بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمد لله والصلاة والسلام عليك يا حبيب الله وبعد ..
--------------------------------
النظرة الأولى .. حشر الدين في العادات :
عندما يصرون على حشر الدين حشرا في العادات ، فتصبح العادة عبادة والعبادة عادة .. إنها مشكلة فظيعة سببها الجهل في المقام الأول ..
فاختلطت المفاهيم ، والنتيجة شباب جاهل ، إما إلى الغلو والتطرف وإما إلى الانفلات والصياعة ..
الأصل في العادات هو الإباحة إلا إذا تعارض مع الشرع ، وليس الأصل فيها أنها واجبة .. فماذا تجبر الناس على عاداتك وتقاليدك ، مع أنهم لديهم عاداتهم وتقاليدهم أيضا ؟
ولماذا تنكرها عليهم ؟
إنه حب الذات والأنانية ، والاعتقاد بأنه هو الوحيد المصيب في هذا العالم .. وليس التدين ..
نعم فالدين يستغل بطريقة سيئة ..
والعكس أيضا صحيح
تصبح العبادة عادة .. فما إن أفلت خارج بلده نسيها كأنها إحدى عاداته اليومية القابلة للتغيير ..
-----------------------------------------
النظرة الثانية .. المعاملة السيئة وتنفير الناس بحجة التدين :
كل ما تحتاجه لتصبح مطوعا وشيخا له كلمته ، هو أن تطيل لحيتك وتقصر ثوبك ، وتتحدث بتلك النبرة الشديدة رافعا رأسك .. !
وتنسى أن الدين حسن المعاملة .. وأنه إنما بعث صلى الله عليه وسلم ليتمم مكارم الأخلاق .. وتنسى وتنسى
لي قريب يسكن الرياض وكان يتناول مع زوجته الغداء في أحد الفنادق الفخمة ومعه أحد مدرائه وحرمه .. كن كاشفات الوجه ..
وفجأة دخل إلى المطعم رجل ذو ذقن غليظة وثوب قصير ومعه حشد يجري خلفه ..
بمجرد دخوله غطت كل النساء في الفندق وجوههن خوفا منه ، إلا امرأة قريبي والأخرى التي معها ..
فما لبث أن وقف على طاولتهم رافعا رأسه وصرخ : الحجااااااااااااااااااااااااب
وقااااال تعالى
وقااااااااااال الرسول
و فعل وترك
فقالوا له .. لكن نحن نأكل الآن ! فقال كلي من تحت الطرحة
فأبين ، فاتصل على رئيسه ، وقال " يا طويل العمر ، فيه اثنين معاهم حرمتين فاتشات ( أي كاشفات ) ويقولون إنهم زوجاتهم .. إيش انسوي طال عمرك "
إلى هنا أقطع القصة فما حدث بعد ذلك لا يهمنا ..
أسلوب فظ غليظ سيء ، وصوت عال وعدم احترام للمشاعر والخصوصية ، وسوء ظن بأنهن لسن زوجاتهم !!
أي ملتزم هذا .. جمع منكرات كثيرة في نهيه عن المنكر المختلف عليه أساسا .. ! فسبحان الله ..
ولنفرض جدلا أنه صواب وأنه وأنه ، كل ما كسبه الآن هو تنفير الناس .. ونسي أنه صلى الله عليه وسلم إنما بعث مبشرا لا منفرا ..
هذا من أبسط الأمور ، لكن عندما يتطور الأمر إلى الإيذاء والاعتداء بالضرب ، أو حتى القتل ، فهنا لابد من محاسبة المقصر كما يكافأ المجتهد ..
بل وبأقصى العقوبات !
--------------------------------------
النظرة الثالثة .. الشباب في كبت !
القنوات والإنترنت في كل بيت ، ونعلم ما فيهما من ( بلاوي ) تثير حتى الجماد الساكن .. فماذا يفعل شبابنا ؟
يتزوجون ! إنها الإجابة العفوية والفورية ، لكن أنّى لهم الزواج ، والمهور في غلاء ، والبيوت في ضياع ؟
لا يستطيع الشاب أن يتزوج إلا بعد أن يتوظف .. أي في سن 24 سنة تقريبا ..
هذا إن استطاع أساسا ! وتكاليف الزواج تقص الظهر ، من مهر وفرش وبيت وإسراف في الولائم ومبالغة في المظاهر الباهتة ، بحجة أنها ليلة العمر وما إلى ذلك ..
يا أخي مد رجلك على قد فراشك !!
ولكم أن تنظروا إلى ما أدى إليه الكبت والبطالة من إجرام وصياعة وانحراف وشذوذ جنسي .. وسوقا رائجا لسماسرة الدعارة والجنس ..
--------------------------
النظرة الرابعة .. النظرة للمرأة :
ينظر ذلك الجاهل إلى المرأة ، بأنها وسيلة لهو ومتعة وقضاء شهوة ، وتناسى أنها إنسانة لها حقوقها وعليها واجبتها ..
فأهانها لو كانت أختا أو زوجة ، ومسح بها البلاط ، وحتى لو كانت في الشارع فإنها لن تسلم من المضايقات والمعاكسات ..
كيف للمرأة أن تعمل وكل هذه النظرة الدونية لها ؟
يتزوج واحدة تلو الاخرى ، ويرمي هذه ويطلق تلك ، كالبهيم في هذه الحياة كل همه المال والجنس !
كل ما أطالب به هنا هو أن تنظر إليها كأخت ، كإنسانة على الأقل !!
ثم يأتي ويتفلسف .. والله الحمد لله المرأة هنا واخذة حقوقها معززة مكرمة والاسلام كرم المرأة وبدأ كأنه شريط ..
نعم الإسلام كرمها ، فطبق ذلك الإسلام الذي تدعيه !!
معززة مكرمة قال ! حقوق الإنسان تشتكي وتإن من كثرة القضايا والجرائم ، وعدم إعطائها أدنى حقوقها كإنسانة ..
الإسلام شرع التعدد ، لكن بشرط العدل ! وأي عدل نرى ؟
والضحية هم الأولاد .. والمجتمع ..
وقبلهما الزوجة والأم المسكينة ..
والكلام يطول .. وأختم هنا
---------------------------
وصلى الله على سيدنا محمد ..
المفضلات