شجـــرة الــدر من أجمل الشجــار واروعهــا
لكــنها
ليست بشجــرة ..
لا تملك اغصانا ولا تملك اوراقا ولا تملك جذورا ..
انها شجــرة الــدر ..
عانقها التاريخ ..
لتصبح حزء منه ..
كانت شجرة الدرّ جارية تركية (أو شركسية أو رومانية لأن المؤرخين اختلفوا على جنسيتها)
اشتراها الملك نجم الدين المصري أوائل العام 1240 ففتنته بجمالها الأخاّذ وثقافتها وذكائها الحاد الذي مكنّها سريعاً من اعتلاء السلم الإجتماعي في قصر سيدها...
وصولاً إلى قلبه فكرسيّ المُلك إلى جانبه. أسدت إليه النصائح القيّمة التي ساعدته على تثبيت حكمه فتزوجها وأنجبت له ابناً،
ولما قرر والده الملك تعيين شقيقه وريثاً للعرش بدلاً منه، ساندته شجرة الدر في ثورته على أبيه. وخططت بذكاء لتصبح يد زوجها اليمنى ووليّة نعمته، عاكسة بالتالي الحال بينهما. فكانت ترافقه في حملاته العسكرية مستعملة دهاءها الرفيع لجعله يكسب معاركها.
ولما أُسر في إحداها سبعة أشهر، ساومت أعداءه على تركه حراً وعلى مساندته في حربه على والده، شرط أن يقدم لهم عرش إحدى الولايات المجاورة. فسارت مع زوجها إلى القاهرة حيث هزما شقيقه، واسترجعا العرش. وباتت مكانتها متميّزة في البلاط الملكي إذ لم يكن أي دور للنساء مهما علا شأنهن، لا بل باتت هي الملكة من دون منازع، تحكم إلى جانب الملك... ومن ثم نيابة عنه بعدما مرض.
وكرّست شجرة الدر موقعها عندما لاح خطر هجوم الصليبيين في الأفق. فأقسمت لزوجها المشرف على الموت أنها ستقضي عليهم في حملتهم.
خططت، وربحت المعركة تلو الأخرى، هاجمة على رأس جنودها... وخافية عنهم نبأ وفاة الملك خوفاً من البلبلة التي ستؤدي إلى الخسارة. لكنها أدركت أنها لن تستطيع إخفاء الأمر طويلاً خصوصاً أن الصليبيين باتوا على وشك الإنهزام، فاستعملت ذكاءها مرة جديدة لدرء الخطر عنها: استدعت ابن زوجها تورانشاه وأمرت رجال الدولة أن يحلفوا له يمين الولاء... فيما كان يُدعى لها على منابر المساجد.
ولم يكد يبلغ حكم تورانشاه شهرين حتى عم الفساد والطغيان كل دوائر الدولة. وبدأ يشكل خطراً كبيراً على المكاسب التي حققتها شجرة الدر مهدداً بخراب الوطن، فخططت لقتله... واستلمت وحدها الحكم لشهرين كاملين، ناشرة السلام في أرجاء المملكة التي نعمت بحكم عادل وعاقل ومزدهر. وأخذت الأحكام تصدر باسمها ونُقش اسمها على الدراهم والدنانير.
وعرفت في قرارة نفسها أن الشرق العربي لن يسمح لامرأة باعتلاء العرش، على رغم أنها طلبت أن تنادى بالسلطانة وأن تلقّب الملكة شجرة الدر أم خليل المستعصمية، نسبة إلى الخليفة المستعصم ... أملاً في أن يعترف لها الخليفة العباسي في بغداد بالحكم.
إلا أنه لم يرق للعباسيين أن تتولى امرأة الحكم المصري، وبدأت الخلافات تلوح في الأفق مهددة مكانة شجرة الدر التي استدركت الأمر فوراً، عارضة الزواج على قائد عسكرها عز الدين أيبك... شرط أن يطلّق زوجته ويتخلى عن ابنه المنصور علي، منعاً لنقل العرش إليه.
وشعرت شجرة الدر للمرة الأولى في حياتها أنها في أمان، فهي "المسيطرة عليه من دون أن يكون له حق الإعتراض"، كما قال أحد المؤرخين في تلك الفترة. فزوجها شاب، يحبها ويحترمها ويعترف بموقعها المميز. وهي وقعت في حب ذلك العسكري المفتول العضلات الذي كان يدين لها بالولاء.
إلا أن الزوج بات ملكاً... وملكاً قرر الزواج مرة ثانية. ولما ترامى الخبر الى مسامع شجرة الدر، جن جنونها حقداً وغيرة خصوصاً أنها علمت أنه سينزلها من قصر القلعة إلى دار الوزارة في القاهرة ليهيّئه لاستقبال العروس.
ولما تأكدت أنه سيتخلص منها نهائياً، خططت مرة أخرى لتبقي زمام الحكم في يديها. فأمرت جواريها (في روايه اخرى غلمانها ) إذا دخل عليها الملك المعز أن يفتكن به والطريقة التي اردن قتله بها مضحكه جدا فلما دخل عليها أمسكن به وقمن بضربه بالقباقيب على رأسه حتى مات .
ولما ذاع خبر مقتله، حاولت شجرة الدر الإحتماء عبر وضع أحد الأمراء المماليك على العرش، إلا أن محاولاتها باءت بالفشل. فاستغلت الزوجة الأولى المنبوذة للملك القتيل الوضع لتحرّض الأمراء المناصرين لزوجها عليها. فتم القبض على شجرة الدر التي وضعت في السجن الإفرادي في البرج الأحمر في القلعة حيث قتلها ابن زوجها انتقاماً.
وتقول إحدى الروايات أن الجواري ضربنها بالقباقيب حتى الموت فيما تذكر أخرى أن جثتها شبه العارية رميت من أعلى شرفة في القصر. فدفنها مناصرون لها، ونقلوا عظامها إلى المسجد الذي يحمل اسمها اليوم.
وطوت شجرة الدر بموتها صفحة فريدة من تاريخ مصر القديم الذي ترك في ما بعد عرضة للغزو التتري والصليبي.
حاولت جاهدا البحث عن سبب تسميتها شجرة الدر لكن فشلت وللأسف الشديد ..
اتمنى ان الموضوع اعجبكمــــــــ
المفضلات