وفقة تامل عميقة يقفها امامنا الحسن البصري احد الذين ترعرعوا في بيوت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يشاهد مجموعة من اليهود والنصارى يزاولون مهنة الطب الشريفة
والمسلمون عن هذه المهنة قد حاذوا
وهم اصحاب الطاقات الهائلة والعزائم القوية
واصحاب الدين الذي جعل طلب العلم فريضة على كل مسلم
مشهد لم يحتمل امامنا ان يمر عليه دون ان يطبع عليه بكلامه الذي يجبر خاطر كل انسان فنطق في تاسف وبنبرة حزن هذه الكلمات .. "رحم الله اهل الاسلام اضاعوا نصف العلم"
هنا ياتيه متسائل ممن سمعوا كلامه هذا يساله عن السبب الذي جعله يمتعض من اهل الكتاب المشتغلين في هذه المهنة الشريفة
فيرد عليه قائلا في غيرة شديدة على هذه الامة..." اني لا أمنهم على اعراض المسلمين"
هذه اللفتة من امامنا بلغت في وقتها مبلغا عظيما في قلوب اهل الهمم من المسلمين
تلك الكلمات كانت كالبرق الصاعق ايقظت اصداه النائم في جحره
و احيت عزائم طالبي العلم فما قبلوا الا بتحقيق الاكتفاء لانفسهم فنبغوا اساتذة للدنيا في جميع العلوم
فاصبح المجتمع المسلم علما مضيئا يرفرف في سماء هذه الدنيا بكوادره المسلمة
.
واليوم يا شباب امة المليار الفتي الا يكون لصدى هذه الكلمة وقع في نفوسكم
فقد كان امامنا لبيبا عارفا بقدر العلم في رفعة الاسلام
كان يعلم علم اليقين ان قيادة هذه الارض حين يتصدرها المسلمون بارعين حاذقين في جميع علوم الحياة لهو امر عظيم الشان
ففي ذلك صلاح للفرد والمجتمع والكون باسره
.
فهلا انتفضنا الهمم والعزائم من جديد واعدنا لهذه الامة مجدها التليد
.
فنحن لانريد ان نظل مجرد مستوردين حتى لابرة رفيعة نخيط بها ثوبنا
فنحن لانريد ان نجلب بقايا اختراعاتهم الينا بل نريد ان نخترغها نحن ونصنعها نحن هنا في ارضنا
لانريد اذا استعصى على اطبائنا امر ان يرسلوا المريض الى بلاد الغربة بل نريد ان نجد الطبيب الحاذق في بلادنا
نحن لانريد ان نرسل نوابغنا الى غيرنا يسيرونهم كما شاؤوا وفقا لمصالحهم بل نريد ان نصنعهم نحن بايدينا وعقولنا
نحن لا نريد ولا نريد
فاين اذن هي طاقات شبابنا مما نريد
اين طاقاتنا واموالنا واوقاتنا التي هدرت في توافه الامور
كلام كثير وكثير يجول ويصول في خاطري
وخلاصته
قد استوردنا مافيه الكفاية بل مايزيد حتى اتعبتنا وارهقتنا كثرة الاستيراد
وقد طالت فترة النقل ولم تاتي فترة الابداع بعد
افلا نعيد من جديد تاريخ اساتذتنا
افلا يكون كلام امامنا مشعل ثورة علم تقوم من جديد
و بقية الحديث اتركه لكم
لكن
قبل ذلك
اتركم مع هذه الكلمات التي انهالت علي تترجم الموضوع ابياتا شعرية جد متواضعة
فاقبلوها مني
(يتبع)
المفضلات