مشاهدة النتائج 1 الى 7 من 7
  1. #1

    إلحقوا الشيخ عبدالله في آخر عمره إلزموه وخذوا علمه

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين

    نبينا محمد وعلى آلــه وصحبه أجمعين
    ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
    أمـــــــــــــــا بعـــــــــــــــد:ـ
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    كيف الحال أحبتي في الله
    إن شاء الله بأتم نعمة وصحة وعافية
    في البداية أكيد كلكم خفتوا وقلتوا من الشيخ عبدالله؟؟؟
    فأقولكم كل علمائنا عباد لله
    لحظة لحظة لحظة
    لا تطلعوا برى الموضوع كملوا القرائة
    رجاءً
    فالموضوع بسيط وتكلمت فيه بأسلوب مبسط
    ولكن في البداية سأذكر قصة حدثت لي
    كلنا يعرف الشيخ المقرئ أحمد خليل شاهين
    والبعض أكيد لا يعرفه
    أنا عن نفسي كنت أسمع فيه ولكن لم أكن مهتماً به
    وإذا جاء في الإذاعة فإني أغلق الراديو
    لأن نفسي المقصرة تأمرني بذلك
    وكان الشباب يثنون عليه ويمدحونه بعلمه في القراءات
    وأنا لم أرد الحضور عنده
    المهم
    وفي يوم من الأيام
    وهو يوم السبت الماضي
    قدر الله لي أن أسجل في إحدى الحلقات الصيفية لتحفيظ القرآن الكريم
    وقدر الله أن يكون هذا الشيخ المقرئ من مدرسي هذه الدورة المكثفة
    أول مارأته عيناي قلت سبحان الله هذا الرجل دايم أسمع به وجاء اليوم الي أشوف وش عنده
    مرت الأيام وسبحان الله ألقى علينا هذا الشيخ كلمة
    لله دره لم أسمع مثلها في حياتي
    كلمة غاية في الجمال غاية في التناسق غاية في الحسن غاية في التأثير
    ثم تلى تلاوة بإحدى الروايات
    فياالله ماأجمل التلاوة >> وسأضعها لك في قسم الصوتيات إن شاء الله <<
    دهشت من أسلوبه وقلت في نفسي
    يالله هذا الشيخ الي كان مفروض تتواجد معه من زمان
    على الأقل تاخذ ولو قطرات من علمه لان القطرات هذه راح تزيد إلى رصيد فهمك وتصبح تعلمت شيئاً جديداً مفيداً
    وتندمت على الأيام الماضية التي فرطتها وأنا بعيد عن هذا الشيخ
    ولا أدري هل سأستمر معه بجانبه أم لا
    المهم
    أحبتي
    تستفيدون من هذه القصة
    أن العلماء فضلهم عظيم وكبير ولا أحد يعرف قيمتهم الحقيقة
    والمشكلة أن أكثرنا >> وأنا منهم للأسف << لا يعرف العالم إلا بعد موته
    مثلاً لديك الشيخ بن قعود رحمه الله لم يعرفه أحد إلا قلة ولكن عند موته بكوا علمه وتمونا رجوعه لأخذ علمه
    فلماذا نستمر بهذا الخطأ
    الآن علمائنا كلهم قد بلغوا عمراً كبيراً أسأل الله أن يطيل أعمارهم
    ولكن هل إذا مات الشيخ فلان بكيناه وندبناه وتمنيا رجعته
    أحبتي في الله
    لا حجة لني ولكم
    أقيمت علينا الحجة
    فانظروا إلى المواقع الإسلامية التي تنقل بها الدروس العلمية والخطب
    مثلا موقع
    >>> www.liveislam.com <<<
    من أكبر المواقع
    وبه دروس يومية لكبار العلماء والمشائخ حفظهم الله
    فلماذا لا نفتح أحد الدروس ونسمعه مجرد سماع فقط ونحن نتصفح
    وفي بداية الأمر لنجعل الأمر مجرد سماع
    ثم بعد ذلك نجعله استماع
    ثم بعد ذلك نجعله تركيز وتلخيص
    صدقوني المسألة سهلة ولكن عليكم المحاولة
    لو الفرد منا يفهم شرح حديث واحد فقط
    ففي السنة سيفهم شرح 360 حديث وإذا كان في اليوم حديثين ففي السنة 660 حديث وهكذا
    وقد يقول قائل
    سنة طويلة فأقول كم مرت من سنين ولم تستفد ولو حديث
    فهيا بنا
    أحبتي في الله
    لو كانت هذه الوسائل والدروس امباشرة والنقل الحي للدروس والمحاضرات في عهد السلف هل كانوا سيتهاونون به مثلنا
    لا بل ربما جعله من الواجبات على أبناءهم وأنفسهم
    فالله الله
    لا اريد الإطالة عليكم
    ولكن هنا سآتي إلى تلخيص آخر
    وهو عن طلب العلم وحكمه وفضله وآدابه
    ولا تخافوا فالتلخيص مبسط وتركت أقوال أهل العلم المتعمقه وأخذت اليسيرة والمفهومة
    ***************
    يتبع...
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
    الي يريد إيميلي يرسلي رساله خاصة
    attachment
    شهادة أعتز بها



  2. ...

  3. #2
    6- أن أهل العلم هو القائمون على أمر الله تعالى حتى تقوم الساعة
    ويستدل لذلك بحديث معاوية – رضى الله عنه – يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم والله يعطي ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله )) . رواه البخاري.
    وقد قال الإمام أحمد عن هذه الطائفة: (( إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم )).
    وقال القاضي عياض – رحمه الله - : (( أراد أحمد أهل السنة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث)).
    7- أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يرغب أحداً أن يغبط أحداً على شيْ من النعم التي أنعم الله بها إلا على نعمتين هما:
    1-طلب العلم والعمل به.
    2- التاجر الذي جعل ماله خدمة للإسلام.فعن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا حسد إلا في اثنتين: رجل أتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حكمةً فهو يقضي بها ويعلمها))
    8- ما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً فكان منها طائفة طيبة، قبلت الماء، فأنبتت الكلأ والعُشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصاب طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تُمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقُُه في دين الله ونفعهُ ما بعثني الله به ، فعلم وعلم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ، ولم يقبل هُدى الله الذي أرسلتُ به))
    9-أنه طريق الجنة
    كما دل على ذلك حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( ومن سلك طريقا يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة )) رواه مسلم.
    10- إرادة الخير
    في حديث معاوية – رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلىالله عليه وسلم: (( من يرد الله به خيراً يُفقهه في الدين ))أي يجعله فقيهاً في دين الله – عز وجل - ، والفقه في الدين ليس المقصود به فقه الأحكام العملية المخصوصة عند أهل العلم بعلم الفقه فقط، ولكن المقصود به هو: علم التوحيد، وأصول الدين، وما يتعلق بشريعة الله – عز وجل -.ولو لم يكن من نصوص الكتاب والسنة إلا هذا الحديث في فضل العلم لكان كاملاً في الحثً على طلب علم الشريعة والفقه فيها.
    11-أن العلم نور
    يستضيء به العبد فيعرف كيف يعبد ربه، وكيف يعامل عباده، فتكون مسيرته في ذلك على علم وبصيرة.
    12-أن العالم نور يهتدي به الناس في أمور دينهم ودنياهم
    وكلكم تعرفون قصة الرجل الذي من بني إسرائيل قتل تسعا ًوتسعين نفساً، فسألعن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عابد فسأله هل له من توبة ؟ فكان العابد استعظم الأمر فقال: لا. فقتله فأتم به المائة، ثم ذهب إلى عالم فسأله فأخبره أن له توبة وأنه لاشيء يحول بينه وبين التوبة ، ثم دله على بلد أهله صالحون ليخرج إليها،فخرج فأتاه الموت في أثناء الطريق ... إلى آخر القصة والقصة مشهورة فانظر الفرق بين العالم والجاهل.
    13-أن الله يرفع أهل العلم في الآخرة وفي الدنيا
    أما في الآخرة فإن الله يرفعهم درجات بحسب ما قاموا به من الدعوة إلى الله – عز وجل – والعمل بما علمـوا ، وفي الدنيا يرفعهم الله بين عبـاده بحسب ما قاموا به. قال الله تعالى: { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ { (المجادلة: الآية11).
    ومحبتنا للعلماء الربانيين أكبر دليل حسي ملموس على هذا الشيء
    14ـ العلم مهذب للنفوس :
    سئل سفيان بن عيينة عن فضل العلم فقال : ألم تسمع قوله حين بدأ به { فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك}[ محمد:19 ] فأمر بالعمل بعد العلم .
    وقد بوَّب الإمام البخارى بابًا فقال: " باب العلم قبل القول والعمل" ،لقوله تعالى : { فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك } [ محمد:19 ]
    فالعلم مقدم على القول والعمل ، فلا عمل دون علم ، وأول ما ينبغي تعلمه " التوحيد " و "علم التربية " أو ما يُسمَّى بعلم " السلوك " فيعرف الله تعالى ويصحح عقيدته ، ويعرف نفسه وكيف يهذبها ويربيها .
    15ـ العلم نور البصيرة :
    إنه نور يبصر به المرء حقائق الأمور ، وليس البصر بصر العين ، ولكن بصر القلوب ، قال تعالى : { فإنَّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور } [الحج:46] ؛ ولذلك جعل الله الناس على قسمين : إمَّا عالم أو أعمى فقال الله تعالى : { أ فمن يعلم أنَّما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى }
    [ الرعد:19] .
    16ـ العلم يورث الخشية من الله تعالى :
    قال الله تعالى : {إنَّما يخشى الله من عباده العلماء } [ فاطر : 28]
    وقال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا } [ الإسراء : 107-109 ]
    17ـ طلب الاستزادة من العلم :
    وقد أمرنا الله تعالى بالاستزادة من العلم وكفى بها من منقبة عظيمة للعلم ، فقال الله تعالى : { وقل رب زدني علمًا } [ طه: 114] ، قال القرطبي : فلو كان شيء أشرف من العلم لأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يسأله المزيد منه كما أمر أن يستزيده من العلم.

  4. #3
    أولاً :

    تعريف العلم


    لغة: نقيض الجهل، وهو: إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكاً جازماً.

    اصطلاحاً: فقد قال بعض أهل العلم: هو المعرفة وهو ضد الجهل، وقال آخرون من أهل العلم: إن العلم أوضح من أن يعرف.
    يقول ابن حجر رحمه الله في أول شرحه لكتاب العلم من صحيح البخاري : ( والمراد بالعلم العلم الشرعي الذي يفيد معرفة ما يحب على المكلف من أمر دينه في عبادته ومعاملاته والعلم بالله وصفاته ، وما يجب له من القيام بأمره وتنزيهه عن النقائص )
    فالعلم الشرعي هو الذي يكون فيه الثناء ويكون الحمد لفاعله،
    فضائل العلم
    وقال تعالى : { إنما يخشى الله من عباده العلماء }
    وقال تعالى : { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }
    قال صلى الله عليه وسلم ((من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ))
    وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر))
    وقال صلى الله عليه وسلم (( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة ))
    وقال صلى الله عليه وسلم ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبقى عالماً اتخذ الناس رؤوساً
    جهّالاً فسئلوا فأفتوا بغير علمٍ فضلوا وأضلوا ))





    فلذلك نستنتج من بعض فضائل طلب العلم
    1-أنه إرث الأنبياء

    فالأنبياء – عليهم الصلاة والسلام – لم يورثوا درهماًَ ولا ديناراً وإنما ورثوا العلم، فمنْ أخذ بالعلم فقد أخذ بحظ وافر من إرث الأنبياء، فأنت الآن في القرن الخامس عشر إذا كنت من أهل العلم ترث محمداً صلى الله عليه وسلم وهذا من أكثر الفضائل. وكفى بك فخراً أن تكون مِن مَن ترث النبي صلى الله عليه وسلم
    2- أنه يبقى والمالي يفنى
    فهذا أبو هريرة - رضي الله عنه – من فقراءالصحابة حتى إنه يسقط من الجوع كالمغمي عليه وأسألكم بالله هل يجري لأبي هريرة ذكر بين الناس في عصرنا أم لا ؟ نعم يجري كثيرا فيكون لأبي هريرة أجر من انتفع بأحاديثه، إذ العلم يبقى والمال يفنى، فعليك يا طالب العلم أن تستمسك بالعلم وكم من رجل ثري مات ومات أثره خلفه ناهيك عمن مات ومازال سوء ذكره بالألسن.
    فقد ثبت في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إذا مات الإنسان، انقطع عمله إلا من ثلاث؛ صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ))
    3- أنه لا يتعب صاحبه في الحراسة
    لأنه إذا رزقك الله علماً فمحله في القلب لا يحتاج إلى صناديق أو مفاتيح أو غيرها، هو في القلب محروس، وفي النفس محروس، وفي الوقت نفسه هو حارس
    لك؛ لأنه يحميك من الخطر بإذن الله – عز وجل – فالعلم يحرسك، ولكن المال أنت تحرسه تجعله في صناديق وراء الإغلاق، ومع ذلك تكون غير مطمئن عليه وكثير القلق
    4-أن الإنسان يتوصل به إلى أن يكون من الشهداء على الحق
    والدليل قوله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ } (آل عمران: الآية18). فهل قال: (( أولو المال))؟ لا، بل قال : { وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ } فيكفيك فخراً يا طالب العلم أن تكون ممن شهد لله أنه لا إله إلا هو مع الملائكة الذين يشهدون بوحدانية الله – عز وجل – وأن الله قد جمعك في آية مع نفسه عز وجل ومع الملائكة.
    5- أن أهل العلم هو أحد صنفي ولاة الأمر الذين أمر الله بطاعتهم
    في قوله تعالي: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } (النساء:الآية59). فإن ولاة الأمور هنا تشمل ولاة الأمور من الأمراء والحكام، والعلماء وطلبة العلم؛ فولاية أهل العلم في بيان شريعة الله ودعوة الناس إليها وولاية الأمراء في تنفيذ شريعة الله وإلزام الناس بها.

    يتبع...

  5. #4
    *
    ثانياً
    فضل العلماء
    1 ــ العلماء هم الثقات :
    قال الله تعالى : { شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائمًا بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم } [ آل عمران : 18]
    فأهل العلم هم الثقات العدول الذين استشهد الله بهم على أعظم مشهود ، وهو توحيده جل وعلا .
    2 ــ مديح الله تعالى للعلماء :
    وقد مدح الله أهل العلم وأثنى عليهم ، فجعل كتابه آيات بينات في صدورهم ، به تنشرح وتفرح وتسعد .
    قال الله تعالى : { بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون } [ العنكبوت:49]
    3 ــ العلماء ورثة الأنبياء :
    وهم أهل الذكر ،الذين أمر الناس بسؤالهم عن عدم العلم قال الله تعالى : { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } [ النحل:43]
    4 ــ رفع درجات أهل العلم والإيمان خاصة :
    قال تعالى : { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}[ المجادلة :11 ]
    5 ــ لا ينقطع عمل العالم بموته :
    بخلاف غيره ممن يعيش ويموت ، وكأنَّه من سقط المتاع ، أمَّا أهل العلم الربانيون الذين ينتفع بعلمهم من بعدهم فهؤلاء يضاعف لهم في الجزاء والأجر شريطة الإخلاص عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة : إلا من صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له )) [ أخرجه مسلم].
    6 ــ رحمة الله تتنزل على العالم والمتعلم :
    وكل ما في الدنيا هالك وإلى زوال ، تتنزل عليه اللعنات ، والمرحوم من ذلك صنفان من النَّاس : أهل العلم وطلبته ، والعابدون الذاكرون الله كثيرًا .
    عن أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( ألا إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم أو متعلم )) [ أخرجه الترمذي وقال : حسن غريب ]
    7 ــ بالعلم يكثر أجر العامل :
    وبالعلم يعظم أجر المؤمن ، ويصحح نيته ، فيحسن عمله ، وإذا كان النَّاس لا يشغفون بالمال عن العلم ، فإنَّ فضل العلم على المال أعظم ، وقد فصل لنا الشرع في هذه القضية ، فقد قسَّم رسول الله النَّاس على أصناف أربعة ، جعل الناجين منهم صنفين ، وهما من تلبث بالعلم .
    فعن أبي كبشة الأنماري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( ثلاثة أقسم عليهن ، وأحدثكم حديثا فاحفظوه . قال : ما نقص مال عبد من صدقة ، ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عزا ، ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر أو كلمة نحوها . وأحدثكم حديثا فاحفظوه قال : إنما الدنيا لأربعة نفر : عبد رزقه الله مالا وعلما ، فهو يتقي فيه ربه ، ويصل فيه رحمه ، ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل . وعبد رزقه الله علما ، ولم يرزقه مالا ، فهو صادق النية يقول : لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء . وعبد رزقه الله مالا ، ولم يرزقه علما ، فهو يخبط في ماله بغير علم ، لا يتقي فيه ربه ، ولا يصل فيه رحمه ، ولا يعلم لله فيه حقا ، فهذا بأخبث المنازل .وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما ، فهو يقول : لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان ، فهو بنيته فوزرهما سواء )) [ أخرجه الترمذي وقال : حسن صحيح]
    والشاهد هنا أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم جعل العلم الحقيقي هو العلم الذي يبصر المرء بحقائق الأمور ، فصاحب المال إذا لم يتحلَ بالعلم فإنَّه سيسيء التصرف فيه ، فتجده ينفقه على شهوات نفسه ، ولا يعرف شكر هذه النعمة ، ولذلك استحق أن يكون بأخبث المنازل ، والعياذ بالله .
    وجعل العالم يعرف قدر المال الحقيقي ، فيم ينفق ؟ فبعلمه نوى نية صالحة فصار بأعلى المنازل ، وإن لم ينفق .
    8 ــ الاستغفار للعالم :
    ويكفي صاحب العلم فضلاً أنَّ الله يسخر له كل شيء ليستغفر له ويدعو له ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( صاحب العلم يستغفر له كل شيء حتى الحوت في البحر )) [ أخرجه أبو يعلى بسند صحيح ].

    فالله أكبر أي فضل يرجى بعد هذا9 ــ طلبة العلم هم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( سيأتيكم أقوام يطلبون العلم ، فإذا رأيتموهم فقولوا لهم : مرحبًا بوصية رسول الله وأقنوهم ـ علموهم ـ ))[ أخرجه ابن ماجه بسند حسن ] .
    10 ــ إشراقة وجوه العلماء ونضارتها :
    وأهل العلم الذين يبلغون الناس شرع الله تعالى هم أنضر الناس وجوهًا ، وأشرفهم مقامًا ، بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم .
    قال صلى الله عليه وسلم : (( نضر الله امرأ سمع مقالتي فبلغها ، فرب حامل فقه غير فقيه ، رب حامل فقه إلى ‌من هو أفقه )) [ أخرجه ابن ماجه بسند صحيح ] .
    11 ــ منة الله على أنبيائه بالعلم :
    ومن شرف العلم وفضله أنَّ الله امتن على أنبيائه ورسله بما آتاهم من العلم ، دلالة على عظم المنَّة .
    فذكر نعمته على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقال الله تعالى : { وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيمًا } [ النساء:113 ]
    وعلى خليله إبراهيم ، قال تعالى : { إنَّ إبراهيم كان أمة قانتًا لله حنيفًا ولم يك من المشركين شاكرًا لأنعمه } [ النحل: 120-121 ] وعلى نبيه يوسف (( ولما بلغ أشده آتيناه حكمًا وعلمًا وكذلك نجزي المحسنين )) [ يوسف : 22 ] وعلى كليمه موسى : { ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكمًا وعلمًا وكذلك نجزي المحسنين} [ القصص:114 ] وعلى المسيح عيسى بن مريم : { يا عيسى بن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل} [ المائدة : 110 ]
    12 ــ شرف الانتساب إليه :
    قال علي بن أبي طالب : ومن شرف العلم وفضله أنَّ كل من نسب إليه فرح بذلك ، وإنْ لم يكن من أهله ، وكل من دفع عنه ونسب إلى الجهل عزَّ عليه ونال ذلك من نفسه ، وإنْ كان جاهلاً .
    *
    يتبع...

  6. #5
    ثالثاً
    حكم طلب العلم
    طلب العلم الشرعي فرض كفاية إذا قام به من يكفي صار في حق الآخرين سنة، وقد يكون طلب العلم واجباً على الإنسان عيناً أي فرض عين، وضابطه أن يتوقف عليه معرفة عبادة يريد فعلها أو معاملة يريد القيام بها، فإنه يجب عليه في هذه الحال أن يعرف كيف يتعبد لله بهذه العبادة وكيف يقوم بهذه المعاملة، وما عدا ذلك من العلم ففرض كفاية وينبغي لطالب العلم أن يشعر نفسه أنه قائم بفرض كفاية حال طلبه ليحصل له ثواب فاعل الفرض مع التحصيل العلمي.
    ولا شك أن طلب العلم من أفضل الأعمال، بل هو من الجهاد في سبيل الله، ولاسيما في وقتنا هذا حين بدأت البدع تظهر في المجتمع الإسلامي وتنتشر وتكثر، وبدأ الجهل الكثير ممن يتطلع إلى الإفتاء بغير علم، وبدأ الجدل من كثير من الناس ، فهذه ثلاثة أمور كلها تحتم على الشباب أن يحرص على طلب العلم.
    أولا: بدع بدأت تظهر شرورها.
    ثانيًا: أناس يتطلعون إلى الإفتاء بغير علم.
    ثالثاً: جدل كثير في مسائل قد تكون واضحة لأهل العلم لكن يأتي من يجادل فيها بغير علم.



    فمن أجل ذلك فنحن في ضرورة إلى أهل علم عندهم رسوخ وسعة اطلاع، وعندهم فقه في دين الله، وعندهم حكمة في توجيه عباد الله لأن كثيراً من الناس الآن يحصلون على علم نظري في مسألة من المسائل ولا يهمهم النظر إلى إصلاح الخلق وإلى تربيتهم، وأنهم إذا أفتوا بكذا وكذا صار وسيلة إلى شر أكبر لا يعلم مداه إلا الله.
    *
    رابعاً :
    آداب طالب العلم


    1ـ النية الصادقة


    أول ما ينبغي أن يعنى به طالب العلم النية الصالحة فلا يبتغي بطلبه للعلم مالا ولا جاها ، ولا يبيع حظه من الآخرة بلعاعة من الدنيا تذهب لذتها وتبقى حسرتها !


    فإن من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله - لا يتعلمه إلا ليصيب عرضا من الدنيا - لم يجد عرف الجنة يوم القيامة ، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أن في طليعة من من تسعر بهم النار يوم القيامة رجلا تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن ، فأتي به ، فعرفه نعمه فعرفها ، فقال له : فما عملت فيها ؟ قال تعلمت العلم ، وعلمته ، وقرأت فيك القرآن ، فيقال له : كذبت ! ولكن تعلمت العلم ليقال عالم وقد قيل ! ثم يؤمر به ، فيسحب على وجهه حتى يلقى في النار .


    2ـ الأدب والتأدب مع الشيخ أو العالم


    ويقول أبو زكريا العنبري : ( علم بلا أدب كنار بلا حطب ، وأدب بلا علم كجسد بلا روح ) ، ويقول سفيان بن سعيد الثوري : ( ليس عمل بعد الفرائض أفضل من طلب العلم ، وكان الرجل لا يطلب العلم حتى يتأدب ويتعبد قبل ذلك عشرين سنة !)


    3 ـ ثمرة العلم

    أي العمل بما تم تعلمه

    قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون } ( الصف : 3-2 )

    فالعلم بلا عمل جنون ! والعمل بغير علم لا يكون ولا شك أن المقت الذي يكبر عند الله هو أكبر المقت وأشد البغض لا سيما في ضمير المؤمن الذي ينادى بإيمانه ويناديه ربه الذي آمن به !

    وقال صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الترمذي وغيره : ( لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن علمه ما ذا عمل فيه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن جسمه فيما أبلاه )

    4ـ التدرج في طلب العلم
    فالتدرج سنة عامة في التعلم وفي غيره ، وإن من طلب العلم جملة فاته جملة ، كما قال الزهري رحمه الله ، وإنما يدرك العلم حديث وحديثان ، ولعل هذا بعض الحكمة في نزول القرآن الكريم منجما على مدي سني البعثة ، وأمر الله لنبيه صلى الله عليه وسلم أن يقرأه على الناس على مكث ، قال تعالى :{ وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا } الإسراء : وقد قال سفيان الثوري رحمه الله : كنت آتي الأعمش ومنصورا فأسمع أربعة أحاديث ثم أنصرف كراهة أن تكثر وتفلت ، وجاء إليه رحمه الله شيخ ، فسأله عن حديث فأجابه ، ثم عن آخر فأجابه ، ثم عن ثالث فأجابه ، ثم سأله عن الرابعة فقال : إنما كنت أقرأ على الشيخ الحديثين والثلاثة لا أزيد حتى أعرف العلم والعمل بها ، فألح عليه الشيخ فلم يجبه ، فجلس يبكي ، فقال له سفيان : يا هذا ، تريد! ما أخذته في أربعين سنة تأخذه أنت في يوم واحد ؟! وقال ابن شهاب ليونس بن زيد : ( يا يونس ، لا تكابر العلم ! فإن العلم أودية ، بأيها أخذت فيه قطع بك قبل أن تبلغه ، ولكن خذه مع الأيام والليالي ، ولا تأخذ العلم جملة ، فإن من رام أخذه جملة ، ذهب عنه جملة ، ولكن الشيء بعد الشيء مع الأيام والليالي )


  7. #6
    18ـ العلم أفضل الجهاد :
    إذ من الجهاد ، الجهاد بالحجة والبيان ، وهذا جهاد الأئمة من ورثة الأنبياء ، وهو أعظم منفعة من الجهاد باليد واللسان ، لشدة مؤنته ، وكثرة العدو فيه .

    قال تعالى : { ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرًا فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادًا كبيرًا } [ الفرقان : 51-52 ]
    يقول ابن القيم : " فهذا جهاد لهم بالقرآن ، وهو أكبر الجهادين ، وهو جهاد المنافقين أيضًا ، فإن المنافقين لم يكونوا يقاتلون المسلمين ، بل كانوا معهم في الظاهر ، وربما كانوا يقاتلون عدوهم معهم ، ومع هذا فقد قال تعالى { " يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم } ومعلوم أنَّ جهاد المنافقين بالحجة والقرآن .
    والمقصود أنَّ سبيل الله هي الجهاد وطلب العلم ، ودعوة الخلق به إلى الله"[انظر كتاب مفتاح دار السعادة لابن القيم : ج 1 ص 70 ] .
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من جاء مسجدي هذا لم يأته إلا لخير يتعلمه أو يعلمه فهو في منزلة المجاهد في سبيل الله ، ومن جاءه لغير ذلك فهو بمنزلة الرجل ينظر إلى متاع غيره )) [أخرجه ابن ماجه (227) بسند صحيح ] .
    19ـ التنافس في بذل العلم :
    ولم يجعل الله التحاسد إلا في أمرين : بذل المال ، وبذل العلم ، وهذا لشرف الصنيعين ، وحث النَّاس على التنافس في وجوه الخير .
    21ـ العلم مقدم على العبادة :
    والعلم مقدم على العبادة ، فإنَّ فضلا في علم خير من فضل في عبادة ، ومن سار في درب العلم سهل عليه طريق الجنة .
    أخرج البيهقي في سننه عن أمنا عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إنَّ الله أوحى إليَّ : أنه من سلك مسلكا في طلب العلم سهلت له طريق الجنة ومن سلبت كريمتيه أثبته عليهما الجنة و فضل في علم خير من فضل في عبادة و ملاك الدين الورع )) [ أخرجه البيهقي ، بسند صحيح ].
    يتبع...

  8. #7
    5ـ أدب الطلب
    لطلب العلم أداب ، منها ما يتعلق بأدب الطالب في نفسه ، ومنها ما بتعلق بأدبه مع شيخه ، ومنها ما يتعلق بأدبه مع أقرانه ، ومنها ما يتعلق بأدبه مع درسه وطلبه للعلم .
    ونأتي إلى تقسيم الأدب
    ۞ الأدب مع نفسه ۞
    1ـ ينبغي لطالب العلم أن يتهيأ لطلب العلم بتطهير قلبه من الغش ، والغل ، والحسد، وفساد المعتقد ، وسوء الخلق ، ليصبح أهلا لطلب العلم وقبوله ، فإن القلوب تطيب للعلم كما تطيب الأرض للزراعة .
    الزهادة في فضول العيش ، وعدم التشوف إلى لعاعة الدنيا التي يتعلق بها كثير من المخدوعين ، بحيث يقنع بما تيسر من الغذاء والكساء ، ويجمع قلبه على طلب العلم ، ويتخذه سبيلا إلى الآخرة ، يقول الشافعي رحمه الله : لا ينال أحد هذا العلم بالمال وعز النفس فيفلح ، ولكن من طلبه بذل النفس وضيق العيش وخدمة العلماء أفلح.
    تحري الورع في أموره كلهاطعاما وشرابا ولباسا ومسكنا ، وبهذا يستنير قلبه ، ويصبح أهلا لقبول العلم والانتفاع به ، فلا يصيب عبد حقيقة الإيمان حتى يجعل بينه وبين الحرام حاجزا من الحلال ، ولا يسلم للرجل الحلال حتى يجعل بينه وبين الحرام جنة من الحلال ،وكان ابن عمر يقول : إني لأحب أن أدع بيني وبين الحرام سترة من الحلال لا أخرقها , ورحم الله عبد الله بن المبارك إذ يقول :


    يا طالب العلم بادر الورعا وهاجر النوم واهجر الشبعا

    حسن اختيار الرفقةالذين إذا نسي ذكروه ، وإذا ذكر أعانوه ، وإن احتاج واسوه ، وإن ضجر صبروه ، وإن من نعمة الله على الشاب إذا تنسك أن يؤاخي صاحب سنة يحمله عليها ، وقد جاء في الحلية لأبي نعيم : قيل لسفيان : من نجالس ؟ قال : من تذكركم بالله رؤيته ، ويرغبكم في الآخرة عمله ، ويزد في علمكم منطقه !

    تجنب التسويف وطول الأمل ، والمبادرة إلى طلب العلم في مستهل شبابه وإقبال حياته ، قال صلى الله عليه وسلم : (( اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك وصحتك قبل مرضك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك ))
    تجنب الغرور، والنظر إلى نفسه بعين الكمال والاستغناء عن المشايخ ، فإن ذلك عين الجهل ، وقلة التوفيق ، إذ الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى الناس بها ، وقد يستفيد الرجل ممن هو دونه ، كما يستفيد من أقرانه وممن هو فوقه ، ولا يزال الرجل عالما ما تعلم ، فإذا ترك التعلم وظن أنه قد استغنى فهو أجهل ما يكون ، كما يقول سعيد بن جبير رحمه الله ،
    تجنب الاشتغال بالخلافيات ، سواء في السمعيات أو في العقليات ، فإنه مما يحير ذهن المبتدئ ويدهش عقله، وخير له أن يجمع همته على كتاب يتقنه في كل فن، أو متنا يحفظه في كل علم، بدلا من الدخول في شعاب الجدل والمناظرات، التي قل من اشتغل بها في أول أمره فرجع منها سالما ، وإن من حفظ المتون حاز الفنون ٍ
    ۞آداب طالب العلم مع شيخه ۞
    1ـ تخير أصحاب الديانة والصيانة من الشيوخ ، فإن من سبر أحوال السلف والخلف أدرك أن النفع لا يحصل غالبا إلا إذا كان للشيخ نصيب وافر من التقوى وحسن الصلة بالله عز وجل ، فقد روي عن ابن سيرين وغيره : ( إن هذا العلم دين ، فانظروا عمن تأخذون دينكم ) وقال الخطيب البغدادي : ( ينبغي للمتعلم أن يقصد من الفقهاء من اشتهر بالديانة وعرف بالستر والصيانة)
    إجلال الشيوخ وتقديرهم وعدم التقدم بين أيديهم
    ملازمة الشيوخ للاستفادة من هديهم وسمتهم فإن من فقه الرجل ممشاه ومدخله ومخرجه مع أهل العلم
    التأدب في الجلوس بين يدي شيخه ، وحسن الإصغاء إليه ، وأن لا يتشاغل عن ذلك بشيء
    الصبر على ما قد يصدر عن شيخه من جفوة وشدة في بعض الأحيان والتماس العذر له >أين شباب اليوم من هذا الأدب <
    التلطف في السؤال عما أشكل عليه ، فإنما شفاء العي السؤال ، وأدب السائل من أنجع الوسائل ، فإن سكت شيخه عن الجواب لم يلحف عليه في المسألة ، وإن أخطأ تلطف في المراجعة .
    حسن الإصغاء حتى فيما سبق له به علم ، فإن هذا من أحسن الأدب لطالب العلم ، يقول عطاء بن أبي رباح : ( إني لأسمع الشاب ليتحدث بالحديث فأسمع له كأني لا أحسن منه شيئا ) ويقول أيضا : ( وإني لأسمع الشاب ليتحدث بالحديث فأسمع له كأني لم أسمع به ، ولقد سمعته قبل أن يولد )



    ۞ آداب طالب العلم في درسه ۞
    التبكير بسماع العلم والمسارعة إليه والملازمة لشيوخه
    ترغيب بقية الطلبة في التحصيل ، وإعانتهم عليه ، وإرشادهم إلى مظانه
    ومذاكرتهم بما حصله من الفوائد ، وأن لا يدل عليهم بما أوتي من قوة حافظة أو حضور بديهة فإن ذلك من النعم التي تقيد بالشكر.
    وفي الختام
    أسال الله أن يجعل ما كتبت حجة لي لا علي
    وأن يرزقني وإياكم العلم النافع والعمل الصالح
    فياأحبتي بادروا بثني الركب عند العلماء
    والعمر محدود
    ياإخوان حرية نقل الموضوع لكل مسلم
    بدون ذكر مصادر وماشابه
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter