الفصل الرابع: يوم ضاعت القدس.. حرب الايام الستة المخزية.. *1967
في غفلة من العالم العربي الذي كان مغرقاً نفسه بالشعارات و الاناشيد القومية و احلام اليقظة و بجيشه الجبار و بإنتصاراته الوهمية..
هجم الطيران الاسرائيلي هجوماً مباغتاً على مطارات مصر (11 مطاراً تحديداً !) , سوريا , الاردن , العراق...
و تولى الجيش البري البقية بإجتياحه بقية اراضي فلسطين, ثم سنياء المصرية .. و هضبة الجولان السورية ( و اللتان هما اكبر من مساحة فلسطين نفسها ! )..
و كانت الخسائر كارثية, ممكن اختصارها بعدة نقاط..
1- تدمير سلاح الطيران المصري و الاردني والسوري, حيث دمرت 393 طائرة من اصل 416 طائرة وهي لاتزال على الارض خلال الـ 80 دقيقة الاولى من الحرب !!..
2- تدمير 80% من عتاد الجيش المصري
3- استشهاد الآلاف من الجنود العرب
4- تشريد 330.000 فلسطيني و مصادرة اسرائيل لأراضيهم و توزيعها على اليهود
5- اتاحة المجال لإسرائيل للتوسع بحرية في بناء المستوطنات
6- خفوت نجم جمال عبد الناصر, و تغير المعادلة العربية, فبعد ان كان العرب ينادون بتحرير اراضي فلسطين التي احتلت عام 1948, اصبحوا يطالبوا بتحرير الاراضي محتلة عام 1967, و تم نسيان او تجاهل النداء الأول بتحرير كامل الاراضي الفلسطينية..
لكن الكارثة الاكبر في تلك الحرب هو ضياع القدس تماماً من قبضة العرب... و هي اكبر كارثة بعد كارثة ضياع فلسطين عام 1948
فعندما دخول اليهود الضفة الغربية في 7/6/1967, دخل الجنرال مردخاي غور في سيارة نصف مجنزرة و استولى على المسجد الاقصى.. و عند دخولهم المسجد الاقصى كانوا يغنوا بكل سفاهة ووقاحة و غرور: "" حط المشمش على التفاح.. دين محمد ولى وراح ""
و يهزجون استهزاءاً بالعرب و ضعفهم و هزيمتهم :"" محمد مات.. و خلف بنات ""
و يصرخون انتقاماً لأنفسهم من غزوة خيبر " خيبر.. خيبر "
يذكر بأن صلاة الجمعة ( في يوم 9-6-1967) تعطلت في الحرم القدسي إثر الاحتلال وكانت هذه أول مرة تتعطل فيها شعائر الصلاة منذ تحرير صلاح الدين للقدس من الصليبيين في عام 1187 ميلادي، وتكرر هذا الأمر يوم الجمعة 19 تشرين الأول 1990 حينما اضطر أئمة المسجد إلى تأخير صلاة الجمعة لمدة ساعة بسبب منع القوات الإسرائيلية المصلين من الوصول للأقصى.
و هذه بعض الصور النادرة يوم الاجتياح.. و التي نادراً ما يتم نشرها في الصحف و المجلات ي لا يتذكروا الهزيمة الساحقة و يبقوا في احلامهم الواهية و غرقهم بالملذات الدنيوية .
صور لأوائل الطلائع الاسرائيلية قبل لحظات من دخول ساحة المسجد الاقصى.
احد أوائل الجنود اليهود الذي وصلوا الى المسجد الاقصى, و كما مبين بالصورة, فإنه يقبل حائط المبكي لفرحة الانتصار
هذه صورة نادرة و مفجعة جداً حيث يظهر مئات من الجنود ( إن لم يكن الآفاً مؤلفة ) يحيطوا بالمسجد الاقصى و مسجد قبة الصخرة.
صورة للجنود اليهود يحتفلون بإنتصاراتهم عند حائط البراق.
صورة لأحد الكهنة وهو ينفخ على البوق وممسكاً بالتوراة عند حائط البراق معلناً بأن القدس اصبحت واخيراً بقبضتهم !
من اليسار: اوزي ناركيس و موشي ديان و اسحق رابين يمشون في طرق القدس في اليوم الاخير من الحرب.
زيارة رئيس وزراء اسرائيل ليفي اشكول لحائط البراق بعد حرب 67
*************************
الفصل الخامس: يوم حُرق المسجد الاقصى.
تمر ذكرى جريمة إحراق المسجد الأقصى ، وما تزال الجريمة الصهيونية تحفر في الأذهان ذكرى أليمة في تاريخ الأمة المثخن بالجراح ، هي محطة ظلام كبيرة ووصمة عار لا تزول إلا بزوال المحتلّ .
.
في 21/8/1969 ، قام اليهودي المتطرف الأسترالي الأصل "دينيس دوهان" ، وبدعم من العصابات اليهودية المُغتصبة للقدس ، قام بإحراق المسجد الأقصى المبارك في جريمة من أكثر جرائم العالم إيلاماً بحق الأمتين العربية والإسلامية وبحق مقدساتها .
بدأت قصة الحريق عندما اقتحم المتطرف "دوهان" ساحات الحرم القدسي الشريف ، وتمكن من الوصول إلى المحراب وإضرام النار فيه محاولة لتدمير المسجد ، وقد أتت النيران على مساحة واسعة منه فقد طالت معظم أثاث المسجد المبارك وجدرانه ومنبر صلاح الدين الأيوبي
.. ذلك المنبر التاريخي الذي استغرق بناؤه 20 عاماً بدءاً من ايام القائد نور الدين زنكي ليُحمل الى المسجد الاقصى بعد تحريره من الصليبيين, لكنه مات قبل ان يحقق ذلك, ولما حرر القائد صلاح الدين الايوبي بيت المقدس امر بإحضاره من حلب لإلقاء خطبة الجمعة من فوقه لدى انتصاره وتحريره لبيت المقدس ، كما أتت النيران الملتهبة في ذلك الوقت على مسجد عمر بن الخطاب ومحراب زكريا ومقام الأربعين وثلاثة أروقة ممتدة من الجنوب شمالاً داخل المسجد الأقصى ، وكان الأمر سيكون أعظم من ذلك ، إلا أن المواطنين العرب وسرعة تيقظهم ، ثاروا و حالوا دون امتدادها إلى مختلف أنحاء المسجد .
وبلغت المساحة المحترقة من المسجد أكثر من ثلث مساحته الإجمالية ، حيث احترق ما يزيد عن 1500م2 من المساحة الأصلية البالغة 4400م2 وأحدثت النيران ضرراً كبيراً في بناء المسجد الأقصى المبارك وأعمدته وأقواسه وزخرفته القديمة ، وسقط سقف المسجد على الأرض نتيجة الاحتراق ، وسقط عمودان رئيسيان مع القوس الحامل للقبة ، كما تضررت أجزاء من القبة الداخلية المزخرفة والمحراب والجدران الجنوبية وتحطم 48 شباكا من شبابيك المسجد المصنوعة من الجبس والزجاج الملون ، واحترق السجاد وكثير من الزخارف والآيات القرآنية.
وقد استيقظ المقدسيون صباح اليوم الذي حُرق به المسجد على هذا الخبر المشئوم ، وعلى عكسهم كان اليهود فرحين بذلك ، حيث تأخرت سيارات الإسعاف عن الوصول لإطفاء الحريق ، علاوة عن قطع السلطات الإسرائيلية للمياه عن المسجد الأقصى في ذلك اليوم بالذات ، وبررت بادعائها زوراً وبهتاناً أن الجاني "مجنون" !!
وقد كانت جريمة إحراق المسجد الأقصى من أبشع الاعتداءات بحق الحرم القدسي الشريف ، كما كانت خطوة يهودية فعلية في طريق بناء الهيكل اليهودي المزعوم مكان المسجد الأقصى وكانت الكارثة الحقيقية والصدمة التي أعقبت هذا الاعتداء الآثم أن قامت محاكم الكيان الصهيوني بتبرئة ساحة المجرم الاسترالي بحجة أنه "مجنون!! "
وصرح المجرم "دينيس" لدى اعتقاله أن ما قام به كان بموجب نبوءة في سفر زكريا مؤكدا أن ما فعله هو واجب ديني كان ينبغي عليه فعله، وأعلن أنه قد نفذ ما فعله كمبعوث من الله !! !! ثم أطلقت سراحه دون أن ينال أي عقوبة أو حتى إدانة !
وعلى الرغم من أن الدلائل وآثار الحريق كانت تشير إلى تورط مجموعة كاملة في الجريمة وأن هناك شركاء آخرين مع اليهودي المذكور إلا أن قوات الأمن الصهيونية لم تجر تحقيقا في الحادث ولم تحمل أحدا مسؤولية ما حدث وأغلقت ملف القضية بعد أن اكتفت باعتبار الفاعل مجنونا !!
ويقول اليهود إن «تيطس» قد دمر الهيكل الثاني الذي يزعمون أنه كان مقاما مكان المسجد الأقصى في 21/8/70م ولذلك فإن هذا التاريخ يمثل ذكرى حزينة لديهم ، ولذلك لديهم الدافع لارتكاب اعتداءات ضد المسلمين وضد المسجد الأقصى للإسراع في بناء الهيكل الثالث المزعوم ، ولهذا يلاحظ أن الاعتداءات اليهودية عادة ما تزداد في شهر آب أغسطس من كل عام منذ احتلال اليهود لأرض فلسطين !!
و هذه بعض الصور اثناء الحريق
وهذا ما تبقى من منبر صلاح الدين الايوبي
اُستبدل منبر صلاح الدين بعد الحريق بمنبر حديدي مكانه..
يُتبع...
المفضلات