عند الحاكم في المستدرك (من جعل الهم هماٌ واحداٌ كفاه الله هم دنياه, ومن تشعبته الهموم لم يبال الله في أي أودية الدنيا هلك)
والمعنى جمع الهم كله أوله وآخره لطاعة الله والتهيؤ للقائه. فإن هذا أعظم الهموم, وهو القضية الكبرى , ومن أجل هذا الأمر بعثت الرسل, وأنزلت الكتب, وقام سوق الجنة والنار , ونصب الصراط,ووضع الميزان, فمن بصره الله وأيقظ قلبه , جمع شأنه, وجعل تفكره في لقاء مولاه وخالقه , فإن هذا الشأن يشغل عن ما سواه ويلهي عن غيره, بل كلما زادت الحياة في القلب زاد الهم والأعداد, ولاتجد رجلاٌ فقيهاٌفي دينه, كاملاٌ في عقله إلا وقد جمع لبه في هذا الهم وحده , فلا يفكر ولايعمل ولايقوم ولايقعد إلا والله عز في علاه أجل شيء لديه, وأعظم وأجل مذكور عليه, فجوارحه في خدمة مولاه ولسانه يلهج بذكره وقلبه ينبض بشكره , وعينه تخرج مكنون الحب بدمع صادق, أما من وزع همه في شؤون الدنيا فلا تسأل عن شأنه كم من القلق والإضطراب والحيرة والحسرة والضياع في غير نفع, فهو في كدر متواصل , وحزن مستمر, لأن الدنيا حبيبها مقتول , وعاشقها معلول , وخادمها مخذول, فنسأل الله أن يجمع همنا لمرضاته وأن يجعل حياتنا لطاعته , وأعمارنا لعبادته
المفضلات