أعطى كل شىء خلْقه ثم هدى( ) الذى خلقنى فهو يهدين( فالخلق يتضمن الإبتداء والكرم تضمن الانتهاء . كما قال فى سورة الفاتحة ) رب العالمين( ثم قال ) الرحمن الرحيم ( ولفظ الكرم جامع للمحاسن والمحامد لا يراد به مجرد الإعطاء بل الإعطاء من تمام معناه ، فإن الإحسان إلى الغير تمام والمحاسن والكرم كثرة الخير ويسرته .. والله سبحانه أخبر أنه الأكرم بصيغة التفضيل والتعريف لها . فدل على أنه الأكرم وحده بخلاف ما لو قال ( وربك الأكرم ) فإنه لا يدل على الحصر . وقوله ) الأكرم( يدل على الحصر ولم يقل " الأكرم من كذا " بل أطلق الاسم ، ليبين أنه الأكرم مطلقاً غير مقيد فدل على أنه متصف بغاية الكرم الذى لا شىء فوقه ولا نقصه فيه (1) .
    ( الأول ، واللآخر ، والظاهر ، والباطن )
    قال الله تعالى ) هو الأول والآخر والظاهر والباطن( . [ الحديد : 3 ] . وهذه الأسماء الأربعة المباركة قد فسرها النبى تفسيراً جامعاً واضحاً ، وذلك قوله  ! " اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ، ربنا ورب كل شىء فالق الحب والنوى منزل التوراة والإنجيل والقرآن ، أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها ، أنت الأول فليس قبلك شىء وأنت الآخر فليس بعدك شىء وأنت الظاهر فليس فوقك شىء وأنت الباطن فليس دونك شىء ، اقض عنى الدين واغننى من الفقر " (2) . وفى الصحيحين عن عمران ابن حصين رضى الله عنهما قال دخلت على النبى وعقلت ناقتى بالباب، فأتاه ناس من بنى تميم فقال " اقبلوا البشرى يا بنى تميم " قالوا : قد بشرتنا فأعطنا . مرتين . ثم دخل عليه ناس من أهل اليمن فقال " اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم " قالوا : قالوا قبلنا رسول الله ، قالوا : جئناك نسألك عن أول هذا الأمر ، قال " كان الله ولم يكن شىء غيره وكان عرشه على الماء وكتب فى الذكر كل شىء وخلق السماوات والأرض " الحديث . وقال عمر رضى الله عنه: قام فينا النبى  مقاماً فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار منازلهم ، حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه (1) . وفى حديث ابن عمر رضى الله عنهما " أنه تعالى يطوى السماوات بيده ثم يقول : أنا الملك أنا الجبار المتكبر ، أين ملوك الأرض أين الجبارون أين المتكبرون " وفى حديث الصور " أنه عزوجل إذا قبض أرواح جميع خلقه فلم يبق سواه وحده لا شريك له حينئذ يقول لمن الملك اليوم . ثلاث مرات " ثم يجيب نفسه قائلا : " لله الواحد القهار " أى الذى وحده قد قهر كل شىء وغلبه . ولابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال " يناد منادى بين يدى الساعة يا أيها الناس أتتكم الساعة ، فيسمعه الأحياء والاموات . قال : وينزل الله عزوجل إلى السماء الدنيا ويقول : لمن الملك اليوم ؟ " لله الواحد القهار " قال ابن القيم رحمه الله تعالى فى أثناء كلامه على هذه الأسماء الأربعة وهى الأول والآخر والظاهر والباطن : هى أركان العلم والمعرفة ، فحقيق بالعبد أن يبلغ فى معرفتها إلى حيث ينتهى به قواه وفهمه . واعلم أن لك أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً بل كل شىء فله أول وآخر وظاهر وباطن ، حتى الخطره واللحظة والنفس وأدنى من ذلك وأكثر ، فأولية الله عزوجل سابقة على أولية كل ما سواه ، وآخريته ثابتة بعد آخرية كل ما سواه ، فأوليته سبقة لكل شىء ، وآخريته بقاؤه بعد كل شىء وظاهريته سبحانه فوقينه وعلوه على كل شىء ، ومعنى الظهور يقتضى العلو ، وظاهر الشىء هو ما علا منه وأحاط بباطنه ، وبطونه سبحانه وإحاطته بكل شىء بحيث يكون أقرب إليه من نفسه . وهذا قرب غير قرب المحب من حبيبه ، هذا لون وهذا لون ، فمدار هذه الأسماء الأربعة على الإحاطة وهى إحاطتان زمانية ومكانية ، فإحاطة أوليته وآخريته بالقبل والبعد ، فكل سابق انتهى إلى أوليته وكل آخر انتهى إلى آخريته ، فأحاطت أوليته وآخريته بالأوائل الأواخر ، وأحاطت ظاهريته وباطنيته بكل ظاهر وباطن ، فما من ظاهر إلا والله فوقه وما من باطن إلا والله دونه ، وما من أول إلا والله قبله وما من آخر إلا والله بعده ، فالأول قدمه والآخر دوامه وبقاؤه . والظاهر علوه وعظمته والباطن قربه ودنوه ، فسبق كل شىء بأوليته وبقى بعد كل شىء بآخريته وعلا كل شىء بظهوره ودنا من كل شىء ببطونه ، فلا توارى منه سماء ولا أرض أرضاً ، ولا يحجب عنه ظاهر باطناً بل الباطن له ظاهر والغيب عند شهادة ، والبعيد منه قريب والسر عنده علانية ، فهذه الأسماء الأربعة تشتمل على أركان التوحيد ، فهو الأول فى آخريته والآخر فى أوليته والظاهر فى بطونه والباطن فى ظهوره لم يزل أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً .
    البــارئ
    ( البارئ ) أى المنشئ للأعيان من العدم إلى الوجود ، والبرء هو الفرى وهو التنفيذ وإبراز ما قدره وقرره إلى الوجود ، وليس كل ما قدر شيئاً ورتبه يقدر على تنفيذه وإيجاده سوى الله عزوجل كما قيل :
    ولأنت تفرى ما خلقت وبعض القوم يخلق ولا يفرى
    أى أنت تنفذ ما خلقت أى قدرت بخلاف غيرك فإنه لا يستطيع كل ما يريد ، فالخلق التقدير ، والفرى التنفيذ (1) .
    البــر
    قال الله تعالى : ) إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم( . [ الطور : 28 ] .
    البر : هو العطوف على عباده المحسن إليهم ، والله عزوجل قد عمم بره جميع وسائر كائناته ، فهو مولى الجميل ودائمه الإحسان، وواسع المواهب وصفة البر وآثار هو الوصف جميع النعم الظاهرة والباطنة ، فلا يستغنى مخلوق عن إحسانه وبرّه طرفة عين .
    ( البصيـر )
    الذى أحاط بصره بجميع المبصرات فى أقطار الأرض والسماوات ، حتى أخفى ما يكون فيها فيرى دبيب النملة السوداء على الصخرة لاصماء فى الليلة الظلماء ، وجميع أعضائها الباطنة والظاهرة وسريان فى أعضائها الدقيقة ، ويرى سريان المياه فى أغصان الأشجار وعروقها وجميع النباتات على اختلاف أنواعها وصغرها ودقتها ، ويرى نياط عروق النملة والنحلة والبعوضة وأصغر من ذلك . فسبحان من تحيرت العقول فى عظمته ، وسعة متعلقات صفاته ، وكمال عظمته ، ولطفه ، وخبرته بالغيب ، والشهادة، والحاضر والغائب ، ويرى خيانات الأعين وتقلبات الأجفان وحركات الجنان ، قال تعالى : الذى يراك حين تقوم وتقلبك فى لاساجدين إنه هو السميع العليم( (1) . ) يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور( (2) . ) والله على كل شىء قدير( (3) . ) أى مطلع ومحيط علمه وبصره وسمعه بجميع الكائنات (4) .
    ( التــواب )
    قال الله تعالى ) ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم( [ التوبة : 104 ] .
    قال الخطابى : التواب هو الذى يتوب على عباده فيقبل توبتهم كلما تكررت التوبة تكرر القبول ، وهو يكون لازماً ويكون متعدياً بحرف ، يقال تاب الله على العبد بمعنى وفقه للتوبة فتاب العبد ، كقوله : ثم تاب عليهم ليتوبوا( . ومعنى التوبة عود العبد إلى الطاعة بعد المعصية (1) .
    فهو التائب على التائبين : أولا بتوفيقهم للتوبة والإقبال بقلوبهم إليه . وهو التائب عليهم بعد توبتهم ، قبولا لها ، وعفواً عن خطاياهم (2) .
    وعلى هذا تكون توبته على عبده نوعان :
    احداهما : يوقع فى قلب عنده التوبة إليه والإنابة إليه ، فيقوم بالتوبة وشروطها من الإقلاع عن المعاصى ، والندم على فعلها ، والعزم على أن لا يعود إليها . واستبدالها بعمل صالح .
    والثانى : توبته على عبده بقبولها وإجابتها ومحو الذنوب ، فإن التوبة النصوح تجب ما قبلها

  6. #5

    رد: شرح اسماء الله الحسنى

    (3) .
    ( الجبـــار )
    قال الله تعالى هو الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار( . [ الحشر : 23 ] .
    للجبار من أسمائه الحسنى ثلاثة معان كلها داخلة باسمه ( الجبار ) .
    1- فهو الذى يجبر الضعيف وكل قلب منكسر لأجله ، فيجبر الكسير ويغنى الفقير ، وييسر على المعسر كل عسير ، ويجبر المصاب بتوفيقه للثبات والصبر ويعوضه على مصابه أعظم الأجر إذا قام بواجبها ، ويجبر جبراً خاصاً قلوب الخاضعين لعظمته وجلاله ، وقلوب المحبين بما يفيض عليها من أنواع كراماته وأصناف المعارف والأحوال الإيمانية ، فقلوب المنكسرين لأجله جبرها دان قريب وإذا دعا الداعى ، فقال : " اللهم أجبرنى " فإنه يريد هذا الجبر الذى حقيقته إصلاح العبد ودفع جميع المكاره عنه .
    2- والمعنى الثانى أنه القهار لكل شىء الذى دان له كل شىء، وخضع له كل شىء .
    3- والمعنى الثالث أنه العلى على كل شىء . فصثار الجبار متضمنا لمعنى الرؤوف القهار العلى .
    4- وقد يراد به معنى رابع وهو المتكبر على كل سوء ونقص، وعن مماثلة أحد ، وعن أن يكون له كفؤ أو صد أو سمي أو شريك فى خصائصه وحقوقه (1) .

    الحافــــظ
    قال الحليمى : معناه الصائن عبده عن أسباب الهلكة فى أمور دينه ودنياه ، قال وجاء فى القرآن : فالله خيرُُ حافظاً ( . [ يوسف : 64 ] . وجاء ) بما حفظ الله ( . [ النساء : 34 ] . ومن حفظ فهو حافظ ، وقال جل وعلا : إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ( . [ الحجر : 9 ] . عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى  قال : ) إذا آوى أحدكم إلى فراشه فلينزع داخلة إزاره فلينقض بها فراشه ثم ليتوسد يمينه ويقول : باسمك ربى وضعت جنبى وبك أرفعه ، اللهم إن أمسكتها فارحمها ، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين( . أخرجه البخارى (1) .
    ( الحسيب )
    قال الله تعالى :  وكفى بالله حسيبا ( [ النساء : 4 ]
    قال الحليمى : ومعناه المدرك للأجزاء والمقادير التى يعلم العباد أمثالها بالحساب من غير أن يحسب ، لأن الحاسب يدرك الأجزاء شيئاً فشيئاً ويعلم الجملة عند انتهاء حسابه ، والله تعالى لا يتوقف علمه بشىء على أمرٍ يكون وحال يحدث ، وقد قيل : الحسيب هو الكافى ، فعيل بمعنى مفعل ، تقول العرب نزلت بفلان فأكرمنى وأحسبنى أى أعطانى ما كفانى حتى قلت حسبى (2) .
    قال الله تعالى : يا أيها النبى حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين ( . [ الأنفال : 64 ] . أى كافيك وكافى أتباعك ، فكفاية الله لعبده بحسب ما قام به من متابعة الرسول ظاهراً وباطناً وقيامه بعبودية الله تعالى (1) .
    الحفيـــظ
    قال الله عزوجل ) وربك على كل شىء حفيظ ( .[ سبأ :21]. قال الخطابى : الحفيظ هو الحافظ ، فعيل بمعنى فاعل كالقدير والعليم يحفظ السماوات والأرض وما فيهما لتبقى مدة بقائها فلا تزول ولا تدثر ، قال الله عزوجل : ولا يؤوده حفظهما( . [ البقرة : 255 ] . وقال عزوجل : ) وحفظاً من كل شيطان مارد ( .[ الصافات : 7 ]. أى حفظناها حفظاً وهو الذى يحفظ عباده من المهالك والمعاطب ، ويقيهم مصارع الشر ، وقال الله عزوجل: له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ( . [ الرعد : 11 ] . أى بأمره ، ويحفظ على الخلق أعمالهم ، ويحصى عليهم أقوالهم ، ويعلم نياتهم وما تكن صدورهم ، فلا تغيب عنه غائبة خافية ، ويحفظ أولياءه فيعصمهم عن مواقعة الذنوب ، ويحرسهم من مكائد الشيطان ليسلموا من شره وفتنته (2) . وفى الحديث " احفظ الله يحفظك " (3) .
    أى احفظ أوامره بالامتثال ، ونواهيه بالاجتناب ، وحدوده بعدم تعديها ، يحفظك فى نفسك ، ودينك ، ومالك ، وولدك ، وفى جميع ما آتاك الله من فضله (1) .
    الكافــــى
    قال الله تعالى : أليس الله بكافٍ عبده ( . [ الزمر : 36 ] . لما كان الله سبحانه وتعالى ليس له شريك فى الإلهية فإن الكفايات كلها واقعة بها وحده ، فهو سبحانه الكافى فى عباده جميع ما يحتاجون ويضطرون إليه .
    ولله عزوجل كفاية ختصته لعبده المؤمن الذى قام بعبوديته وامتثل أمره واجتنب مانهى عنه .
    وعن أنس رضى الله عنه : أن رسول الله  كان إذا آوى إلى فراشه قال : " الحمد لله الذى أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا . فكمْ ممن لا كافى له ولا مؤوى ( (2) .
    الحــــق
    قال الله جل ثناؤه : ويعلمون أن الله هو الحق المبين( . [ النور : 25 ] . وعن ابن عباس رضى الله عنه قال : كان النبى إذا تهجد من الليل يدعو) اللهم لك الحمد أنت رب السماوات والأرض وما فيهن ولك الحمد أنت نور السماوات وما فيهن ولك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن ، أنت الحق وقولك حق ووعدك حق ولقاؤك حق ، والجنة حق ، والنار حق ، والساعة حق ، اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفرلى ما أعلنت أنت إلهى لا إله إلا أنت " (1) .
    قال الحليمى رحمه الله : الحق مالا يسع إنكاره ويلزم اثباته والاعتراف به ، ووجود البارى عز ذكره أولى ما يجب الاعتراف به يعنى عند ورود أمره بالاعتراف به ولا يسع جحوده إذ لا مثبت يتظاهر عليه من الدلائل البينة الباهرة ما تظاهر على وجود البارى جل ثناؤه (2) .
    وهو سبحانه قوله حق ، وفعله حق ، ولقاؤه حق ، ورسله حق، وكتبه حق ، ودينه هو الحق ، وعبادته وحده لا شريك له هى الحق ، وكل شىء ينسب إليه فهو حق (3) .
    ) ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلى الكبير( . [ الحج : 62 ] .
    ) وقل الحق من ربكم فمن شاء فلؤمن ومن شاء فليكفر ( . [ الكهف : 29 ] . ) فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال( . [ يونس : 32 ] . ) وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً ( . [ الإسراء : 81 ] . وقال الله تعالى : يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين( . [ النور : 25 ] . فأوصافه العظيمة حق ، وأفعاله هى الحق ، وعبادته هى الحق ، ووعده حق ، ووعيده وحسابه هو العدل الذى لا جور فيه (1) .
    المبيـــن
    قال الله تعالى : ) ويعلمون أن الله هو الحق المبين( . [ النور : 25 ] .
    المبين : اسم فاعل أبان يُبينُ فهو مبين إذا أظهر وبيَّن إما قولاً وإما فعلاً .
    فالله عزوجل هو المُبينّ لعباده سبيل الرشاد ، والموضح لهم الأعمال التى يستحقون الثواب على فعلها ، والأعمال التى يستحقون العقاب عليها ، وبيّن لهم ما يأتون وما يذرون .
    وهو سبحانه الذى بين لعباده طرق الهداية وحذرهم وبين لهم طرق الضلال وأرسل إليهم الرسل وأنزل الكتب ليبين لهم قال الله عزوجل :  إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس فى الكتاب أولئك يلنعهم الله ويلعنهم اللاعنون






    انا تعبت
    وان شاء الله ما يروح تعبي

  7. #6

  8. #7

    رد: شرح اسماء الله الحسنى

    مشكورة اختي على الموضوع

  9. #8

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter