مشاهدة النتائج 1 الى 6 من 6

المواضيع: رجل بلا اسم

  1. #1

    رجل بلا اسم

    [
    b]رجـــــــــــــل بلا اسم



    كم من الاحلام نسجت ؟..
    كم من الآلام تحملت روحي؟.
    و كم من التساؤلات جالت في مخيلتي ؟.
    يولد الانسان لتبدا معه الشكوى ، ناتي لنسبح في عالم من الاحلام و نحلق في عالم من الاوهام .. نسير في كل الطرق لنجمع بضعة الاوراق الملونة و المعادن المصقولة .. نبني و نهدم .. نفوز و نخسر .. نضحك و نبكي .. نظن اننا نملك كل ما تلمسه ايدينا و لكننا في حقيقة الامر لا نملك الا ارض بمقدار موضع القدمين ..
    فمن هو المسؤول هل هي قسوة الحياة ام غدر القدر .. ام انهاطبيعة النفس البشرية ؟.
    ها انا امسكت قلمي و محاولا ان اغالب دموعي .. امسكته ونفسي تكاد تذوب اسا وتجثم على قلبي الهموم . رايته جالسا هناك يحتضن راسه بين يديه ، تفترش الارض من حوله بعقائب السجائر، رايته و سكاكين الخيبة تخترق جسده و نيران الخيبة تشتعل في داخله و الالام تعتصر قلبه ، دفعني فضولي للجلوس جنبه ، التفت ببطء و نطقت عيناه المجهدتان تسالني عن غايتي .
    تاهت الكلمات في فمي ، ابتسمت ابتسامة سرعان ما ذابت معالمها من وجهي :-
    - السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
    - و عليك السلام .
    - ما بالك يا اخي هل انت مريض .
    - لا لست مريضا .
    - هل هناك ما استطيع تقديمه .
    - لا .
    تحاملت على نفسي و وقفت نظرت اليه وخيل الي انني انظر الى الياس ، مشيت بضع خطوات قبل ان اسمع صوته من جديد
    - هل عندك وقت للجلوس معي ؟
    ابتسمت ابتسامة القائد المنتصر فقد اثبت ان الفضول الذي كان عبأ اصبح عونا ، جلست بجانبه و انا احاول ان ابدو مستمعا متمرسا .. لم يلتفت نحوي و لكن كلماته اخترقت قلبي ..
    انا الاخ الوحيد بين خمسة فتيات , كبرت و انا اسمع امي تردد ان ابي في البيت الثاني اكثرمن عدد المرات التي رايته فيها ، قضى عند زوجته الاخرى اربعة عشر عاما , قبل ان اراه ، كنت عائدا من المدرسة احمل كتبي و بعضا من احلامي فقد و عدتني امي انها ستشتري لي اي شيء اريده اذا نجحت و ما ان وضعت قدمي على مدخل البيت حتى رايته جالساهناك مع اخواتي و الصمت يحيط بهم ، امي واقفة وهو يمسك بهاتفه يضيف مواعيد و يلغي اخرى..
    وضعت كتبي و اتجهت نحوه انها المرة الثانية التي اراه فيها ، قبلته على راسه و اخذت مقعدا لي ، انتهى من حديثه ثم نظر الي و قال :-
    - لن تذهب الى المدرسة غدا .
    شيدت قصور امالي مرت الثواني و انا افكر انني ساذهب معه في نزهة قد نذهب للتخييم او لصيد السمك ، كنت احلم بل كنت شديد التاثر بالافلام ، جاء صوته كانه طلقات مدفع مصوبة نحو قصوري ..
    - في الحقيقة انت لن تذهب الى المدرسة ابدا، لقد سحبت اوراقك و غدا ستذهب الى الشركة .
    انهارت الامال ، ضاعت الكلمات ، صوبت نحوي الاعين ، اما هو فقد وضع بعض الاموال على الطاولة و رحل ، اخذت كتبي و اتجهت نحو غرفتي و هناك بكيت حتى احمرت عيناي ، ثم خرجت و قد حكمت على كتبي بالاعدام حرقا و اشتعلت في داخلي نار الانتقام ، اشترى لي سيارة و هاتف لكني لم اذهب الى العمل و اصبحت السجائر رفيقي الوحيد ، و بعد اسبوع طلب مني الذهاب الى بيته ، ايقنت انه علم بامر السجائر وانتظرت ردت فعله .
    كان ينتظرني و بجانبه ابنه ، لم اكن اعلم ان لي اخ ، انه يصغرني ببضع سنوات ، سرت في ذلك الممر و انا افكر في اليوم الذي سيمنعه فيه ابي من الدراسة ، اقتربت مد يده لكن لم تستقر في يدي بل هوت على وجهي و الشرر يتطاير من عينيه :-
    - ايها الاحمق لماذا لم تعمل ، ماذا تظن انك فاعل ؟
    رايت اشلاء كرامتي تتطاير امامي غصت في بحور الامي ، هذا كان كل ما يهمه ، انه حتى لا يهتم بانني بدات ادخن ، و كيف لشخص كهذا ان يهتم ، نهشتني الالام الندم ، فمن اكون لانتقم ، ما انا سوى ورقة تسبح ذاعنة في رياح ذلك الشخص .
    مرت خمسة سنوات لم اتغيب فيها قط عن عملي ، مرت و امتدت فيها يد ابي لتزف اخواتي الواحدة تلو الاخرى ، كل شىء كان يتم بدون علمي و لم اعترض ، بقيت انا وامي كانت تملا حياتي ، فكرت في الزواج و قررت فتح الموضوع معه في اقرب فرصة ، و جاءت الفرصة كنت مستغرقا في النوم بعد يوم عمل شاق ، جاءت امي لتوفظني جلست على طرف السرير و مررت اصابعها على جبهتي فتحت عيني فقالت:-
    - والدك هنا اسرع و ارتدي ملابسك .
    قفزت من السرير ارتديت ملابسي بسرعة و هرولت على الدرج حاولت ترتيب افكاري بسرعة و استجمعت قواي و انا اجلس امامه:-
    - لقد تزوجت .
    اتسعت عيناه و علت الدهشة و جهه، تداركت الامر و قلت:-
    - اقصد انني اريد ان اتزوج ، بعد اذنك طبعا .
    ارتاح في جلسته و قال:-
    - ليس الان اخوك سيسافر ليكمل دراسته و اريدك ان تذهب معه .
    شلت الصدمة لساني ،غصت في امواج متراطمة من الافكار الهوجاء ، ايقظتني كلمات امي :-
    - كم شهرا سيبقى .
    جاء صوته كالصاعقة ..
    - اربع سنوات .
    تساقطت الدموع من عيون امي صرخت في وجهه و هي تبكي :-
    - لا لن ادعه يذهب .
    احطت امي بذراعي و ضع تذكرة السفر على الطاولة و رحل .
    اخذت امي للاقامة عند اختي الكبرى ، اتجهت نحو الباب بخطوات متثاقلة كانت تدعو ان يتوقف الزمن ، ان تتباطا اللحظات دموعها تتساقط على وجنتيها تمرر يدها على وجهي لم اغب عنها ابدا ، كنت دائما حاضرا من اجلها ، امتلات عيناي بالدموع ، كنت اود ان اخبرها انني رجل ، رجل صنعته هي ، صنعته امه التي ستظل دائما الغالية الحبيبة ، احتضنتها بقوة ، احتضنتها و انا اعدها بان اعود .
    افترقت ايدينا لكن ارواحنا كانت متعلقة ببعضها ، ذهبت لكي اجلب الامير من قصره ، توقفت السيارة و عيناي معلقتان نحو الباب كانا هناك يحتضنه بقوة ، احسست بالالم لم المسه قط ، لم احس بلمسة يده الا عندما صفعني و لا اذكر من تلك الخظة الا حرقة في و جنتي .
    رحلنا بعد ذلك ، لم احدثه الا مرتين فقد استقر في سكن الجامعة ، و هذا ما اثار دهشتي فلماذا اضطررت للذهاب معه اذا كان سيستقر هناك؟ ، لكني لم اجد جوابا لسؤالي ، و لا اظني سافعل .
    يومان و احتضن تراب الوطن الغالي و اكون بالقرب من الغالية الحبيبة , لم اتحدث معها منذ اسبوعين ، عدنا و الولد المدلل فخور بتلك الورقة و عدت احمل اشواقي الى امي احمل في حقائبي كل ما لمسته يداي لاعطيها اغلى انسانة في الدنيا ، لم اخبرها بقدومي اردت ان يكون ذلك مفاجاة لها ، ضغطت على جرس الباب كالعازف الماهر فتحت اختي الباب امتلات عيناهابالدموع و احمرت و جنتاها ، ظننت انها فرحة برؤيتي ، سالتهابلهفة و ابتسامتي تكشف عن اسناني كاملة .
    - اين امي ؟
    انفجرت باكية ، تسارعت دقات قلبي ، تسابقت انفاسي هززتها بذراعيّ و انا اصرخ :
    - ماذا حدث اين امي ؟ اين ذهبت ؟
    و جاءتني الاجابة بصوت متقطع ، نعم لقد رحلت ، لقد عانق جسدها الثرى، لن ارى دموع الفرحة في مقلتيها ، لن تمرر اصابعها بين خصلات شعري ، لن تحتضنني بحنان ، لقد سافرت قبل ان اعود ، اي مفاجاة هذه !.
    لم تقو قدماي على حملي ، لقد رحلت نحو ذكرياتي ، تساقطت الدموع لتطفىء نار الحسرة في داخلي ، هذا كل ما يستطيعه الانسان عندما يفقد احبته..
    سالتها ، و انا استقبل نظرات الشفقة من عيونهم المصوبة نحوي:-
    - لماذا لم تخبروني ؟
    و هنا احسست بالكره يسري في عروقي ، ايقنت بان نار الحقد اشتعلت في داخلي ، كان كلامهم كانه سهاما غرست في قلبي، لم يكن يريدني ان اعرف ، كان يخاف ان اترك فلذة كبده و اعود .
    خرجت مكثت في سيارتي حتى جف و قودها و عدمت دموعي ، احرقت الكثير من اللفافات البيضاء و راودتني الكثير من الافكار السوداء وما ان اعلنت الشمس عن خروجها من مخبئها بارسال خيوطها الاولى ، كنت قد أرسلت السيارة و الهاتف الى منزله و لم انس طبعا استقالتي من الشركة ، ذهبت الى البيت لكن الوحدة كانت كانها حارس ضخم يحرس تلك الغرف المحاطة بالسياج ، اما الذكريات فكانت نيران تحرق جسدي .
    بعت البيت و رحلت بعيدا بحيث لن يجدني احد ، وجدت عملا ، و حاولت اطفاء نيراني بالذهاب الى المسجد ،
    هناك حيث تقف الجموع متراصة متحابة ، تنساب الى مسامها كلمات الرحمن و تهدا الانفس تحت يدي الخالق العظيم ، و مازلت اذكر ذلك اليوم ، اعتلى المنبر صبي صغير كانه ملك ، كان سعيدا و هو يتلو ايات كان قد حفظها شدني صوته العذب و براءته للجلوس و الاستماع ، انسابت كلماته من بين شفتيه تخترق الاذهان و عندما وصل الى قوله تعالى :-"و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس اولئك لهم اجر عظيم "
    احسست بكلماته تطفىء حقدي ، يالجمال هذه الكلمات!.
    فكرت بمعناها طويلا و انا انظر لبصمات الايام على وجهي ، ارغمتني الايام على نسيان ما حدث و غصت في خضم الحياة و عثراتها ، لم ارغب برؤيته بعد كل ما حدث ، و اليوم اعلم ان الدنيا انقلبت عليه وان المال الذي كان في عهدته اصبح في عهدة غيره ، سافر ابنه و تركه هناك ، ذلك المكان حيث تنبعث رائحة الموت..
    نعم في دار العجزة..
    اخبرني بذلك الاخوة في المسجد وهم يتوقعون مني ان اهرع لاتي به ، لم يكن الاب الذي تمنيت ان يكون ابي ، لم يكن الاب الذي لعب دوره بصدق في هذه الحياة ، انه اب لم يحاول يوما ان يكون ابا ، لقد زرع فيّ الحقد و سقاه ليكبر، حتى انه اطلق علي اسما كرهته مع مرور الايام .
    فلماذا علي ان احس بتانيب الضمير مع كل لحظة تمر عليه هناك ؟
    و لماذا يتردد صوت ذلك الصبي في نفسي و هو يتلو تلك الكلمات الرائعة ، تلك الكلمات التي تطفىء حقدي و تشعل تانيب ضميري الذي سرعان مايخبو و انا اتذكر كل لحظة قضيتها معه ، انه انسان لا يستحق الحياة، فلماذا علي منحها اليه مرة اخرى؟
    قال تلك الكلمات و دموعه تتساقط من عينيه ، قالها و هو يغادر ذلك المكان تركني و انا غارق في افكاري ، كدت اجن و انا افكر في كلماته ، و ما ادراني بما قاسى و انا الذي عشت بين عائلة تملؤها المحبة ، ويحفها الامان، عشت في بيت حقيقي حيث يحيطك الحب من كل جانب لينتشلك من شباك الياس ، عدت الى البيت قبلت يد ابى و اتجهت الى غرفتي استلقيت على سريري و افكاري تتخبط في مخيلتي تساؤلات كثيرة لم اجد لها اجابة ، كنت اراه يمشي في ذلك الممر حيث تنبعث روائح المواد المنظفة ابواب موصدة و اصوات بكاء مكتومة عيون اجهدتها الحياة و قلوب سحقتها الالام ، دموع لا تتوقف و زفرات تخفف من عبء الايام ، كان يمشي في ذلك الممر و فكره ينتقل الى ما وراء الجدران و عندما توقف كان الضوء يتسلل داخل احدى الغرف ليتسلل الامل الى قلب ساكن تلك الغرفة ، اندفع نحو ابيه و قبله على راسه ثم سنده بيده لياخذه الىالعالم الحقيقي ..
    و تارة اراه و قد انسته الايام ان له والد لم يعرفه قط ، والدا سيمكث ما تبقى من عمره يحاسب نفسه على ما اقترفته يداه على ما فعله بابن لن يعرف ابدا اذا كان حيا ، و سيبقى ينتظره تحت الشمس الى ان ترحل و يحل الظلام لتدق الحسرة ابواب قلبه و تذكره بذنبه ، الى ان ينتزع الامل شيئا فشيئا ، ليموت بلا امل كما عاش بلا قلب ليحب به ابنه .
    على كل حال لقد رحل ، و قد حكمت الاقدار اننا لن نعرف اسمه يوما كما اننا لن نعرف نهاية لقصته ، و لكنني اعلم انه رجل صنعته مصاعب الحياة ، رجل لن نعرف نهاية قصته ، قصة رجل... بلا اسم .[/b]



    ارجو ان تعجبكم هذي القصة
    بقلم بنت غريب gooood
    0


  2. ...

  3. #2

    رد: رجل بلا اسم

    تسلم evil girl على القصه الجميله والكلمات الرائعه وننتظر جديدك اخي سلام
    [IMG]http://img103.***********/2011/01/13/780986256.gif[/IMG]
    0

  4. #3

    رد: رجل بلا اسم

    قصة اكثر من روعة اخوي تسلم وننتظر كل جديد منك gooood
    0

  5. #4

    رد: رجل بلا اسم

    القصة رائعة جدا...
    لكن عدم وجود الهمزات على الألف في بعض الكلمات هو ما يعكر صفوها ارجو الإنتباه إلى ذلك اكثر..
    و شكراً...smile
    0

  6. #5

    رد: رجل بلا اسم

    شكرا على القصة الاكثر من رائعة انا لا استيع وصفها بالكلمات ونحن بانتظار محاولاتك القادمة

    (I'll never forget you (Mexat
    96c7c21334acc0f869f710b0e3f5456573750331b41b81d83f6d46104e170941

    0

  7. #6

    رد: رجل بلا اسم

    والله قصه قصه وبدون مجاملة قصه في قمة الروعه

    رائعه ومذهله حساسه مأثرة جميله

    لا أعرف بماذا أصف لكي جمال القصه أنتي فعلاً كاتبه ماهره جداَ

    سلمت يمناك أختي على هذه القصة الرائعه

    وتقبلي من اخوكي العاشــــــــق
    أجمل وأروع وأرق وأطيب التحايا؛؛؛
    0

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter