اللهب الازرق
في وسط غابة كثيفة كان هنالك شاب يمشي بخطى بطيئة حاملا خريطة وقد بدت الحيرة على وجهه,و كان يتساءل بينه وبين نفسه اين أوصلته قدماه حين ناداه صوت بقوله (ياهذا),التفت الشاب يمنة ويسرة لكنه لم يجد مصدر الصوت..فجأة قفز إليه شاب من اللامكان كما بدا له للوهلة الأولى, كان جولياث مضطرباً فهو غريب عن هذا المكان ولم يتوقع أن يرى أشخاصا تنزل عليه بهذه الطريقة, تأمل جولياث للحظة في الشاب الواقف امامه كان فتى الخامسة عشرة تقريبا وقد ارتسمت على وجهه ملامح صبيانية.... قاطع الفتى تأمل جولياث الذي لم يدم لحظات بسؤاله:
-هل تريد الذهاب للقرية؟ تبدو تائه هل ارشدك؟
-أ..أتعرف الطريق إلى مدينة لافوراتو؟
-لافوراتو ؟ أنت بعيد جدددا عن هناك.
- آه ياويلي... بعد قطع كل هذه المسافة...لم أصل بعد...
سادت لحظة صمت مشابة بجو الاحباط الذي يشعر به جولياث...
إلى أن اقترح الفتى على جولياث الذهاب إلى نزل القرية التي يعيش بها فيستريح هناك ثم يتابع رحلته, وافق جولياث على اقتراح الشاب ومضى معه, في الطريق سأل جولياث الشاب عن اسمه فأخبره أن اسمه سورايانو, وظل جولياث طوال الطريق في محاولة تهجئة الاسم, ولكن الفتى بدا معتادا على هذا الامر.
عندما وصلا لنزل القرية الذي بدا شبه مهجورمن الخارج, حيث كانت الرسومات والكتابات تعلو جداره المهترئ, فعزى جولياث نفسه بأن المظاهر الخارجية لا تدل على الجوهر لكنه سرعان ما غير رأيه بعد استماعه لكلام صاحب النزل الذي من نظرته الناعسة وصوته البارد تشعر أنه لايريد الزبائن في نزله ومما يؤكد على ذلك كلامه الذي ظل يرن في أذني جولياث والذي محتواه:
لدينا أغلى أسعار يمكن أن تصادفها في حياتك كما لدينا أسوأ طعام يمكن أن تذوقه في حياتك, كما لدينا أردأ فراش يمكن أن تنام عليه في حياتك، بالإضافة إلى الرائحة النتنة وعدم توفر دورة المياه....
وهذا يعني اسوأ نز ل يمكن أن تبيت فيه في حياتك.
زاد احباط جولياث وكان سورايانو يتمتم مفكرا( في حياتك ).....
لي عودة...
المفضلات