الحمدلله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين
اللهم نسألك العمل و الصلاح في رفع شريعتك و شريعة نبيك عليه الصلاة و السلام
اللهم نسألك حسن العمل و حسن المنقلب يا حي يا قيوم يا عزيز يا حكيم
"
"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثر سؤال الاخوة والاخوات عن القصة الصحيحة لموسى عليه السلام مع الرجل الصالح
التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في سورة الكهف
وساذكرها لكم اليوم اعتمادا على دروس الشريعة الاسلامية لتفسير القران الكريم
في اكادمية المجد المفتوحة
والذي قدمها الشيخ/ عبد العظيم بدوي
وساذكــرها على شكل دروس متقطعة حتى لا يمل القارئ
وهذا الجزء الاول
"
"
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا ﴿60﴾ فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا ﴿61﴾ فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آَتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا ﴿62﴾ قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا ﴿63﴾ قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آَثَارِهِمَا قَصَصًا ﴿64﴾ فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ﴿65﴾ قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ﴿66﴾ قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿67﴾ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ﴿68﴾ قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ﴿69﴾ قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا ﴿70﴾﴾[الكهف:60-70].
"
"
سببَ ارتحالِ موسى إلى الخَضِرـ عليهما السلامُ ـ
في كتاب البخاري للتفسير ذكر هذا الحديث
قال ابن عباس: حدثني أبي بن كعب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : (موسى رسول الله -عليه السلام- قال: ذكَّر الناس يوماً حتى إذا فاضت العيون، ورقت القلوب، ولى، فأدركه رجل فقال أي رسول الله هل في الأرض أحد أعلم منك؟ قال: لا؛ فعتب عليه إذ لم يرد العلم إلى الله.
قيل: بلى .
قال موسى : أي رب فأين ؟
قال: بمجمع البحرين .
قال موسى : أي رب اجعلي علماً أعلم ذلك منه .
قال: حيث يفارقك الحوت.
قال: خذ نوناً ميتاً حيث ينفخ فيه الروح.
(فأخذ موسى حوتاً فجعله في مكتل، فقال لفتاه لا أكلفك إلا أن تخبرني بحيث يفارقك الحوت.
قال الفتى : ما كلفت كثيراً.
فذلك قوله جل ذكره ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ ﴾ يوشع بن نون)،
قال الرواي: (فبينما هو في ظل صخرة في مكان ثريان إذا تضرب الحوت وموسى نائم.
فقال فتاه يوشع بن نون: لا أوقظه، حتى إذا استقظ نسي أن يخبره، وتضرب الحوت حتى دخل البحر فأمسك الله عنه جرية البحر حتى كان أثره في حجر) .
قال لي عمر: هكذا كان أثره في حجر وحلق بين أبهمتيه واللتين تليانهما .
﴿ لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا ﴾ قال: قد قطع الله عنك النصب، أخبره فرجع، فوجدا خضرا.
قال لي عثمان بن أبي سليمان: على طنفسة خضراء على كبد البحر.
(حوار بين موسى والرجل الصالح)
قال سعيد بن جبير: مسجى بثوبه: قد جعل طرفه تحت رجليه، وطرفه تحت رأسه، (فسلم عليه موسى، فكشف عن وجهه،
وقال الرجل الصالح : هل بأرضي من سلام من أنت ؟
قال موسى: أنا موسى .
قال الرجل الصالح: موسى بني إسرائيل ؟
قال موسى: نعم .
قال الرجل الصالح: فما شأنك ؟
قال موسى: جئت؛ لتعلمني مما عملت رشدا.
قال الرجل الصالح: أما يكفيك أن التوراة بيديك وأن الوحي يأتيك؟
يا موسى، إن لي علماً لا ينبغي لك أن تعلمه، وإن لك علماً لا ينبغي لي أن أعلمه، فأخذ طائر بمنقاره من البحر فقال: والله، ما علمي، وما علمك في جنب علم الله إلا كما أخذ هذا الطائر بمنقاره من البحر.
حتى إذا ركبا في السفينة، وجداً معابر صغاراً تحمل أهل هذا الساحل، إلى أهل هذا الساحل الآخر، فعرفوه، فقالوا: عبد الله الصالح ؟
( قالوا: عبد الله الصالح، لا نحمل بأجر، فخرقها ووتد فيها وتدا.
قال: موسى: أخرقتها؛ لتغرق أهلها؟ لقد جئت شيئاً إمرا) .
قال مجاهد: إمراً يعني منكراً .
قال الرجل الصالح:: ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبراً .
قال الرواي : كانت الأولى نسياناً، والوسطى شرطاً، والثالثة عمداً .
قال موسى : ﴿لا تؤاخذني بما نسيت، ولا ترهقني من أمري عسراً﴾ .
( لقيا غلاماً فقتله) .
قال يعلى، قال سعيد: وجد غلماناً يلعبون، فأخذ غلاماً كافراً ظريفاً، فأضجعه ثم ذبحه بالسكين، قال: أقتلت نفسا زكية بغير نفس، لم تعمل بالحنث.
(انطلقا فوجدا جداراً يريد أن ينقض فأقامه) .
(قال: لو شئت لاتخذت عليه أجرا).
قال سعيد: أجراً نأكله .
وكان ورائهم، وكان أمامهم، قرأها ابن عباس: أمامهم، (وكان ورائهم ملك) يزعمون عن غير سعيد: أنه هُدَد بن بُدَد. والغلام المقتول اسمه يزعمون جيسور.
(ملك يأخذ كل سفينة غصبا فأردت إذا هي مرت به أن يدعها لعيبها، فإذا جاوزوا أصلحوها فانتفعوا بها، ومنهم من يقول: سدوها بقارورة، ومنهم من يقول: بالقار، كان أبواه مؤمنين، وكان كافرا؛ فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا: أن يحملهما حبه على أن يتابعه على دينه، فأردنا أن يبدلهما ربهما خيراً منه زكاة وأقرب رحما، لقوله أقتلت نفساً وزكية، وأقرب رحما هما به أرحم منهما بالأول الذي قتل الخضر، وذهب غير سعيد: أنهما أبدلا جارية، وأن داود بن أبي عاصم قال: عن غير واحد إنها جارية ) .
هكذا أورد البخاري -رحمه الله- هذا الحديث.
ملاحظة: الاسطر بهذا اللون هي تعليقات رواة الحديث للقصة
المفضلات