حسنا
سأكمل أنا
أليكس شاب غامض و هادئ للغاية ، بينما مايك على العكس منه يثير الصخب في أي مكان يذهب إليه
عندما ترى نايس ألكس لأول مرة أثناء دخولهم الصف بعد أن أفسح لها الطريق بطريقة تنم عن ذوق رفيع
تجد أنها بطريقة ما لا تستطيع التوقف عن التفكير في هذا الفتى
تمضي الحصص سريعة و تأتي فترة الرحة
إلا أن نايس تفضل الجلوس و حدها و التفكير فيما أصابها و جعلها تعجز عن التركيز في ما يقوله المعلمون
من هذا الفتى ؟!!
و ما قصته ؟!!!
و لماذا لا تستطيع التوقف عن التفكير به إلى تلك الدرجة ؟!!!!
و ......
تفيق من خضم أفكارها الداخلية على صوت ماري و هي تدعوها للتجول و إستكشاف المكان
إلا أنها تفضل الجلوس وحدها و محاولة البحث عن إجابات لتلك التساؤلات التي تكاد تعصف بها
تمضي فترة الراحة سريعا أو هكذا تشعر نايس التي تفاجأ لعودة الجميع إلى الصف و يتبدد الهدوء المحيط بها إلى صخب ما بعد الفسحة الذي تعرفونه جميعا
تفترق ماري عن بعض الفتيات الاتي يظهر أنها قد تعرفت إليهن حديثا
" يالك من فتاة ماري .. إنك كالمغناطيس تماما .. تمتلكين قدرة عجيبة على جذب الأصدقاء و تكوين علاقات في وقت قصير للغاية .. ليتني كنت مثلك " هكذا تفكر نايس
و تتذكر نفسها في السابق عندما كانت لا تختلف عن ماري كثيرا في هذا الإنطلاق و المرح الذي يجعل منها شخصية إجتماعية و لافتة لأنظار كل من حولها
لكنها تغيرت كثيرا بعد موت والديها المفاجئ
ذلك الحادث و ......
و ينتزعها صوت ماري مرة أخرى مانعا إياها من الإسترسال في أفكارها أكثر من ذلك
- ماذا ؟!! لا أصدق !! هل ظللت حقا جالسة هكذا منذ ساعة !! إنك حتى لم تغيري جلستك !! ماذا هناك نايس ؟!! ماذا بك عزيزتي ؟؟!!!
- لا تقلقي نفسك ماري ، سأخبرك كل شيئ بعد إنتهاء الدوام ، فقد حضر المعلم و حان وقت الدرس
يدخل المعلم إلى الصف في تلك اللحظة ، و يبدأ التعارف بينه و بين الطلاب
إنه السيد ألان معلم التاريخ الذي ينجح في إنتزاع نايس من تفكيرها المتواصل في ألكس بحديثه الشيق عن تلك الحضارة العظيمة التي قامت على أرض مصر ذات يوم
الحضارة الفرعونية
تمضي الحصص و ينتهي الدوام لتعود ماري بصحبة نايس إلى سكن الطالبات بعد أن حيت بعض الأصدقاء الجدد
تدخل ماري إلى الغرفة التي تضمهما معا لتلقي بحقيبتها المدرسة و ترتمي على سريرها بتعب و إجهاد ، بينما تجلس نايس على سريرها شاردة مرة أخرى
تنظر إليها ماري بشفقة على صديقتها التي فقدت والديها منذ أيام قليلة ، فتنهض جالسة بجانبها واضعة يديها على شعرها البني الحريري محاولة التخفيف من أحزانها قليلا
لكنها لم تكن تدرك أن ما يشغلها هو أمر آخر تماما ...
- عزيزتي نايس ، أرجوك لا تفعلي هذا ، لا تتركي نفسك هكذا فريسة لأفكارك الداخلية ، أخبريني عزيزتي ماذا هناك ؟ بماذا تشعرين ؟
- حسنا ماري ، لا تقلقي
اليوم حدث معي شيئ غريب للغاية
هل رأيته ؟
- رأيته ؟!! و من هو ؟!!!
- ذلك الفتى ، ذلك الفتى الذي أفسح لي الطريق في صباح أثناء دخولنا إلى الصف
- تقصدين أليكس ؟!!
- ماذا ؟!! هل عرفتي إسمه ؟ يالك من فتاة ؟!!! بهذه السرعة ؟!!! و لكن كيف ؟!! أخبريني كل شيئ ماري ! كل شيئ ..
- حسنا حسنا ، يبدو أنك متلهفة بشدة لمعرفة هذا الفتى
تنظر لها ماري بإبتسامة خبيثة بينما تدرك نايس أن لهفتها عليه تعدت الحدود فتداري وجهها بإبتسامة خجلى محاولة أن تخفي الحقيقة التي كشفتها ماري
- لم يكن بالأمر الكبير ، أثناء جلوسنا في الصف تعرفت على الفتاة التي تجلس بجانبي من الناحية الأخرى
إسمها جين ، و قد عرفتني جين على أصدقائها في الفسحة و من ضمنهم فتى يدعى مايك
- مايك ، أليس هو هذا الفتى الذي لم يكف عن إلقاء الدعابات و السخرية من المدرسين
- نعم ، إنه لطيف للغاية ، هل عرفتيه ؟!
- بالطبع ، و لكن ما دخل مايك بموضوعنا ؟!!
- عزيزتي ، هذا هو لب الموضوع فمايك هذا هو صديق ألكس الأقرب
- حقا !! و لكن كيف ؟!! الإثنان مختلفان للغاية !!
- في الواقع أنا أيضا لم أستطع فهم تلك النقطة ، فقد ظل أليكس هذا صامتا طوال حديثنا حتى لقد بدا ثقيل الظل بعض الشيئ على عكس مايك تماما
تنظر نايس إلى ماري نظرة حادة تعلم ماري من خلالها أن الأمر قد تخطى حدوده بالفعل معها فتقول مندهشة :
- غير ممكن ، هل أمره يهمك إلى تلك الدرجة ؟!! أنت حتى لم تتحدثي معه
- لا أعلم ماري ، لم أعد اعلم شيئا ، منذ إلتقت عيني بعينينه لم أعد متأكدة من أي شيئ
لا أستطيع التوقف عن التفكير فيه
- هل هو حب من أول نظرة ؟
تقول ماري بتخابث لكن نايس تجيب
- أيتها الحمقاء ، بالطبع ليس هذا ما في الأمر ، لكن ....
- لكن ماذا ؟
- لكنني أشعر أن عيناه تخفي الكثير ماري ، هذا الفتى لديه الكثير من الألغاز
- أعتقد أنك محقة في تلك النقطة ، أنا أيضا لاحظت ذلك ، و لكن .....
هل حقا هذا كل ما يشغلك ؟!!
تقول ماري بإبتسامتها الأنثوية الخبيثة فتنظر إليه نايس بإستغراب من طريقة تفكيرها
لكن السؤال مازال يتكرر في داخلها
هل هذا حقا كل ما يشغلك ؟!
المفضلات